Ads by Google X

رواية سحر سمرة الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم أمل نصر

الصفحة الرئيسية

   رواية سحر سمرة الفصل الرابع والثلاثون بقلم أمل نصر

رواية سحر سمرة الفصل الرابع والثلاثون

احساسه بالعجز عن حمايتها والتصدى لهذا المجرم وايقافه ..كاد ان يقتله .. ليته استطاع مقاومته حينما اقتحم المنزل على حين غرة وفاجئه بهجومه المباغت ..ليته امتلك القوة لمقاومته .. ليته ماخرج من سجنه من الأساس .. حتى لا يرى ابنته وهى تتعرض للأبتزاز امام عينيه .. وهو مقيد الايدى والارجل فى فى هذا الكرسى اللعين .. حتى مقاومته المخزيه لم تجدى اية نفعٍ ولا فائدة .. ولكن الى متى سيظل بوضعه هكذا وهو لا يعلم شيئاً عن ابنته التى اختفت عن عيناه واختفى صوتها .. ولم يعًد يصل اليه فى هذه الغرفة الموحشة .. ولا حتى صوت هذا المجرم .. ترى ما الذى حدث ؟ .. فمنذ ان دخل اليه منذ قليل وحل وثاق اقدامه فقط عن الكرسى اختفى .. ولم يعد مرة اَخرى واختفى بعد ذلك اى صوت ..فعاد المنزل الى حالته الاولى فى السكون .. ولكن اين ابنته ؟!
لقد وصل اَخيرا اللى باب المنزل .. متحاملاً على اَلامه بعد رحلة معاناة طويلة من السير مكمم الفم .. ومقيد اليدين بالكرسي .. الذى اجبر بحمله والسير به بفعل القيد .. الوغد الملعون فك قيد اقدامه ولم يفك وثاق يديه .. ليتركه فى رحلة صراع للسير بالكرسي المقيد به .. ورحلة مريرة للخروج من باب الغرفة .. وهاهو الاَن امام باب المنزل ولابد له من استحضار قوته مرة اخرى .. حتى يشعر به احدٌ من السكان .. فيجد منه المساعدة في فك قيده.
ظل "ابو العزم "فى محاولته البائسة ..والحركة المفرطة بالكرسي على باب المنزل مع صوت ندائه المكتوم فى طلب النجدة حتى خارت قواه ولم تعُد به طاقة .. فظهرت بارقة الامل َاَخيراً .. حينما سمع طرقاً على باب المنزل .. فزام بصوته بكل قوته وهو يقفز بالكرسي بصوتٍ مزعج .. فلم ينتظر كثيراً حينما وجد باب المنزل يدفع بقوة فدلف رجلُ ضخم البنية الجسدية بصورة غير طبيعية.
- يانهار اسود .. هو ايه اللى حصل بالظبط ؟
قالها وهو ينزع اللاصقة الطبية عن فمِ " ابو العزم " .. ويهم بفك وثاق يديه .
اخرج" ابوالعزم "نفسٌ طويل ومتحشرج ..قبل ان يهتف بصوته :
- ابوس ايدك يابنى فكنى بسرعة .. عايز اللحق ادور على بنتى اللى اتخطفت واعرف حصل لها ايه ؟
اللتفت اليه براسه بنظرة جزعة:
- بنتك مين ؟ اوعى تكون " سمرة " هانم ؟ انا" اسماعيل "الحارس الخصوصي بتاعها .. وكنت جاى عشان اشوفها لما اتأخرت.
صك باسنانه وهو يجيبه بغضب .
- توك ما افتكرت يااخويا .. خلصنى ياعم وفكنى الله يسيئك .. بلا حارس خصوصى بلا نيلة .
دنا " اسماعيل "مرة خلف ظهر " ابو العزم "ليفك القيد المحكم جيداً على يديه وهو يهذى بزعرٍ وخوف
- ياخراب بيتك يا" اسماعيل " .. ياسواد عيشتك فى الايام اللى جاية يااسماعيل .. الله يخرب بيتك يا" ممدوح " انت كمان وبيت النت !
...............................

صرخ عليها بوحشية :
- سمرررررررره؟
وهو يرها تتدحرج على الطريق الممتلئ بالسيارات .. كاد ان يفقد عقله حينما رأى سيارة توقفت بغتةً عن دهسها .. بمسافة لا تتعدى الشبر .. لتتوقف على اثرها باقى السيارت.. كل هذا فى وقتٍ لا يتعدى الدقيقة ولا يتعدى استيعابه ...
استفاق لنفسه .. ليضرب بكفهِ بحركة عصبية على مقعد السائق وهو يهتف عليه صارخاً :
- وجف العربية ياسوكة .. وجف بسرعة يازفت انت .
هتف الاَخر من مقعده :
- اوقف فين ياعم انت هاتودينا فى داهية ؟
صاح عليه بجنون:
- هاتوجف يازفت انت ؟ ولا اطلع مسدسى من جيى واخلص عليك ؟
اضطر للتوقف مضطراً على مسافة ليست بقريبه منها .. وسط هذه الفوضى من السيارت التى توقفت بسببها.. ترجل من سيارته ناظراً اليها .. ليجد مجموعة من البشر تجمعت حولها ومعهم سائق السيارة الذى كان يصرخ بصوتٍ عالى :
- ياساتر يارب .. على المصايب اللى بتتحدف علينا..انا كنت هاروح فى داهية وادوسها .. يامنجى من المهالك يارب .. ودى ايه اللى رماها قدامى دى وفى سكتى؟
سمع همهمات من بعض الافراد ليجد احدهم وهو يشير عليه بيده بصوت عالى وصل اليه جيداً؟
- زى ما بقولكم كده ياجماعة .. هى نطت من العربية اللى هناك دى .. والظاهر كده ان الرجلين اللى هناك دول هما اللى كانوا خاطفينها !
اتجهت جميع الاعين على " قاسم " والسيارة و" وسوكة " الذى قفز سريعاً بداخل السيارة مردفاً ل" قاسم " بخوف :
- لساك برضوا عايز تروحلها ؟ ..عشان تاخدلك علقة موت وبعدها تتحاكم فى جناية الخطف .. خليك ياعم انا مالى ؟
ومع حركة البشر الى اتجهت نحوه للفتك به .. قفز هو الاَخر سريعاً .. ليفاجأ بهذه البقعة الغزيرة من الدم التى تساقطت من كفهِ واغرقت بنطاله والتى ما زالت مغروزة بها الشفرة .. و مع تسارع الاحداث قد نسيها بيده ..وتناسى الالم ايضاً بعد مشاهدة حبيبته وهى تقفز من السيارة بهذه الصورة المرعبة .. لتضيع من يديه مرة اَخرى مفضلة الموت عليه !
................................

خرج مهرولاً من غرفة الاجتماعات التى نهاها من قبل ان يبدأها وهو يصرخ فى الهاتف بصوتٍ جهورى دون مراعاة لمنصبه او وضعه امام العاملين لديه والشركاء الآخرين لأعماله .
- انا هاخرب بيتك انت والسواق يازفت انت ؟ مبقاش انا " رؤوف الصيرفي " ان ما كنت اندمك على عمرك النهاردة يا" اسماعيل " الك...... انت والزفت التانى اللى معاك .
- ............
- اخرس خالص ما اسمعش صوتك وغور دور عليها بنفسك .. على ما اجيلك انا والرجالة غووووور .
جذبه " تيسير " من ذراعهِ يوقفه :
- ايه اللى حصل يا" رؤوف " ؟ مالك كده شكلك بيقول ان في مصيبة حصلت !
ربت بيديه على كتف " تيسير "بصورة عصبيه :
- ادخل انت كمل الاجتماع .. انا ورايا موضوع مهم اوى ولازم اخلصه بسرعة .
- طب يا" رؤوف " فهمنى الاول....
لم يكمل جملته فقد تركه الاَخر مهرولاً ناحية المصعد دون الالتفاف اليه وهو يتكلم فى هاتفه مع " صفوت" رئيس الحرس .
وقف على باب غرفة الاجتماعات متسمراً وهو ينظر فى اثره متعجبا من مايحدث مع ابن عمه ولا يريد اخباره به !
..............
وفى الناحية الاخرى بعد ان انهى " اسماعيل" المكالمة نظر ل" ممدوح " بزعر :
- ادينى هاروح فى داهية بسبب الفيلم اللى اصريت عليا انى اشوفه معاك .. روح ياشيخ الله يخرب بيتك.
هتف عليه الاَخر حانقاً :
- في ايه ياعم وانا مالى .. وانا كنت عملتلك ايه بس ؟
خبط الرجل بيديه على جانبيه ضارباً بأستياء :
- عندك حق تقول ما بدالك ما انا اللى استاهل عشان عينى غفلت عن الهانم فى اول مشوار ليا معاها .. انا اللى استاهل الى يجرالى عشان اتسايرت مع واحد زيك !
رفع جانب شفته مردفاً بغيظ :
- واحد زيي !!! ليه ياخويا ان شاء الله ؟ كنت كوخة انا بقى ولا مش قد المقام مع سيادتك؟
استدار عنه ملوحاً بكفه قبل ان يهرول اللى والد " سمره " الذى كان يسأل كل من يراه قادماً او ذاهباً.
وصل اليه سريعاً ليسأله بقلق :
- عرفت حاجة يا سعادة البيه عن الهانم بنتك؟ ولا حد من اللى بتسالهم دلهم على مكانها ؟
اجابه " ابو العزم " بصوتٍ خارج بصعوبة :
- انا سألت كل البقالين اللى هنا وكل الناس اللى اعرفها فى المنطقة .. كلهم بيأكدوا ان في واحدة نزلت من ساعة تقريباً ولابسة نقاب مع عيل صغير غريب عن المنطقة ..وركبوا عربيه حمرا وبعدها نزل واحد تانى من العمارة وغريب برضوا عن المنطقة .. وركب معاهم العربية الحمرا ومشيوا بيها !
.............................

فتحت عيناها وهى تستعيد وعيها.. لتجد نفسها فى غرفة جدارنها مطلية بالون الابيض .. موصل بكفها محلول معلق وهى نائمة على تختٍ طبى ..تنفست بارتياح فيبدوا ان المعجزة قد حدثت .. وتمكنت بالهروب منه بحركة مجنونة كادت ان تودى بحياتها..وهى الاَن بغرفة داخل مستشفى لعلاجها .. ولكن ما الذى يجعلها متأكدة انه هربت منه .. ولما لا قد يكون مازال موجوداً معها هنا فى داخل المشفى.. وربما كان واقفاً الاَن خلف الغرفة ايضاً !
فتح باب فجأة ً بقوة .. فصرخت باعلى صوتها وهى تتخيله هو من اقتحم الغرفة !
فازدادت صرخاتها وهى تغمض عيناها .. علّه كان كابوس فتستفيق منه .
- اهدى يا" سمره " .. اهدى ياروح قلبى .. انا " رؤوف " وموجود معاكى انا " رؤوف ".. فوقى يا" سمره " انا ...
- انت " رؤوف " .. والنبى بجد انت مش" قاسم "
قالتها وهى ترتجف من الخوف و تفتح عيناها بصعوبة .. حتى تفاجأت بوجهه القلق امامها فشهقت ببكاءٍ مرير وهو يشدد عليها داخل احضانه ..
- انا اسف ياروحي.. انا اسف ياقلبى .. سامحينى انى غفلت عنك المرة دى ..
ظل يهددها داخل احضانه بفترة ليست بالقليلة .. لتخرج اخيراً وهى تكفكف دمعاتها :
- قاسم كان هايخطفنى يا" رؤوف " وانا هربت منه على اَخر لحظة .. دا وصل لابويا وكان مكتفه......اه صحيح.. ابعت حد والنبى يروح ينقذه ويحل قيوده...
- اهدى اهدى ....
قالها بمقاطعة وهو واضعاً كفه على فمها وتابع بصوته الحنون :
- انا عايزك تطمنى على والدك .. هو زمانه دلوقتى على وصول .. عشان يطمنك بنفسه انه بخير .
تهلل وجهها الملئ بالكدمات وزينته ابتسامة رائعة منها :
- والنبى انت بتتكلم صح يا" رؤوف " ؟ يعنى ابويا كويس دلوكت بجد ؟
اجابها وهو يمسح بطرف اصابعه على كدمات وجهها :
- والله زى ما بقولك كده .. بس انا كنت عايز اسألك .. هو انتى بجد يا" سمره " رميتى نفسك على الطريق وسط العربيات ؟ وماخفتيش لتروحى فيها ؟
هزت برأسها وهى وقد اغشيت عيناها بالدموع:
- العمر غالى جوى يا" رؤوف ".. بس انا مالقيتش جدامى سكة غير كده للهروب .. دا مجنون ومش معترف بجوازى منك اصلاً .
صك على اسنانه بغضب :
- انا ان ما كنت اربيه واعلمه الأدب مبقاش انا .. المهم دلوقت عايزك تحكيلي كل حاجة بالتفصيل الممل .
............ ...............

وفى المساء وصل " تيسير " الى قصر " رؤوف " بعد ان انهى اجتماعه مع رؤساء المجموعة وبعض الشركاء.. دلف لداخل القصر حتى يطمئن على ابن عمه .. الذى خرج من الشركة بشكلٍ يُنبئ بحدوث كارثة .. ولكن ما حيره حقاً هو هذا التكتم الشديد من جانب " رؤوف" وهو شئ لم يفعله معه ..طوال سنوات عمرهم .
"وصل إلى الباب الداخلي للقصر وقبل ان يدلف استوقفه هذا الصوت المنبعث من قريب لمشاجرة .. بين صوتك انثوى معروف لأذنيه مع صوتٍ رجولى لا يعرفه .. ومع ذكرهم لأسم " سمره " زوجة "رؤوف " ارتد بخطواته اليهم .. حتى وقف بجوار شجره صغيرة.. تخفيه عن أعينهم ولكن تُمكنه من السماع جيداً لحديثهم .
سعاد وهى تهتف بصوتٍ عالى :
- بلاش ملاوعتك دى معايا يا" ممدوح " .. احسن ودينى لاكون فاتنة عليك قدام " رؤوف " بيه وهو اللى يشوف صرفته معاك .
هتف هو الاَخر بصوتٍ اعلى:
- انتى اتجننتى ياولية انتى وعايزة تلبسينى تهمة بالباطل؟ هو انا اعرف منين الزفت " قاسم " ده عشان اتفق معاه واساعده يخطف " سمره " كمان .
بشبه ابتسامة ساخرة:
- طيب لما اقولك ياحبيبى .. ان " سمره " قالت بنفسها ان " سوكة " صبى القهوة فى منطقتنا .. كان بيساعده يبقى انت تفسر دا بأيه ؟ وانا وانت عارفين كويس اوى .. ان "سوكة " دا يبقى صبيك فى بيع الهباب والبرشام لزباين القهوة .. قول يا"ممدوح " بالحقيقة وريح قلبى الله يسيئك.
ضرب كفيه بقوة :
- الله يخرب بيتك ياشيخة .. عايزة تلبسينى مصيبة على الفاضى .. عشان مجرد وهم فى دماغك .
اقتربت منه تطالبه برجاء :
- اسمعنى كويس يا" ممدوح " .. انت لما طلبت انى اسعالك فى الشغل هنا .. انا ماتأخرتش وكلمت " سمره " اللى ماصدقت انها تساعدك عشان تاكل لقمة بالحلال ..
رد عليها بسأم :
- عارف انا كل الكلام ده يابنت الناس .. بس ده ايه لزوموه معايا دلوقت ؟
- لزومه اننا نحفظ المعروف ومانأذيهاس .." قاسم "دا مش طبيعى يا" ممدوح " .. دى لما هربت من البلد مكانش من اهلها ولا خطيبها .. لا دا كان من " قاسم "ده ..اللى هددها بقتل اخوه لو استمرت فى خطوبتها منه وكملت بجوازها .. دا مجنون بحبها بشكل مرضى .. يعنى ماتستبعدتش عنه اى فعل اجرامى فى سيبل الوصول ليها .
بلع ريقه وهو يحاول التماسك امامها :
- برضك انا مايخصنيش كلامك ده ! عشان انا راجل نضيف ومافيش على حيطتى غبار .. ولا اعرف " قاسم " ولا غيره
اكتفى بهذا القدر قبل ان يعاود لطريقه مرة اخرى فى دلوف القصر .. بعد ان عرف سر الجميلة زوجة ابن عمه وحبيبها المهوس .
........................

فى اليوم التالى
خرج من غرفته مجفلاً على هذه الاصوات الصادرة من داخل المنزل .. لوالدته " نفيسه " وهى ترحب بولدها وتُعانقه" بحنان الام لأبنائها .. حتى لو كانوا سيئين ولا يستحقوا.. برقت عيناه وهو ينظر اليه بغضبٍ مستتر وهو يعيد بذهنه كل كلمة سمعها فى التسجيل ..
بابتسامة مريبة وغامضة :
- حمد لله عالسلامة ياجلب اخوك .. انت رجعت بالسلامة يا" قاسم " من امتى كده ؟
رد علي شقيقه بوجوم :
- الله يسلمك ياخوى .. انا لسه واصل حالا اها .. واسال امى حتى .
بزاوية فمه ابتسم بجمود :
- مافيش داعى انى اسألها .. كفاية انى شوفتك .. ياللا بجى عشان تاكل لجمة وتريح جسمك وبعدها..تاجينى على الشغل فى الشونه انا عايزك ضرورى .
تدخلت " نفيسة " معارضة:
- وهى طارت الدنيا عن الشغل يا" رفعت " ؟ ماتسيبوا يريح النهاردة وبكرة يجيلك.
رد على كلامها بتصميم:
- انا قولت ياكل ويريح جسمه الاول ياما .. ثم انى انا عايزه فى موضوع ضرورى .. دى فايدة وفلوس كتيرة ياقاسم .. حتسيب حقك برضوا .!!


يتبع الفصل التالي اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سحر سمرة" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent