رواية وللثأر حكايا الفصل الثالث بقلم هموسه عثمان
رواية وللثأر حكايا الفصل الثالث
هل يمكنك أن تخبرني كيف مر هذا الأسبوع ؟
هل مر علي أنا ؟
وهل بقي لدي عقل او شئ سليم بي طوال هذه الفترة الكبيرة ؟
فترة كبيرة؟
اسبوع فترة كبيرة ؟
نعم فقلبي هذا أن كان هناك شيء يُسمي قلب يراها أكثر من 7 سنوات
لا اعلم هل سينتهي هذا الحزن يوما ما أم سأبقي بداخله للابد ؟
....
يا سعدي اين ذهبت وتركتني هكذا فالقلب مات من الانتظار والعقل رافضاً لكل ما قيل أو ما سمعه
فاقت من شرودها علي صوت يقول : الشيخ عبد الرحمن لقد أتي
لوهله فكر عقلها قليلاً بعد ما كان واقفاً عن العمل لماذا يأتي أبي إلي مجلس النساء ؟
دخل الشيخ عبد الرحمن وكأن ذلك الاسبوع مر 70 عاماً فوق عمره
ورأى زهرته ها قد ذبلت هل هذه زهرة عبد الرحمن ؟
ماذا جرى لكِ يا بنيتي انكسر القلب حزناً عليكِ يا صغيرتي
قال الشيخ عبد الرحمن: ربّط الله علي قلبك يا أم سعد
أم سعد ببكاء : يارب يا شيخ دعواتك بالصبر لي يا شيخ وأن يجبر كسر ابنتك
صمت عبد الرحمن لا يعلم كيف يقولها أو ماذا يقول كيف سيكون رد فعلها فالصدمة قوية عليها
ثم تنهد بشدة وقال : يا أم سعد تعلمي أن التأخير بهذا الشئ لن ينفع ابدا لانه لابد وأن يحدث
رفعت أم سعد عينيها برعب ما الذي أتي في عقلها و قالت برعب : ما هذا الشئ يا شيخ ؟
نظر الشيخ عبد الرحمن في كل مكان ثم قال لها : حان وقت عودة زهرة الي بيت أبيها يا أم سعد أليس كذلك !؟
ما إن سمعت أم سعد ذلك إلا وبها وإن قامت تصرخ وتقول : لا لا لا يمكنك فعل ذلك لا يمكنك كسري هكذا
قالت إحدى الجالسات بعصبية : ليس بهذه السرعة يا شيخ
ارحمها أليس لديك رحمه
صرخ بها عبد الرحمن وقال لها : إن كانت بنتك ستتركيها وتقولي حرام !؟
لا أستطيع ترك عرضي أكثر من ذلك
قالت له أم سعد بجنون : استحلفك بالله لا تفعل بي ذلك ذلك خروجها هي من هنا أكثر كسرة لي من خروج سعد يا شيخ
نظرت له وقالت له بجنون وعصبية وكانت في حالة تُرثى لها : ماذا لو كانت حامل ستأخذها ؟
قبل أن يجيب سمع واحدة تقول : ستترك تلك المرأة تموت وأهم شيء تأخذ بنتك
ها هي علي قيد الحياة لم تخسر شئ
صرخت بها أم سعد جعلتها تصمت
فقال لها عبد الرحمن بحزن وألم وكسرة : وهل تضمني لي أن يفوح عطر زهرة عبد الرحمن مرة أخرى
لم تصمت تلك المرأة بل ردت عليه قائلة : وإن لم يفوح فهي أمامك ولم تخسر غير تلك المرأة
نظر عبد الرحمن لها وقال : وهل تضمني لي أن تعيش في سعادة ؟
بعد كسرها ما فائدة أنها ع قيد الحياة وروحها ماتت وربما تضيع مني
صرخت أم سعد لها وطردتها قائلة للشيخ : أجبني يا شيخ لا تتركني هكذا
استحلفك بالله لا تكسرني أكثر من ذلك
قال لها اخيرا بحزن : إن أردت راحتك فاتمني
وإن أردتي راحتي فلا أتمني ذلك
انصدمت أم سعد قائلة : لن ترتاح إذا كانت حامل ؟
انزل عبد الرحمن رأسه قائلاً : نعم لن ارتاح وأنا أرى شئ يعلق بنتي بالماضي ويؤلمها أكثر من ذلك أنا سأحاول أن اداويها
نظر إلي زوجته وقال هيا يا أم عاصم أنتِ وزهرة
وما إن راي ابنته انفطر الفؤاد حزناً على زهرته لقد دبلت مبكراً وما إن أرادوا الخروج حتى كانت أم سعد تصرخ بكل قوتها قائلة : لم استوعب خروج ابني لتخرج زوجته
هكذا
...
سمع عبدالهادي صوت أخيه يقول : يا عبد الهادي أين أنت ؟
خرج عبد الهادي قال له : تفضل
دخل معه ثم قال سريعاً : اعذرني يا أخي هذا الكلام لا نقاش فيه ولا معنى لوجود ابنتي هنا بعد الان
قبل أن يرد عبد الهادي سمع صوت زوجته تقول : لا والف لا اخذُك لها يتطلب موتي اولاً لن يحدث لن تأخذها هذا مستحيل
رد عبد الله قائلاً : طاهر لم يكن ابنك لوحدك يا خديجة كان ابناً لنا كلنا
وإن تطلب أخذ ابنتي من هنا قتلك سأخذها وإن تطلب الأمر قتل عبد الهادي نفسه فلا تضطروني لفعل شيء
لم يصله رد بل وصله صوت زوجته صارخه قائلة : ابنتي
رقية ما بكِ ؟
افيقي يا بنتي
دخل عبد الله سريعاً صارخا : ما بها ؟
صرخت والدتها قائلة : ما بكِ يا ابنتي ؟
حاولوا افاقتها ولكن دون جدوى
قال عبدالله بكل قوته : وضاح وضاح
دخل وضاح سريعاً وجد أخته هكذا ليس في عالمهم
صرخ عبد الله به قائلاً : احمل اختك لنذهب بها لأقرب مستشفى
خرجت خديجة سريعاً لتذهب معهم حاول الجميع منعها ولكنهم تركوها تذهب معهم في النهاية
في الداخل الوقت يمر ولا احد يعلم ماذا حدث لها
الي أن خرج الطبيب أسرعت خديجة و وضاح قائلين : ماذا بها ؟
قال لهم الطبيب بهدوء : لا داعي لكل هذا القلق
صرخ عبد الله غير محتمل قائلاً : نعم ! ماذا بها وضح لنا
قال الطبيب بهدوء وخوف من حالته : يبدو أنها لم تأكل لفترة كبيرة وهذا أثر على الحمل
بُهت وجه الجميع قائلين : حمل ؟
رد الطبيب : نعم حمل أكثر من شهر أيضا لماذا ؟ الا تعلموا
اعتدلت خديجة وهي تبكي تقول : والله كأن رُد لي طاهر الآن
ونظرت للطبيب قائلة : لا لم نكن نعلم فمات زوجها وابني وقرة عيني من أسبوع ولكن عوض الله اتي سريعا
اعطاهم الطبيب النصائح
...
دخل علي والده وجده جالساً وها هو في اسبوع كبر وكأنما كبر مئة عام عندما رآه
قال له : تفضل يا عاصم ماذا بك ؟
تنهد عاصم بحزن ودخل وسلم على والده وقال له : كيف حالك يا أبي
رد عبد الرحمن ووهو يهز رأسه : الحمدلله يابني ماذا بك ؟
رد عاصم قائلاً بهدوء : اعذرني يا أبي ولكن يجب أن أسافر أنا و أسرتي
نظر عبد الرحمن إلى ابنه : دون عذر يابني اذهب حفظك الله
لا تغيب عني كثيراً يا عاصم
....
وصار الوقت يمر ويمر منذ وفاة سعد و طاهر ولم يعلم هل ماتوا ثأر أم ماذا
مر شهر علي وفاتهم وكأنهم أعواماً علي أحبابهم
....
نزل سريعاً ذاهباً ولكنه استوقفه والده قائلاً له : تركتك شهر كاملاُ منذ أن اتينا من البلد ومنا آمال أن تستفيق وحدك وتطرد بنت العامرين من العمل عندك يا باهر
ألا أستطيع أن أحكم عليك ؟
نظر باهر لوالده نظرة تعني الم تنتهي من هذا الموضوع
رد باهر بهدوء قائلاً : عذرا يا أبي وانا قلت لك لن افصلها عن العمل لمجرد خلافات بين العائلات هي طبيبة علي مستوى عالي هناك أرواح بين يدينا
وانا لن اخسرها نهائيا لمجرد خلافات
نظر عاصم له بغضب قائلاً : أتكسر كلامي؟
باهر بنفاذ صبر : يا أبي أنا لم اكسر ولن اكسر كلامك ولكن هذا عمل لا استطيع فعل ذلك عملي ليس لُعبة بل أرواح بين يدي
وعن اذنك ذاهب الي عملي
قالت رباب والدته : باهر !
باهر !؟
الن تفطر ؟
ذهب باهر دون رد عليها
...
طرق خفيف علي الباب إذن للطارق بالدخول
رفع عينيه ها هو وجدها أمامه مر شهر دون رؤيتها
ولكن علي الرغم من حالة الماضي التي تعيشها إلا أن حول عينيها حزن كبير
ها قد أتت ذكرى التي طالما اشتعل الخلاف
بينه وبين والده بسببها
يجب علي أبيه أن يراها قبل أن يأمره بأن يفصلها عن العمل
تلك الفتاة التي تعيش هي وتصرفاتها وطريقتها وملابسها في حالة من الماضي
فاق من شروده عندما قالت : هل أدخل يا سيد باهر
تبسم باهر وقال من داخله : والله لا أعلم من من الباهر أنا أم فستانك الجميل هذا
ثم اعتدل وتكلم بجدية وقال : بالطبع يا سيدة ذكرى
قبل أن يقول أحدهما شئ
قالوا سوياً : البقاء لله
تبسم باهر بوضوح هذه المرة وقال : عادة ما يحدث ذلك نقول نفس الشئ بنفس الوقت
جلست ذكرى معه وأعطته ملفات العمليات التي حدثت من شهرٍ مضي
نظر إلي الملفات ونظر إليها والي عينيها وكأنه بهما عسل ومن حولهم كحل رباني وفوق كل هذا تسير أمامي بتلك الفساتين
صار يتنهد بضيق وهو يستغفر ربه ويقول : كان لك حق يا أبي يجب أن تذهب من هنا
بدأ يناقشها في كل القديم الي أن دخل عليهم دون استأذان رجل يبدو عليه الوقار
فقام باهر سريعاً فارداً له يديه وقال : الطبيب عمر في مكتبي المتواضع
ضحك عمر وأجلسه باهر علي رأس المكتب
وبدأ عمر يتحدث معهم حول أخبار المستشفى
وعن أحوال المرضي ثم استأذنت ذكرى
وما إن غادرت قال عمر : جميلة تلك الفتاة
تبسم باهر وقال بحب : جميلة جداً
تعصب عمر عليه وقال له : ولد تأدب لا تقول ذلك
نظر باهر بطرف عينيه بضيق قائلاً : ولمَ أنت تقول
قام عمر و امسكه من أذنه فانحني له لطوله قائلاً له : يا ولد هي مثل ابنتي أنا مثل أبيها أنت لست أبيها
قال باهر بهدوء وتلاعب حاجبيه : مثل اخيها
هي ابنتك وانا ابنك إذا هي أختي
نظر عمر بضيق وقال له : ولد أخرج من هنا ليس لدي صحة لك
ضحك باهر وتلاعب بحاجبيه له وقال : أخرج أنت هذا مكتبي أنا
تعصب عمر وخرج بسببه
دخل عليه الطبيب أيمن قال لباهر وهو يراه يبدل ملابسه ليرتدي ملابس العمل قال له : سيد باهر أريد رأيك في
قبل أن يكمل قال باهر بعصبية : كم مرة قلت لكم اي شئ تريدونه اذهبوا للسيد عمر أنا هنا مجرد طبيب مثلكم
خرج أيمن سريعا خوفاً منه ومن عصبيته
...
قلت لكِ لكي اتركك تعملي عليكِ أن تعطيني المال باستمرار يا ريحان والا لن ارحمك
ردت ريحان بحزن : لمِ تفعل هكذا انت لست محتاج لذلك
نظر لها ببرود وقال : أنا مَن احدد أريد أم لا !
ها ستعطيني المال ام لا عمل من اليوم !؟
تعثرت ريحان وأعطته المال وقالت له : ها هي خذ يا أبي لا اريد شئ
خذ لا ادري أي اب ام سفاح انت !؟
سيد زكريا يا سيد زكريا !
اعتدل زكريا ليري الخادم ماذا يريد منه وقال بعصبيه له : ماذا تريد ؟
رد الخادم بخوف وقال له : الشيخ عبد الرحمن يريدك ارسل لك منذ قليل
رفع زكريا حاجبيه وقال : حسناً سأتي له
قالت له ريحان : ليس لك سوا عمي الشيخ يفعل بك ما يحلو له
أراد ضربها صرخت به وقالت له : أنت تحتاج المال
أن ضربتني لن اترك عملي بل سأذهب الي عمي واقول له انزل زكريا يديه وذهب ألي الشيخ عبد الرحمن
...
ذهب زكريا سريعاً الي عبد الرحمن وجده هو وبهجت ابن عبد الرحمن ذاهبين الي منزل يحيي العزايزي
ذهب معهم عندما ذهبوا فوجئ بوجود عبد الهادي وابنه همام وعبد الله وابنه وضاح
وبدأت جلسة صلح
صلح ومع من ؟
وبوجودي ؟
وبموافقتي ؟
هل ساصمت علي ما يفعلوه ؟
لا والف لا يجب أن يتم تخريب هذا الصلح وسيحدث
بعد السلام
جلسوا وبدأو الكلام حول صلح بينهم أراد عبد الله أن يعترض في شئ فرد عليه بهجت بشدة قائلاً : لا تنسى يا سيد عبد الله إن نحن من لنا الأخذ بالثأر
قال في داخله : لك كل الدعم يا بهجت استمر اوافقك ف اي شيء يعارض الصلح
هدأ يحيي الوضع قليلاً وقال لهم : أتمنى أن يكون قلب كل منكم هدأ علي من مات عنده
فرد الشيخ عبد الرحمن : مَن قال إن القلب يهدأ علي شئ كهذا يا يحيي
رد يحيي بحزن وقال له : ربط الله علي قلوبكم يا شيخ
عبد الرحمن
اومئ الشيخ عبد الرحمن وقال : اللهم امين يارب
استمرت الجلسات بينهم ليصلوا إلي حل يرضي جميع الأطراف وينهوا خلاف دام لأعوام وأعوام كثيرة
طالت الجلسة ولا نعلم بعد هل سينتهي الخلاف ام لا
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية وللثأر حكايا" اضغط على اسم الرواية