رواية صراع الحياة الفصل الثامن عشر بقلم مريم محمد
رواية صراع الحياة الفصل الثامن عشر
بظل صامتًا لبعض الوقت لم يستطع كيفية بدا الحديث ، فهو يجلس أمامها لما يقرب لعشر دقائق صامتاً
أخذ نفسًا وحاول عدم النظر إليها :
-لما حبينا بعض ووالدي رفض جوازنا، وقتها محمود كان دايما يقولي اشتري ابوك الحب بيتعوض، ولما اتجوزنا من وراه تاني يوم كان عنده علم بخبو جوازنا منين معرفش وقتها قُلت ممكن فضل أخويا عرف وعرفه.
توقف لثواني ثم اكمل حديثه متذكرا اشياء قد حدثت في الماضي ولم يحصل على اجابة حدوثها ولكن الآن الاجابه لديه :
-ولما حملتي كنت خايف عليكي أكتر من اللي في بطنك خوفت يهددني بيكي خوفت ياخد ابنى، كان أسلم حل وصلنا له الهروب، نمشي من هنا ونبني حياتنا بعيد، مفكرتيشْ إزاى إنى ممكن أرجع في كلامي يومها؟
فأجابت ساجدة وهي ان تتذكر ما حدث :
-وقتها مكنش عندي القدرة إني أفكر ، محمود صدمني بخبر إنك باعت معاه جواب وبيقولي سالم مش هيقدر يهرب وقرر يختار والده وقتها معرفتش أعمل إيه.
اخفضت راسها وهي تهتف بنبره يسودها الالم :
- بعد ما ولدت طارق طلبت منه يدور عليك قالي إنه مش عارف يوصلك ولما شوفت الأخبار إنك مسكت فرع ألمانيا كنت علي وشك إنى أتواصل معاك وأعرفك إنى ولدت بس هو مدنيش فرصة لقيته جايلي ومعاه ورقة طلاقي منك، وقتها مسألتهوش وصلكْ إزاى رغم إنه كان بينكر دا.
فأكمل سالم حديثه بنبره يسودها الأسف :
-ولا أنا مقدرتش أفكر ، لما وصلي جواب علي إنه منك وبتطلبِي فيه الطلاق مقدرتش ألاحظ إن دا مش خطك من كتر عصبيتي،إحنا الاتنين غلطنا بس أنتِي علَي الأقل مخسرتيشْ ابننا وعاش في حضنك، مماتش وميعرفش أمه مين.
قال سالم آخر جملته بألم فشعرت ساجدة بألمه فاعتدلتْ في جلستها وتحدثت بتوتر :
- أطمنْ.
فرفع سالم رأسه بستفهَام فأكملت ساجدة حديثها :
-طارق ميت وهو عارف إنك والده، معرفش عرف إزاي بس قبل موته بفترة لقيته دخلْ عليا بورق وبيقولي إن محمود مش والده وقتها عرفت إن الحقيقة مش هقدر أخبيها أكتر من كده و حكيتله كل حاجة.
حاول سالم إستيعاب حديثها :
-طب ليه مجاش ودورْ عليا، طيب أنتى ليه محاولتيش تقوليلي الحقيقة بعد ما كبر مندمتيش لما خلتيني فاكر إن ابنى ميت ، كنت أستاهل العقاب دا طول السنين دي؟
أنزلت ساجدة رأسها بأسف وهي تمسح دموعً قد زرفتها ، فرقف سالم وعلامات الححزن أصبحت جزءً منه وكان علي وشك مغادرة البيت،بينما كانت تمارا التي كانن تتابع هذا الحديث من بدايته فابتسم سالم عندما رأها تقف خلفه فهتف :
-ممكن أطلبْ منك طلب؟
فهزت تمارا رأسها فأكمل سالم حديثه :
-ممكن تحكيلي كل حاجه عن طارق وتوريني صوره؟
فمسحت تمارا دموعها وهزت راسها بموافقة :
-بس كده من عنيا.
فمسح سالم علي راسها وقال بهمس قد وصل إلى تمارا وارتسمت على شفتيها ابتسامه بيأس فرغم علمه ان هذا القلب الثاني قد قرر بنفسه الابتعاد عنها مازال مقتنعا انه مازال يحبها:
-قلبك قدر يوقع قلبين من عيلة المنياوي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
-لازم نظهر النهارده جهزي نفسك.
قالها يونس بلهجه امره موجهها إلى نيرة فهاهو قد مر أكثر من أربعة أيام ولم يتحرك مصطفي ولكن أتى خبر إليه بوصول الشحنة وسيتم تحريكها إلى مخازن شركته، فسمح بها حمزة مع إتفاق مع بعض من عناصر الشرطة.
فسألته نيرة :
-طيب ومصطفي هيبقي مستني خبر مني؟
فأعطَي لها يونس هاتفها :
-هتبعتيلُه مسدج قدامي إننا راجعين بكره وإنك مُنتظمة علَي العلاج وبدأت أتأثر جامد وإنك عايزة ورق التنازل بكره عشان تخليني أمضى عليه بعد الفرح .
فأخذت نيره الهاتف منه ثم قامت بمراسلة مصطفي وقامت بإرسال كل ما أخبرها به يونس، ثم أعطت له الهاتف مرة أخرى ، ثم سألته :
-مطلوب مني حاجة تانية ؟
فأشار يونس لها بالنفي :
-لا ياريت،تجهزي بسرعة.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في الصباح فتحت تمارا باب الغرفة بهدوء كان سالم يغفو على الفراش، فبالأمس أثناء حديثه مع تمارا كان قد تأخر الوقت فاصرت عليه تمارا النوم بغرفة طارق، فقبل سالم بعد إلحاحها عليه، دقت تمارا علي باب الغرفة المفتوح لكي لا تدخل إليه ففاقَ سالم.
ابتسمت تمارا ثم تحدثت :
-صباح الخير يا عمو أسفه إنى صحيت حضرتك بس عرفت من خالتو إنك مش ببتأخر في النوم والحقيقة بقينا الظهر فقلقت،و قُلت أطمن علي حضرتك.
فاعتدلَ سالم في جلسته وهو يمسح وجهه من اثار النوم :
-صباح النور، فِي الحقيقة بقالي كتير منمتش كده.
فأكملت تمارا حدثيها :
-الحمام عند حضرتك جوه علي ما تخلص أكون حضرتلك الفطار.
قاطع حديثهم رنين هاتف سالم فأجاب عليه فانتظرت إلى أن ينهي مكالمته بعدما أشارَ إليها بالبقاء.
أغلق سالم هاتفه وقد تغيرت ملامحهِ إلى الجمود،فسألته تمارا بإستفسار فقد شعرت بالقلق :
-في حاجة يا عمو؟
فنظر إليها سالم :
-لا أبدا طالبنى في البيت علشان إتأخرت.
ثم أكمل حديثه بنبره يسودها الخزن على هذه الفتاه وابن شقيقه الذي من الواضح لن يليقي السعاده :
-كتب كتاب يونس ونيرة بليل، فمضطرْ أمشي.
حاولت تمارا تغير الحديث :
-طيب حضرتك أفطر وبعدين أمشِي؟
فمسح سالم علي رأسها بحنان :
-متعوضة في مرة تانية .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في المساء كان يونس يقف أمام المرأه ينظر إلى نفسه فقاطع شروده دخول ابن عمه. وضع حمزة يديهِ علَي كتفه :
-أنس معرفش يجي بس بكره الصبح هيكون هنا.
فهزَ يونس رأسه فأكمل حمزة حديثه :
-أنتْ كويس؟
فتحدث يونس بنبره يسودها الشرود :
-مش عارف إزاى قدرت أكسر قلبها بالطريقة دي؟
فربط عليه حمزة :
-بكره هتعرف كل الحقيقة وهتسَامحك.
فهتف يونس بنبره يسودها التمني:
-أتمنَي.
فتحرك حمزة نحو الباب :
-طيب المأذون وصل يلا خلينا ننزل.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
علي الجانب الآخر كانت تجلس بغرفته فهي لم تستطع مسامحة والدتها وخالتها ، فهي لم تتقبل فكرة أن يعيش الإنسان حياته في كذبة ، ولكنه لم يكن أي إنسان كان حبيبها وزوجها،
اقتربت من شرفتها ثم نظرت إلى السماء وهي ترتسم على شفتيها ابتسامه ياس وحزن وكانه تراه امامه،
فما زاد حزنها أيضآ حينما تأكدت أن طارق كان يعلم بهذه الكذبة واضطر أن يتحمل حزنه وحده،
في الواقع هي لا تعلم من أين تبدأ فى عدِّ أحزانها فهناك هذا الآخر الذي قام بكسر قلبها مرة أخرى وسيتم زواجه اليوم،
اغلقت الشرفه ثم ذهبت لكي توضأ وتصلي ركعتين إلى الله وبعد إنتهائها من صلاتها جلست مكانها وظلت تقرأ وردها لحين غفت مكانها.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في الصباح الباكر علي الجانب الآخر أمام الفندق الذى كانوا يمكثون فيه قام أنس بوضع الحقائب داخل السيارة، ثم إلتفت إلى لمار وسألها :
-في حاجة ناقصة؟
فأجابت لمار وهي تهز رأسها بنفي :
-لا.
فقاطع حديثهم هو قدوم أسيل :
-كويس إنى لحقتكوا.
فالتفت أنس سريعاً إلى لمارا لكي يري رد فعلها وكان الغضب والغيرة واضحان علي وجهها فابتسم أنس بتصنع :
-أسيل في حاجة؟
فأسرعت أسيل بإحتضانه :
-قُلت أودعك قبل ما تمشي.
فأبتعد أنس عنها عندما قامت لمار بفتح باب السيارة وقامت بالدخول ثم اغلقته بغضب فتدخل مراد الذي كان يقف يشاهد هذا الموقف :
-أسيل في حد بينادي عليكي جوه عند الاستقبال.
فعقدت أسيل حاحبيها بإستغراب :
-بجد، طيب هروح أشوف في إيه وهرجع بسرعة أوعى تمشي.
بعد مغادرتها همس مراد بجانب أذن أنس:
-عد الجمايل ياعم،. وخف شويه عليها عشان كده كتير.
فارتيم على وجه انس ابتسامه حب إلى صديقه فقام بجذبه إلى احضانه وضمه:
-ربنا يخليك يا صاحبي.
فدفعه مراد إلى السيارة :
-طب اخلع قبل ما ترجع تاني ودي لزقة.
فأسرع أنس في خوف مصطنع :
-لا وعلي إيه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بداخل بيت المنياوي بمكتب سالم كان يجلس الجميع وأمامهم يوضع جهاز التنصت ، وقف حمزة عندما سمع مصطفي يعطي الإشارة لرجاله بدخول البضاعة إلى مخازنهم.
فتحدث خالد بأمر إلى عمار :
-عمار متسبش أخوك وخلوا بالكم من نفسكوا.
فتبع عمار شقيقه حمزة ، بينما كانت ليلي تقف خارج المكتب والقلق يتزايد بداخلها وتقوم بالدعاء فتحدث عمار موجهً حديثه إلى شقيقه :
-حمزة هستناك بره.
فخطي حمزة نحو ليلي بحب فتحدثت بتوتر:
-رايحين دلوقتي؟
فأجاب حمزة :
-أيوة، ممكن أطلب منك طلب؟
فهزت ليلي رأسها بمعنى نعم، فأكمل حمزة حديثه :
-ممكن تخلي بالك من مرام؟
فنظرت ليلي إليه وهي تحاول ألا تبكي :
-حاضر.
فخطى حمزه خطوتين ثم رجع إليها وقام بإحتضانها مسرعًا فشددت ليلي علي حضنه.
بالخارج كانت ملك تقف بجانب عمار وهي تفرك يديها :
-خلي بالك من نفسك.
فالتفت إليها عمار محاولًا المزاح :
-مش كنتي مخصامني وقال إيه متكلمنيش يا عمار .
فضربته ملك في غيظ :
-تصدق أنا اللي غلطانة خلينا متخاصمين.
فضحك عمار ثم ضم وجهها بين كفيه :
-هو إحنا نقدر علي خصام القمر؟
فقاطعهم خروج حمزة :
-عمار يلا.
فتحدثت ملك مسرعة :
-لا إله الا الله.
فقبلها عمار علي خدها مسرعًا وهو يجيب قائلا :
-محمد رسول الله.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بالداخل كان يونس وسالم وخالد مازالوا يستمعون إلى جهاز التنصت دخلت نيرة بعدما دقت الباب وجلست علي المقعد في توتر.
فاتهم صوت مصطفي يتحدث عبر هاتفهُ :
-يبقي ابعت الرجالة تقطع علي أنس أخوه الطريق .
..فشهق الجميع بخضة ولكن أشار يونس إليهم بالصمت عندما أكمل مصطفي حديثهم :
-ونفذ خطف الدكتورة تمارا حالًا وتجبهالي.
وقف يونس مسرعا ثم أخذ سلاحه الخاص فوقف خالد امامه يحاول منعه :
-يونس أنت هتفضل هنا مش هتتحرك من مكانك.
فصاح يونس بغضب :
-سالم رن علي مراد خليه يبعت رجالة من الامن ويحصلوا أنس.
انهي جملته ثم غادر بيننا أسرع سالم بطلب مراد، ولم يلاحظ الجميع تسلل نيرة خلف يونس
يتبع الفصل التاسع عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية صراع الحياة " اضغط على أسم الرواية