رواية وللثأر حكايا الفصل الرابع بقلم هموسه عثمان
رواية وللثأر حكايا الفصل الرابع
هناك شيء مهم في الحزن
شئ مهم وفي الحزن ؟
نعم !
ماذا ؟
المهم في الحزن إن لم يكن الأهم أن تجد من يخفف عنك .
تجد من يهدأ صراخ قلبك
تجد من يقول لقلبك كفى صراخاً ها أنا هنا
إن وجدت هذا الشخص أضمن لك أن صراخَ قلبك سيهدأ يا عزيزي.
...
وكأن حزن العالم اجتمع ووُضِع في قلبها وكأنه أقسم ألا يتركها وكأنه إن تركها ستموت فعلياً فهنا يُوجد حلين لا ثالث لهما بحيث ليس هناك شيء تبقي عليه أو إن تركها لتحيا قليلاً بالنسبة للحزن هنا الموت سيحاول أن يأتي لها في أحلامِها ليعذبها فكلا الحلين أثقل علي القلب من الذي قبله
...
دخل عليها وجد قلبه ينفطر عليها كاد يقف ويموت أهذه زهرته ؟
قولوا لي ليست هي وسأصدق فالقلب ما زال يُكَذِب ذلك
رأته فقامت تترانح وكادت تسقط ولكنه اسندها هو بدلاً من أن تسنده هي
اخذها في حضنه وكاد يبكي وجلس واجلسها بجواره وقال لها : يا زهرتي
انكست زهرة رأسها وقالت : ذبلت زهرتك يا أبي
هل هناك من يحييها مرة أخرى ؟
تنهد عبد الرحمن بقوة وهو يفكر كيف يخفف عنها ولكنه محتاج مَن يُخفف عنه وقال لها : الله يا ابنتي قادراً علي التخفيف علي قلبك
دخلت والدتها فاطمة بحزن وقالت : الأكل يا زهرة ألن تأكلي يا زهرة أي شيء؟
نظر لها عبد الرحمن وأمرها بأن تضع الامل وتذهب
نظر عبدالرحمن لابنته وأخذها في حضنه وها هي تنفتح في البكاء بدأ مكتوماً وها هو يزداد إلي أن وصلت إلي صرخات وهي بحضن أبيها
ماذا يحدث ؟
قالها أثر الصوت الذي يسمعه
ردت أمه وهي تبكي وقالت : أبيك مع زهرة بالداخل يا بهجت.
ها قد وضح الحزن علي وجه بهجت ثم قال لوالدته : حسناً يا أمي سأذهب لهم
بعد ما ذهب قالت فاطمة : كأن بكائي علي ما حدث لك لم يكن كافياً.
دخل بهجت حاولت زهرة التماسك
أمسكها بهجت وقبل رأسها وقال :إني أريد البكاء معك هل توافقي؟
قبل أن ترد قال لها بحزن : ولكن هناك من سيمنعني
أبعدها قليلاً عن حزنها وسألته : ماذا ؟
قرب بهجت فمه من أذنها وقال بهمس : إني جائعٌ جداً وإن بكيتِ وأنا جائع ربما أغيب عن الوعي وأنتِ تعلمي أني رجل كبير لستُ حملاً لذلك فها أنا أقول وللعمر السلامة
ها هي زهرة تبسمت إثر كلمته وقالت له : مازلت شاباً جميلاً يا أخي.
صار ينظر بهجت الي نفسه قائلاً : لم تقولي جديد هذ أقل شيء بي.
الا تعلمي أن هناك فتيات تتقدم للزواج بي وانا أرفض
ضحكت زهرة اخيراً بصوت هذه المرة لم تصدق فاطمة الصوت وذهبت سريعاً وقال عبد الرحمن بسعادة : ها قد بدأت تتفتح زهرة عبد الرحمن.
ثم جلس بهجت يأكل واجلسها أمامه واطعمها
ضحك عبد الرحمن الي فاطمة وقال بنظرة العيون : كل شيء هين ما داموا يبتسموا فقط.
...
ها هو علم من نظرتها أنها تريد ان تقول شيئاً و شيئاً يبدو أنه خطر
إن لم يرضيها قوله ربما تقتله لمَ لا؟!
ها هي اعتدلت بنظرتها هذه قائلة وعينيها تلمع بشرٍ قائلة : رضوان
اجب هيا وبسرعة او تكون من الأموات.
رد رضوان سريعاً : نعم !
ماذا تريدي يا شاكرة ؟
هل هناك شيء
نظرت شاكرة له كثيراً وهي تفكر كيف تقولها له ثم قالت له : ماذا حدث في الجلسة بين العائلتين يا رضوان
ها هو الموت أتي لا محالة يا لها من مصيبة فوق رأسي
رضوان بتلعثم : أنا لم اذهب للجلسة فكان ابي و عمي
عبد الهادي هم مَن ذهبوا وليس أنا
وهنا صرخت له شاكرة بكل قوتها قائلةً له بعصبية : ولماذا لم تذهب أنت ؟
لماذا ذهبوا وحدهم ؟
كان رضوان يعلم أن أبواب جهنم ستُفتح عليه ما إن تعلم مَن ذهب معهم فرد قائلاً : لا فذهب معهم اخي وضاح وابن عمي واخيكِ همام
ازداد الصراخ منها أكثر وأكثر قائلة : وانت ماذا ؟ هل قدمك مكسورة لعدم ذهابك !؟
ذهبوا لكي يأخذوا الخير هم
صرخ رضوان بها قائلاً لها : اي خير هذا ؟
اي خير ؟
خير من ثأر ؟
همام أخيكِ يفكر في شئٍ كهذا ؟
أم وضاح اخي ؟
قالت والشياطين تخرج من عينيها :
دعك من أخي يكفيه ما به !
هو بالتأكيد ذهب ليساند أبي
لماذا ذهب اخيك انت ؟
امسك بالزهرية واراد كسرها وهو يقول : اتركي أخي وشأنه لمَ هذا الكره لمَ ؟
نظرت له نظرة احتقار قائلةً : اياك وكسرها فأنت لم تشتريها كما لم تشتري اي شيء هنا.
نظر رضوان لها نظرة حزن ثم هي تابعت قائلة : وأنا أعرف ماذا حدث في الجلسة من دونك
دخل سريعاً قائلاً : ماذا هناك ؟
هل حدث شيء ؟
هل أنت بخير يا أبي ؟
ردت والدته بامتعاض : ها هو امامك مثل الأسد ما به ؟
رد رضوان : أنا بخير يا يزن
لا يوجد شيء يا ولدي
صاحت شاكرة قائلة بعصبية لا لا يوجد السيد والدك قبل أن يُمثل دور المظلوم لم يذهب في جلسة الصلح وذهب أخيه المتكبر والد الهانم ليأخذ الخير له.
تألم يزن من كلام أمه ولكن هي في الاخير هي أمه ماذا سيفعل لها؟!
فقال : اي خير سيأخذه عمى وضاح من جلسة ثأر
شاطت أمه غضباً وقالت له : لا تكن مثل أبيك
ذهب ليخرج اصطدم في الباب.
ردت هي قائلة باستفزاز : نحمد الله إن لم يحدث له شئ فهو ليس بمالك لا أنت ولا أبيك
نظر يزن وقال لها : شكراً يا أمي.
قبل أن يخرج أتاه اتصال يطلبون منه أن يسرع في القدوم الي المطبعة
...
قال له : لمَ لا تتزوج بنت من بنات العزايزة يا أيهم
نظر ايهم بضيق قائلاً : عزايزة ؟
رد والده بفخر : نعم لمَ لا ؟
لهم أرض مثيرة وأموال هكذا لمَ لا؟ خذها من هارون والدك كلمة ... اياك والتفكير في أي من أبناء عبد الله أو عبد الهادي
هم ابناء اخواتي ولكني لا اوافق هم ليس مناسبين لك
كان أيهم يفكر ويقول في نفسه : أي كلمة فكل كلماتك متعلقة بجمع المال لا أكثر.
لم تفكر بي مرة واحدة
رد أيهم بضيق : لا لا لن اتزوج منهم
وقام ليغادر فقال له هارون : ومن قال إني استشيرك ستتزوج منهم أم تتوقع أن الطبيبة بنت عمك بنت الأكابر هذه ترضي بك انت ! يا جاهل
أم أنك تتوقع اني أوافق ع إحدي بنات شاكرة
....
كان يستعد سريعاً وهو يقول له : هيا هيا يا جواد
سنتأخر علي لقاء سيدة القلب
قال له متذمراً : كم مرة قولت لك لا تناديني هكذا يا همام
اغرورقت عين همام بالدموع وقال له بحزن : كم تمنيت أن تراك هكذا
انكس جواد رأسه قائلاً : وكم تمنيت أن أراها يا أبي كم تمنيت ذلك كثيرا أن اجرب شعور كلمة امي
صمت قليلاً ثم قال يمازح أبيه : حفظك الله لي يا همام أخي وليس أبي
عدل جواد له ياقة قميصه قائلاً له بابتسامة : إسأل
عقد جواد حاجبيه رافعاً أحدهما قائلاً بعدم فهم : عن ماذا ؟
قال همام : عن ما تريد عينك أن تسأل عنه.
ضحك جواد وقال : لماذا لم تتزوج بعد سيدة القلب يا أبي ؟
ام أردت وكنت أنا عائق ؟
تبسم همام وقال له : سألت واجبت يا جواد
رفع جواد حاجبيه وقال : كنت أنا عائق !؟
ضحك همام وقال له : لا !
مَن أنت لتكون عائقاً إن أردت أنا شئ.
فقط هي سيدة القلب لم يحب قلبي أن يسكن غيرها به
ستفهم هذا ما إن تتزوج وتحب زوجتك.
رد جواد بضيق : لا أحب أن تاتي واحدة لتأخذ مكان سيدة القلب أو تأتي واحدة وتغير حياتنا.
ضحك همام بشدة قائلاً : هي سيدة القلب لي أنا يا ولد لا تراوغ هيا نذهب لها ثم نتناقش في هذا الحوار بعد ذلك.
....
ها هو الهم كله علي كتفيه ووضح هذا الهم في عينيه فقد انكسروا من الحزن ولكن ماذا يفعل ؟
فكل الحلول صعبة ولكن احيانا يجب علينا أن نرضي بحل وإن كان ثقيلاً علي القلب
ماذا سنفعل يا أبي؟
قالها له وهو يرى الحزن في عينه وهو لا يدري ماذا يفعل لكي يخفف عليه
قال بهجت ذلك لأبيه
نظر عبد الرحمن لابنه الذي يحاول أن يخفف عنه قال لنفسه : ومَن سيخفف عنك أنت يا بهجت.
رد عبد الرحمن بتنهيدة كادت أن تُخرج روحه ربما إن خرجت ارتاح ولو قليلاً
رد قائلاً : لا أدري يا ولدي !
تعلم ماذا أريد !؟
توهجت عين بهجت ورد سريعاً : ماذا تريد يا أبي ؟
أشر فقط
رد عبد الرحمن سريعاً : اريد ابن أخيك يامن هو مَن يُخفف عني ويأتي بحلٍ لي
تبسم بهجت علي ذكر يامن وقال : سأرسل له
قبل أن يرد سمع صوت زكريا
دخل زكريا وسلم وجلس
وأراد أن يبدأ الكلام معهم حول الصلح أن يبتعدوا عن ريحانه كل البعد إن تم الموافقة علي شرط الزواج
قال زكريا بتلعثم : هل ستوافق علي تبادل الزواج بيننا وبينهم كصلح يا شيخ؟
تنهد عبد الرحمن وقال : وهل لديك رأي آخر يا زكريا ؟
صمت زكريا وانكس رأسه قائلاً : لا
كاد زكريا أن يموت بداخله لا يعلم كيف يقولها له
فاق من شروده علي صوت عبد الرحمن وهو يقول له : ماذا تريد ان تقول يا أبا بلال ؟
نظر زكريا يميناً وشمالاً وقال سريعاً : لا أريد لأحد أبنائي أن يكونوا ثمن هذا الصلح.
انفعل بهجت عند هذه الجملة وقال بعصبية : وهل نحن منفصلين عن بعض يا عمي الصلح صلح علي الجميع
رد زكريا وقال : وما دخلي أنا وابنائي فمن قُتل ليس والدي
فإن كان والدي كنت اخذت ثأره لا أن أظل صامتاً طوال هذا العمر ثم أقوم بالصلح معهم يا ولد
صاح بهجت به ولكن أوقفه عبد الرحمن وقال له : بهجت الزم حدك.
ونظر إلى زكريا وقال له : معك حق يا زكريا
تبسم زكريا وقبل أن تكتمل ابتسامته قال له عبد الرحمن : ولكن ألا ترى إذاً أن والدك لم يكن رجلاً فإن كان رجلاً لأخذ ثأر ابن عمه بدلاً من أنه زاد المشكلة أكثر بما فعله وطبعا لا أحتاج أن أقول لك ما فعله تكفينا تلك الجلسة بسببه
هنا صُدم زكريا من رد فعله فابتسم بهجت وقال له : الآن هل علمت أنها مشكلة ثأر لدينا جميعاً وإن لم تكن كذلك أخرج للناس وقل أنا خارج عن طوع الشيخ عبد الرحمن لأني لست بقادر علي الصلح كما كان والدك ليس بقادر علي الثأر يا عمي
كاد يموت زكريا وهو يفكر كيف يبعد ريحانه فهي بالتأكيد سيتم اختيارها.
رد عبد الرحمن بثقة : أنا يهمني رأي الاولاد وليس هو.
نظر زكريا بشرٍ وقال : وهل أبنائي سيفضلونك علي ؟
هز الشيخ عبد الرحمن كتفيه وقال : وقتها سنرى
نظر زكريا في كل الاتجاهات ويبدو أنه يُجهز قنبله وليس كلام : حسنا ! اوافق !
ولكن لمِ لا يتم اختيار الرجل ابنك بهجت فهو بحاجة إلي زوجه لأن زوجته عاجزة والفتاة اقصد المرأة زهرة فهي زوجها مات أو البكماء التي لا تتكلم بنت بهجت اااه نسيت هذه لن يوافق أحد عليها وهكذا يتم الصلح
صمت وصمت كل شيء معه أعتقد أن الهواء صمت معه وكل شيء أصبح ساكناً.
لم يفيقوا الا علي صوت كسر زجاج
اعتدل بهجت وعبد الرحمن وجد ابنته زهرة و ابنة بهجت اعتدل بهجت لزكريا وامسكه وأقسم أن يقتله وأراد
عبد الرحمن فعل ذلك أيضاً ولكن حينما رأى زهره تركض بعيداً تماسك وحاول إبعاد ابنه بالقوة ولكنه لم يستطع وكيف يستطيع وهو تحدث هكذا عن زوجته وابنته اللتان لا يقبل عليهما شئ.
صاح بهجت له قائلاً : والله لن اتردد في قتلك لن أتردد
صرخ عبد الرحمن بقوة قائلاً له : بهجت الا تسمع لي
اعتدل بهجت له فقال له عبد الرحمن : اذهب الي ابنتك يا بهجت ودعني مع عمك
لم يكن يوافق بهجت بتركه ولكن مغادرة حلوته حزينة جعل قتله يتضاءل أمام عينيه وذهب هو يتوعد له
اعتدل عبد الرحمن وجده يريد أن يغادر بعد فعلته صاح به : زكريا مكانك تعلم جيداً إن أردت ايقافك فيمكنني ذلك وتعلم أيضا أن بادئ هذه المشكلة أبيك يا زكريا واعلم أن خطأك هذا لن يمر مرور الكرام وموافقتك من عدمها لا تعنيني في شئ ولكن إن كنت منذ قليل لم أوافق فالآن موافق ورأيك لا يهمني لأنك لست مَن تتزوج فاذهب الآن
سار خطوات قليلة فناداه ثانياً وقال له : ارسل لي ريحانه غدا من أول اليوم أريدها واعلم جيدا ماذا يمكنني أن افعل بك إن لم ترسلها.
ذهب زكريا وعاد الحزن أكثر و أكثر الى عيون عبد الرحمن هو يحاول هو وبهجت التخفيف علي زهرته الآن سيحاول التخفيف علي الاثنين.
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية وللثأر حكايا" اضغط على اسم الرواية