رواية جبران العشق البارت التاسع والعشرون 29 بقلم دينا جمال
رواية جبران العشق الفصل التاسع والعشرون 29
- لا داعي فروزا الجميلة هنا
التفت لمصدر الصوت ليجدها تقف أمامه تبتسم شعرها الأشقر يتطاير مع الهواء ... ارتسمت ابتسامة ساخرة علي ثغره في حين ابتسمت هي برقة تقطر سما رفع يده يصرف الحراس لتقترب منها يُسمع صدي كعب حذائها الرفيع يمزق الصمت قام صاحب الظل من مكانه يقترب منها عدة خطوات وقف أمامها ينظر لها دون كلام للحظات عينيه حادة غاضبة ابتسمت ساخرة لم ترمش عينيها حتي حين رفع يده ونزل بها بعنف علي وجهها التف وجهها للاتجاه الآخر من عنف صفعته ولكنها عاودت النظر له من جديد تبتسم وكأن شيئا لم يكن وكأنها لم تصفع توا مد يده يقبض علي فكها بعنف يقرب وجهها منه سمعته بنعتها بأنها عاهرة خائنة قبل أن يصيح فيها محتدا :
- أين كانت الجميلة قبل أن افصل رأسها الآن
ابتسمت ساخرة لترفع يدها تبسطها علي وجنته تتمتم بنعومة :
- اشتقت لصاحب الظل ، كان عليك أن تأتي أبكر
أبعد يده عن فكها يدسها في جيب سرواله ينظر لعينيها ذات النظرات الثابتة تدحرجت عينيه إلي ثغرها إبتسامة ناعمة كسم الأفعي هو أكثر من يعرفها تحرك إلي أحدي الارائك الوثيرة أشار لها بسبابته أن تقترب منه ففعلت تحركت تتغنج الخطی جلست جواره تضع ساقا فوق أخري جذبت سيجارة من علبته تدسها بين شفتيها اشعلتها بقداحته تنفث دخانها في الهواء ببطأ التفتت له تغمغم :
- أن رفعت يدك مجددا اقسم سأجعلك تشتاق إليها ... أنا أحذر مرة واقتل الثانية فهمت
لم يجيب فقط ابتسم ساخرا لتميل هي بجسدها تطفأ السيجارة بعنف في طبق زجاج علي سطح الطاولة أمامهم التقطتت زجاجة النبيذ تفرغ لها وله معا سكبت كأسين مد يدها له بأحدهم التقطته منها لتردف في هدوء :
- تريد أن تعرف أين كانت الجميلة .. جئت لهنا لنمد أذرع جديدة لنا بدلا من العجوزين صدقا ألم تمل منهما
قطب ما بين حاجبيه تقصد مجدي وسفيان ولكن ماذا تعني بأذرع جديدة رفع كأسه يرتشف منه يغمغم :
- مجدي وسفيان حكام السوق السودا هنا في مصر إيديا اللي بحركها هنا في مصر
همهمت تتفهم ما يقول لتتجرع ما بقي في كأسها دفعة واحدة التفتت بجسدها إليه تغمغم في هدوء :
- عارفة ، وعارفة أنك مستحيل تستغني عنهم .. بس تعالا نبصلها من جهه تانية مجدي وسفيان تعاملهم كله مع الطبقة الغنية في كل دولة هما مسؤولين عنها والجامعات الخاصة والانترناشونال الناس اللي زينا من الآخر احنا عايزين دم جديد في الشوارع والحواري وبين الجامعات الحكومة الموظفين والعمال كل دول بعيد عن أيدينا عشان مجدي وسفيان رافضين يتعاملوا مع الطبقة دي
بدأت تجذب بكلماتها انتباهه وضع الكأس من يده ينظر لها يحثها أن تكمل لتبتسم منتصرة مالت تلتقط الزجاجة من جديد تملئ كأسه وكأسها صدمت كأسها بخاصته في حركة خاطفة تكمل بثقة :
- بعد بحث بسيط قدرت اوصل لتاجر حشيش صحيح هو صغير وعلي قده بس احنا نقدره نكبره شخص ذكي من معلوماتي عنه أنه عنده طرق جديدة لتوزيع الحشيش وكمان لسه شاب ودي بوينت ممتازة فاحنا هنغير نشاطه من حشيش لمخدرات ... أنت عارف إن في أنواع من الهيروين بتطلع رديئة وبتتأكسد بسرعة فبدل ما نخسر فلوسها نوزعها للناس اللي زي دول هتبقي كنز بالنسبة ليهم
التمعت عينيه والفكرة تطرق في رأسه بعنف روزا صاحبة الأفكار السامة ... نظر لها وهي ترتشف ما في كأسها ببطئ تنظر ناحيته هي الأخري لتبتسم تردف بالروسية :
- أن استطعنا ضم ذلك الشبل الصغير إلينا سنحكم قبضتنا علي البلد بأكملها لن نخسر جرام مخدر واحد .. لذلك قررت أن اذهب إلي الحي متنكرة هيئة ممرضة مسكينة والتقيت بجبران يجب أن أخبرك أن الرجل يضج بالعنفوان شخص مثله سيفيدنا أكثر مما تتخيل
حرك رأسه بالإيجاب يوافق فكرتها الخبيثة ربما عليهم فعلا أن يضخوا دما جديدا ليسري فيها سمهم الأبيض ... عاد ينظر إليها يسألها :
- ولما لم تخبريني من البداية .. لما جئتي لهنا دون علمي
حان الوقت لتستخدم روزا سراحها الأكثر براعة وضعت الكأس من يدها فوق الطاولة اقتربت منه تجلس بين أحضانه طوقت عنقه بذراعيها تبتسم في رقة :
- لم تكن لتوافق إنت ترفض خروجي من القصر فكيف علي سفري لبلد أخري ... عليك أن تثق بي أكثر من ذلك حبيبي فأنا فعلت كل ذلك منذ البداية لأجلك أنت فقط ... قتلت حتي أخي لأجلك .... هل تظن أن روزتك ستخونك يوما
وصدق كم كانت بارعة وكم كان أحمق ليصدق تلك النظرات الناعسة التي صدقها قبله الكثيرون وانتهي بهم المطاف قتلي علي يدي صاحبة النظرات الرقيقة رفع يده يمسح علي وجنتها اليسري بخفة ارتسمت ابتسامة ساخرة علي ثغره يغمغم في هدوء يفجر به القنبلة :
- علي ذكر ذلك اخيكِ لا زال حيا ، بيجاد لم يمت
توسعت عينيها في ذهول أصفر وجهها في دهشة بيجاد حي ؟!! كيف وهل يعلم المايسترو بتلك المعلومة الكثير سيتغير بعد تلك المفاجأة الغير متوقعة بيجاد حي !! .. اجفلت تنظر له حين غمغم ساخرا:
- هل الجميلة خائفة ، لا تخافي لن ادعه يمس منكِ شعرة .. سأقتله قبل أن يفكر في فعل ذلك
اومأت له بالإيجاب سريعا ارتمت بين أحضانه تطوق جزعه بذراعيها تغمغم سريعا :
- نعم اقتله ، لاتدعه يعثر علي ... سيكشف السر اقتله قبل أن يفعل هو
شردت عينيها في الفراغ تنظر بعيدا أسودت نظرات عينيها في حقد بيجاد حي شقيقها الأحمق المغفل الذي شق الأرض ليعثر عليها صحيح أنه كان لا يفعل شيئا منذ أن وجدها سوي أنه يحاول تعويضها عن سنوات فقده لها ولكنها تكرهه وستظل تفعل قامت بقتله مرة وستكررها مئة مرة أن سنحت لها الفرصة لتفعل !! تذكرت آخر ما دار بينها وبين المايسترو
Flash back
- عليكِ أن تعودي لصاحب الظل أن يثق بك من جديد ... روزا أن لم تفعلي ذلك سأسلخ روحك
نبرة صوته وهو يقولها دبت الفزع في أوصالها
اومأت له سريعا كطفلة مرتعبة من وحش أسفل الفراش ابتسم في شر مد يده يمسح علي خصلات شعرها يكمل في هدوء :
- عليك إقناع صاحب الظل أن جبران سيكون أكثر من مفيد وسأخبرك بما ستقوليه تحديدا ... احذري الخطأ روزا .. علي جبران أن يثق بكِ أكثر من صاحب الظل حتي أظهر أنا أمامه ونقضي علي الجميع فهمتي
حركت رأسها بالإيجاب سريعا فهمت وحفظت ولن تخطأ أبدا ليضحك عاليا يجذبها من رسغها بعنف إلي حيث غرفته ليمزق من روحها جزءً جديدا
Back
عادت من شرودها وصوت ضحكاته لا يزال يتردد في اذنيها ابتعدت برأسها عن صاحب الظل حين سمعته يهمس لها :
- أنا أثق في الجميلة لا تحاولي خيانتي ، اقسم سأقتلك بين أحضاني
صمت للحظات قبل أن تتبدل نبرة صوته بأخري مخيفة :
- اشتقت للجميلة بين أحضاني وبالطبع الجميلة اشتاقت لي أليس كذلك
لم يعطيها فرصة للإجابة علي سؤاله حملها بين ذراعيه كالعروس وهي لا تكاد تختلف عن العروس شيئا عروس لم تملك خيوط حياتها يوما عروس هم من يحركوها تقتل بإيديهم ويلقي اللوم عليها ... اختفي بها خلف باب أحدي الغرف وللحديث بقية لن نستطيع الحديث عنها
________________
أنها الواحدة بعد منتصف الليل وهو لازال يجلس علي الأريكة في صالة منزله التبغ في فمه يزفر دخانه بعنف يفكر بسخرية تقطر ألما كيف انتهي به الحال لهنا ... حين رآها لأول مرة
بذلك الشموخ والعنفوان ظن أنهم لم يكسروها بأن خطته لم تتم كان سعيدا لأنها لم تتم ... لم يعرف أنه فقط كان قناعا تخفي به بقايا روحها .. بقايا هو من فتتها هو من ساعدهم دون أن يدري لذلك كان يجب أن يكون جزاءه أن يعش معها الألم الذي تسبب فيه أن يراها وهي تتعذب فيما اقترفت يداه ... إن يكوي بنيران قهرها ارتمي بجسده يتسطح علي الأريكة يفكر في القادم رفع يده ينظر لكفه ليبتسم ساخرا كان يعش قديما اجمل قصة حب يمكن أن يخطها قلم ولكنه خسر كل شئ حتي نفسه لا زال بتذكر كف يدها الصغير وهو يختبئ في كفه نظرات عينيها الناعسة الخجولة ضحكاتها الغنائة كل شئ بها كان مثالي ولكنه فقط كان !! ... تحرك من مكانه إلي غرفته رأي وتر تتكور حول نفسها في منتصف الفراش ما فعله خاطئ ما كان يجب أن ينجرف خلف تلك الدوامة لم يكن عليه لمسها من الأساس ... ستكرهه حين تعلم الحقيقة وستكره نفسها لأنها سمحت له بلمسها ...اقترب منها جلس جوارها يمسح علي خصلات شعرها يتنهد حزينا نادما وتر عليها أن تكرهه وتر لا يجب أن تحبه سيكون جرحها مضاعف حين تنكشف الحقيقة أمامها ... الحقيقة التي ستعرفها عاجلا أم اجلا لن يكسر قلبها للمرة الثانية يكفي ما فعله بها ...مال يطبع قبلة خفيفة علي رأسها جذب الوسادة الأخري وغطاء خفيف يتحرك للخارج ارتمي بجسده علي الأريكة يعقد ذراعيه خلف رأسه يتمتم بجملة واحدة :
- لازم اخليها تكرهني .. سامحيني يا وتر
______________
الثانية بعد منتصف الليل يقف أمام غرفة الطوارئ التي فيها منذ أكثر من ساعة يكاد القلق يفتت قلبه الي شظايا يده تقبض علي الورقة التي رآها ملقاه جوارها الشيطان بعث لها برسالة لتبث الذعر فيها جملة واحدة أرسلها لها
( اشتقت للعبث مع الصغيرة أمام صندوق الأفاعي )
ذلك الشيطان فعل بها أسوء مما قد يتخيله عقله ... صندوق من الأفاعي ؟!! التخيل فقط جعل جسده يرتجف ... اجفل حين فتح الطبيب باب الغرفة ليخرج منه هرع إليه يسأله قلقا :
- طمني يا دكتور هي كويسة مش كدة
ابتسم الطبيب يربت علي كتفه يغمغم :
- ما تقلقش يا زياد باشا الجرح ما كنش عميق وقفنا النزيف وخيطنا الجرح وعوضنا الدم اللي نزفته ... بس نصيحة لازم تتابع مع دكتور نفسي شاطر
اومأ له موافقا سمح له الطبيب برؤيتها ليتقدم لداخل الغرفة رآها تجلس علي الفراش تنظر للضماد الذي يغطي جرح يدها تبكي في صمت جذب مقعد يجلس جوارها اجفلت تنظر ناحيته مذعورة ارتجفت حدقتيها حين رأته اختنقت نبرة صوتها تهمس بحرقة :
- ليه ما سبتنيش أموت ...هيرجعني هيأذيني ... حرام عليك أنا كنت عاوزة ارتاح بقي
أقسم علي جعله يدفع الثمن دس يده في جيب سترته يخرج الصورة القديمة قربها منها يحثها علي اخذها ارتجفت أصابعها تمسك بالصورة توسعت حدقتيها قليلا حين وقعت عينيها علي ما بداخل الصورة صورتها وها هي والدتها وخالتها من ذلك الفتي الصغير لا تذكر ..رفعت وجهها تنظر له مدهوشة ليبتسم مترفقا يومأ لها بالإيجاب تنهد بعمق يهمس برفق :
- اكيد مش هتفتكري الصورة دي أنتي ومامتك وأنا وماما
شخصت عينيها في ذهول توقف عقلها عن الاستيعاب لبضع لحظات لا تفهم ما يقول ماذا يعني هو ووالدته ، والدته التي تكون خالتها إذا هو ولكن كيف تلعثمت تهمس :
- خالتو سناء أنت ابنها إزاي ... أنا مش فاكرة غير أبيه مراد ...
انطفأت عينيه حين نطقت اسم أخيه الأكبر ابتلع غصته يهمس مختنقا :
- مراد الله يرحمه مات من كذا سنة ... جيت اصحيه الصبح لقيته ميت .. أنتي إزاي مش فكراني يا حياة أنا زياد الواد الرخم اللي كان بيسرق منك المصاصات
وضمت بعيدة أضاءت في عقلها تذكرت زياد لم تقابله سوي بضعات مرات قليلة وهي طفلة صغيرة ... نظرت له تميل برأسها قليلا لليمين تحاول أن تجد وجه الشبه بينه وبين الطفل في الصورة عينيه وأنفه وشعره هما العوامل المشترك بين الصورة والحقيقة شعور طفيف بالأمان حين علمت أنهم أقرباء ربما يحميها سمعت يردف في حزم :
- أنا عارف إنك ممكن ما تصدقنيش بس اقسملك بالله إني مش هسمحله يمس شعرة واحدة منك ... وهدفعه تمن اللي عملوا فيكي غالي أوي خلي عندك ثقة فيا يا حياة ... مش عايزك تخافي أبدا طول ما أنا علي وش الدنيا
حركت رأسها بالإيجاب بتردد اعطاها ابتسامة هادئة ، لتعقد ما بين حاجبيها تغمغم بحذر :
- بس إزاي إنت بتقول أنك ابن خالتي وجوز خالتي كان ميت من زمان اومال مين الراجل اللي قال أنه باباك دا
ذكية حياة عليه أن يعترف أنها حقا ذكية .. ابتسم متوترا يمسد رقبته محرجا :
- بصراحة دا كان دكتور نفسي وأنا اللي قولتله يقول أنه والدي خوفت لما تعرفي أنه دكتور نفسي ترفضي تتكلمي معاه
علا ثغرها ابتسامة ألم تنظر للفراغ بشرود باتت مريضة نفسية مثيرة للشفقة الآن انتفضت حين مد يده يربت علي كف يدها لتسحب يدها سريعا في حين اردف هو :
- ما تخافيش مني يا حياة ..المهم دلوقتي لازم نوديكي مكان أمان عرف مكانك عندي لحد ما أوصله
اضطربت حدقتيها خوفا ليتناهي إلي أسماعهم صوت شجار يأتي من الخارج تحرك زياد للخارج يري ما يحدث ليري طبيبة تقف أمام رجل ما تحادثه حانقة :
- بقي كدة يا خالد بتقول للمرضة يا جميل
- يا بنتي دي قد بنتي
أردف بها الرجل ضاحكا في حين ظلت تلك الطبيبة تنظر له حانقة قبل أن تتركه وتتجه إلي أحدي الغرف تصفع الباب بعنف ... نظر زياد عن كثب لوجه الرجل لتتسع عينيه في دهشة يغمغم مذهولا :
- خالد باشا !!
نظر خالد لمن صاح باسمه يغمغم مع نفسه بصوت خفيض حانق :
- اتفضحت يقولوا عليا ايه دلوقتي لاء دا أنا راجل أوي في بيتي ماشي يا لينا
ذلك الشاب يعرفه أحد أصدقاء زيدان اقترب الشاب منه سريعا يغمغم متلهفا :
- أنت جيتلي نجدة من السما والله يا باشا أنا عايز حضرتك في موضوع مهم اوي
بدأ زياد يشرح له بشكل سريع ما حدث وخالد يومأ له متفهما ما يقول انهي زياد كلامه يقول :
- دلوقتي هو عرف أنها عندي وأنا مش هخاطر أنها تفضل عندي اكتر من كدة ... أنا حرفيا مقطوع من شجرة حضرتك تقدر تساعدني مش كدة
ابتسم له الأخير في هدوء يربت علي كتفه يحادثه بجد :
- موضوع حياة دا أبسط جزء في الموضوع المهم دلوقتي أننا نمسك الشبكة دي كلها من أول صاحب الظل لحد اصغر ديلر فيهم ... هاتها عندي في الفيلا ما حدش هيقدر يقربلها وهي في بيتي
لم يعترض زياد وافق سريعا عليه أن يطمئن علي أن تكن حياة في مأمن بعيدا عن اذرعة الشر ومن ثم سيتفرغ للقضاء عليهم واحدا تلو الآخر
تحرك زياد بصحبة خالد إلي غرفة حياة دخل أولا حمحم يوجه حديثه إليها :
- حياة ... دا خالد باشا يبقي خال واحد صاحبي الفترة الجاية هتكوني عنده ... ما حدش هيقدر يوصلك وأنتي في بيته
تحركت حياة بعينيها إلي ذلك الرجل الذي جلس علي مقعد زياد ينظر لها يبتسم في هدوء تحركت بعينيها إلي زياد تهمس بتلعثم متوترة :
- وأنت هتيجي معايا
- لاء ما أنا مش فاتحها لوكاندة اشواق
غمغم بها خالد ساخرا ليحمر وجه حياة خجلا في حين حمحم زياد محرجا اقترب من فراش حياة من الاتجاه الآخر يهمس لها مترفقا :
- مش هينفع ما تخافيش هتكوني في أمان عنده دا سيادة اللوا ما حدش يقدر يقرب من بيته ... هو راجل طيب والله بس هو بيحب يهزقنا كدة كل شوية راجل كبير بقي معلش نستحمله
خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتي حياة تومأ برأسها بالإيجاب في حين غض هو شفتيه مغتاظا رفع كفه الأيسر يشير لزياد أن يقترب منه يغمغم متوعدا :
- زيزو تعالا يا حبيبي عايزك في كلمتين برة
توترت قسمات وجه زياد قلقا يتذكر حديث زيدان عن لكمات خاله التي لم يكن يسلم منها تحرك معه للخارج ليجد تلك الطبيبة تقترب منهم توجه خالد إليها يهمس لها ببضع كلمات لتومأ له متفهمة ما يقول تركتهم وتوجهت إلي غرفة حياة ليشمر خالد عن ساعديه يقبض علي تلابيب ملابس زياد يجذبه الي مكتب لينا يغمغم متوعدا :
- تعالا يا حبيبي أنا هوريك الراجل الكبير ولو راجل استحمله !
_______________
ربما هي الخامسة فجرا أشعة الشمس تسطع علي مهل تُضئ المكان بنورها تبدد عتمة الليل وقفت أمام منزلهم الصغير تنظر لأشعة الشمس وهي تنعكس علي مياة النيل أين هي في منزل صغير في محافظة أسوان بعيدا في الجنوب تنظر حولها تري الدنيا من جديد لم تسنح لها الفرصة وهي تهرب مع زوجها من فيلم اكشن حدث بعد أن رأت الدنيا بلحظات ذلك الذي دق علي زجاج سيارة بيجاد كان أحد أصدقائه لا تعرفه لم تره قبلا ولكنه هو من ساعدهم نقلهم في سيارة أخري سلم مفاتيحها لبيجاد رحلة طويلة من الصمت استمرت لساعات أري أن وصلوا هنا بعد منتصف الليل كان التعب قد آكل منهم وشرب ... المنزل لم يكن فيه سوي غرفة واحدة للنوم لم يكن لاي منهم طاقة حتي للجدال لذلك انسحب بيجاد دون نقاش القي بجسده علي الأريكة في الصالة لحظات وغط في النوم وهي بالمثل الآن فقط استيقظت فتحت عينيها فجاءة تشهق بعنف تنظر لكفي يدها لازالت تري لم يكن حلما قامت من فراشها تنظر من الشرفة لتفغر فاهها مدهوشة أين هم المكان يبدو أكثر من رائع ولكن أين هم ... تحركت إلي حقيبتها تلتقط ثيابها بحثت إلي أن وجدت مرحاض صغير سيفي بالغرض اغتسلت وبدلت ثيابها القت نظرة خاطفة علي بيجاد يغط في نوم عميق بسكون طفل صغير ليس قناص قاتل رصاصته لا تخطئ هدفها فتحت باب المنزل بهدوء خرجت منه مشت بضع خطوات لتري شط مياه النيل بالقرب منهم تأملت المكان حولها بأعين طفل صغير في خضم انسجامها مع ما حولها شعرت بيديه تطوقها من الخلف ورأسه تحط علي كتفها بخفة يهمس لها :
- حرام عليكِ وقعتي قلبي افتكرت في حاجة حصلتلك
وضعت كفيها علي يديه تبعده عنها التفتت له تسأله :
- احنا فين يا بيجاد
أشار الي بناء ضخم مهيب علي مرمي بصرهم يقع بعيدا عنهم ابتسم يغمغم :
- انتي ما خدتيش معبد أبو سمبل في المدرسة ولا ايه احنا هنا في أسوان يا قلب بيجاد ، هنقضي احلي شهر عسل
قطبت ما بين حاجبيها لا تفهم ما يقول شهر عسل ؟!! قبل عدة ساعات فقط كانوا يهربون من الموت من مسلحين يطاردوهم بأسلحتهم وهو هنا الآن يريد أن يقضي شهر عسلهم المزعوم !! رفعت سبابتها أمام وجهه تحادثه محتدة :
- أنا عايزة افهم كل حاجة مين الناس دي واحنا ليه بنهرب أنا مش عروسة تشدها وراك مطرح ما تروح
ابتسم يآسا قبل أن يفاجئها يحملها بين ذراعيه صرخت فيه مغتاظة تتلوي بين ذراعيه تصدمه علي صدره في حين ضحك هو عاليا يغمغم :
- ازعجتي اجدادنا الفراعنة في نومتهم احنا آسفين يا حتشبسوت عندي دي يا ملكة مصر
احنا نخش جوا بيتنا وأنا هشرحلك ليه بنوا المعابد معبد معبد
________________
أشرق الصباح واستيقظت هي من ثباتها ليلة الأمس كانت مريعة بكل ما تعنيه الكلمة من معني انهيار وبكاء وكوابيس لم تتركها لحظة ولكنها الآن افضل نظرت جوارها لتجد الفراش فارغ لا تزال الثامنة جبران لا يذهب إلي ورشته باكرا اذا أين هو ... تحركت لخارج الغرفة لتقع عينيها عليه نائما علي الأريكة اقتربت منه جلست علي ركبتيها جواره تبتسم مدت يدها تمسد علي وجنته وهو نائم طبعت قبلة خاطفة علي جبينه ليفتح عينيه رأته يبتسم لها للحظة فقط قبل أن تختفي ابتسامته تماما وتتغير نظراته بأخري باردة ساخرة لم ينطق بحرف فقط تحرك متجها إلي المرحاض صافعا الباب تاركا اياها تتسائل عن ما به ... هل زهدها فجاءة بعد أن نالها نفضت تلك الأفكار السامة من رأسها سمعت صوت دقات علي باب المنزل توجهت تفتحه ليطل عليها فتاة جميلة بشكل يخطف الأنفاس تمسك بين يديها طبق طعام به قطع كعك ابتسمت تهمس برقة :
- هو دا بيت المعلم جبران ، أنا صفا جارتكوا الجديدة أنا كنت عاوزة المعلم في حاجة ضروري
دون كلمة واحدة صفعت وتر الباب في وجهها تلك الفتاة تبدو سامة بشكل مخيف رأت خبث مرعب يتراقص في مقلتيها كاللهب ... خرج جبران من المرحاض يجفف وجهه بمنشفة صغيرة رفع المنشفة عن وجهه يسألها :
- مين علي الباب يا وتر؟
ابتسمت في هدوء رفعت كتفيها تغمغم ببساطة :
- دا الراجل اللي بياخد الزبالة بس قولتله ماعندناش النهاردة !!
_______________
مسا مسا علي الناس الكويسة
الحقيقة المرة التي كانت سبب في عدم نزول الفصل امبارح أننا كمدرسين بنحاول علي قد ما نقدر نخلص قدر كبير من المناهج قبل رمضان فالموضوع يهد حرفيا وخصوصا أن الفترة دي بجد والله عندي في المدرسة بيحصل غياب كتير للمدرسين فبتضطر جنب جدول حصصك العادية تلبس في حصص احتياطي ... الواحد بقي بينتزع كدة وقت وجهد الكتابة من المعمعة اللي هو فيها
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية جبران العشق" اضغط على أسم الرواية