Ads by Google X

رواية سحر سمرة الفصل الثامن عشر 18 بقلم أمل نصر

الصفحة الرئيسية

     رواية سحر سمرة الفصل  الثامن عشر بقلم أمل نصر

رواية سحر سمرة الفصل  الثامن عشر 

فى الصباح الباكر ... استيقظ من نومه بنشاط وحيوية افتقدها منذ فترة ليست بقريبة ..فتح ستائر نافذته ليستمتع بنسمات الصباح العليله وهو ينظر لحديقة منزله المزروعه بكافة انواع الزهور لتبعث فى الروح البهجة والراحه ... تنفس بشهيقٍ كبير يُشبع حواسه من هذه الرائحه الجميله .. علها تُنسيه رائحة عطرها التى علقت بذهنه طوال الليل مع تذكره لهيئتها البديعه رغم تواضع بيجامتها وبساطتها .. اجفل لنفسه فرجع برأسه لداخل الغرفة يتمتم :
- وبعدين بقى يارؤوف .. هو انت رجعت عيل مراهق ولا ايه بس ؟
هز برأسه يجلى هذه الافكار المتلاحقه على عقله قبل ان يذهب إلى حمامه ويمارس نشاطه اليومى.
................................

بعد ان تركت اولادها عند الجارة ام ايمن ...تناولت حقيبة الملابس التى تخُص " سمره" لتخرج بها من المنزل وتُعيدها الى صاحبتها.. ولكن بمجرد اغلاق الباب فوجئت بهذا الصوت الاَتى من الأسفل وهو يقول :
- رايحه فين ياام العيال ؟ اوعى تكونى هاهتجى وتسيبنى انا والعيال .
شهقت مخضوضه وهى واضعه يدها على قلبها:
- يخربييتك خضتنى ياشيخ !
ابتسم بزهو وهو يصعد الدرجات المتبقية حتى وصل اليها .. وجدها واقفه بتحفز وهى واضعه يدها على خصرها قائله :
- نعم ياسى ممدوح .. جايلى هنا البيت ليه ان شاءالله كده عالصبح .
تنهد بتملق يقول :
- الحق عليا يعنى عشان جاى اطمن عليكى انتى والعيال ياسوسو .
ردت عليه متهكمه:
- اسم الله ياخويا .. ودا من امتى بقى ان شاء الله ؟
مال بوجهه لها ساخراً :
- من ساعة مابقيتى مهمه وبتجيبى بنات هربانه من اهلها تتاويها عندك وتعرضى حياة عيالك للخطر !
نظرت اليه حانقه ترد بغضب :
- بلاش كلامك دا يا ممدوح.. انت عارف انى قوية واقدر احافظ على عيالى كويس اوى .. واللى يقرب لهم اكله بسنانى .. يعنى بلاش حجج فارغه .
اختفى الهزل من وجهه ليردف بجديه:
- طب سيبك من الحجج الفارغه ... انتى بقى مش ناويه تحنى ياسعاد على قلب حبيبك اللى بقولوا سنتين مستنيكى ؟ !
شاحت بنظرها عن عينيه تردف بتصميم :
- ان شالله حتى تقعد العمر كله .. مش رجعالك ياممدوح غير لما تبطل بيع الهباب ده اللى هايضيع صحتك وانت كمان بتتعطاه !
امسك بيدها يضعها جوار قلبه قائلاً :
- ارجعيلى ياسعاد وانا ارجعلك ممدوح بتاع زمان وعشق زمان انتى مش فاكره يابت ايامنا وليالينا الحلوه .
نزعت يدها ترد عليه بخشونه :
- فاكره ياممدوح .. ماهو شوية الذكريات دى هى اللى عايشه عليهم دلوقتي لحد اما ربنا يهديك
- زكريات !!!
قالها بتعجب فتابع بعدها :
- بقولك اقفى معايا عشان ابطل .. تقوليلى عايشه عالذكريات .. ماتمسكى بايدى يابنت الناس عشان ابطل تعاطى وبيع كمان !
كتفت ذراعيها فظهرت شبه ابتسامه ساخره على وجهها تردف بألم :
- انت بتتطلب منى انا اساعدك ياممدوح ؟ بعد كل اللى شوفته معاك من ذل وحوجه للى يسوى واللى مايسواش على امل انك تخف من اللى انت فيه وتستتنى زى بقية الستات .. اسفه ياحبيبى ابلغك انى مش هاقدر اكرر الايام السوده دى تانى .. انا عيالى بيكبروا ومش عايزه قرش حرام يدخل جوفهم ولا عايزاهم يشوفوك ويقلدوك.. عن اذنك بقى خلينى اشوف شغلى عشان اتأخرت .
همت لتذهب وتتركه لاحباطه ولكنه اوقفها على حين غفله :
- طب خلى بالك بقى ياحلوه .. الواد اللى كان هنا امبارح هو وصاحبه.. لساهم معسكرين جوا عربيتهم بره الحاره مستنين صاحبتك اللى مجاتش من امبارح .
تسمرت مكانها تنظر اليه مجفله!!
...............................

خرجت من غرفتها لتصعد للسيده "لبنى " ولكنها تفاجأت بالسيد "رؤوف " جالس على مائدة الطعام يتناول افطاره ويتصفح هاتفه ..فنظرت لساعة يدها مجفله :
- صباح الخير ... هو انا صحيت متأخره ولا أيه ؟
رفع رأسه عن الهاتف فابتسم لها بأشراق:
- صباح الفل ... لا ياستى مصحتيش متأخره ولا حاجه..انا اللى صحيت بدرى انهارده ياللا بقى تعالى افطرى معايا وافتحي نفسى .
اومأت برأسها رافضه :
- لا شكرا حضرتك.. انا طالعه اشوف " لبنى " هانم .
- استنى عندك " ياسمره" متطلعيش دلوقتى تيته لساها نايمه .. انا نازل من عندها حالاً واطمنت عليها.
قالها ليوقفها عن الصعود فالتفتت اليه مرتبكه .
- طب خلاص انا رايحه اؤضتى....
قاطعها هو قائلاً :
- هو انا بقولك كده عشان تدخلى اؤضتك تانى انا بقولك كده عشان تفطرى معايا ممكن !
- حضرتك ماينفعش..
- لا ينفع .. ارجوكى بقى انا نفسى الاقى حد يشاركنى الفطار بدل ما انا بفطر وحدى ولا تحبى اترجاكى .
- مش موضوع تترجاني بس بجد انا مش هاجدر افطر
- طب خلاص اقعدى افتحى نفسى وخلاص .. ممكن ؟!
اخجلها بتواصعه فتقدمت تجلس على المائدة مضطره
ابتسم هو يخاطبها بسعاده :
- متشكر اوى انك مكسفتنيش .
كانت جالسه امامه خجله وهى تنظر بعيناها بعيدا عنه وهو يتناول طعامه بشهيه وعيناهُ لا تبارح وجهها فاجفلها سائلاً:
- انتى اتجوزتى قبل كده ياسمره ولا اتخطبتى؟
بلعت ريقها وهى تحاول ان تجاوب بثبات حتى لا ينكشف امرها فهزت برأسها تنفى فتابع هو مندهشاً :
- مش معقول .. هى الرجاله عندكم عميت فى البلد ولا ايه ؟
ابتسمت بتكلف من فرط توترها :
- متشكره حضرتك على المجامله الكريمة دى .
ترك مابيده من طعام وهو يردف بجديه :
- بس انا مش بجامل ياسمره.. انتى فعلاً جميلة وجميلة اوى كمان .
رفعت انظارها اليه مجفله فجاوبت عليه بالجواب المعتاد :
- النصيب بجى .. كل شئ نصيب
- فعلاً كل شئ نصيب !
قالها بابتسامه واسعة ورائعه
................................

وفى الجنوب اجتمع الأشقاء الثلاثه مع زوجاتهم بداخل منزل الاخ الاكبر " سليمان" ومعهم رضوى ووالدتها نعيمه.. التى بهت وجهها واحمرت عيناها من كثرة البكاء.
حسن وهو مستند بمرفقيه على ركبتيه.. مشبك كفيه ومائل بجسده للامام :
- لجينا طليجك محبوس يا" بسيمه " وضيع علينا فرصة اننا نلاجى البت .. ابو العزم عملها فينا .
بسيمه وهى جالسة باستقامه على مقعدها وممسكه بمسبحتها .. ابتسمت ساخره ترد :
- عادته ولا هايشتريها ..هو دايماً كده مافيش من وراه فايده .
سليمان بنزق :
- بلاش كلامك الواعر دا يابسيمه.. الراجل ماشوفناش من وراه حاجه عفشه .. هو بس دماغه اللى مضايعاه .
تدخلت نعيمه تسأل :
- طب المهم دلوك انتو هاتدورا عليها فين تانى ولا هاتسكتوا ؟
حسن بعصبيه:
- نسكتوا كيف يامرة اخوى ؟ .. احنا بس نعرف طريج صاحبتها وانا ان ماكنت جبتها من شعرها مابجاش راجل .
ردت رضوى بابتسامه ساخره :
- ودى هاتعرفوا مكانها ازاى دى كمان فى البلد الكبيره المليانه بالخلج دى .
تنهد سليمان بياس :
- والله ماعارف يابتى .. ادينا بنحاول وخلاص لعل ربنا يعترنا فيها ويسترها علينا من الفضايح .
تذكر حسن فسألها مندهشاً :
- ايوه صح يارضوى .. هو " قاسم " اخو جوزك راح فين .. انا مش شايفه واصل يابتى هو الموضوع ده مايخصهوش برضك ؟!
بلعت ريقها المحتقن بالالم تجاوب بخجل :
- يمكن بيدور عليها هو كمان .. بس انا معرفش هو فين؟
- ماتعرفيش!!.. امال مين اللى يعرف ؟ ..دا احنا نسينا خالص ميعاد الفرح بتاعهم ..
قالها حسن مخاطباً اخيه فرد عليه الاَخر بتشتت :
- والله ما انا عارف ايه اللى هايحصل ؟ هايتم الفرح فى ميعاده ويتجوزها" قاسم " لوحده ولا ناجل بالمره .. انا لازم اسأل" رفعت "فيها دى .. مع انى وشى منه فى الارض ومش عارف اجيبها ازاى ؟
- ماهو انت لازم تسأل يا"سليمان "عشان تعرف راسك من رجليك .
قالها " حسن " لأخيه سليمان الذى اومأ براسه موافقا.. و"رضوى "بنت اخيه وهى صاحبة الشأن.. تنظر اليهم بخواء.
...................................

كيف يعنى مش جاعد معاكم وسايبكم لوحديكم ؟ انتو بتتكلموا ازاى ؟
قالها " رفعت " بعصبيه وهو يخاطب والدته وشقيقته . فردت عليه "نفيسه "وهى تربت على ظهره بحنان :
- هدى نفسك شوية ياولدى وبلاش تتعصب !
نظر اليها بدهشه:
- كيف ياما معصبش نفسى .. هو معندوش دم عشان يسد عنى ولو مرة واحده فى حياته .. انا طلعت ادور على اللى هربت .. جوم يسيبكم هو لوحديكم وانتو اتنين ولايا دا غير ابوه العيان .. دا انا على كده لو مت يسيبها تخرب !
لحقته مروه بعجاله:
- بعد الشر عليك يااخوى .. ماتجولش كده وتفول على نفس.
التفتت اليها وهى مازلت على فراشها يقول :
- اخوكى مش هايجيبها لبر يا" مروة "طب حتى يورينى وشه عشان نعرف هانعمل ايه فى موضوع الدخله اللى كانت اخر السبوع دى
نعيمه وهى تجلس بجواره على الاَريكه :
- دخلة ايه كمان اللى تتم بعد ما بتهم هربت منينا ؟
زفر حانقاً وهو يشيح بعيناه بعيداً ليخفى المه
- ياما انا بتكلم على دخلة " قاسم " و" رضوى " .. ايه ذنبهم ناجل فرحهم هما كمان .
مروة وهى تشعر بما يمر به شقيقها اردفت بحنان :
- فكر فى نفسك ياخوى .. وسيبك من قاسم وبلاويه وان كان على ميعاد الفرح فأجله حتى عشان الظرف اللى احنا فيه .. ضيف كمان ان اخوك باينه كده الفرح مش هامه عشان مسألش
تنهد بثقل قبل ان يرد عليها :
- ماينفعش اسيب الامور معلجه يامروة.. انا الكبير واللى شايل المسؤليه ودا نصيبى .
...............................

فى المخزن وبجوار الملابس المعلقة كانت تتحدت بصوتٍ خفيض :
- ايوه يا"سمره " انا مقدرتش اخرج بشنطة هدومك من الحاره .. عشان الزفت قريبك دا مايخدتش باله ويعرف مكانك .
سمره .....
- يانهار اسود ياسعاد يعنى انا هافضل كده بهدومى دى تانى كمان .. دا انا امبارح استلفت بيجامة صوفى.
سعاد ...
- طب اعملك ايه طيب .. شوفى انا لو عرفت اتهرب من الواد الأهبل اللى بيراقبنى ده .. هاجبلك معايا اى حاجه من المحل وابقى اسدد تمنها بعدين .
سمره....
- ياريت والنبى ياسعاد وانا هاديكى تمنها ياحبيبتى.. على ما ربنا يفرجها بقى وتجبيلى شنطتى ....
- انت يازفته يالى اسمك سعاد تعالى شوفى الزباين .
سمعتها سمره فى الهاتف فقطت جملتها تسأل سعاد :
- مين دى اللى بتنده على بقلة ادب .
سعاد بضحكه
- الله يحظك يا"سمره "دى المحروسه صاحبة المحل بعيد عنك جاية من اول الصبح وحاطه نقرها من نقرى .. ياختى دى بتعاملنى بعداوة كده معرفش ليه ؟
سمره....
- انا عارفه عشان انتى صاحبتى ماهى جات امبارح وعملت معايا خناجة كبيره.....
- انت يازفته انتى غورتى فين ؟
هذه المره كانت بصوتٍ اعلى مما ازعج سمره فخاطبت سعاد :
- خلاص روحى انتى ياسعاد انا مش عايزالك الاذيه.
سعاد بلهفه وعجاله :
- ماشى ماشى ... انا هحاول اتصرف واجيلك عشان تحكيلي سلام بقى .
تنهدت سمره بحزن .....
- سلام .. سلام ياسعاد.

خرجت" سعاد "من المخزن مهروله :
- ايوه ياهانم انا جيت اهو .
صاحت فيها " صافيناز " بغضب .
- ساعة بنده عليكى مابترودش.. انتى مش عاملالى اعتبار يازفتة انتى ولا ايه ؟ ها قوليلى .
سعاد وهى تحاول ضبط اعصابها معها :
- استغفر الله العظيم يارب .. هو انا عملت ايه بس ياست هانم لدا كله .. مش انتى اللى قولتيلى انزلى تحت ونضفى المخزن .. فين بقى قلة الاعتبار ؟
زفرت بضيق تردف متهكمه :
- ولما انده عليكى وماتروديش دا يبقى اسمه ايه ؟
تابعت سعاد بحكمه :
- المخزن كله تراب وكراتين مترميه دا غير الهدوم القديمه والمركونه.. هاسمع ازاى بس انا فى وسط كل دول
صكت على اسنانها بغيظ :
- ما انا عارفه نفسى مش هاخلص منك النهارده ..غورى من وشى وشوفى الزباين اللى ياللا غورى .
تحركت سعاد من امامها وهى تُتمتم مع نفسها بصوت ٍخفيض :
- باينها اتجننت دى ولا ايه .. هى مالها النهارده كده عامله زى زعبابيب امشير؟!
...............................

وفى الخارج كان " محسن " واقفاً فى الشارع يستظل بشجرة وهو يُتحدث مع " قاسم " فى الهاتف :
- ايوه يا" قاسم " زى ما بجولك كده هى لسه مخرجتش من المحل مكان شغلها .
قاسم ....
- يعنى متأكد انها مارحتش فى حته تانيه غير الشغل؟
محسن بسأم .
- والله ياسيدى ماراحت فى حته تانيه .. دا انا من الصبح مراجب المحل وشايفها من جزاز المعرض وهى بتبيع للزباين.
قاسم ...
- امممم .. ماانا عارفها وليه واعره ومش ساهله .. انا عايزك تعرفلى المحل دا بتاع مين وتجيبلى اسامى كل البنته اللى شغاله فيه
صرخ محسن بتعب :
- اسأل ايه تانى يابوى .. انا تعبت وعايز اروح .
قاسم بقوه ...
- اخلص غور ياض وبطل جلع ماسخ .. اتحرك يامحسن ياللا وجبلى الاخبار .
اغلق الهاتف مع " محسن " الساخط ..حينما راى " ممدوح " وهو يتقدم اليه بخطواته وهو ينظر اليه بريبه وبفمه السيجاره المحشوة .. ابتسم مرحباً به :
- اهلا اهلا ممدوح باشاً .
بصق ممدوح بفمه ارضاً :
- نعم ياخويا .. باعتلى الواض سوكه وبتقول عايزنى فى كلام مهم .. ايه هو بقى الكلام المهم ؟!
قاسم بابتسامه واسعه :
- خير ... كل خير ياممدوح باشا !!!


يتبع الفصل التالي اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سحر سمرة" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent