Ads by Google X

رواية سحر سمرة الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أمل نصر

الصفحة الرئيسية

   رواية سحر سمرة الفصل السادس والعشرون بقلم أمل نصر

رواية سحر سمرة الفصل السادس والعشرون

انا لما هربت مكانش العريس هو السبب ... اخوه هو اللى كان السبب !!
- نعم !!!
قالها ببلاهه وهو لم يستوعب بعد ماقالته ليتابع عاقداً حاجبيه بحيره :
- ازاى يعنى مش هربانة من العريس وهربانة من اخوه ؟! وهو ايه داخلوا بيكى ؟
تنهدت بعمق وهى تُشيح بنظرها بعيداً:
- الحكاية دى قديمة جوى ... يمكن من اول ما طلعت على الدنيا .. او بالأصح من اول مادريت وحاسيت بيها .. دايماً كان " قاسم " فارض نفسه عليا وبيتحكم حتى فى اصحابى .
قاطعها سائلاً :
- قاسم دا اللى كان هنا امبارح؟
تابعت هى بتأكيد :
- ايوه هو .. كان دايماً بيتعامل معايا على انى خطيبته او مكتوبة على اسمه واما كنت اروح اشتكى لأمي عشان ترده .. كانت بالعكس بتفرح لدرجة وصلته يتحكم فيا جدامها وهى دايماً كانت مبسوطة .. عشان فلوس عيلته ومركزهم العالى فى بلدنا والبلاد اللى حواليها .. بس انا لما كبرت رفضت سلطته اللى كان دايماً فارضها عليا ورفضته هو نفسه .. اصبح بعدها زى المجنون فى زنه وتصرفاته معايا عشان اقبل بجوازى منه .. جطع رجل اى عريس يتجدملى من عيلتى او من اهل البلد ودا باعلانه دايماً انى ملكية خاصة ليه واللى يجرب كان بينال جزاءه .. حتى لو انجدملى عريس غريب عنى دايماً كان يهرب بجلده ومايرجعش تانى ..وخالى " سليمان " نفسه مكانش يقدر يقبل بعريس غيره..واهله عشان يتقوا شره كان بيقولوا خليه يتجوزها وهو ربنا يهديه.. بس انا كنت برفض بكل قوتى ..
- طيب وايه اللى قلب الوضع وخلاكى اتخطبتى لاخوه ؟
- اللى حصل انه فى يوم وليلة سمعنا ان والده طرده من البيت والبلد نفسها .. بسبب المصايب اللى كان بيعملها دايماً بتهوره وجنونه ..وبعد ما دمرنى انا شخصياً لقيت "رفعت "اخوه اللى كان دايماً ساكت .. بيتحداه ويتقدملى عشان اتجوزه .. بصراحة انا وافقت عشان اقطع السكة على " قاسم " ولأن كمان" رفعت "كان دايماً انسان كويس معا....
- ولما هو كده ؟ قعد ليه بيتفرج وساكت على عمايل اخوه معاكى ؟
قالها مقاطعاً بتعصب مع هذا البريق الذى ظهر جلياً ورأته هى بعينيه .. فاردفت بتردد :
- يمكن عشان كان بيتجنب الحرب مع اخوه واللى كانت هاتحصل فعلاً لو انا ماهربتش .. بعد ما لعب على الكل وفهمهم انه ندم وشالنى من مخه وخطب بنت خالى امارة على صدق توبته .. لكنه فى الحقيقة مارس حرب قذرة معايا بالتهديد فى الخفا ومن غير ماحد يدرى .
- ازاى ؟
...........................

ترجلت من السيارة الفارهة ..وهى تعدوا بخطواتٍ اقرب للجرى .. حتى وصلت للبناية التى تقطنها ولم تكد تخطو خطوتين حتى شعرت بكفٍ غليظة اطبقت على ذراعها تجذبها بعنف مع صوتهِ الغاضب :
- كنتِ فين يا" سعاد " ؟ وعربية مين دى اللى نازلة منها ؟
همت لتجادله بصوتٍ عالى ولكن استوقفتها هذه النظرة القديمة .. التى كانت تراها بعينيه حينما كان يغار عليها .. فخرج صوتها بهدوء نسبى :
- سيب دراعى يا"ممدوح " هاتكسروا.
شد على ذراعها اكثر وهو يصيح بغضب :
- انتى بتقولى فيها ؟ والنعمة لاكسروا بجد لو ما قولتى على اسم البقف اللى وصلك حالاً وفى الساعة المتأخرة دى ؟
تهللت اساريرها وهى تتبسم بدلال:
- الله ياممدوح .. هو انت غيران ؟ اشحال ماكنا مطلقين وكل واحد فينا راح لحاله.
خفت قبضته متجاوباً معها ولكنه كرر السؤال بخشونة مصطنعه:
- ردى عالسؤال بقولك وبلاش كهن الحريم ده ؟
اثار حفيظتها فنفضت كفه على ذراعها غاضبة :
- كهن حريم دا ايه ياعنيا ؟ هو انت صدقت بجد ولا ايه ؟ اصحى وفوق ياممدوح مش " سعاد " اللى يتقالها الكلام ياحبيبى ولا انت نسيت ؟
ضرب بقبضته على الحائط بقوة وهو يهدر عليها غاضباً ؟
- لأ مانسيتش يا" سعاد " ودا اللى مخليني صابر عليكى.. لكن ودين النبى لو عرفت انك فكرتى فى حد غيرى لاكون قاتلك وقاتله بالمرة .
اجفلت مزعورة من غضبه فخففت حدتها فى الرد عليه :
- وربنا مابفكر فى حد غيرك .. وبخصوص اللى وصلنى حالاً دا يبقى " صفوت " الحارس الخصوصي ل" رؤوف " بيه خطيب " سمره " .
غر فاهه باندهاش :
- مين ياختى ؟
اجابته هى دون تفكير :
- والنعمة زى مابقولك كده خطيب " سمره" البت الصعيدية اللى زى قمر دى اللى قعدت عندى كام يوم .. كنت قاعدة معاها النهاردة والوقت خدنى .. فخطيبها الله يكرمه شدد عليا اركب فى عربيته ويوصلني الحارس بتاعه عشان اللحق العيال.. فهمت بقى .
علت زاوية فمه بابتسامة متهكمة :
- بقى البت اللى كانت هربانة من اهلها.. ربنا فتح عليها بقدرة قادر وهاتتجوز بيه وعليه القيمة .
لوحت بسبابتها :
- كرم ربنا بقى .. عشان غلبانة وتستاهل ربنا عوضها
اومأ برأسه مضيقاً عينيه :
- خلاص فهمت يا" سعاد " روحى بقى عشان تاخدى العيال من عند ام ايمن روحى .
تتبعها حتى صعدت الدرج واختفت عن انظاره ليردف حانقاً بصوت خفيضٍ مع نفسه وهو يبصق على الارض من فمه :
- البت هاتتجوز الباشا وانت يا" قاسم " ال...... أختفيت وقولت عدولى وانا خدت صابونة !!
................................

وبداخل السيارة التى كان يقودها " رفعت " وبجواره " قاسم " الذى اصابه الملل من صمت اخيه المريب .
- خبر ايه يا" رفعت " ساكت كده من اول الطريق يعنى واول اما اكلمك ترد على كد السؤال لدرجادى انت انصدمت فيها ؟
اللتفت اليه ناظراً للحظات قبل ان يعود مرة أخرى للطريق سائلاً :
- هى مين ؟
رفع قاسم حاجبيه مندهشاً
- هى مين !! عم " رفعت ".. انت نسيت احنا رايحين فين ولا ايه ؟ نسيت اللى عملته بت عمك " سمره " ولا ايه ؟
هذه المره حدق اليه بحدة يقول :
- لا مانسيتش اللى عملته " سمره " ولا نسيت احنا رايحين فين ؟ وعلى الرغم انى مش متاكد جوى من كلامك ؟ بس انا هاموت واعرف .. لما انت عرفت مكانها وروحت بنفسك وشوفتها ..خبيت ليه عليا وانا اللى كنت على طول باتصل بيك ؟
ارتبك قليلاً من حدته ولكنه عالعادة تماسك سريعاً :
- يعنى الحق عليا يا" رفعت " انى باخد حرسى وخايف عليك .. انا كان لازم اتأكد زين قبل مااجى واتكلم بجلب مليان .. اديك شوفت خالها " حسن " اتعصب ازاى ؟ دا مش بعيد كان فرغ فيا رصاص بندجيته لو طلع كلامى مش صح.
وبنظرة غامضة:
وانت دلوك متأكد يا" قاسم " من كلامك ؟.
بلع ريقه وهو يردف بتأكيد:
- طبعاً امال ايه يا" رفعت " .. ودى حاجة فيها هزار .
صك على فكيه قائلاً :
- اما نشوف ياقاسم اما نشوف .
.....................................

ايه ده؟ انت ازاى تخبى حاجة زى دى تبرئك قدام اهلك ؟
قالها " رؤوف " ملوحاً بالهاتف بعد ان استمتع لتسجيل " قاسم " وهو يهدد " سمره " بقتل شقيقه لو نفذت وتزوجته.
بزاوية فمها ابتسمت بسخرية مريرة:
- تصدج انا كنت فاكرة زيك كده فى الاول لما سجلت ل" قاسم " بس اللى سمع غير اللى شاف .. عشان انا شفت نية الغدر فى عنيه زى ما شوفت التصميم فى عيون " رفعت " .. انا لو كنت طلعت التسجيل ده فى وجتها كانت هاتجوم حرب بين أخين وهابجى انا السبب فيها .. وفى الحالتين ماكنتش هاكسب .. بل العكس كنت هاخد لعنات الكل عشان فتنت بين أخين .. ولذلك انا فضلت ابعد عشان ارتاح واريح .
هز براسه موافقاً بابتسامة جميلة :
- دا من حظى يا" سمره " عشان الاقيكى وتنورى حياتى......
قاطعته "سمره "قبل ان ينهى جملته :
- رؤوف بيه .. ارجوك انا كنت مصممة تعرف كل حاجة عنى وتعرف مقدار الخطر اللى حواليه عشان تفكر كويس .. فياريت بلاش تتسرع فى قرارك.. انا عايزه اروح انام واريح شوية .. عن اذنك بجى .
وقبل ان تخطوا خطوة واحدة اجفلها هو سائلاً :
- يعنى افهم من كده.. انك موافقة فى حالة صممت انا على قرارى بالجواز منك .
شردت عيناها قليلاً مرتبكة قبل ان تجاوبه:
- انا جولتلك خد تفكيرك الاول وبعدين قرر.. يعنى مالوش لازمة السؤال دلوك .
قالتها وتحركت من امامه لتذهب لغرفتها ولكنه استوقفها بقوله .
- بس انا كده خدت موافقتك يا" سمره" خليكى فاكره.
...................................
فى اليوم التالى :
دلف الى غرفة جدته بابتسامة مشرقة فوجدها جالسة فى شرفتها.. اقترب منها يقبلها على رأسها :
- صباح الفل ياقمر .. ياأحلى " لبنى " فى الشرق الاوسط كله .
تنهدت بعمق وهى ترد بجمود:
- صباح الخير ..
دنا بوجهه امامها متفخصاً :
- فى ايه ياجدتى ؟ مالك كده بتردى عليا من غير نفس ؟
أشاحت بوجهها وهى تضرب بكفها على الاخرى المستندة على العصا :
- وانتى هامك اوى ياعنى باللى نفسى فيه؟
ثنى بنطاله وهى يجلس اماما مضيقاً عينيه بتفكير :
- لا دا انتى باينك زعلانة منى اوى .. قولى ياقلبى عالى مزعلك منى وخدى حقد تالت ومتلت .
اللتفت اليه تردف بحدة :
- انت بجد يارؤوف طردت " صافى " من البيت وعشان " سمره " كمان ؟
- اااه !
قالها وهو يطرق براسه ارضاً قبل ان يتابع :
- طبعا انتى " صافيناز " هى اللى اتصلت بيكى وفهمتك الموضوع باسلوبها عشان تبرأ نفسها ..مش كده برضو ياجدتى ؟
اقتربت برأسها منه مستنكرة:
- انت كمان مش عايزاها تتصل بيا ولا تحكيلى ؟ هو ايه اللى حصل بالظبط ولا هى صدقت فعلا بكلامها عن البنت دى ؟!
اومأ بكفه يستوقفها:
- تيته ارجوكى ... اسمعى منى زى ما سمعتى منها .
استطردت هى ولم تعبأ برجاءه:
- يعنى هاتقولى ايه يارؤوف ؟ البنت كانت مفلوقة من العياط وهى بتحكيلي.. انت من امتى يابنى كنت قاسى كده ؟ وكمان عايز تندهلها الحرس يشيلوها .. هى دى تربيتى ليك ؟
تبدلت قسمات وجهه ليهتف بحدة:
- وبعدين بقى ... انتى هاتخلينى اتكلم ولا اخرج خالص ؟
تلجمت المرأة مصدومة :
- انت بتعلى صوتك عليا يا"رؤوف "؟
نهض على الفور يقبل راسها أسفا:
- انا بعتذر ياتيته سامحينى والله ما اقصد .. انتى عارفة مقدارك عندى .
زمت شفتيها عاتبة ولم تتكلم فتابع هو :
- انا طردت " صافى " امبارح عشان غلطت فى" سمره "وفى شرفها دا غير اهانتها وتجريحها بكل قسوة .
مدت برأسها تقرب عيناها من عينيه :
- جينا للمفيد.. انتى مالك بقى ب" سمره " عشان تدافع عنها بالشراسة دى ؟
اقترب هو اكثر يجاوبها بثقة :
- انا بدافع عنها بالشراسة دى عشان هاتبقى مراتى .. يرضيكى ان اسمع واحدة بتجرح فى مراتى وفى شرفها واسكت وما دافعش ؟!!

..............................

فتحت اجفانها منزعجة .. من هذا الضوء القوى المنعكس على اعيُنها بفضل إزاحة الستار عن النافذه .. نهضت بجزعها قليلاً لتراها امامها:
- صباح الخير ياقمر انتى صحيتى ؟
مالت برقبتها قليلاً تستعيد وعيها فخرج صوتها متحشرج من اثر النوم :
- سعاد ... انتى مش مشيتى امبارح ولا انتى نمتي هنا ولا ايه ؟
ضحكت بمرح وهى تجلس بجوارها على طرف الفراش :
- انام هنا ازاى ؟ يخرب عقلك انتى عايزه توديني فى داهية ؟
هزت رأسها باستفهام :
- طيبى انتى جيتى بدرى ليه ؟ مش بعاده يعنى حصل حاجة؟
بابتسامة واسعة:
- لا ياختى محصلش حاجة .. غير بس سى " رؤوف " بيه رن عليا من اول النور ما شقشق فى الصبحية وقالى يا" سعاد " تعالى بسرعة عشان عندنا شغل كتير النهارده ومافيش وقت للتأخير .
- تأخير ايه ؟
رداً على سؤالها نهضت " سعاد " عن الفراش بابتسامة متسليه ..فأتت بعدة أكياس وعلب مغلفة لماركات عالمية وفاخرة .. فوضعتها بجوارها على الفراش .
- شوفى ياستى ..دا زوق صاحبتك الى خدها " صفوت " فى عربية الباشا من ٦ الصبح وعلى اغلى المحلات اللى كانت فاتحة بدرى النهارده مخصوص لاجل عيون "رؤوف "بيه .. نقيتلك دول يارب يعجبوكى.
حدقت اليها ببلاهه :
- مش فاهمة ! يعنى دول ليا انا ؟ طب ليه ؟
ازدادت ضحكاتها مرحاً فاقتربت منها لتريها المشتريات :
- انتى كل ده ولسه مافهمتيش ؟ يابت شوفى انا جبتلك ايه ؟.. شوفى الروايح اللى تهبل ولا المكياجات ولا الهدوم .. كل دول ماركات غالية عشان تكيدى الاعادى وتفرسيهم .
بيدها إزاحة المشتريات وقد تملكها الضيق :
- من فضلك يا"سعاد " فهمينى دلوك على طول وبلاش اللالغاز دى كده عالصبح عشان انا معنديش مرارة .
هزت اكتافها بدلع تردف :
- بصراحة انا مليش مزاج عشان اقولك .. بس رافةً بيكى هاديكى العلبة دى تفتحيها عشان تفهمى .. عن ازنك بقى اروح اطل عالمطبخ .
تناولت العلبة المغلقة بتعجب كى تفتحها.. فتفاجات بهذا العقد الماسى الذى يخطف الانفاس وبجواره ورقية صغيرة مطويه تناولتها تقرأ ما كتب فيها.
" صباح الخير .. عارف انى روشتك كده بدرى .. بس بصراحة انا معرفتش انام خالص بعد كلامك ليا امبارح .. هو ماكنش تفكير فى قرار .. لا ياحلوه دا كان فرحة انى اخدت موافقتك ولا انتى نسيتى ؟ ياللا بقى والنبى اجهزى بسرعة خلينى اشوفك "امضاء المحب وواقع على بوزو " رؤوف " !


يتبع الفصل التالي اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سحر سمرة" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent