رواية سحر سمرة الفصل السادس عشر بقلم أمل نصر
رواية سحر سمرة الفصل السادس عشر
نظرت اليه بتفحص وهو جالس امامها على كنبة الصالون القديم فى بهو منزلها الصغير مطرقاً برأسهِ ارضاً
يدعى كذبا حُسن الخُلق والاحترام وبجواره يجلس صديقه " محسن " صامتاً وهو لا يستوعب ما يفعله "قاسم " وما الذى يدور بعقله وفى الجانب الاَخر يجلس طليقها " ممدوح " وهو يداعب ابنته الصغيره .. خرجت منها تنهيده قويه قبل ان تسأله بريبه:
- وبعدين بقى ياستاذ قولتلى عايزك فى حاجه ضرورى ياست سعاد وانا وافقت ودخلتك بيتى ودخلت طليقى كمان عشان اسمع منك واعرف انت عايز ايه ! وانت بقالك ساعه بتلف وتدور فى كلام انا مش فاهمه حاجه منه .
رد طليقها مخاطباً لها
- جرا أيه ياسعاد ؟ ماتفهمى بقى بيقولك انهم جاين مخصوص يصالحوا البنيه اللى قاعده عندك على خطيبها .
- طب وانا مالى ؟!
قالتها سعاد غير عابئة فرفع انظاره اليها بنظرة نارية ولكنه استطاع كبح غضبه بسرعه مردفاً اليها بكياسه وهدوء.
- ياست "سعاد " بدل ماتصدينا كده على طول اندهيلها تطلع وتجابلنى .. بدال ما احنا بنهرى فى الكلام مع بعضينا كده عالفاضي .
رغم حديثه اللبق الا انها لم تغفل عن نظرته لترد :
- شوف ياأستاذ .. هى فعلاً " سمره " كانت بايته عندى بقالها ليلتين بس اللى حصل بقى انها مشيت انهارده من عندى وانا معرفتش راحت فين ....
قاطعها طليقها ممدوح بغباء :
- معرفتيش ازاى يا" سعاد " دى خارجه معاكى .
نظرت اليه حانقه قبل ان تلتفت لقاسم وتقول :
- ايوه خرجت معايا ! بس انا بقى روحت على شغلى وهى راحت تدور على شغل ومن شوية بس اتصلت بيا وقالتلي انها مش راجعه تانى عندى .
ضيق عينيه وهو ينظر اليها بغضب جحيمى :
- بلاش كدب ياست" سعاد " عشان تداريها عنينا .. دى بت عمى وانا مش هأذيها وانا بجولك امها تعبانه وجلبها محروج على بتها وانت ام .. وربنا مايوريكى حرجة جلب الام على ضناها .
قالها باشارة لابنتها الجالسه على قدم ابيها.. فنهضت عن مقعدها بغضب بعد ان وصلها تلميحه صارخه بوجهه :
- بقولك ايه ياجدع انت .. اوعى تفتكر انى هخاف من تهديدك .. قسما بالله لو قربت من عيل من عيالى لاكون شاقه بطنك نصين مش كل الطير اللى بتاكل لحمه ياعنيه .
اجفل قاسم وصديقه محسن من قوتها ليجد زوجها من الناحيه الاَخرى قد نهض من مقعده مخرجاً من جيب بنطاله مطواه صغيرة ورافعها امامهم قائلا:
- هو في ايه ياسعاد ؟ لو العيال دى وراها عوق قوليلى وانا انحرهم دلوقتى حالاً .
نهض محسن عن مقعده مزعوراً من هيئة الرجل ونهض "قاسم" خلفه مردفاً :
- جرا ايه ياعم ممدوح؟ انت شوفت ايه منينا عشان ترفع المطوه كده علينا ؟
نقل ممدوح عيناهُ الى زوجته متسائلاً فصاحت هى شاهقه:
- انت هاتعملهم عليا ياجدع انت ؟ بعد ماهددتنى بعيالى ولا انت فاكرنى غبيه مش فاهماك .. لا ياحبيبي انا "سمره" حكتلى عنك كويس قوى يعنى مافيش داعى للتمثيل عليا هاا .
نظر اليها بحده قائلاً :
- طب مدام كل حاجه بجت عالمكشوف انا عايز اعرف دلوك هى فين ؟
قابلة نظرته بتحدى تردف بقوه :
- وانا قولتلك انها مشيت من عندى ومعرفش سكتها فين ؟ واتفضل بقى ورينى عرض اكتافك انت والعبيط اللى جمبك ده اتفضل .
قالتها وهى تشير بيدها ناحية الباب لترى الجحيم بداخل عينيه ..فاكمل ممدوح هو الاَخر :
- ماتيللا بقى يابهوات ولا تحبوا اعمل معاكم الدنيئه واعرفهم كويس مين هو المعلم "ممدوح" فى المنطقه ومين هى مراة المعلم ممدوح !
.....................................
- أؤوفه حبيبى انت جيت ياغالى ؟
قالها" تيسير "بسعاده وهو يدلف لمكتب رؤوف والذى رفع انظاره عن مراجعة بعض العقود بابتسامه مرحه :
- ايه وحشتك !
وضع كف يده على قلبه يتنهد :
- اوى اوى ياروحى .. انت متعرفش انا من غيرك بيبقى حالى ازاى ؟
ضحك رؤوف بصوت عالى حتى ادمعت عيناه ..ليردف بعد انتهائه :
- لدرجادى الشغل كان تقيل عليك ياتيسير ؟
جلس امامه ملوحاً بيده فى الهواء
- اوى اوى يارؤوف ياخويا .. اجتماعات للمجموعه واشى عقود عايزه تتمضى وكله كوم والوفد الدنماركى كوم تانى.. دول طلعوا عينى يابنى ..
اردف رؤوف ضاحكاً مرة اخرى:
- وانت ياحبيبى طبعاً مش متعود .
هز براسه موافقا:
- قولى صح هى البنت اللى جابتها سعاد .. عجبتك !
اختفت ابتسامته ليردف بريبه :
- وانت تعرفها منين ؟
اجاب الاَخر مندهشاً من تبدل حاله :
- وهعرفها منين يابنى ؟ دى سعاد لما كلمت صافى عنها انا كنت فى المحل معاها ! المهم اطمنت انها احسن من البنت اللى فاتت ؟
أومأ برأسه موافقاً :
- الحمد لله .
.........................
- انتى بتقولى ايه ؟ ودا عرف طريقك ازاى ؟
قالتها سمره بجزع وهى تحدث سعاد فى الهاتف.
ردت عليها الأخرى
- يا"سمره " اهدى كده وماتخافيش .
- مخافش ازاى يعنى ياسعاد ... هو اَذى حد فيكم والنبى قولى وماتخابيش عليا .
- يابنتى والنبى احنا كويسين .. هو ماقدرش يقربلى عشان المخفى طليقى وقف معايا وخلاه يمشى من البيت وقفاه يقمر عيش هو والواد صاحبه
- يانهار اسود يانهار اسود
- يابنتى انتى هاتسوديها ليه بس ؟
- عشان خايفه عليكم !
- ياحبيبتى ماتخافيش وسيبيها على الله .. المهم انا كنت متصلة بيكى عشان متجيش النهارده وان كان على هدومك فاانا هاجيبهالك بنفسى .. ماشى ياسمره .
- ماشى ياسعاد
اغلقت الهاتف وهى تمسح بيدها هذه الدموع التى اغرقت وجتنتيها وهى واقفه بحديقة المنزل فالتفتت لتعود لداخل المنزل وتطمئن على السيده " لبنى " ولكنها تفاجأت بالسيد رؤوف امامها وهو ممسك بحقيبته بعد ان عاد من عمله ..
- انتى كنتى بتعيطى ياسمره ؟
هزت برأسها نفياً :
- لا طبعاً وانا هابكى ليه يعنى؟ دى بس عينى اطرفت يعنى بسيطه .
ظل واقفا ينظر اليها بصمت فتحركت هى تتخطاه ولكنه اجفلها حينما امسك برسغها يوقفها.:
- استنى عندك
نظرت اليه ثم إلى يده المطبقه على رسغها بدهشه .
- فى حاجه!!
لتفاجأ به وهو يخرج من جيب حلته محرمه ورقيه ويمسح بها على وجنتها ويردف بحنان
- طب مش تمسحى دموعك كويس .. قبل ماتطلعى لتيته وتخضيها .. دى زكيه وهاتفهمها وهى طايره.
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سحر سمرة" اضغط على اسم الرواية