رواية صراع الحياة الفصل الاول بقلم مريم محمد
رواية صراع الحياة الفصل الاول
وقفت علي أعتاب الشرفة وعلي وجهها إبتسامة صافية
كانت تنظر إلى هذه السيدة التى تجلس علي المقعد وتعطيها ظهرها وبجانبها يوجد منضده متوسطة الحجم يوجد عليها فنجان من القهوة ، وبجانبه مذياع ينبعث منه صوت موسيقي
دخلت تمارا إلى الشرفة وهى تغني مع الموسيقي
غنت تمارا بصوت عذب مع الموسيقي :
- ياما عيون شغلوني لكن ولا شاغلوني، إلا عيونك أنت دول بس اللي خدوني خدوني، إلا عيونك أنت دول بس اللي خدوني خدوني.
ألتفتت ساجدة وانشقت شفتيها عن ابتسامه لأبنة شقيقتها:
-صباح الخير يا حبيبتي.
فاقتربت تمارا منها ثم قامت بتقبيل خدها :
-يا صباح الروقان، الواحد بقي مدمن أغانيكِ والقهوة بتاعتكْ اللي علي الصبح ديِ.
فأجابتها ساجدة وهي تنظر امامها بشرود :
-دا روتينيِ بتاع الصبح يجي من أكتر من عشرين سنة.
فمدت تمارا يديها إلى فنجان القهوة وارتشفت رشفه منه
فمدت ساجدة يديها وأخذت الفنجان من يديها ثم تحدثت بإعتراض :
-كام مرة قولتلك القهوة متشربش علي الواقف كده.
فضحكت تمارا عليها فخالتها تعشق القهوة وتضع بعض القوانين لشربها. أقتربت منها وقبلت خدها سريعًا :
-أسفين يا ساجده هانم
ثم أكملت حديثها وهي تلوح لها وتودعها :
-أشوفك بليل.
خرجت إلي الخارج فقابلت والدتها فهتفت فاطمة بتساؤل :
-رايحة فين مش لسه بدري علي معاد شغلك؟
فأجابت تمارا بنبره يسودها الثبات فهي تعلم ماذا سوف تواجه يعد اجابتها :
-رايحة لطارق.
تغيرت تعبيرات ملامح وجه فاطمة إلى الغضب :
-ريحاله فين!؟
أخذت نفساً بصوتٍ عالٍ ثم تحدثت بجدية
-هكون ريحاله فين يعني يا ماما مكان ما هو موجود.
فتحدثت فاطمة بألم وحزن علي ابنتها فهي تعاني معاها منذ سنوات كلما راتها هكذه لا تستطع ان تتخطي آلمها:
-تاني حرام عليكي يابنتي اللي بتعمليه في نفسك كفاية بقي، كفاية السنين دي كلها أنسي بقي.
فأدمعت أعيُن تمارا ثم تحدثت بنبره يسودها الألم والحزن:
-مش هنسي كفاية بقي أنتي ليه مش عاوزه تفهميني دا جوزي..
قطعت حديثها عندما رأت خالتها تقف خلف والدتها : - خالتو!؟ ، أحم عن إذنك رايحة شغلي.
ثم غادرت تاركه خلفها والدتها تشعر بالحسره علي حزن ابنتها، وخالتها التي تدعو لابنها بالمغفرة ولابنة شقيقتها بأن ان يرزقها من يمحو لها حزنها
إلتفتت فاطمة إلى ساجدة ثم تحدثت بأسف و حزن :
-أنا أسفة، انا مقصدش حاجة أنا بس…
فقاطعتها ساجدة بألم حاولت أن تخفيه :
-متتأسفيش تمارا من حقها تشوف حياتها.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بداخل إحدي مباني أفرع شركات المنياوي ، صف سيارته أمام الباب ثم نزل منها قام الأمن بفتح باب الشركه سريعاً بعد أن ألقوا التحية له، صعد إلى الأعلي ، وقف أمام مكتب إبن عمه فوقفت سريعاً عندما رأت رب عملها
سألها يونس بهدوء :
-عمار جوه؟
فأجابت السكرتيرة سريعاً :
-أيوه يا فندم تحب أبلغه بحاجة؟
فأشار لها يونس بيديه لكي تتوقف ثم دلف هو وقف عمار عندما رأي ابن عمه يدلف إلى غرفته
هتف عمار بدهشة :
-يونس! ، أنت إيه اللي جابك، مش قولتلك ترتاح شويه.
جلس يونس علي المقعد :
-أنا كويس متقلقش، وبعدين أنت ناسي إن إفتتاح المعرض الجديد النهارده.
فصاح عمار بنبره يسودها الغضب والخوف علي ابن عمه فهو في الفترة الأخيرة يشعر كثيراً أنه ليس علي ما يرام :
-حتي لو في إفتتاح أنت بقالك فترة تعبان ومش عاجبني شكلك دا.
وقف يونس من مجلسه :
-متقلقش، قولي مصطفي هنا ؟
فعقد عمار حاجبيه بتعجب :
-لا، هو مقالكش إنه مسافر!؟
فهتف يونس بنبره يسودها غضب خفيف :
-لا واضح إن فيه حاجات كتير بقت بتحصل وأنا معنديش علم بيها، توصل له، يكون قدامي بليل أنت فاهم.
ثم غادر ولم يعطي فرصه لعمار كي يجيب عليه ، ذهب إلى مكتبه ثم قام بإخراج هاتفه لمهاتفه خطيبته، تكلم عندما سمع إجابة من الجانب الأخر
هتف يونس بنبرة يسودها الحنان:
-كل دا عشان تردي؟
فأتاه صوتها من الجانب الأخر :
-أهلا يا حبيبي ، لسه سامعة الفون دلوقتي.
فسألها يونس بجدية :
-وصلتي ولا لسه؟
فأجابت نيرة قائلة:
-أه يا حياتي لسه واصله.
فأجابها يونس بجديه :
-أنا مش عارف إيه لزمته سفرك المفاجئ دا.
فأجابت نيرة معتذره:
-ما أنا قولتلك صحابي اتفقوا إننا نسافر، أنا عارفه إنك زعلان عشان أتفقنا نقضي اليوم مع بعض، ما هو لو أنت بس تعرفني حاجة إيه دي اللى عاوز تقولي عليها.
فأجاب يونس بشرود :
-قولتلك لما أشوفك هبقي أقولك، مضطر أقفل دلوقتي عشان عندي شغل، ياريت تكلميني كل شوية متقلقنيش عليكي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
دخلت إلى المقابر وقفت أمام مقبرته قامت بوضع الزهور ثم قامت بقراءة الفاتحة، نظرت إلى القبر بحزن
تحدثت بحزن ووجع : حبيت أعدي عليك النهاردة وزي ما وعدتك إني أعرفك كل أخباري ، تخيل النهاردة أتعينت مساعدة لرئيسة القسم ، كان نفسي تبقى موجود جمبي.
صمت لثواني ثم شردت فيما حدث بالصباح :
-قبل ما أجيلك النهاردة ماما أتخنقت معايا عشان جيالك عوزاني أنساك إزاي أنساك وأنت ساكن جوايا إزاي أشيلك من حياتي، أنا كملت فيها عشانك أنت وحاولت أحقق كل حلم أنت طلبته منى.
مسحت دموعها ثم اكملت بحزن :
-أنا عايشة أحقق كل حاجة أتفقنا عليها عشان يوم ما أجيلك متزعلش مني .
، مسحت دموعها بأناملها ثم أكملت حديثها مودعة:
- مضطرة أمشي دلوقتي وهجيلك قريب.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في منتصف النهار كانت تسير في طرقات المستشفي وصلت إلى إحدي المكاتب فقامت بدق الباب ودخلت عندما سمعت صوت يسمح لها بالدخول
اطلت براسها وارتسمت علي وجهها بسمة :
-السلام عليكم، عرفت إن حضرتك طلبتني.
فوقف حمزة مرحباً :
-أهلاً يا دكتورة ، أيوه كنت عاوزك في خدمة.
فعقدت تمارا حاجبيها في تساؤل :
-حالة جديدة؟
شبك حمزه يديه ثم تكلم بجديه :
-يعني هى مش حالة أوي ممكن تقولي حاجة شخصية أكتر.
فأجابت تمارا بعدم فهم :
-معلش ممكن حضرتك تفهمني أكتر.
فمد حمزة يديه بملف إليها :
-دا ملف يُخص ابن عمي، عنده لوكيميا.
فأخذت تمارا الملف وقامت بقراءة الحالة :
-دا في المرحله الأولى!
فهز حمزة رأسه بتأكيد :
-أيوه وحاولت أفهمه إن فرصه العلاج الكيماوي تمانين في الميه هتجيب نتيجه….
فأكملت تمارا جملته بتفهم :
-بس هو رفض مش كده؟
فأكد حمزة علي جملتها :
-فعلا، فأنا محتاج منك تساعدينا نقنعه.
تمارا ببسمة :
-تمام أنا معنديش مشكلة ، وهبقي علي إنتظار إنك تجيبه وأقابله.
وقفت تمار، فوقف حمزة ليودعها :
-شكراً جداً يا تمارا ، وألف مبروك علي الترقية.
فأجابت تمارا ببسمة :
-العفو علي أيه يا دكتور حمزة حضرتك عارف مكانتك عندي .
فأجاب حمزه بإمتنان :
-عارف المهم تكوني دايماً كويسة.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بعدما غادرت من مكتب حمزه إتجهت إلى مكتبها الخاص، دخلت إلى مكتبها وتفاجأت بوجود لمار
هتفت تمارا بنبره يسودها الدهشة :
-لمار!؟
أسرعت لمار بإحتضانها، ففصلت تمارا العناق تحت أثر الصدمة :
-أنتي جيتي أمتي!؟
جلست لمار علي المقعد وجلست تمارا علي المقعد المقابل لها
-لسه جايه النهاردة الصبح روحت البيت نمت ساعتين وجيتلك هوا.
فسألتها تمارا بتعجب :
-أنتي عرفتي منين إني هنا!؟
فأجَبتها لمار بتذكير :
-أنتي ناسيه إنك قيلالي إمبارح إن عندك شغل بكره وترقيه.
فهتفت تمارا بتذكر :
-فعلاً نسيت بحسبك روحتي لطماطم .
قامت لمار بإخراج هاتفها :
-لا، لسالك شغل كتير؟
فردت تمارا :
-لا هخلص شوية ورق وهمشي علي طول، وبعدين أنا مش مرتاحه لمجيتك دي فهاتي من الأخر.
فوضعت لمار الهاتف بجانبها ثم أجابت قائلة :
-من الأخر عاوزه منك طلب، وأنا عارفه إنك تمارتي القمر ومش هترفضي.
أجابت تمارا بجدية :
-بعيداً عن الاسم، عاوزه إيه يا أخرة صبري .
فتحدثت لمار مسرعة :
-عندي إيفينت لمعرض هيفتح جديد، وطبعاً مش هتسبني أروح لوحدي.
فأجابت تمارا برفض :
-أنتي عارفه مش بحب أروح معاكي حاجه تبع شغلك خصوصا إنه بيبقي فيه كاميرات كتير.
فصاحت لمار بنفى :
-أبدأ دا مش شغل أنا رايحة عشان أشوف عربية جديدة ليا بدل اللي بايظة ، وافقي بليز .
نظرت لها لمار بحزن، فنظرت لها تمارا بمعني أنها موافقة
، فأسرعت لمار بتقبيلها
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
داخل معرض السيارات الخاص بعائلة المنياوى
هتف يونس بغضب :
-بردو موصلتلهوش.
فأجاب عمار بجدية :
-يونس ممكن تهدا شوية وبلاش عصبية، أنت عارف مصطفى بيقفل تليفونه لما بيسافر ومحدش بيعرف يوصله.
فهتفت يونس بنبره يسودها الجديه :
-بكره يكون قدامي، أتأكدت إن سالم وصل ألمانيا؟
فاجاب عمار محاول ان يبث إليه الطمانيه فهو يعلم حبه لسالم ومدي قلقه عليه :
-أيوه وراح الفندق وبكره فى إجتماع مع الشركة الساعة عشرة، هخرج أشوف الناس اللي جات بره وأنت ارتاح هنا في المكتب.
غادر عمار إلى الخارج، وبقي يونس بداخل يحاول الوصول إلى نيرة
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بالخارج وصلت لمار وتمارا، بحثت لمار بعينيها عن عمار
فأشارت إليه عندما رأته :
-صاحب المعرض هناك أهو تعالي نسلم عليه.
فهتف تمارا بتذمر :
-مش عاوزين نتأخر ، تشوفي عربية ونمشي علي طول
فجذبتها لمار اتجاه عمار وهي تجيب :
-اتفقنا ، يلا تعالي.
وقفت أمام عمار ثم سألته عن هويته :
-أستاذ عمار المنياوى ؟
فأنتبه لها عمار :
-أنسه لمار الشافعي أهلا يا فندم.
فأجابت لمار ببسمة :
-أهلاً بحضرتك، دي دكتورة تمارا بنت عمي.
فمد عمار يديه إلى تمارا :
-أهلا يادكتورة نورتي المعرض.
فأجابت تمارا بخجل :
-أسفه مش بسلم.
لكزتها لمار علي عملتها، فبعد عمار يديه بخجل :
-لا طبعا مفيش مشكلة،
ثم إلتفت إلى لمار وأكمل حديثه :
-تحبي تشوفي الموديلات الجديدة اللي نازلة؟
فاجابت لمارا ببسمة :
-طبعا، أتفضل.
غادر عمار وأتبعه لمار وتمارا قامت لمار بالتحدث بهمس إلى تمارا :
-كان لازم يعني تحرجي الراجل؟!
فأجابت تمارا بجدية :
-لمار دا طبعي ومش هغيره علشان حد.
فتحدثت لمار بلا مبالاه :
-طب خلاص خلاص متتعصبيش.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بعد نصف ساعه كان عمار ولمار وتمارا انتهوا من مشاهدة السيارات، وقامت لمار بإختيار أحداهما
هتف عمار بجديه :
-خلاص اتفقنا، هبعتها لحضرتك علي عنوان البيت.
لمار بامتنان وشكر:
-متشكره جداً لحضرتك و إن شاء الله مش هيبقي أخر تعامل ، لو مفهاش تعب حابه أقابل أستاذ يونس المنياوى؟
فأجاب عمار قائلاً :
-لاطبعا ولا تعب ولا حاجة أستأذنك ثواني أشوفه.
تركهم عمار ثم دلف إلى غرفة المكتب
هتف :
-يونس…. ،. لم يكمل حديثه فقد رأي يونس ملقي علي الارض وتنزف الدماء من أنفه، فاتجه إليه مسرعاً وقام برفع رأسه ثم خبطه بيديه علي خده وهو يهتف بلهفة وخوف:
-يونس، يونس أنت سامعني أرجوك فوق.
هتف بصوت عالي علي مساعده الخاص فأتي مسرعاً :
-عيسي ساعدني نوديه علي عربيتي من الباب اللي ورا بسرعة .
قاموا بإخراج يونس من الباب الموجود خلف المعرض
ثم وضعوه داخل السيارة بعدما أحضرها عيسي من الباب الأمامي
قام عمار بأمر عيسي :
-عيسي ترجع المعرض وتحاول تلم الموضوع من غير شوشره، وأعتذر من الاستاذة لمار الشافعي، مش عاوز حد يحس بحاجه أنت فاهم.
عيسي بطاعة :
-متقلقش المهم نطمن علي أستاذ يونس.
غادر عمار، وأعتذر عيسي من لمارا وتمار فغادروا
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بداخل سيارة تمارا
هتف لمار بنبره يسودها الحيرة :
-تفتكري إيه اللي خلاهم يمشوا !؟
فرفعت تمارا كتفيها بمعني أنها لاتعلم :
-الله أعلم ممكن حصل ظروف أو حاجة ،. وبطلي فضولك اللي قاتلك دا.
فضحكت لمار ثم هتفت :
-ماهو دى المشكلة، المهم قوليلي زعلانة ليه من طمطم؟
فرفعت تمارا إحدي حاجبيها :
- عرفتي منين إن أنا وطمطم زعلانين من بعض وأنتي بتقولي إنك مروحتيش؟!!
فأجابت لمار بغرور :
-أصل مكشوف عني الحجاب، عيب عليكي يعني أكيد طمطم قالتلي.
فتنهدت تمارا بصوت عالي :
-عادي حوار كل فتره .
فتحدثت لمار بهمس لكي لاتسمعها :
-أمال لو عرفتي إن عمك جايبلك عريس هتعملي إيه!؟
فعقدت تمارا حاجبيها :
-لمار أنتي اتجننتي بتكلمي نفسك!؟
فانتبهت إليها لمار :
-ها لا متخديش ف بالك سوقي، سوقي خلينا نروح.
يتبع الفصل الثاني اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية صراع الحياة " اضغط على أسم الرواية