رواية ألف سنة لحبيبي الفصل الخامس بقلم سارة منصور
رواية ألف سنة لحبيبي الفصل الخامس
اتصدمت نجوي من الصوت ده ، ولأنه مر وقت طويل على سمعه ، شكت انه مش صوته ، فلفت وشها له وهى بتبص له بصدمه وبتقول
_ أنت بتتكلم ..؟
أنا متاكده أنى سمعتك بتقول ..
رد بصوت مضايق
_ ايوة انا مش موافق على الكلام ده ..واجب عليك تخدمي جوزك لحد اخر يوم في عمرك ..
نجوي كانت بتسمع لصوته وهى فرحانه لفرح بنتها لما تعرف ان ابوها أتكلم ، بس مع أخر كلام له اضيقت جدا بس حاولت تغير الموضوع من فرحتها وراحت تنادي على بنتها وتصحيها من النوم .
الاب فضل يتكلم مع بنته طول الليل ، نجوي شافت انه بدأ يحرك وشه شوية ويفرد ملامحه ويضحك وكان فرحه بنتها خلتها تحس بسعادة كبيرة .
****
مرت الأيام والضغط شد عليها جامد وظهرها بقى يوجعها أكتر ، نجوي اعتقدت انه لما يتكلم الحياة هتبقي خفيفة عليها وانه هيعتني بالبنت شوية ، بس طلع العكس وبدأ يرجع لأسلوبه القديم السلبي ومش بيرحمها لا بالسب ولا بالنقد اللى مبيخلصش ولا في اى رحمة .
لحد ما أخدت قرار انها تجيب حد يعد معاه وامه هتحاسب ليه لأنها معتش عندها القدرة تتحمل لسانه ولا خدمته .
_ أنت أنانى ومش بتحس بحد وهجيب حد يخدمك أنا قرفت منك ..ومعتش قادرة استحملك في حياتي لا أمك بتيجي تسأل فيك ولا حد من أخواتك يجي حتى يساعدك ولو يوم فالاسبوع ..، مش هما دول برضه اللى كنت بتضربني وتشتمني عشانهم ...قولى هما فين دلوقتى ؟
بتقولها نجوي وهى حالتها صعبه ومتنرفزة على الاخر بسبب طريقة ياسر معاها الصعبة .
رد عليها بهجومية
_ مش هقبل ان حد غريب يدخل بيتي ..أنت فاهمة
_ يبقي تطلقنى ..أنا أصلا مبشوفش منك أي تقدير ولا رحمة شغال شتيمة وتهزيق وقرف مشفتش منك يوم واحد حلو ..
ياريت يا اخى كان ربنا أخدك وريحني منك .
فضلت تنهج وتلقط نفسها بصعوبة بعد ماقالت الكلام ده بعصبية وصريخ وملامحها كلها قايدة نار من الظلم ،
اتصدمت لما لقت جوزها مش عليه اى تعبير خالص غير البرود التام من كلامها ورده اللى صدمها
_ مع السلامة ..
نجوي اضيقت جدا واتنرفزت اكتر ولمت هدومها واخدت بنتها اللى مبطلتش عياط. وقبل ماتفتح بوابة البيت فاتت على حماتها وقالت ليها بضيق
ـ انا سيبالك البيت وماشية وانا طالبة الطلاق مش هرجع هنا تاني ابدا..
ضحكت حماتها بصوت مستفز وعوجت بقها وهي بتقول
_ ياختي فى داهية..
رجعت نجوي لبيت باباها وعنيها كلها دموع وحسرة على حياتها اللى اتعذبت فيها ، هى مهما قدمت ليه مش بتلاقى غير المعاملة الوحشة وعدم التقدير.
باباها اول ماشافها وهى ماسكة الشنطه فى ايدها قدام الباب وبنتها بيعيط اتفاجئ بس فهم على طول
_ ليه بس يابنتي...مكنش ينفع ترجعي فى الوقت ده وتسيبي جوزك
_ ازاى هعيش مع واحد عاجز دمر حياتي وليه اخدمه يا بابا ارجوك أنا عاوز أطلق مش هقدر أعيش معاه
_ صدق اللى قال الولد يفضل يرضع من أمه لحد ماتموت انت حرة.. اعملى اللى عوزاه.
***
مر يومين بالتمام والكمال قضيته نجوي كله نوم فى السرير مش بتبطل تتقلب، ولا بتاكل ولا بتشرب، راحت لولدتها تاخد منها الفلوس اللى كانت بتوصل ليهم من شغلها ، اتصدمت بقهر لما عرفت انها اعطتهم لأخوها سلف عشان تساعدوا بيهم ، وكل ده وهى عارفه ان اخوها طول عمره طماع وعمره ماهيرجع الفلوس ابدا ودى اكتر حاجه وجعتها .
اكتمل الهم لما لقت باباها بيطلب منها فلوس ..وأنها لو اطلقت تساعد أخوها من مؤخرها عشان الشغل بتاعه القديم وقع .
الغم فضل طاير فوق راسها وحست أن أهلها بيستغلوها ، وان طول فترة جوازها كانوا يهدوها لما تتضرب من جوزها ويقولوا ليها انها لازم تستحمل ولا حد منهم فكر في يوم يروح يتكلم مع جوزها اكتشفت انها كانت مجرد شيء مركون عند الحاجة ليه ..
وهى قاعدة في البلكونة مع نفسها وهى تايهة بحزن شديد جالها فجأة شعور ان ممكن تكون مامته واخواته مش بيساعدوه ولا بيسألوا فيه، وشوية تانيين تكدب شعورها بانها راحت وقالت لولدته انها ماشية وان مش معقول كده يسبوه ، فضل الشعور مستمر معاها لحد الليل مانزل.. الراحة رافضة انها تزور قلبها.. وسؤال بيلح عليها ياترى هو بيعمل ايه؟
مقدرتش تستحمل اكتر وقالت
_ انا لازم اروح اشوف حصل ايه عشان ارتاح وبالمرة اقوله ان يرجعلى حقوقى كامله ويعوضني على كل اللى شوفته معاه.
وبعد ساعه بالظبط كانت واقفة قدام باب البيت .
البيت هادي خالص ملهوش حس، وخاصة الشقة بتاعت حماتها، فتأكدت بكده انهم قاعدين عنده فوق.
طلعت على السلم ووقفت قدام بيت شقتها، السكون مالي المكان بطريقة غريبة، فتحت الشقة واتصدمت انها فاضية زي ماسبتها أخر مرة .. جاء فى بالها انهم اخدوه مثلا يخرجوه ،فرجعت برجليها خطوة وكانت هتقفل الباب خلاص بس سمعت فجأة صوت عياط بقهر، رجليها اتوقفت عن الحركة وعرفت ان الصوت جاي من اوضة النوم بتاعتها، راحت هناك وشافت منظر وجع قلبها بطريقة صعبة.
يتبع الفصل السادس اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية ألف سنة لحبيبي" اضغط على اسم الرواية