رواية صراع الحياة الفصل السابع عشر بقلم مريم محمد
رواية صراع الحياة الفصل السابع عشر
دخل إلى البيت ثم صعد مسرعا إلى غرفته لكنه لم يجدها فبحث عنها فى جميع البيت حتى وقف أمام احدي الغرف وكانت مغلقة من الداخل.
هتفَ عمار برجاء:
-ملك أنا عارف إنك هنا أرجوكى إفتحى هفهمك كل حاجه عايزة تفهميهَا.
فمسحت ملك دموعها ثم قررت ان تفتح الباب اقتربت منه ثم قامت بفتح،
و أعطت له ظهرها فدخل عمار و أمسك بيديهَا وجعلها تجلس على الأريكة وجلس بجانبها،ثم قام بقص عليها جميع ما حدث أنهى حديثه بأسف :
-طنط نبيله اتوفت ومهَا خسرت إبنها ولما فاقت وعرفت الخبر مستحملتش، مش عايز أكمل لوحدي معاها مش عاوزها تفهم غلط أكترْ من كده، محتاج مساعدتك.
اغلقت ملك عينيها رغم حزنها على ما مرت به مها لكن لم تستطع التحكم في الغضب تجاه زوجها :
-جاي تطلبمساعدتي دلوقتي كنت فين من الأول وأنت رايح تتجوزها عليا ها كنت فين يا عمار؟
فوقف أمامها وهتف بنبره يسودها الندم :
-أنا عارف إنى غلطت لما فكرت كده بس قلبي مكنش ممكن يقدر ينفذ القرار دا.
فأجابت ملك من بين بكائها :
-كفايه إن عقلك فكر فيه.
فشدد عمار علي يدها وهو ياخذها بين احضانه :
-وعمر قلبي ما يقدر ينفذه.
بعدت ملك يديها عنه :
-تقدر تطلع بره علي ما أغير هدومي ومتفتكرش ان الموضوع اتقفل علي كده.
فنظر لها عمار بنظر اسفه تنهيده حار خرجت منه بصوت عالي ثم نظر اليها مره اخيره عندما رائها مصممه على قرارها فقرر الخروج والتحدث في هذا الامر في وقت لاحق في الآن يجيب ان يذهب معاها مسرعا إلى المستشفى.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
القت تمارا الورق أمام خالتها ثم تحدثت بإنهيار :
-قوليلي إن الكلام دا كدب؟
فأمسكها ياسر لكي تهدا قليل فخالتها مريضه ولن تستطع تحمل غضب تمارا:
-تمارا إهدي مش كده؟
فابتعدتْ عنه تمارا في غضب :
-سبني، ردي عليا طارق كان ابنك صح؟
اتي ضوت ياتي من خلفهم :
-ما تردي قوللها إن طارق كان ابني.
ألتفتَ الجميع إلى الباب، فكان سالم من أجاب على هذا السؤال.
هتفت ساجدة بهمس :
-سالم!!
فتقدم سالم نحو ساجدة ووقف أمامها في غضب :
-خبيتي عني ابني طول السنين دي خلتِيه يعيش مع أب تاني أنا مش متخيل قدرتي تعملي كده إزاي ؟
فتحدثت ساجدة بدفاع عن نفسها :
-ابنك إيه اللي جاي تدور عليه بعد السنين دي كلها ابنك اللي سبته وسبت مراتك وطلقتها، جالك قلب ترميني من حياتك عادي جدا، جاي بعد السنين دي كلها تسأل عليه؟
فصاح سالم بنبره يسودها الغضب والحزن :
-أنا اللي خرجتك من حياتي انا اللي سبتك في النص الطريق، أنتي السبب في كل دا لو كنا سافرنا مع بعض ونرجع بعد ما تخلفي وقتها ابويا ممكن يتقبل إننا اتجوزنا، إنما أنتي بكل سهولة رفضتي إنك تسافري معايا.
فأشارت ساجدة إلى نفسها بحيره :
-أنا اللي رفضت أنا، مش أنت اللي يومها بعتلي وقولتلِي إنك مش هقتدْر تسافر معايا ومش هتقدر تزعل والدك.
فهتف سالم بعدما حل وجهه الدهشه:
-أنا يومها روحت هناك واستنيتكْ ومحمود جه وادانى جواب منك وأنتِي قولتيلي إنك مش هتقدري تسافري وطلبتي الطلاق مني.
توقف لثواني وهو يشير باصبعه على نفسه ويهتف بنبره يسودها الصدق :
- وأنا رفضت وبعتلك معاه وقولتلك انا هسافر فترة وراجع وقتها ممكن تكوني غيرتي رأيك وبعدها بتلتْ شهور محمود بعتلي وقالي إن الولد مات وإنك مصرة علي الطلاق طلبت منه أقابلك بس أنتي رفضتي.
جلست ساجدة علي المقعد في صدمة فكل هذا لم يحدث :
-يعني إيه يعني مش أنت اللي سبتني وهربت، يعني مش انت اللي طلبت الطلاق،
رفعت ساجدة رأسها إلى سالم وهي تحاول أخذ انفاسها :
-يعني محمود خدعنا طول السنين دي، ابني مات وهو زعلان بسببي؟
شعرت ساجدة بصعوبة في التنفس وثقل جفنيها حاولت الثبات لكنها ذهبت إلى عالم آخر
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان يجلس علَي المقعد أمام المدفئه وبين يديه كوباً من القهوةوما حدث بالامس يعود امام انظاره
بعد ما أودعت تمارا لمار، ظلت لبعض الوقت تفكر في حديث لمار فجائتْ بخاطرها فكرَة وأسرعت في تنفيذها ، دقت علي يونس واتفقت معه علي مكان لكي تراه، وبالفعل أتى يونس إلى المكان فى الزمان المحدد بينهم، جلست تمارا أمامه في توتر وحاولت استجماع قوتها لكي تتحدث :
-أسفه إني جبتك من غير معاد بس في موضوع مهم حابه اتكلم معاك فيه.
فأجاب يونس بهدوء :
-محصلش حاجة ، المهم موضوع إيه خير.
ففركت تمارا يديها في تَوتر :
-النهارده حد قالي متضيعيش وقتك ولا مستقبلك وتبوصي وراكي كتير، وأنا قولتلك قبل كده ربنا بيحطنا في مواقف وابتلاءات عشان بيحبنا ودَا بيزيد من قوة إيمانا.
فهز يونس رأسه بتأكيد، فأكملت تمارا وهي تحاول عدم النظر إلى يونس لكي لا تشعر بالخجل :
-طارق كان بنسبالي الحياة عمره في يوم قدر يخسر مكانته في قلبي كان صعب عليا اتقبل فكرتْ إنه مبقاش موجود، يعني إيه مبقاش موجود يعني لما الدنيا تزعلني هجري علَي مين، يعني لما أغلط مِين هيصلحلِي غلطِي، مين هَيهتم بالحاجة اللي بحبها.
صمتت لثواني ثم اكملت محاوله ان تشرح ما كتمته وتعانيه بداخلها منذ سنوات:
- كل الاسئله دي كانت بتدور في دماغي طول السنين دي لحد من فتره قدرت الاقي اجابه، يمكن بعد موته كان جوايا خوف بس مؤخرا بدأت أطمنْ، طول السنين دي كنت بحاول أستوعب أنه مات لحد ما تقبلت الفكرة، عمر ما حبى لطارق يقل رغم إن قلبي بداء يطمن لغيره ويحب غيرُره.
قالت تمارا أخر جملتها وهي تنظر إلى أعين يونس مباشرةً، فهم يونس معنَي كلامها جيداً الذي جلعهُ سعيداً وحزنيا في أنٍ واحد، سعيداً لشعورها بنفس المشاعر التي يكنها إليها،
لكنه حزيناً بما سوف يخبرها به.
أكملت تمارا بخجل. :
-الشخص دا كان أنت،أنا مش مستنيه منك أجابه أنا…
قاطعها يونس بحزن :
-تمارا أنا هتجوز نيرة كمان إسبوع.
انهي جملته محاول كتم المه خصوص بعد نظرتها التي وائها الآن رفعت تمارا رأسهَا بصدمة سريعا ما أدركتها فوقفت لكي تغادر :
-انا أسفة لو سببتلك مشكلة، ربنا يسعدك عن إذنك.
فحاول يونس منعها من المغادرة لكنه لم يستطع
فاق يونس من شروده عندما وضعت نيره أمامه علبه صغيرة الحجم.
فنظر إليها في استفهام فتحدثت :
-دا الدوا اللي مصطفي ادهولي، دَا بيبدأ بهلوسة و تعب وسخونية وواحدة وحدة بينتشرْ في الجسم ويموت.
فنظر إلى علبة الدواء بشرود فقاطعته نيرة بنبره يسودها التساؤل:
-مش شاكك فيا، يعني غريبه مصدق كلامي؟
فوقف يونس أمام المدفأه وهو يضع يديه في جيب بنطاله :
-مفيش بينا حاجه اسمها ثقة ،بس متنسيش إنك ركبتي الكاميرا قبل ما تتكلموا يعني عارف كل حاجه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وقف الجميع عندما خرج الطبيب، تحدث سالم بخوف :
-طمني يا دكتور؟
فتحدث الطبيب بعملية :
-قولت قبل كده الإنفعال غلط عشانها.
فقاطعته تمارا ببكاء:
-يعني هي مش كويسة؟
فحاول الطبيب أن يبث إليها الطمأنينه :
-أطمنِي هتبقي أحسن، عن إذنكُوا.
تحدثتْ فاطمة بهجوم :
-قولي عايز مننا إيه جاي بعد السنين دي كلها ليه، اختي كانت هتضيع مننا تاني كفاية زمان كانت بتضيعْ بسببك.
لم ينطق سالم بحرف حاولت تمارا إبعاد والدتها عنه :
-حمزة خد عمو من هنا دلوقتي وهنبقي نتكلم بعدين.
فتفهم حمزة حديثها وفي الحقيقه راي ان هذا انسب شيئ يجيب ان يفعله :
-يلا يا سالم خلينا نمشي.
فذهب معه سالم إلي الأسفل وقف حمزة أمام السيارة ثم نظر إلى مبنَي المستشفَي ثم إلى عمه :
-سالم أرجع أنت مع السواق هشوف حاجة وهرجع وراك على طول .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
جلس عمار أمامها وجلست ملك بجانبه، وكانت مها تتوسط الفراش تنظر إلى الفراغ بصمت :
-مينفعش اللي أنتِي فيه دا يا مها لازم تفوقي، ممكن تكوني خسرتي الجنين عشان مكنش بطريقة ترضي ربنا، وطنط دا كان عمرها، ربنا دلوقتي بيديك فرصة تصلحي كل حاجه قبل معادك، فكري في كلامي، دلوقتي لازم أمشِي عشان الدفنَه.
نظر عمار إلى زوجته التي بدوراها وقفت هي الاخري وجلست بجانب مها، ثم خرج عمار كان الطبيب علَي وشك الدخول فسأله عمار بإستفهَام :
-طمني يا دكتور الحالة اللي هي فيها دي هتفضل كتير؟
فأجَاب الطبيب بنبره يسودها الاسف:
-أطمن دَا رد فعل طبيعى، إحنا هنخليها تتابع مع طبيب نفسي وبإذن الله هترجع تتكلم تاني.
غادر الطبيب فكان عمار علي وشك مغادرة مبنى المشفي لكنه قابل شقيقه وهو يدلف.
فسأله حمزة بتعجب من وجوده :
-عمار بتعمل إيه هنا وبقَالك يومين مختفي فين؟
فقص عليه عمار ماحدث مسرعا محاول ان يختصر عليه ،فهتغ حمزة بنبره يسودها الغضب واللوم:
-كل دا يحصل ومتعرفنيش؟
فتحدث عمار بنبره يسودها التعب والارهاق الذين كانو ظاهرين على ملامح وجهه بوضوح :
-أهو اللي حصل مكنتش عارف أتصرف أزاي، المهم قولي أنت بتعمل إيه هنا شغل ولا إيه؟
فتحرك حمزة وهو يتحدث :
-لا دا موضوع كبير نحضر الجنازة ونقعد وهحكيلك كل حاجة.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
علي الجانب الآخر في المساء كان أتى معاد الحفلكانت تقف لمار بفستانها الأحمر الهادء الذي يخطف الانظار وبجانبها يقف مراد صديق أنس ، كان الغل والغيظ هي الحالة المسيطرة عليها، بينما مراد كان ينظر إليها تارة وإلى أنس تارة أخري.
فتحدث بنبره ييودها التلاعب :
-لدرجادِي بتحبيه؟
فانتبهتْ لمار إلى حديثه :
-أحبْ مين؟ أنس!
فوضع مراد يديه في جيب بنطاله بثقة :
-عايزة تفهميني إن عينك اللي متشالتش من عليه من ساعة ما الحفلة بدأت وهو راح وقف مع أسيل دا مش حب، ولا عايزة تفهمينِي إنك بتحاولى تكتمِي غضبك وغيرتك بضغطك علَي إيدك لحد ما أحمرتْ من كتر الضغط إن دا بردو مش حب.
خبت لمار يديها خلف ظهرها بارتباك ثم هتفت بنبره يسودها الكذب :
-لا أبدا أنا بس مديقه علشان المفروض إنِ خطيبته والكل عارف دا وهو سايبني من أول الحفلة.
فابتسمَ مراد على كذبها الواضح ثم هتفت بنبره يسردها الجديه :
-عارفة ممكن تكون علاقتكم بدأت غلط ودا اللي مخليكِى زعلانه شوية، بس لو دا مكنش حصل ممكن وقتها أنس مكنش اتحرك ولا اعترف بحبه ليكِي.
فنظرت له لمار بصدمة من حديقه فأكمل حديثه موضحاً :
-متبصليش كده، ممكن أنس مقلهاش صريحة بس تصرفاته كلها بتقول إنه بيحبك، يعني مثلا هو حاليا بيطلع نار وهاين يجي يقتلني الحيوان بيغير عليكي مني.
فنظرت لمار إلى انس فقابلتها نظراته الغاضبه فلم تبعد انظارها عنه ولكنها امسكت بيد مراد فتحرك أنس نحوهم مسرعا. فتحدث مراد بصدمة عندما أمسكت بكفه:
-انتي بتعملي إيه؟
فتحدثت لمار بنبره يسودها التلاعب:
-بثبتْ لنفسي حاجة يلا نرقص.
لم تكمل حديثها عندما أمسك أنس بيديها وأبعدها عن صديقه :
-لمار في إيه.
فتحدثت لمار ببرائَة مصطنعة :
-أبداً حابة أرقص فقولت لمراد يجي يرقص معايا.
فتحدث أنس بعصبية خفيفة:
-عايزة ترقصِي يبقَي تعرفيني وترقصي معايا
فأكملت لمار حديثها :
-وأنت مكنتش موجود طول الوقت واقف مع الملزقه اللي هناك دي.
سريعا ما أدرك أنس غيرتها :
-قصدك أسيلْ عمتًا أنا جيت أهو يلا نرقص.
فرفعت لمار كتفيها بلا مبالاهَ:
-لا خلاص مش عايزة أرقص.
فنظر لها أنس بتلاعب :
-خلاص يبقَي أروح أرقصْ مع أسيل طالما أنتِي مش عايزة .
فتحدثت لمار مسرعة :
-مين دي اللي مش عايزة أصلا الأغنية دي بحبها يلا نرقص.
ثم قامت بشده فتبعها أنس وهو يغمز صديقه فضرب مراد كف على كف باعتراض.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
-باشا أتاكدنَا من كل حاجة
اتي صوته من الخلف فألتفت مصطفي بالمقعد :
-وصلت لإيه؟
فأكمل الرجل حديثه ملقي علي سمعه ما وصل إليه :
-إتأكدنا إن الطيارة وصلت لندن وحالياً هي موجودة معاه في بيته.
فتحدث مصطفي بأمر :
-خلى الرجاله بتوعنا اللي هناك ميشيلوش عنيهم من عليهم، طمني الشحنة هتوصل أمتَي؟
فاجابَ الرجل :
-يومين بالكتير وهتوصل، بس في مشكلة، عرفنا إن يونس لغَي كل التوكيلات الشحن كمان معادَا حمزهَ.
فنظر مصطفي بشرود :
-طيب روح أنت وأنَا هتصرف.
يتبع الفصل الثامن عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية صراع الحياة " اضغط على أسم الرواية