رواية صراع الحياة الفصل الثالث عشر بقلم مريم محمد
رواية صراع الحياة الفصل الثالث عشر
صراخ أصوات تنادي بإسمها، حاولت فتح عينيها بصعوبة فهي تخر شيئ راته صورته الذي كانت تعرض وهي بين احضان فادي في وضع مخجل قطع ثم سمعت مره اخري صوت ورأت نظرة الخوف والقلق بهم؛ وهو كان يمسك وجهها وهو ينادي اسمها :
-لمار سمعاني فوقي لمار.
ثم وجدت نفسها تريَ السواد مرَة أخرى، بعد ساعات كثيرة كانت قد أستقيظتْ من غيبوبتها القصيرة، كان الجميع ملتف حولها، سمعت صوت أبيها وهو يصرخ بأحدهم، ثم سمعت صوت أمها تخبرهُم بأنها بدأت بالإستيقَاظ.
أسرع إليها عزمي بلهفة :
-لمار بنتي أنتي كويسة؟
حاولت لمار الإعتدال في جلستها، فأسرعت تمارا باحتضانها فبكت لمار بشدة، فحاولت والدتها وتمارا تهدئتها، فدخل أنس علي أثر بكائها عندما رأته لمار حاولت الوقوف ثم وقفت أمامه، ثم رفعت يدها وقامت بضربه، ثم تحدثت بصراخ :
-كل اللي حصل دا بسببك، أنت السبب في اللي حصل؟
ترنحت في وقفتها فأمسك يديهَا، فأبعدتْ يديه عنها:
-متلمسنيش.
فتدخل عزمي مسرعا :
-أمشي يا بني كفايه لحد كده.
فنظر لها أنس نظره مطوله تخلو من التعبير اربكتها قليلا لكن ابعدت انظارها عنه :
-ممكن يكون عندك حق إني السبب اللي يخلي فادي يعمل فيديو زي دا.
فوضعت لمار يديهَا علي أذنيها وهي تصرخ :
-أخرس متكملش؟
فأنزل أنس يديها وهو يكمل حديثه :
-بس هجبلك حقك وهسكتلك كل لسان ممكن يجيب سيرتك بحرف.
فتدخل عمار الذي كان يتابع الحديث باسف هو يحركه أنس لكي يغادر الغرفه
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
-بس دا كل اللي حصل.
كانت تمارا تقص علي ساجدة ما حدث بالأمس، فشعرت ساجدة بالحزن:
-يا حببتي كل دا يحصلها، ربنا ينتقم من اللي كان السبب.
فأجابت تمارا بالدعاء :
-يارب انا مش متخيله ازاي قدر يعمل فديو زي دا وهو جايب مقاطع مو مشاهد لمارا كانت ممثلاها .
فحاولت ساجده ان تبث اليها الطمانيها :
-بكره الحقيقه تبان والناس تعرف ان الفديوهات دي مش حقيقه متقلقيش.
فهتفت تمارا وهي تقف من جلستها :
-اتمني يا ساجده الوضع شكله صعب
قاطعهم دخول فاطمة وهي تري ابنتها على وشك الخروج:
-رايحة فين يا تمارا؟
فأمسكت تمارا بحقيبتها :
-رايحة المستشفى عندي حالة وهخلص وأروح للمار.
فعقدت فاطمة يديها أمام صدرها :
-مفيش مرواح المستشفى.
فنظرت تمارا إلى ساجدة ثم إلى والدتها بتعجب :
-نعم ودا ليه!؟
فأجابت فاطمة بجدية :
-يعني اللي سمعتيه المستشفيات ماليه البلد، شغل مع ولاد المنياوي تاني لا، كفاية لحد كده مش هستحمل تاني.
فقاطعتها ساجدة بإعتراض:
-فاطمة مش كده دَا شغلها مش لعب عيال.
فصرخت فاطمة بعدما فقدت التحكم في اعصابها :
-وأنا مش هستحمل أكتر من كده كفاية مش هنعقدْ لحد ما يحصل مصيبة زي زمان.
فتدخلت تمارا بتعجب :
-مصيبة ايه اللي بتتكلمِي عليها؟
فنظرت ساجدة إلى فاطمة بخوف بأن تتحدث :
-مفيش يا بنتي أمك بس متأثره من اللي حصل للمار روحي أنتي شغلك وملكيش دعوه.
فبقيت تمارا تنظر إلى والدتها تاره والي خالتها تاره، فأمسكت ساجدة بيديها وانجهت بها نحو الخارج :
-يلا يا تمارا امشي أنتي.
فتحدثت تمارَا بهدوء:
-انا همشي بس لينا كلامي تاني.
ثم غادرت تمارا فنظرت ساجدة لفاطمة بعتاب؛ فتحدث فاطمة بغضب:
- متبصليش كده، كفايه اخوكى وعزمي اللي طلع فيه بينهم شغل.
فتحدثت ساجدة بصراخ :
-لا يوقفوا حياتهم عشاني صح كفاية بقي كفاية، لو هتوصل إن تمارا تعرف كل حاجة عشان انتي تسكتي هعمل كده، لو هتوصل إن سالم يعرف السر اللي متخبي هقول. أه
أسرعت فاطمة نحو شقيقتها عندما رأت معالم الوجع علي وجهها :
-ساجدة! مالك يا حبيبتِي اهدى خلاص مش هقول حاجة.
فحاولت ساجدة الحديث فامسكت فاطمه بيزيها ثم أجلستها على الأريكة من هلفها وهي تضغط على صدرها بخفه محاوله ان تخفف الامها فهتف ساجده محاوله ان تجمع الكلمات بفمها :
-ع علاجي
فاسرعتْ فاطمة بإحضاره ثم أعطته لساجدة ثم تنفست الصعداء عندما رات ملامحها قد لانن بعض الشئ فقررت الصموت والتحدث مره اخري في وقت لاحق.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°¬°°°°°°°°
سأل حمزة بعدم فهم :
-طيب ليه ظهرت ليها تاني؟
فأجاب سالم بعدما اخبر ابن أخيه ما حدث معه هو وساجدة بالماضي :
-خوفت لتكون بعتت تمارا تعمل في يونس زي ما عملت فيا.
فأكمل حمزة سؤالهِ :
-حتي بعد ما عرفت انها شغالة معانا من زمان وإنى أعرفهَا من أيام تعبها؟
فهزَ سالم رأسه ، فسألهُ حمزة بأستغراب :
-طب ليه كانت بتكلمك كأنك انت اللي بعت اللي بينكم؟
فوقف سالم بحيرة :
-مش عارف ودَا اللِي هيجنني ، إزاي قدرت تبيع كل اللي بينَا وازاي قدرت ترفض تهرب معايا هان عليها ابني اللي قتلته؟
حك حمزة ذقنه بتفكير :
-كلامها وراه معني تاني، الموضوع دا وراه سر ،هو ايه معرفش بس متاكد اني هعرفه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بداخل غرفة الجلسات الطبيعية كان يونس قد انتهي من علاجه ومرت عليه تمارا لكي تجلس معه. ولكن شعر بالقلق عندما راي عبوسها فهتف متساذلا عن سببه فقررت ان تشاركة ما خدث معها.
فعقد يونس حاجبيه بإستغراب :
-طيب هي مامتك تدخلك في اللي حصل لأنس ولمار ليه، وبعدين اللي حصل ليهم محدش ليه ذنب فيه.
فتحدثت تمارا بشرود :
-حاسة إن اللي حصل للمار وأنس مش هو السبب بس، في حاجه تانية بتقول عن حاجة حصلت زمان.
فعقد يونس حاجبيه بتعجب :
-هيكون ايه يعني حصل زمان وليه علاقه بعيلتنا؟
فرفعت تمارا كتفيها في حيرة :
-مش عارفة علشان كده بحكيلك.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بداخلْ إحدَي مراكز الشرطة، تحدث الظابطْ بإحترام:
-احناجبنا حضرتك هنا عشان لازم المحضر يتقفل.
فرفع أنس إحدي حاجبيه بتعجب :
-محضر ايه اللي يتقفل؟
فشعر الظابطْ بوجود شئ خاطئ:
-انسه لمار بره وهي هتتنازلْ عن القضية .
فخبط أنس بيديه علَي سطح المكتب :
-نعم! دا علي جثتها أمشي في الإجراءات يا سيادة الرائد وأنا هتصرف معاها.
ثم غادر ولم يعطيه فرصة للحديث، كانت لمار تقف بالخارج عندما رأتهُ أدراتْ وجهها إلى الجِهه الأخرى فتقدم نحوها :
-عايزة تقفلي المحضر ليه؟
فنظرت له بغضب ثم احابه بصرامة :
-حاجة متخصكش.
فاجابَ أنس بجمود جعلها ترتبك :
-حلو نخليه يخصني.
فاعتدلتْ لمار في وقفتها ثم بلعت ريقها في توتر وهتفت محاوله استيعاب جملته:
-قصدك ايه؟
فوضع أنس يديه في جيب بنطاله ثم تحدث بثقة قد اربكتها اكثر :
-لا دي هتعرفيهِا بليل لما أجيلكوا، باي مؤقتًا.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في شركة المنياوي داخل مكتب عمار قاطعته السكرتيره الخاصه به :
-مستر عمار في واحده مصممه تقابل حضرتك بره اسمها مها أبوالعز.
فتحدث عمار بدهشة لم تفت السكرتيره :
-مها ودي ايه اللي جابها؟
فأجابتْ السكرتيرة بعملية :
-تحب حضرتك أقولها إنك مش موجود؟
فاعتدلَ عمار في جلسته :
-لا دخليها بس لو ملك جت عرفيها إنى معايا ميتنج.
فهزت السكرتيرة رأسها بطاعة ثم ادخلتها،ألقت مها التحية،
ثم أشار لها عمار بالجلوس.
فركت مها يديها بتوتر عندما رات معالم دهشته التي مازلت باديه عليه من وجودها :
-طبعا مستغرب من وجودي مش كده؟
فأجاب عمار بخجل :
-في الحقيقة اه خصوصً اننا متقبلنا من أيام الجامعة.
فشددت مها علي حقيبتها وهب تحاول ان تطلب منها الدعم :
-ملقتش غيرك قدامي عارفة ومتاكده أنه ممكن يساعدني.
فشعر عمار بجديه الامر من لهجتها فعتدل في جلسته محاولا التركيز معها هاتف بتساؤل :
-في ايه بالظبط؟
فحاولت مها الحديث :
-انا واقعة في مصيبة من سنة قابلت مهاب حبينا بعض بس معرفش يجي يتقدملي فضل يتحجج بظروفه لحد ما عرض عليا الجواز بس في السر.
صكتت لبعض الوقت فانتظر عمار أن تكمل حديثها فأكملت :
-في الأول كنت رافضة بس بعدها وافقت كنت كل ما اقوله امتي هنعرف الكل ويجي يتقدم لماما كان بيتهرب لحد من تلت شهور حصل مصيبة.
لم تستطع ان تكمل بسبب شهقاتها التي حاولت ان تكتمهت فوقف عمار عن مقعده ثم جلسَ أمامها محاولً تهدئتها :
-ايه اللي حصل؟
فأزالت مها دموعها :
-عرفت اني حامل خوفت أعرفه، وكلمته علشان نتجوز رسمي رفض وقالي إنه مسافر ومش عايز يكمل ، فاضطريت إني أعرفه ، وقتها قالي أنه أشوف حملت من مين ومشي وسابني.
فتحدث عمار بغضب :
-انتي يا مها انتي تعملي كده اللوم مش هيفيدك كفايه عليكي نفسك بس أزَاي مفكرتِيش في والدتك ها ازاي؟
لم تستطع مها الإجابة من بكائها، فحاول عمار أن يهدأ من نفسه ثم سألها :
-الورقة معاكي ولا معاه؟
فأجابت مها من بين بكائها :
-لا الورقتين كانو معاه.
فخبط عمار بغضب علَي سطح المكتب:
-تكتبيلِي كل المعلومات عنه والأماكنْ اللي ممكن يبقَي فيها.
فهزتْ مها راسها بموافقة:
-حاضر، طب وأنا أعمل ايه أنا والله بفكر أروح أسقطه.
فصاح عمار بغضب:
-وتقتلي روح كمان، أنتِي متتصرفيش أنا اللي هتصرف.
فسألتْ مها :
-طب ازاي؟
فتنهد عمار في حزن :
-هتجوزك بس هيبقي كتب كتاب بس.ط
يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية صراع الحياة " اضغط على أسم الرواية