Ads by Google X

رواية عشقت من الصعيد الفصل الاول 1 بقلم حنين عماد

الصفحة الرئيسية

  رواية عشقت من الصعيد الفصل الاول بقلم حنين عماد

 رواية عشقت من الصعيد الفصل الاول 

قد تجبرك الحياة على تقبل واقع لا تتمناه .. قد تموت بداخلك اشياء تحبها لتُبعث من رمادها اشياء اخرى ستعشقها .. قد تضطرك الظروف على تغيير مجرى حياتك لتكتشف فجأة انك على اعتاب حياة جديدة .. قد تُرغم على التواجد بمكان تكرهه لتقع في حبه دون ان تدري .. قد يحدث الكثير ولكن الحقيقة التي لا شك فيها هي ان الحياة رحلة كبيرة مليئة بالمفاجآت .. بها ستفرح وتحزن وسيُصاب قلبك بسهام الحب وستنكشف العديد من الأسرار .. هل انتم مستعدون لحكاية جديدة وغير تقليدية .. اذا فلنبدأ .. المكان: منزل عائلة المنياوي بإحدى قرى محافظة المنيا .. الزمان: آاااا هل يمكن ان نكتفي بقول انه يوم لم يظن أحد انه سيأتي .. فمَن كان ليظن ان ابنه تلك العائلة ستعود لذلك المنزل بعد غياب اكثر من ربع قرن .. ستعود وليست وحدها ولكن معها تلك الحفيدة التي اقسمت بأنها لن تخطو ذلك المنزل أبدا .. جاء اليوم الذي تضطر فيه ان تخلف قسمها .. ربما تتساءلون عن سبب غياب الابنة وسبب عودتها الآن بالتحديد مع تلك الحفيدة القاهرية .. حسنا ستعرفون كل شئ حين تعيشون مع تلك العائلة .. عائلة المنياوي والتي تُعتبر من اكبر عائلات الصعيد فقد تولى رجالها منصب عمدة تلك القرية الصغيرة سنة تلو الأخرى وسلموا ذلك اللقب لبعضهم جيل وراء الآخر والآن يحكمها الحاج سالم المنياوي كبير العائلة وكبير البلد .. أصبح عمدة البلد منذ سنتين والجميع يشهد له في العدل والحكمة وكيف لا وهو إبن الصعيد الذي تجري اخلاق الصعيد الحميدة بدماءه وتنعكس اشعة الشمس على بشرته القمحية اللامعة .. اقتربوا قليلاً .. دققوا النظر .. هل ترون ذلك الهرج والمرج بالمنزل .. في العادة لا يكون هناك هذا الكم من الحركة في تلك الساعة المتأخرة بالنسبة لهم فيومهم ينتهي في الساعة التاسعة مساء ويبدأ في السابعة صباحاً ولكن سبق واخبرتكم ان اليوم ليس يوماً عادياً فجميع من في المنزل يقفون على قدم وساق لاستقبال الابنة الغائبة والحفيدة المرتقبة
…: همي يا بت منك ليها .. شهلوا شوية .. الحاچ زمانه على وصول
نطقت الحاچة صالحة تلك الجملة بلكنتها الصعيدية المميزة مثلها فهي مميزة وصالحة من داخلها مثلما صلحت ملامحها الصعيدية الجميلة .. اقتربت من الحاچة صالحة فتاة جميلة الملامح ذات بشرة سمراء لتهتف بسعادة وفخر
ورد(بابتسامة): خلاص يا ست صالحة كل حاچة چاهزة
صالحة: اوعي تكوني نسيتي حاچة يا ورد
ورد(بابتسامة واثقة): ماتجلجيش يا ست الكل .. الفطير اتخبز وفي الچرن (الفرن) والطواچن چهزت وأني طلعت بلاص المِش وبلاص العسل عشان العشوة تكمل يا ست الناس
صالحة(بابتسامة فخورة): عفارم عليكي يا ورد
ورد: هو صحيح الحاچ سالم هيچيب معاه ست صفاء وبتها؟
صالحة: هو لما كلمني جال انه هيچيبهم معاه
ورد: ألا هي ستي صفاء دي حلوة؟
صالحة(بابتسامة يشوبها الشرود): إلا حلوة .. دي كانت جمر ١٤ .. كانت كيف البدر في تمامه .. وكانت حنينة جوي جوي تتحط عالچرح يطيب
ورد: لا مؤاخذة يعني يا حاچة بس هو حضرتك اخر مرة شفتيها كانت ميتى؟
صالحة(بعبوس بسيط): يچي من اكتر من ٢٧ سنة .. من ساعة ما حوصل اللي حوصل ديه واني ماشوفتهاش واصل
ورد: ربنا يهدي النفوس ويرچع الماية لمچاريها
صالحة(بانتباه): شايفة انتي خلتيني اجعد اتساير معاكي كيف ونسيت اتمم على الأوض انها چهزت دا خلاص زماناتهم على وصول
بمجرد ان أنهت جملتها صدح صوت سيارة الحاچ سالم المنياوي مُعلناً عن وصوله ومعه اخته الحاجة صفاء المنياوي بقلبها الابيض الجميل المُماثل لوجهها البشوش الذي زارته بعض التجاعيد البسيطة التي رسمتها يد الزمن ولكنها لم تنجح في إخفاء جماله بل ازداد جمالاً حين زينه ذلك الحجاب الابيض لتكتمل طلتها الهادئة وتصبح ملامحها ساحرة مثلها كمثل تلك الحفيدة القاهرية التي ورثت ملامحها كلها ولكن بعيون حادة مثل الصقر فترى ماذا سيحدث لها وكيف ستقلب تلك الحفيدة المنزل رأساً على عقب ويكون عليها مواجهة خصماً قوياً مثلها
////////////////////
تتسلل وهي تغطي وجهها بذلك الشال الاسود كقلبها وتتحرك بسرعة وهي تتلفت يميناً ويساراً قبل ان تدخل ذلك البيت المتهالك .. اقتربت من احدى الغرف التي تعرف طريقها عن ظهر قلب فهي أتت لذلك البيت منذ اسبوع تقريباً راغبة في تحقيق امنية قلبها المريض .. فتحت باب تلك الغرفة لتظهر سيدة متشحة بالسواد وترتدي خواتم كثيرة وقلادة كبيرة على صدرها اما عينيها فقد كحلتهم باللون الاسود الملائم لملامحها لتكتمل طلتها المخيفة .. تجلس تلك الفتاة امام تلك السيدة التي اردفت وهي تنظر بقوة في عينيها
-: چيبتي الفلوس؟
=(وهي تهز رأسها): إيوة .. أهم
قالتها وهي تخرج حفنة من النقود من حقيبتها لتضعها على الطاولة الصغيرة التي تفصلها عن تلك السيدة التي لمعت عينيها حين رأت النقود لتُمسك حفنة من البخور وتُلقيها في تلك النار المشتعلة امامها وهي تصرخ بصوت مرعب وتردد اسماء غريبة ارجفت بدن تلك التي تجلس امامها وتقبض على حقيبتها بقوة من فرط الخوف
-: هاتي الجطر
قالتها وهي تمد يدها امامها لتقوم تلك الفتاة بإخراج قطعة ملابس رجالية من حقيبتها وتضعها بيد تلك السيدة التي اخذت تمزقها وتقول كلمات غير مفهومة قبل ان ترمي بجزء من القماش في النار وتردف بصوت مرعب خشن يشبه صوت الرجال
=: رايدة إيه من صاحب الجطر؟
-: رايداه يحبني كيف ماحبه ويكون رايد يتچوزني النهاردة جبل امبارح
=(بعد صمت قصير): اللي رايداه هيوحصول
-(بنبرة يشوبها الفرحة واللهفة): صوح؟! مَيتي؟
=: ماتجلجيش الاسياد هتتولى الموضوع واللي انتي رايداه هيكون ليكي اهم حاچة طلباتهم تتنفذ
-: إني تحت امرهم وامر طلباتهم
=: تمام
قالتها وهي تبتسم بخبث لوقوع ضحية جديدة في شباك خداعها لتُمسك في إحدى يديها قطعة قماش على شكل مثلث وفي يدها الأخرى زجاجة صغيرة لتردف بنفس النبرة
=: الازازة دي تترش على عتبته في ليلة يكون جمرها بدر ولازمن يخطي عليها والحچاب ديه يتحط تحت راسه ٧ ايام بلياليهم .. وخلي بالك لو وجفتي يوم تعيديهم من الاول ، فاهمة؟
-(وهي تهز رأسها بطاعة): فاهمة .. فاهمة
=: يلا جومي .. جوماااي
خطفت تلك الفتاة العمل والزجاجة لتجري من امام تلك السيدة التي ضحكت بقوة على سذاجة تلك الفتاة التي اشترت قطعة قماش ملونة وبعض المياة الموضوعة في زجاجة صغيرة بآلاف الجنيهات .. تتسع ابتسامتها وهي تمسك بالنقود التي امامها وهي سعيدة بل وفخورة بخداع هؤلاء السذج الذين يسعون وراء الدجل والشعوذة من شدة غباءهم وهم يظنون انهم قادرين على تغيير قدر الله ولكن هيهات فالله سبحانه وتعالى وحده القادر على ان يقول للشئ كن فيكون فترى كيف ستكون نهايتهم وترى ماذا سيحدث لتلك الفتاة التي نست ربها وسلمت نفسها لشياطين عقلها فهل ستجد من يتغلب عليها وعلى شياطينها
/////////////////
تخشبت قدماها امام باب ذلك الدار .. عذراً هل قلت دار ، هو ليس داراً بل يمكن القول انه يشبة السرايا لحد كبير .. تقف امام ذلك الباب بقوامها الرشيق وشعرها الاسود المائل للبنية وعينيها الجميلة والحادة التي تشبه طمي النيل في لونه وجماله .. تقف وقد أبت قدماها ان تخطي خطوة اخرى .. احست بالدموع تتجمع بعينيها لتغلقهما بقوة آبية ان يراها أحد ضعيفة .. ظلت على تلك الحالة لتنتبه على صوت خالها الذي اردف بحنان لطالما احسته بنبرته
سالم(بنبرة حنونة): إيمان .. وجفتي ليه يا بنيتي؟
لم ترد ولكن كانت نظرتها كافية لتعبر عن تلك الحرب الدائرة بداخلها ليمد سالم يده لها بحنان وهو يردف
سالم(بابتسامة بسيطة): ادخلي يا بنيتي .. ادخلي يا حبيبة خالك
نبرة الحنان في صوته كانت هي المشجعة لها لتخطو للداخل .. وضعت يدها بيده وتقدمت بهدوء عكس ذلك الصخب الدائر بعقلها .. طواحينها تضرب هنا وهناك رافضة وجودها بذلك البيت ولكن عليها ذلك لأجل امها
صالحة(بفرحة): يا ألف حمد الله على السلامة .. نورتي دارك يا صفاء .. اتوحشتك جوي جوي يا خيتي
قالتها صالحة بنبرة صادقة قبل ان تجذب صفاء لأحضانها وتغرقها بالقبلات المشتاقة امام عيني تلك الابنة التي رغم حنان كل من بالمنزل وحبهم الواضح بأعينهم لها ولوالدتها مازالت تكره وجودها بمكان واحد يجمعها به
صالحة(بابتسامة): بسم الله ما شاء الله جمر ١٤
قالتها صالحة وهي تجذب إيمان لاحضانها بقوة وتغرقها هي الأخرى بالقبلات وكأنها تعرفها منذ أعوام
صافية: كيف البدر ليلة تمامه .. نسخة منيكي يا صفاء
قالتها بنبرة ودودة يشوبها الحب وهي تخرج إيمان من أحضانها وتتأملها بابتسامة بشوشة
إيمان(بشبح ابتسامة): شكراً يا طنط
صالحة(وهي ترفع حاجبيها باستغراب): طنط؟!!
ضحك سالم واقترب ليضم إيمان لصدره واردف بهدوء
سالم(بابتسامة وهو يشير باتجاه صالحة): دي تبجي الحاچة صالحة مرتي وكانت صاحبة امك الروح بالروح
إيمان(بابتسامة بسيطة): اتشرفت بيكي
صالحة(وهي تربت على وجهها بحنان): يسلملي أدبك يا بنيتي .. ايه الحلاوة دي .. الله اكبر في عيني .. خايفة احسدك يا حبيبتي
سالم(بنبرة خفيفة): هتجعدي ترحبي بيها وتسيبينا چعانين إكده
صالحة(وهي تتحرك للمطبخ): لاه كيف يعني .. الوكل كله چاهز ودجايج والسفرة تكون چاهزة
صفاء(بنبرة حزينة وهي تنظر لسالم): انا عايزة اشوف بابا
عند ذكره اختفى شبح الابتسامة التي كادت أن ترتسم على وجهها .. ضغطت على فكيها بقوة واحتدت انفاسها بغضب ليلاحظ سالم ذلك ويردف بهدوء
سالم(وهو يربت على ذراع إيمان): ايه رأيك ترتاحي في اوضتك يا بنيتي لحد ما السفرة تچهز
هزت رأسها بهدوء لتتحرك ناحية تلك الغرفة التي اشار لها خالها وقد لمعت عيناها بالدموع .. ما ان دخلت لتلك الغرفة ولمحت تلك الشرفة بها حتى هرعت لها وكأنها تريد ان ترمي بأحزانها من تلك الشرفة .. تشهق بقوة وكأنها كادت ان تغرق في بئر أحزانها الذي بدخولها لذلك البيت حُبست بداخله .. اغمضت عينيها واخذت تتنفس بعمق مرة تلو الاخرى رافضة ان تبكي .. رافضة ان تضعف .. رافضة ان تنزل دمعة من عينيها بسببه فهو لا يستحق
////////////////
في استار الليل وتحت اشعة القمر الفضية يتحرك بفرسه الابيض كقلبه ويشد ظهره كفارس مغوار وشجاع .. ينظر حوله ويتفقد أحوال اهل قريته الذين يعتبرهم عائلته الثانية .. يبتسم بهدوء وهو يرى بعض الاولاد يلعبون ويجرون هنا وهناك أمام منازلهم لتختفي ابتسامته ويحتل محلها الوجوم حين لمح ذلك الرجل الذي وضع حمولة كبيرة على عربته التي يجرها ذلك الحمار الضعيف والهزيل .. نزل من فوق فرسه وتقدم من ذلك الذي ظن انه قد يتمكن من مخالفة قوانين زين المنياوي الذي حذر الجميع من ان يضعوا حمولة كبيرة على عرباتهم مستغلين عدم قدرة الحيوانات على الشكوى نازعين كل معاني الرحمة من قلوبهم
زين(بنبرة حادة وآمرة): وجف عندك
لف ذلك الرجل وجهه لتجحظ عيونه بصدمة وقد قبض عليه ذلك الذي لا يجرؤ احد على مخالفة أوامره
الرجل(بخوف وتوتر): خ.. خير يا زين بيه
زين(بنبرة غاضبة): أني مش جولت جبل إكده ماتحملوش حمولة تجيلة عالبهايم يا بهايم
الرجل: والله..
زين(مُقاطعاً بحدة): سد حنكك وماتنطجش واصل .. انتوا فاكرين نفسكم ايه عاد .. دول روح ربنا هيحاسبنا عليها
الرجل(بتبرير): يا زين بيه الدنيا عتمت والطريج بالليل بيكون كحل كيف عايزني افضل رايح چاي علشان انجل الحمولة على اكتر من مرة
زين(بحدة): آه ف تجوم مخالف كلامي ومحمل عالعربية كل الحمولة ومخلي الحمار الضعيف ديه يسحب مش إكدة؟
صمت الرجل ولم يعرف ماذا يقول ليردف زين بنبرة تحذيرية
زين(وهو يرفع اصبعه بوجه الرجل): أول وآخر مرة توحصول أنت فاهم؟ قسماً عظماً لو اتكررت ل اركب الحمار فوق العربية وأحط عليها حمولة جد دي ١٠ مرات واخليك انت تسحبها وتلف بيها البلد كلها .. اتجي ربنا وارحم علشان ربنا يرحمك
قالها وتحرك من امام ذلك الرجل الذي تنفس بإرتياح حين انتهى الامر بتلقى ذلك التحذير الناري فهو يعلم ان زين المنياوي قادراً على تنفيذ تهديده ولن يقدر أحد على إيقافه او منعه .. أما عنه هو فقد ركب فرسه مرة اخرى وقرر التحرك لداره الذي ستشتعل به نيران المواجهة بينه وبين تلك القاهرية العنيدة فترى كيف ستنتهي تلك المواجهة
/////////////////
تقف بشرفة تلك الغرفة وتدع الهواء البارد يصفع بشرتها البيضاء .. غصة تحتل حلقها والدموع تخنقها بشدة .. وكأن نيران العالم تشتعل بروحها وبراكين الدنيا تتفجر بقلبها .. آاااااه مكتومة شقت صدرها حين هربت دمعة ساخنة منها تتبعتها أخرى وأخرى .. تبكي وكأنها لم تبكي من قبل .. تبكي لأنها مهما حاولت إخفاء ضعفها تعلم انها ضعيفة كحبة رمل في مهب الريح بل واصبحت اضعف بغيابه عنها .. تبكي على ذلك الوعد التي لم تستطع تنفيذه وتبكي على ذلك العهد التي خانته
*فلاش باك*
دق خفيف على باب غرفتها تبعه دخول رفيق روحها وحبيبها الأول
عبد الرحمن(بابتسامة بسيطة): حبيبة بابا نامت ولا لسة صاحية؟
إيمان(بابتسامة وهي تعتدل في جلستها): صاحية يا بابا
عبد الرحمن: طب فاضية شوية؟
إيمان(بعيون لامعة بالحب): ولو مش فاضية افضالك يا حبيبي
عبد الرحمن(وهو يتقدم منها): قلب ابوكي انتي يا إيمان ولو إني زعلان منك
إيمان(بذهول): زعلان مني انا؟!!
عبد الرحمن(وهو يجلس بجانبها): ايوة علشان طريقة كلامك مع والدتك
إيمان(بخجل مما فعلت): يا بابا والله انا ماكنش قصدي اني اكلمها وحش بس انا انفعلت .. انا مش فاهمة ازاي بعد قسوته دي كلها لسة عايزة تشوفه وبيوحشها وبتعيط علشان هو بعيد عنها
عبد الرحمن: يا حبيبتي دا باباها .. كل واحدة باباها بيكون حاجة كبيرة اوي في حياتها وعمرها ما تقدر تستغنى عنه مهما كبرت ومهما عمل
إيمان(بنبرة يشوبها القليل من الانفعال): انا مش فاهمة ، حضرتك بتدافع عنه كدا كأنك نسيت اللي عمله زمان
عبد الرحمن(بابتسامة بسيطة): ومين قالك اني مانسيتش؟ انا مش بس نسيت انا مسامحه كمان على كل حاجة عملها او هيعملها
إيمان(بصدمة): مسامحه؟!!!
عبد الرحمن: ايوة .. كونه ابو والدتك وجدك كفيل يمحي اي حاجة وحشة صدرت منه
إيمان(بغضب): بس يا بابا دا مايستاهلش..
عبد الرحمن(بنبرة محذرة): إيمان, دا جدك وانا ماسمحلكيش انك تتكلمي عنه كدا
إيمان(بعبوس يشوبه الغيظ): انا اسفة يا بابا بس بجد انا كل ما بشوف ماما بتعيط غصب عني بحس اني بكرهه
عبد الرحمن(بنبرة هادئة يشوبها اللوم): حد يكره جده؟
إيمان(بغيظ): ايوا انا بكرهه .. بكرهه لأنه سبب كل دمعة بتنزل من عين امي .. بكرهه لانه سبب وجع كبير جواها وجواك .. بكرهه لإنه ظالم وقاسي
عبد الرحمن(بعد صمت قصير): قوليلي يا إيمان .. لو انا في يوم قسيت عليكي او حتى ضربتك هتكرهيني؟
إيمان(وهي تنفي برأسها): لأ طبعا يا بابا
عبد الرحمن: ليه؟
إيمان: علشان عارفة انك بتحبني وانت ابويا يعني مهما عملت عمري ما هقدر ازعل منك ولا اكرهك
عبد الرحمن(بابتسامة بسيطة): اديكي جاوبتي على نفسك .. دا بالظبط اللي والدتك حاسة بيه
تنهدت إيمان بعدما فهمت ما يحاول اباها قوله لتنظر له وتقول بنبرة يشوبها اللوم والحزن
إيمان(بعبوس وشرود): انا بس مش فاهمة ليه .. ليه يا بابا يقسى بالشكل دا على بنته .. ليه يحاول يأذيك .. ليه يعارض جوازكم .. ليه مايرضاش يشوفني كل السنين دي
عبد الرحمن(بنبرة هادئة): كل الاسئلة دي هيجي يوم وتعرفي اجابتها .. انا متأكد ..(ثم امسك يدها بحنان).. خليكي عارفة ان مهما كانت أسبابه عمر الكره ما هيكون بين الاسباب دي لأن ببساطة مفيش اب بيكره بنته
إيمان(بتفكير): تفتكر يا بابا ممكن يجي اليوم اللي يقبلنا فيه؟
عبدا الله(بابتسامة واثقة): انا متأكد ان هيجي اليوم دا .. اليوم اللي جدك هيقبلنا وهيرحب بينا في بيته كمان
إيمان(بابتسامة وهي تنظر لوالدها): وأنا اوعدك يا بابا إني هحقق دا وهندخل انا وانت وماما بيته وايدنا في ايد بعض
عبد الرحمن(وهو يجذبها لأحضانه بحنان): ان شاء الله يا قلب ابوكي
*عودة*
آااااااه من ذلك الوعد الذي لم تنفذه .. آاااااه من ذلك الحلم الذي لم ولن تحققه .. تفتح عينيها وهي تتذكر ذلك الاستقبال التي تلقته مع والدتها ما ان نزلوا من سيارة خالها .. تلك السيارة التي عانت حتى لا تقفز منها قبل ان تصل لذلك المنزل الذي لم يُرحب برفيق روحها والذي ذبحها كونها لم تحقق حلمه .. لم تدخل ذلك المنزل ويديها معانقة يده كما تمنى .. لم يُرحَب به بذلك المنزل كما ظل يأمُل لأعوام وكل ذلك بسبب ذلك الجد اللعين الذي سبب شرخ كبير في حياتها .. لم تراه أبدا ولا تريد ان تراه .. هذا ما تظل تخبر به قلبها حتى لا يشعر بذرة عاطفة ناحية ذلك الرجل ذو القلب المتحجر ولكن هل سيظل هذا القلب على موقفه حين تنكشف الحقائق واحدة تلو الاخرى وتصبح هي في مواجهة الحفيد الأكبر للعائلة .. هل ستظل على موقفها رافضة ان تحب اي شئ متعلق بتلك العائلة ام ستصبح عاشقة لكل ذرة تراب من تلك القرية وتقول بفخر عشقت من الصعيد
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية عشقت من الصعيد " اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent