رواية مقيد بأكاذيبها البارت الثاني عشر 12 بقلم هدير نور
رواية مقيد باكاذيبها الفصل الثاني عشر 12
فور دلوفهم الى شقتهم التفت صدفة الي راجح هامسة بصوت مرتجف و قلبها لا يزال يقصف بخوف داخل صدرها من الغضب المرتسم علي و جهه
=في ايه يا راجح ايه..؟ اللي حصل....؟
اجابها هاتفاً بقسوة بينما يتخذ عدة خطوات غاضبة نحوها
=فيه انك خليتي واحد وسـ..ـخ يتكلم عليكي علشان لابسة فستان زى ده.....
ليكمل بشراسة قابضاً علي ذراعها وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية
= فستان لازق علي كل حته في جسمك و مفصلها... فستان مينفعش واحدة زيك تلبسه..
شحب وجه صدفة فور سماعها كلماته نلك التي هدمت في ثوان فرحتها و الثقة التي اكتسبتها منذ اقل من ساعة...
شعرت بالألم يعصف بداخلها من معنى كلماته القاسية تلك و التى كانت تعنى ان الفستان الذى ارتدته غير مناسب لفتاة مثلها بجسدها الممتلئ...
ضغطت بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي يعصف به و هى تأنب نفسها بقسوة على ارتدائها هذا الفستان فلما لم تستمع الي حدسها الذى اخبرها انه لا يليق بها ارتداء مثله لما جاذفت بارتداءه فبالطبع قام الشخص الذى ضربه راجح بالسخرية منها و من امتلاء جسدها الذى اظهره هذا الفستان بوضوح...
عند هذه الفكرة انفجرت باكية بشهقات ممزقة مما جعل راجح الذى كان واقفاً يتابعها بنظرات مشتعلة بالغضب يصدم عندما رأها تنفجر باكية بهذا الشكل هتف بعصبية و حدة
=بتعيطي ليه دلوقتي...؟
همست بصوت مرتجف ضعيف من بين شهقات بكائها الممزقة
=علشان عندك حق.. مكنش ينفع واحدة تخينة زي تلبس فستان زي ده كنت المفروض افضل لابسة العباية..
لتكمل بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه بينما تدفن وجهها بين يديها و بكائها يزداد بقوة
=زمان كل قرايبكوا و صحابكوا اتريقوا عليا...
شعر راجح بالذنب فور سماعه كلماتها تلك فقد كانت سعيدة للغاية لارتدائها فستان لأول مرة بحياتها و هو اخرج بها غضبه من ذلك الحقير...
اقترب منها عاقداً ذراعه حول خصرها جاذباً اياها بلطف ليستند جسدها اللين الي جسده الصلب ابعد يديها عن وجهها قائلاً بلطف محاولاً تهدئتها
=بصيلي...
رفضت النظر اليه مخفضة رأسها للاسفل بينما الدموع تنسدل علي خديها اكثر مما جعله يزفر ببطئ قائلاً
=اولاً انا مجبتش سيرة ان الفستان متخنك او الكلام الأهبل اللي انتى قولتيه ده... انا كنت اقصد بكلامى انه مش مناسب لواحدة متجوزة...
ليكمل وهو ينظر اليها بحنان يحيط وجهها بيديه و هو يدرك مدي انعدام ثقتها بنفسها
=ثانياً بقي انتي مش تخينة...و محدش اتريق عليكي بالعكس الكل كان معجب بيكي تحت...
هزت رأسها هامسة بصوت اجش من اثر البكاء
=انت بتقول كده علشان صعبت عليك...لكن انت نفسك قبل كده قولت اني مش حلوة و مهزش فيك شعرة واحدة
لعن نفسه بقسوة علي كلماته الغبية التي اسمعها اياها بوقت سابق لكي ينقذ كرامته التى كانت مجروحة بسبب رفضها اياه..
شعر بقبضه تعتصر قلبه عندما
لمح ومضة الألم التى ظهرت بعينيها و قد بدأ يفهم الان ما حدث بالاسفل فقد كان سبب غضبه منها غيرته العمياء فعندما رأها بذلك الفستان شعر بالنيران تشتعل بصدره فور تخيله لكل رجل بالحفل سيراها بهذا الجمال و ما زاد الامر سوءً كلمات الحقير وليد و والده لكن الحقيقة انها لم ترتكب اي خطأ ففستانها لم يكن يختلف كثيراً عن فستان شقيقته شهد و باقى الفتيات بالحفل لكنهم انتقدوا صدفة لانهم لايزالوا يروها صدفة بائعة الطعمية التى هى ادنى منهم الجميع يستكثرون عليها ان يروها بحال افضل..
اشتعل الغضب اكثر و اكثر بداخله رغب بالنزول الي الخفل مرة وتلقين كل احمق درساً لن ينساه طوال حياته...
امسك بيدها جاذباً اياها بصمت لداخل غرفة النوم دفعها امام المرآة التي كانت بطول الحائط..
واقفاً خلفها بينما يديه تقبض علي كتفيها بلطف مغمغماً بلطف باذنها
=بصي في المرايا و قوليلي شايفة ايه...
نظرت صدفة الي المرأة بتردد هامسة بصوت مرتجف و هى تتفحص برفض مظهرها بذلك الفستان
=شايفة جامـ.ـوسة لابسة فستان مش لايق عليها...
عقد ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليستند ظهرها الي صدره الصلب همس بالقرب من اذنها و هو يصر على رفع ثقتها بنفسها
=طيب اقولك انا شايف ايه....
ليكمل هامساً بالقرب من اذنها بصوت مليئ بالعاطفة بينما نظراتهم تتلاقى بالمرآة
=شايف بطل قدامى....اجمل واحدة كانت في عيد الميلاد كله...
اخذ يمرر يديه علي جسدها هامساً لها بصوت اجش و قد اسودت عينيه برغبة
= مفكيش غلطة واحدة....
هزت رأسها قائلة بصوت مكتوم باكي و هي لا تصدق كلماته تلك
=انت بنفسك قولت انك ضربت ابن عمك علشان اتريق عليا...
لم يجيبها راجح حيث قام بنزع حجاب رأسها الذي كانت ترتديه محرراً شعرها الحريري الذي انسدل بنعومة علي كتفيها و ظهرها ازاح بيده شعرها عن كتفها دافناً وجهه بعنقها المرمري الناعم يمرر شفتيه بلطف عليه وهو يكمل محاولاً اقناعها
=ابن عمي ضربته علشان بصلك بطريقة مينفعش يبصلك بها....
ليكمل بتملك حارق و هو يقبض علي عنقها بين اسنانه يقضمها بلطف
=و لا من حق اي راجل تاني انه يبصلك بالطريقة دى......
شعرت صدفة بالصدمة و الارتباك عند سماعها كلماته المتملكة تلك بينما بدأ شعور من الراحة يتخللها فور ادراكها انه قد قام بضرب ابن عمه ليس لسخريته منها و انما بسبب مغازلته...
شهقت عندما ازداد ضغط اسنانه علي رقبتها ليحررها ببطي مقبلاً مكان لدغته بلطف..
قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير بينما يديه تمر علي انحاء جسدها بشغف
=الفستان اول ما شوفتك به اتجننت... و اللي جنني اكتر لما انخيلت اي راجل كان هيشوفك به خياله المريض كان هيصورله ايه...
ليكمل و هو يتأمل جسدها بالمرآة باعين تشتعل بنيران الرغبة
=تخينة ايه يا هبلة ده انتى بطل عليا النعمة بطل و مفكيش غلطة واحدة..
احمر وجهها بشدة من الخجل بينما شعرت برجفة حادة تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئة تمر فوق عنقها الذي كان يقبله بشغف وقفت تنظر الي انعاكسهم بالمرآة بعينين متسعة بينما اخذ صدرها يعلو و ينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها....
شهقت باستجابة عندما بدأت يديه تمر فوق منحنياتها التي كان فستانها يبرزها باغراء اسندت رأسها علي كتفه بينما كان مستمراً بتقبيل عنقها و حلقها بقبلات و شغوفة ملتهبة..
صدح رنين هاتفه لكنه تجاهله مستمراً بتذوق عنقها المرمري الناعم لكن عندما استمر رنين الهاتف لأكثر من مرة ابتعد عنها مطلقاً لعنات حادة غاضبة و هو يخرج هاتفه من جيب بنطاله اجاب بحنق علي المتصل
=خير ياما في ايه...
ليكمل هاتفاً بغضب
=الف جنية ايه تانى اللي ضاعت منك..
استقرت نظراته علي صدفة بينما يستمع الي والدته تهتف بغضب و صوت مرتفع وصل الي مسمع صدفة التي تراجعت للخلف بعيداً عنه شاعرة بالاضطراب عندما استقرت نظراته بحده عليها
=الف جنية خالتك شوقية منقطة بهم اختك شهد... و اختك اتدهملى حطتهم في الدرج بتاع الطرابيزة اللي ف الصالة و مراتك كانت واقفة ساعتها.......
لتكمل بحدة و غضب
=مفيش غيرها خدتهم... ولا انت فكرك اني مخدتش بالى انك حطيت الالفين جنية المرة اللي فاتت من جيبك علشان تدارى علي مصيبتها...الالفين جنية كانوا كلهم متينات مش ميات يا قلب امك....لسه معايا مصرفتش منهم جنيه علشان ناوية ارجعهملك انا خدتهم منك يومها و سكت قولت بلاش احرجك و عفى الله.... بس المرة دى و ديني ما هعديها يا راجح...
زمجر راجح بغضب مقاطعاً اياها شاعراً كما لو تم سكب دلو من الماء علي رأسه شاعراً بالغضب و الاحراج في ذات الوقت
=طيب اقفلى ياما... اقفلى انا نزلك
همست صدفة بصوت مرتجف و هى تراقب وجهه المشتد بالغضب بينما يغلق هاتفه ويضعه بجيب بنطاله محاولة التأكد من صحة ما سمعته
=في ايه.. يا راجح؟!
ظل واقفاً يتطلع اليها بصمت يضغط علي فكيه بقوة كادت ان تكسر اسنانه و هو يحاول بصعوبة التحكم باعصابه حتي لا يفعل شئ قد يندم عليه... التف مغادراً الغرفة دون ان يجيبها مما جعلها تركض خلفه تلاحقه لتجده قد وصل الي باب السقة الذي فتحه استعداداً للمغادرة لكنها هتفت موقفة اياه بصوت لاهث
=راجح...
التف اليها لتسرع هامسة بصوت القهر ينبثق منه...
=و الله العظيم ما خدت حاجة....
وقف ينظر اليها بصمت عدة لحظات و لايزال التعبير الحاد المقتطب مرتسم علي وجهه ثم التف خارجاً مغلقاً الباب خلفه دون ان يجيبها...تاركاً اياها واقفة مكانها بجسد يرتجف بقوة تبكى بشهقات مكتومة....
بعد مرور يومين....
جلست صدفة تشاهد التلفاز باعين شاردة بينما الثقل الذي بقلبها يزداد فقد مر يومين علي ما حدث بحفل ميلاد فارس ابن شهد و منذ ذلك اليوم و راجح يتعامل معها ببرود مقيت لا يتحدث معها ابداً يأتي كل ليلة بوقت متأخر من عمله يأكل طعام العشاء الذى تعده من ثم يذهب للفراش مباشرةً دون ان يتحدث اليها..
حاولت اكثر من مرة ان تتحدث معه و اقناعه انها لم تسرق شئ لكنه بكل مرة يقاطعها ببرود و جفاف انه لا يريد التحدث بالأمر ثم يتركها و يذهب...
قاطع شرودها هذا صوت رنين جرس الباب نهضت متجهه نحوه لكي تفتحه و هي تتوقع ان تكون هاجر او شهد فلا يوجد سواهم من يأتون لزيارتها...
لكن فور ان فتحت الباب اسرعت بمواربته مختبئة خلفه فور رؤيتها لتوفيق صديق راجح
هتفت بارتباك و هي تختطف طرحتها من فوق الطاولة التي بجانب الباب
=ثوانى....
خرجت اليه مرة اخرى بعد ان غطت رأسها بالحجاب
=ايوة.. خير..
غمعم توفيق الذى تحجج و أتى الي هنا لكى يراها فمنذ يوم الحفل و هو سيجن و يراها مرة اخرى لكن عندما فتحت له الباب و رأها بذلك الشعر الحريرى الاسود اعتقد ان قلبه سيقف من شدة جمالها..
هتفت صدفة بحدة عندما ظل يتطلع اليها بصمت
=بقول خير...عايز حاجة...؟
خرج توفيق من شروده هذا متنحنحاً قائلاً بارتباك
=راجح هنا....
هزت صدفة رأسها قائلة بهدوء و هي تمسك بالباب الذي كانت مواربه اياه
=لا مش موجود....
اومأ رأسه و هو يخرج مبلغ من المال من جيبه قائلاً
=طيب لما يجى اديله الفلوس دي دول ١٠ الاف يبقي عليا له لسه ٥ الاف...
اخذتهم منه صدفة مغمغمة بهدوء
=طيب ماشي....
ثم انتظرت ان يلتف و يذهب حتي تغلق الباب لكنه ظل واقفاً مكانه مما جعله تهمهم بنفاذ صبر
=مش خلاص ولا في حاجة تانية...
اجابها توفيق وهو يمرر عينيه علي جسدها من فوق لأعلي بنظرات ذات معنى
=بصراحة فيه... من يوم ما شوفتك في عيد الميلاد و انا بقول لنفسى ياريتك كنت اتبليتى عليا انا و بقيتي من نصيبي....
ليكمل وهو يرمقها بنظرات وقحة
=بس قوليلى انتى ازاى احلويتي كده يا بت يا صدفة...ده انتي طلعتي جامدةيا بت....
اهتز جسدها بعنف كما لو صاعقة قد ضربته فور ادراكها انه يعلم سبب زواجها من راجح لكنها قررت تجاهل كلماته تلك هاتفة بحده مقاطعة اياه
=بت لما تبتك يا بقف....و ابقي اسأل امك و هي تقولك ازاى
هتف توفيق بحدة و هو يضغط علي فكيه بغضب
=و لزمته ايه قلة الادب دي.... اما بت قليلة الادب بصحيح...
نزعت صدفة النعال المنزلى الذي كانا ترتديه ممسكة به بيدها تلوح به امامه بتهديد
=واديك كمان بالجزمة فوق دماغك صحيح راجل ناقص....
لتكمل بحدة وهي لازالت ممسكة بالنعال بيدها تضغط على حروف كلماتها بقسوة بينما وقف توفيق يتلفت حوله خوفاً ان يسمع احداً صوتها المرتفع
=لولا اني مش عايزة اعمل مشاكل كنت عرفت جــوزى و هو كان يتصرف معاك...و تانى مرة متخطيش هنا طول ما راجل البيت مش موجود عندك التليفون ابقي اتصل به و اعرف هو فين و غور روحله...
انهت جملتها تلك وهي تنظر اليه من الاعلي لأسفل بنظرة ممتلئة بالنفور و الغضب مهمهمة بازدراء
= جتك ستين داهية تاخدك... نطع بصحيح.. اتفو
ثم اغلقت الباب في وجهه بقوة اهتزت لها الارجاء تاركة اياه واققاً بوجه محتقن و جسد متصلب هامساً من بين اسنانه المطبقة
=بالشبشب...
ليكمل بسخريه هو يعتصر يديه بجانبه بقسوى
=عاملالي فيها شريفة اوي بروح امك....ماشي...
ثم التف مغادراً مسرعاً قبل ان يأتى احد و يراه...
بينما وقفت صدفة تستند الي باب الشقة تستمع الي خطواته المبتعدة وكامل جسدها يرتجف بعنف وضعت يدها فوق صدرها الذي كان يعلو و يهبط بقوة بانفعال..
لا تصدق انه تجرئ و اسمعها تلك الكلمات و كيف علم بأمر المخزن و ادعائها علي راجح...
احترقت عينيها بالدموع و قد انقبض قلبها فبالطبع راجح قد اخبره فمن غيره الذي سيخبره فقد كان صديقه المقرب...
لكنها لا يمكنها ان تلوم راجح فهى من أذته بادعائها الكاذب عليه وبالطبع يكرهها لما فعلته به فلما سيخاف علي سمعتها... لذا لا يمكنها لوم احد سوا ذاتها..
انهارت جالسة علي الارض تدفن وجهها بين ساقيها و قد تخذ جسدها يرتجف بقوة و الالم الذي بقلبها يكاد يزهق روحها...
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق..
دلف راجح الي المنزل بعد يوم عمل مرهق ليجد صدفة جالسة بغرفة الاستقبال والظلام يحيط المكان.. دلف الي الغرفة مشعلاً الضوء قائلاً بحدة
=قاعدة في الضلمة ليه... ايه بتحضرى عفاريت..
لم تجيبه حيث اخذت تتطلع امامها بصمت متجاهلة اياه مما جعله يزفر بحنق و هو يتقدم لداخل الغرفة لكنه توقف مكانه عندما لمح الاموال الموضوعة فوق الطاولة اشار نحوها قائلاً
=ايه الفلوس دى...؟!
اجابته دون ان تنظر اليه..
=فلوس جبهالك توفيق صاحبك و بيقولك يبقى عليه خـ..........
قاطعها بقسوة بينما يقبض على ذراعها جاذباً اياها منه لتصبح واقفة امامه
=قولتيلى مين...!؟!
اجابته بارتباك و هى تتلملم في وقفتها
=توفيق صاحبك..
هتف بحدة و يده تتشدد حول ذراعها بقسوة مما جعلها تأن متألمة
=و توفيق زفت ايه جابه و انا مش هنا..
نزعت ذراعها من قبضته بحدة هاتفة بغضب
=و انا مالى ما تروح تقوله...هو
اخذت عينيه العاصفة بشرارت الغضب تمر علي جسدها المحكم داخل عبائتها الضيقة اشار برأسه نحو عبائتها التى ترتديها و النيران تندلع بصدره عند تخيله لصديقه يراها بهيئتها تلك
=فتحتيله بمنظرك ده....؟
ارتبكت صدفة شاعرة بالخوف من اخباره بالحقيقة خوفاً من ردة فعله لكنها بالنهاية همست بالحقيقة فهى لم تفعل شئ لكى تخاف منه
=كنت...كنت لابسة طرحة طويلة و كنت واقفة و را الباب.... ادانى الفلوس من علي الباب و مشى....
اومأ برأسه مزمجراً بقسوة لاذعة
=تانى مرة مادام انا مش في البيت متفتحيش الباب لحد....
قاطعته بحده واضعة يديها حول خصرها بانفعال و قد صدمتها كلماته تلك
=ليه ان شاء الله عيلة صغيرة انا و مش هعرف اخد بالى من نفسى...
لتكمل بحدة و نفاذ صبر و قد احتقن وجهها من شدة الغضب
=انت مش ملاحظ انك بقيت خناقنى و كل شوية اوامر و تحقيقات ألبسى ده.. لا متلبسيش ده... بتتكلمى مع ده ليه.. لا بتضحكى مع ده ليه... متطلعيش البلكونة الا و طرحة على شعرك ايه خلاص وصلت كمان لباب الشقة....
وقف يتطلع اليها بصمت
شعر بالارتباك و التوتر و هو يرى صدق و منطق كلماتها فهو بالفعل صار مهوس بالتحكم بها وبتصرفاتها يود لو يخفيها عن اعين جميع الرجال بل لو اراد الصدق مع نفسه فهو يود لو يخفيها عن اعين جميع الرجال و النساء يرغب بها لنفسه فقط...
زفر بحنق فاركاً وجهه بغضب مديراً ظهره لها بينما يخرج هاتفه فسوف يحدث توفيق و يحذره من الا يأتى هنا مرة اخرى الا بعد ان يتصل به حتى و ان كان الامر هاماً...
شاهدته صدفة يتجه نحو الشرفة الخارجية ثم سمعته يتحدث بالهاتف مع صديقه بصوت حاد لاذع ثم تحول الى غاضب صارم
ضربت يدها بخدها وهى تهمس
=كل ده علشان عرف انه جه و هو مش موجود اومال بقى لو عرف بقى اللي قاله هيعمل فيه ايه هيقتله..
لذا اذا كان لديها رغبة باخباره عما فعله صديقه فقد تبخرت رغبتها تلك لاﻧها تعلم اذا اخبرته فسيحدث شيئان..
اما ان راجح سيصدق كلماتها و بهذة الحالة من المؤكد انه سيقوم بقتله.. و هذا بالطبع ليس ما تريده ليس خوفاً على ذلك الحقير الذى يدعى توفيق انما خوفاً على راجح فقد كان متهوراً و لا تضمن ردة فعله..
او انه لن يصدقها و يشكك بها و ينعتها بالكاذبة كعادته و هذا ما لا تريده ايضاً فهى قادرة علي التعامل بمفردها مع الأمر فقد واجهت الكثير من هذة المواقف...
خرجت من افكارها تلك عندما رأت راجح يخرج من الشرفة بعينين ملتمعة بالقسوة و وجهه محتقن بشدة..
تراجعت للخلف وهى تغمغم سريعاً
مشيرة نحو المال الموضوع على الطاولة
=فلوسك عندك اهها انا خدتها منه ومعدتهاش.. عدها انت براحتك....
لتكمل بتوتر و حدة
=علشان لو طلعت ناقصة تكلم صاحبك و تعرفه ...
غمغم راجح بقسوة يتخللها التهكم بينما يتجه نحو االطاولة
=متأكدة انها هتبقى ناقصة بسبب صاحبى مش بسببك يعنى....
ليكمل بسخرية لاذعة و هو يتناول المال من فوق الطاولة
=ده الواحد المفروض بعد ما يسلم عليكى لازم يعد صوابع ايده... و يخاف منك...
فرت الدماء من جسدها فور سماعها كلماته القاسية تلك شاعرة بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه اخفضت رأسها بينما تحاول السيطرة على الدموع التى ملئت عينيها بينما شعورها بالظلم و الاهانة ينهشان قلبها..
وقف راجح يتابع حالتها تلك شاعراً بالارتباك و التوتر فقد توقع ان تجادله و تتشاجر معه و ليس ان تقف بحالتها المنكسرة تلك..
تجمد جسده عندما رأى كتفيها يهتزان بضغف بينما رأسها لايزال منخفض يحجبه ستارة شعرها الحريرى..خرج منها صوت صغير متألم كان كسكين غرز بقلبه
اقترب منها مغمغماً بارتباك
=صدفة....
لكنها ابتعدت عنه مندفعة خارجة من الغرفة مما جعله يلعن بحدة بينما يلحقها لداخل غرفة النوم ليجدها جالسة علي طرف الفراش بوجه شاحب و عينيها ضبابيتين تحاول مكافحة الدموع...
لكن ما ان رأته دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكسرة..
احشاءه التوت بشدة داخله فور سماعه صوتها المنكسر هذا
اقترب منها جالساً علي عقبيه امامها و هو يشعر بالندم على كلماته القاسية تلك.
ابعد يديها عن وجهها رغم مقاومتها له مما جعلها تشيح بوجهها بعيداً لكن ليس قبل ان يرى خطوط الدموع المتساقطة علي خديها..
مال الي الامام ممسكاً بيديها بين يديه و ظل ينظر اليها حتى بادلته النظرات بعينين مغروقتين بالدموع غمغم بصوت مختنق
=حقك عليا متزعليش...
همست بألم من بين شهقات بكائها الممزقة
=انا تعبت.. تعبت من انى كل شوية اسمع كلام زى السم على حاجة معملتهاش....
لتكمل بصوت ممزق و كامل جسدها يرتجف
=و الله العظيم انا مش حرامية... و لاعمرى مديت ايدى علي حاجة مش بتاعتى...
نزعت يدها من يده مائلة بجسدها علي الفراش متناولة من فوق الطاولة المصحف الشريف رافعة اياه علي وجهها وهى تهمس بصوت مختنق
=و المصحف الشريف... انا مسرقتش منك ولا من غيرك...
انهت كلماتها محتضنه المصحف الي صدرها تبكى بحرقة و ألم...
شعر راجح بقبضة تعتصر قلبه اقترب منها ملتقطاً المصحف منها واضعاً اياه برفق فوق الطاولة مرة اخرى قبل ان يجلس بجانبها ويسحب اياها برفق بين ذراعيه يحتضنها و لمفاجأته لم تقاومه بل استسلمت له دافنه وجهها بصدره تنتحب بشدة
اخذ يمسد بيده برفق فوق شعرها احنى رأسه هامساً لها بصوت منخفض مختنق مقبلاً رأسها بحنان و هو يدرك ان ردة فعلها تلك لا يمكن ان تخرج الا من شخص يشعر بالظلم لاتهامه بشئ لم يرتكبه
=حقك عليا... متزعليش...
ظل يردد تلك الكلمات وهو مستمر بتمسيد شعرها و ظهرها بحنان تاركاً اياها تبكى فوق صدره محاولاً تهدئتها و اراحتها...
ظلت صدفة مستكينه فوق صدره شاعرة بالاستنزاف و الخمول بعد ان اخرجت كل ما بصدرها من بكاء..
ابتعدت عنه بهدوء تنوي التمدد فوق الفراش حتى تنام و ينتهى هذا اليوم لكن اسرع راجح بجذبها من ذراعها مانعاً اياها همست باعتراض بينما تحاول الافلات منه
=سيبنى يا راجح انا عايزة انام...
شدد قبضته حولها مانعاً اياها و هو يغمغم بصرامة
=لا مش هتنامى و انتى زعلانة....
ليكمل و هو ينحنى نحوها حاملاً اياها بين ذراعيه مما جعلها تصرخ متفاجأة
=هطلب لنا اكل من برا..و نسهر انا وانتى قدام التلفزيون و نتفرج علي مسلسل لن اعيش بجلباب ابى اللى انتى بتحبيه..
همست بارتباك بينما تعقد ذراعيها حول عنقه حتى لا تسقط
=عرفت منين انى بحب مسلسل لن اعيش في جلباب ابى....
اجابها بينما يحنى رأسه نحوها وابتسامة واسعة متسامحة ترتسم علي شفتيه
=و هو انتى بتتفرجى على حاجة غيره ليل نهار مشغلاه....
احمر و جهها بخجل بينما اخذت ضربات قلبها تزداد داخل صدرها بجنون انزلها برفق فوق الاريكة بغرفة المعيشة ثم جلس بجانبها قائلاً و هو يتناول هاتفه
=هااا عايزة تاكلى ايه يا ستى
بيتزا... كريب... شاورما
عضت شفتيها بارتباك غير قادرة علي اخباره انها لم تتناول اي من تلك الاشياء من قبل فهى تعرفها فقط من مشاهدتها للاعلانات علي التلفاز حيث ان المال الذى كانت تقتطعه من مال عملها كانت تدخل به جمعيات حتى تأتى بجهاز عرسها و الذى بالنهاية دمرته اشجان و عندما كانت ترغب احياناً بالترفيه عن نفسها تأتى بعبوة كشرى مصرى صغيرة ...
همست اخيراً باضطراب بينما تهز كتفيها خائفة من اختيار شئ لا تعرفه لذا اختارت ما اعتادت على اكله
=كشرى مصرى....
غمغمم راجح بمرح بينما يشير نحو التلفاز
=ده بمناسبة اننا بنتفرج علي فاطمة كشرى مش كده...
ضحكت صدفة بخفة اقترب منها ممرراً يده بحنان فوق وجهها مبعداً شعرها خلف اذنها
=عايزة حاجة تانية اجبهالك...
هزت رأسها بالرفض و قلبها يتضخم داخل صدرها متمتعة بحنانه هذا...
و فور ان طلب الطعام شغل التلفاز علي المسلسل ثم جلس بجانبها علي الاريكة جاذباً اياها بجانبه محيطاً اياها بذراعه يحتضنها منا جعل ترتبك و تتردد لتستلم بالنهاية وتسند رأسها على كتفه تشاهد معه المسلسل لترتسم على شفتيها ابتسامة عندما انحنى طابعاً على رأسها قبلة حنونة بينما ذراعيه التى تلتف حولها تتشدد من حولها محتضناً اياها اكثر..
بعد مرور نصف ساعة...
كان كلاً من راجح يجلسان على الارض بجانب بعضهم البعض يتناولان الطعام الموضوع فوق الطاولة المنخفصة بغرفة المعيشة بينما يشاهدان التلفاز باهتمام..
توقف راجح عن تناول طعامه متابعاً بشغف تلك التى تبتسم بينما تتابع مسلسلها المفضل بكامل تركيزها..
تنحنح متردداً قبل ان يستجمع شجاعته حتي يطرح عليها ذلك السؤال الذى كان من المفترض ان يسألها اياه منذ ذلك اليوم الذى ادعت عليه به بتلك التهمة الحقيرة..
و بداخله امل ان يكون هناك سبباً لفعلتها تلك و الا تكون تلك المخادعة التى نصبت له فخاً
=صدفة....
همهمت مجيبة اياه و هى تتناول طعامها بينما عينيها لازالت مسلطة علي التلفاز تشددت قبضة راجح الممسكة بملعقة الطعام قائلاً بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=ليه اتبليتى عليا يوم المخزن..و قواتى انة حاولت اغتصبك؟
شحب وجه صدفة فور سماعها سؤاله هذا و قد فرت الدماء من جسدها شاعرة بالارض تميد من تحتها التفت تنظر اليه باعين متسعة مليئة بالاضطراب و الخوف لا تدرى بما تجيبه خائفة من قول الحقيقة له عن اعتداء اشرف عليها فيكون قد نصب لها فخاً حتى يقوم بالايقاع بها واثبات برائته ليقوم بعدها بتطليقها و فضحها...
اخذ عقلها الفازع يصور لها ما يمكن ان يحدث اذا اخبرته فليس من المستبعد ان يقوموا بتزويجها لأشرف بعد ان يطلقها راجح...
وضعت الطعام من يدها مغمغمة بحدة بينما اخذ جسدها يرتجف
=هيكون ايه يعنى.... ما انت عارف كل حاجة...... لازمته ايه تفتح في الموضوع....
لتكمل بحدة لاذعة متصمعة الغضب
=ولا انت لقتنى قاعدة مرتاحة شوية قولت تعكنن عليا....ما انت مش بترتاح الا لما تقرف فيا و تحرق في دمى....
انتفض راجح واقفاً ملقياً بحدة عبوة طعامه علي الطاولة مقاطعاً اياها بقسوة و هو يشعر بخيبة الامل
=لا اقرفك و لا تقرفينى.....
ثم تركها و غادر الغرفة بخطوات ممتلئة بالغضب و الحدة...
شاهدته صدفة يغادر شاعرة بقلبها ينقبض بالألم دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم بكائها لكنها فلتت منها منكسرة لتنفجر بعدها ببكاء ممزق و هى لا تدرى هل ما فعلته كان صحيح ام خطأ....
دلفت بعدها الى غرفة النوم لتجدها فارغة ظلت جالسة على طرف الفراش تنتظره معتقدة انه بالحمام لكن مر اكثر من ساعه و لم يظهر بعد نهضت اخيراً لتتفحص الحمام اتجهت نحو غرفة نوم الاطفال تفتح بابها برفق لتجده غارقاً بالنوم باحدى الاسرة مما جعلها ترغب بالبكاء مرة اخرى فرغم كل ما حدث بينهم كانت هذة المرة الاولى التى يترك بها غرفتهم....
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالى....
غمغم بحدة اشرف الذى كان مستلقى على الاريكة التى ببهو شقتهم عندما رأى والدته تتجه نحو باب المنزل تستعد للمغادرة
=راحة فين ياما....؟
التفت اليه اشجان قائلة بينما تنحنى ترتدى حذائها
=راح اعمل اللى قولتلك عليه...
انتفض اشرف جالساً قائلاً بفزع
=يا نهار اسود...
ليكمل و هو ينهض متجهاً نحوها
=ياما اللى عايزة تعمليه ده خطر راجح الراوى لو قفش كدبك فى حاجة زى دى ممكن يقتلك...
هتفت اشجان بانفعال و هى تدفعه بيدها في وجهه..
=متفولش في وشى يا ابن الجزمـ.ـة بعدين هيعرف منين انت مش قولت انها دبسته في الجوازة و اتبلت عليه...
اومأ اشرف برأسه قائلاً
=ايوة.....بس افرضى كان دخل عليها و جوازهم بقى حقيقى البت صاروخ متتسبش...
ضربت اشجان يدها فوق يدها الموضوعة اسفل صدرها هاتفة بحدة
=لا اطمن جوازهم مش حقيقى...و مدخلش عليها اى راجل مكانه مهما كانت حلوة هتفضل حتة انها اتبلت عليه و فضحته واقفة في زوره مش هيقدر يبلعها.....
قاطعها اشرف هامساً بشغف بينما يفرك بيده صدره
=عليا النعمة...لو حتى قاتلنى بسكينة تلمه ما هيفرق معايا دى صاروخ ارض جو يامااااا
بصقت اشجان عليه مغمغمة بغضب
=و هو انت راجل ده انت عيل برياله ماشى تريلى عليها و طول اليوم مصدعنى بها....
مسح اشرف وجهه قائلاً بحدة
=انتى بتتكلمى كده علشان مشوفتهاش ده انا الاسبوع اللي فات كنت واقف بشرب عصير قصب فى العصارة اللي فى السوق وشوفتها معديه هى و شهد الراوى... عليا النعمة زمان كنت بضرب المثل بشهد الراوى في الجمال و الحلاوة المرة دى شهد هوا جنبها و لا كأنها باينه كده البت فرسه بحق.......
ربتت اشجان على صدره قائلة بسخرية
=طيب يا ابو رياله ادينى راحة اجيبهالك هنا تانى تعيش خدامة تحت رجلك على الله ترحم امى من صدعاك.....
اسرع اشرف بلف ذراعيه حول والدته هاتفاً بحماس و هو يحتضنها
=ياحبيبتى ياما بتعملى كل ده علشانى....
دفعته اشجان بحدة بعيداً هاتفة بغضب
=ابعد يا اهبـ.ـل يا ابن الاهبـ.ـل هتخنقنى.....
لتكمل و هى تعدل من وضع شعرها الذى بعثره
=بعدين مش بعمل ده لسواد عيونك انا بعمل ده علشان في نار جوايا بتغلى كده كل ما بسمع الناس بتتكلم عن العز اللي هى عايشة فيه...
لتكمل بحقد و غل و هى تشير باصبعها نحو الارض بجانب حذائها
=و دينى لأرجعها هنا تحت جزمتى و اخليها اعفن و اوسخ من الاول...
ثم اختطفت حقييتها و غادرت المنزل مغلقة الباب خلفها بقوة تاركة اشرف يراقب مغادرتها تلك و ابتسامة واسعة ترتسم فوق شفتيه...
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة...
كان راجح يتطلع بشرود الى الاوراق التى امامه علي مكتبه وعقله منشغل بتلك التى تركها بالمنزل نائمة حيث انه ذهب الى العمل مبكراً حتى لا يتواجه معها فقد حاول بالامس جعلها تتحدث معه و تخبره لما قامت بهذا الادعاء الحقير بحقه.. فحتى و ان اخبرته انها فعلته من اجل حاجتها للمال كان سيحاول يتفهم لما احتاجته خاصة و انه كان سيتقبل الامر بسبب فقرها و حاجتها اليائسة للمال...
خرج من شروده هذا عندما سمع طرق علي باب مكتبه رفع رأسه ليجد اشجان زوجة متولى تدلف الى الغرفة وهي تهتف بصوت مرتفع
=السلام عليكم...
لتكمل و هى تتقدم نحو مكتبه
=ازيك يا راجح باشا....
تعجب راجح من زيارتها تلك اومأ برأسه مغمغماً بهدوء
=وعليكم السلام
ليكمل مشيراً نحو المقعد الذي امام مكتبه
=اقعدى يا ام اشرف... خير
جلست اشجان على المقعد الذى اشار اليه مغمغمة بارتباك
=خير... خير طبعاً يا راجح باشا....
لتكمل سريعاً وهي ترسم علي وجهها الحزن
=بصراحة كده انا جيالك تبقى وسطة خير بينى و بين صدفة....
تراجع راجح في مقعده يتطلع اليها بصمت مما جعلها تردف بصوت حزين
=اصل بكلمها بقالى مدة مبتردش عليا في التليفون و بصراحة خايفة اروحلها شقتها تطردنى اصلها شايلة منى اوى....
قاطعها راجح بحدة
=ما عندها حق تزعل... لما انتى و جوزك اللي المفروض اهلها و مالهاش غيركوا محدش فيكوا فكر يحضر فرحها و يقف معاها... وحتى في الصباحية و طول الشهر اللي فات من يوم ما اتجوزت محدش فيكوا فكر يجى يزورها او يرفع عليها تليفون و يطمن عليها.......
.
همست اشجان بارتباك
=نعمل ايه بس ما هى بعد خناقتنا يوم العفش هى اللى حرجت علينا محدش يقرب منها او يحضر الفرح...
لتكمل بخبث بينما ترسم على وجهها الهدوء كما لو كانت تتحدث بعفوية
=هي من بعد ما عرفت انى عرفت اللي كان بينكوا قبل الجواز و هى مش طايقنى فاكرنى هذلها باللى عرفته عنها.......
تشدد جسد راجح بقسوة فور سماعه كلماتها تلك اعتدل في جلسته مغمغماً بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=و انتى عرفتى ازاى اللي حصل بنا قبل الجواز.....
ضربت اشجان يدها على صدرها ممثلة الفزع
=يقطعنى و يقطع لسانى اللي متبرى منى ده اهو.....
ضيق عينيه بغضب عليها مقاطعاً اياها بخشونة وعصبية مفرطة
=انجزى عرفتى منين....
همست اشجان بصوت مرتجف بينما تتطلع اليه بارتباك
=عرفت... عرفت بالصدفة و الله من 3 شهور كنت سمعت صدفة في مرة بتتكلم في التليفون بليل كانت فاكرة انها في البيت لوحدها علشان كنا بايتين عند اختى بس انا رجعت اجيب الشاحن بتاع الموبيل اصل كنت نسيته و.....
ضرب راجح بيده فوق سطح مكتبه مقاطعاً اياها بقسوة و نفاذ صبر
=انجزى هتحكيلى قصة حياتك......
اومأت برأسها بهلع و هي تهمهم بخوف
=حاضر حاضر... سمعتها بتكلم واحد وهى بتعيط بتطلب منه يتجوزها و يستر عليها بعد ما سلمت نفسها له....
انسحبت الدماء من جسد راجح شاعراً بلكمة قوية تصيب صدره فور سماعه كلماتها تلك بينما توقفت اشجان تراقب ردة فعله علي كلماتها تلك لترتسم ابتسامة داخلها فور ان رأت وجهه الذى احقن بالغضب والصدمة لتكمل سريعاً
=و لما دخلت عليها و حاولت اعرف اسم الجدع اللي غلطت معاه علشان احاول اخليه يصلح غلطته منها رفضت و قعدت تزعق معايا....
قاطعها راجح بصوت مشدود خشن بينما يضيق عينيه بغضب
=الكلام ده كان امتى....
اجابته بصوت مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوفمن عينيه المظلمة المسلطة عليها
=مش..مش فاكرة و الله يا باشا..
لتكمل موضحة جاعله شكه يزداد اكثر و اكثر....
=ممكن من حاولى شهرين بس انت جيت بعدها اتقدمتلها فهمت ان لامؤاخذة يعنى ان انت اللي غلطت معاها....
لتكمل بعفوية مصطنعة متجاهلة شرارات النيران التي تندلع من عينين مستمعها
=اصل بصراحة يعني واحد زيك يا باشا هيعوز يتجوز واحدة زى صدفة ليه ده الحي كله اتصدم لما عرف بجوازك منها....
توقفت قليلاً قبل تضرب يدها فوق ساقها هامسة بصوت باكى
=ويوم العفش بتاعكوا لما واجهتها و فهمتها ان انا عارفة انه انت قعدت تصوت وتضرب فيا و حلفت 100 يمين ما احضر لا انا و متولى الفرح...كانت خايفة ان اقول لحد.....
لتكمل مشيرة نحو المصحف الموضوع علي المكتب بجانب راجح
=مع ان و المصحف الطاهر ده يا باشا حلفتلها ان سرها في بير وما هفتح بوقي بس هي مسمعتنيش و من يومها و هي مقاطعنا حتى الاتصال مبتردش علينا علشان كده جيتلك تتوسط لنا و تفهمها ان انا و الله ما هنطق دى بنتى يا ناس حد يفضح ينته.....
اخذت تتحدث بكلمات منفعله لكن
لم يكن راجح يستمع اليها حيث قد بدأ عقله يربط كلماتها بما حدث فالان يعلم لما اتهمته بذلك الاتهام الحقير فقد سلمت نفسها الى رجل اخر و عندما تهرب منها و لم يتزوجها قامت بالصاق تلك التهمة البغضاء به محاولة التستر على فعلتها...
تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغصب اعمت عينيه....غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدمار والموت انتفض واقفاً و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة...
هتفت اشجان بقلق مصطنع عندما رأته ينتقض واقفاً متجهاً نحو باب الغرفة
=رايح فين يا راجح باشا...
لكنه تجاهلها و اتجه نحو الباب بخطوات غاضبة مشتعلة ليصطدم بقوة بتوفيق الذى كان واقفاً بمدخل الباب و الذى سمع بالصدفة الحديث الذى دار بالداخل هتف بقلق حقيقى محاولاً الامساك براجح
=رايح فين... اعقل يا راحج متتهورش
لكن راجح جذب نفسه منه و اندفع خارجاً و على وجهه يرتسم تعبير وحشى يجعل من يراه يفر هارباً...
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية مقيد باكاذيبها" اضغط على أسم الرواية