رواية صراع الحياة الفصل الحادي عشر بقلم مريم محمد
رواية صراع الحياة الفصل الحادي عشر
دق جرس البيت فهتفت ساجده لفاطمة لكي تفتح الباب فصاحت فاطمة بصوت عالي عندما لم بتوقف الرنين :
-أيوه جايه.
فتحت فاطمة باب المنزل ثم تغيرت ملامح وجهها إلى الشحوب فهي لا تصدق انها تراه يقف أمامها بلعت ريقها في توتر ثم نظرت إلى الداخل بترقب ثم عادت انظارها إليه وتحدثت بهمس :
-أنت بتعمل إيه هنا،إيه اللي رجعك بعد السنين دي كلها؟
فاخمفض انظاره ثم هتف بخفوت :
-كان لازم اجي.
قاطع حديثها ساجده الذي كانت تقف خلفها وتهتف :
-مين اللي علي الباب
ولكن لم تكمل حديثها من الصدمه قامت بغلق عينيها ثم فتحها نره اخري فهي لا تصدق انه هو الذي يقف أمامه بعد طوال هذه السنوات سريعا ما تجمعَت الدموع بأعينهَا وهتف بصدمه :
-سالم!؟
ولكن لم تكمل جملتها وهي تشعر نفسها تدخل في دوار ياخذها إلى عالم اخر فأسرع سالم نحوها عندما رأها تغيبْ عن الوعي وقام بحملعا إلى الداخل.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أوقف سيارته أمام النيل ثم نزل واتبعته لمار، أغمض عينيه واخذ شهيقا ثم اخرجه محاولا الهدوء بينما لمار ألتزمت الصمت ولم تتحدث فتح عينيه ثم تحدث وكانت ملامح الجمود مرسومة علَي وجهه:
-أنا أسفْ .
فظلت لمار علَي حالتها لم تنظر له :
-علَي إيه؟
فتنهد أنس بصوت عالي واجاب قائلا :
-مكنش ينفع أتدخل فى شغلكْ أنتِي وفادي ، يمكن تعارفنا مكنش كويس بس دلوقتِي في بنا شغل وأنا مقدرتش أقف بره وأشوفك في موقف زي دا.
فلتفتتْ له لمار ثم ضيقت عينيها بتساؤلْ :
-يعني لو مكنش في بنا شغل أو تعارف مكنتش هتدخل؟
فنظر لها أنس بتوتر :
-لا أكيد كنت هتدخل، ولو أي حد في مكانك كنت هتدخل،. عمتا متقلقيش أنا مستعد أدفع الشرط الجزائي.
فهتفن لمار منهية الحديث :
-دا كان إختياري ولازم أدفعْ تمنه، ممكن تروحني؟
فحاول انس الاعتراض لكن اوقفته لمارا باشاره من يديها محاوله منهي الخديث فأشار أنس إلى السيارة باستسلام:
-طبعا أتفضلِي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
حاولت فتح عينيهَا، فساعدتها فاطمة علي الجلوس،. ثم أعطت لها كوب من الماء فأخذته ساجده ثم ارتشفت منه القلبل وقامن باعطاء الكوب مره اخري إلى شقيقتها؛
نظرت فاطمة إلى ساجده ثم إلى سالم بحيره فشعرت انها يجب عليها ان تتركهم بمفردهم بعد هذه السنوات :
-طيب أنَا هسيبكوا لوحدكوا ولو أحتاجتُوا حاجة أنا بره.
لم يجيب عليها احدا منهم فغادرت في صمت انتظر سالم مغادرتها ثم هتف بنبره يسودها القلق :
-أنتيِ كويسة؟
تساندت ساجدة علي ثم وقفت محاوله التحكم فط الدوار الذي تملكها في اثر وقوفها مره واحده واعظت له ظهرها وهي تهتف سائله عن سبب وجوده بعد هذا الغياب:
-إيه اللي رجعك يا سالم؟
فوقف سالم خلفها :
-أنَا مرجعتش غير لما لقيتكوا رجعتوا .
فلتفتتْ له ساجده ثم ضيقت عينيها بعدم فهم :
-رجعتوا، هما مين اللي رجعوا؟
فأشار سالم إليها :
-أنتي ودكتورة تمارا،بنت أختك عايزة ايه من أبن أخويا؟
فأجابت ساجدة بإندفاع :
-ابن أخوك مين أحنا منعرفش حاجة عنك ولا عن أهلك من سنين ؟
فعقد سالم حاجبيه :
-إزاى والشغل اللي بين شركة الشافعي وبين ابن أخوي، ووقوف تمارا جمب يونس في تعبه ، عايزة تفهميني إن كل دا صدفة مش أكتر؟
فختفت ساجدة بنبره يسودها الصدق فهي لا تعلم عن عمل عم تمارا ولا عن عملها :
-في الحقيقَة أنا معنديش علم بحالات تمارا ومليش إنى اتدخل، وشغل الشركة دا بيزنس يا سالم بيه.
ثم أكملت حديثها بنبره يسودها السخريه :
-فاكر نفسك لسه فاكرينكَ لدرجة إننا عاوزين ننتقم منك؟
فقاطعها سالم بتحذير :
-ساجدة حاسبي علَي كلامك، أكيد مفكرتشْ إنك عاوزه تنتقمي ولا دا تفكيري، وإذا كنا هنشوف مين غلط في التاني زمان فبلاش نفتح في القديم.
فلم تستطع ساجدة البقاء على الهدوء الذي من الصعب ان تخرج عنه والجميع يعلم عنها بذلك ولكن معه فهو الَحيد الذي يستطع ان يخرجها عن الهاله الذي تقوم برسمها لنفهسا فهتف بصوت عالي نسبيا قد وصل إلى اذن فاطمة التي كانت تتابع الحديث في الخفاء فهي لم تستطع التغلب على فضولها وأيضاً خوف علي شقيقتها :
-قصدك إيه إن أنا اللي كنت غلطانه، قصدك إنى بعت!
فنظر سالم إلى عينيها :
-مش دا اللي حصل مين اللي باع ومين اللي أستني؟
فعقدت ساجدة حاجبيها بعدم فهم :
-قصدك إيه؟
فبعد سالم وجهه إلى الجانب الأخر:
-أنتي فاهمه كويس.
فأعادت ساجدة وجه إليها :
-كلامك في تلميح لحاجهَ مترميش كلمتين زي زمان وتهرب؟
فابتعدْ سالم عنها :
-أنتي عارفَه كويس معني كلامي، متخرجنِيش عن سبب ظهوري النهاردة لو حسيت ولو ثانية إن تمارا ممكن تأذي ابن أخويا هضطر اتدخل.
ثم تركها وغادر لكن بقيت ساجدة واقفَه في مكانها ثم أتجهتْ نحو صورة ابنها وقامت باحتضانهَا، ولم تعطي لسؤال فاطمة التي دخلت عند مغادرة سالم أى اهتمام
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
رست السيارة أمام مبنَي المستشفَي فالتفتتْ تمارا إلى يونس وهي ترسم على شفتيها ابتسامة شكر :
-شكرا لوجودك جنبي النهارده.
فنظر لها يونس بنظر يوجد بها لامعه لم تغب عن تمارا :
-مفيش شكر بين الصحاب ولا إيه؟
فنظرت تمارا إلى الأسفل بخجل :
-معاك حق، بس مكنش ينفع تخرج خصوصا إن دا يعتبر أول مره تخرج بره البيت بعد ما خرجت من المستشفَي.
فابتسمَ يونس محاوله ان يبسط الأمر :
-متكبريش الموضوع أوي كده أنا مخرجتش لوحدي السواق معايا، وبعدين العيب عليكي أنتي اللي وعديتنِي أننا نعقد مع بعض عشان نبدأ علاج طبيعي.
فأجابت تمارا بتوضيح :
-وأنا مش بوعد ومبوفَاش بوعدي، أول معاد ليك مع الدكتورة بكره الصبح هتجيلك.
فهتف يونس بتساؤل :
-مش هتيجي معاها؟
فنظرت له تمارا بتوتر وحيره ثم هتفت محاوله ابعاد انظارها عن مرمي عينيه:
-لو عاوزني أجي معاها أجي؟
فأجاب يونس بتساؤل :
-لو مش هتعبك؟
ففتحت تمارا باب السيارة وهي تهتف :
-يبقى هسهر أخلص الحالات اللي في أيدي وأجيلك، يلا سلام ولما تروح كلمني؟
فنظر لها يونس من نافذة السيارة :
-لمَا تطلعي مكتبك كلميني.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في الصباح الباكر أمسك حمزة بيد إبنتهِ ثم نزل إلى الأسفل
فكان الجميع يجتمع بغرفة الطعام، بينمت ركضت الصغيرة إلى خالد بفرحة عندما راته يتراس الطاوله :
-جدو صباح الخير.
فأمسك بها خالد ثم وضعها أجلسها علي رجله ثم قبل خدها :
-قلب جدو من جوه صباح الورد والياسمين وانا اقول مالو اليوم حلو كده ليه .
نظرت ليلي إلى حمزة ثم إلى الصغيره ثم أخذت أغراضها لكي ترحل لكن قاطعها دخول عمار وملك ، فنظر لهم الجميع بدهشة من رجوعهم السريع.
فكان أنس أول من فاقَ من دهشته :
-عمار ملك أنتُم رجعتُوا بدري ليه؟
فاحتضنَ عمار زوجته وهي يهتف بنبره يسودها المرح :
-وأنا اللي قولت زماننا وحشناكُوا؟
فتحدث سالم بجدية مصطنعه :
-ولا عاوزين نشوف خلقتك أصلا.
فضحك حمزة ثم تحدث بمزاح :
-واضح أن أبو السوالم شايل منك.
فتجاهل سالم حديث حمزة ووجه حديثه إلى ملك :
-حمدالله علَي السلامة يا حببتي واقفه عندك ليه تعالي أقعدي زمانكم مفطرتوش؟
فابتعَد عمار عن زوجته وهتف محاولا التبرير فشقيفه قد اخبره بعلم الجميع بمرض يونس وانهم قد علمو انه كان لديه خبر :
-علي فكرة بقي ملك كانت عارفه زينا بالظبط.
فتدخل يونس بالحديث محاوله ان يبرر لهم :
-متزعلش منهم يا سالم هما كانو بينفذوا كلامي.
فاقتربَ عمار منه ثم أحتضنه :
-حبيبي يا سلوم متزعلش وبعدين دا أنا بردو عريس.
فختف سالم بنبره يسودها السخريه:
-عريس الغفله.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بمنتصفْ النهار ، أخرجت تمارا مفتاح سيارتها وهي تتحدث عبرَ الهاتف ثم فتحت الباب الخلفي وضعت بعض الأشياء على المقعد الخلفي هتفت بامتنان :
-شكرا يا عادل معلشِ تعبتك معايا.
فأجاب عادل من الجانب الآخر :
-مفيش تعب ولا حاجه،المهم دا يقدر يفيده ويجيب معاه نتيجه.
فهتفت تمارا بنبره يسودها الثقه :
-اكيد وانا تاقه في اختيارك.
فشكرها عادل ثم هتفت متسائلا :
-قدامك أد إيه وتوصلي؟
فنظرت تمارا إلى ساعة يديها :
-حوالي نص ساعة على ما اجيب يونس، أول ما أقرب أوصل هرن عليكوا تجهزوا كل حاجه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
على الجانب الآخر كان يجلس يونس أمام نافذة غرفته وبيدَيه إحدَي الكتب السياسية، قاطع قرأته اثر صوت فنح الباب فالتفتَ إلى الباب ثم تغيرت معالم وجهه إلى الدهشة:
-نيرة أنتي بتعملي إيه هنا؟
فنظرت نيرة إليه نظره يسودها التلاعب:
-مش هتقولِي أدخل؟
فأجاب يونس بنبره ساخره :
-ما أنتي دخلتِي خلاص، خير؟
فجلست نيرة علَي المقعد المقابل لمقعده ثم وضعت ساقًا فوق الأخرى :
-جايه شوف ابن عمي و خطيبِي واطمنْ عليه.
ضحكة خرجت من فم بونس لم يستطع السيطره عليها :
-هه خطيبك طب ابن عمك وماشي ، إنما واضح إنك ناسيه إننا سبنا بعض من شهور.
اثناء هذا الحديث وقد وصلت تمارا بالأسفل دخلت بعدما فتحتت لها الخادمه ثم هتفت متسائله عن مكان وجوده :
-أمال بشمهندس يونس فين؟
فأجابت الخادمة وهي تشير إلى غرفة يونس :
-في اوضته يا دكتوره قاعد مستنيكي.
فنظرت تمارا إلى الحقيبة التي بيديها ببسمه وهي تتجه إلى غرفته وقفت امام باب الغرفة عندما سمعت صوت فتاة بالداخل وهي تهتف :
-أسمها سبتني يا يونس قرار أنت اخدته لوحدك واختفِيت.
ثم وقفت نيره عن مقعدها ثم أقتربت يونس ووضعت يديهَا علَي خده :
-أرجَع يا يونس أنَا لسه بحبك أنا عارفة إني كنت غبيه بس عرفت غلطي ، عقابك طول اوي المرادي.
بالخارج مسحت تمارا باناملها دمعت قد ذرفت من عينيها ثم ضغطت علي قبضه يديه محاوله السيطره على النار الذي تشعر بها بزاخل صدرها ثم تماسكت وحاولت رسم ابتسامه على وجهها ثم دقت الباب لمي يشعرو بوجودها،
فالتفت يونس ونيره اليها ، فوقف يونس سريعا وابعد ايدي نيرة عنه وجه وهتف بنبره يسودها الارتباك لم تخفي عن نيره :
-تمارا!
فتحدثت تمارا وهي تبتسم بتصنع :
-واضح إني جيت في وقت غلط؟
فمسح يونس علي شعرهِ بإرتبَاك :
-لا أبداً أنا كنت مستنيكي.
فتدخلت نيرة في الحديث :
-مش تعرفني يا يونس؟
فأجاب يونس :
-أحم دي دكتوره تمارا، ودي نيرة بنت عمي.
فهزت تمارا رأسها لها:
-طيب خلينا نمشي عشان نلحق مشوارنا؟
فتسائلت نيرة بغيره :
-أنتم خارجين مع بعض؟
فأجاب يونس بحديه :
-دكتورة تمارا واخداني مشوار.
فاقتربت نيره ثم أمسكت يديه :
-طيب حلو خدوني معاكوا ولا الدكتورة عندها مانع؟
فحاولت تمارا أن تبتسم :
-ولا مانع ولا حاجه.
-أيوه جايه.
فتحت فاطمة باب المنزل ثم تغيرت ملامح وجهها إلى الشحوب فهي لا تصدق انها تراه يقف أمامها بلعت ريقها في توتر ثم نظرت إلى الداخل بترقب ثم عادت انظارها إليه وتحدثت بهمس :
-أنت بتعمل إيه هنا،إيه اللي رجعك بعد السنين دي كلها؟
فاخمفض انظاره ثم هتف بخفوت :
-كان لازم اجي.
قاطع حديثها ساجده الذي كانت تقف خلفها وتهتف :
-مين اللي علي الباب
ولكن لم تكمل حديثها من الصدمه قامت بغلق عينيها ثم فتحها نره اخري فهي لا تصدق انه هو الذي يقف أمامه بعد طوال هذه السنوات سريعا ما تجمعَت الدموع بأعينهَا وهتف بصدمه :
-سالم!؟
ولكن لم تكمل جملتها وهي تشعر نفسها تدخل في دوار ياخذها إلى عالم اخر فأسرع سالم نحوها عندما رأها تغيبْ عن الوعي وقام بحملعا إلى الداخل.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أوقف سيارته أمام النيل ثم نزل واتبعته لمار، أغمض عينيه واخذ شهيقا ثم اخرجه محاولا الهدوء بينما لمار ألتزمت الصمت ولم تتحدث فتح عينيه ثم تحدث وكانت ملامح الجمود مرسومة علَي وجهه:
-أنا أسفْ .
فظلت لمار علَي حالتها لم تنظر له :
-علَي إيه؟
فتنهد أنس بصوت عالي واجاب قائلا :
-مكنش ينفع أتدخل فى شغلكْ أنتِي وفادي ، يمكن تعارفنا مكنش كويس بس دلوقتِي في بنا شغل وأنا مقدرتش أقف بره وأشوفك في موقف زي دا.
فلتفتتْ له لمار ثم ضيقت عينيها بتساؤلْ :
-يعني لو مكنش في بنا شغل أو تعارف مكنتش هتدخل؟
فنظر لها أنس بتوتر :
-لا أكيد كنت هتدخل، ولو أي حد في مكانك كنت هتدخل،. عمتا متقلقيش أنا مستعد أدفع الشرط الجزائي.
فهتفن لمار منهية الحديث :
-دا كان إختياري ولازم أدفعْ تمنه، ممكن تروحني؟
فحاول انس الاعتراض لكن اوقفته لمارا باشاره من يديها محاوله منهي الخديث فأشار أنس إلى السيارة باستسلام:
-طبعا أتفضلِي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
حاولت فتح عينيهَا، فساعدتها فاطمة علي الجلوس،. ثم أعطت لها كوب من الماء فأخذته ساجده ثم ارتشفت منه القلبل وقامن باعطاء الكوب مره اخري إلى شقيقتها؛
نظرت فاطمة إلى ساجده ثم إلى سالم بحيره فشعرت انها يجب عليها ان تتركهم بمفردهم بعد هذه السنوات :
-طيب أنَا هسيبكوا لوحدكوا ولو أحتاجتُوا حاجة أنا بره.
لم يجيب عليها احدا منهم فغادرت في صمت انتظر سالم مغادرتها ثم هتف بنبره يسودها القلق :
-أنتيِ كويسة؟
تساندت ساجدة علي ثم وقفت محاوله التحكم فط الدوار الذي تملكها في اثر وقوفها مره واحده واعظت له ظهرها وهي تهتف سائله عن سبب وجوده بعد هذا الغياب:
-إيه اللي رجعك يا سالم؟
فوقف سالم خلفها :
-أنَا مرجعتش غير لما لقيتكوا رجعتوا .
فلتفتتْ له ساجده ثم ضيقت عينيها بعدم فهم :
-رجعتوا، هما مين اللي رجعوا؟
فأشار سالم إليها :
-أنتي ودكتورة تمارا،بنت أختك عايزة ايه من أبن أخويا؟
فأجابت ساجدة بإندفاع :
-ابن أخوك مين أحنا منعرفش حاجة عنك ولا عن أهلك من سنين ؟
فعقد سالم حاجبيه :
-إزاى والشغل اللي بين شركة الشافعي وبين ابن أخوي، ووقوف تمارا جمب يونس في تعبه ، عايزة تفهميني إن كل دا صدفة مش أكتر؟
فختفت ساجدة بنبره يسودها الصدق فهي لا تعلم عن عمل عم تمارا ولا عن عملها :
-في الحقيقَة أنا معنديش علم بحالات تمارا ومليش إنى اتدخل، وشغل الشركة دا بيزنس يا سالم بيه.
ثم أكملت حديثها بنبره يسودها السخريه :
-فاكر نفسك لسه فاكرينكَ لدرجة إننا عاوزين ننتقم منك؟
فقاطعها سالم بتحذير :
-ساجدة حاسبي علَي كلامك، أكيد مفكرتشْ إنك عاوزه تنتقمي ولا دا تفكيري، وإذا كنا هنشوف مين غلط في التاني زمان فبلاش نفتح في القديم.
فلم تستطع ساجدة البقاء على الهدوء الذي من الصعب ان تخرج عنه والجميع يعلم عنها بذلك ولكن معه فهو الَحيد الذي يستطع ان يخرجها عن الهاله الذي تقوم برسمها لنفهسا فهتف بصوت عالي نسبيا قد وصل إلى اذن فاطمة التي كانت تتابع الحديث في الخفاء فهي لم تستطع التغلب على فضولها وأيضاً خوف علي شقيقتها :
-قصدك إيه إن أنا اللي كنت غلطانه، قصدك إنى بعت!
فنظر سالم إلى عينيها :
-مش دا اللي حصل مين اللي باع ومين اللي أستني؟
فعقدت ساجدة حاجبيها بعدم فهم :
-قصدك إيه؟
فبعد سالم وجهه إلى الجانب الأخر:
-أنتي فاهمه كويس.
فأعادت ساجدة وجه إليها :
-كلامك في تلميح لحاجهَ مترميش كلمتين زي زمان وتهرب؟
فابتعدْ سالم عنها :
-أنتي عارفَه كويس معني كلامي، متخرجنِيش عن سبب ظهوري النهاردة لو حسيت ولو ثانية إن تمارا ممكن تأذي ابن أخويا هضطر اتدخل.
ثم تركها وغادر لكن بقيت ساجدة واقفَه في مكانها ثم أتجهتْ نحو صورة ابنها وقامت باحتضانهَا، ولم تعطي لسؤال فاطمة التي دخلت عند مغادرة سالم أى اهتمام
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
رست السيارة أمام مبنَي المستشفَي فالتفتتْ تمارا إلى يونس وهي ترسم على شفتيها ابتسامة شكر :
-شكرا لوجودك جنبي النهارده.
فنظر لها يونس بنظر يوجد بها لامعه لم تغب عن تمارا :
-مفيش شكر بين الصحاب ولا إيه؟
فنظرت تمارا إلى الأسفل بخجل :
-معاك حق، بس مكنش ينفع تخرج خصوصا إن دا يعتبر أول مره تخرج بره البيت بعد ما خرجت من المستشفَي.
فابتسمَ يونس محاوله ان يبسط الأمر :
-متكبريش الموضوع أوي كده أنا مخرجتش لوحدي السواق معايا، وبعدين العيب عليكي أنتي اللي وعديتنِي أننا نعقد مع بعض عشان نبدأ علاج طبيعي.
فأجابت تمارا بتوضيح :
-وأنا مش بوعد ومبوفَاش بوعدي، أول معاد ليك مع الدكتورة بكره الصبح هتجيلك.
فهتف يونس بتساؤل :
-مش هتيجي معاها؟
فنظرت له تمارا بتوتر وحيره ثم هتفت محاوله ابعاد انظارها عن مرمي عينيه:
-لو عاوزني أجي معاها أجي؟
فأجاب يونس بتساؤل :
-لو مش هتعبك؟
ففتحت تمارا باب السيارة وهي تهتف :
-يبقى هسهر أخلص الحالات اللي في أيدي وأجيلك، يلا سلام ولما تروح كلمني؟
فنظر لها يونس من نافذة السيارة :
-لمَا تطلعي مكتبك كلميني.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في الصباح الباكر أمسك حمزة بيد إبنتهِ ثم نزل إلى الأسفل
فكان الجميع يجتمع بغرفة الطعام، بينمت ركضت الصغيرة إلى خالد بفرحة عندما راته يتراس الطاوله :
-جدو صباح الخير.
فأمسك بها خالد ثم وضعها أجلسها علي رجله ثم قبل خدها :
-قلب جدو من جوه صباح الورد والياسمين وانا اقول مالو اليوم حلو كده ليه .
نظرت ليلي إلى حمزة ثم إلى الصغيره ثم أخذت أغراضها لكي ترحل لكن قاطعها دخول عمار وملك ، فنظر لهم الجميع بدهشة من رجوعهم السريع.
فكان أنس أول من فاقَ من دهشته :
-عمار ملك أنتُم رجعتُوا بدري ليه؟
فاحتضنَ عمار زوجته وهي يهتف بنبره يسودها المرح :
-وأنا اللي قولت زماننا وحشناكُوا؟
فتحدث سالم بجدية مصطنعه :
-ولا عاوزين نشوف خلقتك أصلا.
فضحك حمزة ثم تحدث بمزاح :
-واضح أن أبو السوالم شايل منك.
فتجاهل سالم حديث حمزة ووجه حديثه إلى ملك :
-حمدالله علَي السلامة يا حببتي واقفه عندك ليه تعالي أقعدي زمانكم مفطرتوش؟
فابتعَد عمار عن زوجته وهتف محاولا التبرير فشقيفه قد اخبره بعلم الجميع بمرض يونس وانهم قد علمو انه كان لديه خبر :
-علي فكرة بقي ملك كانت عارفه زينا بالظبط.
فتدخل يونس بالحديث محاوله ان يبرر لهم :
-متزعلش منهم يا سالم هما كانو بينفذوا كلامي.
فاقتربَ عمار منه ثم أحتضنه :
-حبيبي يا سلوم متزعلش وبعدين دا أنا بردو عريس.
فختف سالم بنبره يسودها السخريه:
-عريس الغفله.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بمنتصفْ النهار ، أخرجت تمارا مفتاح سيارتها وهي تتحدث عبرَ الهاتف ثم فتحت الباب الخلفي وضعت بعض الأشياء على المقعد الخلفي هتفت بامتنان :
-شكرا يا عادل معلشِ تعبتك معايا.
فأجاب عادل من الجانب الآخر :
-مفيش تعب ولا حاجه،المهم دا يقدر يفيده ويجيب معاه نتيجه.
فهتفت تمارا بنبره يسودها الثقه :
-اكيد وانا تاقه في اختيارك.
فشكرها عادل ثم هتفت متسائلا :
-قدامك أد إيه وتوصلي؟
فنظرت تمارا إلى ساعة يديها :
-حوالي نص ساعة على ما اجيب يونس، أول ما أقرب أوصل هرن عليكوا تجهزوا كل حاجه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
على الجانب الآخر كان يجلس يونس أمام نافذة غرفته وبيدَيه إحدَي الكتب السياسية، قاطع قرأته اثر صوت فنح الباب فالتفتَ إلى الباب ثم تغيرت معالم وجهه إلى الدهشة:
-نيرة أنتي بتعملي إيه هنا؟
فنظرت نيرة إليه نظره يسودها التلاعب:
-مش هتقولِي أدخل؟
فأجاب يونس بنبره ساخره :
-ما أنتي دخلتِي خلاص، خير؟
فجلست نيرة علَي المقعد المقابل لمقعده ثم وضعت ساقًا فوق الأخرى :
-جايه شوف ابن عمي و خطيبِي واطمنْ عليه.
ضحكة خرجت من فم بونس لم يستطع السيطره عليها :
-هه خطيبك طب ابن عمك وماشي ، إنما واضح إنك ناسيه إننا سبنا بعض من شهور.
اثناء هذا الحديث وقد وصلت تمارا بالأسفل دخلت بعدما فتحتت لها الخادمه ثم هتفت متسائله عن مكان وجوده :
-أمال بشمهندس يونس فين؟
فأجابت الخادمة وهي تشير إلى غرفة يونس :
-في اوضته يا دكتوره قاعد مستنيكي.
فنظرت تمارا إلى الحقيبة التي بيديها ببسمه وهي تتجه إلى غرفته وقفت امام باب الغرفة عندما سمعت صوت فتاة بالداخل وهي تهتف :
-أسمها سبتني يا يونس قرار أنت اخدته لوحدك واختفِيت.
ثم وقفت نيره عن مقعدها ثم أقتربت يونس ووضعت يديهَا علَي خده :
-أرجَع يا يونس أنَا لسه بحبك أنا عارفة إني كنت غبيه بس عرفت غلطي ، عقابك طول اوي المرادي.
بالخارج مسحت تمارا باناملها دمعت قد ذرفت من عينيها ثم ضغطت علي قبضه يديه محاوله السيطره على النار الذي تشعر بها بزاخل صدرها ثم تماسكت وحاولت رسم ابتسامه على وجهها ثم دقت الباب لمي يشعرو بوجودها،
فالتفت يونس ونيره اليها ، فوقف يونس سريعا وابعد ايدي نيرة عنه وجه وهتف بنبره يسودها الارتباك لم تخفي عن نيره :
-تمارا!
فتحدثت تمارا وهي تبتسم بتصنع :
-واضح إني جيت في وقت غلط؟
فمسح يونس علي شعرهِ بإرتبَاك :
-لا أبداً أنا كنت مستنيكي.
فتدخلت نيرة في الحديث :
-مش تعرفني يا يونس؟
فأجاب يونس :
-أحم دي دكتوره تمارا، ودي نيرة بنت عمي.
فهزت تمارا رأسها لها:
-طيب خلينا نمشي عشان نلحق مشوارنا؟
فتسائلت نيرة بغيره :
-أنتم خارجين مع بعض؟
فأجاب يونس بحديه :
-دكتورة تمارا واخداني مشوار.
فاقتربت نيره ثم أمسكت يديه :
-طيب حلو خدوني معاكوا ولا الدكتورة عندها مانع؟
فحاولت تمارا أن تبتسم :
-ولا مانع ولا حاجه.
يتبع الفصل الثاني عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية صراع الحياة " اضغط على أسم الرواية