رواية جاريتي الفصل الرابع بقلم سارة مجدي
رواية جاريتي الفصل الرابع
كان الصمت والذهول هما سيدا الموقف
ظل سفيان ينظر إلى السيد راجى ينتظره ينفى ما قاله
مرت دقائق ولم يتحدث السيد راجى فتحدث سفيان قائلاً
- ايه إللى حضرتك قولته ده أنا مش فاهم
وقف السيد راجى على قدميه وتحرك ليقف خلف سفيان ووضع يده على كتفه وهو يقول
- أنا مش هثق فى حد غيرك .... سفيان أنت الوحيد إللى آمنه على حياتى.....فمبالك بيها هى .
وقف سفيان أمامه وهو يقول
- أنا مش فاهم حاجه .. وبعدين هو الشهاوى هيقبل أن أنا إللى اتجوزها مكان حضرتك .
قطب السيد راجى حاجبيه فى اندهاش وقال
- و ايه دخل الشهاوى .... طلما أنا موافق .
تراجع سفيان خطوه للخلف وهو يقول بذهول
- أنت بتقول أيه أنا مش قادر استوعب ... ازاى تطلب منى اتجوز ندى الشهاوى وازاى الشهاوى ملوش دخل .حضرتك عارف أنت بتقول أيه ؟
ظهرت مشاعر الصدمه على السيد راجى وهو يقول
- مين جاب سيره ندى الشهاوى... أنا بتكلم عن مهيره
ألجمت الصدمه سفيان تماماً ولم يستطع الكلام
هل ما يسمعه حقيقه هل السيد راجى يطلب منه الزواج من ابنته ... هل سيصبح الحلم حقيقه ... هل ستكون له يقترب منها تلك المجنونه الصغيره المرتعبه منه التى تظن فى نفسها ديما نقص بسبب عرج قدمها ... و لكن هل هى ستقبل به ... أنه الوحش كما تصفه دائما تذكر أول مره عرف بذلك الأسم حين كانت تتحدث مع زينب بالمطبخ وكان هو على وشك الدخول لطلب كوب من القهوه سمعها وهى تقول
- أنا مش عارفه ليه بابا مصر أن الوحش ده هو إللى يروح معايا الجامعه ... يا داده أنا بخاف منه جداً .
تنهدت زينب بيأس من تلك الطفله التى ترفض أن تكبر وقالت لها بمهادنه
- يا مهيره سفيان طيب جداً ومش عيب ولا ذنب انه ربنا خلاه جسمه ضخم وخلاه قوى .... وطلاما مش بيتجبر على حد يبقا فين المشكله
ثم جلست بجانبها وهى تكمل قائله
- وبعدين ده مبيتكلمش معاكى خالص ... ولا عمره قالك حاجه تدايقك أو تخوفك
نفخت مهيره فى يأس من تلك المحاميه الخاصه بالسيد سفيان وقالت
- هو أنتِ على طول بتدافعى عنه ليه ... ها أنا إللى بنتك على فكره مش هو .
احتضنتها زينب وهى تقول
- أنتِ بنتى حبيبتى إللى ربتها وكبرتها ومحبش أبدا أشوفك بتتحملى على حد كده ... ده غير إنك قدامه بتبقى قطه .
وضحكت بصوت عالى ومهيره تغادرها حانقه ولولا عرج قدميها لركضت إلى غرفتها حتى لا يراهها أحد أبدا
فاق من ذكرياته على كلمات السيد راجى وهو يقول
- أنا عارف إنك فى موقف محرج .. وعارف كمان عن إعاقة بنتى ... وأنك راجل ما شاء الله متتعيبش ... بس أنا مش هطمن عليها غير معاك .... اتجوزها و خليها فى حمايتك ... ولو عايز تتجوز غيرها أنا معنديش مانع
كان عينين سفيان تتسعان مع كل كلمه ينطقها السيد راجى ..من ذلك الرجل الذى يبخس قدر ابنته بتلك الطريقه ... لما يجدها ناقصه أو معيوبه ... كان يود لو يلكمه الأن على تلك الكلمات التى ألمت قلبه بشده فقال
- الانسه مهيره متتعيبش يا راجى بيه ... وليا الشرف أنها تكون مراتى ... بس يارب هى توافق
سعد الرجل جداً بكلمات سفيان وقال له
- توافق ايه وترفض ايه .... سيب الموضوع ده عليا ... أنا هتصرف .. ومن النهارده لحد نهايه الإمتحانات هى خطيبتك ... و نكتب الكتاب آخر يوم امتحاناتها .
كان سفيان يشعر بالضيق من طريقه تعامل السيد راجى لمهيره ... لماذا لم يهتم برأيها هل سيجبرها .تحرك السيد راجى إلى مكتبه وامسك ورقه ومد يده بها إلى سفيان وهو يقول
- ده جدول امتحاناتها ... خلى بالك منها .
كانت مهيره جالسه تحت شجرتها المفضله ترسم صوره جديده لتلك العينين ولكن هذه المره ميزت لونها بوضوح فى حلمها .. كانت خضراء زرعيه لونها مميز ونادرا أيضاً كانت رائعه حقاً ساحره
خرج سفيان ووقف بجانب السياره لا يستوعب شئ مما حدث حلم على وشك التحقق ولكن هناك ألم بقلبه قوى ... هى تخافه ... تراه وحش إذاً سترفض الزواج منه ... ولكن كلمات السيد راجى تعنى انه سيجبرها وهذا مالا يقبله ابدا .
انتبه لنداء زينب لمهيره
وتحرك مهيره البطئ وتجنب النظر إليه حين مرت من أمامه هل انكمشت على نفسها حين اقتربت من مكان وقفه .
اغمض عينيه بألم .... ثم نظر إلى السماء وتنهد بصوت عالى وهو يقول
- يااارب.
كانت تنظر إلى والدها بذهول هل ما سمعته صحيح هل يقول ستتزوج ... ومن من الوحش لم تعد تشعر بقدميها جلست على الكرسى الذى خلفها ونظرت إلى ابيها قائله بتوسل
- بابا أرجوك أنت بتتكلم جد ... أنا مش هتجوز سفيان صح أرجوك يا بابا
تكلم السيد راجى بصوت عالى وغاضب أيضاً
- لأ هتتجوزيه .وده أمر مش باخد رأيك أصلا .
كانت دموعها تغرق وجهها وهى تقول برجاء
- يا بابا أنا بخاف منه .
نهرها والدها قائلاً
- أيه الكلام التافه ده وبعدين أنتِ تحمدى ربنا ان حد زى سفيان راجل حقيقى ميعيبوش أى حاجه قبل اصلا أنه يتجوزك بالإعاقة إللى عندك دى ... وكمان فاشله لابتعرفى تتكلمى ولا ليكى فى شغل البيت ده غير إنك فاشله اجتماعياً .. ده احنى المفروض نعمله تمثال انه هيتجوزك ... ده لو حتى هو شايفك مجرد خدامه فانتِ الكسبانه .
كانت تنهار مع كل كلمه ينطقها والدها ... إذا كان ابيها يراها بذلك السوء .. فمبال سفيان ... إذا لا مفر والدها باعها لسفيان ... وسفيان اشترى جاريه فاشله بكل المقاييس معيوبه شكلاً ومضموناً هل عليها أن تذهب إليه وتقبل يديه وقدميه حتى تنول رضى سيدها الجديد إذا فهى تتوقع من الأن اى حياه بأسه ستعيشها
نظرت إلى والدها ثم وقفت على قدميها ونكست رأسها وهى تقول باستسلام .
- حاضر .
وخرجت مباشره دون كلمه أخرى .
كان يستمع إلى حديثهم عبر شباك المكتب الذى يقف أمامه يستند على ظهر سيارته
كان يود لو يدخل إلى ذلك الرجل ويبرحه ضرباً ما هذا الكلام أى خادمه فاشله هى ... هى سيده قلبه دون منازع من أول يوم رأها فيه حين دخل إلى ذلك البيت لأول مره منذ عشر سنوات .كانت مازلت طفله فى الثالثه عشر بشعرها الغجرى الطويل وعيونها التى خطفت قلبه و يتألم لعرج قدميها الذى يقيدها .ولكن صبراً فقط تصبح له و سيغير كل ذلك ... سيثبت لها أنها ملكة حياته كلها
كانت جودى تجلس بجوار زهره بالمدرج يتحدثان حين استمعت لصوت ذلك البغيض حازم وهو يقول
- ازيك يا جودى ؟
لم تجيب عليه فاكمل قائلاً
- طيب حتى ردى السلام ده احنى حتى زمله .
لم تجيبه أيضاً فتحرك من خلفهم ليقف أمامهم وهو يحاول أن يمسك يدها وقال بغل واقرار وتقزز
- أنا بس نفسى أفهم أنتِ عامله شريفه على مين
وقبل أن يكمل كلمته أو يلمس يدها رفعت يدها لتهوى على خده وهى تقول
- شريفه غصب عنك ومحدش يقدر يقول غير كده .... وكلمه تانيه مش همد ايدى .... هقلع إللى فى رجلى
كان كل المدرج يشاهد ما حدث حتى هو كان يقف عند باب المدرج يتابع ما يحدث ولكن بعد ما حدث وجب التدخل
قال بصوته الجهورى
- خلاص ....
ووقف بجانب جودى وهو يقول
- اعتذر لزميلتك فوراً ... ولو حصل واتعرضتلها تانى مش هيصل كويس .
نظر حازم بغضب لجودى وقال
- آسف .
وتحرك سريعاً ليغادر المدرج كله وهو يتوعدها فى سره
نظر حذيفه لجودى ثم قال
- كله مكانه ... مش حاوى هو ... واى حد هيتطاول أو يتعدى حدوده مش يحصل خير ابداً .المفروض ان انتم رجاله وتخلوا بالكم منهم مش تعكسوهم ... على العموم زميلكم غلط ونال عقاب مناسب والحكاية خلصت خلونا نبدء المحاضره .
كانت جودى فى حاله عصبيه لا توصف ذلك الحازم لا يفهم ابداً انها ليست من هؤلاء البنات الذين يقيمون علاقات مع الشباب .لكنه غبى لا يفهم ابداً .
نظرت إلى حذيفه الذى كان يلاحظ كل تعابير وجهها التى تدل على الضيق وحين التقت عيونهم إبتسامة عينه المشجعه انستها كل شئ .فجلست مكانها بصمت نظرت لها زهره سأله
- أنتِ كويسه ؟
هزت رأسها بنعم ثم نظرت إليها قائله
- تفتكرى حازم هيعديها أنا خايفه اووى .وكمان خايفه أقول لسفيان ..بس هو تعدى كل الحدود أنتِ شاهده مش كده
ربتت زهره على يديها مهدئه وقالت
- متقلقيش ان شاء الله خير ... ورائى قولى لاخوكى وهو هيتصرف صح صدقينى .احنى منعرفش رد فعل الحيوان ده هيكون ايه .... بس بصراحه الدكتور حذيفه ربنا يجازيه خير على موقفه بصراحه .
عادت جودى بنظرها إلى حذيفه وهى تقول لنفسها
- لسه زى ما انت يا حذيفه تجيب حقى بالعقل.
يتبع الفصل الخامس اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية جاريتي" اضغط على اسم الرواية