Ads by Google X

رواية لقلبي شفق الفصل الثاني 2 بقلم ولاء محمود

الصفحة الرئيسية

 رواية لقلبي شفق الفصل الثاني بقلم ولاء محمود

 رواية لقلبي شفق الفصل الثاني

عدة طرقات تصدح على باب منزلها فتتجه إلى ذلك الباب لتقوم بفتحه فإذا بها ترى كريمة لـ تتنحي جانباً تترك لها بعض المسافة التي تستطيع المرور منها تدلف الأخيرة بالداخل ثم تقوم سمية بغلق باب المنزل وتتبع كريمة إلى حيث جلست فـ تجلس جانبها…
_ أسر كلمني قالي أجيلك اشوفك مالك؟ انتي فعلاََ شكلك معيطة.!
هتفت بها كريمة منتظرة إجابة صديقتها حتى تستطيع التهوين عليها ومساعدتها…
_ شُوفتي كنت بكلّم اللي مايتسمى رفعت عشان افكره بالمصاريف، انتي عارفة خلاص شفق نجحت وعايزين نخلص رسوم إجراءات الكلية فضل يهرتل معايا بالكلام حرق دمي وفجأة لقيت شفق دخلت عليا الاوضة ولما شافتني كدة شدت مني سماعة التليفون وسمعته كلام أنا مقدرتش اقوله من سنين…
تتبدل ملامح كريمة قليلاً للحزن على حالهم جميعاً:
طيب وهي عاملة ايه دلوقتي بصي أسر لما كلمني عشان افهم منك في ايه قالي ان شفق معاه وهو اكيد هَيخرجها من الحالة اللي هيا فيها… اطمني
……

ترجل أسر عن سيارته يفتح الباب المجاور له حتى تدلف شفق.. فابتسمت له وسط حزنها ودلفت إلي السيارة..
لتراه يُردف لها مشيراً إلى المقعد الخلفي قائلاً:
قبل أي حاجة شوفي العلبة اللي ورا دي وبعدين قوليلي مالك…
ما إن مدت كلتا يديها حتى عانقت تلك العلبة التي ما إن مسكتها علمت بما تحتويه وهي نوعها المفضل من الشوكولا…
_يا حبيبي يا آسر…
ينظر لها بتلك الصدمة التي أصابته إثر سماعه لتلك الكلمة…
ظل مُحدقاَ بها عدة لحظات إلى أن قطع الصمت هذا حيث تنحنح متمتماً: ايه السعادة دي امال فين عياط المكالمة وفين الزعل راح فين؟!
_ اسكت بس انت مش عارف دي بتغسلني من جوه ازاي؟!
التفت إلى مقود السيارة واعتدل بجلسته وبدأ بالقيادة مُردفاِ:
ايه اللي مزعلك؟
اكتفت بتلك الكلمة..
_بابا…
صمت بضع دقائق… كانت تأكل الشوكولا بنهم فعلم هو حالتها، يحفظها عن ظهر قلب نشأت معه من الصغر فأدرك أن أكثر ما يسعدها ذلك.. أكل الشوكولا .. وفي أعمق اواصرها المُهدمّة لا تستطيع البوح بما يشعرها بالحزن
تأكل ما تأكله منها ثم تتغير مزاجيتها فعلياً ولكن يبقى الحزن داخلياً فيُحطّم شيئاً آخر بداخلها بينما هي تَكتم كل ذلك، شيئاً فشيئاً تتحطم كلياً…
ليته استطاع تَعويدها على البوح بمكنونات قلبها.. ليته.
أثناء جلوسهم بأحد المطاعم… يتبادلا حديثهما:
_ قوليلي عاوزة تدخلي كلية ايه بقي؟
تنطق دون تفكير…
تجارة زيك عشان اخلص واشتغل معاك…
لـ يضحك ضحكته الساخرة منها…
_ يابنتي انتي ساقطة رياضة تجارة ايه اللي تدخليها..
_ يووووه بقى انت على طول كده مكسر نفسيتي..
تتظاهر بالحزن المُصطنع فيُردف هو.. :
يابنتي اصلك لما تدخلي تجارة دي مش هتشتغلى معايا برضو ليه؟ !! لأنك مش هَتتخرجي وهتفضلي تعيدي كل سنة وتعذبيني معاكي في شرح بقى وحوار كبير اوي..
_امال الكلام على ايه ايه رأيك..؟
_ مش انتي بتحبي الرسم طيب ما تدخلِ فنون جميلة كدة زيك…
_انت بتعاكسني يا أسورة ولا ايه…؟
يتلعثم هو مبدلاً ملامحه إلى الجدية..
_لأ اعاكسك ايه انا بقولك على حاجة انت بتحبيها وممكن أقدر اشغلك معانا برضو في قسم الديكور والتصميم عندنا في الشركة متخافيش…
&&&&
بعد مرور عامين من التحاقها بالجامعة..
أنهت محاضرتها تَخرج من ذلك الباب لتراه يقف مستندا بظهره إلي السيارة منتظراً إيّاها يضع إحدى يديه بجيب بنطاله والآخري يُمسك بها الهاتف مُحدقاً به يتطلع إلى شئ..
_انا وصلت اهو يلا بينا…
تدلف بعدها إلي سيارته متجهين إلى الشركة التابعة لوالد أسر تُكمل تدريباتها والتي بدأتها منذ عامها الأول الجامعي..
_ اونكل أكرم حضرتك عامل ايه…
_ بخير ياشيفو يلا اقعدي اشربي حاجة وطيري ع الشغل..
_من عنيا يا أونكل.
لتتجه بعينيها إليه ذلك الآسر.. لتراه يقبع بالمكتب منغمساَ بعمله وسط كل تلك الملفات بينما خلع جاكيت بدلته وقام بتعليقه خلفه ع المقعد الذي يجلس عليه…
يلاحظ نظرتها له بين الحين والحين الآخر فيقرر ان ينهي حالة الشرود تلك التي تُصيبها.. فيدق بإحدى يديه علي المكتب فانتبهت هي ليردف آسر:
هتفضلي سرحانة كده كتير..
_ لأ انا بس مستغربة ازاي عمو القمر ده يبقى باباك انت واحد زيك جد كده في حياته.. ده حتى عمرك ما نادتني غير بشفق.. إنما هو بيقولي على طول شيفو
….
يُتمتم بتلك الهمهمات بصوتٍ خافت :. عشان اسمك مش محتاج دلع كفاية كدة عليا مش هقعد ادلع كمان واتفرج..
_ مش فاهمة كفاية ايه،وتتفرج ازاي برضو..
_ روحي على مكتبك ربنا يهديكي…
_يُمسك هاتفه يُحدّث به والدته ليُردف:
خلاص كده ياماما انا هقولها بقى واللي يحصل يحصل…
انا بجد زهقت مش قادر اشوفها غبية كدة ومش فاهمة ولا ملاحظة…سلام ياماما..
……
بعد مرور المزيد من الوقت ومجئ موعد الذهاب
يدلف مكتبها ليتفاجأ بما يرى…
يراها تغفو على مكتبها شعرها مُفترش حول وجهها كأنما القمر حوله سواد الليل ليُلقي بجاذبيته فيُصيب قلبه بالخفقان. والاضطراب فيتمتم بتلك الكلمات دون إرادة بصوتٍ أشبه بالهمس: وحشتيني…
بعدها كأنه تحول مرّة آخري:
يُمسك حقيبتها الموضوعة ع المكتب يرفعها ويخفضها عدة مرات قاصداً إيقاظها حتى تستيقظ….
_ انتي جاية تنامي في الشغل ولا ايه.؟!
_في ايه يا أسر منا لسة سايباك في المكتب هو انا لحقت انام ساعة حتى..
_ قصدك نمتي ٣ ساعات يلا عشان نروّح خلاص، وبليل جهزًي نفسك هنخرج شوية…
_ بجد انت اجدع أسورة في الدنيا
_ وانتي مستفزة "اوي" على فكرة..
………. **********
كنجمة وحيدة لمعت في سماء ليلٍ مُعتم فتُرسل ذلك الضوء الخافت إلى قلبي لُينيره بضوء مُتبعثر فيستجيب.. مُعيداً لها ضوئها والمزيد من تلك النجمات اللامعة حولها لُتصبح تلك النجمة أكثر جمالاً ووضوحاً…
……********
تتبعثر أشعة الشمس فيختلط أخر شعاع لها بظلمة الليل مُعلنه بذلك رحيلها تاركة لليل حقه في المجئ….
تهبط خطواتها على الدرج إلى ان وصلت إليه ودلفت إلي سيارته لتقول:
هنخرج فين بقى يا أسر..؟
يُجيبها بينما معالم وجهه يتخللها بعض القلق والريبة من ردة فعلها على ما سيبوح به علي الفور..
_لأ هنلف شوية بالعربية وأقولك موضوع كدة واروحك على طول…
_ خير في ايه.؟
بعد صمته لفترة وجيزة همّ ان يتحدث فباغتته هي بقولها:
بس خلاص عرفت..، تهللت اساريره فشعر بالراحة بعض الشئ إلى أن صدمته بقولها..
_أكيد هنتكلم عن لبسي انه مش عجبك واني اوسعه شوية صح.. طيب هو انا كدة مش لبسة حلو!؟ اهو بنطلون واسع
شوية وبلوزة مشمرتش كمّها
ضرب بكفه على جبهته قائلاً:
ياستي حلو لبسك حلو وكلك حلو اسكتي عاوز اتكلم ممكن..
_يا أبني منا ساكته اهو ماتتكلم بقى هتفضل ساكت كتير..
_ انا بالنسبالك ايه ياشفق؟
_ سؤال غريب وجديد بس حلو..،
بص ياسيدي أنت أسورة صديقي الجدع والحقيقي اللي بيفهمني من غير حتى ما اتكلم عارف كل حاجة عني..
اعتقد حياتي كلها متلخصة فيك..
أبتسم تلك الابتسامة كأنه وجد ما يشجّعه ع الحديث..
_ طيب يعني موافقة نكمل حياتنا سوا؟
امتعضت ملامحها بعض الشئ إلى أن أردفت:
يا ابني ما أحنا سوا اهو في ايه..
_ لأ مش كدة قصدي تبقى شريكة حياتي معايا في كل تفصيلة في حياتي.. يعني نتخطب ونتجوز تبقى ام أولادي كدة يعني…
ارجعت رأسها إلى الخلف قليلاً وابتعدت عنه متفاجئة من أثر صدمتها..
_ لأ أنا مكنتش شايفة كدة
تكسو ملامحه الصدمة وجهه كمن أسقط للتو دلواً ملئ بقطع الثلج عليه…
_ مش فاهم… وضحيلي معلش
تُردف هي بتلعثم.. :
اقصد اننا أصدقاء ومتربين سوا انا قولت هنبقي حياتنا كلها سوا وان استحالة نسيب بعض بس مش لدرجة نتجوز يعني
مش حسّاها ولامُتقبلة الفكرة ازاي يا ابني ده انا طول الوقت بقول انك أخويا الجدع صاحبي اللي مفيش منه..
_ يعني انتي مش هتضايقي لما تشوفيني مثلاً ارتبطت بحد تاني واكيد هتشغل عنك وهي هتاخد وقتي كله…

للحظة ظنت ان تفكيرها توقف لم تتطرق ولو لمرة لتلك النقطة ظنته دائماً لها لا يستطيع الافتراق عنها تحت أي مسمى حسناَ إن كان هكذا او تزوج ستُفرض نفسها عليه ولن يتغير شئ من سابق علاقتهما…
صمتت لم تستطيع إخباره بشيء مما يجول بذهنها..
_ تمام انا عرفت ردك..
صمت ثم انطلق مُحركاً مقود السيارة حيث منزلهما…
_ مش هتطلع َولا ايه..؟
_ لا اطلعي انتي انا هلف بالعربية شوية وبعدين هطلع..
_ طيب لما تخلص كلمني..
_ان شاء الله..
دلفت إلى منزلها.. لترى والدتها ارتمت بحضنها..تُردف وسط بكائها..
_ ماما…
_ مالك يابنتي في ايه..
قصّت على والدتها ما حدث..
_ وانتي رفضتي ليه يا شفق مش لسه قايلالي انك بتحبيه وهو كل حياتك
_ ايوة وانا قولتله كده و مكدبتش عليه غير اني خبيت عليه السبب
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية لقلبي شفق " اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent