رواية بالتراضي الفصل الخامس والاخير بقلم نانسي أشرف
رواية بالتراضي الفصل الخامس والاخير
عايدة !
قولتها بإستجداء .. بخزي .. بكل المشاعر المؤلمة الي اتوجدت، وهي كانت قاعدة قدامي، على الكنبة الي كنت بنام عليها، حابسة دموعها .. بتكتم الكلام الي عاوزة تقوله عشان ميخرجش بنحيب
_ عايدة والله الصور والفيديوهات دي كلها قبل ما ....
_ قبل ما ايه ؟
_ قبل ما احبك يا عايدة والله العظيم من ساعة ما اجوزنا وحتي قبل ما احس بأي حاجة ناحيتك مكنتش بروح الشقة دي ولا بعمل الي كانوا بيعملوه
_ والي نايمة في حضنك دي ؟!
_ والله العظيم ما اعرف حصل كدا ازاي
_ الصورة بتاريخ ٢٣ فبراير يعني من كام يوم !
_ صدقيني انا معرفش الصورة دي اتاخدت ازاي ولا امتا ! والله العظيم يا عايدة ما اعرف مين البنت دي اصلاً
_ كفاية كدب بقا
قامت من مكانها فقومت انا كمان
_ طلقني يا يوسف
_ عايدة!!!!
_ طلقني .. مش دا كان حلك الجامد الي هيفتحلك كل الابواب ويرجعك لحياتك القديمة المقرفة ؟!!! ... انا بقولك طلقني يا يوسف
_ انتي بتقولي ايه ؟!!! .. انا مش....
_ انت عمرك ما هتتغير
في اللحظة دي لمحت الدموع في عنيها والحشرجة في صوتها
_ انا عملت المستحيل عشان تتغير ومفيش فايدة فيك
_ عايدة
مسكت اديها وانا بقرب منها
_ انا بحبك .. وكل الي حصل دا والله ما ليا ايد فيه .. الصور بتاريخ قديم والصورة الاخيرة معرفش حصلت ازاي ؟
_ انت كنت لابس الطقم دا يوميها
سحبت اديها من ايدي
_ ودبلتي اهي .. اهي في ايدك وانت حاضنها !
_ ما انا مش عارف دا حصل ازاي
_ لحد ما تعرف ...
قلعت دبلتها وحطتها على التربيزة الي قصاد الكنبة
_ ورقة طلاقي تكون عندي
قربت من باب الاوضة وسمعت صوتها بنغمة هادية
_ عارف ؟ ... اما كنت صريح معايا رغم كلامك الي كان زي السم كان اهونلي من تمثيلك عليا دلوقتي
مداتنيش فرصة، قفلت الباب بكل قوتها وسابتني بدور في مكاني
********************************
_ چووووووووو
متمالكتش نفسي غير وانا بضربه في وشه بكل قوتي، رجع لورا من آثر الخبطة
_ يااااااه دا انت جاي حامي اوي
مسح الد**م الي كان على وشه وبلع ريقه عدة مرات
_ ايه يا چو ! بقا ست هي الي تعمل فيك كل دا !
مسكته من هدومه وقربت منه وانا بعلي في صوتي
_ متجيبش سيرتها على لسانك القذ**ر دا
_ طب اوعا ايدك يا صاحبي، عيب دا احنا واكلين عيش وملح سوا
_ تقوم جايب فيديوهات وصور ليا و تبعتهم ليها مش كدا ؟!!! عايز تدمر حياتي مش كدا ؟!!!!!!!
محستش بنفسي غير وانا بضربه مرة والتانية والتالتة
_ استكترت عليا اعيش مرتاح معاها هه؟! .... كنت عايزني افضل زيك .. فاشل .. صايع .. ملوش اي تلاتة لازمة في الحياة !
قومته وهو بيترنح مكانه ومش قادر يصلب نفسه
_ أنا عملتلك ايه عشان تأذيني كدا ! .. دا انا مصدقت حياتي بقا ليها لون .. مصدقت انها حبتني وخلتني أعرف أحب ! .. ليه ؟!!!
ضربته مرة تانية فوقع على الأرض، منزلتش ليه، انحنيت
_ هتعيش وتموت معفن وتابع ليا .. عمر ما هيبقى ليك شخصية ودا دليل كافي يثبتلي انك مبتعرفش تتصرف صح من غيري
بصتله بتقزز، مكنتش مصدق انه حازم صاحبي الي كنا واحد في يوم من الأيام
_ لو فكرت تقرب مني او منها مرة تانية هعرف شغلي معاك المرادي، انا عملت بأصلي وخليت ايام زمان تشفعلك عندي، لكن وعهد الله لو فكرت .. لو بس جه في خيالك تقربلها تاني هق***تلك يا حازم سامعني ؟ .. هق**تلك
سيبته مرمي على الأرض وقربت ناحية الباب وفتحته، سمعت صوته وهو بينادي فتحت الفون عشان الاسعاف تيجي تاخده قبل ما التفتله، كان وقف مكانه .. ملمحتش النصل الي بيلمع في ايده .. جابه امتا ؟ كان جايبه ليه ؟ .. وليه مخبيه عني وبيقرب مني كدا ؟!!! ... أسئلة سألتها لنفسي في الدقايق الآخيرة قبل ما أحس بالنصل بيخترق جسمي والسائل الدافي بينساب مني!
سندت عليه فسابني اقع على الأرض وانا بتلوى من الوجع
_ شوفت ؟!!!! ... شوفت وصلتنا لإيه ؟!!!!!!! .... شوفت جرالك ايه ؟!!! ... اديك بتموت بسبب واحدة ... الصنف الي عيشت طول عمرك فاكره اتخلق لمتعتك بس هو الي قضى عليك يا يوسف ! ...و على ايدي ... على ايدي يا صاحبي
شدني من شعري عشان أرفعله راسي وانا لسه بدمع من الألم وبحاول أحط ايدي على الجرح امنع النزيف
_ ليه ؟!! ... ليه يا يوسف ؟!! .. مـ كنا عايشين يصحابي .. كنا مبسوطين ! ... دخلته ليه ؟ .. دخلت الحب ليه يا يوسف ليه ؟!!!
بلع ريقه
_ مش انت الي قولت انه ملوش دعوة بينا ؟ مش كان كلامك انك عايز تعيش حياتك بالطول والعرض وتفضل أخويا ؟ .. مش كنت عايزنا نكبر سوا يا يوسف وميبقاش في مسؤوليات حوالينا ؟!!!! طب ليه ؟؟؟ ليه ؟!!
حسيت بيه وهو بيحضني، كنت ساعتها حاسس باني خلاص .. في سكراتي موتي .. جسمي اتبنج و نفسي بدأ يهدا واحدة واحدة .. حاسس بيه وهو بيبكي وصوت عياطه بيعلى وهو لسه حاضني، حاسس بيها وهي بتلم حاجتها وبتقفل سوستة الشنطة عشان تمشي، حاسس بشريف وهو بيدور علي الي اتبقى من صديق الطفولة جوايا، حاسس بـ امي وهي بتصلي الفجر دلوقتي وبتقرأ الورد وبتدعيلي
شريط حياتي كان بيمر قدامي، ايامي، مشاعري الأولى الي اختبرتها مع عايدة
عايدة وعنيها وحضنها وضحكتها
ابتسمت وانا بحاول استحضر صورتها عشان تبقى الآخيرة قبل ما أسمع صوت من بعيد جداً .. خافت رغم انه قريب جدا جدا
_ ايه الي حصل ؟!!
_ ينهر اسود !! دا دم ؟!!!!
_ الحقوه يا جدعان دا بيتصفى !!!!
في اللحظة دي حسيت جسمي بيرتطم بالأرض فأدركت أن حازم بعد عني، سابني
قرب واحد مني
_ انت سامعني .. لو سامعني حرك اي حاجة فيك
بصوت واهن حاولت استجمع فيه كل قوتي عشان يخرج
_ شـ ... شريف ... كلموا شريف
_ اسعاف يا جماعة .. الراجل لسه عايش !!!!!!!
***********************************
القبر ... المستقر الآخير و النهاية الي كلنا بنحاول نداري عنينا عنها، النهاية و البداية لحياة تانية تفاصيلها يمكن مش معروفة طول ما انت لسه في عالم الأحياء !
ظلام القبر محدش اختبره غير الي اتقطع اخر خيط ليه في الحياة !
ظلام .. جايز لسه متكتبليش انه اختبره .. او لسه ليا خيوط في الحياة
_ بيفتح عنيه !
سمعت الصوت دا وشميت روايح كتيرة من ضمنهم ريحتها، فتحت عيني بحارب النور الابيض الطاغي عالمكان
اول صورة شوفتها كانت هي
ابتسمت
_ عايدة !
مسكت ايدي _ انا هنا يا يوسف
_ أنا .. أنا آسف يا عايدة .. انا معرفش مين الي في الـ...
_ خلاص يا يوسف خلاص مش وقته
_ طب ... طب انتي مصدقاني ؟!!
_ اه ... مصدقاك
ابتسمت وشديت على اديها وبصيت جمبها لقيت شريف الي عرفت انه اول واحد يحضر المستشفى ويجري يجيب عايدة من بيتها بعد ما سابت بيتنا
_ شريف ! .. ايه الي جابك ؟
_ برضو ؟
ضحكت بوهن، وانا بطبطب على اديه بإمتنان وبصيت على ماما الي كانت شايلة المصحف وبتعيط، مكنتش قادرة تتمالك نفسها اما ابتسمتلها وانا بحاول اطمنها اني لسه عايش مع اني في اللحظة دي مكنتش لسه متأكد انا لسه عايش فعلاً ولا انا هناك على الأرض في شقة حازم باخد أنفاسي الآخيرة!
_ ودا ايه الي جابه دا كمان !!!!!!
صوت فتح الباب بعد طرقات مخدتش بالي منها وصوت أمي الي اتكلمت بغيظ أنبهني ان عندي زائر جديدة
_ مين يا عايدة ؟
مكنتش لسه شايفه من الناس الي حاوطوا السرير، مسكت ايدي كأنها بتحاول تحميني وقربت وهي بتهمس
_ دا حازم
ابتسمت وانا بقربها مني
_ عايدة .. اعدليني
سندتني وحطت ورا ضهري المخدة، ابتلعت ريقي وبصيت ناحيتهم كلهم
_ خلوه يدخل
_ دا هو الي عمل فيك كدا !!!!!!
_ ماما لو سمحتي .. دخليه
فضلت ساكتة للحظات، شريف قرب ناحيتي وهو بيحاول يحميني
وعايدة مسكت ايدي اما انا ابتسمت لماما وانا بطمنها
_ مش هيعمل حاجة
وظهر ما بين الزوار كلهم، صاحبي .. رفيق الايام .. عيني تلقائي سكنت اما شوفته واقف قدامي والدموع في عنيه
عيني نزلت على الكلبشات الي في اديه والراجل الي جمبه، لمحت الظابط واقف على الباب مستنيه يخلص الي بيعمله
_ تعالى
قولتها من قبل ما يفكر يقرب او يخاف يقرب من الي حواليه، قرب مني فوقف شريف قدامه
_ شريف .. سيبه يعدي
وبعد شريف وقرب حازم
_ كان طلبي قبل ما يتقبض عليا اني اشوفك واطمن عليك يا يوسف
وبص ناحية عايدة
_ واوضحلك يا عايدة الحقيقة .. الي يوسف نفسه ميعرفهاش
اتنهد وهو بيغمض عينه وبيفتحها مرة تانية
_ الصور القديمة دي فيديوهات فعلاً لينا واحنا في كذا حفلة وفي اوضاع كنا فاهمين انها جامدة بنسبالنا والصور دي كانت في اللاب عندي ومبنطلعش غير في قعدة هلس من بتوعنا زمان .. زمان .. قبل ما يجوزك حتى قبل ما يحبك او يقربلك
رفعت راسها لفوق وهي بتنتبه للكلام الجاي
_ والصورة الجديدة دي كانت صورة متفبركة .. اه مش فوتوشوب .. بس احنا الي فبريكناها .. كان يوم عيد ميلاد سليمان صاحبنا و ساعتها عزمنا يوسف .. في الاول مكنش حابب يجي وكدا. بس احنا اصرينا انه يجي، انا جه صبيتاله كاس مرضاش في الاول اتحايلنا عليه ومرضاش، جبناله وقتها عصير جوافة من الي بيحبه وحطينا فيه مخدر وجبنا واحدة من البنات ونيمناها في حضنه وخدنا الصورة
بلع ريقه وهو بيبصلي
_ وبعتهالك
سكتنا كلنا واحنا في حالة من الزهول، ابتسمت وانا آخيراً بفهم انا هو قرب مني
_ انا عيشت فعلاً معاك وفي ضهرك متخيلتش انك ممكن تموت بسببي ... محدش سلمني للبوليس يا يوسف .. انا الي سلمت نفسي وانا عرفت انك لسه عايش وان القضية هتبقى شروع في قت***ل طلبت منهم انهم يجبوني عندك وهقولهم على كل حاجة
_ خلي بالك من نفسك يا حازم
ابتسم باستسلام واتحرك مع الظابط وقفلوا الباب
واتقفل معاه باب من حياتي متمناش ابداً انه يتفتح من جديد
***************************
_ بابا .. بص أونكل شريف جابلي ايه ؟!!!
_ الله يا زيزو ! دي حلوة اوي !!
سيبته وقربت من شريف الي كان قاعد في الصالة
_ خير ؟ ايه الي جابك
_ انت لسه فيك العادة ال....
_ هوب هوب .. الاولاد يسمعوا ينجم
_ لا بابي متربي بصحيح
_ بكرا الجواز يربيك يحبيب اخوك
قلتها في نفس اللحظة الي طلعت فيها عايدة من المطبخ ببطنها المنفوخة ووراها نجوى صاحبتها، بصيت ناحية شريف الي عنيه لمعت اول ما شافها
_ دا انت شكلك هتتربى قريب اوي
_ احم .. قـ... قصدك ايه يا يوسف ؟!
_ قصدي ان الأكل هيبرد يا عم التقيل
قومت وانا بشيل زياد وعلي اخوه الكبير بيجري ورانا
حاوطت عايدة وقربتها مني قدامهم كلهم وانا بغمز
_ دا ايه الروايح الجامدة دي
_ يوسف !! لم نفسك الناس قاعدة
_ يستي هم فاضينلك
بصينا احنا الاتنين ناحية شريف ونجوى الي قعدوا قصاد بعض وبينهم نظرات اعجاب خفي
_ عارفة يا عايدة ؟!
_ ايه ؟!
_ انا وحشني النوم عالكنبة اوي
_ والله ؟!! .. طب يا حبيبي .. هخليك تنام عالكنبة لحد ما اولد حاضر
_ واهون عليكي انام في البرد برا ؟
_ برد ايه احنا في اغسطس
قالتها وهي بتحط الشوربة في الاطباق
_ دا انتي ولية فقر .. مش وش رومانسية
سمعت علي ابني الكبير وهو قاعد بيكلم في الفون
_ لا انا مليش في الجو دا .... اه ... لا ... لا نيڤين لا متجبهاش .. مبحبهاش البت دي لا ... أنا ولد جميل وهي مش حلوة وشعرها منكوش .. لا .. هتجيبوها مش هروح
هو ولد جميل وهي شعرها منكوش!!!
ركزت معاه وهو بيقعد على الكرسي وماسك الفون، قربت من عايدة وهي بتقعد زياد عشان يطول السفرة
_ عايدة
_ اممممم
_ انا شامم ريحة كدا
_ دا اكيد الكيكة اصلي عملتها بالـ...
_ كيكة ايه يا عايدة .. كيكة ايه هتشل ... انا شامم ريحة تانية!!
_ اومال ريحة ايه ؟!
_ ابنك مش عايز نيڤين بنت طنط سعاد تيجي حفلة عيد ميلاد سيف صاحبه
_ ايوه ايه المشكلة
_ المشكلة اننا لسه مشتريناش الكنبة الي نيڤين هتنيمه عليها !
تمت الرواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية بالتراضي" اضغط على اسم الرواية