رواية لقلبي شفق الفصل الخامس بقلم ولاء محمود
رواية لقلبي شفق الفصل الخامس
اتفضل ياباشا الصور اللي حضرتك أمرت بيها…
صوّر تهالك وهي سكرانة طينة زي ماحضرتك طلبت بالظبط.
يأخذ منه رفعت تلك الصور. قائلاَ للرجل:أنت كدة مُهمتك خلصت روح انت دلوقتي على شغلك وملكش دعوة بيها تاني نهائي…
يُمسك بتلك الصور بين يديه فيُقلب بها بعدما رآها كلها أمسك كل صورة على حدة وقام بتمزيقها حتى أصبحت أكبر قطعة بها تساوي قدر (أُنملة) ليُردف بغيظ:
بقى بعد كل التخطيط ده يجي الوقت اللي اقطع بيه الصور دي بإيدي…
لـ يتذكر بعدما فعل ما فعله بإبنته من صفعات وإهانة وترهيب لم يمر سوي أيام قلائل ليسمع بعدها ذلك الصخب بالخارج
وتلك الكلمة التي انطلقت إلى أذنيه كالسهام لتفتك بهما: "دخليني عند اللي مشغلّك هنا بسرعة"
لتُردف له السكرتيرة بقلق، حيث دبّ الرعب أواصرها..:
ممنوع يا فندم مفيش ميعاد مسبق حضرتك
ليقطع عبارتها تلك.. إزاحته لها من أمامه بخشونة كادت ان تسقط على أثرها.دفع باب مكتب رفعت بعنف..
_انت مين يا غبي انت؟! ايه اللي بتعمله ده
ليُردف آسر بنبرة غاضبة وصوتٍ صاخب: أنا عملك الأسود اللي مش هَيسيبك في حالك طول ما أنت حاطط شفق في دماغك..، أسر ابن أكرم المهدي صاحب اكبر شركات الأغذية في البلد… أكيد كده انت عرفتني
اصطبغ وجه رفعت بالحمرة قائلاً: انت جاي تبلطج عليا يا ولد في شركتي و بتتحامي في اسم والدك
يباغته أسر بتلك العبارات: انا مش بتحامي في حد انا جاي اعرفك انا ممكن اعمل فيك ايه لو فكرت بعد كده حتى في أحلامك انك تيجي او تهوب ناحية بنتك اللي خسارة فيك انها تكون بنتك؛ انا هوريك ابشع كوابيسك على أرض الواقع
هعرف اجيب كل الصفقات المشبوهة واسجنك بيها وكل العز اللي انت فيه ده قادر ارجعك انت وعيلتك كلها للصفر فاتقي شرّي،ولو مش هَتصلّح علاقتك بـ بنتك وتبقى أب طبيعي، يكون أحسن برضو وتسيبها في حالها.، قسماَ بربي لو حصلّها اي حاجة او فكرت بس تمد ايدك عليها بأي شكل تاني هتشوف الوش الوحش اللي مش هيعجبك بتاع أسر….
ليُنهي عباراته.. حيث أركل ذلك المقعد الذي أمامه بعنف اصطدم بشدة ،أجفل رفعت على إثر ارتطام المقعد بالمكتب القابع به لُيعلن آسر بذلك عن مغادرته..
ليُردف رفعت بحنق بعد شروده في تلك الذكري :عشان كده الصور دى ملهاش لازمة خلاص هي استحالة بعد اللي شافته مني هتعمل حاجة وانا بعد اللي شوفته من ابن أكرم مش هقدر اجي ناحيتها أبداً….
**********
بعد مرور العديد من تلك الأيام المتشابهة بالنسبة لها..
كانت لا تبارح غرفتها اُصيبت بالحزن الشديد حتى قلبها العليل لازال يؤلمها كثيرا ماشعورك حين يغدر بك أقرب من وثقت به.. والدها كانت لاتنتظر منه الكثير ولكن حينما هاتفها مخبراَ إياها انه بحاجة لرؤيتها ظنت بذهنها الكثير من الآمال الضالّة ظنت لقائه بها بمثابة النهاية لكل مُعاناتها، ظنته سيبرر لها فعلته الشنيعة بتخلّيه عن كلتيهما منذ أمد بعيد فذهبت دون تفكير، صديقتها والحقيقة الزائفة التي كانت تبديها عكس ماتُخفيها ، بعد تلك الواقعة تحدثّت إليها (نورا)
اخبرتها بكل شر انها بالفعل ذهب إليها شخص ما للاتفاق معها بتلك الخطة الوضعية واعطاها تلك النقاط التي سكبتها في المشروب الخاص بها وطلب منها ما طلب وأخذ لها بعض الصور مُنهية حديثها بتلك العبارة الخبيثة: كنتي دايماََ مشرقة جدااا كنت بحقد عليكي وحبيت اطفيكِ انا مكنتش الصديقة المخلصة اللي افتكرتيها…أنهت مُكالمتها تلك لتترُكها بتلك الدوامة اللامنتهية من الحزن حيث التائه دون رجعة…
أمّا عنه آسر اتخذ قراره بشئ ليدوّن بذلك النهاية..
أَبي ان يُنهي قصته او لنقل قصتهما..، دون أخبارها بشئ
ذهب إليها كثيرا مُتحدثاَ إليها فكان جوابها الرفض عن مقابلته..، لتلمع بذهنه تلك الفكرة فما المانع منها ياتُري..
ابتاع لها نوع الشيكولا المفضل لها بل جمع كل أنواع الشيكولا التي تحوي الكراميل جمعها ببوكيه وُضع عليه ذلك الكارت الذي خطّ به مايجول بذهنه…
******
دلفت سمية إليها بغرفتها لتُردف لها: هتفضلي كتير كده لحد امتى يا شفق؟! يابنتي ربنا تواب رحيم وخير الخطائين التّوابين..
لتُخبرها بحزن: بس انا غلطت.. حياتي كلها كانت غلط انا ارتكبت ذنب مش عارفة أكفر عنه ازاي وحتى أسر انا مكسوفة اشوفه اصلاً لتنهي عبارتها باكية…
_يابنتي مش كل واقعة بتكسرنا لازم يكون لينا قومة بعدها
ربنا يصلحلك حالك ياشفق…،. خدي ده جالك من شوية ومكتوب ع الكارت شفق..
ل تتركها َوالدتها ضاربة كفاَ على كف قائلةً بتشتت: اول مرة في حياتي اشوف بوكية شوكولاته بدل بوكية الورد كان على ايامي ورد والله غيروه امتى ده!! …
لتتبدل حالها سريعاَ ما إن رأت تلك الشيكولا بأنواعها وترتيبها المنسق المُجذب للانتباه لتتمتم: شيكولاته وااااو ايه الجمال ده، فتسمع على الجهة الآخري والدتها تُردف: متاكليهاش كلها سبيلي واحدة ياشيفو..، فترسم تلك الابتسامة على ثغرها والتي تسللت إلى ملامحها بعد طول عناء…
تُمسك بذلك الكارت المُدون عليه اسمها لتقرأ ما به…
"اتمنى لكِ دوماَ عزيزتي الحياة المفعّمة بالنشاط،خُلقت الابتسامة لأجلكِ انتِ فكيف تدعيها هكذا دون إعطاء حقها في جعلها تتحلى بملامحك، سلامُ على قلبِك العليل الذي تمنيت دوماَ له النجاة من كل سوء، اسف أن أسأتُ بكلماتِ إليك فأنتي كنتي ومازلتي صغيرتي… مدللتي….."
ليخط بعدها اسمه بنهاية تلك العبارات…… آسر
تراقصت تلك الفراشات بقلبها فهو بكلماته تلك ازال عنها حرج اللقاء بعد ماحدث..
فأبدلت ملابسها وهيأت من شكلها ذاهبةً إليه تَشكره على الكثير الذي فعله من أجلها تحمد الله ثم قدرها بأنه أوقعها بذلك الشخص الذي ابدلها عن تلك الخيبات التي مرّت بها وساعدها دوماَ بالنهوض مجدداَ….
*****
_لسة مسافر مبقلهوش ساعة ياشفق انا افتكرتك عارفة…
ظنّت ان تلك العبارة ليست لها او انها انصتت لكلام خاطئ..
لتُردف بعدم استيعاب وصدمة: َ مين ده اللي سافر ياطنط كريمة… آسر؟!
طيب ازاي.. مقاليش ليه طيب.. طيب هيرجع امتى؟!
_مش عارفة يابنتي قالي سفرية تبع شغل أكرم ومحددش وقت للأسف..
...تتخبّط بأفكارها كيف يفعل بها ذلك لتعود ادراجها من حيث جاءت..، فتُمسك هاتفها لتحادثه… لتتفاجأ أيضاَ أن هاتفه خارج نطاق الخدمة…، كيف حدث كل هذا ومتى…..
*******
أصبحت أكثر اشراقاَ بالفعل تخطت حزناَ كبيراَ بداخلها
تذكرت في نهاية عامها الماضي حين نجحت باختبار نهاية العام الثالث الجامعي ذلك البوكية المُعد من الشيكولا وذلك الكارت لتبتسم بسرور مُهرولة تأخذه من يد عامل التوصيل الخاص حين أردفت له: ممكن اعرف مين اللي باعته باسمي المرة دي…
ل يخبرها الرجل بأنه لا يعلم ولكن تأتي إليهم توصية بتحضير ذلك البوكية في الوقت الذي يطلبه هو..ذلك المجهول…
تقوم بإرسال رسالة له ع الواتس اب لتعلم بأنه يقرأ رسائلها يومياَ ولكن هاتفه مازال خارج نطاق الخدمة فالسبيل الوحيد إليه هي تلك الرسائل التي تقوم بإرسالها له، والسبيل الوحيد لها منه هو ذلك الكارت الذي أصبح يبخل حتى في اغداقها الكثير من كلماته التي باتت تفتقدها…
لتقوم بمسك هاتفها وإرسال تلك العبارات له:
أصبحت بخيل آسر أين تلك القصائد التي كنت تكتبها لي قبل سفرك؟ تُري هل مازلت تفتقدني أم بُعد المسافات بيننا جعلت قلبك كالجليد تجاهي…
لتقوم بالضغط على زر الإرسال…
باتت تُراسله باللغة الفصحى التي تعلم أنه يعشقها..
تفتقد حديثها معه كثيرا
أمّا اليوم فيصادف يوم ميلادها وتخرجها من الجامعة…
اي أنّه مضى عام مازال به بالخارج كما ظنّت…
نجحت وتخرّجت اخيراََ أصبحت اكثر تعقلاً بقراراتها تخلّت عن بعض تلك الهوجاء التي كانت تتسم بها تُكتب له يومياَ
ماذا فعلت او ماذا قررت لتفعله بيومها التالي وما آلت إليه حياتها….، تكتب وتكتب وهو يقرأ فقط دون إجابة…
انتظرت ذلك البوكية من الشوكولا ان يأتي كالمعتاد..
إلى أن سمعت طرقات تصدح فعلمت من بالخارج فهرولت لتتفاجأ بما تراه أمامها….
بوكية من الزهور باللون القرمزي تتخله بعض الزهرات الصغيرة الرقيقة من لون زهرة البنفسج
تأخذها من الرجل تُغلق الباب لتضع يدها على قلبها تراه ينبض سريعاَ خفقانه يعلو شيئاً فشيئاً، حدقتيها مُتّسعة من شدة دهشتها تردف : ورد….. ايه الروعة دي بس يا أبني بقى!! ارحمني مش هقدر على كدة.. انت هترجع امتى وحشتني؟
تُمسك بذلك الكارت تقرأ ما به
"انتظرُكِ بحديقة ذكرياتنا صغيرتي قُبيل موعد غياب الشمس…"
قرأت تلك الكلمات التي خُطّت بأناقة.. عدة مرّات لكيلا تُخطئ بشئ تعرف تلك الحديقة التي يقصدها.. هي بباحة منزلهم طالما تشاكسوا بها صغاراً وصنعوا بها أجمل الذكريات…
هرولت إلى المكان المنشود قُبيل الموعد بفترة لا بأس بها
ظلت تنتظر وتنظر إلى أن باتت أشعة الشمس مُودعة السماء ليقطع ذلك الضوء.. ظل لرجل ما بعيد ..، دققت به النظر لـ تتبين ملامحه اخيرأَ.. لتُردف بشوقٍ جارف: آسر…
تُهرول ناحيته إلى أن قفزت بين أحضانه يحتويها مُحتضناَ إياها بشوق وحنين….
_مش هتبطلي اندفاعك ده بقى…، يابنتي هو اي حد كدة واحشك تروحي تحضنيه الحضن الجامد ده!!
لتُردف له بإبتسامة اضاقت من حدقتيها كثيراً: متبقاش رخم يا أسورة هو انت حد….
اشتاق حقاَ لسماع ذلك الاسم التي تناديه دوماَ به ويغضبه كثيراَ لم يغضب تلك المرّه لكنه أبتسم حقاَ….
لتُردف شفق:زعلانة منك!! كده تسافر ومعرفش.. ترجع ومعرفش برضو.. بص متكلمنيش تاني…
يقطع عبارتها مشيراً إلى تلك الحمرة التي امتلأت بها السماء كم تمنى ان يريها ذلك المشهد و تكن بجانبه أردف قائلاَ : بصي الشفق….، امي وانا صغير كانت دايماََ بتحكيلي قصص كتير وفي مرة سمعتها قالت شفق.. وعرفت معناها واول مرة شوفتك فيها تلقائي افتكرت الشفق يمكن عشان كدة حبيت ان اسمك يكون شفق…
_انا مسافرتش اصلاَ َمقدرتش اسافر واسيبكم مقدرتش مشوفكيش، كان نفسي اقدر اسافر وابعد وادي لنفسي فرصة احاول اعيش بعيد عنّك.. بس للأسف حبك كان متملّك من قلبي
اشتريت الشقة اللي قدامكم فضلت فيها ومكنتش معرف حد غير بابا بس عشان لو ماما عرفت كانت اكيد قالتلكم..
انتي كنتي بتهّوني عليا كتير برسايلك…
أمسك برسغها ونظر مطولاً إليها قبل أن يُردف بتهكّم قائلاً :
شفق انا كبرت بقى وعجّزت وهو انا هلاقي فين حد اقضي معاه ٢١ سنة تاني واكون عارفه وعارفني
لتنطلق تلك الضحكة من بين شفتيها برقة يتخللها الخجل:طيب بس ياخفيف عجزت منين وانت ٢٥ سنة اصلاً..أكملت بتهكّم: استنى بقى اما اناولك طقم الشنان….
استطرد بكلماته التي ما إن سمعتها هي توقفت عن تلك الضحكات الساخرة…
_طيب تقبلي اني أشاركك حياتك وأكون متطفل واخد مساحة اكبر من اللي انتي محددهالي!!
تظاهرت بعدم الفهم بتلك النظرة البريئة التي نجحت برسمها بتلقائية على ملامحها.. تمنّت حقاَ لو يُعيد ما طلبه منها منذ عامين.. باتت تعلم حقيقة مشاعرها هل نجح هو ببعده عنها بإرباك مشاعرها و جعلها تتأكد انه يمثل لها اكثر من صديق طفولتها يُمثّل العالم الورديّ الذي افتقدته كثيراً حينما اختفى فجأة.. لتُردف :
لأ مش فاهمة الصراحة وضحلي اكثر كده..عاوز ايه؟!
ليُدرك سريعاً ماتريده ويفهم مُخططها جيداََ ويقرر مسايرتها به ويستطرد قائلاً بقليل من الصبر وقلقه الذي يسيطر عليه من رفضها مجدداَ له.. : شفق متستعبطيش بقى….
ثم يأخذ ذلك الشهيق مجددا.. يتنحنح بخشونة قائلاً:
طيب ياستي انا هكون في غاية السعادة والانشكاح والانبساط وكل حاجة حلوة.. لو وافقتِ بجد نكمّل حياتنا سوا.. إرتباط رسمي.. جواز.. اطفال كتير حوالينا يبقو ولادنا.. انا باباهم وانتي امهم اللي مطلعّة عين باباهم… ايه موافقة؟
تبتسم بعذوبة طأطات رأسها خجلاَ ثم رمقته من جديد مُردفة:
من منطلق ان اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش فأنا موافقة اكيد…
يرسم الجدية بملامحه : بس كدة.!!من المنطلق ده بس؟…
تُطرق رأسها بخجلٍ من جديد لتعتلي وجنتيها تلك الحمرة التي تُعطي جمالاً خاصّ بها هي وحدها محدثة بقلبه تلك الاضطرابات من جديد كلما ينظر إليها..
ليفوق من شروده : شفق انا بقول نروّح نحدد ميعاد كتب الكتاب بقى عشان كده مينفعش… قدامي يا اخرة صبري…
كُنت لكِ كشروق شمس يومٍ جديد….
تُضفين ذلك العبق على قلبي..
تتخضبِ به لـ تُصبحِ
لـ قلبي شـفق
صوّر تهالك وهي سكرانة طينة زي ماحضرتك طلبت بالظبط.
يأخذ منه رفعت تلك الصور. قائلاَ للرجل:أنت كدة مُهمتك خلصت روح انت دلوقتي على شغلك وملكش دعوة بيها تاني نهائي…
يُمسك بتلك الصور بين يديه فيُقلب بها بعدما رآها كلها أمسك كل صورة على حدة وقام بتمزيقها حتى أصبحت أكبر قطعة بها تساوي قدر (أُنملة) ليُردف بغيظ:
بقى بعد كل التخطيط ده يجي الوقت اللي اقطع بيه الصور دي بإيدي…
لـ يتذكر بعدما فعل ما فعله بإبنته من صفعات وإهانة وترهيب لم يمر سوي أيام قلائل ليسمع بعدها ذلك الصخب بالخارج
وتلك الكلمة التي انطلقت إلى أذنيه كالسهام لتفتك بهما: "دخليني عند اللي مشغلّك هنا بسرعة"
لتُردف له السكرتيرة بقلق، حيث دبّ الرعب أواصرها..:
ممنوع يا فندم مفيش ميعاد مسبق حضرتك
ليقطع عبارتها تلك.. إزاحته لها من أمامه بخشونة كادت ان تسقط على أثرها.دفع باب مكتب رفعت بعنف..
_انت مين يا غبي انت؟! ايه اللي بتعمله ده
ليُردف آسر بنبرة غاضبة وصوتٍ صاخب: أنا عملك الأسود اللي مش هَيسيبك في حالك طول ما أنت حاطط شفق في دماغك..، أسر ابن أكرم المهدي صاحب اكبر شركات الأغذية في البلد… أكيد كده انت عرفتني
اصطبغ وجه رفعت بالحمرة قائلاً: انت جاي تبلطج عليا يا ولد في شركتي و بتتحامي في اسم والدك
يباغته أسر بتلك العبارات: انا مش بتحامي في حد انا جاي اعرفك انا ممكن اعمل فيك ايه لو فكرت بعد كده حتى في أحلامك انك تيجي او تهوب ناحية بنتك اللي خسارة فيك انها تكون بنتك؛ انا هوريك ابشع كوابيسك على أرض الواقع
هعرف اجيب كل الصفقات المشبوهة واسجنك بيها وكل العز اللي انت فيه ده قادر ارجعك انت وعيلتك كلها للصفر فاتقي شرّي،ولو مش هَتصلّح علاقتك بـ بنتك وتبقى أب طبيعي، يكون أحسن برضو وتسيبها في حالها.، قسماَ بربي لو حصلّها اي حاجة او فكرت بس تمد ايدك عليها بأي شكل تاني هتشوف الوش الوحش اللي مش هيعجبك بتاع أسر….
ليُنهي عباراته.. حيث أركل ذلك المقعد الذي أمامه بعنف اصطدم بشدة ،أجفل رفعت على إثر ارتطام المقعد بالمكتب القابع به لُيعلن آسر بذلك عن مغادرته..
ليُردف رفعت بحنق بعد شروده في تلك الذكري :عشان كده الصور دى ملهاش لازمة خلاص هي استحالة بعد اللي شافته مني هتعمل حاجة وانا بعد اللي شوفته من ابن أكرم مش هقدر اجي ناحيتها أبداً….
**********
بعد مرور العديد من تلك الأيام المتشابهة بالنسبة لها..
كانت لا تبارح غرفتها اُصيبت بالحزن الشديد حتى قلبها العليل لازال يؤلمها كثيرا ماشعورك حين يغدر بك أقرب من وثقت به.. والدها كانت لاتنتظر منه الكثير ولكن حينما هاتفها مخبراَ إياها انه بحاجة لرؤيتها ظنت بذهنها الكثير من الآمال الضالّة ظنت لقائه بها بمثابة النهاية لكل مُعاناتها، ظنته سيبرر لها فعلته الشنيعة بتخلّيه عن كلتيهما منذ أمد بعيد فذهبت دون تفكير، صديقتها والحقيقة الزائفة التي كانت تبديها عكس ماتُخفيها ، بعد تلك الواقعة تحدثّت إليها (نورا)
اخبرتها بكل شر انها بالفعل ذهب إليها شخص ما للاتفاق معها بتلك الخطة الوضعية واعطاها تلك النقاط التي سكبتها في المشروب الخاص بها وطلب منها ما طلب وأخذ لها بعض الصور مُنهية حديثها بتلك العبارة الخبيثة: كنتي دايماََ مشرقة جدااا كنت بحقد عليكي وحبيت اطفيكِ انا مكنتش الصديقة المخلصة اللي افتكرتيها…أنهت مُكالمتها تلك لتترُكها بتلك الدوامة اللامنتهية من الحزن حيث التائه دون رجعة…
أمّا عنه آسر اتخذ قراره بشئ ليدوّن بذلك النهاية..
أَبي ان يُنهي قصته او لنقل قصتهما..، دون أخبارها بشئ
ذهب إليها كثيرا مُتحدثاَ إليها فكان جوابها الرفض عن مقابلته..، لتلمع بذهنه تلك الفكرة فما المانع منها ياتُري..
ابتاع لها نوع الشيكولا المفضل لها بل جمع كل أنواع الشيكولا التي تحوي الكراميل جمعها ببوكيه وُضع عليه ذلك الكارت الذي خطّ به مايجول بذهنه…
******
دلفت سمية إليها بغرفتها لتُردف لها: هتفضلي كتير كده لحد امتى يا شفق؟! يابنتي ربنا تواب رحيم وخير الخطائين التّوابين..
لتُخبرها بحزن: بس انا غلطت.. حياتي كلها كانت غلط انا ارتكبت ذنب مش عارفة أكفر عنه ازاي وحتى أسر انا مكسوفة اشوفه اصلاً لتنهي عبارتها باكية…
_يابنتي مش كل واقعة بتكسرنا لازم يكون لينا قومة بعدها
ربنا يصلحلك حالك ياشفق…،. خدي ده جالك من شوية ومكتوب ع الكارت شفق..
ل تتركها َوالدتها ضاربة كفاَ على كف قائلةً بتشتت: اول مرة في حياتي اشوف بوكية شوكولاته بدل بوكية الورد كان على ايامي ورد والله غيروه امتى ده!! …
لتتبدل حالها سريعاَ ما إن رأت تلك الشيكولا بأنواعها وترتيبها المنسق المُجذب للانتباه لتتمتم: شيكولاته وااااو ايه الجمال ده، فتسمع على الجهة الآخري والدتها تُردف: متاكليهاش كلها سبيلي واحدة ياشيفو..، فترسم تلك الابتسامة على ثغرها والتي تسللت إلى ملامحها بعد طول عناء…
تُمسك بذلك الكارت المُدون عليه اسمها لتقرأ ما به…
"اتمنى لكِ دوماَ عزيزتي الحياة المفعّمة بالنشاط،خُلقت الابتسامة لأجلكِ انتِ فكيف تدعيها هكذا دون إعطاء حقها في جعلها تتحلى بملامحك، سلامُ على قلبِك العليل الذي تمنيت دوماَ له النجاة من كل سوء، اسف أن أسأتُ بكلماتِ إليك فأنتي كنتي ومازلتي صغيرتي… مدللتي….."
ليخط بعدها اسمه بنهاية تلك العبارات…… آسر
تراقصت تلك الفراشات بقلبها فهو بكلماته تلك ازال عنها حرج اللقاء بعد ماحدث..
فأبدلت ملابسها وهيأت من شكلها ذاهبةً إليه تَشكره على الكثير الذي فعله من أجلها تحمد الله ثم قدرها بأنه أوقعها بذلك الشخص الذي ابدلها عن تلك الخيبات التي مرّت بها وساعدها دوماَ بالنهوض مجدداَ….
*****
_لسة مسافر مبقلهوش ساعة ياشفق انا افتكرتك عارفة…
ظنّت ان تلك العبارة ليست لها او انها انصتت لكلام خاطئ..
لتُردف بعدم استيعاب وصدمة: َ مين ده اللي سافر ياطنط كريمة… آسر؟!
طيب ازاي.. مقاليش ليه طيب.. طيب هيرجع امتى؟!
_مش عارفة يابنتي قالي سفرية تبع شغل أكرم ومحددش وقت للأسف..
...تتخبّط بأفكارها كيف يفعل بها ذلك لتعود ادراجها من حيث جاءت..، فتُمسك هاتفها لتحادثه… لتتفاجأ أيضاَ أن هاتفه خارج نطاق الخدمة…، كيف حدث كل هذا ومتى…..
*******
أصبحت أكثر اشراقاَ بالفعل تخطت حزناَ كبيراَ بداخلها
تذكرت في نهاية عامها الماضي حين نجحت باختبار نهاية العام الثالث الجامعي ذلك البوكية المُعد من الشيكولا وذلك الكارت لتبتسم بسرور مُهرولة تأخذه من يد عامل التوصيل الخاص حين أردفت له: ممكن اعرف مين اللي باعته باسمي المرة دي…
ل يخبرها الرجل بأنه لا يعلم ولكن تأتي إليهم توصية بتحضير ذلك البوكية في الوقت الذي يطلبه هو..ذلك المجهول…
تقوم بإرسال رسالة له ع الواتس اب لتعلم بأنه يقرأ رسائلها يومياَ ولكن هاتفه مازال خارج نطاق الخدمة فالسبيل الوحيد إليه هي تلك الرسائل التي تقوم بإرسالها له، والسبيل الوحيد لها منه هو ذلك الكارت الذي أصبح يبخل حتى في اغداقها الكثير من كلماته التي باتت تفتقدها…
لتقوم بمسك هاتفها وإرسال تلك العبارات له:
أصبحت بخيل آسر أين تلك القصائد التي كنت تكتبها لي قبل سفرك؟ تُري هل مازلت تفتقدني أم بُعد المسافات بيننا جعلت قلبك كالجليد تجاهي…
لتقوم بالضغط على زر الإرسال…
باتت تُراسله باللغة الفصحى التي تعلم أنه يعشقها..
تفتقد حديثها معه كثيرا
أمّا اليوم فيصادف يوم ميلادها وتخرجها من الجامعة…
اي أنّه مضى عام مازال به بالخارج كما ظنّت…
نجحت وتخرّجت اخيراََ أصبحت اكثر تعقلاً بقراراتها تخلّت عن بعض تلك الهوجاء التي كانت تتسم بها تُكتب له يومياَ
ماذا فعلت او ماذا قررت لتفعله بيومها التالي وما آلت إليه حياتها….، تكتب وتكتب وهو يقرأ فقط دون إجابة…
انتظرت ذلك البوكية من الشوكولا ان يأتي كالمعتاد..
إلى أن سمعت طرقات تصدح فعلمت من بالخارج فهرولت لتتفاجأ بما تراه أمامها….
بوكية من الزهور باللون القرمزي تتخله بعض الزهرات الصغيرة الرقيقة من لون زهرة البنفسج
تأخذها من الرجل تُغلق الباب لتضع يدها على قلبها تراه ينبض سريعاَ خفقانه يعلو شيئاً فشيئاً، حدقتيها مُتّسعة من شدة دهشتها تردف : ورد….. ايه الروعة دي بس يا أبني بقى!! ارحمني مش هقدر على كدة.. انت هترجع امتى وحشتني؟
تُمسك بذلك الكارت تقرأ ما به
"انتظرُكِ بحديقة ذكرياتنا صغيرتي قُبيل موعد غياب الشمس…"
قرأت تلك الكلمات التي خُطّت بأناقة.. عدة مرّات لكيلا تُخطئ بشئ تعرف تلك الحديقة التي يقصدها.. هي بباحة منزلهم طالما تشاكسوا بها صغاراً وصنعوا بها أجمل الذكريات…
هرولت إلى المكان المنشود قُبيل الموعد بفترة لا بأس بها
ظلت تنتظر وتنظر إلى أن باتت أشعة الشمس مُودعة السماء ليقطع ذلك الضوء.. ظل لرجل ما بعيد ..، دققت به النظر لـ تتبين ملامحه اخيرأَ.. لتُردف بشوقٍ جارف: آسر…
تُهرول ناحيته إلى أن قفزت بين أحضانه يحتويها مُحتضناَ إياها بشوق وحنين….
_مش هتبطلي اندفاعك ده بقى…، يابنتي هو اي حد كدة واحشك تروحي تحضنيه الحضن الجامد ده!!
لتُردف له بإبتسامة اضاقت من حدقتيها كثيراً: متبقاش رخم يا أسورة هو انت حد….
اشتاق حقاَ لسماع ذلك الاسم التي تناديه دوماَ به ويغضبه كثيراَ لم يغضب تلك المرّه لكنه أبتسم حقاَ….
لتُردف شفق:زعلانة منك!! كده تسافر ومعرفش.. ترجع ومعرفش برضو.. بص متكلمنيش تاني…
يقطع عبارتها مشيراً إلى تلك الحمرة التي امتلأت بها السماء كم تمنى ان يريها ذلك المشهد و تكن بجانبه أردف قائلاَ : بصي الشفق….، امي وانا صغير كانت دايماََ بتحكيلي قصص كتير وفي مرة سمعتها قالت شفق.. وعرفت معناها واول مرة شوفتك فيها تلقائي افتكرت الشفق يمكن عشان كدة حبيت ان اسمك يكون شفق…
_انا مسافرتش اصلاَ َمقدرتش اسافر واسيبكم مقدرتش مشوفكيش، كان نفسي اقدر اسافر وابعد وادي لنفسي فرصة احاول اعيش بعيد عنّك.. بس للأسف حبك كان متملّك من قلبي
اشتريت الشقة اللي قدامكم فضلت فيها ومكنتش معرف حد غير بابا بس عشان لو ماما عرفت كانت اكيد قالتلكم..
انتي كنتي بتهّوني عليا كتير برسايلك…
أمسك برسغها ونظر مطولاً إليها قبل أن يُردف بتهكّم قائلاً :
شفق انا كبرت بقى وعجّزت وهو انا هلاقي فين حد اقضي معاه ٢١ سنة تاني واكون عارفه وعارفني
لتنطلق تلك الضحكة من بين شفتيها برقة يتخللها الخجل:طيب بس ياخفيف عجزت منين وانت ٢٥ سنة اصلاً..أكملت بتهكّم: استنى بقى اما اناولك طقم الشنان….
استطرد بكلماته التي ما إن سمعتها هي توقفت عن تلك الضحكات الساخرة…
_طيب تقبلي اني أشاركك حياتك وأكون متطفل واخد مساحة اكبر من اللي انتي محددهالي!!
تظاهرت بعدم الفهم بتلك النظرة البريئة التي نجحت برسمها بتلقائية على ملامحها.. تمنّت حقاَ لو يُعيد ما طلبه منها منذ عامين.. باتت تعلم حقيقة مشاعرها هل نجح هو ببعده عنها بإرباك مشاعرها و جعلها تتأكد انه يمثل لها اكثر من صديق طفولتها يُمثّل العالم الورديّ الذي افتقدته كثيراً حينما اختفى فجأة.. لتُردف :
لأ مش فاهمة الصراحة وضحلي اكثر كده..عاوز ايه؟!
ليُدرك سريعاً ماتريده ويفهم مُخططها جيداََ ويقرر مسايرتها به ويستطرد قائلاً بقليل من الصبر وقلقه الذي يسيطر عليه من رفضها مجدداَ له.. : شفق متستعبطيش بقى….
ثم يأخذ ذلك الشهيق مجددا.. يتنحنح بخشونة قائلاً:
طيب ياستي انا هكون في غاية السعادة والانشكاح والانبساط وكل حاجة حلوة.. لو وافقتِ بجد نكمّل حياتنا سوا.. إرتباط رسمي.. جواز.. اطفال كتير حوالينا يبقو ولادنا.. انا باباهم وانتي امهم اللي مطلعّة عين باباهم… ايه موافقة؟
تبتسم بعذوبة طأطات رأسها خجلاَ ثم رمقته من جديد مُردفة:
من منطلق ان اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش فأنا موافقة اكيد…
يرسم الجدية بملامحه : بس كدة.!!من المنطلق ده بس؟…
تُطرق رأسها بخجلٍ من جديد لتعتلي وجنتيها تلك الحمرة التي تُعطي جمالاً خاصّ بها هي وحدها محدثة بقلبه تلك الاضطرابات من جديد كلما ينظر إليها..
ليفوق من شروده : شفق انا بقول نروّح نحدد ميعاد كتب الكتاب بقى عشان كده مينفعش… قدامي يا اخرة صبري…
كُنت لكِ كشروق شمس يومٍ جديد….
تُضفين ذلك العبق على قلبي..
تتخضبِ به لـ تُصبحِ
لـ قلبي شـفق
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية لقلبي شفق " اضغط على أسم الرواية