رواية جبران العشق البارت العشرون 20 بقلم دينا جمال
رواية جبران العشق الفصل العشرون 20
الحمقاء تظن أنها أوقعت به في فخ أسود لتودي بمستقبله إلي الهلاك قتمت حدقتيه وهو يتقرب منها حملها عنوة بين ذراعيه كم أرادت أن تصرخ تستغيث بمن حولها ولكنه همس لها بصوت خفيض يتوعدها :
- لو سمعت صوتك هخليكي تقضي اللي باقي من عمرك ورا القضبان في السجن
ابتلعت صوتها وصراختها داخل جوفها المرتجف خوفا ارتعش جسدها بعنف وهو يحملها يخرج بها من الغرفة إلي ردهات المستشفى يتحرك بها الي حيث سيارته فتح الباب المجاور للسائق يلقيها داخل السيارة حرفيا اغلق عليها الباب ليأخذ مقعد السائق يدير محرك السيارة دون أن ينطق بكلمة فسألته هي بصوت مرتعش خائف :
- احنا رايحين فين ؟!
التفت لها يغطي ثغره ابتسامة مظلمة قاتمة يهمس لها متوعدا :
- علي بيتنا يا زوجتي العزيزة
وانطلق بالسيارة يدعس الدعاسات تحت قدميه بعنف يشق الطريق إلي منزله الصغير ليري تلك البلهاء مع من فكرت أن تعبث ، أما هي فلم تتوقف عن البكاء للحظة جسدها يرتعش تحتضن نفسها بذراعيها كفاها ما لقت ليأت هو بسهمه الأخير يقضي علي ما بقي منها تري أي عذاب ستلقاه الآن ... اجفلت حين وقفت السيارة ونزل هو فتح الباب المجاور لها بعنف قبض علي رسغ يدها يجذبها بقسوة من السيارة يجذبها خلفه إلي الطابق الثاني حيث يسكن وحيدا فتح باب الشقة يدفعها للداخل بعنف لتسقط أرضا من عنف دفعته ، رفعت وجهها سريعا تنظر له مرتعبة في حين القي هو المفاتيح من يده بعيدا بعنف اقترب منها في لحظة قبض علي خصلات شعرها يجذبها لتقف يصرخ فيها :
- بقي أنا ضربتك وعذبتك واغتصبتك ما طفتش سجاير فيكي بالمرة أنتي بترمي بلاكي عليا ، انطقي يا بت مين قالك تقولي القرف دا
غصت في شهقات بكائها العنيفة تحاول أن تخفف قبضة يده عن خصلات شعرها شهقت بعنف تتوسله باكية :
- أبوس إيدك ارحمني ، ما اعرفهمش هما خطفوني وغموا عينيا وعذبوني أيام وأسابيع وفي الآخر وروني صورتك وقالولي لو قولت عليك كدة هيسيبوني ، هيرحموني ... ارحمني أنا تعبت والله العظيم تعبت ، أنا بس نفسي ارتاح نفسي في الرحمة ... اقولك موتني ، الموت رحمة ليا عن كل اللي شوفته
لا تكذب حرقة صوتها دموع عينيها جسدها الذي يرتعش في ألم لا يكذب ، كضابط شرطة منذ سنوات بات من السهل عليه أن يميز بين الحقيقة والكذب وتلك الفتاة تكذب ولا تكذب تختلق بعض الحكايا وتصرخ بألم حدث لها ، دفعها الي اقرب أريكة ارتمت فوقها تنظر له ترتعش خوفها في حين حمل هو مقعد من الخشب وضعه امامه جلس فوقه ينظر لها يتفحصها بنظراته سألها محتدا :
- انتي عندك كام سنة
- 22
بالكاد خرج الرقم من بين شفتيها تنظر له مذعورة خائفة ما لاقته من الشيطان لم يكن بهين من الأساس ... زفر هو أنفاسه حانقا منها ومن الموقف بأكمله يحادثها غاضبا :
- أنا واثق ان وراكي مصيبة وأنك بتألفي اي كلام ، بس هخليني ورا الكداب ... أنا ممكن ارميكي في السجن مع اللي شبهك ، بس مش قبل ما اعرف ايه حكايتك كاملة ومين اللي وراكي ...
قام من جديد يقبض علي رسغ يدها يجذبها خلفه إلي ممر جانبي تذكرت وقتها ذاك الشيطان وهو يجذبها للغرفة التي بها صندوق الأفاعي ضرب جسدها برد قارص يعتصر اوصالها خوفا ... فتحت باب الغرفة يضئ انارتها يحادثها ساخرا :
- اعتبريها أوضتك ، سجنك لحد ما تشرفي في السجن اللي بجد
وتركها وغادر يصفع الباب خلفه وقفت مكانها تنظر للغرفة حولها جرت قدميها للفراش جسدها يرتجف من الألم والخوف تمددت تضم ركبتيها لصدرها تنساب دموعها تغرق روحها بالكاد جذبت الغطاء تختبئ تحته من صقيع الذعر في لحظات قليلة بدأت تشعر بالدوار يأخذها لبئر النوم تستريح ولو لدقائق من وحش نهشت روحها
___________________
مرت الساعات سريعا وسطعت الشمس تُضئ المكان تأففت تفتح عينيها رغما عنها تشعر بشئ غريب
رائحة المكان مختلفة ليست رائحة اعتادت عليها حتي ملمس الفراش مختلف تستمع إلي أنفاس تجاورها قطبت جبينها تبلع لعابها خائفة مدت يدها بحذر تحاول أن تلمس ذلك الراقد جوارها حطت أصابعها علي وجهه لتطمئن هو النائم جوارها ولكن أين هم ... وصلت لذراعه لتكزه بكفها تحاول إيقاظه :
- أنت اصحي ، قوم احنا فين ... إنت جبتني فين
سمعت صوته يتثأب ناعسا ، الفراش يهتز ذلك يعني أنه يصحو يتحرك
انتصف بيجاد يجلس جوارها يفرك عينيه ناعسا لم ينم سوي ساعتين علي اكثر تقدير لما تصيح تلك الصغيرة باكرا ابتسم يعطيها ابتسامة ناعسة يحادثها :
- صباح الفل يا حبيبتي صاحية بدري يعني مش عوايدك ، تحبي اناديلك ممرضة !
ممرضة !! ارتدت تلك الكلمة في عقلها بعنف لتلفت برأسها ناحيته تصيح مذهولة غاضبة :
- ممرضة ، هو احنا فين وبنعمل ايه
تنهد متعبا تلك الصغيرة لا أمل من الكلام معها أبدا بات تغضب لأقل شئ مد يده يريد أن يربت علي كتفها لتدفع يده بعنف ما أن لامساتها أصابعه يري في عينيها نظرة غيظ امتزجت بكره واشمئزاز لذلك انسحب من جوارها علي الفراش التف يقف بالقرب منها يخبرها بما حدث :
- احنا هنا في مستشفي في جراح كبير موجود هيبقي مسؤول عن حالتك ، أنا عارف إني لو قولتلك هترفضي تيجي معايا فحطتلك منوم في الأكل امبارح
توسعت حدقتيها غيظا مما قال حاولت أن تقوم يبدو أنها نسيت أن ساقها في جبيرة دفعت بجسدها من فوق الفراش لتصرخ من الألم وقعت علي وجهها أرضا صلح باسمها مفزوعا ليهرع إليها يحاول حملها بحذر وهي تصرخ من ألم ساقها وضعها علي الفراش وركض خارج الغرفة يبحث عن أي طبيب يُغيثه عاد بعد دقائق ومعه طبيبة عظام اقترب منها يحاول تهدئتها يحادثها متلهفا :
- اهدي يا رسل الدكتورة اهي اهدي يا حبيبتي
صرخت فيه دفعت يديه بعيدا عنها :
- ابعد عني اخرج برة ، أنت السبب ، أنت شيطان أنت ووليد كلكوا شياطين
ابتعد عنها لا يجد ما يقوله وهي لا تسمع لا تتفهم تحرك بخطي ثقيلة ناحية باب الغرفة خرج منها ليستند علي الباب المغلق يغمض عينيه نادما عرض سريع من حياته فتح عينيه ينظر ليده يبتسم ساخرا كان السلاح جزء لا يتجزأ من يده كانا لا ينفصلان أحب القتل وعشق الدماء لسنوات وهو يسفكها بضغط زناد رصاصته أبدا لم تخيب تنهد بعمق يحرك رأسه بالإيجاب وكأنه يحادث نفسه سيصل لقلب الصغيرة حتي وان شق الارض لأجلها
____________________
أنه اليوم التالي لزفافهم ماذا يسمونه في تلك الحارة الشعبية لا تعرف ربما هي ( الصباحية ) كلمة غريبة استمعت إليها مصادفة من احدي السيدات في الحي فتحت عينيها فجاءة تنظر للنائم جوارها في سكون تتأمل النظر لقسمات وجهه ، من هو باتت لا تعرف أهو ذلك الوقح البلطجي تاجر الممنوعات ، أم رجل نبيل لين المعاملة يحب الضحك يعشق مشاكستها ابتسمت يآسة تقسم أنها باتت تحب كلمة ابنة الذوات التي يقولها لها بين حين وآخر ، زوجة جبران السواح من كان يصدق أنها ستفعل كانت تظن أن زواجها سيكون من احد رجال الأعمال من شركاء والدها ولكن ها هي ترقد جوار معلم حواري يفتحر بماديته ( المطوة ) وضعت يدها علي فمها تكتم صوت ضحكاتها حين تذكرت ما حدث بالأمس
Flash back
انتيها من طعامها لتجده يلتقط قطعة قماش ملقاه جوارهم يمسح بها كفيه لتعترض تحادثه حانقة :
- جبران لو سمحت قوم اغسل ايدك ، مش هتنام وايدك ريحتها أكل
القي قطعة القماش بعيدا قام واقفا ابتسم يحادثها ساخرا :
- يا بنت الذوات أنا متعود امسح كف يدي من شغلي في الورشة إنما اكيد هغسلها
وتحرك للمرحاض قامت خلفه لا تعرف أين المرحاض وبالطبع هو سيذهب إليه ما أن اقتربت من باب المرحاض هو كان فقط يقف عند الحوض يغسل كفيه بالصابون توسعت عينيه يصفع الباب في وجهها يصيح فيها ساخرا :
- يلا يا قليلة الأدب جاية ورايا الحمام
توسعت حدقتيها تدلي فمها مدهوشا بما يهذي ذلك الوقح لحظات وفتح الباب يمسك بمنشفة وضعها علي كتفها نظر لها يغمغم ساخرا :
- تؤتؤ شوف وأنا اللي كنت فاكرك مؤدبة يا بنت الذوات اخس
وتركها ورحل لتشد علي كفيها انتزعت المنشفة من فوق كتفها تكورها في يديها ترميه بها بعنف اصطدمت بظهره ليلتفت لها يلاعب حاجبيه عابثا يضحك عاليا تأففت حانقة الي المرحاض ذهبت اغتسلت وعادت لغرفة النوم لتجده يجلس فوق الفراش كاد أن يقول شيئا يقنعها به أن تنام جواره ولا تقلق لكنه وجدها توجهت إلي الفراش بملئ إرادتها اخذت الجانب الآخر من الفراش تجذب الغطاء تتدثر به ابتسمت ناعسة تتمتم :
- تصبح علي خير
ضرب كفا فوق آخر يغمغم مدهوشا :
- وأنا اللي كنت لسه بقول يا تري اقولها ايه عشان اخليها تنام وما تقلقش وانتي من اهل الخير يا وتر نامي يا حبيبتي
ضحكت بخفة توليه ظهرها تجذب الغطاء حتي رأسها ما أن كادت تنغمس في النوم سمعته يهمس باسمها :
- وتر قومي دخلي باقي الأكل التلاجة عشان ما يحمضش الجو حر
تأففت حانقة تختفي تحت الغطاء تهمس بنزق :
- ماليش دعوة قوم دخله أنت
اعتدل جالسا أمسك طرف الغطاء يجذبه من فوق رأسها يردف يحادثها ببعض الحدة :
- قومي يا بنت الذوات هو مال حرام
فتحت عينيها في تلك اللحظة رفعت وجهها له ترتسم ابتسامة كبيرة علي ثغرها تحادثه ساخرا :
- اااه مال حرام ولا عامل مش واخد بالك
ابتسم في سخرية هو الآخر كتف ذراعيه أمام صدره يحادثها متهكما :
- ولما هو مال حرام كلتي منه ليه ، قبلتي من الأول تتجوزيني ليه ، ولا فلوس بابا هي اللي حلال
قطبت ما بين حاجبيها متعجبة من جملته الأخيرة هبت جالسة فوق الفراش اشهرت سبابتها أمام وجهه تحادثه محتدة :
- مالكش دعوة ببابا وايوة فلوسه هو حلال ، بابا رجل أعمال كبير ومعروف
- دجال يعني
اردف بها ساخرا لينفجر في الضحك علي مزحته السخيفة في حين انتفخت اوداجها غضبا من سخريته ابتعدت عن الفراش تصرخ فيه غاضبة :
- جبران كله إلا بابا ، ما اسمحلكش بأي شكل من الأشكال أنك تقلل منه أو تهينه حتي لو بتهزر إنت فاهم
رأت في عينيه نظرة سخرية غريبة اومأ لها يغمغم ساخرا :
- من عيوني يا ست البنات ، بكرة الزمن يوريكي الحقيقة ... دخلي بقي الأكل بما إنك قومتي من علي السرير
سبته في نفسه تغمغم حانقة بصوت خفيض تعبر عن غضبها منه وهي طريقها تبحث عن ذلك المبرد وصلت للمطبخ لتجده يقبع هناك وضعت الصينية في يدها علي الأرض تأخذ منها الاطباق حتي الفارغة تضعها في الثلاجة
تتثأب ناعسة وضعت الصينية فئ أحد الاركان جانبا لتعود للفراش تتثأب ناعسة ارتمت فوقه تنام تجذب الغطاء عليها في لحظات نامت دون مقدمات
Back
اجفلت علي صوت رنين هاتفه بصوت أغنية شعبية صاخبة لتغمض عينيها وكأنها نائمة سمعت صوته يتثأب ناعسا بشكل عنيف اخافها .. مد يده يلتقط هاتفه نظر للمتصل ليسبه بكلمة ليست جيدة علي الاطلاق فتح الخط يحادثه محتدا :
- علي الله يا فتحي تكون متصل عشان حاجة تافهة
صمت للحظات يسمتع للطرف الآخر قبل أن يصيح فيه غاضبا :
- ولاا أنا لو نزلت هعجنك في بعضك غور افتح الورشة
ويبدو أنه اغلق الخط في وجهه سمعته يغمغم حانقا يحادث نفسه :
- شوية متخلفين علي الصبح قال مش لاقي مفاتيح الورشة مش كفاية أن البيه لسه هيفتح بعد كل ضهر
فتحت عينيها في تلك اللحظة تتثأب برقة انتصفت جالسة تفرك عينيها رسمت ابتسامة طفيفة علي شفتيها تردف بخفوت :
- صباح الخير ، في اي متعصب ليه كدة علي الصبح
التفت برأسها إليها وابتسم يبدو أن أولاد الذوات كما يظهرون في التلفاز حقا يستيقظون بشكل مهندم نظيف غريب ، تعلقت عينيه بخصلة شعر تدلت علي وجهها ، شعر بها تناديه ليلامسها بيده مد يده بخفة يزيح خصلة الشعر خلف أذنيها ارتبكت مما فعل تنظر له متوترة تنقل انظارها بينه وبين كف يده الذي لم يبتعد عن خدها بعد ... ناقوس خطر يدق في رأسها وهو يقترب منها رويدا رويدا بخفة تهدجت أنفاسها خوفا مر أمام عينيها ما حدث قدميا لتهب سريعا تبتعد عنه ابتسمت متوترة تردف :
- أنا هروح اغسل وشي واخد شاور
التقطت أول ما قابلها من الثياب سريعا من دولاب الملابس تهرب من الغرفة تحت انظاره المتعجبة ما أن خرجت من الغرفة إلي الصالة وجدت هاتفها يدق يبدو أنه يدق منذ مدة طويلة توجهت إليه رقم غريب اتصل بها ما يزيد عن مئة مرة فتحت الخط لتسمع صوت والدها يصيح فيها غاضبا :
- بقالي ساعات بحاول اتصل بيكي ايه الهباب اللي طارق قالي أنك هببتيه دا تتجوزي وأنا مش موجود ، انتي ناسية أنك متجوزة اصلا ؟!
غضبها مما قال والدها أنساها تماما أنها كانت حقا في أشد حالاتها شوقا له لولا وجود جبران علي مقربة منهم لكانت صرخت من شدة غضبها اخفضت صوتها تهمس له حانقة غاضبة :
- قصدك وليد أخو طارق اللي حاول يعتدي عليا في غيابك كانت خطوبة لواحد عمري ما شوفته أنت اللي اصريت إني اتخطبله وجيت قدام المأذون قولت مش موافقة انهي جواز دا اللي بتتكلم عنه
صاح سفيان فيها مصعوقا :
- طارق حاول يعتدي عليكي دا أنا هفصل رقبته عن جسمه صبرك عليا يا طارق يا تهامي
صمت للحظات استعاد فيها موج غضبه من جديد ليصيح فيها محتدا :
- كلمتي عهد وأنا وعدت مجدي أنك هتبقي لواحد من ولاده إن كان وليد مات فهتبقي لطارق ...
ما به والدها يتصرف وكأنه شخص لا تعرفه لما ذلك الغضب والإصرار علي أن تكون زوجة لأحد أبناء صديقه انهارت دموعها ألما علي فراقه وعلي ما يقول حين سمعت صوته اخيرا لتهمس له بحرقة :
- أنا مش عروسة لعبة يا بابا عشان اتنقل من ايد دا لأيد دا ، أنا بنتك إنت عمرك ما كلمتني كدة في اي يا بابا
خرجت شهقات بكائها تشعر بالضعف والانهيار لتلين نبرة صوت سفيان يحادثها معاتبا :
- عايزاني أعمل ايه يعني لما أعرف أن بنتي الوحيدة اتجوزت من ورايا لحتة بلطجي صايع بيتاجر في المخدرات كان فين عقلك يا وتر وانتي بتوافقي علي الجوازة دي حبيبتي دا ما ينفعكيش بأي شكل أنتي وتر هانم الدالي
صمت للحظات قبل أن يعاود حديثه :
- لازم تخليه يطلقك ، لو ما رضيش يبقي يموت ونخلص منه ... وبعدين أنتي قولتيله الحقيقة قولتيله الحادثة اللي حصلتلك أنا واثق أنك لو كنتي قولتيله كان فضحك وبهدلك ، أنا راجع كمان كام يوم ومش هسيبك علي ذمته لحظة واحدة ... سلام يا وتر خلي بالك من نفسك
واغلق معها الخط وقفت للحظات تسترجع كلمات والدها لتنهار علي الأريكة جوارها اخفت وجهها بين كفيها تجهش في البكاء خرج جبران من الغرفة علي صوت بكائها العنيف تحرك إليها سريعا جلس جوارها يسألها قلقا :
- مالك يا وتر دي تاني مرة اشوفك بتعيطي ، في اي فهميني
ازاحت كفيها عن وجهها ستخبره وينتهي كل شئ مسحت دموعها بعنف تحاول أن تلملم القليل من رباطة جأشها المراقة غص صوتها تهمس له :
- جبران أنا ، أنا مش ....
كادت أن تقولها حين صدح صوت دقات عالية علي باب منزلهم وصوت والدتها يطلق الزغاريد العالية :
- افتحوا يا عرسان ، كل دا نوم دي الساعة داخلة علي 3 العصر
تحركت وتر تجاه غرفة النوم سريعا دخلت توصد الباب عليها بالمفتاح من الداخل ليتنهد قلقا من حالها عليه أن يعرف ما بها ... تحرك يفتح باب المنزل لفتحية التي تحمل صينية عليها الإفطار اخذها منها لتدخل هي تطلق الزغاريد العالية تحادثه مبتهجة :
- صباح الفل يا معلم صباحية مباركة يارب اومال العروسة فين
ابتسم يربت بكفه علي صدره يردف :
- تعيشي يا ست فتحية ، الله يبارك فيكي ... وتر نايمة سيبيها مش قادرة تصحي دلوقتي
حمحمت فتحية محرجة جبران يخبرها بشكل غير مباشر بأنها غير مسموح لها برؤية ابنتها الآن ابتسمت متوترة تردف :
- نوم الهنا يارب ... أنا هخش اشوفها وامشي علي طول
تحركت خطوتين لتجده يعترض طريقها ينظر لها في حدة يديه في جيبي سرواله القطن تلك المرة كانت نبرته أكثر حدة وهو يخبرها :
- هو أنا مش قولتلك نايمة مش هتقدر تصحي دلوقتي ، وما تقلقيش بنتك زي الفل اطمني
جف لعابها حرجا تومأ له حاولت رسم ابتسامة باهتة علي شفتيها تحادثه :
- طب استأذن أنا يا معلم هبقي اكلم وتر لما تصحي وتفوق ابقي اجليها
رحلت ليغلق جبران الباب خلفها توجه إلي المرحاض اغتسل في دقائق عاد إلي غرفته دق بابها يحاول الدخول يحادثها مترفقا :
- وتر افتحيلي الباب عايز أغير هدومي عشان أنزل
سمع صوت المفتاح يتحرك في قفله انفتح الباب دخل ليجدها تجلس فوق الفراش تمسح بقايا الدموع من علي خديها التفتت برأسها له ترسم ابتسامة واسعة علي ثغرها :
- معلش أنا ساعات بحس إني عايزة اعيط من غير سبب ، هي ماما مشيت أنا سمعتك بتقولها نايمة
اومأ لها يشك في كل ما قالت صحيح أنه لا يعرفها سوي من وقت قريب ولكنها تكذب تلك الفتاة فاشلة في اختلاق الأكاذيب اقترب منها دني بجذعه قليلا يمسك بذراعيها بين كفيه ابتسم يحادثها :
- وتر حتي لو جوازنا مجرد تحدي من وجهه نظرك ، فهو حياة وجواز عادي بالنسبة ليا أنا لو في اي حاجة حصلت مضيقاكِ أو مزعلاكِ احكي لي صدقيني هتلاقيني دايما في ضهرك يا بنت الذوات
نطق كلمته الاخيرة بشكل مرح لترتسم ابتسامة طفيفة علي ثغرها اومأت له بإيجاب كاذب زائف بالطبع لن تخاطر وتخبره ... ارتجف جسدها حين شعرت به يقبل قمة رأسها
أخذ ثيابه وخرج من الغرفة تاركا اياها تسبح في بحر من الحيرة يغرقها رويدا رويدا
___________
كانت تحلم بالطبع كان حلما كان تركض في صحراء وخلفها ثعبان ضخم يحاول قتلها ملابسها ممزقة الدماء تغطي جسدها تبكي بحرقة تصرخ عل أحد ما ينقذها ... شهقت بعنف تصحو من ذلك الكابوس البشع علي يد تربت علي وجهها وصوته يصيح فيها :
- انتي يا بت انتي بتموتي ولا ايه بخربيتك فوقي
انتفضت تعود بجسدها للخلف تلقائيا دموعها تغرق وجهها منذ أن كانت تحلم ارتجفت حدقتيها عقلها وكأنه انفصل عن جسدها لا تري زياد لا تستمع إلي ما يقول تري صاحب الظل ها هو يقترب منها في يده الثعبان يبتسم لها ابتسامة الشيطانية المجنونة صرخت مذعورة من وهم مخيف سكن روحها انتفضت من مكانها تهرع الي الشرفة الموجودة في الغرفة في لحظة فتحتها تريد أن تلقي بنفسها منها انتفض زياد سريعا لحق بها قبل أن تلقي بنفسها بثوانٍ معدودة جذبها للداخل يحتجزها بين ذراعيه لتصرخ هي مذعورة تتنفض بين ذراعيه تصرخ بحرقة :
- سيبني أموت والنبي سيبني أموت ، ما ترجعنيش ليه ... مش عايزة ارجعله ... أنا عايزة أموت
احكم يديه حولها ينتزعها من عند الشرفة اخرجها من الغرفة بأكملها إلي الصالة اجلسها علي الأريكة تحرك يبحث عن اي مهدئ كان يستخدمه إلي أن وجد قرص واحد فقط تبقي في شريط وضعه في كوب عصير وعاد به إليها وقف من بعيد يراقبها جسدها يرتجف وكأنها تُصعق عينيها تتحرك بهذيان في كل مكان قسمات وجهها تنقبض خوفا كل حين وآخر ، تلك المسكينة يبدو أنها عانت كثيرا اقترب منها يعطيها كوب العصير كاد أن يسقط من يدها عدة مرات من عنف ارتجافة كفها ... سألها برفق فيكفي ما بها الآن :
- أنتي اسمك إيه ، أنا نسيت اسألك علي اسمك
- حياة
بالكاد سمع اسمها ليومأ لها يتسأل في نفسه يتحسر علي حالها وهو حتي لا يعرفها من الذي انتزع الحياة من حياة ! بدأت ارتجافة جسدها تهدئ بفعل المهدئ ثقلت جفونها مال جسدها للخلف أخذ منها كوب العصير يضعه علي الطاولة بعيدا مدد جسدها علي الأريكة يضع وسادة تحت رأسها توجه إلي الغرفة يجذب غطاء من الدولاب لتسقط صورة قديمة من دولاب ثيابه نظر انحني يلتقط الصورة الصورة لترتسم ابتسامة حزينة علي ثغره صورة قديمة له هو ووالدته وخالته وحياة ابنه خالته !!
توسعت عينيه يقرب الصورة من عينيه حياة الصغيرة لديها شامة علي شكل سحابة علي كتفها الايمن ، حياة سافرت مع والديها منذ سنوات ، حياة تعيش بالخارج تلك ليست حياة بأي شكل من الأشكال .... تحرك سريعا يحمل الغطاء في كفه والصورة في الكف الآخر ارتجف كف يده يكشف كتفها الأيمن قليلا لتشخص عينيه ذعرا ارتد بجسده للخلف نفس الشامة بنفس الشكل ، نفس الاسم
لا يمكن أن تكون هي حياة !!!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية جبران العشق" اضغط على أسم الرواية