رواية قطة علي النار الفصل الاول بقلم موروو مصطفي
رواية قطة علي النار الفصل الاول
على الشاطئ البحر الساحر وعلى رماله الذهبية تجلس فتاة جميلة الملامح تدعي تسنيم وجهها ملئ بالبراءة وعيونها تنطق بالشقاوة كالقطط الصغيرة تقاطيع وجهها جميلة متناسقة صغيرة وهي تنظر له والابتسامة تضيئ وجهها ترى نفسها جميلة رغم اختلاف البعض معها حتى اقرب الناس لها فهي ممتلئة القوام منذ صغرها فكان الكل يتنمر عليها في المدرسة في الشارع حتى أهلها دائما ماكانوا يسخرون منها رغم أنها كانت اخفهم حركة تتحرك في كل مكان بخفة وسرعة ورغم ذلك دائما ما يسخرون منها ببعض الكلمات القاتلة التي كانت تقتل روحها من الداخل فقط ولكنها كانت دائما تحاول أن تتقبل سخريتهم منها بالضحك
شخصية وحيدة هي التي كانت دائما تساعدها وتخبرها بجمالها وتساعدها على تخطي ما يحدث معها وهي جدتها لأبيها والتي كانت تلك الفتاة الجميلة تشبهها كثيرا اغمضت عيناها وهي تتنفس بقوة وتتذكر ماحدث معها في تلك السنوات الماضية وكيف كانت حياتها وكيف أصبحت الأن
.......................
"فلاش باك"
تسنيم: ماما ياماما انا رجعت
سهير: اهلا ياستي حمدلله على السلامة اتفضلي روحي غيري هدومك وادخلي حضري الاكل بس يارب ما تاكلي نصه
فنظرت لها تسنيم بحزن ورغم ذلك ابتسمت برقة
تسنيم: حاضر ياماما وانصرفت الي غرفتها في نفس خروج أخيها احمد الذي ما أن رأها ابتسم واحتضنها مقبلاً رأسها واستمع لأمه وهي تقول
سهير: يابني خاف على نفسك لتحضنك في مرة تموتك فنظرت لها تسنيم وهي تضحك
تسنيم: لا ماتخافيش ياماما انا بعرف افرق كويس بين اللي ممكن احضنه بخفة وبين اللي ممكن احضنه واجيب أجله عن اذنكم ح اروح اغير هدومي ونظر احمد لأمه بغضب واقترب منها
احمد: انا مش فاهم لحد امتى حضرتك حتفضلى تجرحيها بكلامك ده يا ماما هي دي مش بنتك زي الست يارا اللي طايرة بيها في السما لازم كلامك اللي يوجع ده يا أمي
سهير: يعني هو بيحوق فيها ماهي زي الفيل مافيش حاجة بتحوق فيها فعترض احمد بحزن على اخته
احمد: حرام عليكي والله حرام عليكي بكره تندموا على اللي بتعملوه ده بس بعد فوات الأوان
سهير: انت بتكلمني كده ازاي يا ولد
احمد: اسف يا ماما عن اذنك انا خارج
سهير: رايح فين لسه شوية على ميعاد الغداء
احمد: انا مش ح اتغدى معاكم مش ناقص حرقة دم عن اذنك
وتركها وانصرف وخرجت تسنيم بعد أن ابدلت ثيابها وارتدت ملابس بيتية خفيفة وذهبت الي المطبخ حتى تكمل صنع طعام الغذاء وبعد أن انتهت من كل شئ قامت بترتيب السفرة ووضع كل شئ عليها وكان ابوها واختها قد عادوا وجلس الجميع على السفرة وذهبت تسنيم لتحضر جدتها واجلستها وجلست بجوارها وبداءت في وضع الطعام لها ثم جاءت لتضع لنفسها فوجدت اختها تضحك بقوة
يارا: بلاش تحفي قوي سيبي شويه لنا ياتسنيم فنظرت لها تسنيم وابتسمت
تسنيم: ح ابقى افكر اسيب لك شوية يا يارا فنظرت الام لها
سهير: ايه ياست تسنيم هو احنا بنعلف فيكي انتي وبس مش في ناس بتاكل معاكي فنظرت لهم الجدة
حنان: جري ايه يا سهير هي البنت حطت حاجة اصلا في طبقها هو لازم سم البدن ده كل يوم دي مابقتش عيشه
سهير: ياماما انتي مش شايفة جسمها بقى عامل ازاي مش شايفة يارا محافظة على نفسها ازاي
حنان: قلت لكم خدوها لدكتور واكشفوا عليها ماسمعتوش الكلام والبيه جوزك ماشي وراء كلامك هي اللي بتأكل كتير شفتم فين انها بتاكل كتير دي
تسنيم: خلاص يا نانا مافيش حاجة هما برضه خايفين عليا عموما انا اصلا مش جعانة
يارا: اه طبعا ماتلاقيكي اكلتي نص الاكل في المطبخ
تسنيم: ابقى تعالى ياختي اقفى معايا وشوفي
يارا: انا أقف معاكي ليه يابنتي انتي شبهه الوقوف معاكي بقولك ايه حلي عني ومالكيش دعوة بيا اه بعدين تبهتي عليا بمنظرك ده فضحكت سهير بقوة
سهير: بعد الشر ده انتي سامبتيك ياقلب مامي فنظرت لهم تسنيم ثم دفعت كرسيها وهمت بالانصراف فامسكتها الجدة
حنان: رايحة فين يا تسنيم انتي ماكلتيش
تسنيم: ماليش نفس يا نانا بعدين ح ابقى اكل
سهير: والله يبقى احسن منظرك اصلا على السفرة يسد النفس عن الأكل فلمعت عيون تسنيم بالدموع ولكنها ضحكت لامها
تسنيم: ماشي ياماما متشكرين ياستي اديني ح اريحكم اهو علشان تاكلوا براحتكم عن اذنكم
حنان: استني ياتسنيم خديني معاكي
جلال: أيه ياماما انتي ماكلتيش حاجة حبيبتي طبقك زي ماهو فنظرت لهم باحتقار
حنان: القعاد معاكم يسد النفس ح ابقى اكل بعدين
سهير: أيه ياماما الكلام ده قصد حضرتك ايه
حنان: قصدي اللي قلته ياسهير لما بشوفكم بتاكلوا نفسي بتتسد ح ابقى اكل بعدين ولا دي كمان مش عجباكي يا سهير هانم
جلال: ياماما سهير ماتقصدش
حنان: تقصد او ماتقصدش مابقتش فرقه بس ح اقولكم كلمة انتم التلاتة بكره تندموا بس بعد فوات الأوان يالا ياتسنيم خديني معاكي وانصرفوا الاثنان ونظرت سهير لجلال
سهير: عجبك الكلام ده
جلال: ماما عندها حق ياسهير مش كل اكله نسم بدن البنت كده هي اصلا مافيش حاجة حطتها في بقها يعني مالحقتش حتى تغرف لروحها واحنا ماسبناهاش
يارا: يعني هي محوق فيها حاجة يا بابي
جلال: بنت عيب كده دي اختك الكبيرة اتكلمي بادب
سهير: هي ما قلتش حاجة غلط ياجلال وبعدين هو احنا كل أكله ح نتقرف كده بسبب ست تسنيم خلاص متبقاش تقعد معانا على السفرة بعد كده دي حاجة بقت تقرف
.........................
مضت الايام وكانت تسنيم في السنة الأخيرة من كلية الألسن قسم لغة ألمانية اما يارا فهي في كلية تجارة ف السنة الثانية اما احمد فكان متخرج من كليه هندسة ويعمل بشركة قطاع خاص وكان احمد لا يعجبه تصرف امه وابيه واخته مع تسنيم ولذلك كان لا يجتمع معهم على طعام أما يوم الجمعة هو الذي يجتمعون به جميعاً على مائدة الطعام كانت تسنيم تقف في المطبخ تقوم بعمل الطعام وحدها حتى انتهت وكان في هذا اليوم عائلة خالتها مدعون لتناول الطعام وقامت تسنيم بتحضير السفرة ثم ذهبت إلى غرفتها وأخذت حمامها وارتدت ثيابها وخرجت وقامت بالقاء السلام على الجميع وكانت خالتها وزوجها يحبونها كثيرا ويتعاملون معها بحب عكس امها وابيها واختها وذهبت بعدها لتحضير الطعام على السفرة وبعد أن انتهت نادت عليهم وتحركوا جميعا ليجلسوا على المائدة وقامت تسنيم بإجلاس جدتها على رأس المائدة وجاءت لتمسك كرسيها فوجدت امها تنظر لها أن لا تجلس فأرتبكت وأعادت الكرسي مكانه وجاءت لتنصرف فنظر لها زوج خالتها
سمير : رايحة فين يانيمو
تسنيم: ابدا يا عمو بس انا ماليش نفس دلوقتي ح ابقى اكل بعدين
وكان سمير قد لاحظ نظرة سهير لها فوقف ونظر لها
سمير : انا كمان ماليش نفس تعالي نقعد سوا وبعدين نبقى ناكل مع بعض حبيبتي
سهير: جري ايه يا سمير اقعد خلينا ناكل مع بعض فنظر لها بسخرية
سمير : معلش ياسهير ماليش نفس ح ابقى اكل مع نيمو علشان نفسي تتفتح فضحكت يارا
يارا: ياعمو اقعد كل ماهو لو قعدت علشان تاكل مع تسنيم مش ح تلاقي حاجة تأكلها فانتفض احمد من كرسيه
احمد: انتي بنت قليلة الادب لما تكلمي على اختك بالطريقة دي وجاءت سهير لتتحدث فرد سمير سريعاً
سمير: سيبها يا احمد أصل اللي زي يارا دي ماتعرفش تحب غير نفسها وبس تفتكر ممكن تكلم على حد كويس ازاي يابني
شعر جلال بأن الوضع تفاقم فنظر ليارا
جلال: اعتذري لاختك يا يارا فنظرت له يارا بغضب
يارا: انا اعتذر لها ليه هي مش دي الحقيقة مش شايفين كلكم جسمها عامل ازاي وانا جسمي عامل ازاي
وهنا لما يشعر احمد سوا وهو يرفع يده ويصفع يارا على وجهها فانتفضت سهير وهي تحتضن يارا وتصرخ في احمد
سهير: انت ازاي تمد ايدك على اختك كده ليه خلاص موتنا احنا ولا ايه وبعدين انا عايزة افهم ليه بتعامل اختك دي بالشكل ده وتسنيم هانم أحضان وبوس ايه مش دي اختك ودي اختك فنظر لها أحمد بسخرية
أحمد: لما تبقى تعرفي ياسهير هانم ان دي بنتك ودي بنتك ابقى قولي لي دي اختك ودي اختك فصعقت سهير من رد ابنها عليها وحاولت التحدث ولكن سبقتها اختها
سامية: اوعي تفتحي بوقك بكلمة تانية انتي مافيش فايدة فيكي ياما كلنا نبهناكي لكن انتي ولا انتي هنا اللي في رأسك في رأسك واحنا غلطانين اننا جينا اصلاََ ونظرت لزوجها يالا ياسمير لو سمحت خلينا نمشي من هنا فجرت عليها تسنيم
تسنيم: لا ياخالتو والله ماتمشوا علشان خاطري ياخالتو ده انا عاملة كل الاكل اللي بتحبوه وحياتي عندك
وشعرت يارا بالغضب لدفاع الكل عن اختها فنظرت لها بحقد وغل
يارا: انا مش فاهمة بيحبوك على ايه وانتي ولا شكل ولا جسم انا اصلا قرفانة انك اختي انا بكرهك ولم تشعر الا وابيها يصفعها على وجهها
جلال: شكلنا دلعناكي على الآخر غوري على اوضتك وجاءت سهير لتتحدث فنظر لها جلال بغضب حسك عينك تفتحي بقك بكلمة انا زهقت من النكد وسم البدن كل شوية ارحمي بقى ياشيخة
سهير: هو انا مش بعمل كده علشان خاطرها علشان تبقى كويسة وتحاول تخس شوية تبص لاختها اللي جسمها ايه مانيكان مش هي اللي عاملة زي الفيل كده وهنا صرخت تسنيم بقهر
تسنيم: كفاية بقى انا مابقتش عارفة ارضيكم ازاي مش ذنبي ان ربنا خلقني كده انا من ساعة ما وعيت على الدنيا وحضرتك بتقطمي فيا شفتيني فين باكل كتير شفتيني فين باكل اصلا عمرك اخدتيني في حضنك وطبطبتي عليا عمرك دفعتي عني لما كنت ابقى ماشية معاكي في اي مكان وتسمعي حد بيتريق عليا لا كنتي بتساعديهم كأني مش بنتك فضلتي تقوى يارا لغاية مابقت تعاملني بقلة ادب وبسكت وباخد الكلام بهزار لكن خلاص بقى كفاية كده انا مش ح استحمل اكتر من كده
وهنا وقفت الجدة وضمت تسنيم بقوة مقبلة رأسها
حنان: ادخلي لمى هدومك وهدومي يا تسنيم وانت ياسمير استنى علشان توصلنا بيتي بعد اذنك
سمير : امرك يا امي بس يعني ولم يكمل كلامه لتدخل جلال
جلال: كلام ايه ده يا امي بيت ايه اللي تروحوه حضرتك عايزة تسيبي بيتي وكمان تاخدي بنتي فضحكت حنان
حنان: بنتك هو انت صحيح معتبرها بنتك انا اللي كان مخليني مستحملة القاعدة معاكم هي بس تسنيم وأحمد لكن خلاص كفاية لغاية كده روحي ياتسنيم يابنتي لمى هدومك وهدومي وهنا صرخت سهير
سهير: لو خرجتي من هنا ياتسنيم ماتفكريش ترجعي تاني اعتبري امك وابوكي واخواتك ماتوا وصلتك بيهم اتقطعت للأبد
فصعق الجميع وضحكت تسنيم بقوة حتى دمعت عيناها
تسنيم: وانا كان من امتى عندي ام أو اب او اخت عن اذنك ياسهير هانم وجرت على غرفتها والكل يقف بذهول مما يسمع ووجدوا تسنيم تخرج وهي تسحب خلفها شنطتين فاتجه الاب لها وعيونه تلمع
جلال: معقول يا تسنيم عمر ماكان ليكي اب فنظرت له وعيونها تبكي
تسنيم: امتى دفعت عني يابابا امتى شفت سهير هانم ويارا هانم وهما طول الوقت بيتريقوا عليا ورديت عليهم طول الوقت سايبني لهم وساكت
جلال: طول الوقت شايفك بتضحكي على كلامهم وعمري ماشفتك مضايقة فضحكت تسنيم بقهر
تسنيم: بضحك من وجعي وقهرتي من كلامهم بحاول أبين للكل اني كويسة لكن من جوايا مقهورة من تريقتكم عليا
جلال: معقول ح تمشي ياتسنيم
تسنيم: كده احسن يابابا وبعدين ارجوك ماتزعلش مني لو كنت ضايقت حضرتك بكلامي عن اذنك يابابا فضمها جلال بقوة وكان اول مرة منذ سنين يضمها لصدره فشعر بحنان ودفء ينبع من داخلها فتساقطت دمعة من عينه على وجع ابنته بهذه الطريقة فهمس في اذنها
جلال: حقك عليا يابنتي وقبل راسها ثم نظر لأمه ثواني يا أمي بعد اذنك ودخل الي غرفته وخرج ومعه ظرف كبير أعطاه لأبنته خلي الفلوس دي معاكي يابنتي واعملي حسابك انا كل يوم ح اجي اتغدى معاكم وخميس وجمعه ح ابات عندكم عايز اتغدى من ايدك زي ما اتعودت فاهمة فابتسمت تسنيم وقبلت يد ابيها وهنا صرخت سهير
سهير: انت ح تسيبها تمشي بدل ماتجيبها من شعرها وتدخلها اوضتها وتخليها تستسمحني بتعصيها عليا ياجلال فنظر لها جلال
جلال: غلطتي اني سيبتهم ليكي واحدة دمرتيها نفسيا والتانية خلتيها انانية ومش شايفة غير روحها طبعا ما انتي بتنفخي فيها ومحسساها انها ملكة الكون كله بس بكره تندمي ياسهير وياريت بتفوقي لكن للأسف لا و الحمدلله ان امي قدرت تحافظ على تسنيم هي أحق بيها منا لكن انا مش ح اسيب بنتي خليكي انتي كده مع دماغك يالا يا امي انا اللي ح اوصلكم فنظر أحمد لابيه وابتسم
أحمد: خلي حضرتك يابابا وانا ح اوصلهم فوضع جلال يده على كتف ولده
جلال: تعال معايا حبيبي نروح سوا يالا يا امي ونظر لولده شيل ياواد الشنط من اختك من هنا ورايح تسنيم دي ملكة وضمها لصدره بقوة يستشعر حنانها مقبلا راسها انتي من هنا ورايح ملكة في قلب ابوكي يا نيمو فأحتضنته تسنيم بقوه وهي تقبله
تسنيم: ياحبيبي انت اللي ملك على رأس بنتك وراسي تحت رجلك يابابا ربنا مايحرمني انا بحبك قوي يابابا
جلال: وانا بحبك ياقلب ابوكي
وذهب الكل تاركين سهير وابنتها ينظرون خلفهم والغضب يملئ قلوبهم
....................................
مضت الايام وكان جلال يذهب يومياً للغذاء مع أمه وابنته تسنيم وابنه أحمد الذي كان هو أيضا يمضي اليوم هناك ويوم الجمعة تقوم حنان بدعوة سمير وسامية لتمضيه اليوم معهم ولاحظ الاب فعلا ان ابنته لا تأكل كثيرا كما صورت له امها فأخذ يستغفر ربه على سوء ظنه بأبنته وعلى اهماله لها وتركها لأمها واختها يسخرون منها وهو صامت وكانت سهير ويارا يشعرون بالغيظ مما يحدث حتى اتي يوم كان عائد فيه جلال وابنه وهما يضحكون على ما تفعله معهم تسنيم من حركات كوميدية وكيف اضحكتهم حتى البكاء ودخل الاثنان المنزل وهم يضحكون فوجدوا أمامهم سهير ووجهها غاضب بشدة فنظر احمد لأبيه وغمزه
أحمد: بقولك ايه يابرنس البس انت يامعلم انا ح اهرب بجلدي فضحك جلال وهو يضرب ابنه بخفة
جلال: بتهرب ياجبان
أحمد: اه يا حاج انا راجع مبسوط مش ناقص نكد سلاموووز ونظر أحمد لوالدته وهمس وهو يمر بجانبها تصبحي على خير يا امي فأمسكت سهير يده
سهير: اه ماهي دي اللوكاندة اللي ابوك جابها لك ايه يافندي يامحترم كل يوم تخرج من وش الصبح ترجع بالليل على النوم كأن مالكش اهل عايزة اعرف بتكون فين طول الوقت
فنظر لها أحمد ونظر ليدها التي تمسكه ثم وضع يده على يدها وانزلها من عليه ونظر لها وابتسم ببرود
أحمد: ح ترتاحي لو قلت لك تمام بخلص شغلي واطلع على جدتي اتغدى معاهم ولو مواريش حاجة اعملها باسهر معاهم وارجع حلو كده تصبحي على خير تعبان وعايز انام فصرخت به
سهير: استني عندك انتم ايه حكايتكم انت وابوك كل يوم عندهم هناك كأن مافيش لكم حد غيرهم
أحمد: انا عن نفسي اه قاعد مع جدتي وابويا واختي حبيبتي ح اعوز ايه تاني حضرتك مالكيش غير يارا يبقى بتدوري عليا ليه طلعيني من دماغك يا امي ماشي عن اذنكم
كان جلال يجلس على كرسي الصالون وهو يضع قدم على قدم وينظر لسهير وهي تتحدث ويشعر كم هو اخطأ في تركها لتفعل ما تشاء وكان على وجهه شبه ابتسامة تحمل أقصى معاني السخرية وهو يتذكر كلام والدته له في أن يأخذ باله من أولاده ومعاملة زوجته لهم ولكنه كان يضرب بكلام امه عرض الحائط وقام من مكانه فوجدها تقف امامه
جلال: عايزة ايه يا سهير اقصري الشر وابعدي عني علشان انا مش طايق روحي
سهير: ليه ان شاء الله مش طايق روحك مش لسه جي من عند البرنسيسات بتوعك مين ضايقك بقى تلاقيها مقصوفة الرقبة بنتك فنظر لها بغضب
جلال: انا مش طايق روحي علشان رجعت البيت هنا ياسهير عن اذنك اه ومن هنا ورايح انا بايت في اوضة بنتي فصاحت سهير
سهير: نعم ليه أن شاء الله
جلال: مزاجي انا حر انتي شريكتي غريبة والله تصبحي على خير ياهانم
وذهب جلال أيضا من أمامها ودخل غرفة تسنيم وابدل ثيابه ثم ذهب في النوم اما سهير فأخذت تضرب كفا بكف كيف يفعل بها هذا كيف تحول جلال بهذه الطريقة وذهبت الي ابنتها التي كانت نجلس في غرفتها ودخلت مندفعة
يارا: أيه يامامي في ايه خضتيني حد يدخل كده
سهير: قومي شوفي القرف اللي انا فيه وأخذت تحكى لابنتها ماقاله احمد وجلال لها
يارا: أوووووووف يامامي هو احنا مش ح نخلص من ست تسنيم دي حتى لما مشيت ح تفضل قرفاني بس عارفه يامامي اللي مضايقني اني مابقتش عارفه اتريق عليها زي الاول فنظرت لها سهير بغضب
سهير: هو ده كل اللي همك ده انتي دماغك فاضية شوفي بقولك ايه تردي تقولي ايه
يارا: يامامي سيبك من أحمد طول عمره المحامي بتاعها وبابا بكره يزهق من المشاوير ويرجع تاني جانبك يابطة وهي تفضل لوحدها هناك زي قرد قطع فنظرت لها سهير وللحظة شعرت بغرابة ردها ولكنها استعادت حاضرها وتركتها وخرجت
...................................
مضت الايام وكانت يارا و تسنيم في نفس الجامعة ولكن كلاً منهم في كلية مختلفة فتسنيم في السن ويارا في تجارة وفجاءة وجدت تسنيم هاتفها يدق برقم اختها فرفعت الهاتف فوراً فهي تعلم أن اختها لا تتصل بها سوي في المصائب
تسنيم: ايوه يا يارا انتي كويسة
ولكنها فوجئت بفتاة اخرى ترد عليها فصعقت وخافت وكانت الفتاة هي صديقة ليارا من شيلتها المقربة لها وتدعي سارة وكان صوتها مرتبك فقلقت تسنيم كثيرا وصرخت بها يارا فين ياسارة
.............................
يجلس احمد في مكتبه في الشركة الهندسية التي يعمل بها وكل قليل ينظر في ساعته فضحك زميله في العمل
يوسف: ياخبر ابيض يا احمد اللي يشوفك وانت كل شوية بتبص في ساعتك يقول معاك ميعاد مع حبيبتك مش اختك
أحمد: يابني ماهي نيمو دي حبيبة قلب اخوها بقولك ايه سلام بقى على ما اعدي اجيب لها الشيكولاته اللي بتحبها واعدي عليها في الجامعة النهاردة الحاج عزمنا على الغداء برة مع نانا سلاموووووز بقى يا جو اشوفك بكره
يوسف: سلام يا ابوحميد
وهبط أحمد سريعاً وهو يحمل موبايله وشنطة اللاب الخاصة به ومفاتيح سيارته وفور ان ركب سيارته قام بالاتصال بجدته
أحمد: نانا ازيك ياقلبي انا في الطريق لنيمو اجهزي بقي ح اخدها ونعدي عليكي جلجل باشا منتظرنا فضحكت الجدة
حنان: ماشي يا سيدي اديني بجهز اهو انت بس اول ماتوصل رنلي ح انزلك على طول
أحمد: ماشي يا حنون سلام ياحب
حنان: سلام ياحبيبي
وتحرك أحمد لشراء الشيكولاته التي تحبها اخته كثيرا فهي عاشقة للشيكولاته وقام بشراء الزهور البيضاء التي تحبها أيضاً وبعد ان انتهى تحرك في اتجاه جامعتها
..............................
جرت تسنيم سريعاً لكلية اختها وهي لا تعرف ان تلك الفتاة ذات القلب الأسود قد اتفقت مع صديقاتها واصدقائها على إحضار اختها والسخرية منها أمام الكل ولأن تسنيم ذات قلب ابيض خافت كثيرا على اختها وانطلقت سريعا لها وهي لا تدري ذلك المخطط القذر وعندما وصلت كانت اختها تقف في دائرة من الشباب والفتيات فانطلقت تسنيم سريعا لها تحتضنها بقلق
تسنيم: يارا انتي كويسة حبيبتي فيكي حاجة فدفعتها يارا بقوة فأوقعتها أرضاً بقسوة
يارا: أيه ده قطر داخل فيا انتي متخلفة كنتي ح تموتيني وضحكت طبعا تريلا داخله فيا وكانت تسنيم في الأرض تنظر لاختها بقهر وهي تسخر منها وزميلاتها وزملاءها يضحكون عليها ودمعت عيونها بألم وفجاءة وجدت يد تمتد لها فنظرت فوجدت شاب وسيم للغاية فارع الطول ذو جسد متناسق بشكل ملفت خمري اللون يرتدي بدلة ونظاره شمسيه فرفع نظارته فوجدت عينان بلون العسل تغطيهم رموش كثيفة وشفاه حاده ترسم ابتسامة حنونة وهو لا زال يمد يده لها ويهز رأسه لها وكأنه يطمئنها فمدت يدها تضعها في يده فضحك شاب من زملاء اختها
الطالب: أيه مش خايف تاخدك وتقع فضحكوا جميعا ولكن هو أمسك يدها بقوة ورفعها من الأرض بخفة واحضر لها حقيبتها واوقفها خلفه واستدار لذلك الفتى ولكمه في وجهه اوقعه أرضا ثم مال عليه يرفعه من الأرض وصرخ به بصوت جهوري
أدهم: لما تبقى راجل ابقى اتكلم يا زبالة ونظر لهم جميعا "وكان أدهم شخص معروف لمتتبعين الفيس فهو طبيب جراحة قلب واغلب الفتيات يعرفونه لانه وسيم واخباره كثيرة في الميديا" ياخسارة شوية شباب زي الورد بعقل متخلف واستدار لتسنيم التي كانت تمسح دمعة هاربة من عيونها وابتسم انتي كويسة يا أنسة فهزت رأسها بالموافقة ونظرت لأختها
تسنيم: انا غلطانة اني جيت لك جري كنت متخيلة ان فيكي حاجة لما صاحبتك كلمتني اخر مرة تحصل مني يا يارا صدقيني اخر مرة اعتبرك اختي فضحكت يارا
يارا: ومين قالك اني عايزاكي تعتبريني اختك احنا كنا زهقانين قلنا نتسلى عليكي شوية وهنا التفت أدهم لها ونظر لها باحتقار وكانت تراه لأول مرة وجها لوجه والتفت بنظره لتسنيم
أدهم: انتي كويسة يا أنسة تحبي اوصلك في مكان وهنا سمع اخته تنادي عليه أدهم حبيبي انت جيت فأبتسم لها وهي تأتي جري عليه وهو يقبل رأسها واستمع لتسنيم تحدثه بصوت منخفض
تسنيم: متشكرة جدا لحضرتك عن اذنك واندفعت من أمامه سريعاً وهو ينظر لها ويشعر ان قلبه يخرج خلفها فتنهد وعاد بنظره لأخته
أدهم: يالا يا إيمو وهنا استمع لصوت يارا
يارا: دكتور أدهم ممكن حضرتك تخليك معانا شوية نتعرف عليك احنا اسفين على الموقف ده فالتفت أدهم ينظر لها بأحتقار وهو يصعد بعينه لأعلى واسفل وهو ينظر لها بأشمئزاز
أدهم: انا اتعرف عليكم مايشرفنيش بصراحة وانتي بالذات مايشرفنيش اني اتعرف على اشكالك يالا يا إيمو
وتحرك هو واخته وتركها تشعر بالخجل من كلامه ووجهها يحمر من الغضب كيف يحدثها هكذا وهي يارا التي يتمنى الجميع التحدث معها فقط وكيف كان يحدث تسنيم برقة
وخرج أدهم مع اخته وهو يحدثها عن تلك الفتاة ويحكي لها ماحدث وايمي تقص له ان يارا تلك فتاة مغرورة وانها معها ولكنها تبتعد عنها هي وشلتها تماما وفور ان خرجوا من الجامعة وجد تسنيم تقف وهي تحتضن حقيبتها وترتدي نظارتها الشمسية ولكنه شعر ببكاءها فشعر بقلبه ينقبض فنظر لأخته واخبارها انها هي تلك الفتاة واتجهوا لها
أدهم: أنسة انتي كويسة فمسحت تسنيم دموعها سريعاً ونظرت له
تسنيم: الحمدلله متشكرة مرة تانية لحضرتك واسفة للموقف ده فضحكت إيمو ونظرت لها
إيمي: بقولك ايه ياقمر انتي انا اسمي إيمي وبيقولولي يا إيمو وساعات الأخ ده بيقولي يا أومو شفتي وابقى اخت الأفندي ده ينفع اتعرف عليكي يامزة فضحكت تسنيم وهنا شعر أدهم ان قلبه يرفرف فأبتسم
تسنيم: قمر ومزة في جملة واحدة وليا كمان حرام عليكي يا إيمي المهم انا تسنيم ياستي واخويا وبابا بيقولولي نيمو مع اني مش سمكة يعني ده انا درفيل بس هما مقتنعين بكده فضحكت إيمي
إيمي: الله ايمو ونيمو خلاص نبقى اخوات أيه رايك بقى انا في تانيه تجارة
تسنيم: وانا في رابعة السن ألماني
إيمي: هي بجد يارا دي اختك شقيقتك يعني فلمعت الدموع بعيون تسنيم مرة أخرى وهزت رأسها بالموافقة فأكملت إيمي معقول انتي اخت دي لا مش قادرة أصدق شتان مابينكم ماتزعليش مني انا اسفة
تسنيم: لا خالص انا فعلا من النهاردة ح اطلعها من حياتي خليها بقى لوحدها
إيمي: أيه ده هو انتي مش عايشة معاها ولاحظ أدهم اسئله إيمي الكثيرة فضربها برقة على راسها
أدهم: كونان بطل يا كونان فضحكت تسنيم ووضعت إيمي يدها على رأسها
إيمي: سوري يا تسنيم والله مش قصدي أحقق فضحكت تسنيم مره اخرى وهي تضع يدها على يد إيمي
تسنيم: ولا يهمك يا أومو فضحك أدهم بقوه واغتاظت إيمي منهم فوضعت يدها في خصرها
إيمي: ماشي يا نيمو ماشي
................................
وكان أحمد يقود سيارته حتى يذهب لاخته ويجب عليه أن يمر أولاً أمام كليه يارا فلاحظ تواجد تسنيم فقام بفرمله السيارة فورا وهبط سريعاَ يجري عليها وخطفها بين احضانه وهو يتحدث
أحمد: في ايه يا تسنيم ايه وقفك هنا ايه اللي جابك هنا اوعي تقولي انك روحتي لها وكان أدهم وإيمي يرونهم وهم يشعرون بذهول من هذا وأدهم يشعر ان هناك من يعتصر قلبه وكل هذه المشاعر كانت تقود عقله للجنون
تسنيم: اهدي يا أحمد انا كويسة والله حبيبي وابتعدت قليلاً عنه وكان أدهم يشعر بالغضب فهي لها حبيب وفي هذه اللحظة استمع لصوتها وهي تعرفه عليهم المهندس أحمد اخويا الكبير الآنسة إيمي واخوها الاستاذ أدهم
أحمد: اهلا وسهلاً بيكم اتشرفت بمعرفتكم فهميني بقى حصل ايه فقصت تسنيم ماحدث كله لأحمد الذي وقف يستمع وهو في قمة الغضب وفور ان انتهت قبل رأس اخته استاذ أدهم انا مش عارف اشكرك ازاي
أدهم: مافيش شكر دول شوية عيال تافهه
أحمد: روحي اقعدي في العربية ياتسنيم وانا خمسة وراجع لك فتمسكت تسنيم بيد أخيها
تسنيم: لا يا احمد ارجوك ماتدخلش لها علشان خاطري
أحمد: اهدي يانيمو انا بس ح اتكلم معاها فهزت تسنيم رآسها وتساقط دمعه منها
تسنيم: لا انت مش ح تكلم انت ح تبهدلها وحياتي عندك وهنا امسكه أدهم
أدهم: تسمح لي اقولك ياباشمهندس أحمد تسنيم قصدي أنسة تسنيم محتاجة وجودك اكتر وبعدين انا مسكتش متقلقش
إيمي: نيمو ح نبقى أصحاب صح فنظرت لها تسنيم بحب
تسنيم: طبعا يا إيمو أكيد هاتي فونك فأعطتها إيمي هاتفها فوضعت تسنيم رقمها عليه وده رقمي بقى معاكي وأعطتها الهاتف مرة اخرى فقامت إيمي بالرن عليها
إيمي: وكده رقمي معاكي ح نكلم بعض وح نتقابل فتحدث أحمد سريعاً
أحمد: معلش يا إنسة إيمي ممكن حضرتك تروحي لها كليتها
إيمي: طبعا من غير ماتقول ياباشمهندس ده انا ح أقيم هناك بس بقولك ايه يا نيمو ح تعلميني ألماني فنظر أدهم لهم
أدهم: أنسة تسنيم مش حبه تشتغلي فلمعت عيون تسنيم بقوه وصرخت بفرح
تسنيم: بجد ازاي فأبتسم أدهم لفرحتها تلك
أدهم: نتعرف من الأول بقى انا دكتور أدهم الأيوبي جراح قلب وبتعامل مع مستشفيات ودكاتره كتير في ألمانيا فأبتسم أحمد ونظر له
أحمد: كده مش ح ينفع يا دكتور أدهم المعرفة بالطريقة دي مش ح تنفع حضرتك ينفع تتفضل معانا انت والأنسة جلجل باشا عزمنا النهاردة على الغداء واحنا كده اتأخرنا عليه وح يعلقنا بعون الله فضحكت تسنيم وتعلقت بيد أخيها ومالت براسها
تسنيم: عيب عليك ياهندسة معاك نيمو ونونا يالهوووووي نونا لا ضمنا نتعلق نتعلق ثم نظرت لأدهم وإيمي نظرة طفولية إيمو ينوبك ثواب مش عايزة حد يشيلك الشنطة وتتبنيه وكان أدهم وإيمي ينظرون لهم وكأنهم من كوكب آخر ثم انفجر أدهم في الضحك
أدهم: لا انتم مالكوش حل مين دول فضحك أحمد
أحمد: جلجل ده السيد الوالد ونونا دي آنا حنان وهي (حماته) بالمناسبة يالا بقى تكسبوا فينا ثواب لسه ح نعدي على نونا اهو نتحامي فيكم
أدهم: مصلحجي مصلحجي ياباشمهندس فضحك أحمد
أحمد: اهو اي مصلحة والسلام يادكتور
أدهم: خلاص واحنا موافقين بس ح نروح كده على السيد الوالد من غير اي مقدمات
أحمد: خلي البساط أحمدي ولا انتم من الناس اللي فوق فضحك أدهم وإيمي
أدهم: لا ياعم احنا من الناس اللي تحت فوق فين
أحمد: طيب يالا بينا معاك عربية ولا تدفع حق التوصيلة فضحك أدهم
أدهم: لا الحمدلله معايا عربية
أحمد: طيب تمام ح تمشي ورانا بقى لسه ح نعدي على نونا الأول وبعدين نطلع على السيد الوالد
إيمي: باشمهندس أحمد ممكن نيمو تركب معانا بليز علشان نرغي انا وهي سوا فأبتسم أحمد لاسلوبها الرقيق
أحمد: والله صعبتي عليا ماشي روحي يا نيمو وقبل رأسها
تسنيم: بس ح تركب وحدك يا أحمد
أحمد: حبيبتي المشوار صغير ونونا ح تبقى معايا يالا روحي ووقف احمد ينظر لهم حتى شاهد اخته تركب معهم وتحرك يركب سيارته فشاهد يارا تنظر لهم بذهول وهي ترى تسنيم تركب مع أدهم واخته فنظر لها وجاء ليتحرك فاستمع لأدهم بجواره وهو يبتسم
أدهم: يالا يا ابو حميد ح نتأخر على نونا وجلجل مش وقت تفاهات فأبتسم احمد لانه فهم تصرف أدهم فنظر لأخته باحتقار
أحمد: على رأيك يا أدهم بعدين جلجل يطمع في الأكل لوحده وركب سيارته وانطلق وخلفه أدهم وكانت تسنيم تنظر له بذهول وهمست بصوت منخفض
تسنيم: حضرتك عملت كده لما شفت يارا بتبص علينا صح
أدهم: فعلا دي حقيقة انا فعلا لغاية دلوقتي مش قادر أتصور دي اختك انتي والمهندس أحمد ازاي
تسنيم: انا وأحمد تربية نونا لكن يارا تربيه سهير هانم ماما انا بشكر حضرتك مرة تانية على وقوفك جانبي النهاردة
أدهم: مافيش شكر ولا حاجة يا آنسه تسنيم فضحكت إيمي
إيمي: لا بقولكم ايه حضرتك ودكتور وانسة ماليش انا في الجو الفخم ده خلو البساط أحمدي تسنيم أدهم إيمي فضحكوا جميعا وخجلت تسنيم واحمر وجهها وكانوا قد وصلوا لمنزل الجدة وراءت احمد يهبط من سيارته والجدة تخرج من باب المنزل فنزلت تسنيم سريعاً من السيارة وجرت على جدتها تقبل يدها بعد اخيها
تسنيم: نونتي فأمسكت اذنهم الاثنين
حنان: اتأخرت ليه منك ليها وانتي نازله من عربية مين وكان أحمد وتسنيم يضحكون بشدة وهبط أدهم وإيمي من السيارة واتجهوا للجدة التي تركت اذن الاثنان عندما رأتهم وكانت الجدة تعرف أدهم من برامج التليفزيون فنظرت له وابتسمت اهلا اهلا دكتور أدهم فقام أدهم بالسلام عليها
أدهم: اهلا بحضرتك ياهانم فضحكت حنان
حنان: هانم ايه قولي نانا او آنا او نونا زي المقاريض دول فأبتسم ادهم
أدهم: يبقى نقول نونا صغيرة حضرتك على آنا من شحط زي كده فضحكوا جميعاً ودي بقى اختي إيمي
إيمي: انا بقى ح اقول لحضرتك نونا برضه زي نيمو
أحمد: نتعرف بقى كلنا عند السيد الوالد احسن لو اتأخرنا اكتر من كده مش بعيد يعلقنا على الباب
حنان: يالا ياسيدي بينا ح تركبي برضه مع صاحبتك يا نيمو
إيمي: بعد اذنك يانونا ممكن
حنان: وماله حبيبتي يالا روحوا يالا بينا ياحماده
أحمد: يالا ياقلب حماده انتي
................................
وذهبوا الخمسة الي المطعم المنتطرهم به جلال ووصلوا الي هناك وركنوا السيارات وهبطوا جميعا وكانت حنان تسير في المنتصف وبجوارها من كل جهه تسنيم وإيمي وخلفهم يسير أحمد وأدهم ودخلوا المطعم ووجدوا جلال ينتظرهم وعندما رأته تسنيم تركت يد جدتها وجرت على ابيها ورغم سماعها لتعليق شاب يجلس وهو يسخر منها ويتحدث بالراحة ح تهدي المحل علينا وصديقه يرد عليه وش قمر بس ياخساره على جسم فيل وكان قد سمعهم أدهم ولكنه تماسك حتى وصل إلى الاب الذي كان يحتضن ابنته ويقبل وجهها
جلال: ملكة قلب ابوها عامله ايه
تسنيم: كويسة قوي حبيبي وحشتني
جلال: وانتي كمان ياحبيبتي وعندما رفع رأسه عرف أدهم فورا ومد يده اهلا دكتور أدهم نورتنا
أدهم: منور بحضرتك ياعمي اسفين على تطفلنا عليكم بالشكل ده بس المهندس أحمد هو اللي صمم
جلال: يا خبر تطفل ايه ده انتم نورتونا اهلا ياقمر اسمك ايه
إيمي: إيمي ياعمو وبيدلعوني إيمو زي نيمو كده
جلال: منورانا يا إيمو هانم يالا اقعدي انتي وهي جانبي ازيك يا امي وحشتيني
حنان: انت كمان ياحبيبي عامل ايه
جلال: الحمدلله اقعدوا ياشباب واقفين ليه
أدهم: انا بس ح استأذن منكم ثواني وراجع
جلال: اتفضل يا دكتور
واتجه أدهم الي الشابين الجالسين والذين كانوا يسخرون من تسنيم واقترب منهم وهبط أمامهم وامسك تلابيب كل واحد منهم وهو يضم رأسهم لبعض وضرب رأسهم سوياً وهمس بفحيح قوي
أدهم: لو كنتم فاكرين انكم رجاله باللي قلتوه ده تبقوا اغبيه منك ليه لو تقبلها على امك او اختك تبقوا عرر لو فاكرين دمكم خفيف وانتم بتتريقوا على خلق الله خلي بالك لربنا يرزقك بعاهه ممكن قوي اعملها لك منك له حالا واخلي امه لا اله الا الله مش بس تتريق عليكم لا وتقرف منكم كمان يا حيوان منك ليه اتفو عليكم وتركهم وهو ينفض يده وكأنه كان يمسك بشئ قذر كانت تراه فقط تسنيم فأبتسمت عندما رأته يعود لهم وجعلته ابتسامتها تلك يحلق في السماء وهمست فقط بشفتيها شكرا فهز رأسه لها ووصل لهم وجلس معهم
..............................
عادت يارا الي والدتها وهي تغلى وتزيد مما رأت وكيف اهانها أدهم وبعدها ركبت اختها معه بعد أن نظر لها أحمد بأحتقار وكانت امها تتحدث في الهاتف الي صديقتها وتشعران هناك خطب في ابنتها يارا وبعد أن ظلت تتحدث قليلاً اغلقت الهاتف وهي تنظر إلى ابنتها الجالسة أمامها وهي تضع ساق فوق ساق وتهز ساقها بعصبية
سهير: مالك يا قلب مامي مين معصبك كده حبيبتي
فأخذت يارا تقص كل ماحدث الي امها ولكنها اغفلت نقطة ان صديقتها قد قامت بالاتصال بتسنيم واحضرتها لهم حتي يسخروا منها وانتهت بركوبها السيارة مع أدهم واخته فنظرت لها الأم
سهير: ودي عرفت دكتور أدهم ده منين
يارا: شكلها ماتعرفوش يامامي هو بس اللي اتحمأ ودافع عنها وضرب زميل لنا لما اتريق عليها وكانت يارا قد نست ان تقص لأمها انهم ذاهبون للقاء الاب والجدة
سهير: يانهار اسود ماتعرفوش وركبت معاه العربيه أدام البيه اخوها ايه ده بقى طرطور وقعته سوداء لما يوصل هو والبيه ابوه
.............................
عاد أدهم وجلس معهم فكانت جلسته بجوار أحمد و أمامهم جلال وكل فتاة من جانب وكانت تسنيم أمام أدهم اما الجده فكانت في المنتصف فترى الكل وقام أحمد بقص ماحدث في الجامعة من يارا لتسنيم فضم جلال ابنته بقوة مقبلاً رأسها و الشرر يتطاير من عينيه ولاحظت ذاك تسنيم فقبلت صدر والدها بحب
تسنيم: بابا علشان خاطري ماتعملهاش حاجة فجز الاب علي أسنانه
جلال: انتي بتقولي ايه البنت دي عيارها فلت ولازم تتربى من اول وجديد
تسنيم: يابابا فنظرت لها الجدة
حنان: تسنيم بابا معاه حق يارا عيارها فلت ومابقتش تحس ان لها كبير مامتك خلتها استقوت بالقوى ولازم تتادب
تسنيم: يا نانا ح تحصل مشكلة بين بابا وماما وح يقولوا اني السبب برضة
جلال: كفاية بقى ياتسنيم مش كفاية بعيدة عن حضني وقعده مع جدتك مش كفاية بعدتم انتم الاتنين
تسنيم: خلاص ياحبيبي اعمل اللي يريحك بس علشان خاطري بلاش تقول انه علشاني مش عايزة مشاكل يابابا
جلال: تمام ياقلب ابوكي حاضر ح اتصرف بعيد عنك انتي بس تؤمري وقبل رآسها مرة اخرى فقبلت يده بحب وطلب جلال الطعام وجلسوا جميعا يضحكون وكانت تسنيم تضحكهم بحركاتها وتقليدها لبعض الحركات الكوميديه واندمجت معها إيمي واخذ الباقي يضحكون عليهم ولاحظت الجدة نظرات أدهم لتسنيم ونظرات احمد لإيمي فأبتسمت بحب وتواجهت بالكلام لأدهم
حنان: وانت بقى يادكتور أدهم فنظر لها أدهم وأبتسم
أدهم: أدهم بس يا نونا اؤمري
حنان: مايؤمرش عليك ظالم ياحبيبي قولي بقى متجوز ولا لسه ونظر أدهم لتسنيم ثم عاد ونظر للجدة
أدهم: لا لسه يانونا ادعيلي عندك ليا عروسة حلوة زيك بس تكون شبهك كدة فضحكت حنان وخجلت تسنيم لأنها نسخة من جدتها
حنان: ربنا يوفقك لبنت الحلال اللي تصونك وتحافظ عليك ونكون سندك وضهرك ياحبيبي زي ماتكون انت سند وضهر لها
أدهم: ان شاء الله يانونا صحيح يا عمي كنت عايز اطلب من حضرتك طلب
جلال: اؤمر يا دكتور أدهم
أدهم: برضه دكتور ياعمي ابتسم جلال
جلال: ماشي يا أدهم اؤمر ياحبيبي
أدهم: عرفت ان الأنسة تسنيم نفسها تشتغل وانا بتعامل مع مستشفيات كتير في ألمانيا ودكاتره كمان المان وببقي محتاج مترجم معايا دائما
جلال: بس ياحبيبي هي في آخر سنة لها ده ممكن يعطلها وانا متعود منها على امتياز كل سنة ولا ايه يانيمو
تسنيم: هو طبعا اللي حضرتك تشوفه يا بابا بس يعني لو حضرتك وافقت على الشغل اوعدك مافيش حاجة تعطلني واجيب برضة امتياز زي كل سنه فأبتسم جلال
جلال: شكلك عايزة ده ياحبيبتي ايه رايك يا أحمد وحضرتك يا امي
حنان: بص حبيبي انا عارفة تسنيم لو وعدت ح توفي وطالما هي عايزة تجرب سيبها حبيبي تجرب
جلال: وانت يا أحمد
أحمد: انا برضة مع رآي نونا وبعدين ماتخافش عليها انا ح أضبط معاها وابقى اوديها واجيبها
تسنيم: لا حبيبي كده مجهود عليك انا ح اخد كريم أو أوبر
أحمد: مافيش تعب وحتى لو في تعبك على قلبي زي العسل فقزفت قبلة في الهواء لأخيها
تسنيم: ربنا مايحرمني منك يا قلب اختك انت
جلال: يا سلام هو قلب اخته واحنا ايه
تسنيم: يابابتي هو ربع وحضرتك ربع ونانا ربع
جلال: طيب والربع الفاضل فضحكت حنان واحمرت تسنيم خجلا وكان ادهم ينظر لها
حنان: لصاحب النصيب بقى ياجلجل الله ماهو لازم يكون له نصيب هو كمان مش كده برضة ياأدهم أدهم روحت فين فشعر أدهم بالارتباك
أدهم: ابدا يانونا بس سرحت اه طبعا لازم يكون لصاحب النصيب ان شاء الله
واكملوا جلستهم بين الضحكات والنكات التي اطلقتها إيمي والفوازير التي قالتها تسنيم ومضى الوقت وانتبهوا على هاتف أدهم وهو يرن ورد وعلم ان هناك حالة حرجة جاءت المستشفى الخاص به ويجب عليه الذهاب فورا فعرض احمد وتسنيم إيصال إيمي حتى لا يتأخر ووافق أدهم وانصرف بعد أن اعطي هاتفه الي الكل واتفق مع تسنيم على محادثته حتى تحدد له متى ستأتي وقام بشكر جلال كثيرا على تلك الدعوة وقام بتقبيل رأس نونا وهمس بجوار اذنها ادعيلي قوي يانونا فأبتسمت وهي تقبل جبهته
نونا: عيون نونا ح ادعيلك ربنا يوفقك في شغلك وينولك اللي في بالك وأمن خلفها أدهم وتركهم وانصرف بعد أن احتضن اخته وقبل رأسها وابلغها ان تحدثه فور وصولها البيت
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية قطة علي النار" اضغط على أسم الرواية