رواية بنت الجيران الفصل الثالث بقلم أمنية يونس
رواية بنت الجيران الفصل الثالث
مر الليل بسواده الحالك علي الجميع وأشرق الصباح فأنار العالم بيوم جديد فيه
من الخير الكثير
ذهب كامل إلي عمله وهو عازم علي سؤال صديقه المقرب وحيد فهو يعمل مدرساً
معه في نفس المدرسة وكذالك جار له وهو كثير الصداقات مع كل من حوله
فمن المؤكد أن يعرف شئ عن ذلك المراد
دخل إلي المكتب فوجد وحيد جالس يحتسي كوباً من الشاي
كامل : سلام عليكم ازيك يا وحيد عامل ايه
وحيد : الحمد لله تمام أنت عامل ايه
كامل : بخير الحمد لله
وحيد : عندك حصص
كامل : لا
وحيد : طاب تعالي اقعد معايا بدل مانا قاعد لوحدي زي ما أنت شايف
جلس كامل معه
كامل : كنت عايز أقولك علي حاجة كدا
وحيد : قول يا كامل احنا أخوات
حكي له كامل عن مراد
وحيد : قصدك مراد المنشاوي جارنا
كامل : هو بعينه
وحيد : ما شاء الله تبارك الله ونعم الشاب أدب وأخلاق وذوق وتعليم دا غير أنه
بار بأمه ما هو ابنها الوحيد
ربنا يحميه لشبابه بجد ما شاء الله عليه يبقي ربنا بيحب نادين لو جعله من نصيبها
كامل : يعني رأيك أديله معاد هو ووالدته
وحيد : طبعاً توكل علي الله وأنا هسأل بردو أكتر من ناحيتي وفي الكليه عنده
وكدا وأنت اسأل بردو وربنا يقدم اللي فيه الخير
بص اديله معاد علي الخميس النهاردة الأحد اهو نكون سألنا أكتر
كامل : خلاص هشوف كدا وربنا ييسر الأمور
أخذوا يتحدثون في أمور شتي حتي جاء موعد حصصهم ومنها حتي انتهي اليوم الدراسي
عاد الجميع إلي منازلهم وهكذا مر يوم ليتبعه يوم حتي كان كامل سأل جيداً عن
مراد هو ووحيد
وعلموا أنه شاب جيد يتحلي بالأخلاق الطيبة الحسنة ولا يترك فرضاً في المسجد
كما أنه يتعامل مع الناس بأسلوب جيد حتي أساتذته في الجامعة قالوا عنه
كل خير
ها هو اليوم قد قرر كامل أن يخبر نادين عن العريس المتقدم لخطبتها
كامل : تعالي يا نادين عايز اتكلم معاكي شوية
جلست نادين بجانبه
نادين : نعم يا بابا
كامل : بصراحة كدا في عريس متقدملك وأنا عايزك تشوفيه وتقعدي معاه
وبعدين تقولي رأيك
نادين بعبوس : مش بعد ما أخلص دراستي الأول
كامل : يا حبيبتي دا عريس كويس وابن ناس وبعدين اقعدي معاه لو مرتحتيش له
ارفضيه
واخذ يخبرها عن مواصفات مراد وكل ما علم به عنه
نادين : خلاص يا بابا هشوفه وربنا يقدم اللي فيه الخير
كامل مقبلاً أعلي رأسها : ربنا يسعدك يا حبيبتي
نادين : ربنا يخليك ليا يا بابا
كامل : ويخليكي ليا يا روح بابا
هاتف كامل مراد وأخبره بالموعد وذهب مراد إلي عمه واتفق معه علي كافة التفاصيل واتفق معه علي الذهاب معه
*************
وفي اليوم التالي كانت عفاف وبناتها جهزن البيت لاستقبال الضيوف
أما عند مراد كان يرتدي أبهي حلة للذهاب للتقدم للعروس
دخلت والدته إلي الغرفة فوجدته يقف أمام المرآة يزر أزرار القميص
نادية : ما شاء الله ابني عريس زي القمر
مراد مقبلاً رأسها : ربنا يخليكي ليا يا ست الكل
نادية : يلا عشان عمك مستنينا
وبالفعل أخذ معه مراد تورتة وعلبة شوكولاتة وباقة من الورود
استقبلهم كامل بحفاوة
كامل : نورتونا يا جماعة
قاسم (عم مراد ) : بنورك يا حج
كامل وقد لاحظ هداياهم : تعبتوا نفسكوا ليه يا جماعة
قاسم : ولا تعب ولا حاجة دي حاجة بسيطة
دخلت عفاف ورحبت بهم
قاسم : احنا جايين نطلب أيد الآنسة نادين لأبننا الدكتور مراد
كامل : نسبكم شئ يشرفنا طبعاً والدكتور مراد ونعم الأخلاق بس ادونا وقت نأخد رأي العروسة
قاسم : حقكم طبعاً
دخلت نادين إلي الغرفة تحمل صينية عليها كؤوس من العصير والحلوي وقدمتها للجميع
لا تعلم لما عندما وقفت أمامه هناك شئ داخلي جعلها تنظر إليه وجدته يحدق بها
فأخفضت عينيها بخجل
رحبت بها والدته وكذالك عمه قاسم أما هو فاكتفي بالنظر إليها ولم يرفع عينيه من عليها
قاسم : ايه يا جماعة مش نسيب العرسان شوية مع بعض ولا ايه
كامل : اه طبعاً
خرج الجميع ليتركوا مساحة للعرسان للحديث معاً
ولكن تركوا باب الغرفة مفتوحاً وجلسوا في الصالة بحيث تكون عينهم عليهم
مراد : ازيك يا نادين
نادين بخجل : الحمد لله هناك شئ يجذبها إليه ولكنها تتجاهل هذا الإحساس
فهي لا تعرفه
مراد بضحك : هتفضلي باصة للسجادة كدا كتير
نظرت له بغضب
ضحك مراد : خلاص يا ستي بصي براحتك
مراد : بصي يا ستي أنا مراد معيد في كلية الآداب عندي ٢٦ سنة وقاعد مع والدتي
هي كل حاجة في حياتي بعد وفاة بابا
مخطبتش قبل كدا ولا ارتبط قبل كدا
أعجبت نادين كثيراً : بحرصه علي الحديث عن والدته في اللقاء الأول
نادين : وأنا نادين عندي ٢٢ سنة في أخر سنة في كلية تجارة انجليزي بجيب تقدير
الحمد لله كل سنة وأتمني اتعين معيدة في الكلية
بابا وماما وسيلا هم كل حياتي مليش صحاب قد كدا ، فيه عريس اتقدملي واحنا رفضناه مكنش فيه نصيب بس متخطبتش قبل كدا
أعجب كثيراً بصراحتها وحرصها علي عدم ذم ذلك العريس
تحدثا في مواضيع شتي حتي سألته
نادين : ممكن لو حصل نصيب تقعدني في البيت
مراد : لا طبعاً أنا مش ممكن اقعد مراتي في البيت بالعكس نجاحها نجاح ليا وافتخر بيه
شعرت بالراحة كثيراً لحديثه
وقفت فعلم أنهما تحدثا بما فيه الكفاية ، لم يرد أن يعبر عن حبه في الجلسة الأولي فهي حتي الآن لا تعرفه فليتركها للوقت وكي تعتاد عليه
يتحدث كأنه متأكد من موافقتها نعم فظنه بالله كبير
خرجوا وجلسوا مع الجميع وبعد بعض الوقت استأذن مراد وعائلته للرحيل
قاسم : هنستني ردكم
كامل : إن شاء الله
نظر لها والدها بعد ذهابهم
كامل : ايه رأيك في العريس يا نودي
ابتسمت نادين بخجل ولم ترد علم والدها أنها ارتاحت لذالك العريس
كامل : هسيبك يومين تفكري وتصلي استخارة وتردي عليا
نادين : حاضر يا بابا
ودخلت إلي غرفتها
يتبع الفصل التالي اضغط هنا