رواية بسمة موجوعة الفصل الثاني عشر بقلم زينب مجدي
رواية بسمة موجوعة الفصل الثاني عشر
كانت بسمه تشعر بالضياع وهي داخل الجامعة لا تعرف في أي اتجاه تمشي ولا تعرف احد في هذا المكان
للحظه شعرت بالندم الشديد لأنها وافقت أن تأتي الي هنا
فجاءت إليها واحده منتقبه وقالت لها
مالك يا بنتي شكلك خايفه ومتوترة ليه كده
بسمه وفي داخلها بعض الخوف فهي عادة لا تآمن للناس ولا تثق بهم من أول لقاء.. قالت
أنا أول يوم ليا هنا ومش عارفه حاجه في أي حاجة
الفتاة..... متخافيش أنا هعرفك كل حاجه هنا
بسمه.....شكرا جدا
الفتاة.....هو إنتي مجتيش ولا مره هنا..هو مين إللي قدملك ورقك
بسمه..... أخويا ووالدي هما إللي عملو كل حاجه
الفتاه..... والدك ...هو إنتي لسه مش متجوزه
بسمه وهي تشعر بالريبه.... لأ ارمله جوزي متوفي
الفتاه..... معاكي اطفال على كده
بسمه..... آه معايا أربعه
الفتاه.....بسم الله ماشاء الله.بس شكلك صغيره إن يكون معاكي أربعة
بسمه.....هما كل اتنين توأم ياسين وياسمين الاول وبعدين رؤي ورقيه
الفتاه..... ماشاء الله ربنا يحفظهملك
رن تليفون بسمه برقم اسلام
اسلام..... إيه يا بسمه إنتي بدأتي محاضرات ولا لسه
بسمه..... لأ لسه أنا مش عارفه أي حاجة
اسلام.....طيب أخرجي دلوقتي علشان عايزك
بسمه.....في حاجة ولا ايه
اسلام...... آه فيه أخرجي يلي علي طول أنا واقف بره اهه
نظرت بسمه إلي الفتاه وقالت..... اسلام اخويا بره عايزني شكل في حاجة... أنا لازم أمشي
الفتاه.....طيب استني هاتي رقم تليفونك علشان أعرفك إيه إللي حصل انهارده واعرفك الجدول
اعططتها بسمه رقم الهاتف سريعاً وخرجت نادت عليها الفتاة وقالت.....مقولتليش اسمك إيه
ردت عليها بسمه وهي تخرج سريعاً.. إسمي بسمه
سجلت الفتاه رقم بسمه وقامت بالاتصال على شخص ما
الفتاه....لقيتلك واحده فيها كل المواصفات إللي إنت عايزها
الرجل..... إيه هي معاكي
الفتاه.... لأ ملحقتش اخوها جه واخدها
الرجل.....طيب هي ظروفها إيه
الفتاه.... ماشاء الله عليها جميله...وارمله واسمها بسمه
الرجل....هي دي كل المعلومات إللي تعرفيها عنها
الفتاه....بقولك ملحقتش بس إن شاء الله اجبلك كل المعلومات بكره
الرجل....طيب عايزك تشوفي بنات تاني....
............. .............. ..............
بسمه.....في إيه يا اسلام
اسلام......حماكي تعبان أوي وفي المستشفى
بسمه....تعبان إزاي أنا لسه مكلماه حالا قبل ما اجي
وكان قاعد معايا عمال يدعيلي
اسلام..... معرفش بقي يا بسمه محسن كلمني وقالي اجيبك واجي
........... ............ .....
في المستشفى.
كان الرجال في حالة انهيار
محسن كان متماسك بعض الشيء
ولكن محمد ومحمود في حالة انهيار تام
محسن.....مش وقت انهياركم خالص دلوقتي
إكرام الميت دفنه.... يلا يا محمد نجهز إجراءات الدفن وإنت يا محمود روح الترب وجهز التربه لأبوك.. وعندما قال كلمة لأبوك اجهش بالبكاء...وبعد. وقت هدأو قليلا
وقام كل واحد بفعل الشئ المطلوب منه وأخذوا والدهم إلي البيت ليقومو بتغسيله
عادت بسمه إلي البيت وجدت البيت ممتلئ بالناس وصوت القرءان يصدح في المكان والنساء في حالة سكون تام ماعدا عن صوت علا التي تصرخ بصوت عالي ومن حولها النساء يحاولون تهدأتها وآمال واميره يبكون في صمت
دخلت بسمه وهي مصدومه اقتربت من آمال واميره وقالت
في إيه حمايا ماله. أنا لسه كنت بتكلم معاه قبل ما أمشي مكانش فيه أي حاجة...قعد يدعيلي..ويقولي خلي بالك من العيال... يعني هو كان بيوصيني.وبدأت في الصراخ
ردو عليا كان بيوصيني
قامت أمها وجذبتها داخل أحضانها..اهدي يا بنتي اهدي
بسمه بعياط... كان حنين عليا أوي يا ماما ...وكان حنين على عيالي.... يعني كده عيالي خلاص....ملهمش أب ولا ليهم جد
والدتها....يا بنتي صلي على النبي وادعيله هو ده اكتر وقت محتاج فيه الدعاء
بسمه.....قلبي تعب يا أمي قلبي تعب أوي. صبرني على ابتلائك يارب....صبرني يارب
.....قامو بتغسيله وتكفينه. وعندما خرجو من المنزل انهار النساء من البكاء . ..وحملو الرجال والدهم على أعناقهم
وهم يحاولون أن يتماسكو ولا تظهر دموعهم أمام الناس
ولكن الدموع دائما تكون خارج سيطرة الإنسان
فانسابت رغماً عنهم..ذهبو به إلي المسجد وصلو عليه صلاة الجنازة وحملوه إلي مسواه الأخير
حيث لا ينفع المال ولا الولد...لا ينفع سوا العمل الصالح
ترك الدنيا بكل متاعها.... لينتقل إلي حياته الحقيقية
لا يؤنسه فيها إلي أعماله....فليت كل انسان يعلم أن الدنيا لا تساوي أي شيء....ففي لحظه واحده تجد نفسك داخل قطعه قماش هذا هو الشيء الوحيد الذي تستطع أن تأخذه معك من الدنيا..... تترك الأرض وتترك الاحباب
عاد الرجال إلي المنزل اخذو عزاء والدهم وذهب كل واحد إلي شقته
........... ............. ..........
في شقة محسن
محسن.... أبويا مات يا آمال..... سندي وضهري في الدنيا
حاسس كأني اتعريت
حاسس إني ضعيف أوي كنت بستقوي بيه
آمال بدموع.. ..الموت هو الحقيقة الوحيدة إللي في حياتنا
وكلنا هنموت لما ييجي أجلنا
محسن.... مش قادر يا آمال تعبان أوي
آمال. ..طيب هو دلوقتي محتاج دعانا قوم نصلي وندعيله
ونقرأ قرءان ونهب الثواب ليه هو دلوقتي محتاج لكل حسنه
............ ... ................؟..
في شقة محمود
محمود... مات يا آميره.. كان قلبه حاسس
جمعني أنا وأخواتي وقعد يوصي كل واحد على مراته وعياله
وقعد يوصينا على أولاد أحمد
آميره.....الله يرحمه أنا مش مصدقه إنه مات حاسه اني بحلم
محمود..... آه قلبي وجعني أوي احساس اليتم وإن إنت ملكش حد تتسند عليه صعب أوي
اميره....بدموع.كنت بعتبره زي أبويا إللي اتحرمت منه
اتيتمت مرتين يا محمود
محمود.....هوني علي نفسك.... أنا هنزل اشوف أي صدقه اطلعهاله تنفعه دلوقتي هو دلوقتي محتاج إن يكون عنده ولد صالح
....... .......... . ......
في شقة محمد
كان داخل غرفته يجلس علي مصلاه يقرأ في المصحف ويبكي بشده
دخلت عليه علا وهي تبكي على بكائه
علا..... كفايه عياط بقي يا محمد دمعتك منشفتش من الصبح
محمد. أبويا مات يا علا أنا مش مصدق إني همشي علي الشغل الصبح ومش هشوفه.. مين هيقعد يدعيلي
علا.... الله يرحمه ادعيله
محمد.... أنا مش مصدق إنه قاعد دلوقتي لوحده في التربه
مش مصدق إنه قاعد دلوقتي والباب مقفول عليه وهو جوه
هي دي اخرتها...هو ده بقي الإنسان آخرته يبقي قاعد في تربه مترين في مترين.....هو الانسان إللي فاكر نفسه قوي وماشي فارد دراعاته في الدنيا يطلع ضعيف أوي كده
علا....هون على نفسك يا محمد....هي دي اخرتنا
.............. ............... ....
في شقة بسمه
والدتها... كفايه عياط بقي يا بنتي قلبك وجعك من العياط
بسمه.....كنت عايشه في البيت على حسه....كان بيحاول يعوضهم بحنانه عن أبوهم
والدتها.... يابنتي إللي خلقهم مش ناسيهم...ليهم رب
بسمه.....كان حاميني يا أمي ومكنش حد في البيت يقدر يكلمني.... دلوقتي هعمل ايه.. هعيش وسطهم إزاي
كان فيه حنية الدنيا كلها... ومحتوى عيالي
والدتها.... كله هيموت يا بنتي. وطالما ربنا موجود اوعى تخافي على عيالك.... إحنا كلنا عايشين في حما ربنا
يتبع الفصل الثالث عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية بسمة موجوعة " اضغط على اسم الرواية