رواية مقيد بأكاذيبها البارت الرابع 4 بقلم هدير نور
رواية مقيد باكاذيبها الفصل الرابع 4
جذب عابد طرف عبائته بحدة واضعاً اياها فوق كتفه زاجراً راجح بغضب متمتماً بكلمات قاسية لاذعة قبل ان يخرج من الغرفة ليتبعه سريعاً كلاً من اشجان و متولي الذي اسرع بغلق الباب خلفه تاركاً اياهم بمفردهم...
شعرت صدفة بضربات قلبها تتقافز داخل صدرها من شدة الخوف ظلت متجمدة مكانها تشعر بقدميها كالهلام غير قادرة علي تحريكهم...
بينما وقف راجح يتفحص تلك المخادعة التي اتهمته بأكثر تهمة وضيعة ممكن ان يتهم بها الرجل الا وهو محاولة اغتصاب امرأة ما...
فمنذ صغره اتخذ علي نفسه عهداً بالا يسمح لشهواته ان تتحكم به بقيادته و الا يجرح امرأة حتي و لو بنظرة واحدة متخذاً علي نفسه عهداً الا يصبح كالرجل الذي انجبه....
لكن اتت تلك و اتهمته بما لم يفعله و لن يفعله ابداً بحياته لتجعل منه بنظر والده نسخة من الرجل الذي
اغتصب والدته..
راقبته صدفة باعين متسعة ممتلئة بالذعر بينما يتقدم نحوها بخطوات بطيئة متمهلة لكن ما بث الرعب بداخلها الغضب و الشراسة المرتسمان علي وجهه مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح يقف امامها مباشرة اخذت دقات قلبها
تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها بأي لحظة من سدة الخوف..
انتفضت صارخة بفزع عندما انحني نحوها قابضاً علي عنقها بيده يضغط عليه بقوة هامساً بالقرب من اذنها بصوت شرس يملئه الغضب
=سامعينى بقي كنت بتقولي ايه
همست صدفة باختناق بينما تحاول بصعوبة ابعاد يده التي كانت تعتصر عنقها
=مش هتجوزك... و ابعد عنى..ابعد عنى احسنلك بدل ما اصوت و الم عليك الناس كلها....
قاطعها مزمجراً بشراسة و قد اشتدت قبضته حول عنقها مما جعل وجهها يزرق من شدة الاختناق
=صوتي... صوتى زي ما صوتي في المخزن علشان تلبسني مصيبتك....
ليكمل بفحيح حاد و نبرة متوعدة مليئة بالغضب
=بس قسماً بالله المرة دي لأعمل اللي كان المفروض كنت اعمله لما اتبليتى عليا..هقطعلك لسانك اللي كدبتي به
شحب وجه صدفة بخوف فور سماعها تهديده هذا لكنها هتفت بحدة متصنعة عدم الفهم و هي لازالت تحاول فك حصار قبضته عن عنقها
=كدب ايه...انا مكدبتش....
لتكمل بأصرار و ثقة كاذبة تنافي ارتجاف جسدها من شدة الخوف
=ما انت فعلاً اتهجمت عليا و حاولت تغتصبني و انا....
لكنها ابتلعت باقي جملتها مطلقة صرخة متألمة عندما قبض علي فكها بيده يعتصره بقسوة هو الاخر حتي كادت عظام فكها ان تنكسر بين اصابعه هاتفاً بقسوة
=انتي هتستعبطي يا روح امك.... هو انا كنت لمستك...
ليكمل بخشونة و عينيه تنطلق من شرارات الغضب و الانفعال و هو يكاد ان يفقد السيطرة علي اعصابه و يقوم بقتلها
=لو فاكرة انى راجل أهبل و هياكل معايا الجو اللي بتعمليه ده تبقي غبية ده انا راجح الراوي اللي المنطقة كلها تقفله علي رجل واحدة...
اشتدت قبضته حول فكيها مما جعلها تصرخ باكية زمجر بحدة غير متأثراً بألمها هذا
=فكرك يا بت انتي انا مش عارف الفيلم الوسـ.ـخ اللي عملتيه انتي شوفتيني ليلتها داخل مكتب المخزن وكنت عارفة ان العمال و خدينا اجازة في اليوم جريتي علي المخزن و قطعتى هدومك و فضلتى تصوتي علشان اجري ألحقك و توقعني..و اكيد برضو شوفتي ابويا قاعد مع الشيخ ناصر علي القهوة اللي قصاد المخزن قبل ما تدخلي فكرتي انك كده بتلبسني و طبعاً علشان تسُبكي الدور جيتي قبلها بيوم و اتهمتيني قدام ابويا اني اتحرشت بيكي مش كدة....طمعتي فكرتي انه هيديكي قرشين علشان يسكتك و متتكلميش....
هزت صدفة رأسها ببطئ هاتفة باعتراض وقد صعقها ما توصل اليه من كل ما حدث ترغب باخباره الحقيقة لكنها خائفة من ان يخبرهم و يقوموا بتزويجها لأشرف
=انا معملتش حاجة و لا فكرت في حاجة من اللي قولتها دي.....
لتكمل بهسترية و يأس عندما لوي فمه بسخرية دلالة علي عدم تصديقه لها و عينيه تلتمع بازدراء
=بدل ما تلومني انا ان ابوك صدقني و كدبك شوف انت عملت ايه يخلى ابوك يصدق علي طول انك تعمل كده من غير ما يتردد و لو للحظة..اكيد ليك سوابق قبل كده شوف بقي كام واحدة عملت فيها كده خلت ابوك يـــــ ......
قطعت جملتها صارخة بفزع عندما اندفع للأمام فجأة ضاغطاً اياها علي الحائط بقسوة بجسده و قد اشعلت كلماتها تلك بداخله نيران السعير الذي يكوي اعماقه بسبب عدم ثقة والده به رغب بقتلها بسبب ضغطها علي نقطة ضعفه هذه..
غرز اصابعه في عنقها بينما تتقافز من عينيه شرارت الغضب صائحاً و هو يقرب وجهه منها
=و حياة امك لهدفعك تمن اللي قولتيه ده غالى اوي ...
ليكمل و تعبير وحشى يرتسم على وجهه
= لما قولت هتجوزك كان ليا هدف من ورا الجوازة دي...بس دلوقتي بقوا هدفين..
قرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بنيران الغضب و الكراهية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=اول هدف ميخصكيش انك تعرفيها...اما تاني هدف بقي انى هربيكي هخليكى تندمى علي اليوم اللي فكرتى فيه توقعي راجح الراوي في لعبتك الوسخه دي....
قاطعته هامسة بصوت منخفض مختنق وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شدة الخوف واضعة يدها فوق يديه التي تحاصر وجهها و عنقها محاولة نزعها
=بس انا برضو مش هتجوزك......
احنى فمه بسخرية بينما ضاقت عينيه محدقاً بها بقسوة و هو يغمغم بصرامة
=هتتجوزيني ...و لو فكرك انك لما ترفضى الجواز منى ابويا هيديكي قرشين علشان يسكتك و متفتحيش بوقك تبقي هبلة.. و اوعي تفتكري انك وقعتنى بلعبتك الوسخـ.ـه دى لا...انا واقع فيها بمزاجي انا كنت اقدر احميكى من علي وش الدنيا بسبب كدبك و بجحتك...
حرر عنقها و فكها من يديه مما جعلها تتأوه بألم بينما تفرك عظام فكيها و عنقها بيدين مرتجفة
=هتتجوزيني و الا قسماً عظماً اطلع حالاً اقول لجوز امك انك كنت ماشية معايا في الحرام و مش بعيد تبقي حامل مني....
ليكمل بخشونة و قسوة و هو يرمقها بنظرات حادة ممتلئة بالازدراء
=و اكيد هيصدقني اصل زمانه قاعد برا دلوقتي هيموت و يعرف ازاي واحد زي يتجوز واحدة زيك.....
مادت الارض تحت قدميها و قد فرت من جسدها الدماء فور سماعها كلماتها تلك همست بصوت ضعيف مرتعش
= هتتبلى عليا و تطعنى في شرفي ؟!!!
اجابها بسخرية لاذعة بينما يتطلع اليه باعين تلتمع بالاحتقار...
=و مالك مصدوم اوى كده ليه...؟! ده علي اساس انك متبلتيش عليا بالكدب...
ليكمل و هو يهز رأسه بقوة قائلاً بصوت قاطع صارم
=اعتقد ان احنا كده متفقين...
راقب برضا صمتها بينما تخفض وجهها الشاحب بانهزام اتجه نحو باب الغرفة يفتحه منادياً علي متولي زوج والدتها ليدلف الجميع الغرفه مسرعين من بينهم عابد الراوي بوجهه المتجهم..
تحدث راجح بينما عينيه مسلطة بتركيز علي تلك الواقفة بجانبه
=اعمل حسابك يا متولي الفرح هيبقي بعد اسبوع يعني الخميس الجاي......
تهلل وجه متولي بالفرح فور سماعه ذلك بينما اسود وجه عابد بالغضب و قد تشدد جسده بقسوة راغباً بالهجوم على راجخ و هزه بيديه تلك لعله يفيق من المصيبة التي سيرتكبها لكنه ظل بمكانه ثابتاً حيث كان يعلم مدى عناد ولده الذى لن يغير رأيه ابداً...
اقتربت اشجان من صدفة وعينيها مسلطه عليها بتركيز امسكت وجهها قائلة بخبث و شك و هي ترفع وحهها للاعلي
=ماله وشك ماله احمر كده ليه....
جذبت كلماتها تلك انتباه راجح مما جعله ينتبه الي العلامات الحمراء التي تملئ وجنتيها التي تركتها اصابعه عليها اسرع بالقبض علي ذراع صدفة جاذباً اياها بجانبه بينما يجيب هو عليها
=من الكسوف يا ست اشجان اعذريها...
هزت اشجان رأسها بالرفض و عينيها لازالت مسلطة علي العلامات التي تملئ وجنتى صدفة
=بس في علامات علي وشها دي زي ما تكون.....
قاطعها راجح بقسوو جعلتها تنتفض في مكانها
=قولت من الكسوف يا ست اشجان في ايه.....
ليكمل بفظاظة و حده
=ما تعملنا الشربات و سمعينا زغروطة...
هزت اشجان رأسها بعصبية بينما تخرج مسرعة من الغرفة وهي تزغرط بصوت منفعل مما جعل الصوت يبدو كالصراخ
التف راجح الي متولي قائلاً و ابتسامة راضية تملئ وجهه
=نتفق يا حاج متولي علي التفاصيل....
اومأ متولي بسعادة متجاهلاً زفرات عابد الغاضبة و شحوب وجه صدفة التي كانت تنظر اسفل قدميها بأعين متحجرة و قد ادركت انها اوقعت نفسها بمأزق لا تعلم كيف ستنجو منه....
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مغادرة راجح الراوي و والده ظلت صدفة جالسة تتطلع امامها بصمت كما لو كانت في صدمة لا تصدق انها بعد اسبوع واحد سوف تكون زوجة راجح الراوي الذي اخبرها صىاحةً انه سوف يجعلها تدفع ثمن كذبها شعرت بغصة من البكاء ترتفع بداخلها من شدة اليأس الذي تمكن منها بهذه اللحظة عند ادراكها انه ليس هناك مهرب من ورطتها تلك...
خرجت من شرودها علي صوت متولي الغليظ الجالس بجانبها
=ده عايز يتجوزها بعد اسبوع هنجيب ازاي جهازها في الوقت ده و احنا محلتناش جنيه واحد...
اجابته اشجان بحده ولازالت نيران الغيظ و الغيرة تشتعل بصدرها لا تصدق حتي الان بان تلك المعتوهه ستتزوج من راجح الراوي فقد حاولت ان تخرب عليها الزيجه لكنه كان مُصر علي زواجه منها لازال عقلها يجد الصعوبة في تصديق بان كبير المنطقة يرغب بالزواج بها كيف يحدث ذلك ...
=جهاز ايه اللي بتتكلم عنه انت فاكرها مين ...تروحله بشنطة هدومها و هو يبقي يجيبلها كل حاجه هو اللي عنده قليل....هبقي انزل استلقط لها كام عبايه من محل الباله(محل مخصص لبيع الملابس المستعملة) اللي علي اول الشارع و خلاص
غمغم متولي بتردد
=ازاي بس يا اشجان تخرج من غير جهاز بعدين يوم العزال الناس كلها هتقف مستنيه تتفرج جبنا ايه لبيت الراوي..هياكلوا وشنا.....
قاطعته اشجان بحدة وغيظ
=ما ياكلوا ياخويا...يعني هنسرق ولا هنسرق علشان نجهز عيونها...
لتكمل بغل و عينيها المسلطة علي صدفة تنبثق منها شرارت الغيرة والغيظ
=بعدين هيستنوا ايه منها يعني دي حيالله بايعة فول و طعمية بعبايه مقرحة و شبشب مقطع
انا عارفه راجح الراوي اطس في نظره علشان يتجوز الجاموسة دي......
كانت صدفة تستمع الي حديثهم هذا بصمت الي انها لم تعد تحتمل عند كلماتها الاخيرة تلك
انتفضت واقفة هاتفة بغضب و قد ألمتها كثيراً كلماتها تلك
=بقولك ايه لمي لسانك..بدل ما اقسم بالله اخلي الشارع كله يتفرج عليكي انا اصلاً مش طايقة نفسي......
نفخت اشجان في صدر عبائتها التي جذبتها بطرف اصبعيها هاتفة بتهكم لاذع
=اسم الله ...اسم الله تصدقي يا بت خوفت منك و اترعبت....
تجاهلتها صدفة ملتفة الي متولي الجالس يتابع ما يحدث بينهم بصمت يتخلله القلق
= انا هخرج من البيت ده و راسي مرفوعة قدام الناس كلها زي ما امي كانت عايزة دايماً يوم فرحي...
لتكمل وهي تخرج من الغرفة بخطوات مسرعه
=تعالي ورايا يا عم متولي....
ثم اتجهت الي الغرفة التي تحتفظ بباشياء والدتها بها و التي أصرت علي متولي عندما اتي باشجان لكي تعيش معه بالشقة بعد وفاة والدتها ان تحتفظ بتلك الغرفة مغلقة حيث كانت تضع بها اشياء و الدتها و دائماً ما كانت تحتفظ بمفتاحها معها....
هتفت اشجان بحده بينما تتبعها
=هدخلينا اوضة كراكيب امك نعمل ايه هنحضر روحها.....
تجاهلتها صدفة واخرجت مفتاح الغرفة من صدرها ثم فتحت الباب و دلفت الي الداخل ليتبعها متولي اشعلت الاضاءة ثم التفت الي متولي مشيرة بيدها الي الصناديق التي تملئ الغرفة
=الحاجة دي كلها جهازي و.....
قاطعتها صوت صراخ اشجان الواقفة بمدخل الغرفة تتطلع باعين متسعة الي الصناديق التي تملئ الغرفة
=ايه ده كله يا بنت صباح.....
لتكمل وهي تتقدم لداخل الغرفة تفتح الصناديق و تتفحص ما بداخلها و نيران الغل تشتعل بداخلها اكثر و اكثر كلما رأت مدي جمال و روعة الاشياء فقد كانت الصناديق مليئة بصحون خزافية رائعة و أطقم عديدة من الكؤوس و الاكواب الزجاجية الرائعة و جميع انواع اطقم الحلل من تيفال لجرانيت و الكثير من مفارش الفراش زاهية اللون و الجمال..
هتفت بحدة و هي تضرب بيدها احدي الصناديق
=جبتي ده كله منين... يا بت
اجابتها صدفة بهدوء و هي تهز كتفيها ببرود
=امي الله يرحمها كانت بتجهزني و بتشلي حاجات من و انا لسه عندي 10 سنين......
هتف متولي مؤكداً علي كلماتها بينما عينيه تمر بفرح علي الصناديق
=ايوه صحيح صباح كانت بتجيب حاجات ليكي وبتعينها ازاي تاهت دي عن بالي....
فاطعته اشجان بحدة ضاربة اياه علي صدره
=تعرف تتنيل تسكت و تنقطنا بسكاتك.....
لتلتف نحو صدفة مغمغمة بسخرية لاذعة رافعة احدي حاجبيها بتشكك و اضح
=و امك بقي الله يرحمها و يفشفش الطوبة اللي تحت راسها كان ايام ما كان عندك 10 سنين كان فيه اطقم حلل سيراميك و جرانيت و الكاسات الكرستال....
انتي هتستعبطى يا روح امك الحاجات دي لسة طالعة مبقالهاش كام سنة...
جزت صدفة علي اسنانها بغيظ
=لا ما الجرانيت و الحلل دي انا اللي جيباها...
وضعت اشجان يديها حول خصرها مائلة بجسدها للأمام
=و جبتي بقي فلوسهم منين يا ننوس عين امك...و دخلتيهم الاوضة ازاي من غير ما نحس و لا نعرف
التف متولي خارجاً من الغرفة فقد كان يعلم العاصفة التي ستحدث تالياً لذا فضل الهرب قبل ان تجعله زوجته تتدخل بينهم و لن يسلم من لسانها المؤذي...
وقفت صدفة تنظر اليها بصمت عدة لحظات قبل ان تدرك ان هذه فرصتها لتخلق معها مشكلة حتي تترك المنزل و تذهب للمبيت بمنزل ام محمد لحين موعد الزفاف فلا يمكنها البقاء في ذات المنزل مع اشرف بعد ما حدث فبرغم تأكيد اشجان انه قد سافر صباح اليوم الي محافظة دمياط للعمل بها فقد كانت تعلم بانه قد فر هارباً خوفاً من ان تقوم بفضحه الا انها رغم ذلك لازالت خائفة من عودته...
=جبتهم بفلوسي....و دخلتهم زي ما دخلتهم انتي مالك
صاحت اشجان شاهقة بحدة
=فلوسك...اهااا يعني كنت بتغفلينا و بتلهفي نص اليومية اللي بتطلعلك علشان تجهزي نفسك...
اقتربت منها صدفة راسمة علي وجهها ابتسامة واسعة باردة محاوله استفزازها
=اها...اومال كنت اديكي اليومية كلها علشان تصرفيها علي كرشك و علي ابنك الحشاش...
اندفعت نحوها اشجان تقبض علي شعرها تجذبه بقوة و هي تصرخ بغضب
=بقي بتعيرني يا بنت الكلـ.ـب بتشتمى ابني ده سيدك و تاج راسك...
اخذت صدفة تصرخ باعلى صوت لديها بانفعال و كان الصوت مرتفع لا يستدعيه الأمر مما جعل اشجان تنتفض مبتعدة عنها تتطلع اليها بصدمة بينما دلف للغرفة متولة راكضاً و هو يهتف بذعر
=في ايه يا اشجان الله يخربيتك قتلتيها و لا ايه....
ثم قطع باقي جملته عندما رأي صدفة ملقية علي الارض و هي لازالت تصرخ باكية وهي تمسك ببطنها هتفت كاذبة
=مراتك قعدت تضربني في بطني و قالتلي هتوديني لبيت الراوي مكسحه علي رجلي.....
صرخت اشجان بدهشة و انفعال
=انا يا بت...؟!
اومأت صدفة برأسها وهي لازالت تصرخ متألمة مما جعل اشجان تندفع نحوها تحاول ضربها وهي تهتف بغضب
=اها يا بنت الكلـ.ـب يا كدابـ.ـة
لكن اسرع متولي بامساكها محاصراً اياها بين ذراعيه وهو يهتف بغضب
=اتهدي بقي يا اشجان راجح الراوي لو عرف هيطين عشتنا...
انتفضت صدفة واقفة مندفعة نحو الباب خارجة صارخة و هي لازالت تتصنع البكاء
=انا ماليش قاعد في البيت ده انا اخاف علي نفسي اقعد مع الست دي انا هروح اقعد عند ام محمد....
صرخ خلفها متولي بفزع
=خدي هنا يا بت يا صدفة اعقلي....
بينما نزعت اشجان خفها الذي ترتديه بقدميها ملقية اياها به وهي تصرخ بغيظ و غضب
=في ستين داهية تاخدك انتي و اللي جابوكي.....
حاول متولي التحدث و منعها من الذهاب لكنها اسرعت خارجة من باب المنزل راكضة باسرع سرعة لديها و علي وجهها ترتسم ابتسامة ممتلئة بالسعادة لنجاح خطتها...
ركض متولي خلف صدفة يحاول اللحاق بها لكن اوقفه صراخ اشجان باسمه
=متووولي ..ايه هتجري وراها تراضيها و هي اللي شتماني و مبهدلاني...
تراجع متولي للخلف مبتعداً عن باب المنزل قائلا بحدة
=مبهدلاكي ايه يا اشجان ده انتي عدمتى البت العافية ضرب و شتيمة...
ضربت الأرض بقدمها صائحة بغضب من بين اسنانها ونيران الحقد تشتعل بصدرها
=انت بتكدبني...و بتصدقها...
لتكمل وهي تدفعه في كتفه متجاوزة اياه في طريقها المنزل
=طيب وحياة ابني ما انا قعدالك فيها وابقي خاليها تنفعك هي و نسب عيلة الراوي اللي هتريل من ساعات ما عرفت....
انتفض بفزع ممسكاً بذراعها محاولاً جذبها للداخل فور ادراكه انها تنوي المغادرة بالفعل....
=اعقلي يا اشجان مش كده..
لكنها دفعته بكل قوتها في صدره ثم خرجت من المنزل وهي تهمهم بشتائم متوعده له ولصدفة...
بمنزل الراوي....
جلس راجح ينظر بصمت الي والدته التي كانت جالسة بجانبه تبكي بهسترية و انفعال فمنذ ان اخبرها بزواجه من صدفة وهي علي حالتها تلك تبكي احياناً و احياناً تصرخ محاولة ارجاعه عن فكرته تلك...
ضربت نعمات بيديها علي فخديها وهي تصرخ باكية بحسرة بينما تحدث نفسها في ذهول..
=بقي انا ابني زينة الرجاله...كبير السيدة اللي بنات المنطقة يتمنوا نظره منه يوم ما يتجوز ...يتجوز حتة بياعة طعمية و بتنجان مخلل ..صدفة... صدفة اللي الكلب يقرف يبصلها
لتكمل بشهقات بكاء ممزقة بينما تربت بلطف علي صدر راجح
=علشان خاطري علشان خاطر امك يا ضنايا...سيبك من الجوازة دي و انا...انا هجوزك ست البنات كلهم....
ربت راجح علي يدها بحنان و قلبه ممزق من رؤيته لها و هي بحالتها تلك
=مينفعش...مينفعش ياما صدقيني....
همست نعمات و هي تتطلع اليه بذهول
=يعني ايه مينفعش.....
لتلتف نحو زوجها الجالس علي المقعد الذي امامها بصمت و وجه مكفهر صائحة بهسترية
=ما تنطق يا عابد...انت هتسيبه ينفذ اللي في دماغه ده....
انتفض راجح واقفاً مزمجراً بقسوة غير معطياً لعابد الفرصة بالرد...
=الموضوع منتهي ياما مالوش لازمة الكلام الكتير فيه...و اعملوا حسابكوا العمال هتيجي بكرة تشطب الشقه بتاعتي اللي فوق وبعدها العفش هايجي و تتفرش....
انهي جملته منحنياً مقبلاً رأس والدته الباكية التي كانت تنظر اليه باعين مليئة بالتوسل و الرجاء..
لكنه تجاهلهتا و غادر الغرفة سريعاً بخطوات واسعة متجهاً نحو غرفته وشعور بالثقل يملئ صدره فأخر شئ يرغب به بهذه الحياه هي رؤية والدته تبكي بهذا الشكل فهي الشخص الوحيد الذي يحبه حقاً...
ظلت نعمات تراقبه وهو يغادر والدموع تنحدر علي خديها بغزارة لطمت خديها بيديها وهي تطلق صرخه منخفضة...
هتف عابد بغضب و قد سأم من مشاهدته لها تفعل تلك الاشياء... حيث تلطم وجهها بلطمات متتالية منتحبه بحسرة
=ما تهدي بقي يا نعمات و كفايه نواح صدعتيني ..
هتفت بحدة زاجرة اياه بغضب
=انا مش بنوح انت اللي بارد ومش همك انه هيضيع مستقبله...
لتكمل باكية وهي تحدث نفسها بحسرة
= بقي يرفض بسنت بنت خاله المتعلمة بنت الحسب و النسب اللي تقول للقمر قوم و انا اقعد مكانك و يروح يتجوزلي صدفة بياعة الطعمية ام عباية اتقرف اعملها قماشه للمطبخ...ده لا مال ولا جمال علشان اقول زغللة عينيه اكيد في إنه في الموضوع...
هتف عابد مقاطعاً اياها بارتباك وخوف من اكتشافها لدوره في هذه الزيجه فلولا ضغطه عليه و مقارنته اياه بوالده الحقيقي ما كان عاند معه و تزوج بتلك الفتاة
=إنة ايه و هباب ايه انتي هتعملي فيلم و هتصدقيه يا وليه كل الحكاية البت عجبته وقرر يتجوزها خلصنا مش حكاية.....
هتفت نعمات بغضب
=مش حكاية...!! ده مستقبل ابني...
قاطعها عابد بحدة و قد فقد السيطرة علي اعصابه
=ابنك.. ابنك لا مش ابنك يا نعمات وكفاية بقي قرفتني....
انتفضت نعمات واقفة علي قدميها بحده فور سماعها كلماته تلك منحنيه نحوه وعلي وجهها ترتسم شراسة موحشة
=قطع لسانك...ده ابني و حتة من قلبي و روحي كمان....
اتسعت عينين عابد بذهول من رؤيته لها علي حالتها تلك التي لأول مرة يراها بها
=بتشتميني يا نعمات هي حصلت......
ابتعدت عنه تستقيم في وقفتها متجاهلة كلماته تلك لتكمل بحدة وتصميم ولازال التعبير الشرس مرتسم علي وجهها
=اسمع و ركز في كلامى ده كويس راجح ابني ضنايا ...اها انا مخلفتوش من بطني بس انا وخداه في حضني وهو حتة لحمه حمرا ابن يوم واحد...اول فرحتى عوض ربنا لينا بعد ما كنت مش بتخلف فاكر ولا افكرك.....
لتكمل وهي تتطلع اليه بقسوة
=و اقولك حاجة كمان راجح عندي في كفه و انت و ولادي و أهلي كلهم في كفه تانيه يعني قسماً بالله يا عابد يا راوي لو نطقت بالكلام ده تاني ما اقعد علي ذمتك يوم واحد...
ثم تركته و غادرت الغرفة وهي تبكي بحرقة و ألم..
ظل عابد يتطلع بصدمة في اثر زوجته وهو يشعر بالصدمة فلأول مره تقف امامه هكذا و تتحدث معه بتلك الطريقة فهو يعلم مدي تعلقها و حبها لراجح لكن لم يتخيل انها يمكنها ان تقف بوجهه من اجله..
فماذا ستفعل اذا علمت ما قاله له وماذا ترتب علي كلماته تلك فهو لا يستبعد ان تقوم بقتله..
زفر بحنق قبل ان ينهض ويتبعها حتي يقوم بمراضتها و الا فان ايامه القادمة ستصبح جحيم...
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالي....
كان راجح جالساً بمكتبه يراجع بعض اوراق العمل عندما دلف عابد و جلس بالاريكة التي باقصى الغرفة مغمغماً بحدة
=عجبك الفضيحة اللي عملتهالنا...متولي ما صدق و نشر الخبر للناس كلها انك خطبت بنت مراته و كل اللي بيقابلني يسألني اذا كان الخبر حقيقي و لا لاء طبعاً محدش مصدق ولا مستوعب ازاي ابني انا...يتجوز بياعة الطعمية...
هز راجح كتفيه مغمغماً ببرود و عينيه لازالت مسلطة علي الاوراق التي امامه
=فضيحة ليه... هو الجواز الايام دي بقي فضيحة..
ضغط عابد علي مقبض عصاه بغضب و هو يجز علي اسنانه هاتفاً بصوت مرتفع
=واد يا مصلحي.....
دلف الي الغرفة علي الفور شاب في اواخر العشرينات
=ايوة يا حاج عابد....
اشار بعصاه نحو راجح قائلاً
=روح هات فطار لسيدك راجح...
غمفغم راجح بهدوء و هو لا يزال يفحص الورق
=مش عايز....
قاطعه عابد بسخرية لاذعة
=مش عايز ليه.. ده حتي من ايد خطيبتك اللي كلها يومين و هتبقي حرمك المصون...
همهم راجح بهدوء يعاكس الغضب المشتعل بداخله فقد كان يحاول استفزازه قبض بقوة علي الورق الذي بيده حتي ابيضت مفاصله محاولاً التحكم باعصابه
=صدفة مبقتش تنزل الشغل...
ضحك عابد بصوت مرتفع ساخر قائلاً و ابتسامة صفراء ترتسم على شفتيه
=كده... اومال مين دي اللي كانت قاعدة علي الفرشة تقلي في الطعمية و البتنجان و انا في طريقي لهنا....
ليكمل محدثاً مصلحي
=ميكونش خيالها ياض يا مصلحى...
ارتفع رأس راجح بحدة عن الاوراق فور سماعه ذلك هاتفاً بحده يسأل مصلحي
=الكلام ده حقيقي صدفة علي فرشتها..؟
هز مصلحي رأسه قائلاً بارتباك
=ايوه يا راجح باشا من صبحية ربنا و هي علي فرشتها...حتي انا لسه جايب منها ساندوتشين افكر بهم الصبح...
لم ينتظر راجح سامع باقي كلامه حيث انتفض واقفاً مغادراً المكان متجاهلاً ضحكات والده الساخرة التي ملئت الأرجاء...
كانت صدفة جالسة تقلى الطعمية بينما ام محمد جالسة بجانبها تتحدث معها محاولة اقناعها بان تغادر
=يا بنتي اسمعى الكلام.. و روحي هو مش راجح محرج عليكى تنزلي الشغل تاني....
هزت صدفة كتفيها قائلة بعدم اكتراث
=ما يقول زي ما يقول و انا اسمع كلامه ليه...
نكزتها ام محمد في كتفها هاتفة بحده
=انتى...انتي مش هترجعى الا لما يكسرلك رقبتك علشان تبطلي عندك ده اهو......
ابتلعت باقي جملتها هامسة باذن صدفة بهلع وهي تضربها بذراعها
=الحقى... الحقى راجح جاي علينا و غضب ربنا كله علي وشه
رفعت صدفة رأسها لتجده يتقدم نحوهم و النيران تلتمع بعينيه مما جعل رجفة من الخوف تزحف اسفل ظهرها...
هتف راجح بقسوة فور ان وصل الي بسطتها
=انتي بتنيلى ايه هنا...
اجابته ببرود كاذب بينما تتصنع انشغالها بتقليب الطعمية في المقلاة
=بقلى طعمية.... اعملك ساندوتش....
زمجر بشراسة مقاطعاً اياها
=انتى هتستعبطى يا روح امك انا مش منبه عليكي الفرشه دي متخطيهاش....فزي قومى روحى..
تجاهلته مستديرة نحو ام محمد التي كانت تراقب ما يحدث بارتباك موجهه حديثها اليها
=كفاية الطعمية دي لطلبية السانوتشات يا ام محمد و لا اعمل دور كمان.....
نكزتها ام محمد في ذراعها و هي تتطلع اليها بتحذير....
بينما هتف راجح بحدة لاذعة و قد اشعل تجاهلها له ذلك الغضب بصدره
=قومى فزى بدل ما قسماً بالله احط وشك في حلة الزيت اللي قدامك دي....
نظرت اليه بهدوء راسمة اللامبالاة هلي وجهها دون ان تتحرك من مكانها محاولة اظهار القوة علي الرغم من قلبها الذي كانت دقاته تعصف بداخلها من شدة الخوف ربتت ام محمد علي ظهرها هامسة لها برجاء
=علشان خاطري قومي....
لكنها ظلت جالسة مكانها دون ان تتحرك لكن عندما رأته يتحرك نحوها بوجه متصلب بالغضب والوعيد يلتمع بعينيه انتفضت من مكانها ناهضة منفذة امره لتتجه نحوه هاتفة باستياء
=اديني اتنيلت قومت اهو عايز ايه بقي....
زمجر بقسوة من بين اسنانه المطبقة
=قدامى علي البيت....
التفت تنظر باضطراب حولها وقد لاحظت جميع من بالشارع اعينهم مسلطة عليهم يتابعون ما يحدث بينهم بفضول فبالطبع بعد انتشار خبر خطبتهم التي سبب صدمة للجميع..
الفضول حول علاقتهم يقتلهم لذا يراقبون كل حركة لهم باعين متلهفة متصيدة لذا قررت تنفيذ امره حتي لا تسبب بفضيحة اخري...
=هتزفت اروح حاضر...
قبض علي ذراعها دافعاً اياها امامه بحده
= اتنيلى قدامي....
غمغمت بحده بينما تتقدمه بخطوات غاضبة
=هروح لوحدى...ريح نفسك انت و ارجع وكالتك...
دفعها امامه مغمغماً بتهكم لاذع
=لا ازاي لازم اوصل خطيبتى لحد باب ييتها.. عايزة الناس تاكل وشي....
لوت صدفة فمها هامسة محدثة نفسها
=لا و انت شهم اوي اسم الله عليك....
ضربها بظهرها بيده من الخلف هاتفاً بحده
=بتبرطمي بتقولي ايه...
زفرت بحنق هاتقة بتأفف و هي تضؤب الارض بقدميها
=مبتنيلش....
ليظلوا بعدها صامتين طوال الطريق الي المنزل بينما هي كانت تمشي امامه بينما هو خلفها لتقف بمنتصف الطريق مستديرة اليه قائلة بغيظ
=علي فكرة بقي من الاحترام انك تمشي قدام و انا وراك او جانبك علشان مينفعش امشي قدامك و تعقد تبحلق في جسمي..
قاطعها بسخرية بينما يقبض علي مرفقها مديراً اياها لتكمل الطريق امامه
=ابحلق في ايه اتنيلي بالخيمة السودا اللي انتي لابسها دي....ده مش باينلك وش من قفا...
هتفت بحنق و هي تشعر بالاهانة من كلماته تلك و هي تدفع يده بعيداً عنها
=خلاص المرة الجاية هبقي البسلك المحزق و الملزق و انا بتعامل مع رجاله طول اليوم علشان....
وقبل ان تنهى جملتها قبض علي ذراعها موقفاً اياها يديرها نحوه بحده مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقشوة
=اظبطي نفسك...و اعرفي انتي بتقولى ايه
ليكمل و قبضته تتشدد علي ذراعها بقسوة
=و من هنا ليوم الفرح لو لمحتك في الشارع هولع فيكى حية فاهمة...
نزعت يدها من قبضته هاتفة باضطراب و خوف
=فاهمة... فاهمة...
لتكمل بينما تشير الي الشارع الذي يقع به مسكن ام محمد
=انا هبات النهاردة عند ام محمد....
قطب حاحبيه مستفسراً بحده
=اشمعنا....؟!
اشارت نحو منزل متولي الذي كان يقع علي بعد شارعين عن منزل ام محمد
=اتخنقت مع المنيلة اشجان و هعقد عند ام محمد لحد يوم الفرح...
قاوم راجح بصعوبة الفضول من ان يعرف سبب شاجرها مع زوجة متولي قائلاً بهدوء
=حد في بيت ام محمد دلوقتي ولا هتعقدي لوحدك لحد ام محمد ما ترجع..؟!
اجابته بينما تستدير وتدلف الي الشارع
=مريم و محمد ولادها فوق..
اومأ بينما يتبعها حتي وصلوا الي اسفل المنزل وقبل ان تدلف للداخل هتف خلف بتحذير يتخلله التهديد
=خاليكي فاكرة لو لمحتك في الشارع هعمل فيكي ايه..
هتفت بسخرية دون ان تستدير اليه
=حاضر....يا راجح باشا هفتكر ...
ثم صعدت الدرج دون ان تلتفت اليه..
بعد مرور 5 ايام ...
في الصباح الباكر لليوم المحدد لنقل جهاز صدفة الي منزل راجح..
اخذت تتلفت حولها اشجان التي امضت الايام الماضية عند شقيقتها رافضة محاولات متولي المستمرة لمراضتها والعودة معه الي منزلهم...
دلفت الي شقتها بعد تأكدها من ذهاب متولي لعمله اتجهت علي الفور نحو الغرفة التي تحتفظ بها صدفة بجهاز زواجها كان الباب مفتوحاً كما تركته صدفة قبل ذهابها بعد مشاجرتهم سوياً
اخذت عينيها تمر بغل وحقد علي كم الصناديق التي كانت تملئ الغرفة غمغمت من بين اسنانها المطبقة بشراسة
=بقي كل ده بنت صباح كانت مخبياه هنا طوال السنين اللي فاتت دي وانا محلتيش طقم اطباق واحد عليه القيمة......
لتكمل بحقد وهي تتجه نحو احدي الصناديق المعبأة بالأكواب الزجاجية تحمله و تلقيه بقوة علي الأرض و الغل و الغضب يسيطران عليها ليسقط علي الارض بقوة ويتحطم ما بداخله من اكواب و اشياء زجاجية لتمتلئ الغرفة علي الفور بشظايا الزجاج و هي تصرخ بغيظ و حقد
=و ديني ما هخليلك حتي كوباية و احدة تتهنى بها...
ثم اخذت تلقي بصندوق تلو الأخر علي الارض و عينيها تلتمع بالفرح و الشماتة حتي لم يتبقي صندوق واحداً قد سلم من شرها و حقدها...
و بعد ان تأكدت بانه لم يعد اي من الأطقم الزجاجية سليم و بانها قد هشمت جميعها...
اسرعت باخراج مقص من حقيبتها كانت قد اتت به من منزل شقيقتها و اتجهت نحو المفارش اخذت تخرج الملاءت الخاصة بالفراش وتمزقها بغل بالمقص الذي بيدها حتي اصبحوا خرقات بالية ممزقين القت بهم علي الارض فوق الزجاج...
هتفت بحدة من بين اسنانها و هي تبحث بعينيها بين حطام الاشياء
=البت دي حاطه هدومها فين مش لاقيها...مخبياها فين
اخذت تبحث عنها لكنها لم تعثر عليها لتظن بانها لم تقم بشراء ملابس بعد لتستمز بتمزيق و تدمير باقي الاشياء...
و بعد انتهائها وقفت بمنتصف الغرفة تلهث بعنف محاولة التقاط انفاسها المتلاحقة ممسكة بين يديها بالمقص بينما عينيها تمر برضا و فرح علي ارضية الغرفة الممتلئة بجهاز عرس صدفة المدمر بأكمله..
=كده كله بقي تمام...
لتكمل بتشفى و ابتسامة واسعة تملئ شفتيها
=يا فضحتك اللي هتبقي بجلاجل وسط الناس لما راجح الراوي يجي بالعربيات و متلقيش طبق واحد تخرجى به من بيت امك...
ثم اختطف حقيبتها من علي الارض مغادرة الغرفة مواربه الباب كما كان من ثم غادرت المنزل سريعاً قبل قدوم احد و يراها هنا فهي ستظل بمنزل شقيقتها حتي يأتي متولي لأخذها بنفسه من هناك حتي تبعد الشبهات عنها...
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية مقيد باكاذيبها" اضغط على أسم الرواية