رواية في طاعة الله الفصل الثاني بقلم هاجر
رواية في طاعة الله الفصل الثاني
منه لله، الله يسامحه، منه لله، دا انا ملحقتش، يارب استر،
كان هذا صوت هنآ و هي علي وشك البكاء، و هي تردد تلك الكلمات اللتي لم تعد حياء تدري كم مرة رددتها في نفس الدقيقه.
حياء بنفاذ صبر: هنااا ارحمي خالتي العيانه يا أختااااااااه مشكدا من ساعة ما طلعت و انتي قارفاني
هنآ بتوتر: المراقب اخد مني الورقه قبل ما أكمل.
حياء و هيا علي شفا حفرة من ان تصاب بجلطة قلبية: كملي الجملة بقا،؟ ها؟ كملي،. اخد الورقه قبل ما تكملي مراجعة للمرة الساتة و بعدين دا امتحان تحديد مستويات، يلا يختي انجري قدامي نصلي الظهر قبل ما المحاضرة تبدأ.
هنآ: اها يلا علشان عندنا محاضرتين النهارده. ثم انصرفا لتأدية فرضهما و الوقوف بين يدي الله .
داخل قاعة المحاضرات كانت هنآ منخرطة في متابعة هاتفها بجانب حياء كلاً منهما تقرأ وردها من القرآن، ثم فجأة صدح صوت جعل وتيرة أنفاس هنآ تتسارع و دقات قلبها تتفاقم لأضعاف مضاعفة، و حياء نظرت و صدمت و همسات الفتيات تعالت عن هذا الوسيم الذي اقتحم القاعة و جذب الأنظار نحوه.
حذيفة برزانة و هو ممسك بالميك: اهلاً يا شباب، احب اعرفكم بنفسي، انا دكتور حذيفة، هشرح المحاضرة النهاردة مكان دكتور معاذ علشان عنده ظروف، طبعا كلكم مستغربين لان محدش يعرفني هنا
، و دا صحيح لاني معيد في كلية الطب مش هنا، نبدأ المحاضرة ، و بدأ في الشرح .
حياء ببلاهة بصوت منخفض لهنآو فرحة في نفس الوقت: هه ههه حذيفه اخويا بيشرح ههه حذيفة اخويا يا هنآ؟، اول مرة اشوفه محترم، دا حذيفة بجد! اخويا؟! بحبه اوووي الواد العاطل دا،الله أكبر عليك يا زوز. «شكرا ع التهزيق يا حياء 🙈».
ثم بعد 5 دقائق من بدأ المحاضرة تسرب إلي مسامع حياء و هنآ صوت زميلتهم في الدفعة سماح و هيا تتغزل في حذيفة بوله
شايفة يا بت يا ندي العضلات و الهيبة، هيييح شايفه الشياكة يا بت، يخربيت شعره و لحيته.
ندي بتسبيل: يارب ما يكون مرتبط.
سماح بأمل: مفيش دبلة في ايدية، هخطفة و هتشوفي.
نديو هيا تعدل شعرها: سيبيه يختار يمكن اعجبه
«حد شامم ريحة شياط؟! لا انا منستش الرز ع النار زي عادتي، حد منكم نسي الرز؟!، اوبا تبقي دي ريحة الدم اللي بيغلي في راس و قلب هنآ»
حياء بغيظ: البت بتقولي كدا علي اخويا البت بتعاكس زوز قلبي؟ دا انا هاكلها بالكاتشب برا بنت التيت اللي ضاربة أكسجين ام حسنة معموله بالكحل بنت الناس الطيبين .«بعد اييي يحياء قطعتي فروة البنيه 😂».
هنآ و هيا علي وشك البكاء من كثرة الغضب و الغيرة فتلك الــ سماح لا تنفك تتغزل في ذاك الــ حذيفة خاصتها: ملناش دعوة تقول اللي تقولة انا مالي.
حياء و هيا تنظر لها بنصف عين: يا بت؟ ياااا بت؟ دا عيونك احمرت يا حزينة عيني في عينك كدهون!!.
الأنسة اللي في البينچ الخامس من ورا و اللي جنبها يقوموا يطلعوا برة!
تصنمت كلاً من حياء و هنآ إثر كلمات حذيفة الصادمة فنظراته متعلقه عليهما، و كذالك نظرات القاعة بأكملها «زي عندنا لما الدكتور يهزأ حد في وسط قلب المحاضرة مستحيل نكسفه، تؤ لازم الدفعه تبصله بصات تندمه ع اليوم اللي اتولد فيه، و اللي غلط فيه و دخل تمريض ، اصلا هو مش بيزعل من كلام الدكتور قد ما بيزعل من نظراتنا ليه كأنه بيبيع حشيش علي اول الطرقه ما علينا نسيبنا من الممنوعات و نكمل البارت» أشارات هنآ لنفسها، فأكد لها حذيفة انه يقصدهما
فتكلمت حياء : انا عملت اي؟دي هنآ اللي بتتكلم طلع هنآ.
فنظرت لها هنآ بصدمة
نظر لها حذيفة بستنكار و هو يهمس في نفسه: طول عمرك واطية يا حياء الكلب
فأجل صوته و قال: اخرجي بره يا أنسه بدون نقاش يلا
فلملمت حياء شتات امرها و خرجت هي و هنآ و الصدمة المسيطره عليهما.
هنآ احنا اتطردنا؟، كان هذا سؤال حياء بعد خروجهما
ردت هنآ: حياء احنا اتطردنا؟. ثم اكملت بغيظ: بقا كدا يا حياء تبيعيني
حياء بجديه: انتي متاكده يا هنآ اني كنت هخرج معاكي و اني بهزر
هنآ: عارفه، هنعمل اي دلوقتي شكلنا بقا وحش قدام الدفعه اووي
حياء و هيا تضع القلم بالشنطة بلا مبالاة: هناكل
هنآ بصدمة: نعم!؟
حياء ببساطة: اي اللي مش مفهوم في الكلمة؟ هناكل يلا المحاضرات بتروح و تيجي اهم حاجة صحتك يا رايق.
هنآ بستغراب: هناكل و رايق؟
حياء: أجل يا سيدي، اصلا يبنتي ع رأي المثل الصيني الجميل بيقولك سي كو فيبا لازوكرات.
هنآ بأستفهام و استغراب: يعني اي؟
حياء: مش عارفه مكنتش بحضر حصة الصيني في الأعدادي
هنآ باستغراب: احنا كنا بناخد صيني في الاعداداي؟
حياء: لا، يلا يلا ناكل سندوتشات خيل و حصنه من عند صبحي مجاري اللي جنب سور الجامعه
هنآ بقرف: حصنة و خيل؟ و مجاري؟ الله يقرفك يا حياء.
حياء: لا يابا هتغلط هنغلط اااه ، انا هحترم النقاب و مش هرد .
هنآ وكاد رأسها ينفجر: يلا يا عاهة علشان ناكل.
«مطرودين و هياكلوا! جبلات ما شاءالله♥»
معتصم! وقفت ليه؟
كان هذا صوت المعلم فقد قطع وقوف معتصم حديثه و مواصلة شرح الدرس.
معتصم بتلقائية: هصلي
المعلم: تصلي؟ مينفعش تصلي بعد الدرس؟
معتصم: لا يا مستر مينفعش انا كنت مختار المجموعة اللي قبل دي مخصوص علشان الصلاة.
فأكمل المعلم باستغراب: طب و النهاردة انا كنت في مشوار و ضمتكم مع بعض ممكن تأجل الصلاة لبعد الحصة! انتو تالته ثانوي مش هزار.
معتصم بأستنكار: هيا الصلاة هزار يا مستر؟
طب مش ممكن تتأجل!!؟ ، تكلم المعلم
معتصم: لا مش ممكن انا هروح اصلي
المعلم و هو ينظر له بأحترام : و انا جاي هصلي معاك، ثم وقف باقي طلاب المجموعة لأداء الصلاة و هم ينظرون لمعتصم بفخر و تقدير و تنظر له الفتيات بأحترام فطالما كان نعم الزميل الغاض للبصر لا يختلط مع الفتيات و لا يلفظ السوء.
«هكذا هم الرجال يا سادة، لا تلهيهم تجارة و لا بيع و لا تلهيهم مغريات الدنيا عن تلبية نداء الباري».
هوووو فيييييييييين، هاتوووووهولي، هووووو فييين، اطلع يا عصام يا نمر
صدح صوت حياء فور رجوعها للمنزل بهذه الجمل.
حذيفه و هو يخرج من غرفته بستفزاز: ايدا ايدا الواحد مياخدش راحته في البيت دا الخدمه هنا وحشه اوي يت جعفر ياخويا، و فاتح سيرينة العربيات اللي في زورك ليه يا أبو الجعافير؟!.
حياء و هيا تستشيط غضباً و تلقي عليه ما تطوله يدها من احذية و شبشب الحجة أمينة ابو فيونكة و جريدة الحاج صالح و اللكلوك البينك بتاعها : بقا تطرد اختك من المحاضرة يا حذيفه؟ بتطردني انا دا انت نهاااارك اسوووح.
حذيفه بأستفزاز و هو يتفادي ما تلقيه عليه: مبحبش حد يتكلم و انا بشرح
حياء و هيا تلقي عليه المزهرية: تقوم تطرد اختك، يا خسارة الشاي اللي بعملهولك و و...
ثم تذكرت انها القت مزهرية والدتها المفضلة.
فألتفت حذيفة ينظر بدهشة لمزهرية والدته التي «بتحبها اكتر منه زي ما بيقول»، و اقتربت حياء تقف بجانبة تنظر لها بصدمة
ثم قالت بذعر دب في أوصالها و هيا تبتلع غصتها: تفتكر أمك هترضي تفتح الستارة في المسامح كريم؟
رد حذيفه و ما زالت عينيه متعلقة ع المزهرية و مفتوحه علي وسعها: مفتكرش أنك هتلحقي تعيشي كمان ساعة عشان تطلبي السماح اصلا.
حياء و هيا تقلد صوت باكي: استاذ جرج انا جايه يحبيبي و بدل ما تبقي قرداحي هتبقي باللحمة و الدم و هنقلبها أوضة عمليات .
الحجه امينه بنفس همسهم و هي تطل برأسها من بين كتف حذيفة و حياء: كسرتوا الفازة؟ ثم علي صوتها، دا انتو نهاركوا أسوووووح كسرتوا الفازة اللي جايبهالي سمررررر اختي.؟ سمررر أختتتتي هتزعللللل ثم انحنت لتلتقط الشبشب « عشان موقف زي دا لازم يظهر فيه سلاح أمي و أمك و امهات أمة لا إله إلا الله ألا و هو «الشبشب».
حذيفة و هو يهرول لغرفته: أجرررررري يا أشففففففف الله يخربيت سمر .
حياء و هيا تجري بعشوائيه في الصاله فقد غطي النقاب عينها: أعمل نفسك ميت أعمل نفسك ميت سمر دخلت في الموضوع اعمل نفسك بنهاوي، ثم أصطدمت في الحائط بجانب باب غرفتها و لكن لا مجال لتتألم الأن فيجب ان تختبئ.
و دخل كلا من حذيفه و حياء غرفتهما.
الحجة أمينة بصراخ: انا معرفتش ااااااررربي اناااااا مربتشششش، اناااا مخلفتش، تعبي و شقايا عند ربنااااااااااا،
فأطلت حياء برأسها قائلة بتعجل: ماما نسيتي تقولي همشي و اسيبلكوا البيت.
ليكمل حذيفة المطل برأسه ايضاً: و محدش هيعرفلك طريق يا ست الـ.. ليصطدم الشبشب بوجهه مقاطعاً ما كان يقول.
لتنهار حياء ضاحكة قائلة بتشفي: تستاهل عشان تطر.... لتقاطعها الفردة الأخري. «نشيلة الحجه أمينة بس مش أخلاق سواقين دي يا طنط علي فكره و مش معامله اللي بتعاملوهالنا دي🥲😂».
عريس أي يا ماما اللي هقابله؟ و النهارده كمان؟
كان هذا سؤال هنآ المصدومة لوالدتها
الحجة سعاد بحدة لا تقبل النقاش و لا تجد هنآ لها تفسير: انا و ابوكي اتفقنا انتي عندك 22 سنة و في 3 كلية بلاش دلع و اجهزي.
صُدمت هنا من قرار والديها، بدأت تفكر في هذا العريس المزعوم، ماذا عن حذيفة و أااااآه من حذيفة فهو حتي لا يعلم ما تكنه له، ماذا عن احلامها الورديه التي نسجتها؟ ماذا و ماذا و ماذا الكثير من التساؤلات و ما من مجيب، فدعت الله ان يختار لها الأصلح و ان يهدئ نار قلبها.
جاء المساء سريعاً و والدة هنا تعمل علي قدم و ساق و تجهز للقاء ذاك العريس .
و بعد ان أدت هنآ صلاة المغرب و ما زالت تجلس علي سجادة الصلاة تتساقط دموعها، و قد عهدت انها لن تخلع الأسدال و ستقابله به و سترتدي نقابها القديم و الشبشب الأرنوب.
سمعت صوت والدها يرحب بأهل ذاك العقبة كما أسمته في الخارج
أهلاً أهلاً نورتونا، أهلاً يا حذيفة يا أبني!
يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية في طاعة الله" اضغط على اسم الرواية