رواية سحر سمرة الفصل الثاني والاربعون بقلم أمل نصر
رواية سحر سمرة الفصل الثاني والاربعون
لم تكن بحاجة فى التفسير لاكثر من ذلك .. فعيناه الوقحة .. كانت تنبؤها الكثير ..بنظراته الجائعة وهى تطوف عليها من رأسها لأخمص قدميها .. اقشعر بدنها فاعتدلت فى جلستها للخلف زاحفة تبتعد عنه قليلاً وهى تشير اليه بسبابتها.. قائلة بتحذير :
- احترم نفسك يا" قاسم ".. انا مش واحدة جاهلة عشان تضحك عليا بحتة ورقة هبلة ..مضيتها وانا عيلة صغيرة بدون علمى بمحتواها..
مال اليها برأسه وقال باستفزاز :
- بس مضتيها ياعيون " قاسم " وبجيت عقد جواز .. سوا كان بعلمك او بدون علمك .. انتى مرتى وانا ليا حق عندك .
على حين غرة ازاحته بيدها ونهضت بسرعة من امامه .. فقالت بشراسة :
- مرتك مين يامجنون ؟ هو انت صدقت نفسك صح ؟ الورقة دى تبلها وتشرب ميتها .. دى باطلة من جميع النواحي .. لاتزوج البكر الا بولي .. دا غير ان ماكنش فيه اشهار .. دا غير انها اساساً اتمضت بالخدعة والنصب.. وعملها واحد مجرم مايتخيرس عنك .
نهض هو ايضاً وانتصب فى وقفته .. وملامح الغضب ارتسمت على وجهه بابتسامة جانبية مريبة:
- مهما حاولتى تنكرى ولا تجاوحى معايا يا" سمره " .. مش هاتغيرى اللى فى مخى ناحيتك بشعرة واحدة .. انتى مرتى .. سوا القانون قال كده او ماقالش.. انتى مرتى سوا برضاكى او منغير رضاكى .. ولو دلوك مش معترفة بجوازنا .. بعد شوية هاتعترفى .
قال الاَخيرة بغمزة وقحة وهو يتقدم بخطواته اليها .. فارتدت هى للخلف صائحة :
- في ايه يابنى ادم انت ؟ اقنعت نفسك بكدبة وعايزة تفرضها عليا غصب .. ايييه ؟ هى الدنيا دى مافيهاش واحدة غيرى ؟ .. كل الستات اللى مروا عليك فى حياتك دول .. ملقتش واحدة فيهم .. تطلع عليها جنانك ده فتحل عنى ؟
هز برأسه نافياً :
- ولا واحدة يا" سمرة " قدرت تزحزح مكانك فى قلبى ولو سنتى واحد حتى .. تابع بتصميم :
- اساساً انا النسوان دى عرفتها ليه؟ .. مش عشان ينسوني بعدك وجفاكى عنى .. وانتى فى كل مرة اتقربلك فيها ولا اكلمك كلمة زينة تصدينى وتسدى ودانك عنها .. وانا قلبى بيتحرق من الشوق اليكى .. كنت برمى نفسى فى حضن اى واحدة فيهم واتخيلها انتى .. اشرب فى الحشيش والمكيفات عشان انسى واصبر نفسى على رفضك ليا .. لو كنتى وافقتى على جوازى منك من الاول .. كنت وفرتى عليا وعليكي كل التعب ده .. لو امك الغبية وافقت وعملنا الفرح ساعتها .. كانت رحمتني من العذاب اللى كنت بحسه فى كل مرة بشوفك فيا .. وانتى بتدٌورى جدامى وحلاوتك يوم عن يوم بتزيد اكتر ..كل من هب ودب يتجدم عشان يتجوزك .. وانا قلبى يتحرق بالنار عشان ناس كلا...... عيونهم بصت لملكى .
قال الاَخيرة بصرخة ارعبتها لدرجة اشعرتها باقتلاع قلبها من مكانه وهو يتقدم نحوها وهى ترتد للخلف .. اشارت اليه بسبابتها بتحذير وقالت بتماسك مزيف:
- اوقف مكانك يا" قاسم " وارجع لعجلك .. انا بحذرك اها .. انت اللى هاتندم .
انفرجت شفتاه بابتسامة خفيفة ثم تحولت لضحكة بصخب وقال :
- هاندم لو قربتلك !! طب ازاى ؟ وكيف ؟ لو مش واخدة بالك يعنى .. انا وانتى فى اؤضة النوم لوحدينا يا" سمره " ومقفولة علينا .. وانتى لابسالى فستان مطير عجلى بحلاوتك ولا شعرك الطويل اللى اتفرد على ضهرك .. صورة للجمال على حق .. الفرصة دى مستنيها وبحلم بيها من زمان .. دا انا هموت من الحسرة صح لو ماقربتش يا" سمره " .
قال الاَخيرة بجدية وهو يقفز نحوها كالفهد.. صرخت بأعلى صوتها تقاومه بيدها وقدميها ..حينما وجدته حاملاً اياها ويتجه بها نحو التخت ..
..............................
اعمل ايه دلوقتى واتصرف ازى ؟ انا هاتجنن .. اَلاقيها فين بس ؟.. واجيبها منين ؟ دى كأن الارض انشقت وبلعتها !
يتفوه بها وهو يضرب بقبضة يده على سطح مكتبه المثقل بعنف ..
قال " تيسير " بقلق :
- والله ما انا عارف اقولك ايه يا" رؤوف " .. صفوت والرجالة قالبين الدنيا والكاميرات راجعناها يجى مية مرة ومافيش فايدة ولا في اى نتيجة .. انا بصراحة مخى وقف عن التفكير ؟
تابع " رؤوف " بقهر :
- حاسس انى متكتف وانا مش قادر اوصلها بعد الكلام اللى قالته والدتها .. وترجحيها ان " قاسم " هو اللى خطفها .. ولا قادر ابلغ البوليس لتبقى فضيحة .. انا حتى مش هاممنى فرح ولا زفت .. الاهم دلوقتى عندى .. انى اطمن عليها لو كان حقيقى خطفها الحيوان ده .. اجيبها من عنده واخلص عليه حتى وقتها .
سأل " رفعت " بتشتت :
- طب انتوا متأكدين ان ماحدش نهائى خرج من القصر بعد الساعة ١٢ بالليل هنا
اجابه " تيسير " :
- لأ ياسيدى في .. بس دى كانت " صافيناز " بنت خالتى .. هى اللى عملت ليلة الحنة ل" سمره " وعزمت البنات ..هنا معاها والليلة خلصت اساساً قبل ١٢ و
"صافيناز" بعدها قضت بقية الوقت مع تيته" لبنى" قبل ماتمشى على الساعة واحدة.
- القهوة ياباشا.
قالتها " سعاد " وهى تطرق بيدها على باب غرفة المكتب ..
قال " رؤوف "بوجه متجهم يأمرها بالدخول :
- ادخلى يا" سعاد " وقدمى للبهوات .
دلفت لداخل الغرفة .. تضع فنجانين القهوة امام الثلاثة .. فسالها " تيسير " ؟
- انتى مشوفتيش اى حاجة غريبة امبارح يا" سعاد"؟ يمكن تكون مؤشر لحاجة احنا غافلين عنه
انتصبت فى وقفتها والصنية بيدها تجيب :
- ابداً والنبى يابيه .. دى الليلة كانت زى العسل ..وانا مروحتش غير بعد الستات كلهم ما مشيوا .. ومافضلش منهم غير الست " صافى " اللى كانت ماسكة دماغها وبتقول انها مصدعة .
زام " رؤوف " بصوته معترضاً بحنق :
- امممم .. نفس الكلام ونفس الدايرة اللى بندور فيها .. كله كلام عالفاضى .. انا اللى هايجننى بس .. انها دخلت الجراش برجليها وبعدها اختفت .. طيب لو اتخطفت او هربت.. ازاى خرجت من القصر ؟
- متنساش يا"رؤوف" ان الكاميرات فى الجراش لقيناها متعطلة .
- اه يا" تيسير " .. اهى دى كمان هاتجننى .. ومش قادر استوعب ولا افهم دا حصل ازاى وامتى ؟
قال " رفعت " بتأكيد :
- معلش ياجماعة فى الكلام اللى هاقوله لحضراتكم .. بس انا حاسس ان فى حد هنا من اهل البيت او الشغالين.. ليه يد فى اللى حصل .. وما استبعدتش نهائى ان الشخص دا هو اللى ساعد قاسم وبوظ الكاميرات فى الجراش عندكم ..
اومأ " رؤوف " برأسه يوافقه الرأى:
- فعلاً عندك حق يا" رفعت" والأكيد بقى انه هايكون من الشغالين.
ارتفعت عيناه الى " سعاد" التى تحدثت بخوف :
- والله ياباشا انا عمرى ما اعملها ولو على قطع رقبتى .. دى " سمره " اكتر من اختى .
قال لها مطمئناً:
- انا عارف يا" سعاد " .. تاريخك مع " سمره " وجدعنتك فى مساعدتها يلغوا اى شك فى قلبى .. بس انا بطلب منك برجاء .. لو شوفتى اى حاجة مش مظبوطة او شاكة فيها قوليلى عليها فوراً ..ارجوكى يا" سعاد " .
اومأت برأسها بطاعة تامة:
- حاضر يابيه .. انا هاعمل كده فعلاً وانت مش محتاج تترجاني.
.................................
جالسة بخزى وهى مخفضة عيناها ارضاً .. لا تقوى عن النظر فى اعين جميع المحدقين بها .. ان كان اشقائها الرجال او زوجاتهم او أبنائهم .. او طليقها الذى امتلأ قلبه منها ومن قسوتها وهو ينظر اليها بغضب .
قال " حسن " وهو يصُك على اسنانه :
- بس لو كنتى اتكلمتى من الاول يا" بسيمة " وحكيتى عن موضوع الورقة ده .. كنا لحقنا عملنا اى حاجة وخدناها منه غصب .. حتى كنا ساعتها علمناه الادب على الحركة الواعرة دى .. احنا ولاد اصول ورجالة مش هفية وسط الخلق .
تمتمت بخجل :
- انا اطمنت لما جطع الورقة جدامى .. ماكنتش اعرف ان معاه نسخة تانية.. غير لما هو قالهالى قريب .. ساعة ماجينا هنا مصر معاه هو و" رفعت " .
قال اخيها " سليمان " بقلة حيلة :
- الواد ضحك عليكى يا" بسيمة " الحاجات اللى زى دى بتبقى ورقتين .. هو قطع ورقة عشان يرضيكى والتانية سابها معاه ضمان .. دا بلوه وحاجة زى دى ماتعديش عليه .
اكمل " ابو العزم " على قوله بابتسامة مريرة :
- لا ماهى اطمنت لما طليقها اتحبس وانزاح الهم عنها .. ايه يا" بسيمة " ؟ كان ليكى يد كمان مع " قاسم "لما اتحبست ظلم بتهمة التعاطى .. والبوليس طلع من جيبى حتة الحشيش على قهوة المثقفين وضيع هيبتى وسط زملائي الشعرا والفنانين ؟
رفعت عيناه اليه قائلة بصدق :
- والله ماليا ذنب فيها دى كمان .. قاسم عملها من ورايا وخلى عيل بالاجرة يدسها فى جيبك .. عشان يضيع فرصتك فى ضم حضانة " سمره" ليك .
هتف عليها غاضباً:
- كل حاجة " قاسم " قاسم.. وانتى مالكيش يد فى كل اللى حصل ده بتشجيعك ليه ؟
لم تقوى على الصمود اكثر من ذلك و انهارت فى البكاء .. فنهض " ابو العزم " وذهب من امامهم تاركاً الجلسة والمكان ايضاً .
قالت " نعيمة " بشفقة :
- خلاص ياجماعة هى فيها اللى مكفيها .. ادعوا بس ربنا يجيبها سلامات وينجى البت .
رددت ثريا زوجة حسن ومعاها الفتيات .. شيماء ومروة شقيقة "رفعت "..خلفها بالدعاء.. اما رضوى الجالسة بشرود فى كل ماتراه.. محدثة نفسها :
- كل اللى العز ده كنت بتمرمغى فيه يا" سمره " لوحدك .. يابوى عالحظ .
............................
بقبضتيها الاثنتان كانت تضربه .. وتقاوم بكل خلية من جسدها الضعيف ..امام قوته الجسدية وهى تصرخ عليه بأعلى صوتها ..
- حرام عليك يا" قاسم " .. بعد عنى متخلنيش اكرهك اكتر من كده .. انا واحدة متجوزة على سنة الله ورسوله من واحد غيرك .
صاح هو الاَخر :
- انا هاخليكى تصدقى دلوك .. وتعرفى صح .. انتى متجوزة مين فينا .. انا ولا المحروس دوكها.
بدأت قوتها تضعف وهى ترى امامها.. الكابوس الذى ارقها طوال سنوات عمرها ..والذى لطالما تمنت الموت على ان يتحقق .. شعرت بضيق تنفسها و الغرفة تدور بها حتى اصبح كل شئٍ سواد امامها فغابت عن عالمها تماماً ..
اجفل هو فزعاً وهى كالجثة بين يديه .. يهتف عليها بصراخ وهو يربت على وجنتيها :
- سمره .. فوجى يا" سمره " .. فوجى يا" سمره " انتى حصلك ايه بالظبط؟ سمره .. ياسمره ..
........................
نفسى افهم هو مقعد الناس الهمج دول ليه ؟ مش يطردهم ويخلص بقى .. بدال ماهما محتلين القصر كده ولا اكنهم فى زريبة .. دا ايه القرف ده.
صاحت بها وهى تحدث السيدة " لبنى " قبل ان تجلس امامها حول الطاولة الصغيرة بالحديقة .
قالت " لبنى " باستياء:
- يمشيهم ازاى بس يا" صافى " ؟ هى البنت اللى اختفت دى مش تبقى بنتهم برضوا ؟
- اه ياتيته هى بنتهم .. بس دى هربت من جوزها فى ليلة الفرح .. يبقى تستاهل الحرق هى واهلها .
قالت " لبنى " بصدمة :
- اعوذ بالله .. ليه كده بس يا" صافى " ؟ ما بلاش الكلام الصعب ده يابنتى .. راعى ظروفنا شوية.
اجفلت " صافيناز " من كلمات " لبنى " الممتعضة .. فاجلت حلقها تقول بحرج :
- سامحيني ياتيتة أسفة بجد .. بس بصراحة انا صعبان عليا " رؤوف " واللى حصله .. انتى عارفة معزته قد ايه فى قلبى .. ودا اللى خلانى ادوس على نفسى واتصالح مع البنت دى .. بس لجل عيون " رؤوف " وسعادته .. تقوم هى تكسر قلبه .. لا بقى اعذريني .. انا لايمكن اسامحها ولا قلبى يصفالها.
صدقت " لبنى " خداعها فقالت بحزن :
- ومين سمعك بس يابنتى .. دا انا قلبى بيتقطع من جوا عليه .. بس احنا فى ايدينا ايه بس؟ وبرضوا منقدرش نظلم البنت .. يمكن تطلع بريئة .
زمت شفتيها حانقة بصمت من دفاع " لبنى " المستميت عنها .. فخرجت من شرودها على صوت صدور مكالمة من هاتفها .. تفاجأت بالمتصل فاغلقت المكالمة سريعاً بتوتر امام " لبنى " ..عاود الاتصال مرة اَخرى ليزيد من غضبها .. خاطبتها " لبنى " تقول :
- ما تردى يابنتى على اللى بيتصل ده .
تاففت بضيق :
- اصلها واحدة صحبتى بس غلسة قوى ياتيتة .. مابطيقهاش ..
- ردى يابنتى .. يمكن تكون البنت عايزاكى فى حاجة مهمة .. مدام بتزن بالشكل ده .
- اه صحيح ياتيتة .. يمكن فعلاً زى ما بتقولى كده .. عن اذنك بقى .. اكلمها بعيد عشان ما ادوشكيش
قالتها وقامت سريعاً تذهب من امام " لبنى "تحاول اخفاء ارتباكها .
.................................
أتت" سعاد " بكوبين من العصير .. تضعهم امام السيدة " لبنى " على الطاولة .
- عصير الليمون ياهانم .. زى ماطلبتى .
قالت لها المرأة بامتنان :
- متشكرة اوى يا" سعاد " ..واخدة بالك من الضيوف كويس يابنتى ؟
قالت " سعاد " بحزن :
- طبعاً ياهانم .. دول اهل " سمره " يعنى اشيلهم فوق راسى وفى عنيا من جوا كمان
اومأت لها " لبنى " برأسها :
- فيكى الخير يا" سعاد" .. ربنا يقدرك يابنتى ويديكى الصحة .
- متشكرين اوى ياهانم .. هى الست " صافى " هاتشرب العصير .. ولا هاترحع تنده عليا اعملها واحد ساقع من تانى .. حكم دى ما بترحمش.
بشبه ابتسامة قالت لبنى :
- معلش ياحبيبتى هى طبعها صعب شوية بس هى طيبة..
قالت " سعاد " ممتعضة:
- والنبى دا انتى اللى طيبة ياهانم .
بابتسامة باهتة قالت لبنى :
- على العموم هى بعدت شوية تتكلم فى التليفون وزمانها راجعة .
- بعدت شوية!! يعنى راحت فين ياهانم ؟
سألتها " سعاد " بشك ..فصافى المتعجرفة تعرفها جيداً .. تتحدث امام البشر دون خجل ..
اجابتها" لبنى " وهى تشير بيدها ناحيه اليمين فى الحديقة :
- هناك يابنتى .. مش عارفة فين بالظبط.. بس هى بعدت عن هنا يعنى
- خلاص ياهانم .. انا هاروح انده عليها بنفسى .
قالتها وذهبت فى نفس الاتجاه على الفور .. لاتدرى لما تسوقها قدميها.. ولكنها تتحرك دون تفكير .. اجفلت على رؤيتها .. وهى تصيح بغضب على من تحدثه فى الهاتف .. وقفت هى بجوار احدى الاشجار القصيرة .. تسترق السمع اليها بفضول .
- عملت فيها ايه ياغبى ؟ مش قادر تصبر على مايجي ميعاد الطيارة وتسافروا بكرة وتغوروا في داهية بعيد عن البلد نهائى .
- ....................
- يعنى انت ملحقتش تعمل حاجة وهى اتنيلت مغمىً عليها ؟ ان شالله ياشيخ كانت ماتت عشان كنت خلصت منكم انتوا الجوز
- ........................
- وطى صوتك معايا وماتخرجنيش عن شعورى انا مش ناقصاك .. خايف عليها قوى ياخويا!!
- ...................
- اترزع مكانك وماتتحركش انا مش ناقصة شبهة .. هابعتلك الحمار صاحبك بدكتور دلوقت يجى يشوفها.. واياك تتصل بيا تانى فاهم .. انا هابقى اتصل واعرف الأخبار لوحدى .. اقفل دلوقتى حالا يالا اقفل .
أنهت المكالمة وهى تدب بقدميها على الارض تزفر بغيظ .وتحدث نفسها :
- انا عملت ايه بس ياربى ؟ عشان تبتلينى بجوز الاغبيا دول ؟ اووف
.نظمت انفاسها قليلاً تستعيد توازنها .. ثم تناولت الهاتف تحاول الاتصال باحدهم .. كل هذا أمام " سعاد " التى منعت حتى الحركة والكلام تريد ان تعرف سر هذه المكالمة المريبة وما بعدها ..
تحدثت صافى فى الهاتف لصاحب المكالمة الاخرى:
- ايوه يازفت انت .. عايزاك تستأذن حالاً دلوقت حالاً من " رؤوف " وتخرج فى مشوار ضرورى .. ماتبصش ناحيتى يازفت انت وتلفت نظر الحراس جمبك .
اجفلت " سعاد " من الجملة الاَخيرة ..فمالت برقبتها للناحية الاَخرى للشجرة تنظر بفضول لصاحب المكالمة .. توسعت عيناها بصدمة وهى ترى اَخر شخص تتوقعه .. وهو يتكلم فى الهاتف وحده دون جميع الحراس .. ويبدوا عليه الارتباك .. فحركاته المكشوفة تحفظها عن ظهر قلب .. تمتمت شفتاها بصوت مكتوم :
- ممدوح !!
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سحر سمرة" اضغط على اسم الرواية