Ads by Google X

رواية لمسة جمال الفصل الثالث 3 بقلم دينا أسامة

الصفحة الرئيسية

   رواية لمسة جمال الفصل الثالث بقلم دينا أسامة

 رواية لمسة جمال الفصل الثالث 

لم يمهلاه للحديث، ساعدت شذى سلمي بحمل ولاء منطلقين بها إلى الخارج يرمقوه بإستياء وغضب.

ظل ساكناً مكانه يخشى التحرك وهو يرى ما حدث منذ قليل أمامه، رفض عقله أن يصدق ما كُشف كي لا يشعر بالذنب طيله الحياه لكن ايقظه قلبه يعنفه أشد تعنيف ع ما صدر منه بحق تلك الفتاه وطعنها بشرفها دون سبب!

نهض يُناطح السحاب ،ينظر من نافذه المكتب لعله يراها ولو مره، يُريدها الآن أمامه كي يتأسف ويهدئها، لكن لم يوجد اثر لثلاثتهم وكأنهم تبخروا غير راغبين برؤيته بعد الآن، لم يشعر بِ قدميه إلا وهي تأخذه تجاه الباب، وقبل ان يفتحه وجد أحد ما بوجهه يهتف وعلامات التعجب تتقسم وجهه...
- خير ي دكتور محمود، حصل إيه هنا؟!

ترنح محمود ينظر حوله بحيره، لا يعرف بما سيجيبها وهل ستتفهم ما فعله دون قصد أم لا، ظلت تراقب ملامحه وتوتره الواضح، تأكدت ظنونها الآن بأن هناك شئ بالفعل، حمحمت متعجبه لشروده راغبه بسماعه قبل معرفه أحد بالجامعه وإلا سيحدث شئ رُبما!

عزم محمود ع أخبارها ويريد بداخله ان تتفهم ما سيقوله سمح لها بالدلوف يغلق الباب خلفها، دلفت هي تجلس مقابله مُنصته له جيداً.

وبمنزل ولاء بعد مرور ساعه، كانت ولاء تتوسط فراشها وبجانبها سلمي وشذي وأمها واخيها الأصغر الذي كان يبكي لرؤيته لها بهذه الحاله.

- ي حبيبتي ي بنتي، مانتو لو تفهموني إيه اللي حصلها هرتاح، قولولي وحياتها جرالها ايه بالظبط.

- والله ي طنط مفيش حاجه غير اللي قولنالك عليها، تعبت شويه واغمى عليها لأنها كانت جايه مُرهقه مش اكتر، والمهم دلوقتي تفوق وان شاء الله خير اطمني.

قالتها شذى بتوتر وهي تدعو الله بداخلها ان يسامحها ع كذبتها لكن هذا هو الحل الأمثل الآن، اقتربت سلمي تحتضن كريم تهدأه وتربت ع ظهره بحنان قائله...
- خلاص كفايه عياط ي كوكا ي حبيبي، هي أن شاء الله هتقوم بالسلامه وهتبقى كويسه.

استطاعت تهدأته ليستيكن بين يديها، وأيضاً استطاعت شذى بإقناع الأم.. مرّ خمسه دقائق ع هذه الوضعيه، لتفيق ولاء أخيراً بعد دعواتهم، تنظر بكل شئ مُتعجبه من وجودها بمنزلها، ف آخر ما تتذكره ما دار بينها وبين هذا الدكتور التي جعلها ع حافه الهاويه، جعلها غير قادره ع الصمود من بشاعه كلماته والفاظه التي طعنتها بخنجر مسموم، كادت ع وشك الانفجار بالبكاء بعد ما تذكرته لكن منعتها من ذلك شذى بنظره اخبرتها بأن أمها لم تعرف هذا الموضوع، اقتربت أمها تحتضنها بفرحه تقول بألم...
- كده ي حبيبتي تقلقيني عليكي؟! حصلك إيه ي عنيا.

ساعدتها شذى بالرد بعدما علمت بجهلها عما قالته، تنهدت الأم ببعض من الراحه وجرى أخيها تجاهها يقبلها بخدها يقول...
- عامله إيه دلوقتي ي نوتيلا، اوعي تعملي كده تاني علشان مزعلش منك.

استطاع هذا الطفل أن يُضحكها ويخرجها من همومها لتبتسم وهي تحتضنه تقبل رأسه مُجيبه...
- انا بخير ي حبيبي، متقلقش عليا انا كويسه.

- دايما ي حبيبتي، الحمد لله ربنا طمنا عليكي، دلوقتي هنسيبك ترتاحي وهنمشي وهنبقي ع تواصل بالليل ان شاء الله.

ولاء : طيب ما تخليكوا شويه ي سلمي، لسه بدري.

شذى برد...
- معلهش مره تانيه، المهم انتي دلوقتي ارتاحي ومتفكريش ف حاجه خالص ماااشي!! قالت جملتها الاخيره بحرص كي تجعلها لا تتذكر هذا الدكتور مجدداً وهي بهذه الحاله كي تتحسن.

امآت لها بإمتنان لتودعهم قبل رحيلهم بقول...
- شكرا ليكم ي بنات ع أنكم سبتوا بقيه المحاضرات ورجعتوا معايا، مش عارفه اقولكم إيه والله.

- بت متبقيش عبيطه، انتي أختنا وطول عمرنا مع بعض، وزي ما المثل بيقول لنعيش عيشه فلّ، ي نموت إحنا الكل انهت مثلها ع ضحكهم ومن بينهم الام التي كانت تتشكرهم ع وقفتهم جانب ابنتها، ثم بعد قليل غادروا تاركينها ورائهم تشعر بفراغ، تريد إخراج ما بداخلها كل لا تنفجر ولا ينبغي أن تخبر أمها كي لا تقلق، ف هذا ليس الوقت المناسب.

- يعني كده ي بنتي مش هتروحي معايا عند عمك سالم؟! ي خساره، ده كان نفسه يشوفك أوي انتي واخوكي.

قالتها الام بتحسر وحزن لكن قابلتها ولاء تردف نافيه...
- لأ أكيد ي ماما هروح معاكي، انا بخير الحمد لله اطمني.

- هتروحي ازاي ي بنتي وانتي مُجهده كده.

- متقلقيش ي ماما، انا والله كويسه وبالمره اتعرف ع ناس جديده واغير جو بدل قعده البيت دي، وكمان انا شغوفه إني اشوف عمو سالم ده أوي.

الأم : طيب ي بنتي انتي ادري بنفسك، يلا ي كريم نسيب اختك ترتاح عمل ما ناجي نروح، خرجوا تاركينها ورائهم تحدق بسقف الغرفه وكأنها تريد مناجيته، تريده أن يهدأ من روعتها ويجعلها صامده أمامهم هذه الفتره، فلا ينبغي ان يعلموا بشأن ما حدث هذا اليوم اللعين، اخذت تترك العنان لنفسها مستسلمه لربها وهي تعيد بظهرها تستند ع مسنده السرير تغلق عينيها لعلها تغفو قليلاً قبل أن تخرج معهم.

*** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** ***

أنهى محمود حديثه ناظراً بعينيها غير راغباً بأن لا تحتقره او تعنفه لبشاعه ما فعله، إلى أن وجدها تتنهد بحيره قائله...
- والله ي دكتور محمود انا متفهمه اللي حصل ده جدا وعذراك وعذراها برضو، انا ست زيي زيها واكيد هي دلوقتي تعبت نفسياً بسبب تفكيرك بيها، بس برضو الحمد لله أنهم أخيراً اتكلموا وعرفت إنه كان سوء تفاهم.

- متشكر اوي ليكي ي دكتوره علا ع تفهمك للموضوع، بس انا حاسس بالذنب ومش عارف أعمل إيه علشان ربنا يسامحني وهي كمان ترتاح وتعرف اني كنت فاهم غلط بس واللي عملته كان نابع من اللي فهمته مش أكتر، لو تقدري تساعديني بالحكايه دي، يبقى كترّ خيرك.

طالعته بإبتسامه بشوشه تُرسل له بها بأنها ع أتم استعدادها لمساعدته لتقول بثقه...
- اكيد طبعاً ي دكتور، ومن خلال ما حكيته انك طارد البنتين من محاضراتك، والمفروض إنك ترجعهم تاني ده مبدأياً، ثانياً احنا مش عاوزين شوشره ومش عاوزين حد من الطلاب يعرف اللي حصل وايه اللي فكرتوا علشان نفسيه البنت بس ف لو أنت مستعد تعتذرلها بشكل شخصي بينك وبينها يبقى تمام اوي، بكره ف مكتبي هستضيفها وتبقى تاجي تتكلم معاها وتفهمها، ده أسلم حل وأن شاء الله هي هتتفهم، ولاء طالبه كويسه وقلبها ابيض وأن شاء الله هتسامحك وترجع أحسن من الاول.

ظهرت ملامح الإبهام ع وجهه قليلاً وهو يردف...
- هو حضرتك تعرفيها ي دكتوره ع المستوى الشخصي ؟!

- ولاء طالبه عندي من سنه أولى، اديتلها أولى وتانيه بس ولكن بقينا ع تواصل برغم اني مبديهاش، هي إنسانه كويسه ونقيه وتستاهل كل خير وأن شاء الله ربنا يوفقها ويسعدها.

انهت وهي تبتسم قبل أن ترحل، تتركه يبتسم هو الاخر بطفيف من الأمل بداخله بأن هذه المشكله ستُحل قريباً، خبط رأسه ينظر لساعته بعد علم بتأخره ع محاضرته، قفز فزعاً يحمل هاتفه واشيائه من مكتبه يخرج مسرعاً.

وع الجانب الآخر ما زال لؤي بالجامعه بِ تلك الحديقه التي اعتاد ان يجلس بها شارداً، لكن هذه المره لم يكن شارداً، كان يتفحص هاتفه بِحرص وكأنه يريد أن يرى شئ مُعين عجز عن رؤيته هذه اللحظه ، القي هاتفه بقوه أمامه يغرس يديه بشعره إلى أن ظهر احد أصدقائه من العدم أمامه متعجباً لحاله يقول...
- إيه ي بني مالك كده؟!!

- مفيش رسايل اتبعتت لحد الآن! ده معناه ايييه مش فاهم.

حدق صديقه به بشده يقول بعدم تصديق...
- يعني هو انت زعلان ومضايق كده علشان أم الرساله اللي بتعكنن عليك عيشتك موصلتلكش كالعاده!!

- هي فعلاً بتعكنن وبتخليني أغلى من جوه علشان مش قادر أعرف مين اللي بيبعتها ولي ميورنيش نفسه!! صدقني ي قاسم لو بس ربنا اداني اشاره بمين بيلعب معايا كده وديني ما هسيبه او اسيبها.

جلس قاسم جانبه متعجباً يُردف...
- طيب ي لؤي اهدي كده واسمعني ، أي أن كان بنت ولا ولد اللي عاملين الحوار ده معاك ف أنساه واكيد اللي بيعمل كده هيملّ من كل شويه أنه يبعت ويجاريك، أحسن حاجه تعملها اتجاهل أي حاجه توصلك، وي سيدي مانت بتضايق من الرسايل دي ليه دلوقتي هتموت عليها كده!!

احتدت ملامحه ينظر له بضيق وغموض شعّ من عينيه ليقول بنبره خبيثه...
- قاسم هو انا لي حاسس إنك أنت اللي بتلعب معايا اللعبه السخيفه دي!! قاسم انا لو عرفت ده ف يوم إن ده كله يطلع منك، صدقني مش هرحمكك!

قفز قاسم من مكانه والصدمه تحتل ثغره من ما قاله صديقه للتو!! يشوح بوجهه غير مقتنع بما قاله، هل من الممكن أنه يشك بي!!! طالعه لؤي بعدما رأي رد فعله ليقف مقابله يقول بإسف...
- قق.. قاسم انا آسف بس صدقني اللي بيحصل معايا مخليني أشك ف صوابع أيدي، حط نفسك مكاني وهتحس بيا، انا كل اللي فارق معايا ان اللي بيعمل كده ازاي جاتله الجرأه يعمل معايا انا كده!!! يبعتلي رسايل بالكم ده من ايميلات مختلفه واكونتات مختلفه ومجهوله، ده اسميه اييه!! بقعد افكر واقول مهي دي استحاله تبقى بنت ويصل بيها البجاحه للشكل ده وف نفس الوقت انت شايف البنات اللي حواليا كلهم يتشك فيهم ومتعرفش مين البرئ ومين الجاني، انا دماغي هتشلّ.

اعتدل قاسم بوقفته يضع يده فوق كتفه يقول بحيره...
- لؤي اللي أعرفه ان اكيد اللي بيعمل كده اكيد حد مش مُتوقع علشان كده مش عارفين نكتشف.

ترنح بعدم فهم يقول...
- مش فاهم!!

- يعني اللي احنا شاكين فيهم كلهم انا متأكد ان مش هيبقى حد منهم ده أولاً، واللي هيطلع بيعمل كل ده حد مهنكش ع صله او رابطه بيه ف علشان كده مش عارفين نصل لأي حاجه، والمفروض دلوقتي كأننا ف انتخابات عاوزين نعمل فرز لاسماء بنات الدفعه كلهم والشباب كمان، هنطلع منهم ناس واثقين أنهم مش هما والناس التانيه نراقبهم لحد ما نعرف مين بالظبط، ده أسلم حل من رأيي وانت لو عندك حاجه قولها خلينا نخلص من الموضوع ده اللي خلاك تشك ف اعز أصدقائك كمان!

أنهى جملته بتحسر يُنعي حزنه بينما قابله لؤي بإعتذار وضيق لِما فعل...
- قاسم صدقني مقصدش والله، فلتت من لساني كده غصب عني وخطتك دي مهمه جدا ولازم نشتغل عليها من النهارده لأني مش هستني لبكره.

- طيب ي لؤي اتفقنااا، هجيلك الساعه ٨ ودلوقتي لو معرفتش اخد سجلات الدفعه بأسمائهم نبقى نشوف ع الجروب وان شاء الله نعرف، سلام دلوقتى هخلص محاضراتي وهكلمك.

غادر تاركه كما وجده، حمل هاتفه يدق ع شذى لتجيبه بنفس اللحظه...
- ايوه ي لؤي.

- بقولك هو انتي فين كده! من شويه شوفتك انتي وأصحابك مروحين تقريباً وكأن حد فيهم كان تعبان او مغمي عليه، خير طمنيني؟!

- دي ولاء صاحبتي تعبت شويه وعمي عليها وروحت انا وسلمي بيها بيتها، المهم انت دلوقتي متنساش تاجيلي بالليل علشان اللي طلبته منك لأني والله ضايعه.

- آسف ي شذى مش هقدر النهارده، خليها بكره ان شاء الله هاجيلك وبالمره اسلم ع طنط وعمو.

- طيب ي لؤي اتفقنااا، إياك بس تخلف بالوعد علشان ميبقاش ليا حساب معاك تاني.

لؤي بضحك...
- طيب ي ست شذى اتفقنااا، سلام.

انهي حديثه يخرج من الحرم الجامعي، يركب سيارته متجهاً لمنزله ليبدأ بالتخطيط ع الفور.

*** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** ***

مساء اليوم بمنزل سلمي، كانت تدرس إلى أن دق هاتفها لتحمله مُجيبه...
- الو ي شذى.
ردت شذى ع الجانب الآخر هاتفه...
- بقولك ي سلمي انا محتجاكي تصوريلي كل حاجه كتبتيها وتبعتهالي واتس علشان اللي ما يتسمى لسه هياجيلي بكره وي عالم هياجي وهعرف اتلم عليه ولا لأ.

علمت سلمي حينها بما تقصد شذي، آتي بخيالها لؤي ع الفور وهذا ما جعلها تزداد ضيقاً وغيره نبعت منها عندما فرت كلماتها كالآتي....
- يعني إيه يجايلك البيت؟!! ازاي اصلا تتكلمي كده!!

ابتلعت شذى ريقها بتوتر من أن تكون فهمت خطأ هذه المجنونه فهذا اخي ي إلهي!! كيف اشرح وافسر لها هذا الشئ فهي لم تقتنع بما اقوله لكن لِما كلما اذكره بشئ تتعصب هكذا وتخونها الألفاظ وتتلفظ بأشياء لا تدل إلا على غيرهً عليه!! هل من الممكن أن تكون تحبه سراً وهذا ما يزعجها كلما رأتني جانبه!! نعم نعم هذا صحيحاً فليس يوجد اكثر من هذا دليل خرجت من عنانها ع صوتها الذي كان يخترق اذنيها كاللهيب وهذا ما جعله تنفجر بالضحك مُردفه بفرحه...
- الله انتي بتحبي لؤي!! ي واد ي جامد انت ي غيور، كده ي كلبه تخبي عليا حاجه زي ديييي!!! انتي ازاي صاحبتي! لأ وايه بتخبي عليا إنك بتحبي صديق عمري وأخويا، طيب ليه أن شاء الله؟!!

شهقت سلمي بفزع تصرخ بها نافيه ما تقوله بِحده...
- باااي بس متبقيش هبللله، احب مين وبتاع إيه! دانتي شكلك خرفتي خالص، انا اصلاً غلطانه إني رديت عليك، سلام سلام.

- استنيييي وحياتي عندك لتستني دقيقه ومتهرجيش، سلمي انا هتكلم بجد خليكي معايا ع التليفون، ليه مقولتليش ع الموضوع ده قبل كده!! سلمي هو انتي مش بتعتبريني صديقه مُقربه ليكي! بصي انا خلاص مش هجبرك ع حاجه انتي حره طبعاً ودي خصوصيات بس دلوقتي ي ريت تبعتيلي الورق ع الواتس وسلام دلوقتي.

دلف حاتم كعادته دون دق بابها لتشهق فازعه....
- حاتمم! حرام عليك مش تخبط قبل ما تدخل وتزغفني كده!!

اقترب حاتم يضع يديه الاثنين خلف ظهره يبتسم بوسامه قائلاً...
- الجميل بيكلم مين كل يوم ف نفس الوقت كده!! ولاء برضو ولا حد غيرها؟!

كانت شذى ما زالت ع الخط لم تغلق معها بعد ف كانت تمثل كي ترى رد فعلها وبما ستجيبها بما قالته بإثاره لاستعطافها لكنها تفاجئت بما يحادثها!

- لأ دي شذى صاحبتي ي حاتم مش ولاء، تحب امدحلك فيها كمان علشان ميبقاش عندك حجه وتقولي معندكيش صحاب ليا ومش ليا، ي سيدي انا عندي صاحبتين اجمد من بعض ومني كمان، شوفت انا قمر وجامده ازاي، هما بقى جامدين جامدين من الاخر، ها تحب تشوف مين علشان تقع ف حبها وتخلفوا بنات وصبيان واعملوا زي الافلام والحكايات، انتهت وهي تنظر له بخبث بعدما اقترب يمسك اذنها بذعر يقول....
- انتي لمضه اوووي ي بت، ربنا يصبرني عليك وبعدين هو انا كنت شفت ولاء لما اشوف إسمها اي دي كمان! مانتي مش مظبطه اخوكي، شيفالك سكه وسيباني.

سلمي بضحك...
- عيب عليك ي باشا انت اللي لازم تفعلها الأول، انت الكبير ثق فيا وف قدراتي وهتنبهر.

كاد ع النطق لكنه عجز عندما وجد هاتفها يضيئ وما رآه صدمه، وجد احد يُدعي شذى ع الخط وهذا يُعني انها سمعت كل ما دار بينهم الآن، ترنح لوهله لكنه نظر لأخته يقول...
- ده انا منبهر إنبهار منبهرتوش قبل كده، ي شيخه حسبي الله ونعم الوكيل فيكي،الواحد ميعرفش يدخل يتكلم معاكي كلمتين ع بعض الا والعالم كله يسمعه ، انتي ي بنتي محسساني إنك تامر حسني لازم أخبارك تتشهر وتتعرف أول بأول،انهي حديثه يحمل هاتفها يغلقه مسرعاً قائلاً....
- بقى سايبه صاحبتك ع الخط وبتكلميني ف الحاجات دي وسيباني ع راحتي ف الكلام، اخص عليك، مكنش العشم.

صُعقت سلمي من ما يقوله فكان من المفترض أنها اغلقت معها، كيف مازالت ع الخط!! ابتسمت حينها عندما علمت مخزي صديقتها الحمقاء وما كانت تريده لكنها هي واخيها دفعوا الثمن الآن بعد سماعها هذه المهزله التي دارت بينهم للتو.

- اضحكي ي اختي، اضحكي، بتفضحيني!! انا مني لله اني دخلتلك.

- ي بني اهدي والله العظيم ما اعرف انها لسه ع الخط، انا اتصدمت زيي زيك دلوقتي، هي قالتلي سلام وكانت هتقفل ف الوقت اللي دخلت فيه ف سبت الفون لكن ما اعرفش انها لسه ع الخط ومقفلتش، مش زنبي انا!!

- ايوه ي اختي اشجعيني وهديني، انا غلطان اني جيتلك اصلا، سلام ي ست انتي.

سلمي بمزاح ...
- ي عم استنى بس، وبعدين انت كنت ناوي تخرجني ولا لقيت بقى دي حجه علشان تكنسلني!!!

حاتم : انا لو عليا هكنسل والله لكن الحاج عاوزني اروح معاه مشوار، قال إيه عاوز يعرفني ع صحبه اللي عنده بنت زي القمر ويجوزهالي.

سلمي بفرحه...
- بتتكلم بجددد!!! طيب وإيه المشكله، اجررري بسرعه روح معاه، مستني ايييه!

حاتم بضيق...
- ي جدعان افهموا مش عاوز اتجوز بالطريقه دي، انا عاوز اقابل البنت صدفه واحبها برضو ويحصل بينا خلافات كتير اول ما نتقابل وبعدين نحب بعض، لكن مبحبش الجواز التقليدي ده.

سلمي بنفاذ صبر...
- حبيبي فوق من أحلامك وتخيلاتك، والله ي روحي تنفع تبقى كاتب كبير وتكتب قصص حب وتتشهر! حاتم ي حبيبي خليك عايش الواقع اللي بتقوله ده ف المسلسلات والروايات وملهمش أي صحه بالواقع، وعلفكرا اللي بتقول عليه ده جواز تقليدي ف ده مش جواز تقليدي ولا حاجه، مش جايز لما تقابل البنت دي تحبها فعلاً!

- يلا معدتش فارقه كتير بعد اللي صاحبتك سمعته وسمعتي باظت قدامها،ذاكري انتي دلوقتي.

خرج بيأس متجهاً لوالده بينما هي كانت تنفجر ضاحكه ع أخيها الذي من المفترض أن يكون ناضج بشكل كافي! لكنها هي انضج منه مئه مره، بعدما خرجت من نوبه الضحك تذكرت ما اكتشفته شذى بعفويه، ف هذا اليوم لم تتمني أن يأتي، لم تتمنى ان أحد يعلم حبها ل لؤي سوي ولاء فقط لكن من الواضح أنني مكشوفه للغايه، ف كل مره أقع عندما يُذكر إسمه صدفه، اخذت تعنف نفسها ع مشاعرها الجياشه الخائنه، تنهدت بقوه وعزمت الا تبين حبها له بعد الآن لانه لم يكن إلا سوي حب وهمي من طرف واحد، هذه هي الحقيقه التي كانت تأبى تصديقها.

*** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** ***

كانت ولاء تهندم بثيابها عندما وصلت هي وأمها واخيها الي العم سالم التي تجهل من هو، كانت تسمع عنه فقط لكن لم تتعرض لرؤيته، ولا تتذكر هل رأته منذ أن كانت طفله ام هذا هو اللقاء الأول، حيرتها هذه جعلتها تبتسم بداخلها ع سذاجتها واهتمامها المُبالغ به بمعرفته! فاقت ع صوت احد الخدم بهذا المنزل الواسع حيث كانت تقول...
- تشربوا إيه، استاذ سالم نازل حالاً وطلب مني أنكم لازم تشربوا حاجه عمل ما ينزل ويتعشي معاكم.

ردت حينها أمينه مُبتسمه...
- إحنا والله مش ضيوف ومش هنتعزم ع بيتنا صدقينا، أهم حاجه بس هو ينزل ونقعد معاه.

عبثت تلك الخادمه لتنظر لذاك الطفله تبتسم له قائله...
- ها ي حبيبي قولي انت تحب تشرب إيه، احب ايه اعملهولك.

اجابها كريم بعفويه...
- انا بحب عصير الجوافه أوي.

امآت له فرِحه تهم بالرحيل كي تجلب لهم العصير ع الفور بناءً ع طلب سالم.

لكزته ولاء بهذا الوقت تقول...
- مش كده عيب ي كريم!!

كادت الام هي الأخرى تعنفه لكن ظهر سالم بهذا الوقت ينزل للأسفل بوجه بشوش مبتسم، سعيد لرؤيتهم، اقترب بفرحه عارمه يقول...
- ي أهلاً وسهلاً، ي أهلاً بالغالين، شرفتوني ونورتوني، ازيك ي قمرايه ، قالها وهو يمد يده لُيسلم ع ولاء التي رفعت يدها ببطئ مندهشه قليلاً من فرحته وسلامه مباشرهً دون أن يتعرف عليها حتى! لتجده يقول بنبره دافئه حنونه....
- انتي ولاء صح؟ كبرتي ما شاء الله وبقيتي عروسه زي القمر، ربنا يحفظك ي حبيبتي، أدار بوجهه إلى أمينه يقول...
- ولاء بقت عروسه ي أمينه! هي عندها كام سنه دلوقتي.

اجابته امينه بعمرها ثم بعد ذلك قدمت له كريم هاتفه...
- وده كريم الصغير، ده انت مشفتهوش خالص، ربنا عطهوني بعد ما سافرت علطول.

اقترب منه كريم يبادله السلام بسعاده قائلاً...
- انت صاحب بابا ي عمو سالم؟ إزيك عامل ايه.

امآ له سالم بحب يقبله وهو يُمسد ع شعره بينما ما زال يتابع ولاء، ف آخر ما رآها كانت طفله لم تتجاوز سن أخيها، كيف أصبحت شابه هكذا!! علم حينها أن السنين تمرّ بسرعه الصاروخ، تقدمت الخادمه تقدم لهم العصير ثم غادرت.

سالم : مقولتليش ي ولاء انتي بكليه إيه؟

- انا بكليه زراعه ي عمو والحمد لله آخر سنه وهتخرج ع خير،دعوات حضرتك بقى.

نظر لها متعجباً وهو ع مهب الارداف بشئ هام لكن سقط كأس العصير ع ملابس ولاء حينما كان يتناوله أخيها، قفزت ولاء بصدمه لتجد ملابسها كاملاً قد اتسخت، توترت كثيراً بهذه اللحظه وهي لا تعلم ماذا تفعل لتجد سالم ينادي بأحد الخدم كي تأخذها للمرحاض لِ تتغسل، وافقت ع مضض ان تذهب وتتجول ببيت غريب، وبينما هي تدلف للمرحاض، دلف شاباً قوي البنيان، ذاك عيون زرقاء ناصعه، وسيماً لدرجه تجعل الجميع ينصهر لفرط جماله، تقدم منهم عندما سمع صوت سالم يقول له...
- تعالي ي محمود، كويس إنك جيت دلوقتي.

تقدم محمود اكثر بإبتسامه واسعه وهو يرى ضيوفاً تقريباً تبادل معهم السلام بحب عندما علم من هم وماذا يمثلون لأبيه.

- ربنا يبارك فيك ي بني، أبوك راجل أصيل ربنا يخليهولك

- شكراً ي طنط ده من زوق حضرتك، شرفتينا ونورتينا والله.

أمينه : ربنا يخليك ي بني.

سالم بفخر وهو يمدد يده يضعها ع كتف ابنه قائلاً....
- إبني بقى يبقى مُعيد بكليه زراعه، كنت لسه ناوي اقول لولاء عليه أنها اكيد تعرفه بما أنها بنفس الكليه لكن بقى اللى حصل، ع العموم صدفه حلوه اوي أنه يكون دكتور عليها.

ترنح محمود لوهله من ذكره لاسم ولاء!! كذب أذنه رافضاً من أن تكون نفسها ولاء لكن لم تظل الأحوال هكذا كثيراً، خرجت ولاء بعدما انتهت من تنظيف ثيابها، لتتقدم منهم ناظره للأسفل وهي تهندم ثيابها جاهله محمود الذي شلت جميع أطراف جسده عندما رآها حقاً!!! لم يشعر بنفسه إلا وهي ينطق...
- ولاء!!!!

طالعت ولاء هذا الصوت الذي لم يكن غريباً ع طبله اذنها رافضه هي الأخرى من أن يكون هو، لكن صدمتها اعمتها حينما رأته أمامها بكل سهوله بعد ما فعله بل وبهذا المنزل!! ظلت مساهيه غير قادره ع تصديق ما تراه اعينها تهز رأسها يميناً ويساراً إلى أن انتهى بها الأمر إلى الإغماء لكن بين يدين محمود الذي التقطها بلهفه مُصاحبه بالصدمه والقلق، يربت ع وجنتيها كي تفوق ف يعلم بما تمر وما ستمر به عندما تراه،. صرخت أمينه تقفز إليها بهلع صائحه....
- ولاءءءء!!! ولاء فوقييي ي حبيبتي فوقييي، ي رب والنبي متأذنيش فيها انا مليش غيرها.

حملها محمود بقلق وحزن يضعها ع احد الكراسي قائلاً....
- متقلقيش ي طنط ان شاء الله هتبقى كويسه، انا هتصل بدكتور حالاً ياجي يطمنا عليها.

سالم : طيب بسرعه ي بني.

- ي حبيبتي جرالك إيه، ايه اللي بيحصلك ده! دي جات برضو من جامعتها مغمي عليها، صحابها جابوها، ي ترى فيكي إيه ي بنتي مش عارفاه.

سالم بتعجب...
- طيب كده لازم دكتور يشوفها ي امينه علشان صحتها ويعرف إيه سبب الإغماء ده!!

أسرع محمود يتصل ع احد الأطباء مبتعداً عنهم وبداخله كثير من التعنيفات والحزن لأجلها ، اقترب منه سالم قائلاً بوجه مُشع بالفضول والاندهاش...
- محمود انت تعرفها!!؟

طالعه محمود بتوتر وتلعثم من سؤال أبيه المفاجئ لكنه تدارك توتره يجيبه...
- أيوه ي بابا، نتكلم ف الموضوع ده لما الدكتور ياجي ويشوفها أهم حاجه.

امآ له سالم مبتعداً عنه بعدما تأكد من ظنونه بعدما لاحظ نظراتهم عندما رأو بعضهم البعض بل وتلفظ إبنه بإسمها هكذا! هذا ما جعله يعلم أن هناك شئ.

بعدما اتي الطبيب وقام بفحصها ثم بعد ذلك كتب لهم بعض الادويه ليجلبوها واخبرهم بأن هناك عوامل ضغط كثيره تتحكم بها وتمر بظروف تجعل قوتها تخور وتضعف هكذا بالاضافه لعدم غذائها، رحل بهذا الوقت ليحمحم محمود بحرج راغباً بالبوح عما بداخله بعدما نظر إليه ابيه بإبهام.

- انا عاوز اقولكم حاجه مهمه وي ريت تفهموني وخصوصاً حضرتك ي طنط.

نظرت له أمينه بدايهً مُتعجبه لكن سمحت له بالحديث، ليبدأ لهم بالسرد وهو بقمه حزنه.... *****

وع الجانب الآخر قد انتهى قاسم ولؤي من ما يفعلوه، يقول قاسم...
- كده الأسماء اللي قدامك دي هي اللي تراقبها كويس، هما آه كتار بس هنعمل إيه، احنا مش ع علاقه بيهم ف اكيد حد منهم وانا هساعدك بالموضوع ده.

- طيب شذى دي صاحبتي يعني مصدر موثوق منها، نشيل إسمها خالص لأنه استحاله تبقى هيّ.

قاسم : مين عالم ي لؤي، سيبها بس انت وبعدين هي ليها أصحاب تانيين تقدر تستفيد منها ف كده تراقبهم كلهم بنفس الوقت من خلالها ف هنحتاجها حتى لو مش هيّ.

لؤي بعدم اقتناع...
- لأ آسف، نخرج شذى من الموضوع أهم حاجه، شذى مش مجرد صديقه، لأ دي اخت، دي أقرب حد ليا.

قاسم : ي بني هتفرق إيه معاك، ما تسيبها وبعدين هو احنا هنعمل إيه يعني، ده احنا لسه بنقول ي هادي وشذي دي هتبقى برا كل حاجه متقلقش.

زفر بقوه يستسلم بالموافقه يمسك تلك الورقه يقرأ هذه الأسماء بعنايه ليقع بصره ع اسم سلمي الكاشف، ترنح قليلاً يتذكرها ويتذكر هدوئها واحترامها وأنها مثل صديقته، واكيد لم تكن هي وايضاً تلك ولاء ف هي أيضاً بحالها وتتجنب الشباب، ليتنهد وبداخله قد أخرج شذى وسلمي وولاء من ذهنه عازم ع مراقبه الآخرين فقط وعدم إزعاج تلك الفتيات دون سبب.

بمنزل سالم بدراوي مره اخرى، كان قد أنهى محمود من سرد لهم ما فعله ليردف متأسفاً لوالدتها....
- والله ي طنط صدقيني انا مكنتش اقصد، وده سوء تفاهم مش أكتر، وبعد ما عرفت ده قاعد بفكر وشاغل بالي ازاي اتأسفلها لأني غلطت وهي دفعت تمن غلطتي، انا عارف اني اللي قولته ليها جرحها وتعبها بس غصب عني، واللي حصلها تاني كده بسببي لما برضو شافتني، أن شاء الله ربنا يقومها بالسلامه وأهم حاجه تسامحني وتتفهم اللي بقوله، يمكن ربنا خلاني اقابلها ف صدفه زي دي علشان اعتذرلها.

بعد ما سمعته الام كانت حقاً بقمه اندهاشها لما حدث بل وأنه نفسه ابن سالم!! نظرت له عدم مرات تراه حقاً صادق بمشاعره وبما يقوله وان ما فعله كان سوء فهم منه فقط، امآت رأسها تخبره بالا يشغل باله وان ولاء ستسامحه اكيد بعدما تفيق وتسمعه.

فرِح محمود لتفهم والدتها، يدعو بداخله ان تفيق بأقصى سرعه كي يحادثها ويتأسف، يشكر الله ع هذه الصدفه التي جمعتهم بعد ما صُدر منه بحقها وكأنه لا يريده إلا يتركها حزينه ومجروحه منه أكثر من ذلك، كان يتابعه ابيه الذي أبتسم عندما رأي اهتمام إبنه بهذه الفتاه ولصلحها بهذه الطريقه!! ف ما يبدو أن هناك شئ سيأتي بالطريق، هذا ما وثق منه سالم بعدما رأي نظراته لولاء ولحزنه الواضح وخوفه عندما اغابت عن الوعي.


يتبع الفصل التالي اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent