رواية القلب يهوي قاتله الفصل الثالث شيماء رضوان
رواية القلب يهوي قاتله الفصل الثالث
ظل قابضا علي يدها بقبضته ؛ وقد أشرق وجهه لرؤيتها وبادلها التحية أمام أعين زوجته التي ظهر الألم بمقلتيها .
ابتسمت له خديجة واستأذنته لتدلف الي شقتها ؛ولكنها تعثرت في السجادة الموضوعة أمام باب الشقة بدون قصد فأمسكها خالد من خصرها كي لا تسقط فظهر الحنق علي وجهها من امساكه لها بتلك الطريقة وابتعدت عنه بسرعة شاعرة بالنفور وأن ما يحدث خطا ولعنت حالها لإرتدائها لذلك الكعب العالي .
بينما تلك الواقفة تراقبهم بغضب يكاد يحركها لتجذب تلك الحية من خصلاتها وتوسعها ضربا ثم القائها من أعلي الدرج .
شكرته بخفوت واستدارت لتدلف لشقتها فتفاجأت بزوج من الأعين يراقبها باحتقار. فلو أقسمت أنها لم تقصد لن يصدق فسجلها لديه حافل وممتلئ الي أخره .
تبدلت نظرات النفور وحل بدلا منها ابتسامه باره قت محياه ليقترب من أخته وزوجها يبادلهما تحية الصباح؛ ثم اقترب من زوجته يحيطها بذراعه ضاما اياها بقوة اليه. فشعرت بالقلق من تصرفه الغريب بالنسبة لها وابتلعت ريقها بتوتر تبادله ابتسامته الباردة بأخرى متوترة في حين أنه شدد من ضمها اليه هاتفا بهدوء ينافي المراجل المشتعلة بداخله :
يالا يا خديجة نفطر، سوا وبعدين هو في عروسه بتخرج من بيتها يوم الصباحية .
عضت علي شفتاها بتوتر؛ فقد أرعبها هدوئه غير المعتاد فبالتأكيد هو الهدوء ما قبل العاصفة.
نظر لشقيقته وزوجها بنفس ابتسامته معتذرا منهما ففي النهاية مازال عريسا؛ ثم دلف معها الي شقتهما مغلقا الباب خلفه بهدوء شديد ؛ ثم استدار لتلك التي تحاول الفرار من قبضته بملامح غاضبة بشدة وأعين حمراء تتلألأ ببريق الغضب الجامح فقضمت شفتيها بقهر مما سيصيبها علي يداه
أفلتها لتحاول الهرب؛ فوجدت نفسها ترتد للخلف بقسوة بفعل يده التي أمسكت خصلاتها بعنف يرفع وجهها اليه قائلا بصوت مرعب :
انتي ايه مفيش فايدة فيكي بتلفي علي راجل متجوز .
أغمضت عيناها بألم من امساكه بقوة لخصلاتها وتأوهت بعنف حين لطمها بشدة علي وجهها .
فتحت عيناها بقوة وحاولت الفكاك من قبضته فأفلتها بعد مجهود مضني منها فابتعدت تتنفس بعنف واضعة يدها تتحسس شفتاها التي جرحت وسال خيط رفيع من الدماء علي جانب شفتيها جراء صفعته القوية فابتسمت بسخرية لما آل اليه حالها
أعادت ترتيب خصلاتها للخلف التي تشعثت بفعل يداه واقتربت منه تسير بخيلاء ثم ارتفعت قليلا تهمس بأذنه بفحيح كالأفعي:
أنا جوز أختك ده ميدخلش ذمتي بمليم بس طالما شايفني بلف عليه يبقي هعملك اللي انت شفته بعينك هلف عليه فعلا وأختك دى هخليها تبكي بدل الدموع دم من قهرتها لما تشوف جوزها بيدور حواليا زى الدلدول .
صفعه أخرى هبطت علي وجنتها لتنظر له بأعين حمراء فتلك الصفعه الثالثه التي تنالها منه حتي الأن منذ أن خطت قدماها هنا في بيت العائلة ؛ أما هو أمسك يدها يجذبها نحوه بشدة فاصطدمت به ولم تبالي بشئ سوى ألمها النفسي الذى يسببه لها ذلك الهمجي صالح .
تحدث بهدوء ينافي غضبه وهو يشير باصبعه علي جانب رأسها عله يقحم الكلمات في عقلها الخبيث:
أختي خط أحمر لو قربتي منها أو من حياتها يا خديجة متلوميش الا نفسك أنا لغايه دلوقتي مورتكيش صالح اللي الكل بيترعب منه وياريت متخلنيش أطلعه .
دفعها بعنف كأنها شئ عكر سيعكره ويعكر صفو حياته ؛ ثم استدار ليدلف غرفته تاركا اياها تكاد تجن من معاملته الدونيه لها .
مر الوقت سريعا وحل المساء كانت خديجة قد أعدت الغداء له وتركته بالمطبخ فلا تريد اثارة غضبه الأن والتزمت غرفتها تفكر في وضعها معه وما يجب فعله لتنجو بحياتها من براثنه.
بشقة والد صالح .
جلست بثينة والدته بملامح متجهمه بجوارها احسان تقص لها ما رأته علي الدرج صباحا من عديمة التربية خديجة .
انتهت احسان والدة خالد من سرد ما حدث فالتفتت لها بثينة بكامل جسدها هاتفة بقوة :
البت دى لازم نحط لها حد مينفعش اللي بتعمله ده حمايا قرر يجوزها ابني وسكت انما بتلف علي جوز بنتي يبقي كله الا كده ويا أنا يا هيا .
صمتت احسان بتفكير في حل لتلك المعضلة التي تؤرق مضاجعهم وهتفت بزهو :
بس لقيتها مفيش الا حل واحد اننا نقول لعمي علي عمايلها ونقوم عليها جوزها وانتي عارفه ابنك دمه حامي وهيمسكلها علي الواحدة ويا نربيها يا نطردها من هنا خالص.
وافقت بثينة علي ما تفوهت به احسان وداخلها يتلوى هلعا علي صفو العائلة الذى ستعكره تلك الحية .
تجمعوا جميعا في بيت الجد كعادتهم كل مساء الرجال في مكان والنساء بمكان أخر ماعدا صالح وخديجة فقد أصر صالح علي عدم الإنضمام اليهم الليلة فيكفي ضيقه مما فعلته زوجته صباحا ولا يريد مقابلة أحد .
هتفت احسان بضيق :
هي لحقت تاخده مننا ولا ايه ده هو يوم واحد ولحقت تعمل كده بركاتك يا شيخة خديجة .
رمقتها بثينة بضيق من التحدث أمام والدة خديجة ؛ فصمتت علي الفور في حين تابعت حبيبة وصلة التوبيخ وقالت بشراسة :
البت دى عاملة زى الحرباية بتتلون علي كل لون انتوا مشفتوش الصبح كانت بتتدلع علي جوزى ازاى والله أنا خايفة منها خطافة الرجالة اللي بتلف عليهم وتاخدهم من نسوانهم .
امتقع وجه سميحة والدة خديجة بشدة واصفر وجههة علي الفور شاعرة بالمهانة منهن وناقمة عليهن بسبب خوضهن في سيرة ابنتها ونهضت قائلة بحزن :
عن اذنكم أنا تعبانه وهنزل أريح شوية .
غادرت سميحة علي الفور أما بثينة نظرت لابنتها ثم لكزتها بعنف في ذراعها فتأوهت بشدة هاتفة بضيق :
في ايه يا ماما .
اجابتها بغضب :
في ان لسانك طول يا بنت بطني وبتهيني الناس وتلقحي بالكلام .
ردت بنفور :
هي اللي معرفتش تربي بنتها .
هتفت بثينة بغيظ :
وانتي كمان متربتيش لما تهيني مرات عمك وتلقحي بالكلام عليهم .
نهضت حبيبة بضيق وهتفت بغيظ :
أنا رايحة شقتي واشبعي بمرات عمي وبنتها.
حبيبة .
صياح الجد القوى جعلها ترتعد بتوتر فقد سمع كل شئ.
سار ليقف أمامها هاتفا بقوة :
كلمتين خليكي فكراهم خديجة بنت ابني زيك تمام مش معني انها غلطت كتير ان أسمح ليكي أو لغيرك انه يهينها أو يهين أمها ولسانك ده لو طول هقصهولك فاهمه ولا لا.
أومأت حبيبة بقوة تحاول منع دمعاتها من الهطول أمام الجميع ؛ ثم خرجت مسرعة الي شقتها تتوعد لخديجة علي ايذاقها كل الألام فهي سبب ألامها كلها .
بعد فترة .
دلف خالد الي شقته بملامح متجهمه فكان هو الأحق بها هي عشقه منذ الصغر كيف يزوجونها من صالح كيف...
تساؤلات كثيرة تتزاحم بعقله لا يجد لها اجابة سوى أنها الأن زوجة ابن عمه
بداخله غضب كبير تجاه الجميع وأولهم خديجة فهي من رفضته منذ زمن لو كانت وافقت لما وصلوا لتلك الحالة الأن .
زفر بقنوط واتجه الي غرفته يبدل ثيابه ثم اندس بجوار زوجته بخفوت حتي لا تستيقظ فلا بال له اليوم ليستمع لها حتي لا يعلو صوت ضميره مرة أخرى بالذنب الذي يحمله جراء ظلمه لها فقد أخمده بصعوبة .
صباحا .
أعدت الفطور ووضعته علي الطاولة ثم دلفت لغرفتها لتبدأ جولات تزيينها كما اعتادت ولكن هيهات لم تجد مكواة الشعر أو أدوات التجميل فقد حرص صالح علي اخفائهم جيدا .
غضبت بشدة لا تحب شكل شعرها المموج تريده مسترسلا علي ظهرها كما تحب لا تحب تموجاته الكثيرة .
صاحت بغضب واتجهت نحو الجالس ببرود يتناول طعامه بهدوء :
أزاحت الطبق من أمامه فنظر لها بحنق وقرب الطبق مرة أخرى ليكمل طعامه هاتفا بحنق:
اصطبحي وقولي يا صبح يا بنت الناس .
زاد ضيقها للضعف وهتفت بغضب :
فين مكواة الشعر وأدوات الميكب بتوعي وديتهم فين أنا عارفه انه انت .
أمسك برغيف العيش يقسمه لنصفين وهتف ببرود :
رميتهم في الزباله اللي لسه الواد واخدها من شوية أنا واحد محبش أشوف مراتي متزوقة أربعه وعشرين ساعه عايزة أشوفها بطبيعتها .
ضربت الطاولة بغيظ ؛ ثم ذهبت الي غرفته تبحث عنهم فمؤكد انه يكذب ولم يتخلص منهم .
طال البحث وأصبحت الغرفة رأسا علي عقب فوقفت في المنتصف واضعة يدها علي جبهتها بحنق؛ أما هو كان يقف بجوار الباب يراقبها بتأفف وعندما انتهت هتف بقوة :
الأوضة تتنضف أرجع من شغلي ألاقيها مراية تشوفي وشك فيها سامعه ولا لا .
لم يجد منها اجابه فذهب الي عمله .
دلف الي ورشته يباشر عمله الذى انقطع عنه أول أمس .
بينما بعض أشباه الرجال يقفون أمام باب الورشة يتهامسون فيما بينهم عن صالح وزوجته .
هتف أحدهم بمكر :
البت فرسة يا جدع صحيح لسانها عاوز قصه ومبهدله سمعه عيلتها لكن تتاكل أكل .
رد الأخر بخبث ولم يعلم أن صوته ارتفع قليلا عن حد الهمس حتي وصل لمسامع صالح .
في حد يتجوز واحدة زى خديجة دى وينزل الشغل بعد يوم واحد ده لو أنا أقعد جنبها في البيت سنة كاملة .
أنهي كلامه وهو يفتل شاربه بزهو غافلا عن من يقف أمامه ضاما قبضته بقوة الي جانبه قائلا بغضب :
سمعني قلت ايه تاني .
جحظت عين الرجل برعب وشحب وجهه؛ ثم ارتد للوراء بخوف قائلا بتلعثم :
مقلتش حاجة .
اصطدمت قبضة صالح بوجهه؛ فارتد للخلف وترنح بشدة في حين هتف صالح بمكر :
حلو غلط وأنا كنت مستنيه يغلط أنا ساكتلك علي كل الكلام اللي بتلقح بيه علي الستات وهي ماشية أقول بكرة يتعدل لكن لا تلقح علي مرات صالح يبقي حفرت قبرك بايدك .
توالت اللكمات بشدة ليسقط الرجل أرضا بعنف يلفظ أنفاسه بصعوبة فهرب الأخر بسرعة من أمام صالح وباقي الرجال شاهدوا ما يحدث بشماته فذلك الحقير قد طال لسانه جميع نسائهم.
رتبت خديجة المنزل وقامت بطهي الطعام ثم دلفت لغرفتها تحاول ايجاد حل لفرد شعرها كما كان ولكن لا يوجد شئ ولا حتي أموال لتحضر واحدة جديدة ؛ فتأففت بحنق وأمسكت هاتفها تلهو به قليلا لحين مجئ صالح ومحاولة التفاهم معه بعقلانية حتي يعطيها ما يخصها .
بشقة حبيبة
دلف خالد الي منزله فوجد حبيبة تضع الغداء علي الطاولة فابتسم لها ابتسامة باردة ثم دلف لغرفته ليبدل ثيابه ويتناول معها الغداء.
خرج اليها بعد فترة وشرع في تناول طعامه بهدوء دون حديث يذكر؛ فتأففت بضيق من صمته وحاولت تلطيف الأجواء قليلا فرسمت ابتسامه علي ثغرها وقالت بأمل :
الأكل عجبك .
رفع نظره عن الطعام وهتف بهدوء :
اه جميل تسلم ايدك يا خديجة.
نظر لطعامه مرة أخرى ثم أغمض عينيه بأسى كيف يصلح ذلته نحوها وكاد يتحدث معتذرا لها عما اقترفه لسانه من ذنب في حقها ولكن هيهات فقد سبق السيف العذل .
كانت ملامحها باهتة فقدت رونقها وجمالها فهل هناك صفعة قوية قادرة علي ايلامها كما ألمتها صفعته المتمثلة في اسم معشوقته
تجلس هادئة ولكن بداخلها قلب يئن بوجع
قلب تمزق الي قطع صغيرة كل قطعة تصرخ بالرحمة .
كبرياء أنثي دعسه بأقدامه عندما قام بذكر غريمتها .
كرامة إمرأة احترقت وتناثر رمادها في الهواء لتترك وراءها أنثي فاقدة للشغف منعدمة الروح .
هل هناك ما يصف حجم ألمها الأن فقط ملامح باهتة وبالداخل مراجل مشتعلة تكوى جوفها .
عاد صالح الي منزله بوجه مكفهر الملامح وجدها تشاهد التلفاز غير مبالية بشئ تجلس هنا بهدوء تاركة اياه يكتوى بلسان أهل الحارة .
استغفر ربه كثيرا قبل أن يدلف الي غرفته ويصفعها وراءه بعنف أجفلها وجعلها ترتعد في مكانها مقررة عدم التحدث معه في شئ فشعورها بامر سئ يلوح في الأفق .
شئ ما سيحدث سيبتلعها من جذورها سيجعلها تعاني مرارة الهزيمة والإنكسار .
خرج من غرفته مرة أخرى وجلس علي الطاولة ناظرا أمامه بقوة قائلا بشدة :
جهزى الغدا .
لم يحتج لتكرار الكلمة مرتين؛ فنهضت علي الفور لتحضر الغداءفأخر همها الأن إثارة غضبه فوجهه المرعب بالنسبة لها كفيلا بجعلها تبتلع لسانها الأن .
تناول غداءه بصمت مطبق علي الأجواء وكانت تجلس بجواره تتناول طعامها بخفوت خائفة أن تصدر صوتا فينقض عليها كالأسد لتفريغ غضبه الواضح علي قسماته .
أنهي طعامه ثم وقف ليغادر ولكنه توقف مكانه ليحدثها بهدوء وكأنه تذكر شيئا .
اعملي حسابك هنسهر الليلة مع العيلة عند جدى والبسي حاجة مقفولة علشان قسما بالله لو لقيتك لابسه حاجة عريانه لأخليكي تندمي علي عمرك كله .
في مكان أخر .
كان يصرخ برجاله بغضب :
انتوا بهايم ازاى مش عارفين تلاقوها .
تحدث أحد رجاله مطأطأ رأيه للأسفل :
هنعمل ايه يا حازم بيه كأنها فص ملح وداب حتي صحبتها حسناء راقبناها وموصلناش لحاجة .
زفر بضيق فكيف تبخرت هكذا دون أثر ولكنه تذكر شئ فقال علي الفور :
عاوز عنوان عيلتها بسرعه ممكن تكون راحت هناك بعد ما سامح طلقها بس براحة وبدون شوشرة أنا مركزى حساس.
ارتدت قميصا طويلا بأكمام يصل الي قبل ركبتها بإنشات قليلة من اللون الأزرق الباهت معه بنطلون باللون الأبيض ثم مشطت شعرها وصففته حتي يصبح بوضع كحكة بمؤخرة رأسها لتخفي تموجاته قليلا تاركة خصلتين تهبطان بجوار أذنيها ولم تضع مستحضرات التجميل بسبب اخفاء صالح لهما .
زفرت بقنوط ثم خرجت من غرفتها لتجده بانتظارها فابتسم داخله برضا لاحتشام ملابسها اليوم تبقي الحجاب وتكتمل هيئتها .
صعد معها للأعلي؛ فدلفت للنساء بعد أن حيت جدها وأعمامها ثم دلفت للنساء فحيتهم باقتضاب وجلست بعيدا عنهم تلعب بهاتفها .
كانت تنظر لها بسخط لا تتحمل رؤيتها معها بمكان واحد فنهضت بسرعة قائلة بضيق :
أنا ماشية .
جذبتها أمها لتجلس بجوارها برفق وقالت :
اقعدى معانا يا بنتي هتنزلي تقعدى لوحدك تعملي ايه .
ردت حبيبة وهي تنظر لخديجة بملامح ممتعضة :
لا الجو هنا طابق علي نفسي وبقي خنقة .
لم تعيرها خديجة اهتماما وظلت تتصفح هاتفها غير عابئة بالجميع أما حبيبة تحولت ملامحها من الهدوء الي الغضب وذكرى ما حدث معها اليوم تعرض أمام عيناها باستمرار ؛ فاقتربت منها وجذبتها بقوة من ذراعها دافعه اياها لتخرج من المنزل .
امشي من هنا ملكيش مكان بينا يا خطافة الرجالة يا حيوانة .
جذبت خديجة يدها من حبيبة وتخصرت لتقول ببرود :
أنا مش خطافة رجاله ومش ماشية من هنا لو عايزة تمشي روحي انتى .
لكزتها حبيبة بغل في ذراعها فأخفت ألمها ببراعة وحاولت ضبط نفسها قدر الإمكان فقالت حبيبة بشراسة :
لا حيوانة وخطافة الرجالة كمان أبوكي مات وساب لينا واحدة وس... ملهاش حاكم دايرة علي حل شعرها وبكرة تحطى راس أخويا في الطين .
صفعتها خديجة بشدة ؛ فشهقت حبيبة بعنف وتقدمت منها تنوى صفعها هي الأخرى فأمسكتها والدتها من ذراعها بقوة هاتفة بغضب :
انزلي شقتك يا حبيبة وأنا ليا كلام تاني مع أبوكي .
جذبت يدها بقوة من أمها وهتفت بغضب :
انتي ازاى ساكته ليها وهي ضربت بنتك .
ردت والدتها بغضب :
انتي اللي غلطانه هي قاعده ساكتة انتي اللي قليلة الأدب
ابتسمت له خديجة واستأذنته لتدلف الي شقتها ؛ولكنها تعثرت في السجادة الموضوعة أمام باب الشقة بدون قصد فأمسكها خالد من خصرها كي لا تسقط فظهر الحنق علي وجهها من امساكه لها بتلك الطريقة وابتعدت عنه بسرعة شاعرة بالنفور وأن ما يحدث خطا ولعنت حالها لإرتدائها لذلك الكعب العالي .
بينما تلك الواقفة تراقبهم بغضب يكاد يحركها لتجذب تلك الحية من خصلاتها وتوسعها ضربا ثم القائها من أعلي الدرج .
شكرته بخفوت واستدارت لتدلف لشقتها فتفاجأت بزوج من الأعين يراقبها باحتقار. فلو أقسمت أنها لم تقصد لن يصدق فسجلها لديه حافل وممتلئ الي أخره .
تبدلت نظرات النفور وحل بدلا منها ابتسامه باره قت محياه ليقترب من أخته وزوجها يبادلهما تحية الصباح؛ ثم اقترب من زوجته يحيطها بذراعه ضاما اياها بقوة اليه. فشعرت بالقلق من تصرفه الغريب بالنسبة لها وابتلعت ريقها بتوتر تبادله ابتسامته الباردة بأخرى متوترة في حين أنه شدد من ضمها اليه هاتفا بهدوء ينافي المراجل المشتعلة بداخله :
يالا يا خديجة نفطر، سوا وبعدين هو في عروسه بتخرج من بيتها يوم الصباحية .
عضت علي شفتاها بتوتر؛ فقد أرعبها هدوئه غير المعتاد فبالتأكيد هو الهدوء ما قبل العاصفة.
نظر لشقيقته وزوجها بنفس ابتسامته معتذرا منهما ففي النهاية مازال عريسا؛ ثم دلف معها الي شقتهما مغلقا الباب خلفه بهدوء شديد ؛ ثم استدار لتلك التي تحاول الفرار من قبضته بملامح غاضبة بشدة وأعين حمراء تتلألأ ببريق الغضب الجامح فقضمت شفتيها بقهر مما سيصيبها علي يداه
أفلتها لتحاول الهرب؛ فوجدت نفسها ترتد للخلف بقسوة بفعل يده التي أمسكت خصلاتها بعنف يرفع وجهها اليه قائلا بصوت مرعب :
انتي ايه مفيش فايدة فيكي بتلفي علي راجل متجوز .
أغمضت عيناها بألم من امساكه بقوة لخصلاتها وتأوهت بعنف حين لطمها بشدة علي وجهها .
فتحت عيناها بقوة وحاولت الفكاك من قبضته فأفلتها بعد مجهود مضني منها فابتعدت تتنفس بعنف واضعة يدها تتحسس شفتاها التي جرحت وسال خيط رفيع من الدماء علي جانب شفتيها جراء صفعته القوية فابتسمت بسخرية لما آل اليه حالها
أعادت ترتيب خصلاتها للخلف التي تشعثت بفعل يداه واقتربت منه تسير بخيلاء ثم ارتفعت قليلا تهمس بأذنه بفحيح كالأفعي:
أنا جوز أختك ده ميدخلش ذمتي بمليم بس طالما شايفني بلف عليه يبقي هعملك اللي انت شفته بعينك هلف عليه فعلا وأختك دى هخليها تبكي بدل الدموع دم من قهرتها لما تشوف جوزها بيدور حواليا زى الدلدول .
صفعه أخرى هبطت علي وجنتها لتنظر له بأعين حمراء فتلك الصفعه الثالثه التي تنالها منه حتي الأن منذ أن خطت قدماها هنا في بيت العائلة ؛ أما هو أمسك يدها يجذبها نحوه بشدة فاصطدمت به ولم تبالي بشئ سوى ألمها النفسي الذى يسببه لها ذلك الهمجي صالح .
تحدث بهدوء ينافي غضبه وهو يشير باصبعه علي جانب رأسها عله يقحم الكلمات في عقلها الخبيث:
أختي خط أحمر لو قربتي منها أو من حياتها يا خديجة متلوميش الا نفسك أنا لغايه دلوقتي مورتكيش صالح اللي الكل بيترعب منه وياريت متخلنيش أطلعه .
دفعها بعنف كأنها شئ عكر سيعكره ويعكر صفو حياته ؛ ثم استدار ليدلف غرفته تاركا اياها تكاد تجن من معاملته الدونيه لها .
مر الوقت سريعا وحل المساء كانت خديجة قد أعدت الغداء له وتركته بالمطبخ فلا تريد اثارة غضبه الأن والتزمت غرفتها تفكر في وضعها معه وما يجب فعله لتنجو بحياتها من براثنه.
بشقة والد صالح .
جلست بثينة والدته بملامح متجهمه بجوارها احسان تقص لها ما رأته علي الدرج صباحا من عديمة التربية خديجة .
انتهت احسان والدة خالد من سرد ما حدث فالتفتت لها بثينة بكامل جسدها هاتفة بقوة :
البت دى لازم نحط لها حد مينفعش اللي بتعمله ده حمايا قرر يجوزها ابني وسكت انما بتلف علي جوز بنتي يبقي كله الا كده ويا أنا يا هيا .
صمتت احسان بتفكير في حل لتلك المعضلة التي تؤرق مضاجعهم وهتفت بزهو :
بس لقيتها مفيش الا حل واحد اننا نقول لعمي علي عمايلها ونقوم عليها جوزها وانتي عارفه ابنك دمه حامي وهيمسكلها علي الواحدة ويا نربيها يا نطردها من هنا خالص.
وافقت بثينة علي ما تفوهت به احسان وداخلها يتلوى هلعا علي صفو العائلة الذى ستعكره تلك الحية .
تجمعوا جميعا في بيت الجد كعادتهم كل مساء الرجال في مكان والنساء بمكان أخر ماعدا صالح وخديجة فقد أصر صالح علي عدم الإنضمام اليهم الليلة فيكفي ضيقه مما فعلته زوجته صباحا ولا يريد مقابلة أحد .
هتفت احسان بضيق :
هي لحقت تاخده مننا ولا ايه ده هو يوم واحد ولحقت تعمل كده بركاتك يا شيخة خديجة .
رمقتها بثينة بضيق من التحدث أمام والدة خديجة ؛ فصمتت علي الفور في حين تابعت حبيبة وصلة التوبيخ وقالت بشراسة :
البت دى عاملة زى الحرباية بتتلون علي كل لون انتوا مشفتوش الصبح كانت بتتدلع علي جوزى ازاى والله أنا خايفة منها خطافة الرجالة اللي بتلف عليهم وتاخدهم من نسوانهم .
امتقع وجه سميحة والدة خديجة بشدة واصفر وجههة علي الفور شاعرة بالمهانة منهن وناقمة عليهن بسبب خوضهن في سيرة ابنتها ونهضت قائلة بحزن :
عن اذنكم أنا تعبانه وهنزل أريح شوية .
غادرت سميحة علي الفور أما بثينة نظرت لابنتها ثم لكزتها بعنف في ذراعها فتأوهت بشدة هاتفة بضيق :
في ايه يا ماما .
اجابتها بغضب :
في ان لسانك طول يا بنت بطني وبتهيني الناس وتلقحي بالكلام .
ردت بنفور :
هي اللي معرفتش تربي بنتها .
هتفت بثينة بغيظ :
وانتي كمان متربتيش لما تهيني مرات عمك وتلقحي بالكلام عليهم .
نهضت حبيبة بضيق وهتفت بغيظ :
أنا رايحة شقتي واشبعي بمرات عمي وبنتها.
حبيبة .
صياح الجد القوى جعلها ترتعد بتوتر فقد سمع كل شئ.
سار ليقف أمامها هاتفا بقوة :
كلمتين خليكي فكراهم خديجة بنت ابني زيك تمام مش معني انها غلطت كتير ان أسمح ليكي أو لغيرك انه يهينها أو يهين أمها ولسانك ده لو طول هقصهولك فاهمه ولا لا.
أومأت حبيبة بقوة تحاول منع دمعاتها من الهطول أمام الجميع ؛ ثم خرجت مسرعة الي شقتها تتوعد لخديجة علي ايذاقها كل الألام فهي سبب ألامها كلها .
بعد فترة .
دلف خالد الي شقته بملامح متجهمه فكان هو الأحق بها هي عشقه منذ الصغر كيف يزوجونها من صالح كيف...
تساؤلات كثيرة تتزاحم بعقله لا يجد لها اجابة سوى أنها الأن زوجة ابن عمه
بداخله غضب كبير تجاه الجميع وأولهم خديجة فهي من رفضته منذ زمن لو كانت وافقت لما وصلوا لتلك الحالة الأن .
زفر بقنوط واتجه الي غرفته يبدل ثيابه ثم اندس بجوار زوجته بخفوت حتي لا تستيقظ فلا بال له اليوم ليستمع لها حتي لا يعلو صوت ضميره مرة أخرى بالذنب الذي يحمله جراء ظلمه لها فقد أخمده بصعوبة .
صباحا .
أعدت الفطور ووضعته علي الطاولة ثم دلفت لغرفتها لتبدأ جولات تزيينها كما اعتادت ولكن هيهات لم تجد مكواة الشعر أو أدوات التجميل فقد حرص صالح علي اخفائهم جيدا .
غضبت بشدة لا تحب شكل شعرها المموج تريده مسترسلا علي ظهرها كما تحب لا تحب تموجاته الكثيرة .
صاحت بغضب واتجهت نحو الجالس ببرود يتناول طعامه بهدوء :
أزاحت الطبق من أمامه فنظر لها بحنق وقرب الطبق مرة أخرى ليكمل طعامه هاتفا بحنق:
اصطبحي وقولي يا صبح يا بنت الناس .
زاد ضيقها للضعف وهتفت بغضب :
فين مكواة الشعر وأدوات الميكب بتوعي وديتهم فين أنا عارفه انه انت .
أمسك برغيف العيش يقسمه لنصفين وهتف ببرود :
رميتهم في الزباله اللي لسه الواد واخدها من شوية أنا واحد محبش أشوف مراتي متزوقة أربعه وعشرين ساعه عايزة أشوفها بطبيعتها .
ضربت الطاولة بغيظ ؛ ثم ذهبت الي غرفته تبحث عنهم فمؤكد انه يكذب ولم يتخلص منهم .
طال البحث وأصبحت الغرفة رأسا علي عقب فوقفت في المنتصف واضعة يدها علي جبهتها بحنق؛ أما هو كان يقف بجوار الباب يراقبها بتأفف وعندما انتهت هتف بقوة :
الأوضة تتنضف أرجع من شغلي ألاقيها مراية تشوفي وشك فيها سامعه ولا لا .
لم يجد منها اجابه فذهب الي عمله .
دلف الي ورشته يباشر عمله الذى انقطع عنه أول أمس .
بينما بعض أشباه الرجال يقفون أمام باب الورشة يتهامسون فيما بينهم عن صالح وزوجته .
هتف أحدهم بمكر :
البت فرسة يا جدع صحيح لسانها عاوز قصه ومبهدله سمعه عيلتها لكن تتاكل أكل .
رد الأخر بخبث ولم يعلم أن صوته ارتفع قليلا عن حد الهمس حتي وصل لمسامع صالح .
في حد يتجوز واحدة زى خديجة دى وينزل الشغل بعد يوم واحد ده لو أنا أقعد جنبها في البيت سنة كاملة .
أنهي كلامه وهو يفتل شاربه بزهو غافلا عن من يقف أمامه ضاما قبضته بقوة الي جانبه قائلا بغضب :
سمعني قلت ايه تاني .
جحظت عين الرجل برعب وشحب وجهه؛ ثم ارتد للوراء بخوف قائلا بتلعثم :
مقلتش حاجة .
اصطدمت قبضة صالح بوجهه؛ فارتد للخلف وترنح بشدة في حين هتف صالح بمكر :
حلو غلط وأنا كنت مستنيه يغلط أنا ساكتلك علي كل الكلام اللي بتلقح بيه علي الستات وهي ماشية أقول بكرة يتعدل لكن لا تلقح علي مرات صالح يبقي حفرت قبرك بايدك .
توالت اللكمات بشدة ليسقط الرجل أرضا بعنف يلفظ أنفاسه بصعوبة فهرب الأخر بسرعة من أمام صالح وباقي الرجال شاهدوا ما يحدث بشماته فذلك الحقير قد طال لسانه جميع نسائهم.
رتبت خديجة المنزل وقامت بطهي الطعام ثم دلفت لغرفتها تحاول ايجاد حل لفرد شعرها كما كان ولكن لا يوجد شئ ولا حتي أموال لتحضر واحدة جديدة ؛ فتأففت بحنق وأمسكت هاتفها تلهو به قليلا لحين مجئ صالح ومحاولة التفاهم معه بعقلانية حتي يعطيها ما يخصها .
بشقة حبيبة
دلف خالد الي منزله فوجد حبيبة تضع الغداء علي الطاولة فابتسم لها ابتسامة باردة ثم دلف لغرفته ليبدل ثيابه ويتناول معها الغداء.
خرج اليها بعد فترة وشرع في تناول طعامه بهدوء دون حديث يذكر؛ فتأففت بضيق من صمته وحاولت تلطيف الأجواء قليلا فرسمت ابتسامه علي ثغرها وقالت بأمل :
الأكل عجبك .
رفع نظره عن الطعام وهتف بهدوء :
اه جميل تسلم ايدك يا خديجة.
نظر لطعامه مرة أخرى ثم أغمض عينيه بأسى كيف يصلح ذلته نحوها وكاد يتحدث معتذرا لها عما اقترفه لسانه من ذنب في حقها ولكن هيهات فقد سبق السيف العذل .
كانت ملامحها باهتة فقدت رونقها وجمالها فهل هناك صفعة قوية قادرة علي ايلامها كما ألمتها صفعته المتمثلة في اسم معشوقته
تجلس هادئة ولكن بداخلها قلب يئن بوجع
قلب تمزق الي قطع صغيرة كل قطعة تصرخ بالرحمة .
كبرياء أنثي دعسه بأقدامه عندما قام بذكر غريمتها .
كرامة إمرأة احترقت وتناثر رمادها في الهواء لتترك وراءها أنثي فاقدة للشغف منعدمة الروح .
هل هناك ما يصف حجم ألمها الأن فقط ملامح باهتة وبالداخل مراجل مشتعلة تكوى جوفها .
عاد صالح الي منزله بوجه مكفهر الملامح وجدها تشاهد التلفاز غير مبالية بشئ تجلس هنا بهدوء تاركة اياه يكتوى بلسان أهل الحارة .
استغفر ربه كثيرا قبل أن يدلف الي غرفته ويصفعها وراءه بعنف أجفلها وجعلها ترتعد في مكانها مقررة عدم التحدث معه في شئ فشعورها بامر سئ يلوح في الأفق .
شئ ما سيحدث سيبتلعها من جذورها سيجعلها تعاني مرارة الهزيمة والإنكسار .
خرج من غرفته مرة أخرى وجلس علي الطاولة ناظرا أمامه بقوة قائلا بشدة :
جهزى الغدا .
لم يحتج لتكرار الكلمة مرتين؛ فنهضت علي الفور لتحضر الغداءفأخر همها الأن إثارة غضبه فوجهه المرعب بالنسبة لها كفيلا بجعلها تبتلع لسانها الأن .
تناول غداءه بصمت مطبق علي الأجواء وكانت تجلس بجواره تتناول طعامها بخفوت خائفة أن تصدر صوتا فينقض عليها كالأسد لتفريغ غضبه الواضح علي قسماته .
أنهي طعامه ثم وقف ليغادر ولكنه توقف مكانه ليحدثها بهدوء وكأنه تذكر شيئا .
اعملي حسابك هنسهر الليلة مع العيلة عند جدى والبسي حاجة مقفولة علشان قسما بالله لو لقيتك لابسه حاجة عريانه لأخليكي تندمي علي عمرك كله .
في مكان أخر .
كان يصرخ برجاله بغضب :
انتوا بهايم ازاى مش عارفين تلاقوها .
تحدث أحد رجاله مطأطأ رأيه للأسفل :
هنعمل ايه يا حازم بيه كأنها فص ملح وداب حتي صحبتها حسناء راقبناها وموصلناش لحاجة .
زفر بضيق فكيف تبخرت هكذا دون أثر ولكنه تذكر شئ فقال علي الفور :
عاوز عنوان عيلتها بسرعه ممكن تكون راحت هناك بعد ما سامح طلقها بس براحة وبدون شوشرة أنا مركزى حساس.
ارتدت قميصا طويلا بأكمام يصل الي قبل ركبتها بإنشات قليلة من اللون الأزرق الباهت معه بنطلون باللون الأبيض ثم مشطت شعرها وصففته حتي يصبح بوضع كحكة بمؤخرة رأسها لتخفي تموجاته قليلا تاركة خصلتين تهبطان بجوار أذنيها ولم تضع مستحضرات التجميل بسبب اخفاء صالح لهما .
زفرت بقنوط ثم خرجت من غرفتها لتجده بانتظارها فابتسم داخله برضا لاحتشام ملابسها اليوم تبقي الحجاب وتكتمل هيئتها .
صعد معها للأعلي؛ فدلفت للنساء بعد أن حيت جدها وأعمامها ثم دلفت للنساء فحيتهم باقتضاب وجلست بعيدا عنهم تلعب بهاتفها .
كانت تنظر لها بسخط لا تتحمل رؤيتها معها بمكان واحد فنهضت بسرعة قائلة بضيق :
أنا ماشية .
جذبتها أمها لتجلس بجوارها برفق وقالت :
اقعدى معانا يا بنتي هتنزلي تقعدى لوحدك تعملي ايه .
ردت حبيبة وهي تنظر لخديجة بملامح ممتعضة :
لا الجو هنا طابق علي نفسي وبقي خنقة .
لم تعيرها خديجة اهتماما وظلت تتصفح هاتفها غير عابئة بالجميع أما حبيبة تحولت ملامحها من الهدوء الي الغضب وذكرى ما حدث معها اليوم تعرض أمام عيناها باستمرار ؛ فاقتربت منها وجذبتها بقوة من ذراعها دافعه اياها لتخرج من المنزل .
امشي من هنا ملكيش مكان بينا يا خطافة الرجالة يا حيوانة .
جذبت خديجة يدها من حبيبة وتخصرت لتقول ببرود :
أنا مش خطافة رجاله ومش ماشية من هنا لو عايزة تمشي روحي انتى .
لكزتها حبيبة بغل في ذراعها فأخفت ألمها ببراعة وحاولت ضبط نفسها قدر الإمكان فقالت حبيبة بشراسة :
لا حيوانة وخطافة الرجالة كمان أبوكي مات وساب لينا واحدة وس... ملهاش حاكم دايرة علي حل شعرها وبكرة تحطى راس أخويا في الطين .
صفعتها خديجة بشدة ؛ فشهقت حبيبة بعنف وتقدمت منها تنوى صفعها هي الأخرى فأمسكتها والدتها من ذراعها بقوة هاتفة بغضب :
انزلي شقتك يا حبيبة وأنا ليا كلام تاني مع أبوكي .
جذبت يدها بقوة من أمها وهتفت بغضب :
انتي ازاى ساكته ليها وهي ضربت بنتك .
ردت والدتها بغضب :
انتي اللي غلطانه هي قاعده ساكتة انتي اللي قليلة الأدب
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية القلب يهوي قاتله" اضغط على أسم الرواية