رواية سحر سمرة الفصل الثالث عشر بقلم أمل نصر
رواية سحر سمرة الفصل الثالث عشر
كادت ان تسقط مغشيا عليها بعد سماع صوته .. وهى مستنده بيدها على الحائط وقلبها يونبئُها بكارثه .. فكيف وصل لصديقتها وكيف تمكن من الحصول على هاتفها سمعته مره اخرى يقول بصوت متمهل:
- ايه ياسمره هافضل كتير كده اكلمك وانتى ماتروديش .. طمنيني عليكي يا حبيبتي.
- عملت مع رحمه ايه ؟ اياك تكون اذيتها.
قالتها بمقاطعه بعد ان اجمعت شجاعتها ليقابلها هو بضحكه متحشرجه.
- مش بجولك بيعجبنى شجاعتك .. هو انا متعلج بيكي من شويه
صرخت به حانقه :
- عملت فيها ايه؟رد عليه.
نفث دخان سيجارته بصوتٍ مسموع فى اذنها ..ثم قال:
- وفرى على نفسك وعليا التعب يا"سمره" وبلاها من لعبة الجط والفار اللى ما بينا دى .
كانت صامته ودماعتها تهطل بصمت وهو نفث دخان سيجارته مرة ثانية وتابع .. انتى عارفه كويس انى هوصلك ياسمره وهاجيبك واتجوزك ..واديكى وفرتى علينا تعب كبير بروحتك لمصر وبعدك عن ناسنا وو... انتى ساكته ليه ؟
قال الاخيره ونظر للهاتف ليجدها انهت المكالمه وأغلقت الهاتف فتمتم بصوته .
-ماشى ياسمره ... يعنى هاتروحى منى فين ؟
وعند سمره التى كانت دموعها تهطل بغزاره لدرجه افزعت "سعاد " :
- يابنتى ايه اللى حصل وقعتى قلبى ؟
تكلمت بصعوبه
- مش جادره ياسعاد .. حاسه جلبى هايوقف من الخوف انا .....
- خلاص خلاص .. تعالى هانروح البيت وبعدين نتكلم .. الناس بتتفرج علينا .
قالتها سعاد وهى تُسندها من يدها امام نظرات السكان المتسائله حتى اخرجتها من المبنى وقامت بإيقاف احدى السيارات لتقلهم للمنزل .
...............................
دلفت " رضوى " لغرفة والدتها " نعيمه" لتجدها منفطره من البكاء فنظرت اليها بحنق لتردف .
- شغاله بكى ونواح ولا اكن ميتلك ميت ! فى ايه ياما مالك ؟ كنتى امها انتى وانا معرفش !
نظرت اليها صامته وأكملت فى بكاءها بحرقه... فهدرت فيها بصوتٍ عالى .
- خبر ايه ، دا عمتى نفسها اللى هى امها ..عايزاهم يرجعوها ميته ولا مدبوحه ....
- كدابة يابتى.. عمتك بتكابر وبس .
قالتها " نعيمه" بمقاطعه وهى تمسح بيدها على وجنتيها هذه الدموع الغزيرة وتابعت
- مافيش ام تتمنى الموت لضناها مهما كان عفش ولا غلطان .
كادت ان تخرج عن شعورها وتصرخ بأعلى صوتها ولكنها تملكت نفسها لتردف وهى تصُك على اسنانها
- واللى عملته المحروسه دا غلط عادى .. دا اسمه "عار" ومايمحهوش غير الدم .
نظرت اليها والدتها مصدومه :
- ليه كده يابتى عمايلك دى ؟ هى كانت عملتلك ايه ؟ عشان تشيلي منها دا كله وتحُطى عليها.
تتنفست بحرقه وهى ناظره الوالدتها ثم اردفت بحده :
- انا اللى مش فاهمه ! انتى بتدافعى عنها كده ليه ؟ ما تحسى ببتك شويه بدال الناس اللى ماتستاهلش.. حسى ببتك اللى قلبها اتكسر واداس عليه بالجزمه الجديمه .. ولا انا حظى حتى مع امى ملاجيهوش.
قالت الاخيره بشهقه قبل ان تتفجر فى البكاء فجذبتها والدتها من يدها لتعانقها وتربت على ظهرها بحنان .
- بسم الله الحفيظ .. ايه اللى صايبك بس يابتى ومخليكى تعبانه كده .. اكملت رضوى فى بكاءها المرير داخل احضان والدتها والأخرى تمسح بيدها على شعرها وتقرأ لها ماتحفظه من اياتٍ قرانيه لتهدئتها وبعد برهة من الوقت وقد هدات واستكانت
اردفت والدتها بحنان :
- انا عارفه ياحبيبتى انك زعلانه عشان الفرح اتأجل ..متزعليش ياحبيبتى بكره ربنا يحلها ويتعملك احلى فرح ياعيون امك انتى
ابتسمت لها بسخريه مريره :
- فرح مين ياما اللى يتعمل .. انتى صدجتى! دى كانت لعبه وانتهت وخلاص !
تساءلت نعيمه بريبه
- كيف يابتى كلامك ده ؟ ولعبة ايه اللى بتجولى عليها كمان ؟ اصبرى يابتى اصبرى ... وانتى بكره يتعملك فرح الناس كلها تحكى ببه .
هذه المره ضحكت بصوت اعلى
- انتى غلبانه جوى ياما وطيبه وماتعرفيش حاجه .
................................
- انت متأكد يارمزى انها كويسه ..
- ...........
- خلاص ماشى .. المهم انى اتطمنت عليها وعليكم.
-.............
- ها... حاضر فاهمه فاهمه .. ماشى بقى سلام وسلميلى عليها والنبى .
انهت سعاد المكالمه وعادت ل"سمره " الجالسه على فراشها وهى ضامه ركبتيها الى صدرها بذراعيها ودموعها تهطل بغزاره فاجفلتها بصوت عالى
- ماخلاص ياسمره بقى اطمنى.. جوزها بنفسه قالى انها كويسه ومافيهاش حاجه ..
رفعت انظارها اليها بصمت فتابعت سعاد .
- ياحبيبتى كفايه عياط بقى .. هو انتى دموعك دى مابتخلصش .
خرجت عن صمتها تسأل
- ولما هى كويسه مابترودش ليه ؟ وجوزها هو بس اللى بيرد .
صمتت سعاد ولم تجد ماترد به عليها فتابعت هى :
- انا عارفه انه اذاها واكيد الاذى طال جوزها او عيالها .. دى مجرم وانا عارفاه زى ما انا عارفه تمام انى لازم ابعد عن هنا وامشي.
- انت بتقولى ايه ياسمره وانا مالى انا كمان ؟
ابتسمت لها بسخريه مريره تجاوب
- عشان مش بعيد الصبح الاقيه فوج راسى انا وانتى ..دا شيطان وحظى الزفت بيساعده.
اطرقت سعاد برأسها قليلا ثم مالبثت تقول .
- طب وهاتروحى فين بس؟ وانتى مالكيش حد هنا غير الوالد ودا ربنا يفك حبسه قريب يارب
خرجت منها تنهيده بعمق قبل ان تجاوب:
- انا هاطلع من بكره ادور على سكن كويس وبالمرة ادور على شغل .
- طب هاتشتغلى فين بس بعد ماكنتى مدرسة قد الدنيا ؟
مسحت بكف يدها على وجهها وعيناها سرحت فى الفراغ قليلاً قبل ان تعود إلى سعاد وتقول:
- عارفه ياسعاد ايه اكتر حاجه دلوك انا محتاجها بجد وادفع عمرى كله عشانها .
- ايه ؟!
- الاماااان ..الامان وبس .
.....................................
دلف تيسير بخطواتٍ سريعه لداخل القصر وتتبعه " صافيناز " ايضاً بقلق بالغ حتى وجدوه امامهم ينزل الدرج ومعه رجل اربعينى .
فسألت صافيناز بصوت عالى :
- تيته" لبنا "مالها يارؤوف ؟
فتابع خلفها ايضاً تيسير
-ايه اللى حصل يارؤوف ؟
اومأ براسه اليهم واشار بيده قائلاً::
- ثوانى هاوصل الدكتور وراجع لكم ... انتظر الاثنان قليلاً حتى خرج الطبيب من باب القصر بعد ان اللقى اليه عدد من النصائح ... ثم عاد اليهم ليسأله تيسير بقلق
- انا حالا كنت راجع الشركه لما سمعت من سهر السكرتيرة انك سيبت الاجتماع وخرجت جرى لما جالك اتصال عن صحة تيته .. هو ايه اللى حصل بالظبط ؟
اومأ بيده ليجلسوا معه ثم اردف .
- ابدا ياسيدى .. الحكايه انها ماخدتش الدوا فى ميعاده دا غير انها مأكلتش اليوم كله غير فى الفطار
صاحت صافيناز مردفه .
- ازاى يعنى تقعد اليوم كله على وجبه واحده وكمان متخدش الدوا .. والبنت اللى مراعياها دى راحت فين؟
زفر بحنق ليردف :
- الزفته دى انا مشيتها وتحمد ربنا انى مأذيتهاش على اهمالها .. انا بس دلوقتى مش عارف اعمل ايه مع تيته .. مين هايراعيها والخدامين معاهم شغلهم .. هاضطر ادور من تانى على واحده بس دا هياخد وقت .
- ماتشغلش نفسك انت يارؤوف انا هارعيها .
قالتها صافيناز بسرعه ولهفة فنظر اليها تيسير باعجاب
ليتابع على كلامها
- حقيقي بنت حلال ياصافى دى هتبقى خدمة العمر لو عملتيها معانا وانتى شاطره وتشيلي المسؤليه....
ليقاطعه رؤوف زاجراً بحده :
- استنى عندك ياتيسير وقف كلام خلينى ارد .
اجفل اليه الاثنان اليه ليردف مخاطباً صافيناز :
- طبعاً انا شاكر جداً لكرمك بس انا مقدرش احمل عليكى مسؤلية كبيره زى دى خصوصا وانتى عندك شغلك .
- ليه بس كده يارؤوف ؟ هو انا غريبه ؟
قالتها بحزن فأشعرته بالحرج .. اجلى حلقه اولاً ليُخاطبها بعد ذلك بصوتٍ هادئ قليلاً :
- معلش ياصافى ان كنت رديت بحده ازعجتك .. بس حقيقى انا لايمكن اقبل بحاجه زى دى .. لكن انتى لو عايزه تخدمينى بجد ياريت تلاقيلى واحده بسرعه عشان تراعى تيته . حقيقي هتبقى اكبر خدمه ليا لانى للأسف انا لايمكن هاسيب البيت ولا هاخرج لشغلى طول ما تيته راقده .
نظر اليه تيسير مجفلا؟
- انت بتقول ايه يارؤوف؟ يعنى هاتسيب شركتك طول ماهى راقده .
تكلم واثقاً :
- اييييوه .. لان ماعنديش اغلى منها .
هم ليجادله ثانيةً ولكن اوقفته "صافيناز "باشارة بيدها :
- خلاص ياتيسير رؤوف عنده حق .. مافيش اغلى من صحة تيته وانا عن نفسى هادور على واحده فى اسرع وقت تحل المشكلة دى .
صمت تيسير حانقاً وابتسم لها رؤوف بموده قائلاً ماجعل قلبها يطير بسعاده:
- حقيقي انتى بنت حلال ياصافى .
............................
ترجل من سيارته ليتبعه صديقه وهو يأن بوجع
- اه ياضهرى يانى ..يابوى انا جسمى كله مكسر من جعدة العربيه ..اااه
- ماتبطل ياض تأن زى الحريم
قالها " قاسم" زاجرا لصديقه الذى صاح عليه:
- خبر ايه ياقاسم ؟ الواحد مايشكيش خالص من حاجه وجعاه ..هو احنا مش بشر يااخى. ولا انت مش بتتعب زينا يعنى ؟.
-خلاص صرخ على كيفك ولم علينا الناس كمان واض طرى
- طرى !! طب احنا رايحين فين دلوك ،
زفر بقوة ليردف حانقاً
- انا كان بدي اروحلها دلوك بيت ابوها واطلبها منه ولو حكمت اخطفها كمان ! بس الساعه اتنين اروح ازاى ؟
كان ينظر اليه بعدم تصديق حتى اتى بجملته الاخيره فصاح محسن.
- حمد لله اديك جولتها بنفسك بينا دلوك ياواض الناس على اى لوكانده نريح جسمنا فيها و الصباح رباح ان شاء الله .
رمقه بطرف عينه ساخرا يقول:
- عايز تروح لوكانده يامحسن يرحم ابوك .. اركب ياض بلاجلع ماسخ .
راقبه يدلف سيارته فسأله بدهشه :
- امال هانروح فين طيب ؟
ضحك ساخرا يقول بمرح
- برضك هانروح على بيت ابوها .. بس هانجعد فى شارعهم بعربيتنا نبيت فيها والصباح رباح برضو هههه .
دب محسن بقدمه الارض غيظاً قبل ان يصعد مرة اخرى للسيارة متمتماً بصوتٍ خفيض .
- ربنا يهدك ياشيخ .
.................................
وعوده مره اخرى للجنوب فى بيت حسن الخال الثاني لسمره وبداخل غرفتها كانت شيماء انتهت من استذكار دروسها فارتمت على فراشها فتسحب الغطاء عليها و
لتهم بالنوم ولكن بمجرد وضع رأسها على الوساده.. صاح هاتفها بالاتصال فرفعت رأسها بتعب تتناوله من على الكمود .. لتجده رقم غير معروف لديها فترددت لترد على المتصل ولكن فى النهايه فتحت لترد بريبه
- الو .. مين معايا؟
جاءها الصوت المعروف لاذنيها
- الو .. ايوه ياشيماء .
نهضت عن فراشٍها كالمصعوقه
- انتى سمره!!
جاءها الصوت مره اخرى بسرعة قلقاً
- وطى صوتك ياشيماء عشان ماحدش يسمع
أومأت برأسها بموافقة
- يعنى انتى سمره صح مش كده ؟
جاوبت عليها بصوت خفيض ومتمهل
- ايوه انا سمره.. اهدى كده ياشيماء واسمعينى كويس .. وجبل اى شئ اوعدينى المكالمه اللى بينا دى ماحدش يسمع بيها نهائى ممكن ياشيماء ؟
اجابتها بسرعه
- اوعدك ياسمره .. بس انتى ليه عملتي كده دا الدنيا مقلوبه هنا عليكى هو ايه اللى حصل ؟
صمتت قليلا حتى ظنت شيماء انتهاء المكالمة ليأتيها الصوت اخيرا .
- ممكن ياشيماء ماتسألنيش عشان مش جادرة اتكلم ولا احكى فى اى شئ .
ردت عليها بهدوء
- حاضر ياسمره مش هاسألك ..عشان انا متأكده انك متعمليش كده الا اذا كان السبب كبير .
ابتسمت بخفه ترد عليها
- شاطره ياشيماء وجدعه كمان ياريتك كنتى من سنى كنتى هاتبجى احلى صاحبه ليا .. المهم دلوك جوليلى ايه الاخبار عندكم ..وامى وخوالى عاملين ايه؟ ورفعت كان ايه رد فعله ؟
تنهدت شيماء بعمق تردف بتردد .
- عايزانى اجولك ايه بس ؟ بصراحه الدنيا مولعه
ابتسامتها زادت بمراره:
- جولى ياشيماء وماتخافيش.. انا متوقعه اسوء السيناريوهات يعنى مش هاتخض من أى شئ .
...................................
فى اليوم التالى اصرت سمره على الخروج والبحث عن عمل ولكن سعاد كان اصرارها اقوى بعدم الخروج من المنزل الا معها فهى غريبه عن البلد وان كان هناك ضرورة فى البحث عن العمل والسكن فيجب ان تكون معها لكى ترشدها للأصح ولكن كل هذا بعد انتهاء دوام عملها فى محل السيده صافيناز .. والتى ذهبت اليه متأخره كالعاده ولكنها تفاجأت بعدم تواجدها على المكتب كالعاده .. فتوجهت لزميلاتها فى العمل:
- صباح الخير يابنات عاملين ايه ؟
ردت عليها فتاه تأكل فى شطيرة من الخبز بنهم :
- صباح النور ياسوسو .. برضو اتأخرت.
شهقت مستنكره
- وانتى مالك بقى ياست سميه ؟ هى المدام عينتك تقولى جملتها كمان فى عدم وجودها..
ردت عليها الفتاه بموده
- جرى ايه ياسعاد انتى زعلتي ؟ ..والنعمه ما اقصد !
- صحيح ياسعاد دى سميه غلبانه والنبى.
قالتها احدى الفتيات وهى منهمكه فى ترتيب الموديلات المعلقه .. فابتسمت لهن بمرح
- ماخلاص ياختى انتى وهى .. انتوا هاتعملوها حكايه وروايه المهم بقى هى المدام اتأخرت ليه؟
مطت سميه شفتيها لتردف
- والله علمى علمك ماحدش عارف فينا حاجه
وبعد مرور عدة ساعات دلفت صافيناز وخلفها تيسير تزفر بحنق وهى ترد عليه
- اوووف يااخى قولتلك ولاواحده فيهم تنفع !
اردف هو خلفها مستنكراً
- يعنى ايه بقى ياست صافى ؟ هافضل انا كده مسحول كام يوم تانى .. دا انا فرهدت من يوم واحد وطلع عينى.
جلست على مكتبها ضاحكة بشماته:
- احسن خليك تجرب شويه المسؤليه؟
خبط بيده على مكتبها بغيظ :
- بقولك ايه يا صافى ماتجنينيش .. انا معنديش دماغ للهرى دا شوفيلك حل .. مش انتى اللى عملتى فيها شهمه كملى بقى دورك ونفذى بسرعه .
صاحت عليه بغضب :
- لم نفسك ياتيسير انا مقدره اللى انت فيه .. بس انا من الصبح بلف على المكاتب اللى اعرفها .. وملقتش اى واحده تنفع .. لان للأسف هو طلباته صعبه اوى .. عايزها متعلمه وحسنة المظهر ومثقفه عشان تقرالها قصص .. اجيبها منين دى انا ؟!
تدخلت سعاد معهم فى الحديث
- انا اسفه ياهانم انى هاتدخل .. بس انتو بتتكلموا على شغل مش كده ؟
جاوبتها صافيناز بسأم
- ايوه ياسعاد .. تعرفى واحده تبقى جليسه لست كبيره وفيها كل الصفات اللى سمعتها دى .. اكيد ماتعرفيش ياسعاد اكيد .
فاجأتها بالرد تقول
- لا اعرف ياهانم .. بس لمين بقى .
اجاب تيسير بسرعه
- رؤوف الصيرفى ياسعاد اكيد تعرفيه ؟!!
.... يتبع
ياريت تشرفونى بالتفاعل والتعليقات اللى بتسعدنى منكم
#امل_نصر
#بنت_الجنوب
كادت ان تسقط مغشيا عليها بعد سماع صوته .. وهى مستنده بيدها على الحائط وقلبها يونبئُها بكارثه .. فكيف وصل لصديقتها وكيف تمكن من الحصول على هاتفها سمعته مره اخرى يقول بصوت متمهل:
- ايه ياسمره هافضل كتير كده اكلمك وانتى ماتروديش .. طمنيني عليكي يا حبيبتي.
- عملت مع رحمه ايه ؟ اياك تكون اذيتها.
قالتها بمقاطعه بعد ان اجمعت شجاعتها ليقابلها هو بضحكه متحشرجه.
- مش بجولك بيعجبنى شجاعتك .. هو انا متعلج بيكي من شويه
صرخت به حانقه :
- عملت فيها ايه؟رد عليه.
نفث دخان سيجارته بصوتٍ مسموع فى اذنها ..ثم قال:
- وفرى على نفسك وعليا التعب يا"سمره" وبلاها من لعبة الجط والفار اللى ما بينا دى .
كانت صامته ودماعتها تهطل بصمت وهو نفث دخان سيجارته مرة ثانية وتابع .. انتى عارفه كويس انى هوصلك ياسمره وهاجيبك واتجوزك ..واديكى وفرتى علينا تعب كبير بروحتك لمصر وبعدك عن ناسنا وو... انتى ساكته ليه ؟
قال الاخيره ونظر للهاتف ليجدها انهت المكالمه وأغلقت الهاتف فتمتم بصوته .
-ماشى ياسمره ... يعنى هاتروحى منى فين ؟
وعند سمره التى كانت دموعها تهطل بغزاره لدرجه افزعت "سعاد " :
- يابنتى ايه اللى حصل وقعتى قلبى ؟
تكلمت بصعوبه
- مش جادره ياسعاد .. حاسه جلبى هايوقف من الخوف انا .....
- خلاص خلاص .. تعالى هانروح البيت وبعدين نتكلم .. الناس بتتفرج علينا .
قالتها سعاد وهى تُسندها من يدها امام نظرات السكان المتسائله حتى اخرجتها من المبنى وقامت بإيقاف احدى السيارات لتقلهم للمنزل .
...............................
دلفت " رضوى " لغرفة والدتها " نعيمه" لتجدها منفطره من البكاء فنظرت اليها بحنق لتردف .
- شغاله بكى ونواح ولا اكن ميتلك ميت ! فى ايه ياما مالك ؟ كنتى امها انتى وانا معرفش !
نظرت اليها صامته وأكملت فى بكاءها بحرقه... فهدرت فيها بصوتٍ عالى .
- خبر ايه ، دا عمتى نفسها اللى هى امها ..عايزاهم يرجعوها ميته ولا مدبوحه ....
- كدابة يابتى.. عمتك بتكابر وبس .
قالتها " نعيمه" بمقاطعه وهى تمسح بيدها على وجنتيها هذه الدموع الغزيرة وتابعت
- مافيش ام تتمنى الموت لضناها مهما كان عفش ولا غلطان .
كادت ان تخرج عن شعورها وتصرخ بأعلى صوتها ولكنها تملكت نفسها لتردف وهى تصُك على اسنانها
- واللى عملته المحروسه دا غلط عادى .. دا اسمه "عار" ومايمحهوش غير الدم .
نظرت اليها والدتها مصدومه :
- ليه كده يابتى عمايلك دى ؟ هى كانت عملتلك ايه ؟ عشان تشيلي منها دا كله وتحُطى عليها.
تتنفست بحرقه وهى ناظره الوالدتها ثم اردفت بحده :
- انا اللى مش فاهمه ! انتى بتدافعى عنها كده ليه ؟ ما تحسى ببتك شويه بدال الناس اللى ماتستاهلش.. حسى ببتك اللى قلبها اتكسر واداس عليه بالجزمه الجديمه .. ولا انا حظى حتى مع امى ملاجيهوش.
قالت الاخيره بشهقه قبل ان تتفجر فى البكاء فجذبتها والدتها من يدها لتعانقها وتربت على ظهرها بحنان .
- بسم الله الحفيظ .. ايه اللى صايبك بس يابتى ومخليكى تعبانه كده .. اكملت رضوى فى بكاءها المرير داخل احضان والدتها والأخرى تمسح بيدها على شعرها وتقرأ لها ماتحفظه من اياتٍ قرانيه لتهدئتها وبعد برهة من الوقت وقد هدات واستكانت
اردفت والدتها بحنان :
- انا عارفه ياحبيبتى انك زعلانه عشان الفرح اتأجل ..متزعليش ياحبيبتى بكره ربنا يحلها ويتعملك احلى فرح ياعيون امك انتى
ابتسمت لها بسخريه مريره :
- فرح مين ياما اللى يتعمل .. انتى صدجتى! دى كانت لعبه وانتهت وخلاص !
تساءلت نعيمه بريبه
- كيف يابتى كلامك ده ؟ ولعبة ايه اللى بتجولى عليها كمان ؟ اصبرى يابتى اصبرى ... وانتى بكره يتعملك فرح الناس كلها تحكى ببه .
هذه المره ضحكت بصوت اعلى
- انتى غلبانه جوى ياما وطيبه وماتعرفيش حاجه .
................................
- انت متأكد يارمزى انها كويسه ..
- ...........
- خلاص ماشى .. المهم انى اتطمنت عليها وعليكم.
-.............
- ها... حاضر فاهمه فاهمه .. ماشى بقى سلام وسلميلى عليها والنبى .
انهت سعاد المكالمه وعادت ل"سمره " الجالسه على فراشها وهى ضامه ركبتيها الى صدرها بذراعيها ودموعها تهطل بغزاره فاجفلتها بصوت عالى
- ماخلاص ياسمره بقى اطمنى.. جوزها بنفسه قالى انها كويسه ومافيهاش حاجه ..
رفعت انظارها اليها بصمت فتابعت سعاد .
- ياحبيبتى كفايه عياط بقى .. هو انتى دموعك دى مابتخلصش .
خرجت عن صمتها تسأل
- ولما هى كويسه مابترودش ليه ؟ وجوزها هو بس اللى بيرد .
صمتت سعاد ولم تجد ماترد به عليها فتابعت هى :
- انا عارفه انه اذاها واكيد الاذى طال جوزها او عيالها .. دى مجرم وانا عارفاه زى ما انا عارفه تمام انى لازم ابعد عن هنا وامشي.
- انت بتقولى ايه ياسمره وانا مالى انا كمان ؟
ابتسمت لها بسخريه مريره تجاوب
- عشان مش بعيد الصبح الاقيه فوج راسى انا وانتى ..دا شيطان وحظى الزفت بيساعده.
اطرقت سعاد برأسها قليلا ثم مالبثت تقول .
- طب وهاتروحى فين بس؟ وانتى مالكيش حد هنا غير الوالد ودا ربنا يفك حبسه قريب يارب
خرجت منها تنهيده بعمق قبل ان تجاوب:
- انا هاطلع من بكره ادور على سكن كويس وبالمرة ادور على شغل .
- طب هاتشتغلى فين بس بعد ماكنتى مدرسة قد الدنيا ؟
مسحت بكف يدها على وجهها وعيناها سرحت فى الفراغ قليلاً قبل ان تعود إلى سعاد وتقول:
- عارفه ياسعاد ايه اكتر حاجه دلوك انا محتاجها بجد وادفع عمرى كله عشانها .
- ايه ؟!
- الاماااان ..الامان وبس .
.....................................
دلف تيسير بخطواتٍ سريعه لداخل القصر وتتبعه " صافيناز " ايضاً بقلق بالغ حتى وجدوه امامهم ينزل الدرج ومعه رجل اربعينى .
فسألت صافيناز بصوت عالى :
- تيته" لبنا "مالها يارؤوف ؟
فتابع خلفها ايضاً تيسير
-ايه اللى حصل يارؤوف ؟
اومأ براسه اليهم واشار بيده قائلاً::
- ثوانى هاوصل الدكتور وراجع لكم ... انتظر الاثنان قليلاً حتى خرج الطبيب من باب القصر بعد ان اللقى اليه عدد من النصائح ... ثم عاد اليهم ليسأله تيسير بقلق
- انا حالا كنت راجع الشركه لما سمعت من سهر السكرتيرة انك سيبت الاجتماع وخرجت جرى لما جالك اتصال عن صحة تيته .. هو ايه اللى حصل بالظبط ؟
اومأ بيده ليجلسوا معه ثم اردف .
- ابدا ياسيدى .. الحكايه انها ماخدتش الدوا فى ميعاده دا غير انها مأكلتش اليوم كله غير فى الفطار
صاحت صافيناز مردفه .
- ازاى يعنى تقعد اليوم كله على وجبه واحده وكمان متخدش الدوا .. والبنت اللى مراعياها دى راحت فين؟
زفر بحنق ليردف :
- الزفته دى انا مشيتها وتحمد ربنا انى مأذيتهاش على اهمالها .. انا بس دلوقتى مش عارف اعمل ايه مع تيته .. مين هايراعيها والخدامين معاهم شغلهم .. هاضطر ادور من تانى على واحده بس دا هياخد وقت .
- ماتشغلش نفسك انت يارؤوف انا هارعيها .
قالتها صافيناز بسرعه ولهفة فنظر اليها تيسير باعجاب
ليتابع على كلامها
- حقيقي بنت حلال ياصافى دى هتبقى خدمة العمر لو عملتيها معانا وانتى شاطره وتشيلي المسؤليه....
ليقاطعه رؤوف زاجراً بحده :
- استنى عندك ياتيسير وقف كلام خلينى ارد .
اجفل اليه الاثنان اليه ليردف مخاطباً صافيناز :
- طبعاً انا شاكر جداً لكرمك بس انا مقدرش احمل عليكى مسؤلية كبيره زى دى خصوصا وانتى عندك شغلك .
- ليه بس كده يارؤوف ؟ هو انا غريبه ؟
قالتها بحزن فأشعرته بالحرج .. اجلى حلقه اولاً ليُخاطبها بعد ذلك بصوتٍ هادئ قليلاً :
- معلش ياصافى ان كنت رديت بحده ازعجتك .. بس حقيقى انا لايمكن اقبل بحاجه زى دى .. لكن انتى لو عايزه تخدمينى بجد ياريت تلاقيلى واحده بسرعه عشان تراعى تيته . حقيقي هتبقى اكبر خدمه ليا لانى للأسف انا لايمكن هاسيب البيت ولا هاخرج لشغلى طول ما تيته راقده .
نظر اليه تيسير مجفلا؟
- انت بتقول ايه يارؤوف؟ يعنى هاتسيب شركتك طول ماهى راقده .
تكلم واثقاً :
- اييييوه .. لان ماعنديش اغلى منها .
هم ليجادله ثانيةً ولكن اوقفته "صافيناز "باشارة بيدها :
- خلاص ياتيسير رؤوف عنده حق .. مافيش اغلى من صحة تيته وانا عن نفسى هادور على واحده فى اسرع وقت تحل المشكلة دى .
صمت تيسير حانقاً وابتسم لها رؤوف بموده قائلاً ماجعل قلبها يطير بسعاده:
- حقيقي انتى بنت حلال ياصافى .
............................
ترجل من سيارته ليتبعه صديقه وهو يأن بوجع
- اه ياضهرى يانى ..يابوى انا جسمى كله مكسر من جعدة العربيه ..اااه
- ماتبطل ياض تأن زى الحريم
قالها " قاسم" زاجرا لصديقه الذى صاح عليه:
- خبر ايه ياقاسم ؟ الواحد مايشكيش خالص من حاجه وجعاه ..هو احنا مش بشر يااخى. ولا انت مش بتتعب زينا يعنى ؟.
-خلاص صرخ على كيفك ولم علينا الناس كمان واض طرى
- طرى !! طب احنا رايحين فين دلوك ،
زفر بقوة ليردف حانقاً
- انا كان بدي اروحلها دلوك بيت ابوها واطلبها منه ولو حكمت اخطفها كمان ! بس الساعه اتنين اروح ازاى ؟
كان ينظر اليه بعدم تصديق حتى اتى بجملته الاخيره فصاح محسن.
- حمد لله اديك جولتها بنفسك بينا دلوك ياواض الناس على اى لوكانده نريح جسمنا فيها و الصباح رباح ان شاء الله .
رمقه بطرف عينه ساخرا يقول:
- عايز تروح لوكانده يامحسن يرحم ابوك .. اركب ياض بلاجلع ماسخ .
راقبه يدلف سيارته فسأله بدهشه :
- امال هانروح فين طيب ؟
ضحك ساخرا يقول بمرح
- برضك هانروح على بيت ابوها .. بس هانجعد فى شارعهم بعربيتنا نبيت فيها والصباح رباح برضو هههه .
دب محسن بقدمه الارض غيظاً قبل ان يصعد مرة اخرى للسيارة متمتماً بصوتٍ خفيض .
- ربنا يهدك ياشيخ .
.................................
وعوده مره اخرى للجنوب فى بيت حسن الخال الثاني لسمره وبداخل غرفتها كانت شيماء انتهت من استذكار دروسها فارتمت على فراشها فتسحب الغطاء عليها و
لتهم بالنوم ولكن بمجرد وضع رأسها على الوساده.. صاح هاتفها بالاتصال فرفعت رأسها بتعب تتناوله من على الكمود .. لتجده رقم غير معروف لديها فترددت لترد على المتصل ولكن فى النهايه فتحت لترد بريبه
- الو .. مين معايا؟
جاءها الصوت المعروف لاذنيها
- الو .. ايوه ياشيماء .
نهضت عن فراشٍها كالمصعوقه
- انتى سمره!!
جاءها الصوت مره اخرى بسرعة قلقاً
- وطى صوتك ياشيماء عشان ماحدش يسمع
أومأت برأسها بموافقة
- يعنى انتى سمره صح مش كده ؟
جاوبت عليها بصوت خفيض ومتمهل
- ايوه انا سمره.. اهدى كده ياشيماء واسمعينى كويس .. وجبل اى شئ اوعدينى المكالمه اللى بينا دى ماحدش يسمع بيها نهائى ممكن ياشيماء ؟
اجابتها بسرعه
- اوعدك ياسمره .. بس انتى ليه عملتي كده دا الدنيا مقلوبه هنا عليكى هو ايه اللى حصل ؟
صمتت قليلا حتى ظنت شيماء انتهاء المكالمة ليأتيها الصوت اخيرا .
- ممكن ياشيماء ماتسألنيش عشان مش جادرة اتكلم ولا احكى فى اى شئ .
ردت عليها بهدوء
- حاضر ياسمره مش هاسألك ..عشان انا متأكده انك متعمليش كده الا اذا كان السبب كبير .
ابتسمت بخفه ترد عليها
- شاطره ياشيماء وجدعه كمان ياريتك كنتى من سنى كنتى هاتبجى احلى صاحبه ليا .. المهم دلوك جوليلى ايه الاخبار عندكم ..وامى وخوالى عاملين ايه؟ ورفعت كان ايه رد فعله ؟
تنهدت شيماء بعمق تردف بتردد .
- عايزانى اجولك ايه بس ؟ بصراحه الدنيا مولعه
ابتسامتها زادت بمراره:
- جولى ياشيماء وماتخافيش.. انا متوقعه اسوء السيناريوهات يعنى مش هاتخض من أى شئ .
...................................
فى اليوم التالى اصرت سمره على الخروج والبحث عن عمل ولكن سعاد كان اصرارها اقوى بعدم الخروج من المنزل الا معها فهى غريبه عن البلد وان كان هناك ضرورة فى البحث عن العمل والسكن فيجب ان تكون معها لكى ترشدها للأصح ولكن كل هذا بعد انتهاء دوام عملها فى محل السيده صافيناز .. والتى ذهبت اليه متأخره كالعاده ولكنها تفاجأت بعدم تواجدها على المكتب كالعاده .. فتوجهت لزميلاتها فى العمل:
- صباح الخير يابنات عاملين ايه ؟
ردت عليها فتاه تأكل فى شطيرة من الخبز بنهم :
- صباح النور ياسوسو .. برضو اتأخرت.
شهقت مستنكره
- وانتى مالك بقى ياست سميه ؟ هى المدام عينتك تقولى جملتها كمان فى عدم وجودها..
ردت عليها الفتاه بموده
- جرى ايه ياسعاد انتى زعلتي ؟ ..والنعمه ما اقصد !
- صحيح ياسعاد دى سميه غلبانه والنبى.
قالتها احدى الفتيات وهى منهمكه فى ترتيب الموديلات المعلقه .. فابتسمت لهن بمرح
- ماخلاص ياختى انتى وهى .. انتوا هاتعملوها حكايه وروايه المهم بقى هى المدام اتأخرت ليه؟
مطت سميه شفتيها لتردف
- والله علمى علمك ماحدش عارف فينا حاجه
وبعد مرور عدة ساعات دلفت صافيناز وخلفها تيسير تزفر بحنق وهى ترد عليه
- اوووف يااخى قولتلك ولاواحده فيهم تنفع !
اردف هو خلفها مستنكراً
- يعنى ايه بقى ياست صافى ؟ هافضل انا كده مسحول كام يوم تانى .. دا انا فرهدت من يوم واحد وطلع عينى.
جلست على مكتبها ضاحكة بشماته:
- احسن خليك تجرب شويه المسؤليه؟
خبط بيده على مكتبها بغيظ :
- بقولك ايه يا صافى ماتجنينيش .. انا معنديش دماغ للهرى دا شوفيلك حل .. مش انتى اللى عملتى فيها شهمه كملى بقى دورك ونفذى بسرعه .
صاحت عليه بغضب :
- لم نفسك ياتيسير انا مقدره اللى انت فيه .. بس انا من الصبح بلف على المكاتب اللى اعرفها .. وملقتش اى واحده تنفع .. لان للأسف هو طلباته صعبه اوى .. عايزها متعلمه وحسنة المظهر ومثقفه عشان تقرالها قصص .. اجيبها منين دى انا ؟!
تدخلت سعاد معهم فى الحديث
- انا اسفه ياهانم انى هاتدخل .. بس انتو بتتكلموا على شغل مش كده ؟
جاوبتها صافيناز بسأم
- ايوه ياسعاد .. تعرفى واحده تبقى جليسه لست كبيره وفيها كل الصفات اللى سمعتها دى .. اكيد ماتعرفيش ياسعاد اكيد .
فاجأتها بالرد تقول
- لا اعرف ياهانم .. بس لمين بقى .
اجاب تيسير بسرعه
- رؤوف الصيرفى ياسعاد اكيد تعرفيه ؟!!
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سحر سمرة" اضغط على اسم الرواية