رواية مقيد بأكاذيبها البارت الحادي عشر 11 بقلم هدير نور
رواية مقيد باكاذيبها الفصل الحادي عشر 11
ترددت صدفة قليلاً قبل تفتح عبوة ظلال العيون المليئة بالالوان العديدة اخذت تضع من اللون الاخضر حول عينيها ثم قليل من الازرق و الاحمر و الاسود كانت تضع الالوان بعشوائية وعدم خبرة محاولة الوصول الى غايتها حتى انتهت اخذت تتطلع الي عينها تلك التى كانت تبدو الان كما لو كانت كدمة قاسية حول عينها....
و فور ان انتهت اخذت تتطلع الي ما صنعته يدها بصدمة فقد كانت تبدو حقاً عينها مكدومة كما لو قام احد بضربها بها همست بقسوة و هي تتطلع برضا الي عينها تلك
=مش انت لولا الناس مكنتش هتخلى في وشى او جسمى عضمة ساليمة..طيب اشرب بقى يا ابن نعمات ان ما فضحتك
ثم ارتدت حجابها و هبطت للأسفل لحضور حفل عيد الميلاد الذي سيحضره جميع العائلة و الجيران متجاهلة الصوت الذي يحذرها من تنفيذ فكرتها المجنونة التى ستجعل راجح هذة المرة يقوم بقتلها بالتأكيد ...
فور ان دلفت الي بهو شقة حماتها اتجهت نحوها شوقية شقيقة نعمات هاتفه بفرح
=يا اهلاً يا اهلاً بست العرايس كلــ....
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان اقتربت منها و رأت عينها المكدومة شهقت صارخة بفزع..
=يا نهار اسود و منيل.. ايه اللي عمل في عينك كده....؟
لتكمل بصدمة يتخللها الغضب و هي ترفع وجه صدفة للاعلى تتفحص عينيها القلقة
=راجح اللي عمل فيكي كده..؟!
اندفعت كلاً من شهد شقيقة راجح و نعمات نحوهم فور سماعهم كلمات شوقية تلك بينما وقفت صدفة صامتة دون ان تجيبها راسمة الإنكسار علي و جهها مصطنعة الحزن..
غمغمت شهد بفزع و هي تقترب منهم فور ان رأت عين صدفة
=ايه اللي حصل يا صدفة فاهمينا...؟
هتفت شوقية بحدة وهي تمسك بذراع صدفة
=هتفهمنا ايه ما الحكاية واضحة زى الشمس اخوكي ضربها......
همست شهد باضطراب بينما نظراتها تمر فوق عين صدفة المكدومة
=راجح لا يمكن يعمل كده... ده عمره ما مد ايده على واحدة فينا اكيد في حاجة غلط..
قاطعتها نعمات بغضب وهي تتجه نحو صدفة تتطلع اليها بحدة
=ايوة انا ابني ميعملش كده....
لتكمل بانفعال وهي تزجر صدفة بنظرات مشتعلة
=و لو عمل كده.. فاكيد هي ضايقته في حاجة او عصبته ما انا عارفها لسانها اطول منها...
دفعتها شوقيه في كتفها مقاطعة اياها بقسوة و غصب
=يا شيخة اتقي الله ده انتي عندك ولايا ترضي ان حد يعمل كدة في بناتك...
احمر وجه نعمات و صمتت بينما تدير عينيها بارتباك في انحاء الغرفة رافضة الاجابة...
بينما وقفت صدفة تراقب ما يحدث بتوتر و هي تغرز اسنانها بشفتيها شاعرة بمدى حماقة فعلتها لذا قررت ان تخترع كذبة اخرى تبرئ لها راجح من تلك التهمة التى دفعها غضبها منه الى اختراعها..
لكن شحب وجهها بخوف فور ان رأت راجح يدلف من باب المنزل و هو يحمل حقيبة بيده قائلاً بمرح موجهاً خديثه الى شوقية غافلاً عن حالة صدفة
=ايه ده شوشو جت.. دايماً اول واحدو بتوصلي في العيلة دي...
استدارت اليه شوقية تتطلغ اليه بحده دون ان تجيبه..
اقترب منهم مغمغماً بقلق فور ان لاحظ تجمعهم الغير طبيعي حول صدفة التي كانت توليه ظهرها
=في اية..في حاجة حصلت..و لا ايه...؟؟
لم يجيبه احد حيث اخذوا يتطلعوا اليه بنظرات منها الحادة الغاضبة و اخري مرتبكة
مما جعله يندفع نحو صدفة يمسك بذراعها مديراً اياها نحوه و قد سيطر القلق عليه
قاومته صدفة رافضة الاستدارة اليه و هي تشعر بالخوف من ردة فعله على فعلتها الحمقاء تلك التى دفعها الانتقام لفعلها دون الحسبان لردة فعله..
جذبها راجح بقوة اكبر حتي جعلها تستدير نحوه..ليهتز جسده بالصدمة فور رؤيته لعينها المكدومة هتف بجمود و الغضب يشتعل بصدره
=ايه اللي عمل في عينك كده...؟
ليكمل و هو يستدير نحو والدته هاتفاً بشراسة معتقداً انها من قامت بايذائها
=مين اللي عمل فيها كده...؟
قاطعته شوقية بنبرة حادة لاذعة
=لا و نبى يعني مش عارف مين اللي عمل فيها كدة..
لتكمل وهي تزجره بنظرات يملئها السخط و الغضب
=اخر حاجة كنت اتوقعها انك تمد ايدك علي مراتك يا راجح ده انا بقول انك زينة شباب العيلة و ياريتهم يبقوا زيك تعمل كده.....
زمجر راجح بقسوة و هو يتطلع اليهم بارتباك
=ايه اللي بتقوليه ده ضربت مين....؟
ليكمل وهو يسلط عينيه التي تنطلق منها شرارت الغضب علي صدفة التي كانت تخفض رأسها
=هي اللي قالت اني عملت فيها كده...؟!
اجابته شوقية باضطراب و تردد
=لا... بس واضحة يعني البنية نازلة من شقتها و هي كده هيبقي مين اللى عمل فيها كده العفاريت ....
اومأ راجح برأسه مغمغماً بصوت منخفضو قد بدأ يفهم ما يحدث
=اها.. نازلة من فوق كده
ليكمل و هو يقبض على ذراع صدفة بقسوة جاذباً اياها اليه مما جعلها تطلق شهقة فازعة
=طيب تعالي معايا....
قاومته صدفة رافضة الذهاب معه فقد كانت تعلم ما هو مسيرها اذا صعدت معه الى الاعلى..
مما جعل شوقية تندفع نحوهم فور ان رأت اعتراضها هذا تمسك بذراعها الاخر قائلة بحدة و هى تحاول تحريرها من قبضته
=هتاخدها علي فين يا راجح استهدي بالله مش كده....
جذب راجح صدفة بقوه نحوه بعيداً عن شوقية قائلاً بحدة من بين اسنانه المطبقة بقسوة و هو يكظم غضبه بصعوبة
= شوقية....دي حاجه بيني و بين مراتي يعني محدش يدخل....
ثم تركهم و غادر و هو يدفع صدفة امامه...
التفت شوقية هاتفة بنعمات التي كانت واقفة تشاهد ما يحدث بصمت
=انتي ساكته ليه... هتسبيه يطلع يكمل عليها فوق....
اجابتها نعمات ببرود و هي تعقد ذراعيها فوق صدرها
=و انا اعمله ايه يعنى.. ما هو قالك حاجة بينه و بين مراته ادخل ليه....
قاطعتها بحده و هي تتطلع اليها بصدمة
=مالك يا نعمات انتي عمرك ما كان قلبك قاسي و لا جاحد كده... ده انتي احن واحده فينا...ايه حصلك..
ارتبك وجه نعمات شاعرة بتأنيب الضمير لكنها نفضت شعورها هذا مغمغمة باختناق وهي تلتف و تتركهم
=هدخل المطبخ اشوف الاكل اللى على النار.. الناس زمانها جاية..
التفت شوقية الي شهد الواقفة بجانبها
=عجبك كده...
ربتت شهد علي ظهر خالتها قائلة بحزن
=معلش يا خالتي... ومتخفيش و الله راجح اخويا حنية الدنيا فيه اكيد مش هيعملها حاجة...
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور تذكرها لعين صدفة المكدومة بينما زفرت شوقية بحده وهي تتحرك للداخل و القلق يسيطر عليها...
༺༺༺༺༻༻༻༻
فور دخولهم الي شقتهم استغلت صدفة انشغال راجح باغلاق باب الشقة و ركضت باقصى سرعة لديها نحو غرفة النوم و دخلت الى الحمام الذى قامت باغلاق
بابه بالمفتاح من الداخل بيد مرتعشة و الذعر يسيطر عليها خائفة من ردة فعله تعلم انها قد تجاوزت حدودها بما فعلته هذة المرة..
لكنها تراجعت للخلف بفزع مطلقة صرخة مدوية فور ان سمعته يضرب فوق الباب من الخارج بغضب صائحاً بشراسة
=افتحى الباب...
ليكمل بشراسة و ضرباته تزداد فوق الباب الذي اخذ يهتز بقوة
=افتحي الباب احسنلك و خلى يومك يعدى...
هتفت صدفة بصوت مرتجف بينما كان قلبها ينتفض فازعاً داخل صدرها و هى ترى الباب الذى اخذ يهتز بقوة من قوة ضرباته المتلاحقة عليه
=مش هفتح...الا لما تهدي...
قطعت جملتها عندما توقفت الطرقات فوق الباب فجأةً و حل صمت غريب بالمكان اقتربت ببطئ من الباب تضع اذنها فوقه محاولة التنصت الى اى صوت يصدر من الخارج و يدل على و جوده لكنها لم تسمع اى شئ فقد هناك الصمت فقط...
وضعت يدها فوق صدرها الذي كان يعلو و ينخفض بقوة محاولة استراق السمع الي اي حركة تدل علي وجوده و ما ان اطمئنت انه قد ذهب.....
عادت الضربات فوق الباب مرة اخى لكن هذة المرة كانت اكثر قوة وحدهكة مما جعلها تتراجع بعيداً عن الباب و هى تنظر برعب حولها محاولة ايجاد منفذ يمكنها الهرب منه..
سمعته يزمجر بشراسة من خلف الباب
=قدامك عشر ثواني لو مفتحتيش الباب هكسره فوق دماغك و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدي...
وقفت تتطلع الي الباب باعين. متسعة بالذعر و الخوف و ضربات قلبها المتسارعة تقصف باذنيها بجنون التفت نحو الحوض عينيها تبحث بارتباك عن شئ تحمي نفسها به
استقرت عينيها علي احدى شفرات الحلاقة الحادة الخاصة به امسكت بها مخرجة اياها بيد مرتعشة من تغليفها الورقى ملتقطة نفساً مرتجفاً و هى تقبض عليها بين يدها قبل ان تتجه نحو باب الحمام و تفتحه متراجعة للخلغ سريعاً بعيداً عنه فور ان رأته يندفع الي الداخل بوجه محتقن ترتسم عليه علامات الوحشية بينما عينيه تنطلق منها شرارت الغضب العاصف
همست بصوت مرتجف
=اهدى... اهدى ونبى و الله ما قولت انك ضربتني..هما اللي افتكروا كده....
لتكمل كاذبة محاولة اخماد غضبه
=ده انا...انا اتخبطت في الباب و عيني ورمت و لما نزلت تحت هما افتكروا...
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عندما وجدته يقترب منها بخطوات بطيئة و شرارات الغضب تتفاقز من عينيه لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة...
وقف يتطلع اليها بصمت قبل ان يغمغم بقسوة و هو يضغط علي فكيه بقوة
=اتخبطتي في الباب قولتيلي...
اومأت برأسها بينما تحدق فى وجهه بخوف من لهيب الغضب الذى يلتمع بعينيه..
قبض علي ذراعها بقسوة مما جعلها تشهق صارخة دفعها نحو الحوض الذي فتح صنبوره ثم اخفض رأسها اسفل المياه متجاهلاً صراخاتها المعترضة حيث ثبت رأسها بيده اسفل المياة قبل ان يملئ يده بالصابون فاركاً وجهها و عينها بحدة به..
و ما ان انتهي رفع رأسها من اسفل الصنبور هتفت صدفة بحدة بشهقات متقطعة و هي تحاول التقاط انفاسها
=هتموتنى حرام عليك....
تجاهلها قابضاً علي فكها يرفع رأسها اليه قائلاً بتحدي يتخلله الغضب
=اومال فين الكدمة و الزراق اللي كان مالي عينك...
ابتلعت لعابها بخوف صامتة وقد تسللت البرودة الى جسدها فور اداركها انه تم كشف لعبتها لا تعلم ما يجب عليها قوله..
اكمل بقسوة و يده تقبض علي وجهها يعتصره بقسوة حتى تأوهت متألمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره اكثر وهو يتمتم
=عايزة تفضحيني.ها..عايزاهم يقولوا بضربك و بعذب فيكي....
هزت رأسها هامسة بخوف
=مكنتش اقصد.....
ضرب بيده الحائط بجانب رأسها مما جعلها تنهي جملتها صارخة و هي تنتفض بفزع..
قبص على يدها يضغط عليها بقوة معتصراً اياها مزمجراً بشراسة
=مكنتيش تقصدي... اومال لو كنت تقصدي هتعملي فيا ايه...فضحتينى و خالتيى شكلـ.........
ابتلع باقي جملته عندما رأها تنفجر باكية و هي تصرخ متألمة بهسترية
=ايدي... ايدي...
اخفض عينيه الي يدها ينظر اليها بارتباك و هو يخفف قبضته عنها رافعاً يدها اليه وهو يزمجر بغضب
=مالها ايدك...
ليشتد وجهه بقسوة فور رؤيته للدماء التي تنساب من يدها
رفع يدها اليه سريعاً يفتح قبضتها المنغلقة لتظهر شفرة الحلاقة التي كانت تخبئها بيدها و انغرزت في راحة يدها فور ان ضغط علي يدها هتف لاعناً بقسوة و القلق و الغضب يسيطران عليه بينما يتجه بها نحو الحوض يضع يدها اسفل المياه الجارية بعد ان نزع الشفرة من يدها و القاها بعيداً بينما كانت هى تبكي بشهقات ممزقة فقد كان الالم بيدها لا يطاق...
تفحص راجح الجرح الذي بيدها ليزفر وهو يغمغم براحة...
=الحمد لله الجرح سطحي مش عميق..
ليكمل بخشونة و عصبية مفرطة فور تذكره ان تلك الشفرة قد تكون ملوثة و قد تؤذيها
=الموس ده جديد ولا كان مستعمل...
اجابته هامسة بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها الممزقة
=جديد...
زفر براحة ثم اخرج صندوق الاسعافات التي يحتفظ به بخازنة الحمام ثم بدأ يطهر جرحها و واضعاً لاصقة طبية عليه...
و ما ان انتهي وقف بصمت يتطلع الي رأسها المنخفض وجسدها الذي يهتز بشهقات ممزقة مما جعله شعر بقبضة تعتصر قلبه جذبها بلطف بين ذراعيه يحتضنها مربتاً بحنان علي ظهرها و هو يغمغم بجانب اذنها
=متخفيش الجرح بسيط...
ليكمل و هو يبعدها قليلاً زافراً بضيق ممرراً اصبعه علي خديها يزيل دموعها برقة
=بتوجعك...؟!
هزت رأسها بالنفي بينما تبتعد عنه بارتباك شاعرة بالغضب من نفسها لبكائها امامه ...
تنحنح راجح قائلاً بهدوء بينما يمسك بمرفقها و يجذبها معه للخارج
=طيب يلا غيرى هدومك اللي اتبلت دي علشان نلحق ننزل قبل ما العيد ميلاد ما يبدأ..
ليكمل بشك و هم يقفون بمنتصف الغرفة
=هو الموس كان بيعمل ايه في ايدك..؟!
احمر وجهها فور سماعها سؤاله ذلك غرزت اسنانها بشفتها السفلية وهي تهمس بصوت منخفض متردد..
=كنت... كنت بحمي نفسي به......
رفعت رأسها تحدق به بغضب عندما انفجر ضاحكاً بصوتاجش عميق مما جعلهت تهتفت بعدائية
=بتضحك علي ايه...؟!
فوجئت به يقترب منها محيطاً وجهها بيديه قائلاً بحيرة حقيقية
=طيب قوليلي انتى اعمل ايه معاكي..
ليكمل وهو يبعد خصلات شعرها المتناثرة خلف اذنها
=كل مرة تعملي مصيبة و ببقي هاين عليا اخنقك بايديا و ميعديش خمس دقايق تعملي حاجة تخليني اقعد اضحك زي العيل الصغير...و انسى كل البلاوى اللى بتعمليها...
اشتد احمرار وجهها مما جعله يبتسم من ارتباكها و خجلها هذا اطلق تنهيدة عميقة مغمغماً برفق و هو بربت على رأسها
=يلا غيرى هدومك...
ابتعد عنها ينوي المغادرة لكنه توقف عندما همست اسمه بصوت منخفض ليلتف اليها في الحال..
همست بتردد بينما تشير الي خازنة ملابسها
=هو انا ينفع البس فستان بدل العباية زي شهد و هاجر... انا.. انا عندي فستان كنت شرياه في جهازي.....
لتكمل بخجل و هي تضغط علي خدها الملتهب براحة يدها السليمة
=اصل بصراحة عمري ما لبست واحد و نفسي اجربه..
وقف راجح يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و شعور غريب من الضعف يسيطر عليه عند سماعه كلماتها تلك التى تدل على مدى حرمانها من ابسط الاشياء التى تتكتع بها الفتيات الاخرى....
ارتبكت صدفة من نظراته الغريبة المسلطة عليها مما جعلها تتململ في وقفتها بعدم راحة لكن اشرق وجهها بابتسامة واسعة عندما سمعته يجيبها بهدوء
=البسي اللي انتي عايزاه يا صدفة...
ليكمل و هو يلتف مغادراً الغرفة سريعاً حتي لا يستجيب لرغبته في الالتفاف اليها و ضمها بين ذراعيه
=هروح المخزن اطمن انهم نقلوا البضاعة و هرجع علي طول خلصي انتي و انزلي.....
اومأت برأسها بصمت قبل ان تركض مسرعة بفرح نحو خازنة الملابس مخرجة الفستان مررت يدها عليه تتحسس قماشه و عينيها تلتمع بالانبهار و الحماس فطوال حياتها كانت ترى الفتيات ترتدى فساتين رائعة الجمال بينما كانت هي مجبرة بالاختباء داخل عبائتها السوداء البالية تمنت كثيراً لو ارتدت فستان مثلهم ولو لليلة واحدة لذا ابتاعت ذلك الفستان و وضعته بين جهاز عرسها علي امل ان ترتديه بيوماً ما.... و ها هو هذا اليوم قد أتى اخيراً
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة..
وقفت صدفة تنظر الي صورتها بالمرآة بتردد شاعرة بعدم الراحة فقد كان الفستان ضيق بعض الشئ شعرت كما لو كان يظهر امتلئ جسدها...

اتجهت نحو الخازنة تنوي ان تنزعه عنها و ترتدي احدي عبائتها لكنها توقفت مترددة فالجميع سيرتدون فساتين و ستكون بينهم اقل شأناً بعبائتها تلك....
عادت للمرآة مرة اخري تتفحص مظهرها هزت كتفيها هامسة بينما اكتسبت بعض الثقة بنفسها
=ماله... طيب و الله حلو انا اللي معقدة نفسي...
ارتدت حجابها رافضة الاستماع للصوت الذي يحثها على نزعه فلأول مرة تحارب عدم ثقتها بنفسها و ترتدى كما تريد..
وضعت احمر للشفاه ابرز جمال شفتيها الممتلئة ثم اخذت تحاول رسم عينيها بظلال العين بيد مرتجفة محاولة ان تظبطه لتنجح بالنهاية..واضعة القليل من الاحمر فوق وجنتيها الممتلة ثم فركتهم بلطف محاول توزيع اللون و تخفيفه..
وما ان انتهت وقفت تتطلع الي نفسها بالمرآة و ابتسامة مشرقة علي شفتيها فقد كانت جميلة فلأول مرة بحياتها تشعر انها جميلة حقاً...
القت نظرة اخيرة علي نفسها قبل ان تهبط للاسفل بوجه مشرق بالسعادة..
وقفت امام باب شقة حماتها تمرر يديها المرتجفة علي قماش فستانها محاولة تهدئت ضربات قلبها التي كانت تضرب بجنون بصدرها..
التقطت نفساً عميقاً مرتجفاً قبل ان تدلف الي داخل الشقة الذي كان بابها مفتوح علي مصراعيه لاستقبال الضيوف...
لتجد المكان قد امتلئ بالضيوف حيث وجدت النساء جالسة ببهو المنزل يتحدثن بصخب و مرح بينما الاطفال يلعبون من حولهم...
و ما انا شاهدتها شوقية و شهد و نعمات تركوا النساء و اتجهوا نحوها سريعاً لكنهم توقفوا امامها يتطلعون نحوها باعين متسعة بالدهشة غمغمت شوقية بارتباك و هي ترفع وجه صدفة للاعلي تتفحصه
=ايه ده اومال فين الكدمة اللي كانت في عينك......؟؟
اجابتها صدفة و قد اشتعل وجهها من شدة الخجل
=ما هو مكنش في كدمة اصلاً
اقتربت منها شهد ممسكة بذراعها تديرها نحوها مضيقة عينيها عليها بينما تتفحص عينها قائلة بشك
=انتي حطيتي حاجة تداري بها الكدمة...
قاطعتها صدفة سريعاً نافية
=لا و الله ابداً....
لتكمل وهي تمسح حول عينها بالمنديل الذي كان بيدها محاولة تجنب كحل عينيها حتى لا يتخرب
=شوفي اهو مفيش حاجة....
غمغمت بحدة نعمات التي كانت واقفه تتابع ما يحدث بصمت
=اومال اللي كان في عينك ده كان ايه... وحمه...
اجابتها صدفة كاذبة و هي ترسم ابتسامة مستفزة علي شفتيها
=ده مكياج يا حماتي....
لتكمل بصوت منخفض كما لو كانت تخبرهم سراً ما
=اصل حبيت اشوف غلاوتي عند راجح... فقولت اشوف هيعمل ايه لما يشوف عيني كده...
زمجرت نعمات بقسوة
=و انتي علشان تشوفي غلاوتك عنده تلبسيه مصيبة ياختى
هزت صدفة كتفيها قائلة باستفزاز مستمتعة باغاظتها لها
=انتوا اللي فهمتوا غلط يا حماتى و مدوتنيش فرصة اشرح حاجة ...
لتكمل وهي تلتفت الي شوقية التي كانت تستمع اليها مبتسمة
=ده راجح زعل مني و انا قعدت اصالح فيه لحد ما الحمد لله فك اخيراً...
رمقت نعمات بنظرات ذات معنى و هى تكمل بخبث
=اصله اتخض عليا و افتكر ان حد كده و لا كده اتجرئ و مد ايده عليا بيقولى كان هيهد البيت باللى فيه
زجرتها نعمات بنظرات غاضبة حادة بينما ضحكت شوقية بصوت مرتفع قائلة باعجاب
=حقه طبعاً ده انتى عسل يا بت يا صدفة يعني فوق ما انتي حلوة لا و نغشة كمان يا بخت راجح بيكي و الله...
لتكمل باستفزاز و هي تنظر لشقيقتها الواقفة بوجه متصلب بالغضب
=امه دعياله بصحيح...
ابتسمت صدفة قائلة بخجل فلما تكن معتادة ان يمدح بها احد مثلما تفعل معها شوقية دائماً
=تسلميلي يا خالتي....
شهقت نعمات مقاطعة اياها بغضب و حدة
=خالتك...؟!!!!
وقفت صدفة تتطلع اليها بارتباك شاعرة بالحرج من ذلة لسانها
لكن اشرق وجهها عندما عقدت شوقية ذراعها حول كتفيها تضمها اليها بحنان و هي تجيب شقيقتها بحدة
=ايوة يا ختي خالتها...مالك
لتكمل و هي توجه حديثها الى صدفة مربتة علي كتفها بحنان
=و لو عايزة كمان تقولي ماما... تقول..ده كفاية ادبها و حلاوتها و فوق ده كله مرات الغالي...
زجرتها نعمات بقسوة قبل ان تلتف مبتعدة عنهم مغمغمة بكلمات غير مترابطة من شدة الغضب..
لتتبعها شوقية ضاحكة محاولة مراضاتها..
نكزت شهد ذراع صدفة قائلة
=بس ايه الجمال ده يا صدفة...
مررت صدفة يديها علي فستانها مغمغمة بفرح
=بجد حلو.....
اومأت لها شهد غامزة لها بعينها
=زي القمر ما شاء الله.. راجح شافك..
هزت صدفة رأسها قائلة
=لا هو نزل راح المخزن...
قاطعتها شهد بينما تشير نحو غرفة الاستقبال
=لا ده جه من بدري و قاعد مع الرجاله جوا...
لتكمل بمرح هامسة باذن صدفة
=انا لو منك افضل لزقاله اسمعي مني ده انا كنت مبسبش جوزي في اول جوازنا كنت بروح معاه في كل مكان لحد ما طفش و سافر دبي ...
اطلقت صدفة ضحكة مرتفعة بادلتها اياها شهد مما جعل الرؤوس من حولهم تلتفت اليهم
غمغمت شهد بدراما مصطنعة
=دلوقتي هيقيموا علينا الحد....علشان ضحكنا بصوت عالى
مررت صدفة عينبها على الحاضرين لتجدهم يرمقونهم بالفعل لنظرات رافضة مما جعلها تتوتر...
فى ذات الوقت...
كان راجح جالساً بغرفة الاستقبال يستمع الي حديث ابن عمه وليد عندما سمع صوت تلك الضحكات مما جعل عينيه تتجه بحده نحو باب الغرفة المفتوح علي مصراعيه ليجد كلاً شقيقته وصدفة واقفتان يضحكان بالبهو بصوت مرتفع ..
تجاهلات عينيه شقيقته وتركزت علي تلك المرتدية فستان جعلت الدماء تغلي بجسده فقد كان ضيقاً يظهر جمال قوامها الذي يجعل اي رجل يركع علي قدميه تصلب وجهه بالغضب فهو لا يحب ان يراها احد بهذا الشكل فعندما قالت له بانها سترتدي فستان لم يعتقد انه سيكون بهذا الشكل...
=مش دي صدفة مراتك يا راجح اللى واقفة مع شهد...؟
استدارت عينيه بحده نحو ابن عمه الواقف بجانبه عندما سمع كلماته تلك ليجيبه بحده
=اها هي....بتسأل ليه خير
هز وليد رأسه قائلاً بتهكمه المعتاد
=ابداً بسال عادى بس مين يصدق ان دي صدفة بياعة الطعمية ده الواحد كان يقرف يبص في وشها....
ليكمل بهيام غافلاً عن ذاك الواقف بجانبه بجسد متشدد و شرارت الغضب تنطلق من عينيه
=لا بس ايه طلعت صاروخ ضرب نار....جسمها نـار مولــ........
و قبل ان ينهي جملته اندفع راجح نحوه مسدداً له لكمه قوية اصابت وجهه كادت ان تطيح برأسه من مكانه ليسقط مرتطماً بالارض بقسوة و هو يصرخ متألماً...
التف رجال العائلة من حولهم يشاهدون ما يحدث باستمتاع فقد كان الجميع يكره وليد حيث كان مدمن سكير و ابن عاق لوالده الذي بكل يوم يتسبب بمرضه بافعاله القذرة..
سدد له راجح لكمة اخري هاتفاً بشراسة حيث كان كما لو كان اعصار من الغضب و النيران بداخله
=انت اتجننت يالا في دماغك و لا شارب حاجة من البلاوي اللي بتطفحها..
ليكمل و هو يهجم عليه مرة اخري ضارباً اياه عدة لكمات بوجهه مزمجراً بغضب و علامات الوحشية مرتسمة علي وجهه
= عليا النعمة ما هيطلع عليك صبح.....و ما هتخرج من هنا الا على نقالة......
صاح وليد بينما يضع يديه علي وجهه النازف محاولاً حمايته من ضربات راجح محاولاً تهدئته
=و الله ما اقصد... الكلام خرج مني كده انت عارف ان لساني دايماً فالت مني......
امسك راجح بياقة قميصه يجذبه منها و يهزه بقوة هاتفاً بغضب عاصف
=لا لسانك فالت منك هربطهولك متقلقش....
هتف عمه و هو يحاول جذب
بعيداً عن ولده الذى اصبح وجهه ينزف دماً
=خلاص يا راجح.. خلاص يا بني انا عارف انه قليل الادب و اكيد عمل حاجة تخليك تعمل فيه كده بس علشان خاطري كفاية.....
اجابه راجح بانفس ثقيلة لاهثة من شدة الانفعال و الغضب بينما يجذب وليد من فوق الارض ليضربه بقدمه في بطنه
=لا قليل الادب يتربى يا عمى....و انا بقي اللي هربيهولك
اندفع عابد الذي ما ان دلف الي الغرفة و شاهد ما يحدث اتجه نحو راجح جاذباً اياه بعيداً عن وليد الذي كان منحنياً علي نفسه و هو يمسك بطنه يصرخ من الألم هاتفاً بحده
=سيبه يا راجح كفاية...
رفض راجح الانصياع لوالده مما جعل عابد يجذبه بعيداً بقوه مزمجراً
=قولتلك سيبه يا راجح...ايه هتكسر كلمتي...
تردد راجح عدة لحظات مقاوماً رغبته بضرب كلمات والده عرض الحائط و الهجوم على وليد مرة اخرى لكنه بالنهاية ابتعد عنه منفذاً امر والده فلا يمكنه كسر كلمته امام اقاربهم..
جذبه عابد الى خارج الغرفة دالفاً به الى داخل احدي الغرف الفارغة حتي يتحدث معه...
بينما غمغم توفيق الذى وصل للتو و هو يقترب من صديقه مصطفى و الذى كان ايضاً شقيق زوج شهد
=فى ايه راجح ماله...؟!
هز مصطفى كتفيه قائلاً
=و الله ما عارف فى ايه راجح قام مرة واحدة فجأة و مسك وليد ابن عمه و نزل فيه ضرب زى المجنون محدش عارف ليه...
تفحص توفيق بفضول وليد الذى كان لا يزال جالساً على الارض بوجه متورم ملئ بالكدمات بينما انفه و فمه ينزفان بشدة
=ضربه ايه... ده طحنه مخلـ...
لكنه ابتلع باقى جملته مطلقاً صفيراً من بين شفتيه فور ان وقعت عينيه على صدفة التى كانت لاتزال تقف مع شهد
=اوباااااا مين الوحش ده...
تتبع مصطفى نظراته ليرى ما يشير اليه غمغم وهو يضحك عندما رأى الفتاة التى يقصدها
=دى صدفة يا عمنا مرات راجح...
هتف توفيق بحدة بينما عينيه بالصدمة
=نعم يا خويا... صدفة ازاى اها انا سمعت انها احلوت بس مش كده ده البت بقت وتكة.... دى تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك
ليكمل بشهوة و عينيه تمر ببطئ على جسدها
= و لا جسمها.... يا دين امى
قاطعه مصطفى بحده و هو يزجره بغضب
=يا عم عيب احترم نفسك دى مرات صاحب عمرك برضو ميصحش اللي بتقوله ده....
غمغم توفيق بارتباك نازعاً عينيه بصعوبة عن صدفة
=يا عم و انا قولت حاجة... انا اتصدمت لما شوفتها بس... انت عارف راجح بالنسبالى ايه ده اخويا و مراته يعنى اختى...
التوى فم مصطفى بسخرية عندما عادت نظرات توفيق علي صدفة مرة اخري يطالعها بنظرات قذرة
ربت على ذراعه
=هروح اسلم علي شهد و امشى علشان عندى شغل...
اومأ توفيق رأسه بشرود بينما عينيه لازالت مسلطة على صدفة
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت
هتف عابد بغضب ما ان دلف هو و راجح الي الغرفة و اصبحوا بمفردهم
=هي حصلت تضرب ابن اخويا في قلب بيتي.......
قاطعه راجح بشراسة بينما شرارت الغضب لا زالت تتقافز من عينيه
=ابن اخوك اللي بتتكلم عنه اتكلم في حق مراتي...
هتف عابد صوت غليظ ساخر
=مراتك...!!!!!
ليكمل بقسوة و هو يتقدم نحوه رافعاً طرف عبائته التي يضعها حول عنقه علي كتفه بحده
=مراتك ايه..انت صدقت المهزلة اللي انت اصريت عليها علشان تعاندني و تحرق في دمي بس....انت عارف و انا عارف كويس ان اخرها معاك شهرين و هتطلقها...
قاطعه راجح هاتفاً بحدة و قد اثار تهكمه هذا استعال غصبه اكثر
=المهزلة اللي بتتكلم عنها دي اسمها جوازة... و اطمن صدفة هتفضل علي ذمتي مش هطلقها...
ليكمل بشراسة ضاغطاً بقسوة علي كل حرف من حروف كلماته
=صدفة مراتي.. و مراتي خط احمر اللي هيتكلم عليها او يجيب سيرتها عليا النعمة لأمحيه من علي وش الدنيا...
اسود وجه عابد بغضب هاتفاً بقسوة ضاغطاً علي رأس العصا التي بين يديه
=عال اوي بقى كده... لحقت تضحك عليك و تهبلك بمرقعتها و علشان بقت حلوة بقيت تريل على جسمها اللي ماشية تستعرضه بالمحذق و الملزق اللي هي لابساه......
قاطعه راجح مزمجراً بشراسة و قد انفجر الغضب بداخله كبركان من النيران الثائرة
=حاج عابد خد بالك من كلامك...
ليكمل بوحشية و عينيه تقدحان بشرارت الغضب و قد فقد السيطرة على اعصابه
=بعدين تضحك عليا.. تهبلنى... اريل عليها مريلش انا حر... على الاقل دي مراتى حلالى....
رمقه باعين تلتمع بالازدراء هامساً بقسوة من بين اسنانه المطبقة بقوة
=احسن من اللي بيريل علي واحدة قد بناته وبتضحك عليه و ومخلصة كل فلوسه اول باول....
زمجر عابد بحدة و قد شحب وجهه خوفاً من ان يكون راجح قد علم بعلاقته النى يخبئها عن الجميع...
=قصدك ايه....؟!
اجابه راجح وهو يهز رأسه دلالة على مبالاته
=اقصد اللى اقصده بقى....
ليكمل مشيراً نحو الباب قائلاً بخشونه و قسوة
=و الواد ده هيطلع برا... ومش هيعقد هنا دقيقة واحدة
صاح عابد بغضب و هو يندفع نحوه ممسكاً بذراعه عندما رأه يتجه نحو الباب مانعاً اياه من الخروج
=ايه.. حيلك حيلك...تطرد مين برا.....
ليكمل بقسوة و هو ينكزه في صدره بمؤخرة عصاه المدببة
=ده ابن اخويا.. و ده بيتي يعني متقدرش تطرده من هنا....
اهتز جسد جراح بعنف كما لو ضربته صاعقه فور سماعه كلماته تلك لكنه سيطر علي نفسه حتي لا يظهر تأثره غمغم بوجه متصلب و هو يتجه نحو باب الغرفة
=يبقي انا اللي مش هعقد هنا دقيقة واحدة لا انا و لا مراتي..
هتف عابد محاولاً ايقافه
=بعملتك دي هتكسر فرحة اختك بعيد. ميلاد ابنها...
غمغم راجح و هو يفتح الباب و هو لايزال يوليه ظهره
=اختي انا هعرف اراضيها بطريقتى....
هتف عابد من خلفه بغل و كامل جسده يهتز بالغضب
=بدل ما انت يا خويا بتشطر علينا و عمال تضرب فى ابن عمك و مبهدله و جاى تقل ادبك عليا روح اتشطر علي مراتك و لمها ....
تجمدت يد راجح الممسكة بمقبض فور سماعه كلماته تلك و قد اصبح الغضب الذي بداخله كالنيران التى تكاد تلتهم كل ما حولها ضغط علي فكيه بقوة حتى كادت اسنانه ان تنكسر وهو يحاول السيطرة علي انفعاله حتي لا يقدم علي ما قد يندم عليه لكنه نجح بالنهاية ان يستدير مغادراً المكان تاركاً عابد واقفاً بمكانه يراقبه باعين تلتمع بالغيظ و الحقد مطلقاً لعنات غاضبه حادة..
༺༺༺༺༻༻༻༻
كانت صدفة واقفة تتابع ما يحدث بوجه شاحب و هي لا تفهم ما يحدث حيث هاجم راجح فجأة علي احدي الرجال ضارباً اياه بعنف و قسوة ثم اخذه والده و دلفوا الي احدي الغرف واغلقوا عليهم...
اعتدلت في وقفتها عندما فتح الباب و خرج راجح منه اندفعت نحوه نعمات و شوقية محاولين الاطمئنان عليه و معرفة ما بحدث لكنه غمغم بتجهم و هو يتجاوزهم
=بعدين... بعدين ياما مش وقته
..
شاهدته صدفة يتجه نحوها و علامات الغضب مرتسم علي وجهه مما جعل قلبها يقفز داخل صدرها بخوف و هى تحاول ان تتذكر ما يمكن ان تكون فعلته و تسبب بغضبه اتسعت عينيها بذعر من الوحشية التى اظلمت عينه عندما اصبح بقف امامها قائلاً بنبرة حادة مقتضبة و هو يقبض على ذراعها بقسوة جاذباً اياها معه نحو باب المنزل
=قدامي ....
تبعته صدفة و هي تشعر بالارتباك و التوتر بينما هتفت شهد محاولة اللحاق بهم
=راجح هتمشوا طيب و العيد ميلاد...
ربت راجح علي ذراعها بلطف
=معلش يا شهد...هعوضك انتي و فارس بس لازم امشي...
ثم تبع طريقه للخارج و هو لايزال ممسكاً بذراع صدفة التى كان وجهه شحب كشحوب الاموات من شدة الخوف...
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية مقيد باكاذيبها" اضغط على أسم الرواية