رواية صراع الحياة الفصل السادس عشر بقلم مريم محمد
رواية صراع الحياة الفصل السادس عشر
قي عمار بالخارج أمام غرفة العمليات لا يعلم كيف يتصرف أيذهب لتفقد والدة مها أم يبقَي أمام غرفة العمليات أم يذهب إلى زوجته التي عنده اهم من الجميع الان يقع في مازق لا يعلم كيف تصرف قرر الذهاب إلى مسجد المستشفى يقوم بصلاة ركعتين وطلب العون من الله .
مر سواد الليل ومع طلوع أول شعاع نور ، وقف عمار عندما رأي الطبيب يخرج من الغرفة :
-طمني عليها يا دكتور؟
فأجاب الطبيب محاولا بث الطمأنينه إلى قلبه :
-إطمن المدام بقت كويسه في ممرضة هتفضل معاها عشان لو احتجتُوا حاجه.
ثم ذهب الطبيب وبعد مده من الوقت تم نقل مها إلى إحدى الغرف
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وقف بغضب وهو يحاول أن يتحكم في غضبه :
-يعني إيه اخدك ومسافر.
فحاولت نيرة السيطرَة علي خوفها وجلست في برود مصطنع:
-طيب وأنتْ متعصب أوي كده ليه؟
فأجاب مصطفي بنبره يسودها التوتر:
-ها أنا بتكلم علشان لو حصل حاجه ومقدرتيش تتصرفي.
فتحدثت نيرة بثبات :
-لا أطمنْ أحنَا مسافرين أسبوع وهنرجع نعمل الفرح علي
طول وأنا هعرف أزَاي أمشِي شغلي كويس طول الفترو دي، ركز أنتْ في شغلك اللي بتلعبه في الشركة من وراهم.
فإلتفت لها مصطفَي ومعالم الدهشه كانت باديه على وجهها فقد صدم من معرفتها بما يفعله:
- أنتِي عرفتي أزَاي؟
فوقفت نيرة وأمسكت حقيبتها :
-مش أنتْ لوحدك اللى عارف كل حاجة متنساش أنَا بردو نيرة المنياوي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
نظرت إلى نفسها بنظرة رضا عبر المرآة ثم أخذت حقيبتها لكي تغادر ، لكن عندما فتحت باب الغرفة كان أنس علي وشك أن يدق الباب وضعت لمار يديها علَي صدرها كرد فعل فقد تفاجات من وقوفها امامها :
-أنس خضتني!؟
فتحدث أنس بنبره يسودها المزاح :
-دا يا أحلَي أنس سمعتها في حياتي.
فتحدثت لمار بنبره صارمه محاوله مداراة خجلها :
-مش هنقضي النهار كله قدام الباب عندنا شغل.
فنظر أنس إلى ما ترتديه :
-حلو انك عرفه اننا عندنا شغل فادخلى غيري عشان ننزل.
فنظرت لمار إلى ملابسها بتعجب :
-ما انا جاهزة.
فحك أنس دقنه بحيره وهو يتطلع عليها من إعلي إلى أسفل :
-أمم عايزة تنزلي بالبتاع اللي مش ملبوس دا؟
فهتفت لمار بعدم فهم :
-نعم!!
فدفعها أنس نحو الغرفة:
-لامتتنحِيش كده علَي جثتِي لو نزلتي كده.
بعد مدة من الوقت كانت لمار تسير بجانب أنس وهي تحاول السيطرة كتم غيظها فهي لا تصدق انه جعلها تقوم بتبديل ملابسها فلم يتدخل أحدا في يومً في اختيارتها ولا يعرضها فما يفعله بجعلها تشعر بالاستغراب وشعور اخر غريب يطفو علي قلبها،
توقفوا عندما سمعُوا صوت أحدًا ينادي علَي أنس فإلتفتوا على اثر منادتها فكانت فتاة، أتجهتْ مباشرةً نحو أنس وقامت بإحتضانه فنظرت لهم لمار ببعص من الغيره والتعجب من تصرف الفتاة .
هتف أنس بدهشَة من وجودها :
-أسيل أنتي بتعملي أيه هنا!؟
فأجابت أسيل بنبره يسودها الدلع :
-بقي دا سؤال تسألهولي أول مره تشوفني بعد السنين دي؟
فارتسمت على شفتي انس لبتسامه خاجله:
-عندك حق بس أستغربتْ من وجودك هنا.
فتحدثت أسيل وهي تتلاعب باحدي خلصلات شعرها :
-عمتا يا سيدي أنا موجودة هنا في لجنة المهرجان، أيه رأيك نقضي اليوم سوا.
فتدخلت لمار في غيظ وهي تمسك بيد أنس الذي كان منصدم من فعلتها :
-معلش أصل أحنا مش فاضين عندنا شغل، مش صح يا حبيبي؟
فهتف أنس وهو ينظر نحو لمار ومازالت الصدمه باديه عليه من فعلتها :
-ها آه عن أذنك يا أسيل أشوفك بليل في الحفله.
غادروا ولكن عندما ابتعدوا عن نظر أسيل حاولت لمار أن تبتعد وترك كفه لكن أنس رفض أن يتركه.
فهتفت لمار بنبره يسودها الغيظ:
-سيب أيدِي.
فغمز لها أنس بمزاح :
-والله أنتي اللي مسكتيها بمزاجك يبقَي هسيبها بمزاجي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تحدثت موده بملل :
-واحدة جاية تقابل أبن خالها أجي أنا معاها لِيه معرفش ؟
فأجابت تمارا بقلق وهي تنظر إلى باب المطعم فقد تاخر عن موعده :
-قولتلك مش عاوزة ياسر يفهم غلط مش معني إن طلبت منه خدمة إنى بسمحله بالدخول في حياتي فجبتكْ عشان أقفل الباب دا خالص، أهو جه.
أقبل ياسر عليهم وكان على وجهه يعمه علامات الجمود فإزداد قلق تمارا :
-ها يا ياسر طمني عملت إيه ؟
فتحدث ياسر بعدما أزاح المقعد وجلس عليه ثم أخرج بعض المستندات:
-لمَّا كلمتينِي عشان أعرف كل الشغل القديم اللي بين عيلة المنياوي وعيلتك وإحنا اكتشفت شغل كتير.
فقاطعتْ تمارا حديثه :
-وأنا قولتلك إنى كنت متأكدة من ده أنا عاوزة أعرف علاقتهم كانت إزاي؟
فمد ياسر ببعض الصور :
-فعلًا علاقتهم كانت قوية لدرجة إن خالد المنياوي كان صديق والدك من زمان مش بس من الجامعة لا من الطفولة، ولمَّا إنتي طلبتي تعرفي لو في حاجه انتهت علاقتهم ،
إكتشفت إنهم علاقتهم فضلت مستمرة لحد مثلا قبل ما أتولدْ بفترة صغيرة بشهور مثلا.
فتفحصتْ الصور جيدا لحين وقفت أمام إحدي الصور كانت لوالدها وخالد المنياوي وبجانبهم يقف محمود وخالتها تقف بجانبه من إحدي الصور لا تظهر جيدا ولكنها لاحظت شئ فسألتْ بلهفه :
-معاك بقيت صور الحفله دي؟
فإبتسم ياسر :
-يبقِي أنتِي لاحظتي اللي أنا لاحظته وهو التاريخ اللي موجود علَي الصوره.
فتدخلت مودة بعدم فهم :
-أنا مش فاهمة حاجة ؟
فأجابت تمارا بتفكير :
-خالتُو عندها صورة ليها وهي حامل في طارق في الشهر الخامس في نفس الحفله دي وكانت دايما بتوريهالنَا والتاريخ هنا مكتوب عشرة مارس وطارق عيد ميلاده في شهر اكتوبر.
فأكمل ياسر حديثه :
-عشان كده أنا مسبتش الموضوع لو أفترضنا فعلا إن طارق كملْ التسع شهور كان يتولد في أغسطس، فلجأت لماجد صاحبه عشان أقدرْ أشوفْ الورق اللي في المستشفي اللي اتولد فيها، وطلع طارق كان اتولد في يونيو.
وضعت تمارا راسها بين كفيها محاوله ترتيب الاحداث فهي تشعر بالحيره :
-أنا مش فاهمه حاجه ،. طب ليه خالتو تسجله كده؟
فسئل ياسر بنبره يسودها الجديه :
-فصيلة دم طارق كانت إيه؟
فحاولت تمارا التذكر :
-كانت o.
فأكمل ياسر حديثه :
-وعمتو فصيلة دمها o بس الغريب كان في فصيلة دم عمو محمود AB يعني مستحيل طارق يبقي o لو كان العكس وعمتو هى اللي AB كان طارق في الوقت دا O.
فتحدثت تمارا بصدمة محاوله ان تكذب ما نصل إليها فكل الطرق تأكد علي ذلك:
-يعني إيه طارق مش ابن عمو محمود؟
فنظر ياسر وعلامات الاسف كانت باديه علي وجهه:
-للأسف دي الحقيقه.
فتحدثت تمارا بإنهيَار :
-لا مستحيل ده يحصل!؟
فأمسكت مودة بيد تمارا لكي تهدأ، فأكمل ياسر حديثه :
-اللي أكدْ كلامي ماجد وقتها سألني بدور ليه فحكيتله، وطلع طارق الله يرحمه قبل ما يموت كان بيدور ورا الموضوع دا.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
علي الجانب الآخر كان حمزه بداخل غرفة مكتبه بالبيت. وقف مسرعا عندما قرأ ما تحتويه هذه الأوراق ثم أسرع إلى الخارج قابلته ليلَي فأوقفته عندما رأت حالته :
-حمزة في إيه ، في حاجة حصلتْ؟
فنظر إلى المكان بتفحص :
-سالم! سالم فين؟
فتحدثت باستغراب من لهجته :
-جوه في الليفنج هو في حاجة؟
فأسرع حمزة نحو الغرفة فقطع سالم حديثه مع خالد عندما دخل حمزة.
بلع حمزة ريقه بصعوبة وحاول التحدث :
-سالم في حاجه حابب أوريهالكْ بس توعدني إنك تتماسك؟
فنظر سالم إلى خالد واخذ القلق يتسرب إليه :
-إيه الورق اللي في أيدك دا؟ وحاجة إيه اللِي عاوز تقولها؟
فتجاهلَ حمزة حديثه ثم سأله :
-تقدر تفتكر أمتي عرفت إن إبن حضرتك إتوفَي .
فتحدثتْ ليلَي التي كانت تقف خلفه بنبره يسودها الصدمه:
-إبن! ، إبن مين سالم؟
فسأله سالم بقلق :
-أنت وصلت لحاجه مش كده؟
فتجاهل حمزه سؤاله هذا ايضا :
-رد عليا يا سالم أرجوك.
فأجاب سالم وهو يحاول أن يتذكر :
-آخر مايو أول يونيو، ليه كل الأسئلة دي؟
فنظر حمزة إلى الأوراق في خوف علَي عمه مما هو مقبل علي ان يخبره به.
فتدخل خالد هذه المرة وسأل بنفاذ صبر :
-ما تتكلم يابني قول في إيه؟
فتقدم حمزه وأمسك بيد عمه :
-سالم، طارق..،
فصمت حمزة فنظر له سالم بنظره رجاء بأن يكمل حديثه فقد وصل إلى اقصي درجات القلق:
-أحمم طارق إحتمال يبقي إبنْ حضرتك.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
قاطعه الطبيب من شروده :
-أستاذ عمار والدة زوجتك فاقت وحابة تشوفك.
فاخذتهُ الممرضة إلى غرفة نبيلة، كانت تنام علَي الفراش وكان يظهر عليها التعب والإرهاق ،. تقدم عمار منها ثم جلس علَي المقعد بجانبها ثم أمسك يديها في إشفاق وحزن لما وصلت إليه :
-حضرتك كويسة؟
فحاولت نبيلة التحدث :
-أسفة يا ابني ظلمتك، وأنت كتر خيرك كنت واقف جمب بنتي.
فقاطعها عمار :
-حضرتك بتتأسفِي على إيه أنتي زي والدتي ولو كان علي غلطة مها، مها غلطت وكان الشيطان متملكها وهي محتاجه وقفتنا كلنا جمبها لانها وللاسف خسرت إبنهَا.
فرفعت نبيله رأسها إلى الأعلى :
-إنا لله وإنا إليه راجعون،. دي جزاتها يابني اللي بيحصل في الضلمة لازم يكون نتيجتهُ كده، أوعدني يا بني لو جرَالي حاجة متسيبهاش مها ملهاش غيرك.
فأسرع عمار بالحديث :
-بعد الشر علي حضرتك إن شاء الله حضرتك هتقومي منها وهتبقي أحسنْ.
فحاولت نبيلة من شدة التعب :
-إوعدني يابنِي إوعدني
فتحدث عمار باستسلامْ :
-أوعدك.
فتمتمت نبيلة بالحمد :
-الحمد لله كده أقدر أنَام وانا مرتاحه.
ثم أغمضت عينها فبقي عمار بجانبها لبعض الوقت لكنه شعر بسكون انفاسها فإقتربْ أكثر فحاول إيقاظهَا :
-طنط، طنط حضرتك سمعاني.
لكنه شعر بإنقطاعْ أنفاسها فصرخ بصوت عالي :
-دكتور دكتور بسرعة.
فأسرعت الممرضة وخلفها الطبيب وقاموا بفحصها وبعد الانتهاء من الفحص خرج الطبيب وتحدث بأسف :
-البقاء لله.
فرددَ عمار بصوت خافت:
-إنا لله وإنا إليه راجعون.
يتبع الفصل السابع عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية صراع الحياة " اضغط على أسم الرواية