Ads by Google X

رواية لقلبي شفق الفصل الثالث 3 بقلم ولاء محمود

الصفحة الرئيسية

 رواية لقلبي شفق الفصل الثالث  بقلم ولاء محمود

 رواية لقلبي شفق الفصل الثالث

كلما بَعدت بيننا تلك المسافات ازدادت قلوبنا تعلقاً، شغفاً وتشابكاً بعضها البعض"

_ ويبقي ايه السبب ده اللي خلاّكي تقوليله كده انك رفضاه؟

تحدثت بها والدتها تُريد حقاَ معرفة السبب كانت على علم ان ابنتها تعتمد عليه كلياََ حتى ظنت أن ذلك يتخطى مسمى الحب بمراحل…
_ عشان اي علاقة حب بين اتنين بتنتهي بالجواز مش بتبدي أبداً وخاصة لو في فوارق طبقية…، ولا انتي نسيتي ابسط حاجة انتي وبابا، بعد حبكم لبعض و جوازكم جه والده خيره بينِك وبين انه يطلقك وياخد ورثه وهو ببساطة أختار مين قوليلي..؟
طأطأت والدتها رأسها بأسف على الذكرى الأليمة لم يكن بحسبانها يوماً أن ابنتها ستتأثر بذلك تأثراَ يُعرقل سير حياتها الطبيعية…
اردفت شفق: انا اقولك أتخلى عنك عشان انتي مكملتيش تعليمك و مامتك و باباكي ماتو في حادثة وانتي اضطريتي تشتغلي عشان تأمّني قوت يومك و حافظتي على نفسك و صُنتي نفسك وكنتي وحيدة في الدنيا دي واول ما أتجوزك جه بعد أول مشكلة أتخلى عنك،
اهو أسر كدة.. باباه عنده شركات ومن أصحاب النفوذ
واحنا لولا جوزك اللي جبلنا الشقة في المنطقة دي ولا كنا عرفناهم ولا كنا نطول او نحلم حتى نسكن في مكان زي ده،
احنا اقل منهم بكثير فنحمد ربنا ومنبصش للي فوقنا ياماما ولاّ انتى عاوزانى أكرر نفس غلطك تاني
قاطعتها والدتها : بس آسر ميعملش كدة اهله ناس طيبين وهو استحالة يتخلى عنك تحت أي ظرف..
رفعت رأسها و كفكفت عبراتها لتقول: ما أنتي قولتي على بابا كدة واهو أتخلى عنك وعني..
أردفت والدتها بحزن دفين: ربنا يسامحك يارفعت ع اللي
عملته فينا….

*****************
………
مرّت بضع ايام كانت تشبه بعضها، تتذكر جيداََ أنه كان يتحاشاها حتى أنه كان يتجاهل مكالمتها عمداَ منه
وعندما سألته والدته عن السبب أردف:
قلبي واجعني يا أمي كل ده وانا شايفها بتكبر قدامي وحبها أتمكن من قلبي خلاص وطول الوقت وانا بقول هي استحالة ترفضني وكنت مصبّر نفسي لغاية مادخلت الجامعة. على أمل اني لما افاتحها في الموضوع توافق..
وبعد ده كله ترفض…، سبيني اخد وقتي عشان اقدر اتعامل معاها تاني زي ماكنت بس هيكون صعب عليا…

فقطع حديثهما تلك الطرقات على باب منزلهم فتركته والدته وذهبت. تفتح الباب لتتفاجأ بوجود شفق ..
_ طنط كريمة حضرتك عاملة ايه… هو أسرفين؟
كنت عاوزاه..
_نايم ياحبيبتي..
_طيب لو سمحتي قوليله اني عاوزاه بجد في حاجة مهمة "جدا." .
ذهبت والدته لتخبره بوجودها…
_شفق بتقول في حاجة مهمة جدااا اقولها ايه..
_انا خارج اشوفها مالها في ايه…

**********
في شركة رفعت للاستيراد والتصدير
يجلس رفعت بالمقعد يترأس الاجتماع متناولاً به كافّة الإجراءات التي تتعلق بإنشاء فرع آخر للشركة والترويج له….
أما هو في كل خطوة جديدة يُقدم عليها يتذكر تهديدها الواضح له ، في كل مرّة يرتاب ان تفعلها وتقوم بفضح أمره اوتُسئ لسمعته التي أفنى عمره في بنائها أيضاَ هي ترجع لوالده واجداده… يعلم جيداََ انها اذا فعلت شئ احمق لن يسقط بمفرده بل سيلحقه تاريخ الشركة العريق ويُعني ذلك انتهاء أسطورة الرافعي…
ليلمع بذهنه شئ قرر تنفيذه عندما يُنهي الاجتماع

***********
_ مش بترد على مكالماتي ليه يا أسر؟!
_ببقى نايم ياشفق في حاجة مهمة..؟
ترتبك هي قليلا قبل أن تخبره بما حدث..
_انت عارف اني مليش حد خالص غيرك بس حصلت حاجة غريبة…
_خير في ايه
_بابا كلمني وعاوز يشوفني…
رمقها تلك النظرة بتعجب. ليُردف:
قولتي مين؟!... رفعت..؟!
أومأت برأسها له،لتؤكد له أن ما سمعه منها للتو صحيح
_وعاوز يشوفك ليه؟
_معرفش بيقول موضوع مهم وانا عاوزاك تروح معايا ومقولتش لماما هي اكيد هترفض اني اروحله..
أردف لها بحزم مقرراً إنهاء الموضوع :
متروحيش ياشفق هو لو عاوز حاجة او يعتذر عن اللي عمله فيكم السنين اللي فاتو هو اللي يجي ويعتذر، لكن انتي متروحيش..
_لأ انا عايزة اروح اسمعه عاوزة اشوفه هيقولي ايه..
_براحتك اللي انتي عاوزاه بس افتكري اني رافض المشوار ده
يُرمقها بنظرة تدل على غضبه منها لاندفاعها بقرارتها فَيري علامات الترجي والتوسل تكتسح ملامحها فيُردف قائلاً:
خلاص استنيني خمس دقايق وننزل نروح سوا..
*******
_ زي ماقولتلك تخليها تحت عينك وتعرفلي صحابها مين وبما انها مستهترة فأكيد هتعمل حاجة اقدر اكسرها بيها وامسكها عليها…
يُردف الآخر:. اعتبره حصل ياباشا بس هو في حاجة، معاها شاب كده ابن أكرم باشا صاحب شركة الأغذية ازاي هنعمل اللي احنا عايزينه
يُردف رفعت: اتصرف عاوزها تحس بالذل ومتقدرش تفتح بقها معايا بحرف عاوز الكل يكرهها ويعرف انها رخيصة عشان لو فكرّت تقول حاجة محدش يصدقها ومجرّد مايشوفو الأدلة اللي احنا ماسكينها عليها فيصدقونا احنا..
_طيب يا باشا ماهو ده هيضر سمعتك انت، لو اتعرف انها بنتك وبتعمل كده…
_لأ متخافش انا مرتب لكل حاجة كويس هطلع اقول اني لقيت امها متناسبنيش وليها سوابق والبنت اكيد زي ما الكل هيشوف وعشان كدة انا بعدت عنهم واني عرضت عليهم يعيشوا حياة كريمة بس هما مُصرّين يستمروا في الرخص والقرف اللي بيعملوه…
_تمام ياباشا
يتركه ليذهب ويقوم بالتخطيط لكل شئ كما أمره رئيسه بالعمل..
تدلف السكرتيرة إلى المكتب لتُعلمه ان الآنسة شفق بالخارج
فيُخبرها بأن تسمح لها بالدخول
بينما هي تتحدث على الهاتف إلى آسر والتي رفضت صعوده معها واكتفت بإنتظاره بالسيارة بعد إلحاح منها معللة ذلك انها ذاهبة لوالدها وانها تستطيع حماية نفسها ولن يحدث شئ يستدعي قلقه…
_اقفل دلوقتي يا أسر انا داخلة اهو هخلص وانزلك علي طول..
دلفت إلى مكتبه بارتباك تفرك أصابعها من فرط قلقها..
رأت ذلك المكتب الفخم الشامخ وراته هو قابعاً على مقعده معطيها ظهره ينظر إلى ذلك المنظر الخلاّب الذي يظهر من النافذة المُطلة على البحر سُحرت من ذلك المنظر حتى انها تهيأ لها وجودها بإحدى قصور الأميرات المُطلة على البحر
يستدير بمقعده وهيئته لا تُنذر بخير أبداً…
_ايه رأيك في المنظر ياشفق..
حضرتك جايبني هنا تسألني عن رأيي في منظر البحر من المكتب مثلاً.
يقطع عبارتها ليقف منتصباً قاطعاََ المسافة التي بينهم، يتحدث بخشونة وعجرفة قائلاً:
"اكيد لأ بس كنت عاوز اوريكي انا بنيت ايه وايه هي املاكي
انا جايبة هنا عشان عارف انك اكيد متابعة اخباري وعارفة اني هفتح فرع جديد بس عشان لو فكرتي تعملي حاجة من تهديداتك الخيبانة دي انتي عارفة ممكن أعمل إيه فيكي." .
_انت جايبني هنا عشان تقولي كده انا لو عاوزة افضحك واهددك عادي ههددك في أي وقت مفيش حاجة تقدر تسكتني عن عمايلك معانا السنين اللي فاتت دي..
تقطع عبارتها تلك الصفعة المُدوية التي زلزلت المكان من شدتها، بعدها أمسك بأطراف خصلات شعرها ليلفها على يديه مُردفاً: اسمع بس صوتك تجيبي اسمي وانا همحيكي من على وش الدنيا انتي وامك انا اصلاَ قرفت من وجودكم.،بس اسعدتيني بالزيارة الحلوة دي عشان انتي كنت محتاجة تربية تقريباً..
تُفلت خصلاتها من بين يديه بأعجوبة شعرت كأنه اقتلع الكثير من شعيراتها الرقيقة لتفر هاربة من مكتبه…
ركضت سريعاً حتى انها لم تنتظر ان تأخذ المصعد فهبطت ع الدرج مسرعة تسقط تارة تتعثر بخطواتها وتارة تقف بصعوبة تُكمل ركضها إلى أن تمكنت من الوصول إلى سيارة أسر رأته ينتظرها بقلق خارج سيارته.، هرولت إليه كادت ان ترتمي بأحضانه وتسقط فأمسكها بإحكام.،وساعدها بدلوف السيارة..
_ايه اللي عمل فيكي كده…؟! نظر إلى وجهها فلاحظ علامات الأصابع تلك التي تظهر جلية على ملامحها
_ هو كمان ضربك بالألم…

خلع جاكيت بدلته والبسها إياها برفق عندما لاحظ ارتجافها..
وربط حزام الأمان لها ثم همّ ان يتركها و يترجل من السيارة، فتشبثت بقميصه، وأردفت قائلة بقلق وخوف جلي على وجهها
_متسبنيش رايح فين
ليزحزح يديها بخشونة قائلاً: اوعي دلوقتي ياشفق انا طالعله اعرّفه ازاي يعمل فيكي كدة ده اب معندوش دم صحيح..
فـ تتمسك أكثر به وتبكي بنحيب شهقاتها تزداد وبكائها يعلو وتُردف وسط بكائها:لأ يا أسر بلاش انا خايفة عليك احسن يعمل فيك حاجة انت متعرفش عمل فيا ايه فوق…
يربت على كتفيها مُطمئناً إيّاها..بعدم تركه لها. ليتمتم:
خلاص اهدي، انا مش رايح في اي مكان ومش هسيبك،
انا معاكي..

*******************

بعد عدّة أيام من تلك الواقعة لاحظت تغيّره كثيراً
كانت بحاجة إليه، كانت بحاجة لشخص يخفف من عبء الألم الذي تشعر به..
حتى انها تتذكر يومها أخر مره رأته بها عندما قام بإيصالها أخبرها بأنه اسف لحالها كثيرا إذ انه لم يستطع حمايتها او ان يدفع عنها الاذى وارجع ذلك إلى عِندها وقلة رجاحة عقلها حينما أخبرها بأن لا تذهب واصرّت علي ذلك وحينما أخبرها أيضاً بأنه يريد الصعود معها إلى والدها واجبرته على انتظارها بالسيارة
حينها فقط حدثت تلك المشاجرة الأولى بينهم بالرغم من انه لم يتشاجر معها قط، دوما هو البادئ بمهاودتها وتدليلها كثيراً
تمتمت هي بغضب حينها : كفاية بقى ارحمني انت مش شايف اللي انا فيه
لتتدخل والدتها :اهدوا بس ياولاد انا مش فاهمة حاجة مين اللي عمل فيكي كدة يا بنتي؟، و بتتخانقوا ليه؟.. أنتم أول مرة تعملو كده..
يُردف أسر بغضب حيث احمرت وجنتاه من الانفعال ومن شدة هول الصدمة…
_ انا اللي ايه لازمتي في حياتك ياشفق؟! عِندك اتحمّلته كتير بس العِند بيولد الكفر ولو عِندك ده هيضيعك من ايدي وانا مش هقدر اعملك حاجة فأنا كمان مش هقدر اقف اتفرج عليكي كده وانتي بتعملي اللي في دماغك و بس وماشية بالغلط اللي مسيطر عليكي..
انا هطلع برّه حياتك ياشفق اعملي اللي انتي عاوزاه
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية لقلبي شفق " اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent