رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع 4 البارت الرابع والعشرون 24 بقلم اية يونس "لقدري رأي آخر"
رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع 4 الفصل الرابع والعشرون 24
إبتسم لها الشيطان بخبث وهو لا ينوي الخير أبداً ، بينما قدر نظرت بداخل السيارة إليه بخوف بعيونها المتسعة من الخوف علي ما ينتظرها مع هذا الشيطان ...
الشيطان بنظرات مرعبة ومتوعدة لها بعدما أرادت الهرب منه ...
_ عايزة تهربي يا قدري ...؟! حاااضر اهربي براحتك أنا بقي المرادي هسيبك لغاية بكرة جوة العربية لو قدرتي تمشي بيها في الجو دا يبقي اهربي براحتك ، مقدرتيش يبقي تستلقي وعدك وعقابك معايا ...
قدر وهي تنظر له بخوف من عيونه فقد كانت عيونه مرعبة للغاية ...
_ أنا حاسة اني تعبانة وضهري وجعني من البرد ارجوك افتح العربية ...
كانت قدر تحاول دفع باب السيارة لتفتح ولكن الثلج الهابط الكثيف منعها من أن تفعل شيئاً فقد كانت العاصفة قوية للغاية ...
الشيطان بإبتسامة خبيثة وهو يعود الي الكوخ الخشبي مجدداً تاركاً تلك المسكينة تعاني وحدها ...
_ خليكي لوحدك هنا لو عرفتي تهربي في الجو دا اهربي احسنلك لأني لو لقيت العربية مكانها هنا بكرة صدقيني مش هيعجبك خالص عقابي اللي هتشوفيه ...
كانت قدر تحاول بكل طاقتها أن تحرك السيارة لترحل ولكن دون جدوي فلم تتحرك السيارة ابدا بل لم يتحرك حتي الباب من قوة العاصفة الثلجية في ذلك الوقت ...
بدأت قدر تشعر بالألم يزداد في ظهرها مكان الرصاصة التي تلقتها ، خافت أن تكون هذة نهايتها وأن تموت مكانها إما من الألم الشديد أو من الثلج الشديد أيضاً أو من أن تُردم جميع السيارة وما حولها بالثلج فلا تستطيع أن تفتح السيارة وتموت مختنقة مكانها الي الصباح ...
بدأت تبكي بحسرة وهي تدعو الله أن ينقذها من هذا الموقف ويخرجها من هنا ...
بينما الشيطان علي الناحية الأخري كان يراقب كل ما يحدث لها من خلف الزجاج في الكوخ الخشبي كان ينظر لها وعيونه تتجرع الخبث واللؤم بأشكاله ، كان مستمتعاً بمعاناتها بل ويفكر أيضاً بالعقاب ، ابتسم بلؤم علي ذكر كلمة العقاب لأنه لا ينوي لفريسته تلك وقدره الخير أبداً ...!
ظل يراقبها طويلاً حتي شعر أنها بدأت تتعب بشكل كبير من البرد القارص ... فتح باب الكوخ بجبروته وهيبته واتجه إليها ...
فتح باب السيارة بعدما أزال الثلوج من حولها ، ليجد قدر تنظر له ووجهها بدأ يتحول الي اللون الأزرق من البرد القارص ...
الشيطان بهدوء وكأنه لا يراها تموت أمامه حرفياً ..
_ انزلي ...
لم ترد عليه قدر بل كادت تغلق عيونها منتظرة الموت أن يأتيها فقد تجمدت كل عظمة بها ...
نظر لها الشيطان مطولاً ليعلم أنها فعلياً لا تكذب ... هي تكاد تموت ...!
ابتسم الشيطان بإستمتاع يشعر به واتجه إليها بداخل السيارة وحملها بين يديه وقلبه القاسي لم يشفق حتي عليها ...!
دخل بها الي الكوخ ووضعها أمام المدفئة تاركاً المسكينة تصّكُ أسنانها من البرد وهي تقترب بجسدها الموضوع ارضاً من النار تريد أن تتدفئ من البرد ...
الشيطان بلؤم وهو يخلع قميصه مرة أخري ليصبح عارياً ...
_ أظن أنك مهربتيش ورجعتي في كلامك ...!!
بس انا بقي مبرجعش في كلامي ... وهعاقبك عقاب كبير اووي يا قدر عشان تفكري مليون مرة قبل ما تهربي من الكوخ ...
اتجه الشيطان إليها وهو يبتسم بشّر وخبث ، بينما قدر فتحت عيونها قليلاً بتعب وهي تنظر له رغم تعبها بخوف كبير من اقترابه منها ومن عضلات صدره الضخمة تلك ...؟! علام ينوي هذا ...؟!
قدر بشفتين ترتجف ...
_ انت عايز اي ...؟!
الشيطان بمرح خبيث وهو يقترب ...
_ عايزك .... أنا بيعجبني البنات اللي بتحاول تهرب مني دي بتبقي ممتعة في نظري ... كل مرة هتحاولي تعملي حاجة تصديني بيها انتي كدا بتغريني اووي ...
قدر وهي تتدحرج تجاة المدفئة بشكل خطير ولكن كلامه ارعبها ...
_ أبعد عني ...
إقترب الشيطان منها أكثر ببطئ وكأنه مستمتع بهذا العذاب النفسي بها ... بينما قدر ابتعدت عنه بجسدها المتجمد تجاه المدفئة الكبيرة أكثر وأكثر حتي كادت النار تصل إليها ...
احست قدر بسخونة حارقة علي كامل ظهرها لتقوم من علي الأرض ولكن للأسف بسبب انها قامت بشكل خاطئ لمست النيران شعرها الطويل ليشتعل ...
إشتمت قدر رائحة شعر محروق لتصرخ بسرعة وقد احترق شعرها والنيران تتصاعد الي الأعلي ...
_ ااااااااااه شعررررري لاااااااا ...
التفت الشيطان الي ما يحدث والي احتراق شعرها ليسرع بسرعة وأحضر قميصه وبسرعة البرق كان يطفئ النيران في شعرها ...
_ خلاص خلاص إهدي النار إطفت ...
أمسكت قدر شعرها لتصرخ وقد وجدت نصفه تقريبا قد احترق وتحول الي رماد ، بعد أن كاد شعر قد هو الشئ الوحيد الذي يميزها أصبح نصفه رماداً والنصف الآخر لا يصل حتي الي منتصف ظهرها ...
أمسكت قدر شعرها مرات متتالية وكأنها تتأكد أنها ليست تحلم ، ثواني وانفجرت في بكاء مرير علي شعرها المحترق ، الشئ الوحيد حرفيا الذي تشعر بسببه أنها جميلة احترق ...
الشيطان بإستغراب من بكائها ...
_ بتعيطي ليه هي النار طالت جسمك ...؟!
_ حرااااااام علييييك ، الحاجة الوحيدة المميزة فيا اتحرقت بسببك حراااام علييييك ... شعري راااااح ... رااااح خلاص بسببك منك لله يا اخي منك لله ...
نظر لها بإستغراب كبير من كلامها ...
( ماذا تقول هذة الحمقاء ..؟! هل الشعر هو ما يميزها لم انتبه حتي أنها جميلة به أو بدونه لأنها في كلا الحالتين قبيحة في نظره ...؟! )
_ هو انتي بتعيطي علي شعرك ...؟! انا فكرت النار طالت جسمك وفي الاخر طلعتي بتعيطي علي شوية شعر محروقين ...؟!
نظرت له بغضب ...
_ لما يبقي شوية الشعر المحروقين دول هما اجمل حاجة فيك يبقي اعيط بدل الدموع دم وادعي عليك في كل صلاة ربنا ياخدك ...
الشيطان بضحك لم يتمالك نفسه ...
_ عارفة يا قدر ...! بحس بجد أن دماغك شاربة حته ب ٢٠٠ لوحدها بحسدك بجد عليها ان دي دماغك طبيعي وغيريك بيشرب أغلي الأنواع عشان يوصلها ... انتي بتعيطي علي شوية شعر ...؟! لا وبتقوليلي بيميزوكي ...؟! يعني انتي من غير شعرك وحشة صح ...؟!
قدر بإيماء وبكاء ...
_ أيوة ... من غير شعري وحشة ...
الشيطان بضحك مستفز ...
_ لا يا قدر من النحية دي اطمني انتي وحشة علطول بيه أو من غيره ...
قدر بغضب شديد ...
_ وانت مش محترم إنسان قذ'ر وانا بتمني اشوفك قدامي بتتعذب نفس العذاب اللي انت بتعذبه لغيرك لحد الموت يا ايهاب ...
تغيرت ملامح إيهاب الشيطان ف هي الوحيدة التي تنطق بإسمه بطريقة تجعله يتذكر والدته الراحلة ، بل هي الفتاة الوحيدة بالعالم التي تعرف اسمه الحقيقي ...
عاد الشيطان بذكرياته الي الوراء حيث كان والده ووالدته معزومين بقصر آدم الكيلاني وتسلسل هو وصعد إلي غرفة ما ليجدها صغيرة تبكي ، جلس بجانبها واطعمها هو من زجاجة الحليب وإهتم بها ...
تذكر لتوه هذا الموقف وإبتسم عندما تاكد انها فعلاً قدر ... قدر التي خطفها ليحميها ، قدر التي تعرف اسمه الحقيقي ...
_ عارف يا قدر ... !! انتي الوحيدة اللي مسموحلك تقولي اسمي الحقيقي ... عارفة لو حد تاني ...؟! مكنش زمانه عايش دلوقتي ...
قدر ببكاء وهي تمسك شعرها ...
_ دا علي اساس اني عايشة اصلا ... أنا بطريقتك دي هموت قريب انت بس بتعذبني قبل ما تموتني عشان انت مريض نفسي ...
_ لو بعذبك قبل ما أموتك اي هيخليني انقذك من المركب اللي كانت عايزة تقتلك ...! اي هيخليني أنا الشيطان اللي بقتل بدم بارد وبستمتع بصرخات الضحايا اجيبك هنا في الكوخ دا وأحافظ عليكي من غير ما اعذبك ...!!
_ انت بتعمل كدا عشان بس تنتقم من ابن عمي مش اكتر ، عشان توريه اني عايشة وتاخد بتارك منه ...
_ بيكي أو من غيريك هاخد بتاري منه وتار كل يوم عشته في السجن بسببه ... أنا مباخدش تاري من حُرمة ...
قدر بإستغراب ...
_ اومال أنقذتني ليه ..؟!
تنهد الشيطان وهو يتذكر والدته التي قتلت في الماضي ... ثواني ونظر الي قدر بهدوء ليتابع ...
_ بعدين هتعرفي ... بعدين ...
قدر بغضب وهي تبكي علي شعرها ...
_ طب وشعري اللي اتحرق دا اعمل فيه اي ...؟؟
ضحك الشيطان عليها ليردف ...
_ اعتبريه عقابي اللي كنت هعاقبه ليكي مع ان مش دا عقاب خالص أنا كنت ناوي اخلص عليكي بس شعرك أنقذك مني ... وبعدين اقولك علي حاجه ، شكله كدا احلي من شعر الفلاحين الطويل اللي كنتي فيه دا ...
قدر بغضب وما زالت تبكي علي شعرها ...
_ أنا والله ما هرد عليك ... أنا بدعي عليك من قلبي ... يا رب يخلصني منك ...
لم يلتفت الشيطان إليها بل سار تجاه سريره لينام دون اهتمام ظاهري لها ، تاركاً المسكينة تبكي طيلة الليل ... ولكن قدر أيضاً لا تدري أنه كان مستيقظاً يفكر في الماضي الأليم وما حدث لوالدته والذي جعله بهذا الشكل والذي جعل قلبه لا يرحم كما وصفته قدر ... كان يفكر بها ويفكر كيف قالت اسمه وكيف لا يستطيع أن يؤذيها رغم كل شئ تقوله له ... يشعر الشيطان أنها فعلياً " قدره " كما يقول ...
كذب نفسه بعد قليل ونام غاضباً من نفسه لأنه يشعر بالشفقة عليها ، مجرد شعوره بالشفقة علي أحد حتي إن كانت هي جعله غاضباً من نفسه فهو لم يأخذ لقب الشيطان الا عن جدارة يستحقها ...
نامت قدر أرضاً من كثرة التعب والبكاء علي شعرها المحروق نامت ولم تشعر بأي شئ ...
وعلي الناحية الأخري بمصر ...
كانت صدمة روان أشبه بالحلم ، هل هذا اخي ...؟
بعد كل هذة السنين التي لم أره بها في حياتي أتي الي ...!
هيثم وهو يحتضن أخته ويبكي ...
_ وحشتيني اوووي ، وحشتيني يا روان والله ...
روان ببكاء هي الأخري ...
_ انت كمان يا هيثم والله وحشتني انت وسمر وسمر الصغيرة ...
هيثم بضحك وهو يمسح دموعه ...
_ الحمد لله أن آدم جوزك مش هنا وإلا كان زماني مضروب دلوقتي عشان حضنتك ... فاكرة يا بت ايام زمان ...! ايام لعبة بابجي وماما الله يرحمها وأبو وردة وكل دا ...!
_ يا يا هيثم .. كبرنا أنا وأنت اوي ... عدينا بحاجات كتير ولسه ... لسه اهو بنشوف برضة حاجات كتير ...
قالتها روان بحزن علي ابنتها ...
ليبتسم هيثم محاولاً التخفيف عن أخته ...
_ عشان بس تعرفي كنت أنا زيك كدا لما كنتي انتي مخطوفة زمان ، وبعدين يا ست روان انتي عايزة تعيشي قصة حبك عادي وتتخطفي وتروحي وتيجي عادي ولما بنتك تتخطف يبقي لأ ...!
روان ببكاء ...
_ يا رب بس تكون كويسة عشان اللي خطفها قراصنة ويا عالم هي فين دلوقتي ، أنا مرعوبة عليها ...
هيثم وهو يحتضن أخته ...
_ أنا مش هبطل ادور عليها مع آدم والعيلة ، صدقيني هنلاقيها أن شاء الله ...
_ انتو هتتفضلو تتكلمو كدا كتير وانا مش هسلم علي عمتو ...؟!
قالتها فتاة دخلت للتو تشبه سمر زوجه هيثم في صباها ...
التفت روان وجميع من بالغرفة إليها من ضمنهم سيف ...
سمر إبنة هيثم بمرح ...
_ وحشتيني يا عمتو ... مشوفتكيش من وانا طفلة ... نقول اي بس منهم لله بابا وماما مش عايزين ينزلو مصر عشان شغلهم ...
اتجهت سمر الي عمتها تسلم عليها ...
بينما هيثم قال غاضباً ..
_ بت يا سمر أنا مش قولتلك تفكري في الكلام قبل ما تقوليه ، اي قلة الأدب دي ...!
روان بضحك وهي تحتضن ابنه أخيها بسعادة ...
_ سيبها ... سيبها براحتها يا هيثم ...
سلمت روان عليها بسعادة بقدومهم أخيراً ...
سمر زوجة هيثم بسعادة وهي تسلم علي روان ...
_ وحشتيني والله ... أنا كنت بيج فان ليكي زمان وكنت عايزة اتخطف زيك بس الظاهر كدا أن النسل بتاعك بس اللي بيتخطف ويتحب يا روان ...
_ اه اه يا عمتو أنا كمان بيج فان لقصتك زي ماما وعايزة اتخطف زيك ... بس عايزة إبن جونكوك هو اللي يخطفني ...
هيثم وهو يضع يديه علي وجهه بغضب من زوجته وابنته اللتان لا يعرفان كيف "يكونترولان" علي كلامهما ...
_ صبرني يا ربي ...
روان بضحك وقد أخرجوها قليلاً من الحزن الذي كانت به ...
_ والله هم يبكي وهم يضحك ... مراتك وبنتك زي العسل يا هيثم والله ...
هيثم بغضب منهما ...
_ امشي يا بت انتي وهي من هنا ... أنا جايب معايا اطفال يا ريتني كنت سبتكم في دبي وجيت لوحدي ...
سيف بتدخل وهو يضحك عليهم ...
_ والله يا خالي انت وحشتنا كلنا ومنورين كلكم القصر اكيد هتقعدوا فترة صح ...!
اومأ هيثم بسعادة ...
_ انت كمان وحشتني يا حبيب خالك بسم الله ما شاء الله كبرت يا ولا .... وايوة هنقعد فترة لحد ما نلاقي قدر بإذن الله واطمن عليكو بعدها هرجع تاني ...
عبست سمر ابنته فهي لا تريد العودة إلي دبي هي تريد البقاء في مصر ... ولكن لا يحق لها التحدث في ذلك الوقت خاصة أنها تري ان الأجواء متوترة ...
سيف وهو يبتسم لهم ...
_ اتفضلو تعالو عشان تغيروا هدومكم وترتاحو من السفر انهاردة ، وبجد شكرا يا خالو انك وافقت تيجي لما قولتلك ...
_ مقدرش اسيبكم في الحالة دي يا حبيبي ... بإذن الله هنلاقيها اومال ابوك ويوسف وبقية العيلة فين ...؟!
_ بابا في المينا من ساعة ما قدر اتخطفت وهو بيحاول يلاقيها ويوسف زمان جاي دلوقتي في الطريق ...
ابتسمت سمر الصغيرة بوجه احمر عندما سمعت اسم يوسف فهي تراقبه منذ مدة علي الفيس بوك الخاص به وتشاهد صوره وتري به أنه يشبه آدم الكيلاني بشخصيته وشكله وهي معجبة به ...
سمر الكبيرة بإبتسامة ...
_ يجو بالسلامة يا رب ... إحنا مش هنسيب مامتك لوحدها وهنفضل معاها وهيثم يروح بكرة للرجالة يشوفهم ...
هيثم بإيماء ...
_ أن شاء الله ...
سمر الصغيرة بتدخل وإندفاع ...
_ بقولك اي ياابن عمتي يابو شعر اشقر انت هو ... هو الرجالة كلها يعني بتبقي في المينا ...؟! يعني مفيش راجل هيقعد معانا في البيت ...
سيف وهو ينظر لها بإستغراب لا يفهم ما هذة الفتاة الغريبة حتي ...
_ لا ...لا في أنا ويوسف قاعدين هنا بنشوف البيت وبنحرسه وبنشوف الشركة برضة عشان شغل بابا ميضعش ...
_ طب الحمد لله ان يو ... انك انت ويوسف يعني قاعدين عشان أنا بصراحة بخاف اقعد في مكان مفيهوش رجالة بحس بالخطر ...
هيثم والدها بتدخل وهو يضحك عليها ...
_ بتحسي بالخطر ...! دا انتي الخطر يخاف منك والله ...
سمر بخجل ..
_ بابا ... !!
ضحك هيثم ولكن سيف ابتسم دون اهتمام ...
صعدت عائلة هيثم الي الغرف ليرتاحو ويناموا ...
وذهب سيف الي غرفة والدته يواسيها بحزن إلي أن نامت هي الأخري ...
صعد سيف الي غرفته ... ودخل في غرفته الي التراس المطل علي الحديقة أمامه ، كان التراس مغلقاً في غرفته بالزجاج الشفاف الذي يطل بمنظر أكثر من رائع علي حديقة قصر آدم الكيلاني ...
بدأ سيف يتابع رسمته التي يرسمها ل فتاة معينة تضحكه بحركاتها كلما رآها ، الا وهي " ميّ " صديقة قدر ...
ماذا سيحدث يا تري ...!!
جاء الصباح علي الجميع في مصر وألمانيا ...
لم ينم ليلته منذ الأمس بسبب الرعب الذي تملك منه من هذة الرأس التي دفنها في مكان بعيد في الصحراء ، ليخفي آثار أي شئ يستدل عليه منه ...
كان تميم مرعوباً مما حدث ، فقد ظن وكان مطمئناً أن قدر قد تم قتلها ، ولكن الآن اثبتت له الرأس تلك أن قدر علي قيد الحياة ... مما يعني أنه في مأزق كبير ...
تميم بغضب رغم ارتعاد أوصاله ...
_ أكيد الشيطان اللي عمل كدا ... بس الأكيد اكتر اني مش هسيبك وأقسم بالله ما هسيبك وأنت بقي اللي اثبت التهمة علي نفسك لما الاقيك والاقيها معاك هقتلكم انتو الاتنين وهجيب التهمة فيك ، وهطلع منها برضة زي الشعرة من العجين ...
كان تميم يفكر في كل الأماكن التي يمكن للشيطان الذهاب إليها أو الاختباء بها ...
أمسك الحقيبة التي كان موضوع بها الرأس المذب'وح ونظر علي اي علامات يستدل بها علي مكانه ، وجد أن مكان منشأ الحقيبة هو استراليا ، ولكنه لم يتأكد أيضاً ، كيف يتأكد أنه في أستراليا فالحقيبة وحدها لا تكفي ... هنا تذكر من أوصل الحقيبة الي شقته ... بالتأكيد الشخص الذي أوصل الحقيبة الي شقته يعرف جيداً مكان الشيطان ...
ارتدي بدلة الضباظ خاصته واتجه وهو يبتسم ب شر كبير الي الأسكندرية ف لديه مهمة الكشف عن البصمات ومنها سيعرف من أوصل الحقيبة إليه وسيعرف جنسيته ومن هو ...!
وعلي الناحية الأخري في الأسكندرية ...
كان آدم الكيلاني حزيناً لا يعرف للهدوء أو النوم طريق ، كان بكل جهد له يبحث ويسأل عن ابنته ... ولكن للأسف لم يجدها ...
ثواني وأتي له اتصال من رجاله المسئولين عن حراسة والد الشيطان ..
رد عليه آدم ...
_ في أي ...؟!
_ يا باشا في واحد دخل الفيلا من الباب الخلفي عشان ياخد ابو الشيطان ... نعمل اي ...!؟؟
آدم بسرعة ...
_ سيبوه ياخده وراقبوه كويس يمكن نوصل لمكان الشيطان ومكان بنتي ..
_ تحت امرك يا باشا ...
بالفعل دخل تيّم صديق الشيطان وهو يبتسم بخبث ويعلم أنه مراقب من قبل رجال الآدم ...
دخل الي الفيلا وأخبر والد الشيطان أنه من الرجال الذي يحرسوه ويريده أن يرحل معه الي مكان بعيد لأنه سيتم نقله وهدم الفيلا الي حين عودة الشيطان ...
فارس بغضب ...
_ أنا عايز اعرف ابني فين ...! وهو فعلا خطف بنت آدم الكيلاني ولا لأ ...؟؟
فارس بهدوء ...
_ قوم معايا بهدوء كدا يا عمي احسنلك ...
أخذه عنوة ورحل الي سيارة مصفحة وخلفه حراس الآدم يراقبوه ما يحدث والي اين سيتجه ، بينما تيّم ابتسم بخبث وارتدي نظاره سوداء استعداداً لما سيحدث وما سيفعل حتي يُهرب فارس والد الشيطان من القاهرة الي الي الصعيد عند عائلته ...
ارسل تيّم الي الشيطان رسالة صغيرة مكتوب بها
( DONE 😈 )
ابتسم الشيطان علي الناحية الأخري وقد استيقظ علي هذة الرسالة ليبتسم بشّر وهو يتوعد ل رجال آدم الكيلاني ولكن توعده الكبير هو ل تميم ...
فتحت قدر عيونها وكانت منتفخة حمراء أثر البكاء بالأمس ...
اعتدلت في نومتها فقد كانت تشعر بالألم والتعب الشديد أثر نومتها أرضاً ...
_ ااااه ضهري ...
أمسكت ظهرها بألم تشعر به ...
بينما الشيطان عندما رآها استيقظت أردف بإبتسامة خبيثة ...
_ صباح الخير علي ام شعر محروق ...
قدر بغضب ...
_ لازم تفكرني يعني ...؟!
قام الشيطان من مكانه لينزل الغطاء من علي جسده وتظهر عضلات صدره الضخمة بشكل مثير واضح في النهار ...
قدر بغضب ...
_ هو انا عايزة اسالك سؤال ...! هو انت قريب محمد رمضان ...؟ اصل كل شوية تقلع ... ما تستر نفسك ياض ...
الشيطان بمرح خبيث ...
_ علفكرة انتي متحرشة عينيكي كل ما بقلع مبتنزليهاش من عليا ...
قدر بوجه احمر غاضب ...
_ عارف لي ...؟! عشان أنا فلات وانت ما شاء الله عندك حاجات اكبر مني ...
الشيطان بضحك شديد ...
_ يخربيتك ؟؟! اي دا ؟!
ضحك بشدة لأول مرة يضحك بهذة الطريقة علي كلامها ...
ارتدي قميصه وهو يضحك ولكنه تركه مفتوحاً بشكل جزئي ...
جلس علي الأريكة امام منظر النهر والجبل والغابة وأخرج من جيبة سيجاراً يشعله ولم يهتم بها ... بل نظر لها بكل خبث وكأنه ينوي لها علي شئ ما ..
قدر وقد بدأت معدتها تزقزق من الجوع ..
_ هي مين البنت اللي طبختلي وانا مضروبة بالنار عشان بصراحة طعم اكلها حلو وخلصته وعايزة اكل دلوقتي ...
ابتسم الشيطان ابتسامة جانبية خبيثة ، هذة الغبية تظن أن من أعد لها الطعام كان فتاة لا تدري أنه هو بنفسه من أعد لها الطعام عندما كانت مضروبة بالنار ...
_ لا ما انا قتلتها بعد ما عملت الأكل عشان كان طعمه مش عاجبني ، دلوقتي قومي انتي اعملي الأكل يا قدر ... ويستحسن تعمليه كويس ...
قدر بصدمة ...
_ قتلتها ...؟!! يخربيت ابوووووك انت ماشي تقتل في خلق الله كدا ليييه يا اخي دا ظلمك اللي سماك شيطان انت ابليس برئ عنك ... منك لله بتقتلها عشان الأكل مش عاجبك ...؟!
اومأ الشيطان بنظرات خبيثة وما زال يشرب بالسيجار ...
_ أيوة قتلتها والدور عليكي متقلقيش ... قومي اعملي الأكل ويستحسن تعمليه كويس يا قدر ... يلااااا ...
قالها بصوت عالي لتفزع قدر وتقوم علي الفور برعب الي المطبخ فهي تخاف منه ومن نظراته بشدة ...
دلفت قدر الي المطبخ لا تدري من أين تبدأ فهي لم تعد لنفسها الطعام ابدا كان لديها خدم في القصر يفعلون لها كل شئ ...
قدر وهي تشعل الموقد ...
_ في بيض في التلاجة وبلوبيف ... اعملي بيض بالبلوبيف دا مفيش اسهل منه ...
بدأت قدر تكركب بالمعني الحرفي للكلمة تكركب في كل شئ فهي بحياتها لم تعد كوب شاي واحد حتي تُعد الافطار ...
بينما الشيطان كان يراقبها وهو يقف علي باب المطبخ ينفث دخان سيجارته ويبتسم بإستمتاع وهو يراها تحاول أن تعد شيئاً واحداً بصعوبة ...
قدر بغضب وهي تنظر له ...
_ بدل ما انت واقف كدا تعالي ساعدني أنا مش عارفة اعمل حاجه ...
ضحك الشيطان بجبروته واتجه إليها رغم كل شئ ... ليردف بمرح ..
_ انتي فاشلة دراسياً وعاطفياً ودماغياً وكمان مطبخياً ، خليكي بس فالحة تقرأي رواياتك الهبلة دي وتيجي تقوليلي انت عايز مش عارف اي زي الرواية ...!
أمسك الشيطان طاسة وبإحترافية شيف اشعل الزيت بها ووضع البيض بطريقة معينة مع قطعة لحم وهدأ النيران عليه ...
_ لازم البيض يتعمل علي حرارة هادية عشان ميتحرقش وعشان الزفارة بتاعته تروح ...
انبهرت به قدر وهي تراه يتصرف بإحترافيه مع تقطيع الطعام والطهو ففهمت أنه هو اللذي اعد الطعام لها ولم تكن خادمة ولم يقتل أحد ...
ابتسمت براحة عندما أدركت ذلك ... ولكنها قررت أن تلعب به كما لعب بها فهو الشيطان وهي إبنه النمر ...
نظرت قدر له بعدما شرح لها كيف تعد الطعام واقتربت منه ببطئ لتردف وهي تتحسس بيديها قليلاً علي صدره ومن ثم توجهها وتشير الي شئ ما ...
_ هو دا بولوبيف صح ...
الشيطان وهو يبتعد عنها بعدما لمسته وهي تشير بطريقة مبالغ بها الي علبة البولوبيف ...
_ احم ... أيوة ...
قدر بخبث وهي تلمس بيدها الأخري بطنه وتشير أرضاً ...
_ واللي علي الأرض دا اي ...!
الشيطان وهو يشعر أن حرارة جسده تزداد بشدة أثر لمساتها الصغيرة هذة .. فيبتعد عنها قليلاً ...
_ ااا ... اي يا قدر دي حلل عادي مالك في أي ...؟!
قدر وهي تلمس جنبه وتشير الي شئ آخر بخبث ...
_ والخضار اللي شكله غريب دا اسمه اي ... ؟!.
لم يتحمل الشيطان هذا فهو رجل في النهاية ...
ليمسك يديها بقوة وقد أعمته إثارته من لمساتها عن كل شئ ، ليسحبها مرة واحدة ويلصقها بصدره العريض ...
الشيطان وهو يتنفس بسرعة أمام وجهها ...
_ انتي عايزة اي بقي يا قدر ...!
صرخت قدر بقوة فهي لم تدرك عواقب ما تفعله إلا الآن ...
الشيطان وهو يقربها منه رغم صراخها ...
_ قوليلي بقي بتعملي كدا ليه ..؟! أصل ميعملش الحركات دي غير الناس الو*** وانتي مش منهم ... بتعملي كدا لي بقي ...؟!
قدر بصراخ وهي تبتلع حلقها ...
_ بعمل اي ...!! أبعد عني ارجوك ...
_ تؤ تؤ مش انتي بتحاولي تقربي مني وبتلمسيني ... انتي صحيتي جوايا دلوقتي غريزتي الرجولية اللي مكنتش عايز اطلعها عليكي ...
_ لا لا لا ...ابوس ايديك أبعد ...
حاولت قدر سحب يدها ولكن قوته وقوة ساعده أو يديه منعتها ليتابع بخبث وهو يقترب بوجهه منها ...
_ خسارة يا قدر ... فكرتك محترمة ... بس شكلك منهم ... وبصراحة كدا مقدرش افوت حاجه زي دي ...
قدر وهي تكاد تبكي تقريباً ...
_ والله ما منهم ... والله ما كان قصدي أنا كنت بحاول انتقم منك علي اللي حصلي أبعد عني ارجوك أنا والله محترمة مش هعمل كدا تاني بس ابعد ...
الشيطان بخبث وهو يبتسم بإستمتاع وقد انقلب سحرها عليها ...
_ ولو عملتي كدا تاني ...؟؟
_ اعمل فيا اللي انت عايزة بس مستحيل اعمل كدا والله لحد ما ترجعني مش هعمل حاجه ...
ابتسم الشيطان بإستمتاع وتركها وهو يردف بخبث ولكن بحزم فهو لا يريدها أن تفعل هذا أبداً ...
_ لو عملتي كدا تاني وقربتي مني بالشكل دا ، أنا هحلقلك شعرك كله زي الفنانة شيرين كدة .... انتي المفروض لسه مراهقة اصلا وبالنسبالي انتي عيلة ف إياكي تحاولي تعملي كدا معايا تاني يا قدر ... مفهوم ...؟!
_ مفهوم ... مفهوم ...
قالتها ببكاء شديد وخرجت من المطبخ وهي تبكي وتندم علي ما فعلته معه فقد كاد يتح'رش بها وهي لا تريد لهذا أن يحدث ...
بينما الشيطان بداخل المطبخ ابتسم رغما عنه وهو يضحك ويشعر أنه يربي طفلة ويؤدبها كوالدها ... فهو اكبر منها بكثير وبالنسبة إليه هو لا يريدها أن تفعل هذا معه أو مع أي أحد آخر ... ولكن شعر أيضاً بإبتسامة كلما تذكر لمساتها لجسده والتي أثارت شعوره بالنشوي التي لم يشعر بها مع أي أحد بمجرد لمسات من يديها جعلته لا يشعر بنفسه الا وهو يقربها منه ...
أحقاً هي مغرية بالنسبة له .... ام للقدر رأي آخر ...!؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع 4" اضغط على أسم الرواية