Ads by Google X

رواية سحر سمرة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أمل نصر

الصفحة الرئيسية

    رواية سحر سمرة الفصل الخامس والعشرون بقلم أمل نصر

رواية سحر سمرة الفصل الخامس والعشرون

حينما لا يستطيع الحاقد بلوغ هدفه ، فى تحقق امنية غالية على قلبه .. فأنه لا يتورع عن التشويه .

أجفل الجميع منتبهين بعد مقولته فتكلم " رفعت " سائلاً بتردد :
- المحروسة بنتهم مين ؟ انت تقصد "سمره"؟
وزع نظراته على الثلاثة يقول :
- انا مش ناطج بحرف غير لما تيجى خالتى " بسيمة " هى فين ياحج سليمان ؟ انا مش نبهت اول اما دخلت انى عايز اشوفها ؟
اجاب سليمان مضطرباً:
- انا بعتلها عشان تسلم عليكم وزمانها على وصول .. بس انت متأكد من كلامك دا ياولدى
اكد قائلاً بتجهم :
- انا جولت مش ناطج حرف غير لما تيجي خالتى " بسيمة ".
- وانا جيت اها يا" قاسم " عايزنى فى ايه ؟
قالتها المرأه وهى تدلف الى الغرفة امامهم .. انتظر هو حتى جلست فمال برقبته اليها :
- كنت عايزك تعرفى مكان بتك وتعرفى تربيتك الزينة ليها ياخالة " بسيمة " ؟
تجمدت المرأة من لهجته الساخرة و تلميحه الغير مريح :
فأجفلهم " حسن " سائلاً بتعصب :
- هو في ايه بالظبط يا" قاسم " ؟ ماتجيب اللى فى عبك وريحنا .. خلينا نفهم بجى .
اومأ برأسه موافقاً :
- ماشى ياعم " حسن " .. هاجيب اللى فى عبى واجولكم واشوف بعد كده بجى هاترتاحوا ولا لا !!
...........................

دلفت لداخل القصر وشياطينها تتراقص امامها..عيناها تبحث عنها يمينا ويساراً ..فمنذ ان اخبرها " تيسر " بما فعله " رؤوف " وتعريض حياته للخطر فى سبيل حماية هذه الملعونة.. ونيرانٍ اشتعلت بصدرها ولن تهدئ او تنطفى الا بيدها هى !!
ها وقد وجدتها أخيراً جالسة على طاولة السفرة تتضحك وتتسامر مع قرينتها " سعاد " وكأنها اصبحت صاحبة منزل ويحق لها ان تستقبل فيه زملائها من الرعاع :
- انت يازفتة انتى بتعملى ايه هنا ؟
اجفلت " سعاد" منتفضة ومعها " سمره " على هذه الصرخه المدوية فوجدنها امامهم واقفه بتحفز ويدها على خصرها تنظر اليهم وعيناها الغاضبة تطلق شررا .
سعاد وهى واضعة يدها على قلبها :
- بسم الله الرحمن الرحيم .. خضتينا ياست هانم .. هو كان حصل نصيبه ولا ايه ؟
ازدادت نظراتها اشتعالاً :
- كمان لسه هايحصل نصايب ؟ هو انتوا صنفكم ايه بالظبط ؟ قاعدينلى عالسفره وواخدين راحتكم ولا اكن البيت بيتكم .. يارعاع ياهمج.
صاحت عليها " سمره " غاضبة :
- لو سمحتى ياست انتى .. انا ماسماحلكيش بالشتيمة ولا التهزيق .. حتى لو كنتى صاحبة بيت مش ضيفة فيه.
فغرت فاهها وجحظت عينها بشكل مخيف وهى تقترب من "سمره "بخطواتها :
- والله عال .. دى انتى كمان طلعلك صوت ياحلوة وبتتكلمى وكأنك صاحبة بيت .. لا وبتقولى عليا انا ضيفة !
اقتربت اكثر وبحركة مفاجئة.. امسكت " سمره " من طرف ملابسها :
- الا قوليلى صحيح ياقمورة .. انتى هاربانة من اهلك ليه ؟ انتى هربتى مع حبيبك ولا غلطى معاه ؟ مصيبه ليكون جبتى لاهلك العار وحملتى منه كمان .
نزعت " سمره " يدها بعنف وهى تنهرها بصوتٍ مدبوحٍ من الإهانة :
- انتى انسانة مريضة .. وانا اشرف منك ومن كل عينتك اللى شايفين الناس كلها زيهم .
صرخت بجنون :
- انتى بتقولى عليا انا كده يا حيوا........
تدخلت " سعاد " تفصل بينهم :
- ارجوكى بقى كفاية ياست هانم .. انتى زودتيها اوى وانتى داخله علينا من الاول و بتقولى ياشر اشتر .
جنونها ازداد شراسة وهى تحاول إزاحة " سعاد" بكفيها :
- ابعدى يازفتة انتى كمان .. خلينى اربيها واعرفها مقامها .
- تعرفيها مقامها بمناسبة ايه ؟
تفاجأت " صافيناز " بهذا الصوت الخشن ويده القوية مطبقة على ذراعها تهزها بعنف .. فانهارت باكية :
- انت بتعمل معايا انا كده يارؤوف ؟ دى شتمتني وهزقتنى الحيوا......اللى ماحد عارف انهي مصيبة جيالنا بيها .
نزع ذراعها بعنف وهو يشير بيده الى الخارج :
- اطلعى بره .
تساقطت دمعاتها وهى تومئ بيدها ناحية صدرها مصدومة:
- بقى دا جزائى ! عشان خايفه عليك من المصايب اللى هاتجيلك من وراها .. هى عملالك ايه بالظبط عشان تطردنى انا عشانها الخدامة دى !
- اخرسى.....
قالها مقاطعاً بصرخة وتابع بصوتٍ جهورى .
- كلمة تانية زيادة وهانده للحرس يشيلوكى ويرموكى بره .
توقفت الكلمات على لسانها وهى تنظر اليه بترجى ودمعاتها تتساقط دون انقطاع ثم مالبثت ان تتحرك للخلف وتخرج من القصر تجر اذيال الخيبة والانكسار
.............................

نهض " حسن " عن مقعده بغضبٍ جحيمى:
- كلامك ده واعر جوى و تطير فيه رجاب يا"قاسم ".. احسنلك تكون متأكد زين من قبل مايطلع منك .
نهض هو ايضاً يبادله النظرة بتحدى :
- انا مبألفش من مخى .. وعارف كويس انه تطير فيه رجاب .. بس لامؤاخذه يعنى انت عايزنى اشوف بعينى الغلط واسكت .؟
خبط " بكفه على الطاولة التى امامه بقوه كادت ان تشطرها نصفين وهو يصرخ :
- ماتستفزنيش يا" قاسم " .. انت عارف كويس ان احنا مابنتهاونش فى الغلط .. اشحال العار ؟
نهض سليمان عن مقعده مترنحاً يحاول التكلم بثبات:
- اجعدوا انتوا الاتنين خلينا نفهم الاول .. وبلاش صراخ بصوت عالى مش عايزين اكتر من كده فضايح
جلس " حسن " يحاول تنظيم انفاسه الاهثة وجلس " قاسم " يردف بهدوء :
- والله انا كنت عارف من الأول ان الكلام دا هايحصل .. عشان كده جولتكم ان الجعدة تبجى هنا داخل البيت مش المندرة عشان ماحدش من العيلة ياخد باله والفضايح تزيد .
تدخل " رفعت "بعد فترة من الصمت سائلاً بريبة :
وانت عرفت منين انها جاعدة فى مصر .. ثم تعالى هنا انت مش جولتلى انك بتدور عليها فى البلاد اللى حوالينا
تحولت انظار الجميع اليه بتشكك .. وهو اجفل مرتبكاً ولكنه تدارك نفسه ليجيب بثباتٍ يحسد عليه :
- دا فى البداية يا " رفعت " .. لكن انا سالت واطجست من صاحباتها هنا وعرفت بالعنوان اللى نزلت عليه هناك فى مصر .. بتك كانت عاملة حسابها ياام السنيورة .. ماتردى انتى ساكتة ليه ؟
قالها مخاطباً " بسيمة " الصامتة تنظر بغموض فتحدثت قائلة :
- خودونى ليها انا عايزه اشوفها واتأكد بنفسى ..
......................................

وفى مكانٍ اَخر بداخل منزلها .. كانت ماتزال تبكى بحرقة وانهيار على ضياع حلمها فى القرب منه .. وقسوته معها فى الدفاع عن هذه الملعونة التى سيطرت على عقله بهذه الدرجة .. انه يبدوا كالمسحور فى اتباعها وأنسته حتى القرابة وصلة الدم .. سمعت قرع جرس المنزل ومع فتح الخادمة للباب دلف " تيسير " هاتفاً عليها بصوتٍ عالى :
- انتى فين ياست " صافى " ؟ انتى فين يالى طينتى الدنيا على راسك وراسى .
خرجت اليه من غرفتها باعين متقرحة ومنتفخة من كثرة البكاء .. صاح هو عليها متهكماً :
- ياسلام عليكى ... يعنى تبهدلى الدنيا وتيجى بعد كده تعيطى وتبكى عالاطلال .
صاحت عليه صارخة :
- هو انت ايه يااخى معندكش دم ؟ شايفني منهارة من العياط وبرضوا اللى عليك.. بهدلتى الدنيا طينتى الدنيا فوق راسى ..كان ايه اللى حصلك انت كمان ؟
ضرب بكفه على ظهر الاَخر بسأم :
- ايه اللى حصل انى اتهزئت من " رؤوف " وطلعت انا الصاحب اللى مايؤتمنش على سر .. وراجل عيل عشان روحت وصلتلك كلام مايصحش يخرج من البيت .
فغرت فمها مستنكرة :
- كمان .. هو اعتبرها من اهل البيت وسرها يخصه ؟ هو ايه اللى حصل بالظبط؟ البت دى امتى لحقت تسيطر عليه بالشكل ده .
قالت الاَخيرة بقهرة وهى تسقط بتعب على مقعدها المريح .. زفر هو بصوتٍ عالى حانقاً قبل ان يجلس هو ايضاً على احدى الارائك.
- ياصافى انتى غلطتى وماتزعليش منى بقى .. الامور ماتتخدتش كده.. هو انتى عايزه تكسبيه ولا تخسريه ؟
رفعت رأسها تنظر ليه بيأس :
- هو انا لسة هاخسره ! انت ماشوفتش النهاردة يا" تيسير " دا كان عامل زى المجنون وهو بيدافع عنها .. دا كان فاضل يضربنى يا" تيسير " .. طب بيعمل معايا انا كده ليه ؟ وانا طول عمرى باتمنى نظرة منه وياما حاولت اظهرله وهو ولا هو هنا .. حتى لما حب البت الاجنبية.. كان عندى امل انه يرجعلى لما يزهق منها .. بس اللى حصل انها ماتت وهو بدل مايرجعلى .. لا دا زهد عن كل الستات .. ودلوقتي بقى بيفضل خدامة عليا .. انا ناقصني ايه يا" تيسير " عشان مايحسش بيا قولى ناقصنى ايه ؟
اجابها بسأم وهو مستنداً بمرفقه على طرف الأريكة وضعاً وجنته على قبضته المضمومة.:
- مش ناقصك حاجة يا" صافى " بالعكس انتى حلم كل شباب العيلة .
لوحت بيدها فى الهواء بصرخة متالمة:
- واشمعنا هو دوناً عن كل شباب العيلة مش حاسسنى ولا شايف جمالى ؟
مط بشفتيه مردفاً بجديه :
- مش عارف يا"صافى ".. بس نصيحتي ليكى ياريت تشغلى عقلك و تصلحى موقفك مع " رؤوف " عشان ماتخسريهوش للأبد .
...............................

ومن الناحية الاخرى لم تستطع " سعاد " ان تذهب وتترك " سمره "على هذه الحالة من الحزن والقهر .. كانت جالسة فى غرفتها على الفراش ودموعها تتساقط بصمت وعلى طرف الفراش كانت " سعاد "جالسة امامها تؤازرها وتخفف عنها .
- خلاص يا " سمره " فكى ياختى وفوقى كده .. انت دموعك دى ايه مابتخلصش ؟
زفرت بقوة تحاول معها مرة اَخرى :
- وبعدين بقى يابت الناس .. انا تعبت من كتر مابكلم نفسى كده عالفاضي من غير فايدة .. يابتنى وجعتى قلبى ..فوقى بقى لتحصلك حاجة وتضرى فيها .
طرق " رؤوف " بخفة على باب الغرفة وهو يستأذن:
- ممكن ادخل .
نهضت " سعاد "تستقبله بلهفة :
- يانهار ابيض ادخل ياباشا .. هو انت هاتستاذن دا بيتك ومطرحك ... ادخل ياباشا ادخل .
- انتى بتقولى ايه ياسعاد؟ لازم طبعاً انى استأذن..
قالها وهو يدلف لداخل الغرفة بخطوات بطيئة بحرج ولكنه تسمر امامها فالبرغم من انها سارعت بمسح دمعاتها فور دخوله.. الا ان اثار الحزن والبكاء المرير .. كانت تبدوا عليها بشكل واضح .. فتابع هو سائلاً :
- انتى لسة برضوا زعلانة وما بطلتيش عياط ؟
سارعت " سعاد بالرد :
- قولها ياسعادة الباشا.. دا انا لسانى اتدلل معاها ونفسى بقى تفك عشان اطمن عليها و اقدر امشى واروح للعيال .. دى الدنيا ليلت عليهم وانا سايباهم عند الجيران.
اللتفت اليها " رؤوف " قائلاً :
- روحى انتى دلوقتى يا سعاد وخلى " صفوت " يوصلك بالعربية عشان توصلى بسرعه لولادك.
ردت بتوتر :
- بس يابيه مالوش لزوم .. انا اقدر اتصرف فى المواصلات ...
قاطعها مشدداً :
- خلاص ياسعاد اعملى اللى بقولك عليه .
نقلت انظارها ل" سمره " فأومات لها بتماسك :
- روحى يا" سعاد " انا بقيت كويسه .. روحى والله وماتقلقيش عليا .
خاطبها " رؤوف " مازحاً:
- خلاص لو كويسة تعالى معايا نوصلها لحد الجنينة
واهو بالمرة نشم هو طبيعى .
......................................

وفى الجنوب اصطفت السيارت التى ستقلهم الى القاهرة بجوار منزل " سليمان " سيارة ل" رفعت " وأخيه " قاسم " والأخرى للأشقاء حسن والحاج " سليمان " و" بسيمة " والدة " سمره " التى اصرت على الذهاب معهم ..
نعيمة وهى واقفة بالشرفة تنظر اليهم واضعه يدها على قلبها المتألم من القلق على " سمره ":
- يارب استر يارب وجيبها سلامات .. يارب ينجيكى يا" سمره " يابتى يارب؟
اللتفتت اليها " رضوى " حانقة :
- انتى لسة بتدعيلها ؟ حتى بعد ما اتاكدتى من فجرها وجلة ادبها !
تنهدت المرأة ناظرة الى السماء :
- ماحدش اتاكد من حاجة .. دا كلام جاله " قاسم " وربنا وحده اللى عالم فين هى الحقيقة .
ضحكت " رضوى " بشماتة :
- ماشى خليكى كده ادعيلها عالباطل .. وبكرة تتاكدى من كلامى .. لما يجيبولك جتتها فى شوال عشان نتاويها هنا فى الجبل وتاكلها الكلاب .
نهرتها " نعيمة "مشمئزة :
- ياساتر يارب عليكى .. اعوذ بالله منك ومن لسانك ياشيخة .. دا انتى بجيتى عفشه جوى وقلبك بجى حجر .
هزت باكتافها ضاحكة وهى تعود للنظر مرة اخرى لداخل السيارة على من سلب قلبها وعقلها .. وهى تمتم مع نفسها :
- شكلها كده هانت .. مدام انت بنفسك اللى واخدهم عشان تكشفها وتفضحها جدامهم .. تبجى فوقت وعرفت الفاجرة اللى كانت واكلة عجلك ومنسياك الدنيا ومافيها .. وأخيراً هاتعرف جيمة " رضوى " بت الاصول اللى تستاهل حبك .. هانت يارضوى هانت .
...........................

وعودة للقاهرة فبعد ان ذهبت " سعاد " ظلت " سمره " فى الحديقه مع " رؤوف " ولكنها كانت صامته وهى تنظر امامها بشرود وحزن .
خاطبها وهو متألماً لما شعرت به من اهانة اوجعتها وهى عزيزة النفس لا تتحمل :
- انا مكنتش اعرف انك ضعيفة اوى كده .. انا اللى اعرفه انى قوية وواثقة فى نفسك .
اللتفتت اليه تجيب بصوتٍ مرهق :
- انا تعبت ومعدتش جادرة اتحمل .. مع انى عارفة ان جالتوا " صافيناز " اكيد دلوك بيتقال فى ضهرى ومن ناسى اللى هما اكتر ناس عارفينى .. بس انا ربنا وحده هو اللى عالم بظروفى وعالم انى مظلومة وبريئه.
تكلم هو بصوتٍ اجش وحنون :
- انا مش عايزك تزعلى يا" سمره " .. انا واثق فيكى وفى اى كلمة تقوليها .. وخليكى مطمنة ان محدش من اهلك هايقدر يقربلك ولا يلمس منك شعره.
صمتت قليلاً شاردة قبل ان تقول :
- على فكرة انا فكرت فى موضوعك .. بس انا عايزاك تعرف الاول .. السبب الحقيقى لهروبى جبل فرحى على واض عمى وبعد ماتسمع قرر هاتكمل فى عرضك ولا لأ.
ازدرد ريقه بتوتر :
- مش عايز اعرف حاجة يا" سمره " انا قولتلك انى واثق فيكى .
ردت هى باصرار :
- بس انا مصممة انك تعرف انى لما هربت ماكنش العريس هو السبب .. اخوه هو اللى كان السبب !!


يتبع الفصل التالي اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سحر سمرة" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent