Ads by Google X

رواية صراع الحياة الفصل العاشر 10بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

  رواية صراع الحياة الفصل العاشر بقلم مريم محمد

 رواية صراع الحياة الفصل العاشر

أزاحت الممرضة الستائر عن النافذة ثم إستدارت إلى يونس الذي كان يجلس علَي المقعد فهو مازال مستيقظ .

ألتفت إليه الممرضه وهتف سائله بنبره هادئه:
-تحب حضرتك تفطر هنا ولا هتفطر تحت.

فنظر يونس عبر النافذة إلى السماء :
-ممكن تخرجيلِي أكلي بره علي ما دكتورة تمارا تيجي؟

فأجابت الممرضة بطاعه :
-طبعا .

بعد ساعة كان قد أتم يونس إفطاره نظر إلى ساعته فوجد أن تمارا قد تأخرت عن موعدها، فقام بالنداء إلى الممرضه

تحدث يونس بنبره يسودها القلق فهو يعلم انها منضبطه في موعيدها :
-رني علي الدكتورة شوفيها أتأخرتْ لِيه.

أخرجت الممرضة الهاتف ثم قامت بالتصال بتمارا لكن لم تجب فحاولتْ الممرضة مرة أخرَي فلم تجب أيضاً فنظرت إلى يونس بيأس :
-برن عليها لكن مش بترد، تحب حضرتك أرن عليها في المستشفى؟

فاجابْ يونس مسرعاً :
-شوفيها.

فطلبتْ الممرضة المستشفَي ثم رجعت إلى يونس وأخبرته بما علمت به:
-طلبتهُم يا بشمهندس وقالولي إنهَا أجَازة النهارده.

فنظر يونس لها معلمات التعجب قد ارتسمت على وجهها :
-أجَازة !

فقاطعَ حديثهم حمزة وهو يجلس أمام يونس :
-مين اللي أجازة؟

فأجاب يونس قائلا :
-تمارا،لمَا اتأخرت حاولتْ أكلمها بس مردتش فكلمنَا المستشفَي قالوا إنها أجازة ، ودي حاجه غريبة تمارا عمرها ما أتأخرتْ عن التجمع بتاع نهاية الإسبوع؟

فأشارَا حمزة إلى الممرضة لكي تغادر :
-لا أطمن طبيعى في اليوم دا تقدر تاخد أجازة.

فنظر له يونس بإستفهَام :
-مش فاهم يوم إيه؟

فاعتدلَ حمزة في جلسته ثم شرح ليونس السبب :
-النهارده 19 في الشهر ،كل سنة في نفس اليوم بتاخدْ أجازة اليوم دا.

فعقد يونس حاجبيه بتفكير :
-ليه!؟

فنظر له حمزة بنظره مطوله فالشك قد ترسب إليه :
-جوزها مات زي النهارده، وبعدين مش ملاحظ إنك مهتم أوي بتمارا وبتسأل عنها كتير الفترة الأخيرة؟

فاجاب يونس متهرب من نظرات حمزة :
-أولاً هو مش جوزها هو كان خطيبها، ثانياً مش مهتم ولا حاجه هي مش بقت صديقة ليا.

حاول حمزة كتم ضحكاته من الغيره الواضحه من حديث ابن عمه ثم وقف لكي يغادر :
-هعمل نفسي مصدقك، هلحق أنا الاجتماع.

فأوقفه يونس بتردد :
-حمزة هطلب منك طلب قبل ما تمشي.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بعد مُدَه من الوقت داخل إحدى المكاتب الخاصة بشركة المنياوي، كان سالم يجلسْ علَي المقعد وأمامهِ إحديَ الملفات ينظر لها بشرود، قطع شروده دخول حمزة.

فتحدث حمزة بمزاح :
-لا دا أنت حالتك حاله يا سالم باشا بقالك اكتر من اسبوع ماسك الملف دا.
ثم شد حمزة الملف فحاول سالم مسرعا أخذ الملف لكنه لم يلحق فتطلع حمزة إلى النلف بدهشه عندما راي صورتها ثم رفع نظارته ونقلها إلى عمه :
-ملف عن تمارا طب ليه؟

فهتف سالم بنبره يسودها التهرب :
-عادي يعني مش دي الدكتورة النفسية بتاعت يونس ، وطبيعي إن أعرفَ كل حاجة عنها خصوصًا إن يونس مقرب منها أوي، بعدين سيبك من كل دَا خلينا في الإجتماع.

فعاد التوتر يتسرب إلى حمزه مره اخرى :
-ربنا يستر من بنت أخوك لما تعرف المصيبة اللي مخبينها عليها، عمار هيرجع أمتيَ ينجدني منها.

فأجاب سالم وهو يجمع متعلقاته :
-طب قدامي عشان زمان فضل وصل.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تحدث فادي بصوت عالي بعض الشئِ:
-ازاي يعني مضيت على عقد جديد؟

فوقفت لمار بغضب:
-بعيداً عن صوت حضرتك العالي أنا ممضتش عقد دا إعلان وعادي جدا أعمله ومعتقدشْ في بند في الإتفاق يمنعني أعمل أعلان.

قاطعهم دخول فريد يتبعه أنس الذي دلف ثم وقف بجانب لمار مباشرةً ثم وجه حديثه إليها :
-حد دايقك بحاجة ؟

فأجابت لمار بدهشة من وجوده في المكتب فهي لم يطل غيابها بالداخل كثيرا :
-لا أبدأ.

فنظر أنس إلى فادي بجمود :
-عمتاً هو محدش يقدر أبداً.

فابتعدَ فادي عن مكتبه متجها إلى أنس فتدخل فريد مسرعا منعاً من وقوع أصتطدام بينهم :
-أنت إيه اللي دخلك هنا؟

فهتف أنس بنبره يسودها الغرور :
-أنس المنياوي يدخل المكان اللي هو عايزه.

فنظر له فادي بغضب ثم تحدث قائلاً :
-ما هو أنس المنياوي ما بيلاقيشْ غير اللي يخصني وياخده مني مش كده بردو ولا إيه؟

كاد أنس أن يجيب ولكن قاطتعهُ لمار هاتفه بنبره يسودها الغضب فهي لم تستطع التحكم بعد جملته فكشفت عن مخلبها :
-أنا مش شئ يخصك ولا حاجه شاريها بفلوسك عشان أنس يخدهَا منك ، ومن النهارده يَاريت كل العقود اللي بنا تتفسخ أنا ميشرفنيش أتعامل مع واحد زيك أسلوبه همجي.

فاجاب فادي بنبره يسودها السخريه :
-ياريت متنسيش الشرط الجزائي للى يفسخ العقود.

فأمسك أنس بيد لمار ثم هتف بثقة :
-هتخدهمْ علي الجزمة.

ثم أخذها وغادر حاول فادي التهجم علَي أنس فمنعه فريد
فصرخ به فريد :
-كفايه بقي يا فادي مش كده؟

فقام فادي بإبعاد فريد عنه :
-أنت أزَاي تدخل البنِى أدم دا هنا؟

فأجاب فريد بصوت عالي نسبيا:
-أنا مدخلتهوش تقريبا كان مع لمار لما أنت كلمتها، ولما لمار أتأخرت مقدرتش أمنعه أنه يدخل.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
نظرت ليلَي إلى المحامي بصدمة، ووقف فضل بعصبية :
-اللي أنا سمعته دا صح!؟

فجذبه سالم لكي يجلس مره اخري :
-أقعد بس يا فضل وأسمع الكلام؟

فتحدثْ المحامي بتهذب:
-يا أستاذ فضل دي شركات يونس المنياري وهو الوحيد اللي مسؤل عن مين يبقي الوكيل له في كل حاجه هنا ،والأوراق قدامي بتقول إن حمزة فضل المنياوي، وليلَي خالد المنياوي هما اللي مسؤلينْ عن كل حاجه هنا.

فتحدثتْ ليلَي محاولة السيطره على صدمتها :
-يعني مش عمار زي ما عرفتوني،. وبعدين إزَاي يونس يعمل حاجه زي دي إيه دخل الدكتور حمزة في شغلنا؟

فأجاب حمزة بنبره يسودها السخريه :
-واضح إن البشمهندسة ليلَي ناسيه إنى اشتغلتْ هنا لفترة كبيرة وطول السنين اللي فاتت كنت متابع الشغل مع عمار ويونس.

فتدخل فضل بالحديث :
-إزاي يونس يعتمد عليهم المفروض حد كبير هو اللي يمسكها.

فأجاب سالم بجدية محاول منع طمع اخيه فهو يعلم جيدا بما هو يطمع :
-دي شركته ويعمل اللي هو عايزه فيها.

فهتف فضل بعصبيه لم يستطع التحكم فيها :
-مش دي شركة المنياوي بردو وابني شغال فيها.

فنظر له حمزة بسخرية فهتف سالم منهياً للحديث :
-دا زمان كنا نقدر نقول شركة عيلة المنياوي بس لولا يونس وبشركتهُ اللي كانت لسه صغيرة أنقذك من كل الديون، اللي وصلت الشركة إنها تتقفل.
صمت لثواني ثم تكمل حديثه موضحا :
- يعني من الآخر دي شركة يونس خالد المنياوي، بس بردو يونس معملش كده وقال دي شركتي لوحدي يونس حط عشرة من أسهم الشركة باسم عمار وحمزة والباقي اخده هو واخواته.

نظر له فضل بغضب ولم يستطع ان يجيب عليه فللاسف لم يكذب شقيقه بحرف ثم غادر فالتفتْ سالم للمحاميِ :
-سوري يا متر، ممكن تتفضل معايا للمكتب نشوف باقي الأوراق.

بقيت ليلَي تنظر إلى حمزة بغضب فتحدث حمزة بمشاغبة :
-إيه خايفه لتكوني بتعكِي الدنيا في الشغل أنا أعرف زي زمان.

فوققتْ ليلَي وهي تمسك الملف بيديها :
-تصدق انا اكتشفت ان في غيابي ان دمك بقى خفيف، أستني يا سالم عشان الجو هنا بقي خفهَ أوي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بإحدى الأماكن التي تتوسط أطراف المدينة ، وقفت سيارته ثم ترجل منها مسح المكان بعينه ثم أتجه إليها عندما رأها تجلس على إحدى المقاعد فاقترب منها ثم جلس بجانبها ، فالتفتتْ على إثر جلوسه ثم نظرت إليه بصدمه وتهجب من وجوده :
-يونس!!، أنت جيت هنا ازاي؟ ، أنت كويس مش كده؟

فنظر لها يونس لبعض الوقت ثم هتف بخفوت :
-متقلقيش أنا كويس، أستنيتكْ كتير زي ما وعدتيني.

فهتفت تمارا بنبره يسودها الدهشه :
-فتقومْ تجيلِي؟

فأجاب يونس وهو علَي نفس حالته:
-لو مجتيش أجيلك أنا.

لا تعلم تمارا ما هو هذا الشعور الذي سكن قلبها لثواتي فبلعت ريقها بتوتر محاوله الهروب من نظراته :
-بس محدش يعرف المكان دي غيري أنا و

فأكمل يونس حديثها :
-وخطيبك ،عمتاً عرفته بطريقتِي ، نظر إلى المبنَي الذي يسكن خلفهم ثم تحدث بتساؤل :
-دا بيته؟

فنظرت تمارا إلى البيت ثم تحدثت :
-الأول كنا عايشين في أسكندرية ولما عمو وبابا قرَروا أنهم يجوا القاهرة طارق وخالتو جم معانا كان والد طارق متوفي،وعرفت المكان دا عن طريق طارق كنا لما حد فينا يزعل يجي هنا لحد ما طارق قرر يشتري البيت دا يبقي لينا لوحدنا.

بعدت تمارا أنظارها عن البيت فتسائل يونس بجمود:
-كنتي بتحبيه أويِ كده؟

فشبكت تمارا كفوف يديها ببعض بتوتر من سؤاله :
-طارق كان من بالنسبالي كل حاجه، خصوصًا بعد ما بابا أتوفيَ كان أب وأخ وحبيب وكان صديقي، وكان و نعم الصديق الوفي، سافر يوميها من غير ما اعرفْ كلمني لما وصل وأنا عملت فيها زعلانه منه سابلى رسالة يراضيني فيها وسمعتها ونمت وصحيت علي أكبر كابوس أنه معدش موجود وسطينا.

أخذت نفس ثم أكملت :
-محستش بحاجة غير بعدها بأسبوع صحيت لقيت نفسي في مستشفيَ وحالتي كانت متدهورة وكنت فاقدة أعصابي فضلت لفترة حوالي شهرين في المستشفيَ، في وسط التحاليل اللي كانت بتتعملِي الدكاترة أكتشفتْ حاجة…

فتسائل يونس بنبره يسودها القلق:
- إيه؟

فنظرت له تمارا لثوانٍ ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامه حزينه:
-طلع عندي لوكيميا.

فأجاب يونس بصدمة :
-إيه!؟

فأبتسمت تمارا :
-الناس كلها المرض بيجيلها وكانت بتخاف من الموت، وأنا جالي كنت فرحانة بيه كنت حاسة إن ربنا بيقولي أيام وهجمعكُوا ببعض تاني، بس دا معجبش والدتي وأهلي.

مسحت باناملها دمعه قد انزلقت على خديها :
-وبعد فتره لما فقت نفسياً وقدرت أقابل ناس جالي صديق لطارق كان سايبلي معاه جواب، اللي عرفته منه إن طارق كان عارف أنه في خطر وإن ممكن يجراله حاجه في السفرية دي، كان بيطلب مني أكملْ حياتي لو جراله حاجه كان عايزنيِ أحقق كل حلم حلمناه مع بعض.

وقفت من مجلسها ثم أعطت له ظهرها أغمضت عينيها لثوانٍ تمنع هشقاتها، ثم فتحت عينيها وحاولت التحدث :
- طول عمري بشوف إن الوجع والكسرة ممكن يتحولوا لطاقة وقوة تزقنَا لقدام ،بس المرة دي لقيت نفسي بغرقْ، بغرق وبصراحة مش عارفة إيه هو الحل مرمية في نص البحر لوحدي يا هستسلم يا هعافر واعافر وفي الأخر هموت، ماهو مفيش أي طوق نجاة واللي كان بينجدني مبقاش موجود وبقي مطلوب من ان احارب لوحدي.

مسح دمعه قد نزلت من مقلتيه عندما شعر بالوجع والمُعَاناه التي مرت به ثم وقف من جلستها بجانبها محاولًا مواستهَا :
-هقولكْ كلمة حد عزيز عليا قالهالي، ربنا بيحطنا في مواقف وظروف علشان عالم إننا ادها، وبيشوف صبرنا أد إيه وأنتي كنت قدها وعديتي منها .

فانشقت شفتي تمارا عن ابتسامه عندما علمت هوية هذا الشخص العزيز.
يتبع الفصل الحادي عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية صراع الحياة " اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent