رواية سحر سمرة الفصل الواحد والاربعون بقلم أمل نصر
رواية سحر سمرة الفصل الواحد والاربعون
خيانة ! .. كل اللى بيحصل قدامى حالاً دلوقتى دا.. مالوش تفسير عندى غير الخيانة .. بس ياترى بقى مين فيكم اللى خانى وطعنى فى ضهرى ؟ مين فيكم اللى ساعدها ؟.. مين فيكم ياخونة؟ ميييييين ؟
كالأسد الجريح يتفوه بها .. يلقى جام غضبه على الحراس ورئيسهم وجميع العاملين بالقصر .. بعد ان اصطفوا جميعهم امامه فى بهو المنزل .. ليحقق معهم فى ماحدث .. فلا يجد من احدهم اجابة للسؤال!
لبنى جالسة على مقعدها الوثير مطرقة برأسها ارضاً وقد زاد الحزن من سنوات عمرها اضعاف.. سعاد مستندة برأسها على الجدار تبكى بحرقة .. عقلها لا يستوعب ماحدث على الطلاق .
قال " تيسير " فى محاولة خجلة لتهدئته :
- براحة يا" رؤوف " .. كل شئ هايتكشف وهانعرف اللى حصل بس بالعقل .
صاح عليه بجنون:
- هايتعرف ازاى بس قولى ؟ هايتعرف ازاى وانا شايفها بعيونى الاتنين .. والكاميرا مصوراها وهى داخلة الجراش الساعة ١٢ بالليل وبعدها اختفت .. ليه بقى ؟ عشان كاميرات الجراش اتضح انها اتعطلت بس فى اليوم ده تحديداً .. واسأل البهوات دول اللى المفروض وظيفتهم هى حراسة البيت .. يقولولى مافيش صنف بنى ادم خرج ولا هوب ناحية القصر .. طيب ايه بقى ؟ دخلت الجراش والأرض انشقت وبلعتها ! .. ولا حفرت نفق يخرجها بره القصر .. فهمنى يابن عمى العزيز .. هاتكتشف وتعرف اللى حصل ازاى بقى؟ فهمنى يا" تيسير ".. ماانا طلعت غبى وبيتعلب بيا الكورة من كل هب ودب .." رؤوف" الصيرفي"طلغ غبى
ويستاهل كل اللى يجراله .
اغمض عيناه مرتداً للخلف قليلاً .. وهو لا يقوى على مواجهة غضب ابن عمه والذى نادراً ما يحدث.. ولكن هذه المرة كان كالأعصار متشوق للتدمير بكل قوة .
- ايه في ايه ياجماعة ؟ بتزعق ليه يا" رؤوف "؟ وايه اللى معصبك قوى كده ؟
انتقلت اعيُن الجميع لمن قالتها وهى تدلف لداخل القصر .. تدعى التعجب .
اعتدلت " سعاد " فى وقفتها وهى تنظر اليها بحدة وشك رهيب انتشر بداخلها نحوها .. دون دليل !
- ياجماعة فى ايه ؟ شكلكم مايطمنش نهائى .. وكأن حصلت مصيبة ؟.
نظرت ل" لبنى " فلم تقوى على النطق.. فانتقلت عيناها ل" رؤوف " الذى اشاح بوجهه عنها وهو يزفر بقوة .. فأتى الرد من " تيسير " الذى اشار لها بعيناه ناحية الاوراق الموضوعة على الطاولة الصغيرة .. تناولتها تدعى قراءتها .. فشهقت بصوتٍ اجفل الجميع .. قائلة بصوتٍ عالى :
- الخاينة.. بنت الحرام !!
.................................
ممدد على التخت بجوارها ولكنه متكئ بمرفقه على الوسادة.. مريح وجنته على قبضة يده .. لا يمل من النظر اليها.. يلتهم بعيناهُ تفاصيل وجهها الجميل .. وهو يتمنى استفاقتها والتعجيل بالمحتوم كى يستريح من عذاب شوقه الذى ارق مضجعه لسنواتٍ طويلة.. فتخضع هى اَخيراً وتعلم انها ل" قاسم " فقط ولن تكون لغيره ابداً .. شعر بحركة رأسها وهى تتململ فى نومتها .. شيئاً فشيئاً فتحت عيناها اَخيراً فواجهت عيناه .. شعر بسعادة غريبة وهو يرى تأثير المفاجأة على وجهها وعيناها التى توسعت بشكل اخافه هو شخصياً ..
قرب وجهه منها اكثر يقول :
- صباح الخير ياعروسة.
ظلت لدقائق وهى تنظر اليه بهلع صامتة .. لا تقوى على الحركة وكأن الصدمة اصابتها بالشلل والخرس أيضاً ..
- ايه يا" سمره " ؟ انتى نسيتى وش حبيبك ولا الفرحة عقدت لسانك ؟.
استطاعت اخيراً ان تتمالك نفسها لترفع جسدها عن الوسادة .. وقد اغشيت عيناها بالدموع فقالت بصوتٍ مرتعش :
- انا كنت عارفة انى ماليش فرحة بتكمل نهائى .. بس انت قدرت تجيبنى ازاى يا" قاسم " ؟
بابتسامة متسلية:
- على فكره .. عيب عليكى جوى .. لما تشككى فى قدرات " قاسم " .. انا كده بقى ازعل بجد .
قالت بقهر :
- بتخطفنى فى يوم فرحى يا" قاسم " ؟.. عشان تموتنى انا وتكسر " رؤوف " .. هو انا عملت معاك ايه عشان تنتقم منى بالشكل ده ؟ اذيتك فى ايه انا ؟
قال ببرود :
- اَذيتينى !! ليه بتقولى كده يا" سمره " ؟ انا ماانتقمتش منك ولا حاجة.. دا انتى اللى بتتعبى نفسك وتتعبينى معاكى عالفاضى .. انا كنت واضح من الاول وقولتلك.. انتى حقى يا" سمره " وانا هدافع عن حقى ان شالله بالدم .. مش ذنبي بقى انك مااستوعبتيش كلامى .
خرجت عن هدوئها وصرخت:
- يااخى حرام عليك حل عنى .. كل اللى على لسانك .. انتى حقى انتى حقى .. فيه ايه ؟ مين اداك الحق دا ؟ . دا ماكنش وعد مهبب دا اللى ادتهولك امى فى غفلة منها .. عشان تسود عيشتى انا بعدها .....
قاطعها بحدة اجفلتها :
- مكانش وعد يا" سمره " .. لا دا كان جواز ياقلب " قاسم " من وانتى عمرك ١٥ سنه ..
- انت بتقول ايه يامجنون انت ؟
صمتت صرختها وهى تجده رافعاً بيده .. عقد حقيقى امام وجهها .. زاغت عيناها وهى تقرأ ماكتب فى السطور ..واسمها فى خانة الزوجة واسم " قاسم " فى خانة الزوج
اشارت بسبباتها نحو الورقة تقول :
- العقد دا مزور .. وانت مزور امضتى ياقاسم .. دا انا هاوديك فى داهية وهاخرب بيتك ..بالورقة اللى معاك دى .
اللقى نظرة على العقد ثم اليها وهو يضحك:
- بس دى امضتك حقيقى يا" سمره " مش تزوير .. ولو دققتى كويس هاتلاقي التاريخ يثبت كلامى .. ولو رجعتى بالذاكرة كويس هاتفتكرى .." نبيل المحامى" وتفتكرى الامضة كمان .
بهت وجهها وهى تستعيد ذكر هذا الاسم المألوف لأذنها.. وتذكر زيارتها له .. مع والدتها و" قاسم " !!
............................
بعد ان هدء قليلاً .. جلس يحاول التفكير بروية.. علٌه يفهم او يجد الأجابة عن الأسئلة الدائرة بعقله .. كف جدته الحنونه كانت تطبق على كف يده .. تعطيه الدعم بصمت وابتسامة باهتة ولكن مطمئنة .. "صافى " جالسة امامه تدعى الحزن وتمسح بمحرمتها دمعات مصطنعة .. اما " تيسير " فكان ينظر فى الورقتين بتفحص ..
تقدم " ابو العزم " اليهم بداخل القصر .. بوجه مخطوف وكأن الدماء انسحبت منه يقول :
- ايه اللى حصل يا" رؤوف " ؟ انا مافهمتش حاجة من كلامك معايا فى التليفون.
رفع اليه عيناه متنهداً بصمت .. فقالت " صافيناز " :
- يابجاحتك يا اخى .. وكمان ليك عين تدخل البيت وتسأل كمان .. بعد عملت بنتك المهببة معانا ؟ دا ايه الفجر ده ؟
اجفل " ابو العزم " بصدمة :
- فجر !! اعوذ بالله من دى كلمة .. عيب عليكى يابنتى .. دا انا قد ابوكى وماينفعش يتقال عليا كده .
صاحت هادرة :
- ابويا مين ياراجل انت ؟ هو انت كمان هاتشبه نفسك بوالدى ياخريج الس.....
- صافيناز !
انتفضت من " صيحة " رؤوف " الغاضبة حينما قاطعها فارتدت صامتة تتحاشى غضبه .. قال ببعض الهدوء:
- اتفضل انت اقعد ياعم " ابو العزم " .. ارجوك .
زفر الرجل يجلس على كرسيه وهو ينظر اليها مستاءاً فقال :
انا بنتى لا يمكن تهرب .. اكيد بنتى حصلها حاجة .
امر " تيسير " بحزم :
- خليه يشوف الورق بنفسه عشان يصدق .
- ورق ايه ؟
تناول الرجل الورقتين من " تيسير " ينظر اليهم ويقرأ مابهم فرفع رأسه يقول :
- كدب .. الورق دا مزور .. انا متأكد ان دى لعبة وسخه من حد عايز يأذيكم انتوا الاتنين .. انا بنتى كنت بكلمها امبارح بالليل والفرحة ماكنتش سايعاها بلية الحنة والفرح .. يبقى ازاى تهرب واصدق انا الكلام الأهبل ده .
قال متشككاً :
- انت والدها بتقول كده عشان دى بنتك وبتدافع عنها .. لكن انا بقى اصدق كلامك ازاى وانا شايف صورة العقد دى .. اللى بتثبت انها متجوزة فعلاً ..
تدخل " تيسير " فى الحديث :
- على فكرة بقى يا" رؤوف " .. انا فى حاجة هنا مش فاهمها فى الورق ده .
رفع امامه الورقة يشير بسبابته اللى جملة مكتوبة فيها:
- بتقولك " انا متجوزة " قاسم" شرعا.. ومانفعش اجمع بين رجلين! " .. طب يعنى هى ماافتكرتش حكاية جوازها دى غير النهاردة..ويوم ما كتبت كتابها عليك .. ماكنتش عارفة انها هاتجمع بين رجلين.. مش عارف ليه حاسس ان الكلام دا مش منطقى وفيه حاجة مش مظبوطة .
اجفل جميع من فى الجلسة ينتبهون على ملحوظته..اما " صافيناز "فقد بهت لونها وجف حلقها.. تلعن حظها على هذا الخطأ الكارثى .. استفاقت من شرودها على صوت " صفوت " يقول :
- "رؤوف "بيه .. في ضيوف جاين هنا بيستأذنوا للدخول ياباشا !!
................................
جلست بجوار الباب منزوية على نفسها .. تضم ركبتيها الى صدرها وقد تمكن منها التعب بعد محاولاتٍ يائسة للبحث عن مخرج .. واجهدها كثرة البكاء على حظها ..
كاد عقلها ان يجن وهى تبحث عن كيفية وصول " قاسم " اليها وخطفها من داخل القصر .. فاَخر ماتذكره هو طرق " صافى " لباب غرفتها .
فلاش باك .
بعد ان انهت " سمره " مكالمتها مع اباها .. فتحت باب الغرفة فوجدت" صافى "امامها تقف بترنح وتشتكى بأعياء :
- اه .. حاسة بدماغى هاتنفحر يا" سمره ".
تناولت يدها تسندها وهى تقول بقلق :
- طيب ادخلى ريحى الاول .. دا انتى مقدراش توقفى .
استسلمت لها وهى تجذبها لداخل الغرفة .. حتى اجلستها على تختها .. كانت تأن بوجع .. وهى ممسكة بأطراف اناملها على جبهتها :
- اااه .. يا" سمره " .. الصداع هايفرتك دماغى .. دا انا كنت نسيت الالم.. ايه بس اللى خلاه يفكر عليا من تانى .
قالت لها بتأثر :
- الف سلامة عليكى يا" صافى " .. تحبى اروح معاكى للدكتور حالاً دلوكت.
نفت برأسها تقول :
- مالوش لزوم الدكتور يا" سمرة " .. انا معايه برشام باجيبه دايماً معايا من لندن .. الوحيد اللى بيرحنى .. هو موجود دلوقت فى تبلوه العربية .. ممكن تروحى تجيبهولى اكيد انتى عارفاها ؟
ظهر على وجه " سمره " الترد فطالبتها برجاء وصوت ازداد ضعفاً مع أنينٍ مستمر :
- ااه.. ارجوكى يا" سمره " .. انا الصداع هايفرتك دماغى .. وبصراحة ماستأمنش اى حد من الشغالين .. يفتش فى عريبتى ..
- خلاص انا موافقة يا" صافى " هاتى مفتاح العربية وانا اروح اجيبهولك .
تناولت منها المفاتيح وتركتها بغرفتها حتى تعود .. خرجت من باب القصر واتجهت للموضع اطفاف .. السيارت او ما يسمى بالجراش .. حينما دخلت اليه
اتجهت مباشرةً ناحية السيارة المعروفة ل" صافى " .. وقبل ان تصل اليها .. شعرت بأيدٍ غليظة تلتف على جسدها والآخرى كمم فاهها بمنديل مخدر وبعدها تاهت عن الدنيا ..ولم تشعر بشئ بعدها .
عادت لواقعها المرير وهى تضرب برأسها على الحائط.. وقد ازدادت مرارة الظلم بحلقها..لقد ضاعت عليها ليلة الزفاف التى لطالما حلمت بها .. والزواج بمن احبته واختاره قلبها .. لتعود لكابوسها الابدى .. وقد نهى كل امل لها فى النجاة منه بلعبة قذرة .. حينما استغلها هى ووالدتها
...........................
بحديقة القصر كانت تنفث دخان سيجارتها وهى تقطع الارض ذهاباً واياباً .. علٌها تهدئ من غيظها المكتوم والمتصاعد بغل .. لم تحمتل الجلوس امام اهلها .. ومعاملة " رؤوف " الطيبة لهم .. لقد كاد عقلها ان ينشطر نصفين حينما سمح لهم بالدخول وعدم طردهم.. لاتصدق ان غلطة بسيطة منها قد تؤثر على خطتها المُحكمة بذكاء وتفشلها .. لقد فكرت بحقد انثوى ونسيت المنطق الذى ذكره " تيسير " .. الا كان من الواجب ان ينبهها احد الثيران شركائها فى الخطة واصحاب المصلحة معها .
................................
اللعبة دى من " قاسم " هو اللى خاطفها .." سمره . "ماتعرفش حاجة عن الورقة دى وربنا المعبود ما تعرف حاجة.. انا اللى استاهل ضرب الجزمة على دماغى انا السبب ؟
تفوهت بها" بسيمة "بذعر .. امام بعض افراد عائلتها رجالاً ونساءاً ومعهم " رفعت وشقيقته .. الذين أتو معها خصيصاً تلبيةً لدعوة الفرح التى ارسلت اليهم .. واصحاب القصر .. رؤوف وجدته " لبنى " وتيسر .. و" ابو العزم طليقها" الذى سألها بتشكك .
- تقصدى ايه بكلامك ده ؟ يعنى في ورقة صح ؟
قابلت نظرات الجميع بخزى قبل ان تسقط على مقعدها.. وتعترف باستسلام:
- انا هاجول على كل حاجة.. وانتوا ابجوا احكموا بنفسكم على المرة الغبية ان شالله حتى تموتنى .. بس الاهم تنجدوا بنتى .
انتبهت حواس الجميع وهى تسرد لهم ماحدث :
- بعد انا مااطلقت من " ابو العزم " .. هو حاول كتير معايا عشان ياخد البت منى ويربيها معاه .. بس انا دايماً كنت بارفض وهو مكانش لاقى حيلة معايا عشان ظروفه مكانتش تسمح .. لكن بجى بعديها بسنتين الحالة مشيت معاه وظروفه اتحسنت .. كان ساعتها " سمره " عمرها تم ١٥ سنة .. رجع يطلبها تانى وهددنى انه هايخدها بالمحكمة ويخلى البت تختاره وفعلا نفذ ورفع قضية ..وانا بنتى كانت بتجولهالى فى وشى انا عايزة اسكن مع ابويا .. لانها مكانتش متحملة العيشة معايا .. انا كنت هاتجنن لو بنتى سابتنى وبعدت عنى .. قاسم لما وصلته الاخبار جانى البيت وكان عنده استعداد يموت " ابو العزم " لو قدر وخد " سمره " تسافر مصر وتعيش معاه .. لإن ابوها مكانش بيطيقه ولا كان راضي بجوازه منها.. عرض ساعتها عليا نروح لمحامي قريبه.. هو هايعرف يلم الموضوع ويخسر " ابو العزم " القضية.. وطلب منى اروح معاه واخد معايا " سمره"
.. روحنا عند المحامى المكتب ومعانا " قاسم " وقعد يشرح بكلام كتير .. فى الاَخر سأل " سمره " انتى عايزة تعيشى مع ابوكى وامك ولا عايزة تعيش مع ابوكى لوحدك .. هى جاوبت بحسن نية وقالت .. انا لو خيروني هختار ابويا بس انا طبعا عايزة اعيش مع الاتنين .. المحامى الشيطان قال ل" سمره" .. تعالى أمضى هنا يا" سمره " على الكلام ده .. وان شاء الله ابوكى لما يشوف كده يوافق يرجع امك .. بتى مضت بحسن نيه وهى ماتعرفش اساسا دى ورقة ايه ؟
وانا افتكرت بعقلى الضلم انها فى مصلحتى.. لكن المفجأة لما جانى " قاسم " اليوم التانى وهو بيضحك وبيورنى عقد جواز وماضيه عليه بتى .. ويقولى .. هو دا الحل الوحيد.. وبعقله الزنخ كمان ..عايزنى اعمل فرح ويبقى " ابو العزم " مالوش حق ياخد بته من جوزها.. انا ساعتها ضربت على خدى وفضلت اترجاه.. لانى عارفاها ومتأكدة ان ابوها مش بعيد يبلغ عنى ويحبسنى .. لو عرف انى جوزتها قبل ماتكمل سنها .. كنت هابوس على ايده عشان يعتقنى ويقطع الورقة .. وصلت معايا انى هددته لافضحه جدام ناسه لو ماقطعها .. وافق فى الاخير بس بعد ما خلانى احلفله ان " سمره " عمرها ماتبقى لحد غيره .
........................
فتح باب الغرفة .. فوجدها مازلت جالسة منزوية على الارض ولم تتحرك .. طعامها مازل على حالته ولم تقربه ..
جلس على الارض بجوراها يلمس بيده على شعرها. المطلق على ظهرها بحرية منذ الأمس .
- ماكلتيش ليه ؟
لم تعيره اهتمام ولم ترد
تناول خصله من شعرها الطويل يفردها على كفه :
- انت لسه برضك مصدومة من ساعة ماشوفتى عقد جوازنا؟
زمت شفتيها تحاول جاهده لمنع سقوط دمعاتها امامه .
اقترب فجأة منها يقول بصوت اثار الرجفة فى اطرافها :
- اعتراضك ورفضك ده مافيش منه فايدة .. اديكى شوفتى بنفسك .. انتى مرتى من وانتى عمرك ١٥ سنة .. وانا كل السنين دى صابر عليكى .. وان الأوان بقى ان كل واحد ياخد حقه..
التفت برأسها تنظر اليه بحدة حينما وصلها المعنى .. فتفاجات .. باشتعال النظرة داخل عيناه وهو يومئ برأسه مع ابتسامة ذئب يقول :
- ايو بالظبط هو دا اللى فهمتيه!!
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سحر سمرة" اضغط على اسم الرواية