Ads by Google X

رواية سحر سمرة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم أمل نصر

الصفحة الرئيسية

   رواية سحر سمرة الفصل الثامن والثلاثون بقلم أمل نصر

رواية سحر سمرة الفصل الثامن والثلاثون

دلفت لداخل المنزل دون تريحه بأجابة مفيدة وهى تتمايل بخطواتها امامه غافلة بغباء عن عيناه المتتبعة كل حركة منها دون حياء .. ومع اول اريكة صادفتها عيناها.. سقطت عليها وكأنها عادت من رحلة سعيدة .. مال هو برقبته اليها مضيقاً عيناه بدهشة .. قبل ان بجلس امامها فى الكرسى المقابل :
- معلش يعنى فى دى السؤال لو كنت هازعجك ولا حاجة .. ممكن اعرف السبب اللى مخليكى مبسوطة جوى كده ؟
بابتسامة مبهمة اجابته اَخيراً :
- مبسوطة يااخى فيها حاجة دى .. ولا انا لازم اديلك على كل تصرف منى تفسير .
مال بظهره للكرسى يجلس بأريحية .. وهو يضع يده داخل جيبه لليتناول علبة السجيار . وماان هم بأخراج واحدة منها حتى فاجأته بتحولها وهى تصرخ :
- انت هاتعمل ايه .. انا مش منبهة عليك يجى مية مرة .. الا السجاير يا" قاسم " انت ايه يااخى عايز تموتنى برحيتها اللى تقرف .
اسقط العلبة عن يده بعنف وهو يهتف بانزعاج :
- واهى السيجارة والعلبة نفسها .. استريحتى ياستى ؟
زفرت طويلاً وهى تردف .
- ياساتر عليك .. طلعتنى من المود يااخى .. و بعد ماكنت مبسوطة عصبتنى.
لوح بيده امامها يتكلم بانفعال :
- طب ممكن ياست السنيورة تفهميني انتى مبسوطة ومنشكحة جوى كده ليه؟
بيدها كانت تتلاعب بخصلات شعرها وهى تتحدث بتمهل ونعومة:
- بس لو صبر القاتل على المقتول ... لكن عشان خاطرك بس انا هاريحك واقولك..
مالت بجذعها وهى تنظر اليه بتفحص لرد فعله .. وتابعت :
- انا النهاردة كنت عند " رؤوف " وقضيت معظم اليوم عنده فى القصر معاه ومع السنيورة بتاعتك ..
اعتدل فى جلسته بتحفز بعد ان سمع اسمها وهو منتبهاً لكل حرف يخرج من فمها .. وتابعت هى ايضاً :
- انا اتصالحت معاهم يا" قاسم " لدرجة انهم صدقونى بجد .. دا انا حتى عرضت عليها انها تيجى المحل عندى وتنقى اللى هى عايزاه .. رؤوف وافق على طول وشجع حبيبتك .
- وهى وافقت ؟
سألها بتحفز من كل خلية بجسده .. تبسمت " صافيناز " بمكر :
- هى بصراحة ماردتش ولا نطقت بحرف .. بس يعنى هى هاتلاقي زى المحل بتاعى فين .. دا أرقى هوانم مصر بيلبسوا من عندى .
اومأ برأسه وهو يفرك بانامله على ذقنه بشرود :
- تمام ...تمام جوى
............................

واضعاَ قدماً على الأخرى وهو جالساً على اريكته بأرستقراطية ...مريحاً ذراعه خلف ظهرها على طرف الأريكة .. ناظراً الى تجهمها بتسلية :
- ايه بقى ؟ هاتفضلى ساكتة كده كتير ؟
رفعت عيناها اليه صامتة لبعض الوقت .. قبل ان تتحدث اَخيراً :
- وانتى عايزنى اقول ايه؟ عايز تتكلم انت اتكلم .. مش عايز انت حر !
ضيق عينيه يدعى عدم الفهم بتصنع :
- اتكلم اقول ايه بالظبط ؟ انا مش فاهم قصدك ؟
هذه المرة احتدت عيناها فى النظر اليه .. مما جعله يضيف الى تصنعه اكثر :
- ياااه ... لدرجادى انت متعصبة ؟ طب فهميني طيب ... حكم انا راجل فهمى على قدى .
زفرت بقوة تستجمع شجاعتها قبل تسأله باندفاع:
- جولى بالظبط.. ايه حكاية اللى اسمها " ساندرا" دى .. وبلاش تكدب عليا بحرف واحد حتى احسن .....
- طيب بس بس .
قالها بمقاطعة وهو يتحدث بهدوء وتابع :
- شوفى ياقلبى .. ساندرا دى كانت بنت انجليزية .. حبيتها لما كنت بتابع اعمال والدى فى انجلترا .. علاقتنا اتطورت ووصلت للخطوبة كمان .. بس اللى حصل بقى انها عملت حادثة بعربيتها وماتت .. وانا فضلت فترة طويلة حزين عليها وبس
اعتدلت فى جلستها فسالته بعصبية:
- وبس !!! يعنى ماكنتش بتعشقها وحرمت على نفسك .. الحب والجواز من بعدها ؟
كتف ذراعيه وهو ينظر اليها بسعاده بادية على وجهه :
- وافرضى كنت بحبها ؟انت ايه اللى يزعلك ؟
فغرت فاهها وهى تنظر اليه بشراسة ولا تجد من الكلمات ماتعبر به عن مايجيش بصدرها:
- ازاى يعنى مازعلش ..كيف ؟.. انت ازاى تسألني السؤال ده اساساً ازاى ؟!!
قالتها الاخيرة بصرخة جعلته يضحك بعلو صوته :
- الله عليكى يا" سمره " .. اخيراً شوفت منك رد فعل كده يفرحنى .
استكانت قليلاً تنظر اليه ببلاهه :
- يعنى ايه مش فاهمة؟
دنا منها فتناول كف يدها يقبلها .. قبل ان يقرب وجهه منها وهو يحدق بنظره داخل عيناها وبصوتٍ اجش :
- مبسوط اوى عشان شوفت النظره دى فى عيونك .. انا من ساعة ماشوفتك يا" سمره " بعيونك الغجرية دى وسمارك اللى يسحر .. وانا قلبى اتعلق بيكى وكنت كل يوم بدعى ربنا انك تحبيني زى ما انا ما بحبك .. انا كنت معتقد ان مشاعرى ماتت مع " ساندرا" .. لكن معاكى عرفت انها كانت نايمة وبس فى انتظارك .. حتى حبى ل" ساندرا" اكتشفت انه كان حالة وخلاص.. وحكاية انى حرمت على نفسى النسوان .. دا كان بس ذكرى لوفاتها عشان حبها ليا كان بشكل جنوني.. دا غير ان انا مابنجذبش لأى واحدة وخلاص.. انا لفيت ودورت كتير .. فكل حاجة بقت بالنسبالى عادى.. حتى الستات .. كانوا بالنسبالى كلهم مايفرقوش عن بعض .. لكن معاكى انتى انتابتنى الحالة المجنونة دى .. اللى اسمها شغف .. شغف بيكى وبكل شئ يخصك .. انا بحبك قوى يا"سمره "وبتمنى من ربنا انك تحبيني نص الحب ده .
حالة جد
لاتعرف مالذى اصابها من كلماته .. هل هو شعور بالراحة ام سعادة جعلت قلبها يتراقص طرباً مع كل كلمة يلقيها على سمعها .. وهى تنظر اليه بامتنان وفرحة كبيرة
...............................

بداخل غرفتها .. كانت مستلقية على فراشها وهى ضامة احدى الوسادات الى قلبها .. سمعت طرقاً خفيفاً على باب الغرفة فهتفت بتأفف :
- جولت مش عايزة اتعشى .. بتخبطوا على الباب من تانى ليه ؟
فتح الباب بمواربة فطلت برأسها اليها :
- ممكن ادخل يا" رضوى " ؟
اعتدلت قليلاً فى فراشها تجلس بنصف نومة :
- اتفضلى ياعمتى .. انتى مش غريبة .
تقدمت المرأة بخطواته الرزينة حتى جلست بجوارها :
- انت لساكى زعلانة يا "رضوى"على فسخ خطوبتك من " قاسم " ؟
نظرت اليها بحدة شديدة قبل ان تشيح بنظرها عنها لبعيد .. تنهدت بسيمة بصوت واضح :
- انا عارفاكى يا" رضوى " مش طايقانى .. وشايفة ان بنتى السبب فى كل اللى حصل معاكى .. بس يابنتى على كد ماانا عذراكى فى دى .. على كد ما انا شايفة ان الحق عليكى.
اللتفت اليها برأسها سريعاً بنظراتٍ تحولت لنيرانٍ مشتعلة .. لم تهاباها " بسيمة " وأكملت :
- ما تزعليش منى يا" رضوى " بس انا يابنتى .. اكتر واحدة عارفة " قاسم " وعارفة هوسه ب" سمرا" بتى .. ماتستغربيش منى لما اقولك .. انا كنت غلطانة لما عشمته بجوازه منها وهى لسة عيلة صغيرة.. بس انا يابتى كنت شايفاه عريس لقطة .. الواض شكله حلو وطول وعرض زى ما انتى عارفاه ..عصبى ودمه حامى .. دا غير فلوس اهله اللى ماليها عدد وبيحبها .. لكن يابتى مع كل سنة كانت بتمر كنت بشوف الحب ده بيقلب لحاجة تانية اكبر بشكل يخوف .. لدرجة ان اتحولت موافقتى فى الاَخر لخوف منه ليأذيها .. خوف انزاح من قلبى ساعة ما اتخطبت ل" رفعت " اخوه .. ساعتها بس حسيت براحة .. لكن الراحة انقلبت لقلق من تانى ..ساعة اما سمعت انه اتقدلمك ووافقتى بيه ..كنت دايماً حاطة يدى على قلبى .. وخايفة من اللى جاى.
كانت تحدق بعيناها اليها بصدر لاهث وغضب ظاهر على ملامح وجهها قبل ان تخرج من صمتها اَخيراً ..فهتفت بغضب :
- يعنى انتوا كلكم جاين دلوك تقولولى الكلام .. ماتكلمتوش ليه من الاول وحوشتوا الاذى عنى قبل ما اتعلق اكتر بيه وقلبى يتحرق من الشوق اليه.. كلكم افتكرتوا دلوك .. ولا هى البقرة لما توقع تكتر سكاكنها ؟
ربتت بيدها على ذراعها تحدثها بحنان :
- انا مش هالوم عليكى يابتى .. عشان الامر كله واعر وصعب .. انا بس عايزاكى تفوقى وتنسى وتعيشي حياتك .. انتى حلوة والف من يتمناكى.. عن اذنك يابتى هاسيبك بقى عشان ترتاحي.
ذهبت " بسيمة " من امامها وتركتها تنظر فى اثرها بغضب .
..............................

فى اليوم التالى خرجت " سمره " مع زوجها " رؤوف " للتبضع وشراء الملابس والعطور الفاخرة .. دلف بها اللى أرقى مول تجارى .. لا يدخله الا الصفوة .. كان ينتقى معها الملابس ويُصر على ارتدائها امامه حتى يراها ويقيمُها بنفسه .. ومع كل قطعة ترتديها كان يطير قلبه فرحاً بها .. فجسدها الممشوق والملفوف دون بدانة.. جعل معظم الملابس وكأنها فُصلت خصيصاً لها .. ومن انتقاء الى الملابس انتقلوا للأحذية والحقائب والعطور الفاخرة وبعض ادوات الزينة المستوردة .. ذات الماركات الباهظة .. حتى انه اقترب بجرأه لبعض الاشياء النسائيه بنظراته العبثية .. ولكنها نهرته بحدة ولم تسمح له برؤية ما ابتاعتهم على الإطلاق . وفى النهاية دلف بها الى احدى المطاعم الفاخرة ليكتمل وقتهم الجميل بتناول وجبة الغداء ويستريحوا قليلا .
وعلى الطاولة.. كان ينظر اليه بهيام وهى تتجول عيناها بانبهار على محتويات المطعم وتصميمه:
- الله يا" رؤوف " حلو جوى المطعم ده .. رومانسى كده وشاعرى.
بابتسامة سعيدة على وجهه :
- عجبك ياقمر.. ليكى عليا ياستى بعد الجواز كل اما افضى هاجيبك فيه .
بادلته الابتسامة بسعادة اكبر .. ولكن خبئت ابتسامتها فجأة وهى تسأله :
- هو انت جيت فيه قبل كده يا" رؤوف " ؟
عقد حاجبيه قليلاً بتفكير قبل ان يضحك بمرح .. حينما وصل اليه المعنى :
- انت قصدك يعنى جيت مع واحدة فيه .
هز برأسه ينفى بابتسامة وهو يقول :
- لا.. لا بيبى محصلش.. انا كنت باجي هنا فى جلسات عمل رجال أعمال معايا او وفود اجنبيه فى ما بينا مصالح .. لكن اللى بالك فيه ..محصلش .
تنهدت براحة مع ابتسامة مستترة :
- الحمد لله .. اصل كنت هاضايق جداً بصراحة .
مال براسه اليها بسعادة:
- يالهوى على جمالك وعلى غيرتك اللى ابتدت تظهر دى .. انا بتبسط قوى من غيرتك دى على فكرة.
اومأت برأسها خجلاً .. فتناولت قائمة الطعام تتهرب من نظراته الجريئة لها ..ولكنه باغتها :
- طب احنا كده لو ايه ناقصنا ؟
رفعت عيناها بتفكير قليلاً قبل ان تجيب بتردد:
- طبعاً أكيد فستان الفرح .
اومأ برأسه :
- شاطرة ياقلبى .. طب احنا نخلص أكل وننزل من تانى ننقى احلى فستان ولو عايزة اجيبه من بره بالطيارة.. اعملى سيرش على النت واختارى من أرقى بيوت الازياء ...
- طب ممكن اقول على اللى نفسى فيه ؟
قالتها بمقاطعة فتابعت بحالمية
- انا اول مرة شوفتك فيها.. كنت واقفة قدام محل " صافى " قريبتك .. بصراحة فى عندها فستان شدني جداً وخطف قلبى واتمتنيت فعلاً انى البسه .
اشار بسبابته على وجهه :
- من عيوني الاتنين.. احنا نخلص اكل وننزل حالاً على محل" صافى ".. اقولك انا هاتصل بيها من دلوقتى ابلغها عشان تعمل حسابها.
قال الاخيرة وهو يشير بالهاتف الذى وضعه على اذنه بعد ان هاتف الاخرى !
........................

كانت جالسة على مكتبها الصغير .. تتلاعب فى اوراقها وكتبها بشرود .. خرجت من شرودها على صوت والدتها " ثريا" التى دلفت لداخل الغرفة وهى تهتف عليها :
بت يا" شيماء " .. انا يابت سرحانة فى ايه ماتردى عليا .
ردت عليها مجفلة :
- ايه ياما فى ايه؟ مالك بيا وبتندهى ليه ؟
ضربت المراة بكفها على الطاولة بسأم :
- يعنى هاكون عايزاكى فى ايه يامحروسة ؟ قومى ياختى عريس الهنا قاعد بره مستنيكى .
- عريس مين ؟ " رفعت " .. انتى بتتكلمى جد ياما ؟
فغرت المرأة فاهها باندهاش :
- ومالك ياختى ملهوفة كده عليه .. هو انتى لحجتى تتعلقى بيه ؟
- طب معلش ياما عن اذنك بس هاغير هدومى واللبس حاجة عدلة .. عن اذنك ياما بجى عن اذنك .
قالتها وهى تزيح والدتها للخروج او عالأصح تطردها بمهارة.. حتى ازا انغلق الباب اتجهت لخزانتها تنتقى مايليق بلقاءه .
وفى الخارج كان " رفعت " جالساً مع ابيها بتوتر يحاول اخفاءه .. لم يتنظر كثيراً فهى لم تستغرق وقتاً طويلاً فى التزين .. فقد استكفت بارتدائها دريس صيفى بالون الفيروزى وعليه حجاب يليق به يُظهر بياض بشرتهاوجمالها الطبيعى .. لايدري لما هذا الاحساس الذى نما بقلبه برؤيتها الاَن .. لايدري سبباً لهذه الراحة التى شعر بها بغتةً بمجرد رؤيتها وهى تتقدم بخطواته اليه وابتسامة رائعة تزين محياها .
- مساء الخير .
قالتها بخجل وهى تمد يدها اليه لمصافحته.. بادلها هو التحية وهو يبتلع ريقه :
- مساء الخير يا"شيماء " ازيك ؟
نهض ابيها عن مقعده:
- طب كويس بقى انك جيتى يا" شيماء " انزل انا اصلى العشا .. البيت بيتك يا" رفعت " عن اذنك ياولدى .
اوما برأسه اليه .. فجلست هى امامه بخجل .. ظل الصمت سيد الموقف لبعض اللحظات .. قبل يقطعه هو مخرجاً:
- ااا انا خوفت لتكوني زعلتى منى امبارح .
مطت بشفتيها تكمل بسخرية :
- اه .. انت قصدك يعنى لما اتعصبت عليا فى بيتكم .. لااا مزعلتش .
مسح بكفه هذا العرق الوهمي من الحرج :
- معلش يا" شيماء " سامحينى ان كنت اتعصبت عليكى .. بس انتى بصراحة فاجاتينى ..
بابتسامة جميلة قاطعته :
- خلاص يا" رفعت " مسامحاك.. انا عارفة كويس وحاسة بشعورك .. وانا بقولهالك تانى مش زعلانة منك .
فغر فاهه وصمت قليلا قبل ان يقول :
- انتى عارفة يا" شيماء " .. انا دلوكتى بس عرفت .. ليه " سمره " سابت الكل ووثقت فيكى انتى وحدك .. عشان كانت فاهماكى كويس وشايفة قلبك الابيض .. انتى نعمة كبيرة قوى يا"شيماء "او عالأصح انتى العوض .
ابتسامتها ازدادت اتساعاً وهى تردف باقتضاب :
- شكراً .
بادلها ابتسامتها بمرح:
- واااه .. شكراً كده وبس .. ماشى يا" شيماء " على العموم انا بس يجى عمى "حسن "من الصلاة وهاححد معاه ان شاء الله ميعاد الخطوبة وميعاد الجوزا اللى
هايبقى ماتخلصى سنتك على طول .
وكان الرد منها ابتسامة ولا اروع .
........................

وبداخل محل " صافيناز " كانت تنفخ بتافف من هذا الغبى .. الذى بمجرد سماعه المكالمة اتى على الفور .. دون تفكير ..
- انت عايز تودينى فى داهية ياجدع انت .. دى ماكنتش غلطة دى لما قولتلك فى المكالمة بالصدفة .
مال براسه اليها وهو يتحدث لاقناعها :
- وانتى قلقانه جوى كده ليه يعنى ؟ انتى مش مشيتى البنات العمال من المحل .. يبقى مين بقى هايشوفنى عشان تقلقى ؟.
- ازاى يعنى ماقلقش دول زمانهم على وصول ؟ .. ولو لمحك" رؤوف "هاتبقى وقعتى سودة ..استنى دى بينها عربيتوا اللى وقفت حالا قدام المحل .. أجرى استخبى بسرعة . اجرى يالا .
تحرك سريعاً امامها ليتخفى بغرفة القياس التى لم تنتبه لها فى غمرة توترها بوصول " رؤوف " ومعه " سمره " .
كانت تنظم انفاسها حتى تستطيع الحديث بلهجة طبيعية ..
دلف " رؤوف " لداخل المحل وكفه مطبقة على كف " سمره " بحميمية .. لفتت انتباه " صافى " وسخطها فى نفس الوقت ..
- مساء الخير يا" صافى " .
نهضت عن مكتبها بترحيبٍِ مبالغ فيه :
- اهلا اهلا يا" رؤوف " .. اهلا يا" سمره " وحشتينى ياقمر.
اخفت "سمره "انزاعجها من هذا التقبيل والحفاوة المبالغ فيها .. فردت باقتضاب :
- اهلاً يا" صافى " .. ازيك .
اللقى نظره على محتويات المحل وهو يردف :
- معلش ان كنت ازعجناكى وخلناكى تنتظرى ..لكن هو انتى لوحدك فى المحل .
ابتسمت بمحبة زائفة وهى تشير على ساعة معصمها :
- بصراحة يا" رؤوف " هما البنات مشيوا فى وقتهم وانتوا اللى اتأخوتوا بس ولا يهمك وانا افديكى الساعة .. نقى الفستان اللى انتى عايزاه وانا تحت امرك ..
- الف شكر ليكى .. واسفين لتعبك .. بس انا مش هادور كتير صراحة .. انا عايزة اللى هناك ده ؟
قالت الاَخيرة وهى تشير بيدها على احدى الموديلات المعروضة.. اثار الحنق بقلب " صافيناز" حينما رات مدى روعته ورقيه ..فابتسمت بتكلف :
- زوقك يجنن يا"سمره " الفستان ده من اغلى الفساتين اللى جيبتها من رحلة باريس .
تناول الفستان يرى مدى روعته وهو يبتسم بسعادة :
- هو حقيقى يجنن.. وطبعاً اكيد مايغلاش عليكى ياقلبى .
اخفت امتعاضها ببراعة وهى تشير بيدها على الغرفة التى دخلها" قاسم "على غفلة منها :
- طب اتفضلى ادخلى غرفة القياس يا" سمره " وشوفيه كويس عليكى وانتى لابساه .!!


يتبع الفصل التالي اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سحر سمرة" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent