رواية ألف سنة لحبيبي الفصل السادس بقلم سارة منصور
رواية ألف سنة لحبيبي الفصل السادس
كرهت نفسها فى اللحظة اللى شافته قاعد لسه على الكرسي وراسه مايلة على صدره تحت بدون حيلة ومش عارف يرفعها بسبب الشلل اللى اتصاب بيه والدموع مغرقة جسمه.. واكتر حاجه وجعتها انها زي ماسبته بالظبط.
حست ان الدنيا ضربتها بالقلم وقد ايه هى انسانة قلبها ميت انها تسيب جوزها العاجز بالمنظر ده.
مقدرتش تتكلم بكلمه واحده تدافع بيها عن نفسها. وراحت شالته وحطيته على السرير لتتفاجي ان مقدرش يسيطر على نفسه ونزل منه بول كتير على الأرض طول اليومين ، بكدة اتاكدت ان محدش طلعله .
دموعها هربت منها وهى حاسة بندم كبير وتخيلت انها لو كانت مكانه وربنا كتب عليها الابتلاء ده وهو سبها بنفس الموقف اكيد هيكون احساس مميت ملهوش وصف ، قالت فى نفسها
_انا لو مكانه عمرى ماكنت هسامحه .
فضلت الامور مستمرة لحد اسبوع كامل، عنيه من كتر الدموع خلت بياض عنيه دم، وهى حاسه انها هتقتل نفسها من كتر الذنب، مهما تكلمه،وتحاول توصل ليه مش بتلاقى منه غير الدموع.
شخصية زي ياسر كانت جبروتها كبير، ورؤية انه يبكي قدامها بالشكل وضحتلها قد ايه هو انسان متحطم من اللى حصله ومن تصرف اهله معاه ، خاصة ٍ انها لما نزلت تعاتب امه كان ردها بارد وهى بتقولها ..
_ كنت فكراكي بتهزرى ..وكان رد نجوي ..
طب مطلعتيش تتأكدي ولا تشقرى عليه ولو مرة واحدة ..
وفى الاخر طلعت نجوي الغلطانة بحجة انها ست كبيرة وانها مشغولة بوجود أحفادها جنبها .
اتصدمت نجوي من كلام حماتها وقد ايه اشفقت على ياسر .
***
كل حاجه فضلت زي ماهى، لحد لما فتح كلام
_ انا اسف.يانجوي..!!!
كانت ساعتها نجوي بتنضف الاوضة والهم راكب راسها وقافل شفايفها عن اي كلمه الحسرة بس فى عنيها والدموع محبوسة فيها.
قد اية كتم الدموع صعب وبيوجع القلب.
الكلمه وصلتلها خلتها فاقت ولفت ليه بعيون بهتانهة. حست ساعتها انها هى اللى عاوزة تعتذر.فقالت
_انا اللى اسفه انى سبتك فى الوضع ده وقولت ليك كلام مينفعش ان يخرج مني.
_ سامحيني.. يانجوي..انا اذيتك.
فى اللحظة دي نجوي لما سمعت الكلمتين دول ، واللى كانت نفسها تسمعها من زمان مشاعرها اهتزت وملامحها انهارت وفضلت تهز راسها بمعني انه مش لازم يوضح موقفه وان كفايه اللى هو فيه.
_ انا هكتبلك الشقة باسمك يمكن اعوضك شوية على اللى شوفتيه وتضمني حقك .
انت طلعتي بنت اصول..انا لو مكانك عمرى ماكنت استحمل اعيش مع واحد عاجز مكنش بيني وبينه اي رحمة.
انا استغليت ضعفك وسكوتك وقت ماظلمتك..
كان مفروض ساعتها تديني على دماخي..كان لازم تقفيلي عشان افوق
. يمكن.مكنش كل ده حصل..
انا اتعاقبت عشان اذيتك..وحرمتك من حاجات كتير..
وانا راضي بقسمة ربنا ومش.طالب غير انك تسمحيني.
نجوي كانت بتسمع كلامه وعنيها منهارة من الدموع،لان مكنتش حابة تسمع الكلام ده وهو ضعيف وباهت ولأنها حسيته في عياطه وحسرته على نفسه ،فقالت له وهى بتعيط
_ انا عمرى ما اتمنيت ان يحصلك حاجة ابدا زي كده.
_ صدقيني...انا ندمان على كل حاجه عملتها معاك.. وبتمني ان اموت عشان ترتاحي..
استحمليني لحد ما اموت يانجوي انا مقدرش اخل حد تاني يشوف ضعفى غيرك..
فجأة حاجة دقت قلبها بخوف عليه، هو كان وحش ومتقدرش تنكر وانه اذاها بس شعور الشفقة عليه انه شاب لسه صغير وشكله جميل يحصل له كل ده ويتحرم من ممارسة امور حياته ، كانه اتعاقب على ذنب اكبر من ذنبه بكتير .
هي كده كده حقها هتاخده في اى وقت والعوض هيجي ليها ، انما هو خلاص يعتبر ميت بجسد بينبض بقلب مكسور ومتدمر .
ياسر شاف في نظرتها له حزن وشفقة عليه فقال ليها _ أنا راضي باللى ربنا كتبه ليا .
****
وتمضي الايام
ياسر اتغير كتير جدا عن الاول بقي انسان تاني، انسان متقبل العجز اللى هو فيه راضي بقضاء الله وقدره، بقي يتعامل مع نجوي بامتنان ودايما الابتسامة مش بتفارقه، لدرجه ان نجوي بتسأل نفسها انه ازاى بقي قوي وبيضحك ويهزر بالشكل ده وهو مش بيقدر حتي يحرك ايده .
اتفاجئت لما قالها انه عاوز يروح المصيف معاها ولو لمرة واحده فى حياته.
افتكرت ساعتها لما كان هو بيطلع مع والدته واخته ويسبها لوحدها فى الشقة محبوسة مع بنتها فى بداية الجواز.
حست بطلبه ده انه عاوز يعوضها عن كل حاجة، فقالت له
_ انا مش عوزاك تحس بالذنب ابدا... صدقني انا سامحتك وبتمني ان ربنا يشفيك على خير. وان شاء الله هتقوم لينا وللبنتك بالسلامة وربنا يحفظك لينا ان شاء الله.
صمم ياسر انه يروح المصيف ونجح فى الاخر، وراح معاهم كان يوم عائلي كله ضحك وهزار.. الحياة اتغيرت بنسبة ٨٠٪ سعادة وضحك في حياة نجوي والعشرين الباقين متوقفين على شفاء ياسر رغم تعبها الشديد معاه الا انها بدأت تحس انه خفيف على قلبها وانها حابة تساعده في كل حاجة .
_ تعرفي انا اتجوزتك ليه... وكنت مصمم عليك؟
بيقولها ياسر وهو قاعد فى البلكونة بليل تحت ضوء القمر اللى مدفى قلوبهم بالفرحة.
يتبع الفصل السابع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية ألف سنة لحبيبي" اضغط على اسم الرواية