رواية زوجة ابليس البارت التاسع 9 بقلم روزان مصطفى
رواية زوجة ابليس الفصل التاسع 9
ما فعله بك فضولك
قادك إلى حافة الجنون
ما سئمت تخيُله في عقلك في مُنتصف الليل
تجسد بحقيقته أمامك
صوت هامس يقول : الشيطان .. ما تتعايش معه ما هو إلا شيطان :))
بكت رباب وهي تنظُر حولها وتكاد أن تُقطع خُصلات شعرها من شِدة شعورها بإنها فقدت عقلها
قالت بنبرة يائسة لزوجها الواقف أمامها غير مُتأثر بحالتها النفسية تلك : أنا المفروض أعمل إيه ؟ مغمضش عيني ولا أنام ! أنا وحشني النوم أوي .. وحشني أحط راسي على المخدة ومفكرش في أي حاجة ، حس بيا أنا خايفة ! .. أنا خايفة أوي يا لؤي بجد
إنهارت بالبُكاء داخل أحضانه ، كان يرمُقها بتعالي من دون أن يُحيط جسدها الهزيل بذراعيه ، ثم حركهما أخيراً على مضض ليضُمها له ويقول : إنتي بتحُطي ليه في دماغك إن اللي شوفتيه دا حقيقة ؟ مش مُمكن عقلك بيلاعبك ؟
رفعت رباب رأسها وهي تقول : دي بقت حاجة صعبة ، هم*وت وأنام
ليقول هو بدراية عما يفعله : خلاص نامي ، أوعدك مش هتحلمي بكوابيس لو نمتي في أوضتي
إتسعت عيناها بخوف وهي تقول : لا ! أوضتك أنا شوفت فيها ناس و ..
قاطعها لوي ليقول : مش هتشوفي حد صدقيني وهتنامي براحتك
جرت رباب قدميها بإرهاق لغُرفته ، وقف ك تمثال الشمع مُجدداً أمام الفراش وهو يراها تضع رأسها بخوف فوق الوسادة ، إبتسم بِلذة لإنه قادر على جعلها تخاف بتلك السهولة ..
ولكن داخله كان يعلم أنه لا يود إفقادها المُتبقي مِن عقلها
نظرت بعينيها في أرجاء الغُرفة لتجدها دافئة وفارغة تماماً من أي أشباح
بدأت في إغلاق عينيها تدريجياً ثُم فتحهما على وسعهما ، حتى أغلقت عيناها بقوة وهي تذهب في نوم عميق ..
* دخل حُلم رباب
غابة واسعة أشجارها وأوراق الشجر باللون الرمادي الباهت ، يتساقط من الأشجار تلك الأوراق التي تتطاير في الهواء من حولها
كانت تسير وهي تبحث عن شيئاً ما لإنها خائفة
كان في نهاية الغابة بوابة حديدية كبيرة
كانت ترتجف من البرودة والخوف ، سارت بخطوات ثابتة حتى وصلت بالقُرب من البوابة ، وجدت أمامها لوحة حديدية صغيرة عُلقت على البوابة ، كُتب عليها شيئاً ما ولكن . الضباب البارد يُخفي الجُملة
حركت يدها أمام اللوحة في مُحاولة منها لتُزيح ذلك الضباب وتستطيع القراءة بوضوح
كان يظهر حرف ويختفي الأخر وهي تُحاول تجميع الجُملة
قالت رباب داخل الحُلم وهي تُضيق حدقتا عينيها لتستطيع القراءة ( ك لا .. كلا ؟ )
بقيت هكذا تحاول إزاحة الضباب البارد الذي يُخفي الجُملة ، حتى مر من أمام اللوحة طائر أبيض جميل ومر بسُرعة بجناحيه لتظهر الجُملة كاملة وأخيراً !
قالت رباب وهي تأخذ أنفاسها وعيناها تلمعان وقرأت ( كلا لا تُطعه وأسجد وإقترب ) ♤ الأية ١٩ من سورة العلق ♤
أفاقت من نومها وهي تلتقط أنفاسها وصدرها يهبط ويعلو ، شعرت بقلبها يخفُق ولكن خفقان الشعور بالهيبة وعظمة الإيات القُرأنية
وضعت يدها فوق صدرها وهي تُكرر : كلا لا تُطعه وأسجد وإقترب
كررت تلك الأية مراراً وتكراراً ، حتى إستمعت إلى صوت شيئاً ما يح*ترق
قامت من الفِراش مفزوعة وهي تركُض للخارج وتقول : لؤي !! ماالك إنت فين !!
وجدته يقع على الأرضية ويتلوى وكأن كفا يديه تح*ترقان
إتسعت عيناها خوفاً لتُردد ظناً منها أنها تُساعده ولإنها الأية القُرأنية الوحيدة التي تتذكرها : كلا لا تُطعه وأسجد وأقترب
زاد ألمه أمامها لتقول بفزع : متتحركش من هنا هنزل أشوف أي حد يساعدناا
فتحت باب الشقة على مصراعيه وهي تركُض على الدرج في محاولة منها للإستنجاد بأي شخص أمامها
ما إن خرجت من البناية حتى توقفت وهي تنظُر أمامها بصدمة
ثُم قالت وعلامات الإستعجاب تسكُن وجهها : إيه دا !!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية زوجة ابليس" اضغط على أسم الرواية