رواية سمال الحب الفصل الرابع عشر 14 بقلم مريم محمد
رواية سمال الحب الفصل الرابع عشر 14
_ الجزار ٣ _
كان الدم يجري ملتهبًا في عروقه، خلال مكوثه بداخل سيارته المغلقة، الليل في شطره الأخير تقريبًا، و الأجواء قد اكفهّرت فجأة، الرياح تعصف و المطر يهطل صافعًا نوافذ البيت المُقام هناك على بُعد أمتار منه
من مكانه هنا في تلك الحارة المهجورة، و لأكثر من ساعة بقيّ يراقب كل شيء، كل حركة و سكنة، كالنمر المتربّص، ينتظر أن يرصد ضحيته بأيّ لحظة ؛
مع أنه في الحقيقة قد فعل، ذاك المغتصب، الحقير، إنه يعرفه بالطبع، لطالما جمعت بينهما مصالح الأعمال المشتركة فيما مضى، إنه يراه الآن، في هذه اللحظة تمامًا
ها هو، يخرج أمامه من بوابة منزله برفقة إثنان من إخوانه
جلس متحفزًا، بينما يتابع تحركاتهم، حتى تبيّن بأنهم قد سلكوا به طريقًا نحو مبنى جانبي صغير في غور الأرض، بيّد بأنهم أوصلوه ثم صعدوا ثانيةً و أوصدوا الباب عليه
إنتظر حتى خلت الساحة تمامًا و عادت الأجواء هادئة من جديد
عند ذلك ترجل بخفةٍ من سيارته، مع علمه بأن المكان مراقب من قبلهم رغم هذا، لم يهمه و تنقل كشبحٍ بين الطرقات المعتمة متحديًا الطقس و الأمطار.. إلى أن أستقر ظله الأسود أمام المبنى المنشود
وقف ينقب بجيوبه عن الإزميل الحاد خاصته بينما المطر قد بلله بالكامل ...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
-خلاص يابا. كله تمام !
إنتفض "رضوان السويفي" مذعورًا رغمًا عنه لدى عودة أبنائه من الخارج ...
إستدار عن مقعده الضخم و تطلع إلى أوسطهم قائلًا :
-مشيت إللي في دماغك ياسي حسين ؟ فكرك يعني الجزارين هايخفى عليهم الحركات دي. لو جم هنا ...
-هايبقوا جم لقضاهم !! .. قاطعه "حسين" بصرامةٍ
-أي نفر منهم هايفكر بس يهوب نواحينا هانمحيه ..
ثم إلتفت عن محيا أبيه غير الراضِ، وجّه تعليماته لبقية الرجال المنتظرين بالخارج أمام باب الشقة :
-تفتحوا عيونكوا كويس. مش عايز البيت من غير حراسة. و الباقي يتوزعوا برا حوالين المنطقة..من هنا لحد الصبح النملة ماتدخلش و لا تخرج فاهميـــــــــــــن ؟
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
حالته المزاجية، وضعه النفسي كله في إضطرابٍ مزري منذ تلقّى خبر موتها، أو قتلها على يد شقيقها ...
فتاته الصغيرة، دُميته، و.. بطريقةٍ ما حبيبته !
لقد كانت بين يديه قبل سويعاتٍ، ظفر بها من بعد عناء و مذلّة لمدة تنوف عن عام و أكثر، علاوةٍ على المتعة الساحقة التي إغتصبها منها، لم تكن هناك فتاة قادرة على إثارة شهوته و مشاعره في آنٍ مثل "سلمى الجزار"
لقد أحب تلك الفتاة بشدة، هذا الاكتشاف عرفه فقط حين أيقن بأنها رحلت إلى الأبد، لم تعد موجودة، هكذا ببساطة.. ماتت "سلمى" !!!
إن هذا لم يكن ضمن مخططاته بالمرة، لم يفكر به و لا حتى بلحظةٍ عابرة، يكاد يجن الآن
لم يكن أمامه سوى مهربٍ واحد، و هو ما لم يتردد باللجوء إليه، إذ إنكفأ على طاولةٍ صغيرة و أخذ يتجرّع المخدرات و الشراب حتى النخاع ؛
لدرجة أنه لم يشعر بالدخيل بادئ الأمر، إنما شعر بضربةٍ حادة على رأسه، ثم بعدها لم يرى و لم يشعر بشيء ...
_______________
حي الجزارين في الصباح تزيّن بالأبيض إستعدادًا للزفاف الميمون
و لكن المساء، الآن تحديدًا يتشح بالسواد التام، و الجميع كذلك ...
إنصياعًا لأوامر نجله الكبير، إنسحب "سالم الجزار" من الغرفة تاركًا إبنته و فلذة قلبه للمرأة المغسلة و بقية نساء العائلة ليكرمنها و يجهزونها لمثواها الأخير، كان الأمر كما يُنتزع الشوك من الحرير، شقّ عليه كثيرًا تركها، لكنه فعلها في الأخير
و ذهب للغرفة المجاورة، حيث أمه تجلس فوق مقعدها المتحرك تبكي و تعدد ...
-يا سلمــى.. يا حتة من قلبي.. يا سلمــــــــــى.. شبابك يا نوّارة البيت. يا بنتـــــــي.. يا سلمــــــــــــــــــى ...
قسمًا من النساء إلتففن حول السيدة العجوز لمواساتها، و القسم الآخر هناك أمامها، يولين بعض الإهتمام للأم المكلومة
"هانم"
لقد ذهب من عندها الطبيب الصيدلي للتو مشيرًا عليهم بوجوب ذهابها إلى المشفى
اقترب "سالم" منها حيث ترقد فوق السرير محمومة، تهذي و تنوح بين ذراعيّ "عبير" الباكية بحرقةٍ بدورها ؛
أمرها "سالم" بنظرة واحدة أن تبتعد و إتخذ هو مكانها محاوطًا كتفيّ زوجته ...
-بنتي فين يا سالم ؟
صوتها الضعيف المرهق من شدة البكاء و الصراخ و كلماتها، لم تفعل به شيء سوى التشديد على جرحه المفتوح، لكنه قرر أن يتماسك الآن، مهما كلفه الأمر ...
مسّد هلى كتفها برفقٍ متمتمًا لها الحقيقة بجلدٍ و صبر :
-سلمى دلوقت عند إللي خلقها يا هانم. أحن و أرحم بيها منك و مني. اصبري.. اصبري !
رفضت "هانم" الإقرار بكلامه صائحة بينما تجري الدموع المحرقة على خديها :
-لأ.. لأ ماتقوليش كده. سلمى فوق. فوق في أوضتها بتذاكر. و لا لأ. ممكن تكون بتتناقر مع حمزة. أو لأ.. بتحضر العشا لمصطفى. مصطفى بيرجع شايط لو مالاقش الأكل جاهز.. قوّمني يا سالم أطلع أشوفها أحسن يشد معاها. أنا بعرف أتصرف معاه. قوّمني يا سالم ...
تشبثت بكتفيه محاولة النهوض عبثًا، بينما يعتصر جفونه بشدة مسيطرًا إنفعالاته المحتدمة حد السواد، سلّمها للنساء مرةً أخرى و عاد أدراجه للخارج حيث رجال العائلة و شبابها
لكنه إصطدم برؤيته، قاتل إبنته، إبنه أيضًا.. "مصطفى" !!!
كان يجلس منهارًا فوق بلاطة الدرج الواسعة في وجه أبيه تمامًا، ما إن رآه حتى قفز واقفًا بترنح، بينما أتى "النشار" بسرعة ليقف أمام "سالم" و يمسك بذراعه كابحًا جماحه ...
-على مهلك يا سالم ! .. ردد "النشار" محذرًا كصوت ضميره
فإذا بـ"سالم" يزيحه بقوةٍ حازمة و يتقدّم صوب إبنه
تطلع "مصطفى" إلى أبيه كالسكران، و خلال تلك الثوانِ المعدودة، ضربته الصدمة مجددًا، و إستعاد ذاكرته، ما فعله كله و أنكره طوال هذا الوقت حتى مجيئه إلى هنا وحده ...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان أول من وصل إليها
و ليته لم يكن
ليته لم يراها هكذا، ليت روحه هي التي فاضت قبل أن يخجو خطوة نحوها، لكنه كان كالمسحور
و هو يمشي صوبها، عيناه جاحظتين، تكاد تقعان من محجريهما، لا يصدق بأنها إنتهكت بهذا الشكل
أخته الصغيرة، شرفه المراق، مقيدة بسريرٍ، عارية كما ولدتها أمها، ساقيها منشورين، و تنزف بغزارة
بينما صوتها الغنغلي، أبح و مجروح، و هي تنتحب في مكانها كطفلةٍ مقهورة ...
كانت رؤيته بالنسبة لها تعني الحياة، و كأنه طوق النجاة الذي ألقيّ لها، و العجيب أنها لم تخجل منه و لم تخاف، كيف تخاف و هي المجني عليها ؟
المغدورة ...
الحق لها، و هو سلاحها، درعها، شقيقها !!!
-مصطفى !
نطقت "سلمى" إسمه كأنما ترشف إكسير الحياة، ترياق لجروحها، سالت دموعها أكثر و هي تهفو إليه بنظراتها الكسيرة ...
-مصطفى !
مغيبًا عن وعيه، سحب سكينه من خلف ظهره، اقترب منها أكثر و إنحنى فوقها
مد يده أولًا ماسحًا على شعرها و خدها الرطب القاني، أبكتها لمستها الحنونة لوهلةٍ، قبل أن يغطي عينيها باللحظة التالية بكفه.. ثم بيده الأخرى يسحب السكين على عنقها بعمقٍ و بحركة حادة من الوريد إلى الوريد
تمامًا كما يفعل بالأضحية ...
ذبح أخته و وقف يراقب روحها تفرفر و أنفاسها تتحشرج، حتى إنقطعت بالتدريج و خمدت، نهائيًا !
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
لم يتحمل "مصطفى" قساوة الذكرى
خاصةً مع تراشق نظرات أبيه الثاقبة به، أفلت من بين شفاهه نشيجٍ مكتوم و هو يطرق برأسه هاربًا من عينيّ "سالم" ...
لكنه هو أبى أن يرحمه، إذ كانت الجملة الوحيدة التي نطقها على شكل سؤالٍ مستنكر :
-دبحت بنتي يا مصطفى ؟
تعالت نهنهات الأخير بشكلٍ محمومٍ و هو يحني جزعه أكثر، يكاد يموت من شدة العذاب، عذاب ضميره و جرحه الأعظم ...
لم يُشفق "سالم" عليه، لم يتفّهم حزنه و خجله و حماقته كلها، بل أشاح برأسه معلنًا وصيته أمام الجميع :
-لما أموت.. مصطفى مايقفش على غُسلي. و لا يمشي في جنازتي !
و إستدار عائدًا من حيث أتى أمام نظرات "مصطفى" المصعوقة ...
جمد كصنمٍ، و لم يلقى إهتمامًا من أحد، بينما يهبط "علي الجزار" الآن من الطابق الأعلى
و يتجه مباشرةً إلى النشار ...
-سيبت نور مع بطة و ليلة فوق. حالتها وحشة أوي. مش عارف أعمل معاها إيه !!
تنهد "النشار" بثقلٍ و قال :
-كتر خيرها يابني. إللي حصل مش قليل.. و الله يكون في عون عمك. ده جبل عشان يستحمل بالشكل كده و يسكت
رفرفت أجفان "علي" و هو يغمغم بتوتر :
-مهو ساكت عشان رزق إتكفّل بطلبه. أنا قلقان عليه أوي.. بقاله ساعة أهو لا حس و لا خبر
طمأنه "النشار" ممسدًا جفنيه بابهامه و سبابته :
-خير إن شاء الله
-يارب !
و لفت نظره فجأة وجود "حمزة" بزاويةٍ جانبية يبكي في صمتٍ ...
توّجه ناحيته و أمسك بمؤخرة رأسه باثًا فيه قوة و بأس :
-حمزة.. إجمد ياض. الراجل مايبكيش. إمسك نفسك أمــال !!
يشهد الله أنه حاول، لكنه عوض ذلك إنهار أكثر و بكى مثل ولد صغير، ليضع "علي" دور الناصح جانبًا و يسمح له بالتفريج عن كربه، عانقه بقوةٍ رابتًا على ظهره، بينما "حمزة" يستغل الفرصة و ينعي شقيقته و حسرته عليها من أعماق فؤاده و روحه ...
_______________
كانت ضربة ماهرة، بحيث أفقدته الوعي للوقت المحدد بالتمام، و كان ذهنه أصفى ما يكون
عندما إستعاد صحوته بالكامل، أحس بنفحاتٍ واخزة من العفونة و الرطوبة تتخلل فتحتيٍ أنفه
رائحة قمامة و فطريات و طين ...
فتح عيناه في الظلام، إنه ممد على وجهه فوق أرض ترابية قذرة و باردة، جسده متصلّب و معصميه مقيدين بالحديد خلف ظهره، حلقه جاف، يشعر بالحمى و يرتعش
و ضعف مزري يُلم به كليًا ؛
ما كاد يحرك ساكنًا، إلا و شعر بذلك الساعد القوي يقلبه للجهة الأخرى فجأة دافعًا به إلى جدار إرتطم بظهره بقوة مؤلمة
تأوه "عاصم" و هو يكافح ليرى من هذا الشخص، و لم يحرمه الأخير من مراده، حيث دنى برأسه باللحظة التالية ليغمر وجهه ضوء مصباح مصفّر و مهزوز فوق رأس "عاصم" تمامًا ...
-رزق الجزار !
عرّف "عاصم" من فوره عن هوية خاطفه بمنتهى الثبات و الهدوء ...
بينما تنقبض عضلات وجه "رزق" بلحظة و هو يرد عليه :
-تؤ.. عزرائيلك !!
قوّس "عاصم" فمه بابتسامة ساخرة و هو يقول :
-دخلت منطقتي و جبتني من وسط أهلي. جرأة مش جديدة عليك. يمكن محدش توقعها.. هاتقتلني ؟
لم يرد "رزق" و لزم الصمت، فاستطرد الأخير بمرونة :
-و ماله. إقتلني. مستني إيه ؟ ماعملتهاش ليه أصلًا أول ما شوفتني و جايبني في الخرابة دي ليه ؟ إوعى تكون منهم. قصدي يعني تاخد تار أختك مني ف تعمل فيا زي ما عملت فيها. لا يا رزق وحياة أبوك. أنا عشت راجل و عايز أموت راجل مش مرى ...
و ضحك ببذاءة يستفزه
لكن ما طمره "رزق" بصدره كان أبلغ من أن يثار بهذه الطريقة، إبتسم بقتامة و هو يطرح عليه سؤاله المباشر :
-عملت فيها كده ليه ؟
هز "عاصم" كتفيه و جاوبه ببساطة :
-إنت سيد العارفين. إبن قار زيك و بيفهم في الكيف. ده كيفي يا رزق.. حتى لو كان أبوك وافق عليا و إتجوزت أختك. كنت هعمل فيها كده كل يوم. و كانت هاتتعود و تحب عمايلي دي كلها و تطلبها و تتلهف عليها كمان.. بس يا خسارة. أخوك قتلها. مالحقتش أتمتع بيها.. بالمناسبة صحيح. أنا و سلمى مضينا عقد عرفي الليلة دي قبل ما ندخل. بطمنك يعني إن أختك ماعملتش حاجة في الحرام. مش خاطية يعني
اخذت الدماء تفور بعروقه لحظة بلحظة بعد تتمة كلمات غريمه الحقير، إنتصب في وقفته و تناول الكيس المصنوع من البلاستيك أسفل قدميه
فتحه و مد يده داخله و هو يخبره بنعومةٍ كجلد أفعى سامّة :
-إنت سألتني ليه ماخلصتش عليك أول ما شوفتك صح ؟ و ليه جبتك هنا.. بص يابو الرجال.. إنت صح. زي ما قلت هاتموت مرى. بس إطمن. أنا مش هاعمل فيك زي ما عملت في أختي. و لا حتى هاجيب إللي يعملها فيك ...
بدأ الخوف يجيش بصدر "عاصم" الآن و هو يراه يقترب منه مرةً أخرى مدمدمًا بصوتٍ كالفحيح :
-صحيح أنا ليا طقوس في الحالات دي. برتاح نفسيًا أوي لما أطلق الشيطان الرجيم إللي جوايا.. بس في حالتك إنت. أنا عندي هدف عاوز أحققه. عشان كده هامسك نفسي على أد ما أقدر و هابعتك لأبوك حتة واحدة. بس على طريقتي ...
و أخذ يسحب من الكيس الأغراض التي أحضرها و راح يعرضها أمام ناظريه المصعوقين
حمالتيّ صدر، سروال داخلي ( فتلة )، قميص نوم شفاف و قصير أحمر اللون
كلها أغراض شخصية تعود لزوجته.. "ليلة الجزار" ...
"سـالـــــــم يا جـزااااااااااااااااااار.. يـا أبــويـــاااااااااااااااااا!" ...
إنتفض الحي بأكمله على نداء "رزق" الجهوري، و صعد "سالم الجزار" من جديد إلى الشرفة الرئيسية، إذ أدرك بأنه سوف يشاهد ما سيشفي صدره و يثلجه
سوف يشاهد إنتقامه، بيد ولده، المفضل، وريثه، و كأنها يده هو
كان الشهود مجتمعين في كل مكان، أهالي الحي، رجال العائلة و أعمامه جميعهم كانوا حاضرين أمام البيت، بينما هو، يسحب من المقعد الخلفي لسيارته مغتصب أخته.. "عاصم السويفي" في اللباس الحريمي شبه عاريًا
أخذ يجرجره، بل سحله على وجهه حتى منتصف الباحة قابضًا على حفنة من شعره، و بينما كان لا يزال مقيدًا بنفس الأصفاد التي قيّد بها أخته
عاد "رزق" إلى سيارته و أخضر السكين الشهير الخاص بموروثات عائلته، كان الأضخم و الأحدّ، حكّه بالأرض محدثًا شرارة و صاح في الجميع بصوته المستوحش :
-الكل يشهد. ه عــاصــم السويـفــي.. و ده تـار ســـلمــــى الجـــزااااار ...
و بدون أدنى تردد، إنحنى صوب "عاصم" الخاضع على الأخير، قبض على شعره ثانيةً و شد رأسه بعنفٍ، ثم سحب على عنقه نصل السكين ذهابًا و إيابًا ليعذّبه أطول وقت ممكن
تفجّرت دماء الأخير في وجه "رزق" و لطّخت يديه و ساعديه، حتى إنتهى منه
ألقى به من يده و كأنه خِرقة، و لكنه في الواقع صار محرد جثة تحتضر في ثوانٍ ؛
إلتفت ليرى ردود الأفعال، و التي ما كانت سوى شيء مشترك واحد إرتسم على جميع الأوجه هنا، ألا و هو الخوف، الرعب وحده كان سيد الموقف، لكن الجريمة بشكل عام أرضت الجميع رغم ذلك
رغم وحشيتها و دمويتها، استطاع "رزق" أن يميز النظرات المتشفية، و أن يسمع الأناهيد المرتاحة
حتى نقل بصره إلى والده و شاهد بعينيه ألق العرفان و الاعتداد، حينها و للمرة الثانية في هذه الليلة، أدرك "رزق" بأنه صار نسخة أبيه.. و لن يكون بامكانه نكران هذا بعد الآن !
يتبع الفصل الخامس عشر 15 اضغط هنا
- تابع الفصل التالي عبر الرابط :"رواية سمال الحب" اضغط علي اسم الرواية