رواية سفير العبث الفصل الثالث عشر 13 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الفصل الثالث عشر 13
| أنا فاسد وصعب عليا إني أتوب.. ولابس ييجي مية تُهمة.. في أول عُمري لسه يادوب.. معجزتش وأنا فاسد
أكيد فاهمة..
ف قالت لي القدر مكتوب.. ومين فينا ضامن عُمره؟ ساعات بنتوه مع الزحمة.. وننسى نتوب وبنموت ونتمنى من ربنا الرحمة |
#بقلميي
والدة عيسى: إسألي
مياسة بفضول: هو عيسى كان بيحبها إزاي؟ يعني كانت غالية عنده للدرجة دي ولا زعلان على جارته وبس!
والدة عيسى بتنهيدة تعب: عيسى أمل بالنسباله حُب الطفولة البريء.. مبتسمعيش عنه؟ كان مُراهق ساعتها وكانت أمل كُل حياته.. مكُناش مُجرد جيران كُنا عيلة واحدة أطباق داخلة وأطباق خارجة من الشقة دي للشقة دي.. وخروجات وفُسح للجناين وضحك لنُص الليل.. عارفة الأُغنية اللي بتقولك وزارنا الزمان سرق مننا فرحتنا؟ دا بالتحديد اللي حصل وخسرنا أمل قُدام عيون إبني وأمها.. والست فقدت بصرها وماتت بحسرتها وإتشتت جمعتنا وإتدهور الحال
مياسة بتأثُر: الله يرحمهم
والدة عيسى بتكملة: إبني عيسى لما بيحب بيحب من قلبه بجد وبيعشق.. أنا ربنا مرزقنيش بخلفة بنات بس لو كُنت جبت بنت واثقة إن كان هيبقى ليها أحن أخين في الدُنيا
مياسة بإبتسامة: أكيد طبعاً
والدة عيسى: تعالي بقى أفتحلك الأوضة
فتحتلها أوضة عيسى وقالتلها وهي بتفتح النور: تعالي إدخُلي.. بس ليا رجاء عندك متحركيش حاجة من مكانها يعني الأوضة تحت أمرك بس حاجة عيسى خليها زي ما هي
مياسة بتفهُم: حاضر متقلقيش.. معلش أزعجتُكم
والدة عيسى: ولا أي إزعاج.. أجيبلك جلابية من بتوعي ترحرحي فيها؟
مياسة وهي بتبُص لنفسها: لا أنا كدا تمام جداً
خرجت والدة عيسى وقفلت الباب وفضلت مياسة في أوضة عيسى بتتفرج عليها.. كان في كرتونة جنب سريره فيها كورتين واحدة قديمة ومقطوعة والتانية ماشي حالها بس مش نافعة للعب وكان في هدوم لولد صُغير شورت وفانلة بتوع كورة ف إبتسمت مياسة وعرفت إنهم بتوع عيسى.. السرير كان خشب قديم والدولاب كذلك واضح إن عيسى سابهم من زمان جداً.. الحيطة كان عليها صور هيفاء وهبي ف إفتكرت مياسة لما كانت راكبة معاه العربية غصب عتها ومشغل بوس الواوا ف ضحكت
وصور كُل البنات بتحبك وصور لاعيبة كورة قديمة
جت للناحية التانية من الحيطة لقت صور عيسى مع أمل وصور كتير مش واحدة
ف وشها بهتت.. بنوتة صغيرة لابسة جيية جينز وجاكيت جينز وشراب أبيض كولون وحاطة في شعرها توك زاهية وشعرها جميل أشقر وطويل وضحكتها حلوة وعيسى محاوط كتفها بإيد وبالإيد التانية رافع صوباعين ورا راسها
وصورة تانية وهو بيلعب كورة يبدو إن والده مصورهاله وعلى الأرض بتتفرج عليه أمل وهي مربعة رجليها وحاطة على رجليها دفتر رسم وألوان وكان واضح في الصورة إن عيسى باصصلها.. راسه مكانتش باصة على الكورة خالص
وصورة ثالثة والناس بتعلق زينة رمضان في الشارع وأمل وعيسى حاطين على راسهم الزينة وعاملين حركة الهنود
صور كتير أوي بتجمعهم ف فهمت إن أمل كانت جُزء مُهم من حياته صعب ينساه
إتنهدت بحُزن على الطفلة دي وعلى عيسى اللي عانى من بشاعة اللي حصلها
راحت ناحية مكتبه ولقت كُتب كتير من بينها كتاب مُذكرات.. شكله لما مشي من البيت زمان نسي ياخده
سحبت الكُرسي بتاع المكتب وقعدت عليه وهي بتفتح المُذكرات وبتقرأ بخط عيسى
( إنهاردة كان أحلى يوم في حياتي.. يوم عيد الأضحى! معرفتش أنام كُنت مستني أمل تصحى عشان أفرجها على العجول والخرفان في منطقتنا.. رغم إنها هتكون خايفة بس أنا هكون جنبها وهنتصور سوا.. هي أكيد نايمة دلوقتي بس الصورة اللي هنتصورها مش هعلقها على الحيطة زي الباقي هحتفظ بيها في مُذكراتي هنا عشان لما نكبر أنا وهي نتفرج ونضحك)
( إنهاردة ماليش نفس أكُل.. أنا زعلت أمل! هي عيطت بسببي عشان زعقت ليها بس غصب عني.. كانت هتصاحب غيري ويهتم بيها.. عيسى حزين زي أمل)
قفلت مياسة المُذكرات وإتنهدت وهي بتقول: دا كان بينكم عُمق مشاعر وجع قلبي عليك يا عيسى.. ربنا يقدرني وأعوضك عن كُل دا
* في جناح صِبا
أمير قال بقلق: ما تنطقي!
قامت صِبا وهي ماسكة الملاية عليها وقالت بدموع: أول ما إتجوزنا أنا وإنت.. أحمد مسابنيش في حالي رغم طلاق مراته منه.. وقالي إتطلقي إنتي كمان ونكون سوا
كور أمير إيده وهو ضاغط على خدوده بسنانه من جوا وعيونه بتترعش وهو بيبُص لصِبا بتعالي
كملت صِبا وقالت: مردتش عليه وسكتت وقفلت معاه بس قعدت أفكر مع نفسي إن ليه لا؟ لما إنت لمستني في الحلال وبقيت ملك ليك وعيشت معاك شعور حسسني إني ملكة.. حبيتك.. حتى لما إنت حبسته في السرداب وطلبت مني أضرب عليه نار مكونتش خايفة عليه قد خوفي عليك إنت! الحالة اللي أنت كُنت فيها من ضحك هستيري لنظرات عتاب وحُزن وغضب كانت مخلياني خايفة يجرالك حاجة.. ساعتها قومت إنت وسحبت من إيدي السلاح وضربته طلقة في رجله وأمرت حُراسك يرموه برا زي الكلب وحبستني في جناحي.. كان كُل تفكيري الليلة دي زعلك مني وكُرهك ليا.. ومنمتش الليل وأنا بتخيل أسوأ سيناريو وهو إنك تطلقني وقصتنا تنتهي.. بس!
حبيت أصارحك عشان حقك تعرف دا.. لكن والله العظيم من ساعة ما حبيتك إنت نسيت كُل حاجة الوحش والمُر.. مفيش حاجة واجعة قلبي دلوقتي غير مراتك التانية اللي بتعاقبني بيها يا أمير
رفعت راسها وبصت في عيونه اللي مكانتش مفهومة وقالت بصوت مبحوح: سكوتك بيخوفني
أمير بنبرة مبحوحة من الغضب: أنا مش متضايق من صراحتك.. بس غيران عشان كان في حد غيري شاغل قلبك.. فهمتي؟
إبتسمت هي ف مد إيده ومسح دموعها وقال: ششش متعيطيش.. وإخفي من قُدامي بحلاوتك دي روحي إلبسي حاجة عشان بتعطليني كدا
ضحكت صِبا ف باس أمير كتفها ولبس جاكيته وقال: أنا خارج.. خلي بالك من نفسك ومتتكلميش مع حد ولو حد ضايقك أول ما أجي عرفيني هظبطهولك
رمالها بوسة في الهوا وخرج ف رمت هي الملاية اللي لفاها على نفسها على الأرض ودخلت تاخُد شاور في حمام الجناح الداخلي
* في الملهى الليلي
ضرب العقرب طلقة على المايسترو ف جت في الكاس اللي في إيده قسمته نُصين ووقعت الخمرا على كف إيده
الدهبي إتنفض من اللي حصل ف راح نزل العقرب سلاحه وهو بيقول بسُخرية: متخافوش أوي كدا، لسه قُدامكم شوية عشان ترتاحوا الراحة الأبدية دي.. هعذبكم عذاب هتترجوني أضرب الطلقة دي تاني
المايسترو بتماسُك: خلصت؟ هديت كدا!
العقرب بتحذير: قسماً بالله اللي هيلمس شعره واحدة بس من راس حد أنا بحبه.. هحول الأرض من تحت رجليه لجُهنم الحمرا
الدهبي بنبرة إستخفاف: وهو كان حد جه ناحيتك؟
العقرب شخط فيه وقال: خليك إنت على جنب يا مصدي! أنت معدنك أي حاجة إلا الذهب
المايسترو بهدوء: إهدى يا عقرب واللي عاوزه هيكون
العقرب شخط في المايسترو برضو وقال: أنا مبقتش أنام ننه بالكلام دا.. كلامي واضح هقلبها جحيم عليكم ومش هسمي على حد.. المُخططات الوسخة اللي بتعملوها بينكم وبين بعض دي تبطلوها
الدهبي بعصبية: المُخططات دي متخُصكش إنت في حاجة إنت الوحيد اللي مش هتتأذي فيها عاوز إيه تاني!
المايسترو بحزم: دهبيي!! قولتلك خلاص
العقرب من بين سنانه: بس عاوزين تأذوا ناس أنا بحبُهم ومش هسمح ليكُم ب دا!
خرج العقرب وغضب الدُنيا كُله فيه ف قال المايسترو بتبريقة للدهبي: إنت إتجننت! إيه الكلام الخايب اللي قولته قُدام العقرب دا مُخططات ومش عارف إيه.. الله يجحمك
الدهبي بحالة سُكر: عاوزني أعمل إيه يعني وأنا شايفة داخل علينا بسلاح؟
المايسترو بغيظ: تسكُت وتخلي المركب تمشي.. وبلاش عصبيتك توقعك بلسانك وتأكدله إننا كُنا قاعدين بنخطط بجد..
* في منزل الرايق
سيلا بطفولية: بس كدا دي الشوكولاتة اللي عندك؟
الرايق بهدوء: إنتي واكلة لوح شوكولاتة لوحدك يابنت عزيز عاوزة إيه تاني
لوت سيلا بوقها وقالت: عاوزة ساندوتش إنت وجعت سناني
رفع الرايق حواجبه وقال بصدمة: وإيه كمان؟
رفعت سيلا أكتافها بتلقائية وقالت: ساندوتش وبس.. أه وبتاتس
الرايق: بطاطس؟
حركت سيلا راسها لفوق ولتحت بمعنى أه ف ضحك هو وقال: ماشي هتدفعي كام؟
سيلا ببرود: ولا حاجة عشان أنا ضيفة عيب
ضحك بصوت عالي وهو بيقول: إنتي جامدة بجد ست في جسم طفلة.. إجاباتك منطقية بحتة
لحست سيلا صوابعها ف قال الرايق بقرف: تؤ تؤ تؤ.. في إختراع إسمه مناديل بننضف بيه إيدينا
دخل الحارس ومعاه العقرب..
قرب العقرب ناحية سيلا وقال: يلا عشان هنمشي
وقف الرايق وقال ببرود: تمشوا فين؟ يابني إنت مبتفهمش متخلنيش بقى ***** على الكُل.. قولتلك مش أمان للبت تروح في أي حتة غير هنا
العقرب بعصبية: القائد عرف كُل حاجة والحارس بلغه.. إوعى تكون فاكره عشان ساكت وهادي إنه سهل.. دا يبهدل الدنيا ويقومها عليها واطيها لو عرف اللي حصل.. دا مكانش بينيم مثلك الأعلى بدر الكابر هو وعيلته من اللي بيعمله.. مهداش غير لما حب بنت بدر
الرايق: عاوزني أعمل إيه؟ هسلمك البت بس إتحمل مسؤولية أي حاجة تجرالها
العقرب بتبريقة: إنت إزاي معرفتش إن القائد عرف! مش المفروض دبة النملة بتعرفها؟!
الرايق بضيق وهو بيفتكر رفيف: ماليش مزاج أقعُد على شُغل دلوقتي.. إصبُر طيب
* في الملهى الليلي
دخل واحد من الحُراس على الدهبي والمايسترو وهو ماسك في إيده فون.. حط الفون قُدامهم على الترابيزة وخرج
المايسترو بتضييق عين وهو بيمسك الفون: إيه دا في إيه؟
قرب الدهبي وهو بيبُص لشاشة الفون بعدم إهتمام كان في ترابيزة حديد محطوطة في نُص أوضة بيضا..
وفجأة إتهبد عليها حد متغطي وشُه بكيس إسود
وقف راجل ورا الحد دا وشال الكيس عن راسه ظهرت خُصلات شقرا وكانت نانسي معيطة ومتبهدلة وهي بتبُص للكاميرا بحُزن وخوف
إتعدل الدهبي في قعدته وهو نبرق وبيقول : نانسي!!
إنحنى الراجل اللي واقف وراها وهو مُبتسم وقال: إيه رأيك؟ شوفت الحاوي خرج إيه من بُرنيطة السحر بتاعته
حرك الدهبي راسه يمين وشمال بعدم تصديق وخوف حقيقي على بنته وقال: هي ملهاش دعوة.. صدقني.. مش إحنا اللي خدنا بنتك
عزيز بتصحيح: خططتوا تاخدوها وتدخلوني أنا وهي في لعبة وسخة عشان كدا سبقتك قولت أفرجك لعبتي أنا
الدهبي بإرتجاف: إهدى يا قائد.. إحنا مش قدك وعارفين دا
القائد خبط بكف إيده على الترابيزة وقال: لا متعرفوش.. وحياة اللي خلفتكم كل واحد غلط معايا وداس ليا على طرف هخليه يتمنى الموت وكُل كروت اللعبة تحت صوابعي.. هعرفكم مين إبن بياع الكبد والقوانص وهطلع مصارين أمُكم..
نانسي خايفة وبتعيط وفجأة الفيديو قفل
الدهبي برُعب حقيقي: لا! نانسيي.. إتصرف يا مايسترو دي بنتي الوحيدة أغلى عندي من كنوز الدُنيا.. اغلى بالنسبالي من العقرب بتاعك
المايسترو بتوتر: إهدى يا دهبي إهدى هنشوف حل.. أنا مش مرتاح وحاسس إن في إيد خفية إتحطت ودربكت الوضع كدا
الدهبي بغضب: بلا إيد خفية بلا رجل مشوية.. أنا بنتي لو جرالها حاجة مش هرحمكم
خرج من ملهى المايسترو وهو بيحاول يتصل عىى رقم القائد.. فضل يرن كتير لحد ما عزيز رد وقال: اللي ليه في النكش ياريت ميخافش
الدهبي وهو بياخُد نفسُه: مش إحنا اللي خدنا بنتك يا قائد صدقني.. مش إح.
قاطعه القائد وهو بيقول: شششش.. أنا عارف كُل حاجة ف متتلاعبش معايا بالكلام.. أنا محدش يقدر يمس شعره من بنتي بس إنت شكلك كبرت وخرفت ومتعرفش مين عزيز الإبياري كويس.. أنا مفيش حد بيحاول يتحداني وبرحمه وأهي جت في بنتك.. هشربك من نفس الكاس اللي شربته لغيرك وعذبته لسنين
إفتكر الدهبي على طول أمل وأُمها وهي بتصرخ " ربنا هيوريك نفس اليووم.. ربنا هيوريك نفسس اليوم "
غمض عينه وهو مدمع ومش مُتخيل إن يحصل في بنته حاجة
فوقه صوت القائد وهو بيقول: أهلاً بيك في جحيمي:))
(قال أحد المُتجرعين من ظُلمات الطاغوت بصوت مُرتفع :
إن لم يحترق قلبك لحديث المقهورين المظلومين أمثالي ، سيحترق في قاع جهنم
لك من الله ما تستحق
لك من الله ما تستحق
ثُم بهت صوته وعلت شهقة بُكاء المظلوم
أتظُن أن الله لن يُنصفه يوم لا ينفعك مالاً ولا بنون ؟)
* في منزل الرايق
كان متابع كُل حاجة ومُكالمة القائد مع الدهبي ف قفل اللابتوب اللي قُدامه وقال: تهوره وغضبه هيبوظه كُل حاجة.. لازم تساومه على بنته
قام وقف العقرب وقال بعصبية: إنت إتجننت؟؟ القائد صاحبي وأخويا وبنته أمانة عندي مُستحيل أعمل معاه حركة وسخة زي دي!
الرايق من بين سنانه: مفيش حل تاني إنت هتعمل كدا عشان مصلحتُه زي ما هو بعد عنك مياسة عشان مصلحتك
بهت وش العقرب وقال بصدمة: نعم؟
خد الرايق نفسه وهو باصص للعقرب اللي زي ما يكون إتكهرب وقال: أومال وصلت لمُكالمته مع الدهبي إزاي؟ أنا ماشي على نهج قاسم الكاشف في الهكر وكُل تليفوناتهم متراقبة حتى لو مش فاتحينها.. هو قالها إن بُعدها عنك في مصلحتك وملا دماغها بالكلام دا عشان كدا البت رفضتك وقال إنه عمل كدا عشان مصلحتك
العقرب بصدمة: وجاي تقولي دا دلوقتي؟
الرايق بضيق: عشان معاه حق!! لازم تبعد البت دي عنك وتلتفت للي عاوز تحققه ولما دا يحصل إتجوزها وسافروا إعمل اللي تعمله لكن طول ما هي جنبك إنت وهي في خطر.. وكمان عشان عارف إنه صاحبك ف هيوقع بينكم.. لكن إنهاردة لازم تساومه على سيلا عشان يسيب نانسي الدهبي اللي هو خاطفها.!!
أمير بصدمة وهو لسه داخل وسمع قال: مين دا اللي خاطف واحدة من حريم عيلتي؟!
* في منزل رفيف
كانت بتغني لأختها لحد ما نامت.. لقت رسالة وصلت على تليفونها اللي شاشته مكسورة من تحت ف فتحتها لقتها من خطيبها بيقولها إنه تحت عشان تنزله يتكلموا
قامت بهدوء عشان أختها متصحاش وغطتها كويس بعدها ربطت شعرها بالوشاح بتاعها ونزلت على السلم بهدوء لحد ما وصلت لتحت
أول ما شافها إبتسم إبتسامة عريضة وقال: عاملك مُفاجأة هتعجبك جداً
رفيف ببساطة وإبتسامة ناعمة: مُفاجأة إيه؟
فتح باب عربيته اللي بالقسط وخرج زي كتالوج وقفل الباب وهو بيقول: مع إنه كلفني كتير بس فداكي وفدا أختك
رفيف بهدوء: هو إيه دا؟
فتح الكتالوج قُدامها ف ظهرت صور دار رعاية ومُمرضات قال إيه بيدوا الدوا للعيانين وقاعدين معاهم وهكذا
ضيقت رفيف عينيها وقالت: مش فاهمة؟؟
قفل الكتالوج وقال: لقيت دار رعاية لأختك إنما إيه هااايلة وهترتاح فيها جداً وفي بنات هناك من سنها هيعرفوا يتفاهموا سوا وبيساعدوهم على..
قاطعته رفيف وقالت: معلش يا عمرو بس أنا مش حابة أختي تروح هناك
وشه إتغير وقال بنبرة غريبة: يعني إيه مش حابة؟؟ إحنا مش إتفقنا على كُل حاجة خلاص عشان نتجوز بسُرعة!
رفيف برقتها المُعتادة: يا عمرو إفهمني.. أنا أختي مقدرش أتخلى عنها وأرميها لناس غُرب مهماكانت درجة رعايتهم أكيد مش هيرعوها بحُب زي ما أنا برعاها
ودا وشه الناحية التانية وهو بيضحك بسُخرية ف قالت بصوتها الرقيق: صدقني والله هي هادية جداً مش هتزعجك وكمان أنا هخلي..
سحبها من دراعها جامد ف إتوجعت ف قال: بقولك إيه يا رفيف أنا عمال أدفع في فلوس ليكم عشان تقعدوا في أم الشقة دي وتتلموا فيها حسب وصية أبوكي الله يرحمه بس شهامتي جابت أخرها.. أنا دلع البنات دا مش هينفعمع راجل شقيان زيي فهمتي!! أختك مش رايحة جُهنم أنا دافعلها فلوس أد كدا عشان تاكُل وتشرب وتنام ببلاش وبرضو مش عاجبكُم وإنا صبري قرب ينفُد
كانت هتعيط ف سحب عمرو وشاح شعرها جامد لدرجة إتأوهت من الوجع وقال بنبرة غليظة: وشيلي الإيشارب اللي حطاه على طول مخليكي شبه خدامات الريف
رماه في وشها وركب عربيته وساقها بسُرعة
رفيف كانت بتترعش عشان ملهاش حد خالص بعد وفاة والدتها ووالدها وحتى أختها هتتحرم منها.. حضنت الوشاح وطلعت لفوق جري لحد ما وصلت للسطح وقعدت وسط الحمام على الأرض وفضلت تعيط بهستيريا
فات دقيقه جت الحمامة البيضا وقفت على كتفها ف مالت رفيف بوشها على الحمامة وقالت بحُزن عميق: نفسي أكون حُرة زيك.. بس كُل شُغل روحته بشهادتي كان المُديرين بتوعه إيدهم طويلة عليا وبيحاولوا يلمسوني.. وشُغل بسيط مش بيكفي إني أدفع كهربا ومياه وحجات كتير أوي.. الحِمل زاد ومينفعش أرمي أختي اليتيمة في دار رعاية وأعيش عادي.. دي غلبانة ملهاش غيري..
* في منزل الرايق
أمير بعصبية: قائد على نفسه هو فاكر نفسه مين عشان يخطف بنت عمي!
العقرب بغضب: فهمه يا رايق الحوار مشي إزاي مش طلبانا
إمير بتحذير وهو رافع صوباعه في وش العقرب: إنت بالذات إبلع ريقك ومتوجهليش كلام وإلا حسابك هيكون عسير أنا مش ناسي إنت عملت إيه
ضحك العقرب ببرود وبعدها نظرته إتحولت لتحدي وخبط أمير في صدره رجعه لورا وهو بيقول: هتعمل إيه ها؟؟ عندي فضول أعرف
كور أمير إيده وعض على شفته اللي تحت وعينيه إتحولت.. ولسه بيقرب ضرب الرايق طلقة في السقف وقعت النجفة وقال بغضب: مش عاوز أسمع مي**** صوتكم خالص!! أنا مخنزق مش طالبة معايا شُغل عيال
كُى واحد فيهم كان بياخُد نفس غاضب وهو بيبُص للتاني بتوعُد ف قال الرايق بحزم: إتصل بالقائد وساومه على بنته..
بص لأمير وقال: وإنت ياريت تهدى ومسمعش صوتك عشان مزعلكوش إنتوا الإتنين وأنا إيدي طايلة عليكم
العقرب بقرف للرايق: نزل إيدك دي عني وإتكلم كويس! أنا كدا كدا هتصل عشان الحوار يمسني
أمير بعصبية: إوعى عقلك يلعب معاك وتكلمني كدا تاني..
إتصل العقرب على القائد.. فضل الفون يرن ف رد عزيز وقال بنبرة ضيق: أهلاً باللي مبيعرفش يحفظ الأمانة
العقرب بلهجة غريبة أول مرة يكلم القائد بيها: الأمانة معايا ومحفوظة.. سلمني أمانة الدهبي اللي معاك أسلمك أمانتك
القائد بنبرة مصدومة وغاضبة: حصلت إنك تساومني على بنتي اللي أمنتك عليها؟
غمض العقرب عينه اللي إحمرت لإنه مكانش حابب يعمل كدا مع صديق عُمره لكنه تماسك لأجل المصلحة العامة وقال وهو بيفتح عينه: أنا بعمل كدا لمصلحتك.. زي ما إنت عملت حاجات كتير لمصلحتي.. فاكر ولا أفكرك؟
بلع القائد ريقه وسكت..
* في قصر أمير الدهبي
خرجت صِبا من جناحها بعد ما خدت شاور ولبست هدومها.. كانت حابه تروح تطمن على لوسيندا.. شجن هانم كانت نايمة بفضل الدوا .. وقفت على طرف السلم وحست بدوخة شوية لكنها تجاهلت الإحساس دا
لسه بتمد رجليها على أول سلمة عشان تنزل فجأة لقت حد بيدفعها من ضهرها على السلم راحت وقعت لإنها مكانتش ساندة بإيديها على سور السلم وقعت على السلم لحد ما إتهبدت جامد وفقدت الوعي
لوليا من فوق السلم بإبتسامة خُبث: معلش مش هستحمل أشوفك في خلقتي لمدة يومين كمان..
كانت الخدامة ماسكة الغسيل اللي جاي من المغسلة لكنها شافت اللي حصل وإستخبت ورا الحيطة تحت وهي بتبُص لصِبا اللي واقعة وفاقدة الوعي بشفقة
وبعدها بتبُص للوليا اللي واقفة تبُص ل صِبا بتشفي..
* في منزل الغُريبي
دخل والد عيسى بتعب ويوسف بياخُد منه الأكياس
والدة عيسى: حمد الله على السلامة ياحج.. حسبتك هتبات عند الحج حسين
الغُريبي وهو بيقفل باب الشقة: إنتي عرفاني مبحبش أنام غير في فرشتي.. الله في ريحة ملوخية في البيت منابي متشال ولا هقضيها بُقسماط بالشاي؟
والدة عيسى: دا إنت قبلنا كُلنا
بص الحج الغُريبي على اوضة عيسة اللي عُقب الباب بتاعها مخرج نور وقال: الأوضة دي مين دخلها وساب نورها قايد؟ الكهربا بقت غالية اليومين دول
بلعت والدة عيسى ريقها وقالت: أصل فيها ضيفة تخُصني يا حج
بصلها الغِريبي وقال بتساؤل: ضيفة؟ مين دي يا ترى!
* في منزل والدة ووالد مياسة
أبو مياسة: هبلغ إنها مفقودة.. يارب بس ميخرجوهاش من شقة ما يعلم بيها إلا ربنا وتجرسنا بنت الكلب
والدة مياسة بقهر: إتقي الله مش كفاية طردتها وحلفت عليا بالطلاق ما أسأل عنها! بتخوض في عرضها ليه؟
أبو مياسة: جريت إتطلقت عشان تاخُد راحتها مع الرجالة.. وبُكرة تشوفيها مشرفة في السجن بقضية دعارة وتجيب راسك الطين.. فرحانة بجمالها وبتبجح في وشي إنها مش عاوزة تتجوز.. أوماال تتجوز ليه عشان تلاقي راجل يشكُمها زي ما نبيل كان عامل؟
والدة مياسة بقهر: الله يجحمه مطرح ما راح ويجحم أمه المجنونة اللي جت ترزع على الباب بإيديها وتقول قتلتوا إبني.. أنا بنتي ضوفرها برقبتهم ومُستحيل تمشي على حل شعرها.. الله العالم حصل فيها إيه ياريتني ما طاوعتك أنا قلبي بيتعذب ومش بنام الليل وإنت بتنام وتاكُل وتشرب ورامي بنتك في الشارع
ضحك بسُخرية وقال: عشان تنامي إنتي وهي في الشارع؟ روحي ياختي مستنية إيه.. جتك البلا على اليوم اللي إتجوزتك فيه وخلفت منك الوس*ة دي..
* على السطح المُقابل لسطح رفيف
دخل الرايق بعد ما هدى أمير والعقرب ومنعهم من الخروج من بيته لحد ما يرجع.. دخل السطح ولسه هيخرج سيجارة يشربها لقى رفيف بتحُط أكل للحمام على إيديها وشعرها الكثيف الطويل الإسود بيطير مع الهوا والحمام بياكُل من إيديها.. فُستانها مفرود حوالين جسمها وهي قاعدة على الأرض وبتعيط..
بتعيط!!
ظهىت تكشيرة على وشه وهو بيفكر في الأسباب اللي مُمكن تخلي واحدة بالجمال والرقة دي تعيط بدون مُقدمات إتقدم خطوات للسور عشان يشوفها أقرب وأكتر
وقف فجأة وهي بتغني بنبرتها الحلوة لكن بصوت مخنوق من العياط: أنا الحُب اللي كان ليه نسيته قوام من قبل الأوان نسيت يا سلاام
سرح تاني.. قوانين العادات والتقاليد وكُل شيء بيمنعه يفكر في واحدة مخطوبة ركنُه على جنب وهو بيتأملها
مكانتش واخدة بالها منه خالص كانت حزينة
وفي وسط توهانه فيها وغُناها الحزين وهي بتأكل الحمام
دخلت أُختها الصُغيرة السطح وهي بتقرب منها وبتقعُد على رجليها
ملست رفيف على شعرها ف فاق الرايق وهو بيتأمل إزاي بتعامل البنت دي
لقاها مسكت إيديها وحطتها على شفايفها وهي بتحرك شفايفها ف إستغرب..
البنت إبتسمت وفجأة
البنت شاورت على السطح اللي فيه الرايق.. عليه هو تحديداً
إستغربت رفيف وجت تبُص وفجأة.
يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سفير العبث" اضغط على اسم الرواية