رواية لمسة جمال الفصل الرابع بقلم دينا أسامة
رواية لمسة جمال الفصل الرابع
اخبريِني كَيف ليَ أن ابقى بوعيي، حِينما انظرُ الي عَينيكِ!
ظل جالساً بكرسي مقابلها هو وأبيه، يدعو الله ان تفيق فقط الآن، بدي القلق والخوف ع ملامحه كلما نظر لها ووجدها ما زالت غائبه عن الوعي! استشعر أبيه توتره وقوته التي تخور تدريجياً بسبب تلك الفتاه! ربت ع كتفه يقول بنبره واثقه...
- إن شاء الله هتفوق وهتبقى كويسه وهتسامحك، ثم عاد ببصره إلى أمينه التي ما زالت تجلس جوارها وبداخلها حزن كبير تخفيه عنهم، هتف بها يحثها ع أن تجلس بأحد الكراسي كي تستريح لكنها رفضت وبقوه إلى أن تأوهت ولاء بصوت منخفض قبل أن تفيق مباشرهً قائله...
- حح.. حرام عليك والله، اا.. انن. انت ظالمني** فاقت حينها ذات وجه أحمر قاتم وجسد صلب ثقيل تنظر حولها بوهن تتمني داخلها بأن تكون كل هذه الدراما حلم وستفيق منه لكن بهذا الوقت لم يهمل محمود احد للحديث سواه، انتفض من مكانه قبل أن يحدث معها شئ آخر ليقول بنبره تشع بالاسف والحزن...
- آنسه ولاء انا آسف جدا، انا غلطت بحقك، وعارف قد إيه جرحتك بكلامي، بس صدقيني ده سوء تفاهم بس مش اكتر، انا فهمت غلط وقتها وكمان مسمحتلكش تبرريلي، ممكن اكون قسيت عليك بتعاملي وكلامي وإني حرجتك قدام زمايلك بس انا معنديش مشكله خالص من بكره اتأسفلك كمان قدامهم، بس تسامحيني أهم حاجه علشان محسش بالذنب ناحيتك.
كانت ولاء تتابع حديثه مُصغيه لكل كلمه اردفها بعنايه، لم تعلم كيف رق قلبها فجأه دون سبب بعد انتهاء كلماته، تغافلت عن ما فعله هذه اللحظه، تجول بأوجه الجميع بلسان متلعثم غير قادره ع الحديث.
- عامله إيه يا حبيبتي، طمنيني عليكي.
قالتها أمينه بلهفه تُربت ع يديها بعدما اتي أخيها يجلس جوارها هو الآخر.
تقدم سالم بحرج قليلاً يقول...
- معلهش ي بنتي حقك علينا وحمدلله ع سلامتك، ي رب تكوني كويسه، وانا برضو بعتذر مع محمود ع التصرف ده برغم ان محمود اول مره تفلت منه حاجه زي دي بس ف الاخر كل انسان خطاء والشاطر اللي يعرف غلطه ويصلحه.
هزت رأسها مُسرعه تقول...
- لأ ي عمو تعتذر إيه بس، انا خلاص بقيت كويسه وكويس أن دكتور محمود عرف غلطه، هو بس كان سوري يعني ف اللفظ ي دكتور، همجي ** شويتين معايا بدون سبب، وفعلاً انا تعبت جدا بسبب كلام حضرتك، أثر فيا اوي بس يلا الحمد لله ع كل حال وانا مسامحه حضرتك، حصل خير.
لم يصدق أذنه بعد ما قالته بكل سهوله!، رأي ابتسامتها مع ابيه وأمها وما يبدو أنها قد نست الموضوع ع الفور، فما لهذه الفتاه ي إلهي! لم أرى بحياتي أرق واجمل منها! كانت تعبيراته خائنه هذه المره عندما سرح بخياله لبعيدً، صاح ينفض هذه الجمله التي انتشلته من عالمه، ثم اخذ يتابعهم جميعاً دون تصديق إلى الآن.
أمينه : طول عمرك عاقله ي ولاء ي حبيبتي، ربنا يحفظك ويباركلي فيك.
سالم بتأييد : فعلاً ي أمينه، ما شاء الله عليها، بقت بنوته زي القمر وكمان عاقله وحكيمه زي أبوها الله يرحمه، فعلا اللي خلف مامتش.
ولاء : شكرا ي عمو والله، ده من زوق حضرتك بجد، حضرتك حد سكر اوي وحبيتك اوي، حسيت حد من ريحه بابا بقى ف وسطينا، ربنا يحفظ حضرتك.
اقترب سالم يقبل رأسها بحنان ورفق يقول...
- اعتبريني زي بابا ي ولاء، انا أبوكي التاني، كمال الله يرحمه كان أخويا وعيلتي وكل حاجه بالنسبالي.
امآت له ولاء بسعاده كبيره لم تكن تتوقعها ف هذا اليوم التي قالت عنه أنه لعين! فما حدث بالصباح جعلها تيأس وتفكر بأن القادم سيكون هكذا لكن خالف توقعها بإراحه قلبها وصفاء ذهنها بل ومقابلته صدفه كي يريح الله قلبها بإعتذاره، اردف محمود بشغف والسعاده تسيطر عليه هو الاخر...
- ها يلا مش هنتعشي مع بعض ولا إيه؟!!
قفز كريم اليه يقول...
- انا جعان اوووي يلااا.
ابتسموا الجميع لسذاجته ليردف سالم...
- يلا ي أمينه، يلا ي ولاء علشان الدكتور لسه ماشي وموصي إنك لازم تتغذي، شكلك من نوعيه البنات اللي بتعمل دايت وبتمشي ورا الكلام ده!
- لأ لأ والله ي عمو، ده انا أعجب حضرتك جدا ف الاكل دايت ايه وبتاع إيه.
قالتها بنبره مُسرعه نافيه ما يقوله جعلتهم يضحكون جميعاً لعفويتها الزائده، نهضت معهم يتجهون لسفره المائده تجلس مقابل محمود الذي كان طيله الوقت منشغلاً معها هي وحدها فقط دون شعور منه جعلها تتوتر، تنظر إلى الجانب الاخر بخجل من نظراته الغامضه أمام الجميع! لاحظ هو ف هذا الوقت مدى بشاعه تصرفاته ونظراته لينهي طعامه ع عُجاله قبل أن ينكشف أمامهم، نهض يستأذن منهم يتجه لغرفته بقلب يعلو ويهبط، جسد كالنيران التي تزداد بالاشتعال فبرؤيتها يُخمد إشعال نيرانه لكن هذه المره وجد ان من اللازم ان يفر من أمامها قبل أن يصدر منه شئ يفضحه ويفضح إعجابه من اول وهله!! نعم فلما هذا التصرف الغريب منذ أول رؤيه! عاقبها دون تبرير او فِهم أي شئ، وجد وقتها لِزاماً عليه أن يوبخها حتى لو بأبشع الألفاظ كي يُخمد نيرانه الثائره منذ أن رآها إلى الآن، اقتنع بما يجول بتفكيره، غمس وجهه بين يديه لا يريد أن تكون هذه الحقيقه! حقيقه تلك المشاعر الغريبه التي تجتاح قلبه ولأول مره، هل من الممكن أن تكون*** ليخرج من تفكيره يُسرِع الي المرحاض كي يغسل وجهه.
بينما أسفل كانت ولاء تراقب عدم وجوده ورحيله بوجه غامض دون تكمله طعامه! التقطت أنفاسها بحيره شديده لتصرفه لكن شرعت بالحديث تقول بنبره فضوليه ع غير عادتها...
- هو حضرتك ي عمو مش عندك غير دكتور محمود؟
اجابها بالايجاب، بأنه لم يملك سوي محمود، فهو إبنه الأكبر وأخيه وكل شئ بحياته بعد وفاه زوجته.
- ربنا يرحمها ويغفر لها ي رب، ويخليكم لبعض** توقفت عن تكمله ما تود قوله حينما وجدته يطل عليهم من جديد لكن بملابس بيتيه، بدأت بفرك كلتا يديها بتوتر عندما جلس مجدداً، وجدت أن من الحل أن تنصرف هي وأمها الآن كي لا يشعروا بشئ، عزمت ع الحديث إلى أن قاطعها قائلاً...
- بكره ان شاء الله هتحضري المحاضره معايا انتي وصاحبتك، وأنسوا الكلام اللي قولته ده خالص والمحاضره اللي فاتتكم هبعتهالكم pdf، ممكن رقمك؟
- نعم!! قالتها بنبره مهزوزه ولسان متلعثم لطلبه المفاجئ أمام الجميع لكنها شعرت بأعين الجميع تترصدها بعد هجومها ورد فعلها ف اخذت تقول بإبتسامه طفيفه...
- آه طبعاً.
إبتسم هو إبتسامه جانبيه بعد ما فعلته بلمح البصر كالطفله، فهو يريد هاتفها كي يبقي ع تواصل معها طيله الوقت، هذا ما يريده هذا الخبيث الغامض ليعيطها هاتفه تسجل رقمها، أخذته من يديه والتوتر حليفها خاصهً بعد لمسه يديه التي انتشلتها من الحياه وهي تراه ما زال ع هذه الوضعيه مصمراً مكانه، سجلت هاتفها مُسرعه، تنهض مشيره لأمها بالرحيل تقول...
- إحنا اتأخرنا اوي ي عمو، نستأذن حضرتك علشان عندي جامعه بكره وكريم برضو اللي نام تقريباً من النعس عنده مدرسه.
- لسه بدري ي ولاء، ملحقتش اشبع منكم!
أمينه : مره تانيه ان شاء الله ي سالم، واكيد هتبقوا تزورونا قريب، مش كده ولا ايه ي دكتور محمود قالتها وهي تنظر له بإبتسامه خبيثه لم يعرف احد معناها غيرها هي، بينما هو رد بنفس تلك الابتسامه ولكن مُصوبه لولاء التي كانت تتابعهم مُتعجبه...
- اكيد طبعاً ي طنط، ف أقرب وقت ممكن هنكون عندكم.
- أن شاء الله منتظرينكم، يلا تصبحوا ع خير.
- يلا ي محمود روح وصلهم وبالمره تعرف مكان بيتهم علشان لما ناجي نروح.
ف أبيه أعطاه فرصه عظيمه مره اخرى بالتواجد معها ولو لفتره قليله، امآ له وقلبه يرقص فَرِحاً بأنه سيقضي وقتاً اضافياً معهم، هذا ما كانت تتفاديه ولاء، رفضت الموضوع بشكل كلي غير راغبه بتواجده فهذا يوترها ويجعلها تردف بكلام لم يُسبق الارداف به، وما منعها أمها التي وافقت سريعاً راغبه بِ قربه وتواجده مع ابنتها التي تمنت لهم بالزواج، فهذا شاب مثالي لم ينقصه شئ، اخذت تفكر بكافه الطرق كي تقربهم أكثر وأكثر بالفتره المُقبله داعيه الله أن يُسهل لهم قريباً.
أما ع الجهه الأخرى بمنزل لُطفي الكاشف، كانت سلمي تتجه للأسفل، تجلس أمام الشاشه لتردف بأحد الخدم قائله...
- داده فتحيه...، داده فتحيه!!! نهضت مُتعجبه بعدم تواجدها إلى أن تأكدت بخلو المنزل من كافه العاملين! تنهدت بتوتر تدلف للداخل مجدداً قائله بضيق...
- يعني بابا وحاتم سايبني كده لوحدي وهما براا!! زفرت بقوه تدلف المطبخ كي تحضر بعض الفواكه، احضرتها والتقطت هاتفها تود الحديث مع شذى ف علمت أنها كانت قاسيه معها قليلاً وهذه أيضاً صديقتها فلابد أن تعرف هذا الموضوع بشكل مُباشر، قررت الاتصال بها لتجيب شذى بضحه خبيثه...
- يعني اتصلتي!!
- بصي انا بصراحه مستحملتش إنك تفهميني غلط وتقولي اني بفضل ولاء عنك، لكن والله مكنش قصدي حاجه بالموضوع ده، هو بس انا حباه مينكشفش خالص لأنه حب من طرف واحد وانا مقبلش بكده.
قهقهت شذى ع الناحيه الأخرى ترد...
- والله ي سلمي كنت عارفه إنك هتتصلي وتقولي الكلام ده وعلفكرا بقى عاوزه اقولك سوري علشان مقفلتش الخط وسمعت كل كلامك انتي واخوكي تقريباً.
سلمي : إعتذار مش مقبول ي بومه علشان حاتم لو شافني دلوقتي هيقتلني لأنه كان ع طبيعته خالص وده سعت بيكون ع طبيعته بيبقى عاوز بوليس الآداب ياجي ياخده، ما أن انهت حتى صرخت شذى بالضحك من ما قالته هذه المجنونه.
- بس ارجوكي والنبي كفايه، واصلا اخوكي ده شكله حدوته اوي، طريقه كلامه قمر اووي بجد.
سلمي بخبث...
- بتتت احترمي نفسك ده اخوياااا!!
شذى بعفويه...
- علفكرا مش اللي ف دماغك خالص! انتي عارفه انى بحب الشخصيات دي اوي وفعلاً اخوكي بعد ما قفل ف وشي، قعدت اضحك خالص، تعرفي حتى اني تخيلت شكله بدون ما اقابله.
- نعم ي اختي!!
قالتها سلمي بإستهزاء وتعجب إلى أن ردت شذى...
- آه والله زي ما بقولك! بس المهم قوليلي بقى حبيتي سي لؤي إزاي.
سلمي : يعني إيه حبيته ازاااي؟!! هو ده سؤال! حبيته زي ما الناس بتحب ي بنتي، بقولك إيه انتي شكلك نعسانه اصلا ف روحي نامي علشان كفايا عليا اخويا النهارده مش نقصاكي خالص وخصوصاً اني لوحدي ف بيت عريض زي ده، مش هعرف أنام خالص غير بوجودهم.
شذى : لوحدك إزاي يعني؟! أومال ابوكي واخوكي فين؟! والخدم اللي عندكم.
سلمي بحزن وخوف...
- بابا اخد حاتم عند صاحبه يعرفه ع بنته قال عاوزه يتجوز! ودلوقتي بدور ع داده فتحيه مش لقياها وخصوصاً اني متعوده اشوفها ف المطبخ دايما لكن الباقي واخدين إجازه حظي الحلو بقى اعمل ايه!!
- طيب ي بنتي متقلقيش، نفضل نتكلم لحد ما ياجوا عادي، انا ورايا إيه يعني بس بشرط إنك تحكيلي ع كل حاجه بالتفصيل الممل وركزي ف الممل ده هاااا!
استسلمت لها سلمي تبدأ بسرد لها كل شئ علاما يصل ابيها وينقذها من هذه الوحده وحاله الخوف التي تشعر بها ف هذا المنزل العريض.
وهي تسرد لها سمعت أصوات غريبه تأتي من الخارج، خفق قلبها بشده تهمس...
- بسم الله الرحمن الرحيم.
شذى بقلق...
- ف إيه ي سلمي خيررر ؟!
نهضت وهي تحادثها...
- اا.. انا سمعت صوت خبط جاي من براا!
شذى بتعجب...
- خبط ايه ده؟! المهم خليكي مكانك عادي ومتقلقيش دي اكيد شويه قطط ولا حاجه.
تراجعت سلمي تعمل بنصيحه شذى، تجلس وهي تكمل ما بدأته إلى أن صرخت عندما وجدت شخصاً ملثماً يتسلل بحرفنيه للمنزل ع غير درايه بوجودها وما فعلته كان أكبر خطأ، نظر لها يقترب منها، أما هي ظلت تصرخ اكثر واكثر صائحه...
- انتتت مييين!! اااننتت مين.
كانت شذي تتابع ما تسمعه بصدمه وقلبها يعلو ويهبط من شده الخوف لتقفز من مكانها تصيح بسلمي كي ترد بأي شئ لكن ما زالت سلمي بشده صدمتها وهي ترى هذا الكائن يقترب منها اكثر واكثر ليخرج مره واحده خنجر يُقربه من وجهها وهذا ما جعلها تصرخ بفزع شاهقه....
- الحقيني ي شذذذذي. الحققق*** التقط هاتفها يلقيه يحذرها قائلاً بنبره خافته تشبه الهمس...
- شش، مش عاوز أسمع صوت، انا ما صدقت ووصلت لهنا لازم اجيب كل الأوراق اللي تخصني علشان اخرج، هتساعديني بده هخليكي عايشه، غير كده انتي الجانيه ع روحك.
كان جسدها يرتجف ولا تدري هل هذا كابوس أم عِلم! تشنج جسدها وهي ترتد للوراء بهلع لُيجذبها إليه يردف بنفور...
- اخلصييي يلا قولي قررتي ايييه!!
- ف إيه؟! قالتها بنبره مهزوزه وضعيفه جعلته يجيب بالسخريه...
- موتك ولا تساعديني ف اللي جايه علشانه؟ الموضوع سهل وبسيط خالص.
ف هذا الوقت كانت شذى ترتدي وهي تصرخ بالبكاء بعدما علمت أن هناك شخص بمنزل سلمي يهددها بشئ او ربما سارق، نزلت للأسفل ترقد، قابلتها أمها تسألها إين ستذهب ف مثل هذا الوقت لكنها كانت ترتجف وهي ترقد اكثر الي ان وصلت لسيارتها تقودها بجنون قاصده منزلها، اخذت هاتفها تدق ب لؤي الذي كان نائماً وقد افاقته ع بكائها عندما كانت تقول....
- الحقنيي ي لؤي والنبي، سلمي صاحبتي ف خطر وانا ريحالها البيت والنبي تعالالي عندها علشان هي لوحدها مش معاها حد.
قفز من مكانه بصدمه ووجهه يشتعل ناراً من هول الصدمه يقول بنبره فازعه...
- اهدي اهدي ي شذى وفهميني بتقولي ايه، مالها سلمي وانتي رايحه فين؟
- لؤي والنبي مش هتفهم حاجه دلوقتي، تعالالي ع بيت لُطفي الكاشف بس دلوقتي والنبييبي... اغلقت بوجهه تسرع بقيادتها بعدما أخبرته وزادته توتر وخوف، لم يشعر بقدميه التي جرته الي الدولاب يخرج ملابسه بعشوائيه ويرتدي بقلب يخشى ان يصيبها شئ!
كانت سلمي بالمقدمة وخلفها هذا المُلثم الذي كان يهددها بسلاحه ويجبرها ع دلوف مكتب أبيها كي تجلب له بعض الاورقه وهذا ما خشت فعلته، علمت ان هذه الأوراق لو اُخذت بواسطه هذا الكائن سيتضرر أبيها وهذا لم تريده، اخذت تفكر بأي حيله تفعلها كي تهرب من أمامه تتصل بأحد كي ينقذها لكنها لم تجدر بفعله، وجدته يحيطها بخبث هو الآخر يعلم ما تفكر به ولم يسمح لها بالفرار، تقدمت أكثر عندما وجدت مطفأه سجائر من النوع الحديدي بمكتب ابيها، التقطتها بسرعه الصاروخ تُخمد قوته بها، صرخ المُلثم بغل بينما هي رقدت الي الخارج تلتقط هاتفها محاوله إصلاحه، تدلف لأحد الغرف بالأسفل تغلق ورائها جيداً بقلب كاد ان يخرج من مكانه لشده فزعها وخوفها، قامت بتصليح هاتفها وهي تدق بأخيها الذي كان يعطي مغلق كل مره وهذا ما جعلها تنهار بالبكاء لا تتمنى أن تكون هذه نهايتها، اتصلت مره اخرى لكن بشذي التي كانت تقود كالمجنونه، لم تنظر حتى بالهاتف وهي تتوقع أن يكون لؤي، اخذت تنظر أمامها دون الالتفات، سقطت سلمي راكعه ع ركبتيها بحرقه تنظر للأعلى تدعو الله بأن ينجدها من ما هي فيه، فهي تخشي ان تموت بهذه الطريقه، لم تعرف ماذا تفعل ب هذه المحنه، خفق قلبها عندما سمعت صوته بالخارج يُدعيها بأن تخرج وإلا سيقتلها دون تفاهم هذه المره، كتمت شهقاتها وهي تنهض تتجه أمام الباب تجلس ورائه، تلف يديها ع ركبتيها بإرتجاف تردد ذكر الله فقط، هذا الحل الوحيد.
أما هو بالخارج كان يصرخ بنفور ويكسر كل ما في المنزل من كاميرات مراقبه إلى كل ما ف المنزل من زجاج وبعد قليل كانت شذى تتسلل للمنزل عندما وجدته ع مصراعيه تدلف هي الأخرى بخوف لكنها تراجعت بصراخ وهي تجد من يتقدم إليها يلتقطها وكأنه وجد شئ كي يُخرجها رغماً عنها، تقدم بها بتلك الصاله الواسعه يقول...
- لو مطلعتيش دلوقتي صاحبتك ولا معرفش مين دي هقتلهالك علشان تعرفي تعملي فيا كده تاني ي بنت الراجل اللي عاوز الحرق.
توقف قلبها عن النبض بعد ما قاله، فهل ما يقوله صحيح، هل هناك أحد بالخارج معه بالفعل؟ أم أنه يقول هذا الشئ كي أخرج، أصر ع أن تتحدث شذى بأي كلمه كي تتأكد سلمي من صحه ما يقوله وبالفعل تحدثت شذى لكن بقول...
- اوعي تخرجي ي سلمي ومتخافيش عليا، هو اصلا جبان وكلب ومش هيقدر يعمل حاجه، وعمو لطفي هيعلمه الأدب ع كل اللي عمله.
وبمجرد ما انهت الي أن وجدت من ينهال عليها بالصفعات جعلها يختل توازنها تسقط ع إحدى ركبتيها تشهق وهذا ما جعل سلمي تقفز تفتح باب الغرفه ترقد إليهم صائحه...
- شذى انتي كويسه.
ابتسم ساخراً بتحقيق مراده، ليردف وهو يخرج سلاحه الناري....
- طيب كده هتحلي خالص وبدل الجثه هتبقى اتنين، ف اتشاهدوا ع روحكم كده بالصلاه ع النبي.
- صدقني والله لتروح ف داهيه وبابا مش هيكست وهيخليك تكره اليوم والساعه اللي اتولدت فيهم.
- لأ متخافيش عليا، انا كده كده ميت ف مش فارقه معايا بس مش قبل ما اخد روحكم وروح ابوكي اللي ماشي ف كل حته يفتري ع الناس.
سلمي بتعجب...
- يفتري؟؟؟ بابا عمره ما افتري ع حد، انت كداااب وزباله واللي جاي علشانه مش هتاخده انت فااهم.
استطاعت شذى ان تنهض من جديد تقول....
- فكره بس إنك تتجرأ تتهجم ع بيت لُطفي الكاشف دي بحد ذاتها كارثه ومش هتعدي ع خير وهما زمانهم جايين وهتحلي زي ما بتقول فعلاً لم تعلم بأن كلامها هذا سيوقعها بكثير من المشاكل، كانت تتوقع أن بكلامها هذا ستجس نبضه وتخوفه لكنه ازداد لهيباً يقترب منها ع وشك صفعها لكن منعته سلمي بالقوه ليشيحها بعيداً عنه تصطدم بأحد الكراسي الثقيله، تأوهت بصوت منخفض وهي تعيد بصرها إليه بنظره مُشتعله، تود ان تنهض تشرب من دمائه هذا الحقير ليوجه سلاحه تجاههم دون رحمه يقول....
- يلا اتشاهدوا ع روحكم.
وصل بهذا الوقت لؤي ومعه لُطفي وحاتم الذين قابلونه أمام المنزل، دلفوا بصدمه، يتجه لؤي وحاتم بالخلف يمسكوه يلتقط لؤي تلك المسدس ويلكمه حاتم.
قفزت سلمي ترقد بإحضان ابيها تبكي بصوت مرتفع يدل ع وجعها وخوفها، اخذ يربت ع جسدها يهدأها لكنها لم تسكت ظلت ع هذه الحاله ترتجف وتبكي.
ما زال حاتم يلكمه بغل وغضب الي ان وقع بصره ع تلك الفتاه التي كانت تنزف من فمها، لم يكن هذا الذي صدمه حين رآها، بل رؤيته لنفس تلك الفتاه التي رآها بجامعه سلمي وتشاجر معها! ظل محدقاً بها وهي الأخرى التي اخذت تبربش بعينيها لعلها تكون خاطئه لكنها علمت أنه هو!! وما صدمها أنه تلك حاتم التي سمعت حديثه مع سلمى منذ قليل!! ما كل هذه الأشياء؟!
اقترب لؤي يطمئن عليها وبصره لم يقع إلا ع سلمي، أراد أن يرى وجهها، أراد الاطمئنان عليها لكن بطريقته هو، ظل مساهياً بها ليفيق ع صوت لُطفي الجامد...
- الحيوان ده يتحبس بالمزرعه عمل ما اجيله واعلمه الأدب بنفسي، كان وعيك فين وانت بتتهجم ع بيت لطفي الكاشف وبنته؟!! انا بقى هوريك مين فعلاً لُطفي الكاشف.
كانت سلمي تردد كلمات مُبعثره غير مفهومه وهي أشبه بحاله اللاوعي....
- مم.. مفتري،، بب.. بيقول عع عليك اا. إنك مفتري ي بابا، بالفعل فقدت الوعي بين يديه ليصيح بها بفزع يخبر أخيها بأن يحملها ع الفور، جذب لؤي تلك المُلثم ليتجه حاتم إليها يقول بقلق...
- سلمي فوقيي، فوقيي ي حبيبتي، متخافيش إحنا كلنا معاكي.
حملها يوضعها ع احد الكراسي، رقدت شذى تجلس جوارها ببكاء تقول...
- سلمي ي حبيبتي قومي، إحنا جنبك.
نظر لها حاتم مُطولاً يتفحصها بل ويتذكر لقائهم وتلك الصدفه العجيبه! ان هذه الفتاه تكون صديقتها!! وبالوقت هذا كان يدق لُطفي ع احد ثم بعد قليل وصل بعض الرجال يأخذون هذا المُلثم بأمر من لطفي يذهبون به إلى مزرعته الخاصه.
اقترب لطفي موجه حديثه إلى شذى يقول....
- حصل إيه ي شذى، ده دخل ازاي وازاي يعمل كده.؟
- والله ي عمو بالوقت ده كانت بتكلمني وقالت إنها قاعده لوحدها مفيش حد غيرها وفجأه سمعت صوت، مهتمتش لحد ما لقيتها صرخت والتليفون اتقفل، مقدرتش اقعد هناك خصوصاً بعد ما عرفت انها لوحدها وان اكيد ف مشكله، لبست وجيت بسرعه ولقيت الشخص ده هنا وتقريبا كان عاوز حاجه معينه من حضرتك وسلمي كانت رافضه.
علم لُطفي ما كان يريده هذا الشخص ليكمل...
- والله ي بنتي فيكي الخير، ربنا يحفظك ويخليكي ليها.
- ميرسي ي عمو، سلمي دي اختي هي وولاء.
نهض حاتم يتذكر إسمها وبإنها تلك الفتاه التي سمعت كل ما دار بينه وبين سلمي منذ قليل اي شذى!! تجاهل ما اكتشفه وما كان سيود قوله بمثل هذا الموقف بعد ما حدث بينهم ليتجه الي لؤي الذي كان يتابعهم من بعيد وعلامات الخوف تتقسم وجهه، كادت عينيه ان تخرج من جحورها كي ترى سلمي، لم يعرف ماذا صار به كي يهتم بأحد هكذا بل والتوتر والخوف الذي عاشه بعد ما سمع شذى تحكي له،
- متعرفناش ي مان، انا حاتم اخو سلمي، انت تبقى مين؟؟
اجابه بهدوء...
- انا لؤي صاحب شذى وسلمي بالجامعه.
حاتم بإعجاب...
- بس انت جدع اووي، شكرا ليك ع مجيتك دي، تعبناك معانا.
- لأ لأ مفيش الكلام ده، أهم حاجه هي تبقى كويسه.
حاتم : ان شاء الله، ربنا يجازيك خير انت وصاحبتها، قالها ينظر إلى شذى الذي كانت من الحين للآخر تنظر له وما زالت مصدومه لكن ما يمرون به اخمد تلك الثوره التي كانت ستحدث بينهم.
استأذنت شذى بهذا الوقت هي ولؤي يغادرون المنزل بعدما اطمأنوا عليها بوجود أهلها، وبالدخل من كان يود ان تبقى بعض الوقت إلا انها كانت تجهله وقصدت تجاهله أمام الجميع وعدم معرفته، لكن بداخله اشياء كثيره يود استفسارها من اخته بعدما تفيق.
بعدما وصلت ولاء منزلها، تسللت الي غرفتها ببعض من الحرج عندما وجدت نظرات أمها طيله الطريق، بدلت ثيابها سريعاً تجلس ع فراشها بهدوء، تضع يدها أعلى صدرها، تسمع دقات قلبها المرتفعه، لا تعرف ما سببها، هل هذا توتر وحرج من رجل غريب؟؟ لكن نفت هذا سريعاً بعدما همست بأنها تتعامل مع الرجال بإحترام ولا تتوتر هكذا وترتبك دون سبب! زفرت بقوه، تنهض مره أخرى تتجه إلى أمها، تدق ع باب غرفتها لتسمح لها بالدلوف، دلفت ولاء تبتلع ريقها بصعوبه، تجلس أمام أمينه تقول وعينيها لم تفارق الأرض...
- ماما هو انتي زعلانه مني علشان مقولتلكش ع الموضوع ده؟
اجابتها أمينه تُسرع بالنفي...
- لأ ي حبيبتي، متخافيش انا فهمت انتي عملتي كده ليه انتي وصحابك، أهم حاجه ف ده كله أنها صدفه جميله اوي أنه يطلع إبن سالم وكمان يطلع حد زوق كده وناضج ويعتذرلك بكل سهوله.
- مهو غلطان برضو! قالتها بنبره خافته مُستاءه لكن اخفتها تقول...
- هو آه صدفه غريبه أنه يطلع أبن عمو سالم واشوفه ف نفس اليوم اللي هزقني فيه.
ابتسمت امها تداعب اذنها بخفه قائله...
- صدفه غريبه برضو ي لمضه انتي!
ترنحت ولاء لوهله تطالع أمها بإبهام هاتفه...
- قصدك إيه ي ماما؟!
- مش قصدي ي حبيبتي، روحي دلوقتي نامي علشان جامعتك.
ولاء : لسه هتصل الأول بِ شذي وسلمي اطمن عليهم قبل ما أنام.
أمينه : طيب تمام، تصبحي على خير.
- وانتي من اهله ي حبيبتي، خرجت تطفأ الانوار وتغلق الباب خلفها لتعود إلى غرفتها تدق بِ سلمي لكنها تفاجئت من عدم ردها مره تلو الأخرى! اخذت تدق بِ شذى لعلها ترد لكن لم يستجيب أحد لها، فقدت الأمل تضع هاتفها بأحد الاريكات، ترقد بفراشها مُستسلمه بالنوم، تائها بعالم أحلامها التي رُبما يوماً تتحقق.
صباح اليوم التالي بعدما انهت ولاء فطارها، أسرعت بالذهاب لجامعتها، تدلف محاضرتها بإندهاش لعدم وجود شذى وسلمي! خفق قلبها لمجرد فكره أن شئ أصابهم، كانت تود أن تدق بهم كي تعرف أين هما وماذا حدث لكن تلك الدكتوره التي تُدعي علا اوقفتها عندما بدأت بالشرح، اغلقت هاتفها لمنع حدوث سوء تفاهم آخر، وبعدما انتهت محاضرتها، توقعت ان خلال هذا الوقت سيأخذون وقت للاستراحه، نهضت تلتقط شنطتها بضيق وقلق تنظر بهاتفها إلى أن اصطدمت بمحمود الذي كان يدلف إليهم مُسرعاً، ارتدت ولاء للخلف بفزع وتآوه بسيط، تنظر حولها بتوتر وتعود ببصرها إليه عندما وجدته ما زال واقفاً لم ينطق بحرف، بدي ع ملامحها الاضطراب والازعاج لحدته وجموده عكس ما كان عليه أمس! شرعت هي بالاعتذار لكنها وجدته يتجاهلها عندما اشاح بيديه يطلب منها بأن لا تتحدث، دلف يتركها تُحلق به بأنه قد فهم خطأ ثانياً، وضعت يدها ع وجهها بنفاذ صبر وقله حيله، تدلف هي تجلس مكانها بصمت تام استشعره هو عندما كان يشرح، يدور بينهم وامامها خاصهً وكأنه قاصداً ان تتوتر ليراها بهذه الحاله التي هو يبقى عليها عندما يراها او تتحدث بأي شئ، سمع احد الشباب من الخلف يهمسون بتعجبهم لوجودها رغم طرده لها من محاضرته! اغمض عينيه بضيق يود حرقهم جميعاً واخبارهم بما اكتشفه لكنه لم يرد ان يعرفوا ذاك سوء التفاهم وان يشوشر، ف اكتفي يقول بصوت رخيم وصلب خالي من أي مشاعر...
- بالنسبه للي اطردوا من محاضراتي، دول انا سامحتهم وهتقي ربنا فيهم وهيكملوا معايا، ما أن أنهى إلى أن وجدها تلف وجهها اليه بنظرات تدل ع الصدمه والابهام وبعض من اللوم والعتاب، خفق قلبه يعود لمكانه يكمل شرحه بتزبزب وحزن بأنه قد احزنها مره ثانيه، لكن ماذا يفعل لا يود أن أحد يتحدث عنها بشئ ويود إخفاء هذا الموضوع وكأنه لم يحدث وهذا لم تفهمه الآن، وبعد قليل جلس يستريح خمسه دقائق شعرت هي حينها بغثيان ودوار شديد، قفزت تضع يدها ع فمها تركض الي الخارج قاصده المرحاض، بينما بالمحاضرة فزع يقفز بهلع لرؤيته لها بهذا الحاله، توقع ع الفور أنه السبب وأن هناك شئ أصابها! كور يديه بألم يغمض عينيه دون كلام.
هتفت فتاه بصوت مرتفع قليلاً ثائره لما فعلته ولاء دون استئذان بل وأنه يسامحها هكذا....
- هو ف ايه ي دكتور، هي إزاي تخرج كده مره واحده وحضرتك سمحتلها؟!! شكلها هتاخد ع كده بعد ما سمحتلها بالحضور، قهقهه الجميع بإستهزاء وعتاب يقع ع محمود الذي صرخ بهم بقوه جعلهم ينكمشون دون الارداف بكلمه واحده.
بعدما افرغت ولاء ما بداخل بطنها، غسلت وجهها بتعب، تجففه بمنديل، ثم بعد ذلك خرجت وهي لم تعرف ماذا أصابها كي تشعر بتلك الغثيان، دلفت دون وعي منها لما فعلته منذ قليل بتلك المناديل التي كانت تجفف بها يديها بعفويه ولكن قبل أن تجلس وجدت ذاك الصوت الذي يرهقها كل مره قائلاً بصوت اجش رجولي....
- كنتي فين ي آنسه وإيه خرجكك بدون استئذان؟! يعني انا سامحتك ع الفاضي وسمحتلك تحضري محاضراتي وبرضو مش عاجبك!!
لم تستطع سماع شئ اخر، اخذت اشيائها وهي تذرف بالدموع تركض مره اخرى من تلك المحاضره ودكتورها اللعين الذي يهينها كل مره! تأكدت من أنه مُعاق وشخص غير سويٍ، يتلذذ بمعاقبه الجميع دون سبب، اصطدمت بعلا الي علمت أن هناك شئ دار بينها وبين محمود، اخذتها معها الي مكتبها كي تهدأها وتستفهم ما حدث.
أما محمود لم يعرف لما شعر بأن احد طعنه بخنجر واقتلع قلبه، كادت ضربات قلبه ان تنفجر، لم يشعر بنفسه إلا وهو يلغي بقيه محاضرته، يخرج من أمامهم بجسد صلب، أخذوا يهمسون بالكلام وبإشياء وضحت لهم بعد ما حدث بالفعل وتأكدوا من صحتها.
ف قد علم أين توجد هي الآن، دلف مكتب علا بإنفاس متفاوته لم يعد قادراً ان يسيطر ع نفسه حقاً، شعرت هي بوجود احد آخر بالمكتب، لفت بصرها تجده أمامها بهيئته التي كرهتها ولم تعد قادره ع رؤيته ولو دقيقه ذاك المحتال المُخادِع، قفزت وهي ع وشك ان تخرج قبل أن تنهار بالبكاء مجدداً لكنه لم يسمح لها بذلك عندما جذب يديها يقول بصوت هادئ بنبره غريبه ولأول مره...
- ولاء انا مُعجب بيكي وبحبك.
وجد ترنح جسدها ونظراتها الحاده وانفاسها الساخنه التي استشعر بها ليكمل بعدما علم بصدمتها هي وعلا التي بدايهً شعرت بالصدمه لكن بعد ذلك بدت طبيعيه تنصت له بسعاده.
- مهو ده مش هسميه إلا حب، ولاء متستغربيش إني لسه عارفك من كام يوم وكمان بإهانات ليكي بس صدقيني لقيت نفسي بحبك غصب عني، من اول يوم شوفتك فيه وبعد ما شوفت رد فعلي وهجومي وده كان نابع من نار جوايا وغيره مش عارف جاتلي ازاي وانا معرفكش ! علشان كده هنتك بس اوعي تفتكري اني كنت مبسوط باللي عملته، بالعكس انا كان قلبي بيتقطع كل ما افتكر اللي قولته وقد إيه سببلك جرح وخصوصاً بعد ما اكتشفت الحقيقه وحالياً متفهميش اللي عملته غلط ي ولاء، ده كان علشان مصلحتك انتي، محبتش اشوشر ولا اعرفهم بسوء التفاهم ده علشان ميتجرأوش انهم يتكلموا عنك، ف كنت بعاملك بجديه ورسميه قدامهم وبرضو كل كلمه كنت بقولها بتضايقك، كانت بتقتلني وهي طالعه مني، وبعد ما خرجتي وعارف إنك تعبتي علشان كده خرجتي بدون ما تستأذني، حصلت شوشره ف المحاضره وكان لازم اسكتهم بهجومي عليك ده وإلا كانوا هيفهموا غلط، ولاء انا مش ببرللك علشان تسامحيني برضو والكلام ده، لأ انا ببررلك بمناسبه اعترافي ده، متفهميش اعترافي ده غلط ارجوكي، انا معملتش ولا فكرت بحاجه غلط، انا لقيت نفسي بأُعجب بيكي وفعلاً حسيت أنه حب بعد اللي بيجرالي ده.
- انت بتقول إيه؟؟!!! قالتها بإبهام وعقلها يأبى ان يصدق كل كلمه افصح عنها، لم يستوعبه عقلها المُشتت والمُنهار لذا شعرت بأن هذا حلم بالطبع، ودت ان تفيق منه فوراً وإلا ستصاب بنوبه قلب بعد ما قاله واعترافه الصادم ! وجدها صامته لم تنطق بحرف هي وعلا الذي قررت أن تنسحب بهدوء تتركهم يتشاورون قليلاً، وجدت ولاء وجودها بمفردها معه وهذا ما اربكها وجعلها تبعد عنه بنفور صائحه...
- ممكن تبعدد عنييي!!!
اقترب أكثر يحرك يديه يود لمس يديها لكنه اعادها ثانياً يقول بهدوء...
- اهدي ي ولاء، افهمي كل كلمه كويس ومعاكي وقتك وانا بس قولت اللي ف قلبي، حتى لو إعجابي من طرف واحد ف ده شئ مش هيسببلي حاجه، اهم حاجه تكوني مبسوطه.
- هو فعلاً من طرف واحد ومكنتش متوقعه منك كل ده!! انا قرفت منك بجد، ركضت من أمامه غير سامحه له بهذه المره أن يعوق سيرها، تتركه بالداخل يستند ع كرسي بصدمه لما تبرأ منه لسانه بمثل هذا الموقف! ف كيف تلفظت بكل هذه الجمل، وكيف امتلكت كل هذه الجرأه والشجاعه كي اقول مثل هذا الكلام!،شرع بتعنيف ذاته بأبشع الألفاظ يحرك رأسه علامهً الصدمه بما قاله دون مقدمات!
كانت بهذا الوقت شذى بمنزل سلمي تطمئن ع صحتها، تجلس جوارها تهدأها لبكائها التي لم تتوقف عنه منذ أمس...
- حرام عليكي بقى ي سلمي، كفايه بقى عياط، ي بنتي احمدي ربنا انهم جو بالوقت المناسب وأن ربنا سترها علينا.
- شذى انا خوفت اوي من اني اموت بالشكل ده!! وكمان زادت لما جيتي واحنا الاتنين بقينا ف خطر، ده وترني وقلقني اكتر مش قادره انسى كل اللي حصل.
شذى : موقف عادي وبيحصل مع كل الناس، انتي بس اللي حساسه ثنه، وكمان إحنا الحمد لله بخير، ممكن تهدي بس علشان متتعبيش، قومي اقرأي قرآن وصلي وهترتاحي.
سمعت شذى صوتاً خلفها يقول...
- حمدلله ع السلامه ي حبيبتي.
- الله يسلمك ي حاتم.
ابتلعت شذى تلك الغصه المريره بحلقها تنظر بعيداً عنه غير مُعطيه لوجوده أي إهتمام، لكن لم يدْم هذا الحال كثيراً اردفت سلمي تقول بضحك رغم حزنها...
- هي دي شذى اللي سمعت كل اللي قولته وده حاتم اخويا ي شذى اللي حبيتي شخصيته اوي، عضت شذى فوق شفتيها لسذاجه صديقتها واخباره بهذا الشئ، خفق قلبه ينظر لها ببعض من الدهشه ع ما هي عليه الآن، كانت تغمض عينيها ببعض من الخجل ووجنتيها التي تبدلت للون الأحمر، تحاول السيطره ع نفسها تغير بالحديث مُسرعه...
- شكلك بقيتي تمام ي سلمي، يلا دلوقتي اعملي اللي قولتلك عليه وانا هروح دلوقتي اطمن ولاء لأنها اتصلت كذا مره ومحبتش اقلقها، وأن شاء الله ع بالليل هلاقيكي زي الفل امآت لها سلمي بإبتسامه بشوشه، لتخرج شذى وهي تزفر بإرتياح بعدما افلتت منه بصعوبه لكن شهقت ترتد للخلف فازغه بعدما وجدته يعوق طريقها بالظهور أمامها من العدم يقول بصوت رجولي يحمل بِ طيته الخبث...
- مش انتي برضو نفس البنت!!
تلعثمت شذى تطالعه ببعض من الدهشه، تنظر لعينيه مباشرهً دون أن تردف بشئ سوي تلك النظرات الهائمه التي فاقت منها ع صوته الاجش...
- ايه مبترديش يعني؟!! طبعاً من حقكك ما ترديش بعد اللي عملتيه.
- انا عملت إيه!! قالتها بعفويه تنظر له كالطفله البلهاء التي تريد أن تعرف ماذا فعلت هي الآن؟!
قهقهه ضاحكاً ضحكه وسيمه جعلتها هي الأخرى تبتسم قائله دون وعي...
- شكلك وضحكتك وسيمه اوي! وجدت نظراته التي تحولت للصدمه لما اردفت به، شهقت تضع يدها ع فمها، تود ان تنشق الأرض وتبتلعها من أمامه لتركض من أمامه تنزل للأسفل وهي بقمه حرجها من ما قالته، تتركه تظهر ابتسامته تلقائياً ع وجهه يحرك رأسه يميناً ويساراً يقول...
- دي شكلها نُكته اوي البنت دي عكس ما توقعت!.
يتبع الفصل التالي اضغط هنا