رواية بكل الحب الفصل الرابع بقلم ناهد خالد
رواية بكل الحب الفصل الرابع
داليا أي اللي مصحيكي لحد دلوقتي؟
رفعت بصرها له بأعين حمراء ومنتفخه من كثرة البكاء وقالت بجمود :
_مكنتش مضطر تكدب وتقول أنك كاتب كتابك في السر ومحدش هيعرف بيه، كنت قولي أني تاني يوم هلاقي خبر جوازك مالي النت عالاقل كنت جهزت رد اقوله لأصحابي الي عمالين يسألوني اي الي حصل وازاي جوزك يتجوز عليكِ بعد اسبوع من جوازكوا..
كان قد دلف للشقه بعد أن أنتهي من سهرته مع زوجته الأخري، توقع أن يجد داليا نائمه ولكن تفاجأ حين أبصرها تجلس فوق الأريكه ومخفضه رأسها لأسفل وواضعه إياها بين كفيها... فاقترب منها بقلق يسألها ما بها لكنها صدمته حين رأي مظهرها المزري هذا، وصدمته أكثر بحديثها..
رد بعدم فهم :
_أنتِ بتقولي اي؟ ومالك عامله في نفسك كده لي؟، وخبر جوازي اي الي علي النت!!؟
رفعت هاتفها تفتحه ووضعته أمام وجهه علي الخبر المنتشر علي السوشيال ميديا والذي أصبح حديث الساعه وقالت بسخريه :
_شوفت ريتش بوست الخبر عدي ال٢٠ الف في ساعتين بس.. استني للصبح وشوفه هيوصل لكام وهتلاقيه بقي تريند كمان.. مش عشان أنت سليم المنشاوي مهندس الديكور المشهور ولا عشان شركاتك أكبر شركات الديكور في مصر... بس عشان الناس مش فاهمه ازاي حد يتجوز بعد جوازه الأولاني بأسبوع.. تحب تقرأ الكومنتات.. شوفها كده شوف الناس بيتوقعوا يكون اي السبب.. اقولك أنا... بيقولوا أني اكيد فيا عيب وعيب كبير اوي الي يخليك تتجوز عليا بعد اسبوع.. والي يقول ما يمكن اتخدع فيها وبدل ما يف"ضحها وهي برضو بنت صاحب ابوه قرر يعاقبها بالطريقه دي ويقهر قلبها، وغيره وغيره.. والكل بقي مستني يشوف رد فعلي اي..
كانت تتحدث بانفعال عنيف وهي تشيح بيدها بعصبيه ودموعها تتهاوي رغمًا عنها، كان ينظر لها بضيق شديد علي حالتها هذه الذي هو السبب بها وعلي حديثها الذي أخبرته بهِ فهل أصبحت سيرتها علي كل الألسنه ويقولون فيها ما يشاءون!، اقترب منها ببطئ مُخزي وأحاط ذراعيها بكفيهِ رغم مقاومتها الواهيه لها، في الحقيقه كانت تشعر بارتخاء في جسدها وكأنه أُنهك تمامًا، وتشعر بأن حلقها يُنحر، نظر لعينيها بعمق وهو يقول بصدق حقيقي :
_أقسملك أني ما اعرف حاجه عن الصور دي ولا اعرف الموضوع اتعرف ازاي، بس أوعدك أني مش هسكت لحد ما اعرف مين الي عمل كده.
أزاحت يده بعنف وقالت :
_ميهمنيش تعرف مين، الي يهمني هتتصرف ازاي والمفروض أنا دلوقتي أعمل اي.. أطلب الطلاق عشان ارد اعتباري قدام الناس كلها واخرص لسانهم...
هز رأسه بنفي قاطع وهو يقول بتوتر :
_لا، احنا متفقناش علي الانفصال دلوقتي...
ردت بجمود :
_برضو متفقناش ان الناس كلها تعرف بجوازك..
رد عليها بأعين مترجيه يقول:
_أنتِ لي بتحاسبيني علي الي معملتوش...
_هو حد غيرك الي اتجوز!؟
_بس مش أنا الي نشرت الخبر ودي مشكلتك...
نظرت له بتعب وقالت منهيه الحديث :
_أنا مبقتش قادره اتكلم.. شوف هتتصرف ازاي لأن ده مسؤليتك وبلغني بقرارك الصبح.. تصبح علي خير..
أمسك ذراعها يوقفها وهو يسألها بقلق :
_أنتِ تعبانه شكلك مش كويسه.. حاسه بأيه؟
نفت برأسها بتعب وهي تقول بثبات :
_أنا كويسه.
أصر علي سؤاله وأعاده لها مره ثانيه :
_داليا في اي أنتِ مش كويسه شكلك تعبانه..
وللحق، هي تشعر بحلقها يؤلمها كثيرًا وسخونه شديده تنبعث من رأسها ووجهها وجسدها بأكمله.. سخونه ليست مُحببه علي الإطلاق، وبدأ جسدها بالتراخي فهي بالكاد تقف علي قدمها..
نظرت له بإعياء واضح ولم تستطع التحدث تشعر أن حلقها جاف كصحراء قاحله..
أزداد قلقه فأحاط ظهرها بذراعيهِ وهو يسحبها للغرفه ويقول بتوتر :
_طب تعالي ارتاحي أنتِ شكلك مش قادره تقفي..
جعلها تتسطح فوق الفراش ففاجئته حين أغلقت عيناها فورًا، نظر لها بقلق أكبر وخاصًة مع إحمرار وجهها الذي لاحظه الآن، قرب كفهِ يستشعر حرارة وجهها فصُدم بحرارتها المرتفعه بشكل يُفزع، اتجه للحمام الخاص ب الغرفه وبحث فيها عن مقياس الحراره فهذه غرفته وهو يحرص دومًا علي وجود بعض الأدوات الطبيه المسعفه، عاد إليها ووضعه بفمها ينتظر أن يقيس حرارتها، ورفعه حين أصد صفيرًا معلنًا الانتهاء..
جحظت عيناه وهو يري حرارتها قد وصلت ل الأربعين..
ركض سريعًا لهاتفه واتصل بطبيب يتعاملون معه وأخبره بحالتها بتوتر وخوف كبيرين.. أبلغه الطبيب بأنه سيأتي إليه لفحصها ولكن لحين إتيانه عليهِ بعمل الكمادات الممتصه للحراره..
بعد ساعه..
_خير يادكتور..
قالها سليم متسائلاً بقلق..
_لا متقلقش يابشمهندس ده التهاب حلق شديد هو الي سببلها ارتفاع الحراره، المهم أنا هديها حقنه خافظه للحراره وهعلق لها محلول واضح أنها مكالتش بقالها ساعات كتير، وكمان لأنها ممكن متعرفش تاكل بسبب الالتهاب ده لما تفوق..
_طيب ولما تفوق اعمل معاها اي؟
_ممكن لو هتقدر تشرب مشروبات سخنه، لو تعملها شوربه مثلا وتشربها، وطبعًا هكتبلك علي ادويه مضاد حيوي لازم تجيبه وتاخد الجرعه في ميعادها.
أومئ بإيجاب وانتهي الطبيب من أعطاءها الإبره وكتب لها الأدويه، ثم ارسل سليم أحد الحراس الذين يحرسون الفيلا لجلبهِ...
___________(ناهد خالد) ___________
أخذ هاتفه وخرج للشرفه يتحدث بها مع ريهام...
_يا سليم والله ماعرف ولا ليا علاقه بالموضوع والله مش أنا الي سربت الخبر..
رد عليها بغضب صارخ :
_اومال مين!؟ لو مش أنتِ ولا حد من أهلك يبقي مين؟
أتاه ردها العصبي:
_طب ما أنت كان معاك معتصم صاحبك لي ميكونش هو!
هتف بحده:
_أنتِ اتجننتي معتصم عمره ما يعمل كده، واي مصلحته!
_وأنا اي مصلحتي!
_تبوظيلي الدنيا عشان تجبريني اتجوزك في اسرع وقت وتحلصي من الحوارات التي بتحصل..
_علي فكره كان ممكن اعمل ده لو قبل كتب الكتاب لكن أنت خلاص اتجوزتني ووعدتني أنهم شهرين وهنتجوز أنا هاجي أبوظ كل حاجه بغبائي عشان اي!، كمان ماطبيعي لما انشر الخبر أنت هتعرف أني أنا اللي نشرته..
صمت يقلب حديثها في رأسه فوجدها علي حق.. حديثها منطقي ولكن إن لم تكن هي من فعلت هذا إذًا من!؟
_خلاص يا ريهام اقفلي..
أغلق الهاتف معها ودلف للداخل ليكون بجوار داليا حين تفيق...
_______(ناهد خالد) ___________
علي الجهه الأخري أغلقت الهاتف وزفرت بضيق..
جاء أحدهم من خلفها وهو يقول :
_طبعًا طلع زهقه عليكِ.
ردت بضيق :
_اسكت بقي يا حسن أنا هتجنن مش عارفه مين ممكن يكون سرب الصوره دي.. ده كده كل حاجه هتبوظ..
جلس جوارها وهو يحيطها بذراعيهِ وقال :
_مين قال أن اي حاجه هتبوظ! كلها شويه وسليم هيهدي والأمور هتمشي تمام..
_ايوه بس كده في حد بيلاعبنا ولازم نعرفه..
_بصراحه أنا شاكك في معتصم..
_وأنا برضو بس هيعمل كده لي؟
_ده بقي معرفوش، بس محدش غيره هيعملها، او في حد من بره خالص..
ذمت شفتيها بتفكير، وجدته يقول :
_اتمني الموضوع يبقي لصالحنا والست زفته مراته تطلق بقي ويتجوزك بسرعه مش هيبقي في داعي للتأجيل ونخلص شغلنا أوام أوام..
_أنت عارف سليم مش سهل وهيعرف مين الي عمل كده.. بس تفتكر لما نتجوز هقدر اعمل الي احنا عاوزينه اوقات بخاف منه..
انتفض بغضب يهتف :
_نعم ياختي.. بقلك اي معملناش كل ده وبقالنا ييجي سنتين طالع عينا شغل وترتيب عشان تيجي تقولي معرفش..
وقفت تقول بخوف:
_ياحسن اسمعني أنت عارف سليم كويس ويمكن اكتر مني، ده انا باجي هنا متنقبه عشان اقابلك خايفه ليعرف رغم اني متأكده انه مبيراقبنيش... لو فرضنا أني عرفت أمضيه علي الورق وناخد الفلوس، تفتكر هنعرف نهرب بره البلد قبل مايوصلنا، وبعدين أنا كده بهد شغلي واسمي كله وعمري ماهعرف ارجع البلد دي تاني..
_وماله ياختي، هو اسمك ولا شغلك حتي هيجيبلك نص الفلوس الي هناخدها منه، يابنتي بقلك ٥٠ مليون دولار.. أنتِ متخيله الرقم أصلاً ..لو عشتي ٥٠ سنه عشان تجبيهم مش هتعرفي..سليم حاطط كل راس مال الشركات ومكسبها في حسابه ده، ميحتكمش علي جنيه واحد براهم، وعشان يعرف يعيش هيضطر يبيع من شركاته ولا من الفنادق...
_طب هو أنت متخيل هتلاقي ٥٠ مليون دولار في بنك! عشان تلحق تاخدهم ونهرب..
_أنتِ هبله يابنتي، هو في بنك بيبقي موجود فيه رقم زي ده وقتي، الورق الي هتمضيه لسليم هو مجرد تحويل للفلوس من حسابه لحساب تاني، والموضوع مش هياخد كام ساعه ويكون المبلغ متحول من الحساب التاني ده لحساب تالت ورابع وعاشر، وتضيع الفلوس بين الحسابات ويبقي يقابلني بقي.. ياماما الي بيساعدونا ناس متخصصه في الموضوع ده..
_طب هم مش هيطلبوا انه يكون موجود..
_أنا مش قولتلك معايا ناس هيتصرفوا في كل حاجه..
_طب لي معملتهاش من غيري بأي طريفه وتقدر تعملها أنت قريب لسليم وبيثق فيك..
ضحك بسخريه وقال:
_لا، بالعكس ضربتك أنتِ بالنسبه ليا احسن من الفلوس ألف مره، يكفني الي هيحسه لما تاخدي فلوسه وتهربي بعد ما حبك، يكفيني أني أق"هر قلبه واحسسه أنه خد علي قفاه..
نظرت له بتعمن تقول:
_للدرجادي بتكر"هه..
التمعت عيناه بغضب دفين وهو يقول :
_وأكتر.
____________(بقلم ناهد خالد) _______
استفاقت بتعب فوجدت الأبره مغروزه بكف يدها توصلها للمحلول.. نظرت أمامها فوجدت سليم يدلف من الباب، ابتسم ما إن رآها أفاقت وقال :
_حمد الله على السلامة، وقعتي قلبي عليك ِ الله يسامحك..
نظرت له بتشويش وهي تهتف بصعوبه:
_اي اللي حصل؟
اقترب يضع الحساء الساخن بجوارها وقال وهو يجلس أمامها علي الفراش:
_أولاً متتكلميش عشان متتعبيش عندك التهاب في الحلق.. ثانيًا يلا عشان تشربي الشوربه دي.. خدي بالك أول مره ادخل المطبخ وعاملها بنفسي شغلت اكتر من ٣ فيديوهات عشان اعرف بتتعمل ازاي... ثالثًا لو طعمها وحش متقوليش...
ابتسمت بهدوء وقد تناست ماحدث منذ قليل أو ربما تتناسي.. اعتدلت ببطئ فساعدها يعدل الوساده خلف ظهرها.. نظرت له وهو يجلب الحساء ويقربه منها كادت تنفي لكنه سبقها يقول بزعل مصطنع:
_عالأقل قدري وقفتي في المطبخ..
تنهدت وهي تستقبل منه أول ملعقه للحساء..
أنهاه بالكامل وسط تذمرها وأعطاها الدواء، نظر لها يقول باهتمام :
_أحسن دلوقتي؟
ردت بهدوء :
_الحمد لله أحسن..
_بس اي الي جبلك التهاب الحلق ده؟ أنتِ خرجتِ في البرد ولا شربتي حاجه برده؟
حمحمت بحرج تقول :
_لما خرجت مع شهد جبنا ايس كريم..
جحظت عيناه وهو ينظر لها مرددًا بدهشه:
_ايس كريم؟! ايس كريم في التلج ده ياداليا!
قضمت شفتيها بتوتر تقول :
_كان نفسي فيه..
رد عليها بحده:
_وهو اي حاجه نفسك فيها تجبيها من غير ما تفكري! طبيعي تتعبي طبعًا بعد الي هببتيه ده، أنتِ طفله بتتشعلقي في الحاجه وخلاص!
نظرت له بتذمر تقول بضيق :
_متزعقليش..
كانت كالطفله تمامًا وهي تنظر له بأعينها التي دوماً تجذبه البراءه التي تحتلها..
زفر باستسلام يقول :
_حاضر ياختي مش هزعق، بس بعد كده مفيش خروج من غيري...
رفعت حاجبها باستنكار تهتف :
_ده بجد!
جذب الاناء الفارغ وهو يتجه للخارج يقول :
_طبعًا، مهو مينفعش نسيب الأطفال يخرجوا لوحدهم..
استمع لزمجرتها وهي تهتف بصوت عالي كي يصل له :
_أنا مش طفله، وهخرج لوحدي وهتشوف...
ابتسم باتساع وهو يستمع لحديثها.. هز رأسه بيأس منها وهو يتجه للمطبخ.. ورغم كل مايحدث لم يغيب عن تفكير سؤال... من بعث بالصور للصحافه؟
_________(ناهد خالد) ________
_يعني ياعمي معرفتش حصل اي؟
هتف محمد بجهل:
_والله يابني ماعرف حتي هم عرفوا ولا لسه... بس سمعت صوت داليا عالي من شويه فقلت يمكن عرفوا..
أتاه حديث الآخر علي الهاتف يقول:
_طب تفتكر سليم هيتصرف ازاي؟ أنا خايف يحصل عكس الي عاوزينه..
رد محمد يقول بثقه :
_بص يا معتصم.. سليم هيتصرف بناءً علي رغبة داليا.. لأن هي الي متضرره.. وداليا أنا هتكلم معاها بكره وافهمها تتصرف ازاي بس مش هقولها طبعًا إني أنا الي سربت الخبر ..
_ايوه برضو الموضوع هيتحل ازاي؟
_بطلاق ريهام ملهاش حل تاني، وخصوصاً بعد ما يتأكد أن هي الي سربت الخبر ..
_وافرض سليم مطلقهاش وقرر يعديهالها...
قطب محمد حاجبيه بقلق وقال :
_معتقدش.. مش عارف بس لأ.. سليم اكتر حاجه بيكر"هها إن حد يستغفله او يخدعه فمش هيسامحها..
رد معتصم ساخرًا :
_احلي حاجه أننا عارفين ده.. يعني سليم مبيسامحش حد يستغفله او يخدعه.. واحنا الحمد لله عملنا الاتنين.. من اول الفيلم الي عملناه عشان يتجوز داليا لحد ما صورتهم في كتب كتاب ريهام وسربنا الخبر.. يعني مش هيسامحنا عمره..
رد محمد بحزن :
_أنا بعمل كل ده عشانه يابني والله.. معرفش إن كان هيسامحنا ولا لأ بس يمكن لما يعرف الحقيقه يسامحنا..
يتبع الفصل الخامس اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية بكل الحب" اضغط على اسم الرواية