رواية طفلة غيرت كياني الفصل الثاني بقلم أسماء كمال
رواية طفلة غيرت كياني الفصل الثاني
سليم :-
افندم..؟! تعيشي هناك ازاي يعني
رنا بتوضيح :-
مقصدش اعيش هناك عطول.. بابا انا عايزه اروح جامعة في القاهرة
سليم :-
ليه
رنا بتوتر :-
بصراحة يابابا حاسة القاهرة افضل
سليم بتفهم :-
انا عارف انتي عايزه تروحي القاهرة ليه
رنا :-
صدقني يابابا هو ده السبب
سليم :-
لا يارنا انتي عايزه تروحي القاهرة عشان تبعدي عن فريال وهيام عشان ترتاحي من عيشتك وسطهم
رنا بحزن :-
بصراحة يابابا عندك حق... بابا انا تعبت انا مبقتش قادرة اتاقلم معاهم صحيح هيام متجوزة لكن اغلب الوقت عندنا انا لاعمري فهمتهم ولا هما عمرهم فكروا حتي يفهموني... بابا صدقني مفيش بينا علاقه اصلا ماما كل اللي بتعمله انها تنتقدني وخلاص بتعاملني معاملة جافة كأني مش بنتها
ساعات بحسها بتكرهني وساعات اقول مفيش ام بتكره بنتها بس صدقني هي عمرها ما حسستني بالاحساس ده يابابا طب ليه
سليم :-
عشان هي كارهه تواضعك وبساطتك يارنا
مامتك طول عمرها شايفه ان مفيش حد احسن منها وشايفه ان التواضع ده عيب وغلط وده سبب خلافاتنا ديما انا حاولت كتير اننا نتفاهم ونعيش زي اي أسرة بس هي مبتسمعش لحد ومش بتعمل غير اللي في دماغها وزرعت الحقد والغرور ده في هيام وعشان كده هي بتعاملك المعاملة دي عشان عايزاكي تبقي زيهم
رنا :-
بس انا مش عايزه ابقي زيهم ومش قادرة استحمل عيشتي وسطهم تاني ارجوك يابابا لو بتحبني فعلا وافق اني اروح جامعة القاهرة واعيش هناك فترة الدراسة ارجووك
سليم :-
بس انتي كده بتهربي من الواقع يارنا
رنا :-
الواقع ده انا بقالي سنين بحاول اتعايش ومعرفتش وده بالنسبة لي مش هروب انا بحاول اعيش حياتي صح بعيد عن سجن ماما وتحكماتها ارجووك يابابا وافق
سليم بابتسامة :-
ماشي يا حبيبتي زي ماتحبي عرفيني امتي وقت التقديم عشان نروح نقدم سوا
رنا :-
ربنا يخليك ليا يا بابا
سليم :-
وكمان مفتاح شقة في القاهرة هيكون معاكي
رنا :-
احم بس يابابا انا عايزه اقعد في سكن طالبات زي باقي البنات
سليم :-
بس يارنا
رنا :-
ارجوك يابابا حضرتك عارف اني معنديش اصحاب سيبني اعيش وسط ناس واتعرف عليهم انا حقيقي زهقت من الوحدة يابابا
سليم :-
ماشي ياحبيبتي بس انا اللي هشوفلك سكن يكون كويس تمام
رنا :-
اللي تشوفه يابابا انا همشي بقي
سليم :-
مع السلامة يا حبيبتي
قبلت رنا والدها ونهضت لترحل ولكنها توقفت قليلا
سليم :-
خير يارنا عايزه تقولي حاجة
رنا بتردد :-
بصراحة اه... مين عروسة المولد اللي حضرتك مخليها بره دي
انفجر سليم ضاحكا
سليم بضحك :-
قصدك ديانا السكرتيرة
رنا :-
اه يابابا.. بصراحة طريقتها غير لائقه ولبسها كمان مش لبس شركات ابدا
سليم :-
والله يابنتي عندك حق بس مضطر لحد ما الاقي واحده كويسه
رنا :-
اها.. ماشي يا بابي انا ماشية باي
وبعد مرور اسبوعين وربما اكثر
ذهبت رنا بصحبة والدها وتم الانتهاء من اجراءات التحاق رنا بجامعة القاهرة وكذلك المكان الذي ستعيش فيه رنا طوال فترة الدراسة
وفي اليوم التالي صباحا في فيلا سليم الشناوي
عفاف :-
ايوة ايوة ياللي بتخبط جاية اهو
كانت عفاف تركض لكثرة دق الجرس وفتحت الباب لتجد هيام ويبدو انها غاضبة جدا
رفعت هيام نظارتها الشمسية بغرور
هيام بحدة :-
ساعة يا بني ادمه انتي افضل واقفه على الباب اي نايمة علي ودانك مش سامعه الجرس
عفاف :-
انا اسفة ياست هانم
هيام بغرور :-
اوعي كده وروحي ناديلي مامي
_انا هنا ياروح مامي
قالت فريال هذه الجملة وهي تنزل من الدرج
فريال :-
عفاف الفطار جاهز
عفاف :-
جاهز يا هانم وعلي السفرة
فريال :-
طب روحي ناديلي رنا خليها تنزل تفطر
عفاف بتردد :-
رنا مش في اوضتها ياست هانم
هيام :-
ليه اومال خرجت فين السنيوره من اول الصبح كده
عفاف :-
هي مش موجوده في البيت من امبارح الصبح ياست هيام
فريال بغضب :-
يعني اي مش هنا من امبارح هي اتجنتت ولا اي
وفي تلك اللحظة دلفت رنا الفيلا وكانت متجهه لغرفتها
فريال بحدة :-
اوقفي عندك
رنا :-
خير يامامي
فريال :-
وهيجي منين الخير بسلامتك كنتي فين ياست الشيخة وبايتة برة البيت ومحدش يعرف عنك حاجه
رنا :-
محدش يعرف عني حاجه لانه محدش اهتم انه يعرف عني حاجة
هيام :-
ماتبطلي بقي جوه الدراما بتاعك وتقولي كنتي فين
رنا بهدوء :كنت في Cairo
فريال&هيام بصدمة :-
نعم... كنتي فين
رنا :-
في Cairo القاهرة يعني
فريال بغضب :-
والله عال ياست رنا لوحدك كده من غير اذن ولا..
_معتقدش انها محتاجة اذن عشان تخرج معايا
نظر كل من هيام وفريال لصاحب الصوت انه سليم
فريال بغضب:-
دي اخرتها بتعصيها عليا ياسليم
سليم بحزم:-
بنتي وسافرت معايا عند حضرتك مانع
فريال بحنق :-
وكنتوا بتعملوا اي في القاهرة ولا ده سر
سليم :-
ولا سر ولا حاجه مهو انتي كده كده هتعرفي
كنت بقدملها في جامعة القاهره
فريال بغضب :-
نعممم جامعة القاهرة ليه ان شاء الله من قلة الجامعات هنا
هيام موجهه حديثها لرنا :-
ومن غير ما تستأذني حضرتك
سليم بحدة :-
معتقدش اني محتاج اذنك ياهيام قبل ما اعمل حاجه وكمان رنا انا اللي مسئول عنها لحد ما اموت ومن بعدي مازن مش حضرتك
طأطأت هيام رأسها خجلا قائلة :-
سوري يابابي انا مقصدش
فريال :-
طبعا ما الهانم عايزه تمشي من هنا وتعمل اللي هي عايزاه
رنا بدموع :-
معتقدش ان حضرتك ياماما فارق معاكي غيابي اوي وبعدين انا رايحه اتعلم مش رايحة العب
تركتهم رنا وذهبت لغرفتها باكية
وبعد مرور عدة اسابيع كان موعد سفر رنا اعدت حقائبها جيدا وانتظرت في غرفتها
سمعت صوت طرقات علي باب غرفتها
رنا :-
اتفضلي يادادة
_ده انا يارنا
استدارت رنا عندما سمعت صوته وابتسمت بهدوء
رنا بابتسامة :-
اهلا مازن ازيك
مازن :-
الحمدلله انتي عامله اي
رنا :-
تمام
مازن :-
اي خلاص مسافرة النهارده
رنا :-
اه يامازن محاضراتي هتبدأ من بكرة
مازن :-
ربنا يوفقك
رنا :-
يارب يامازن.....ماازن
مازن بانتباه :-
نعم يارنا
رنا بتردد :-
هو.. هي مامي فين
مازن :-
راحت النادي من اول الصبح علي غير العادة
احست رنا بقلبها يؤلمها الهذه الدرجة لا يشكل سفرها فرقا فهي حتي لاتريد توديعها
مازن :-
يا يارنا بابا بيرن انزلي انتي وانا هجيب الشنط
رنا بحزن :-
ماشي
اخذت رنا هاتفها وهبطت الدرج لتذهب لوالدها التقت بعفاف قبل ان تغادر وودعتها وداعا حارا
مازن :-
تحب اجي معاكوا يابابا
سليم :-
لا يامازن روح انت الشركة وانا هوصل رنا وهجي عطول
مازن :-
تمام توصلوا بالسلامة
وبعد مرور بعض الوقت
كانت رنا تقف امام المبني الذي ستقيم به تودع والدها بعد ان اخذ البواب حقائبها ليحملها للغرفة
سليم :-
خدي بالك من نفسك يا حبيبتي انا وافقت اجيبك هنا عشان عارف انك مبقتيش قادرة تستحملي الوضع في اسكندرية خدي بالك من نفسك ومن دراستك وان احتاجتي اي حاجه اتصلي بيا فورا انتي عارفه الشغل كتير فمش ديما هعرف اكلمك
رنا :-
ربنا يعينك يابابا
عانقها سليم بحنان ابوي وقبل رأسها
سليم :-
مع السلامة يا حبيبتي ربنا معاكي
رنا :-
مع السلامة يا بابي
ركب سليم سيارته وذهب بعيدا ظلت رنا واقفه في مكانها لدقائق حتي غابت سيارة والدها عن نظرها
ذرفت رنا بعض الدموع فهي سوف تشتاق لوالدها وحنانه الذي لم تعهده من قبل وهذا بسبب تسلط والدتها الذي ادي اللي هروب سليم من البيت طوال الوقت تجنبا لحدوث اي خلاف معها
صعدت رنا الي غرفتها في الطابق الثالث
فتحت الباب وتسمرت من الدهشة
غرفة بها سرير واحد وخزانة متوسطة الحجم ومرأة ومكتب للمذاكرة لم تصدق رنا ذلك فهي تعلم ان مساكن الطلبة لا تكون هكذا ابدا
ولكنها سرعان ما أدركت ان هذه الغرفة صنعت خصيصا لها بأمر من والدها بالتأكيد
ابتسمت رنا عندما علمت ان والدها يريد ان يوفر لها الراحة والخصوصية فهو يعلم جيدا انها لن تعتاد علي وجود اشخاص غرباء في حياتها
بل ويشاركونها الغرفة كذلك
ذهبت رنا لتأخذ حماما وقامت بتبديل ملابسها باخري مريحة ورتبت أغراضها وجلست علي المكتب واخرجت صديقها ورفيقها الوحيد
"دفتر مذكراتها" امسكت قلما وبدأت تبث ما بداخلها علي الاوراق
_ها انا اليوم ابدأ حياة جديدة
حياة بعيده عن التوتر والخلافات
حياة لطالما حلمت بها
في مكان لا اعرفه ولا يعرفني
ولكنه يشبهني فهو بسيط ومريح
بعيدا عن القصر ورسمياته وبعيدا عن كل ما يزعجني
اليوم ولاول مرة انا انعم بحياة هادئة
اغلقت رنا دفتر مذاكرتها وذهبت الي التخت
تسطحت وهي تضع اللابتوب علي جسدها تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وبعد قليل من الوقت اطفئت الجهاز وراحت في سبات عميق
مرت حياة رنا بروتينية شديدة فللاسف لم تحظي رنا باي اصدقاء ايضا كانت تذهب الي الجامعة وتأتي ولا جديد بحياتها وكانت رنا تظن انها ظفرت بحياة هادئة ولكنها لا تعلم ان هناك العديد من المفاجأت بانتظارها
انهت رنا فصلها الدراسي الاول بالجامعة
وعادت الي منزلها بالإسكندرية
اشتاقت اليهم كثيرا
اشتاقت لوالدتها برغم معاملتها القاسية ولكن بقي سؤال يشغل بال رنا هل اشتاقت الي؟
ذهب مازن الي القاهرة ليأخذها الي المنزل
كانت رنا تشعر بالحماس تريد رؤيتهم بعد هذا الوقت الطويل..
وقفت سيارة مازن امام الفيلا بالإسكندرية
مازن بابتسامة :-
حمدلله على السلامه يا رنا نورتي اسكندرية
رنا :-
الله يسلمك يا مازن
فتحت رنا باب السيارة وركضت نحو الفيلا
ولكنها لم تجد احدا باستقبالها
شعرت رنا بالحزن
رنا :-
يمكن ميعرفوش اني جاية.. اكيد ميعرفوش
عفاف :-
الف حمدلله على السلامه يا حبيبتي نورتي البيت من تاني
رنا :-
تسلميلي يا عفاف الله يسلمك
عفاف :-
احضرلك اكل ياحبيبتي
رنا :-
لا ياعفاف انا هطلع انام.. هي مامي فين
عفاف :-
فريال هانم في النادي
_اي ده هو انتي هنا
نظرت رنا بابتسامة لصاحبة الصوت
رنا :-
ازيك ياهيام عامله اي
هيام :-
بخير... اومال جيتي امتي
رنا :-
لسه واصلة حالا
هيام بتذكر :-
اه اه صحيح مامي قالتلي انك جاية النهارده عموما حمد الله على سلامتك
احست رنا بحزن شديد اذن والدتها تعلم موعد وصولها ولكن لم تكترث حتي وتنتظرها ولم تهاتفها طوال هذا الشهور احست ان دموعها علي وشك الهبوط
رنا باختناق :-
الله يسلمك يا هيام عن اذنك انا طالعة اوضتي
هيام بلا مبالاة :-
اتفضلي
ذهبت رنا بخيبة امل الي غرفتها اغلقت الباب واخذت تبكي بحرقة
لا احد يهتم بوجودها
غيابها لا يشكل فرقا
لما كل هذا الاهمال
اليست هذه والدتها؟
لكن لماذا كل هذا الجفاء؟
هل اخطأت يوما لتعاقب بتلك الطريقة القاسية
لماذا هي وحيدة الي هذه الدرجه
مسحت دموعها وذهبت للمرحاض تستحم ثم ادت فريضتها ونامت
وفي صباح اليوم التالي كانت رنا تجلس بحديقة الفيلا
فريال :-
حمدلله على السلامه
رنا :-
الله يسلمك يا ماما
تركتها وذهبت فريال بدون ان تنطق كلمة اخري
كانت الدهشة من نصيب رنا
رنا بدهشة :-
هي مش هتسألني عامله اي طب حتي الامتحانات مش هتتطمن عليا ثم تابعت حديثها بسخرية
فريال هانم عندها حاجات اهم هو انتي فاكره نفسك من اولوياتها غبية يارنا غبية
وبعد مرور اسبوع كانت رنا تشعر بالضيق والاختناق من هذا المكان تريد العودة الي القاهرة هي لاتشعر بالانتماء هنا اطلاقا
تريد ان تبتعد ولكنها لا تعلم انها بعيدة بالفعل
سمعت طرقات علي باب غرفتها سمحت للطارق بالدخول فدخل والدها ويبدو عليه الارهاق
يبدو انه قد جاء توا من احدي سفراته
سليم بابتسامة :-
الحمدلله على السلامه يا رنا
رنا :-
الله يسلمك يا بابي
سليم :-
عاملة اي واي اخبار الكلية والامتحانات
رنا :-
الحمدلله يابابا كله تمام
سليم :-
اتعرفتي علي ناس جديدة وكونتي أصدقاء
رنا :-
لا يابابا متعرفتش علي حد واضح اني هفضل طول عمري وحيدة
سليم :-
لا ياحبيبتي متقوليش كده
هتسافري تاني امتي ان شاء الله
رنا :-
الاسبوع الجاي ان شاء الله
سليم :-
بالتوفيق يا حبيبتي ان شاء الله يلا انا هسيبك دلوقتي
رنا :-
ماشي
تركها سليم وذهب وبقيت رنا في غرفتها
تقرأ الكتب او تتصفح الانترنت حتي مر اسبوع وحان وقت عودة رنا الي جامعتها بالقاهرة
كانت السعادة تغمرها فهي لا تطيق البقاء في هذا القصر
عادت رنا الي حياتها الجامعية مرة اخري
وفي احد الايام في مطعم ما
محمد :-
خلاص انا ماشي
عادل :-
استني يسطا نص ساعه واجي معاك احنا طريقنا واحد
محمد :-
لا ياعم انا اصلا مش مروح البيت يلا سلام
عادل :-
اللي تشوفه بس متنساش تجي في معادك بكرة يا صاحبي
محمد :-
ان شاء الله
ترك محمد صديقه ورحل كانت يشعر بالحزن ويفكر في عدة اشياء
اخذ يجول في شوارع المدينة بدون هدف
كان الغروب يقترب وكانت رنا عائدة من جامعتها فارادت استنشاق بعض الهواء
مرت بجانبه ولكنها لم تراه
اما هو فلم يري غيرها
ظل يفكر برهة
هل هذه هي؟
نعم انها هي؟
فصورتها لم تغب عن بالي منذ سنوات
ولكن تُري هل مازالت تتذكرني
لم يشعر بنفسه الا وهو يلفظ اسمها مناديا اياها
محمد :-
رناااا
سمعت رنا هذا الصوت وارتبكت تُري من يكون؟
فهي لاتعرف احدا هنا ولا احد يعرفها
ربما لم يقصدني انا
فانا ليست رنا الوحيدة في هذا الكوكب
تابعت رنا خطواتها بهدوء ولكن لديها فضول لتعرف من هذا الشخص وهل يناديها هي ام لا؟
رأها تذهب فنادها مرة اخري بصوت اعلي
توقفت رنا وايقنت ان هذا الشخص يقصدها هي استدارت لتري من صاحب الصوت
وعندما رأته تسمرت رنا في مكانها من الدهشة
يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية طفلة غيرت كياني" اضغط على اسم الرواية