رواية حارة العشاق الفصل الخامس بقلم أمنية أشرف
رواية حارة العشاق الفصل الخامس
وقف كارم أمام مكتب سمران يضغط علي نفسه حتي يدخل إليها فلا يعرف لما بات الذهاب الي مكتبها ثقيل علي قلبه فهي تتعمد ان تزيد من دلالها ورقتها أمامه وايضا تتجاوز حدودها وتحاول ان تتلمس يده حينما يكون مندمج في شرح ما يخص العمل وتتدخل في حياته وتسأل عن أشياءاً لا تخصها وتحاول ان ثؤثر عليه زفر بضيق وهو يرمي هذه الافكار من رأسه ثم طرق الباب ودخل
كانت تجلس علي أريكة جلديه في آخر المكتب تضع ساق علي اخری وتلعب بهاتفها حينما رأته ابتسمت ابتسامتها الناعمه وزدات في رقه صوتها بطريقه مهلكه وقالت : كارم ..كويس أنك جيت كنت لسه هطلبك
ابتسم ابتسامه مزيفه وقال : انا تحت امرك يا فندم
عضت سمران علي شفتيها بميوعه وأشارت علي الأريكة بجانبها : طب تعالا اقعد الأول
جز كارم علي أسنانه وهو يحاول إلا يظهر لها مدی ضيقه منها ولكنه لبی لها ما تريد وجلس في آخر الأريكة
ابتسمت سمران بسخريه دون ان يلحظها وفي لمح البصر تركت مكانها والتصقت به وهي تمسك يده وتتطلع في عينه بجراءه تفاجأ كارم وهم بأن يبتعد عنها ولكن في تلك اللحظه انفتح باب المكتب ودخل آخر شخص تريد أن تراه سمران وفي هذه اللحظه بالأخص إلا وهو سيف الدسوقي
وقف سيف في إطار الباب تكاد رأسه ان تحف به
يظهر عليه الهيبه والشموخ وبعض ملامح الإجرام وتعلو شفتيه ابتسامه سخريه تصاحبه دائما
انتفض كارم بسرعه يشعر بالحرج الشديد
أما سمران شعرت وكأن دلو من الماء انسكب عليها وهو تردد بذهول : سيف
💛💛💛💛💛💛💛
ذهبت هدير الي محل الجزراه في آخر الحاره وألقت السلام ليهرع إليها سلامه الجزار سريعاً وهو يرحب بها ترحيباً حاراً : يا الف أهلا وسهلا بالست هدير نواره الحاره كلها ...وأنا أقول ليه المحل منوره كدا اتاري الست هدير طلت علينا
ابتسمت هدير ابتسامه بلاستكيه ترد بها علي ترحيبه المبالغ فيه
ليعاجلها سلامه سريعا : اؤمريني يا ست هدير طلباتك اي
ردت هدير سريعاً : الأمر لله وحده .. عاوزه كيلو لحمه موزه ونص كيلو مفروم ع الورش
هز سلامه رأسه ثم شاور علي عينه وهو يقول : من عيوني يا ست هدير ثم نادی علي احد صبيانه : واد يا حمص هات ياض احلي حته من الموزه للست هدير
لبی الصبي له ما يريد أما هو وقف يلعب في شاربه الكث وهو يرمی هدير بنظرات لا تريحها ابدا وهو تنظر إليه بأمتعاض فهو يبدو كالكوره المنتفخه لا يظهر له طولا من عرض وجلبابه الأبيض ممتلئ بالدماء
ظلت هدير تزفر بضيق كي تتمالك أعصابها حتي أتي إليها بطلباتها وهمت هي بدفع الحساب ليمنعها سلامه وهو يقول : خلي يا ست هدير والله ما ينفع ابدا
اعترضت هدير : الله يخليك يا معلم ..بس والله ما هاخد الحاجه لو ما خدت الحساب
نكس سلامه رأسه قائلاً : انتي كدا بتحرجيني يا ست هدير
ابتسمت هدير وقالت : ولا حرج ولا حاجه انت خيرك سابق يا معلم تسلم
ثم أعطت له النقود وأخذت اشيائها وذهبت وظل هو يراقب مشيتها وهو يُمنی نفسه بقرب نيل المراد
💛💛💛💛💛💛💛
كانت روان تشعر بالملل الشديد فقررت ان تذهب هي وسهير الي هدير ليجلسوا معاها يتسامرون وبالمرة تلعب مع ياسين فقد اشتاقت إليه كثيراً
وعندما ذهبوا إليها طلبت هدير من سهير ان تذهب الي كارمن وتطلب منها أن تأتي وتجلس معهم
نفذت لها سهير ما تريد وذهبت الي كارمن وافقت كارمن وطلبت منها ان تسبقها وهي ستنجز بعض الأعمال وتذهب إليهم
نزلت سهير من ع الدرج وهي تدندن بشردو
فاضي شويه ....نشرب قهوه في حته بعيده ....اعزمني علي نكته جديده وخلي حساب الضحكه عليا
تفاجأت بمن يسد عليها طريق النزول لترفع رأسها تنظر إليه ولكنها تسمرت وفتحت فمها وهي تنظر إليه كان طويل القامه يمتلك عيون زرقاء بلون البحر وشعر اصفر طويل وذقن صفراء ناعمه يبدو كالممثلين الأتراك التي تمنت دوما أن تری مثلهم ع أرض الواقع
حمحت سهير تحاول ان تفيق من تأملها المفضوح له ولكنها لم تقدر علي ان ترفع عيناها من عليه
ابتسم عمار بسخريه في داخله وهو يضيق عينيه يتأملها كما تتأمله كانت قصيره القامه تمتلك جسد مكتنز ووجه ابيض مستدير وعيون بلون القهوه وخدود منتفخه ورديه اللون تغطي شعرها بحجاب وردي وترتدي عباءه سوداء اللون
حاولت سهير ان تداري علي احراجها من تفحصه فيها لتقول بخشونه : وسع يا جدع عاوزه أعدي
ضيق عمار عينه وهو يقول بعدم فهم : ?What
مصمصت سهير شفتيها وهي تقول بسخريه : ازغط بط يا عنيا
كاد عمار ان ينفجر في الضحك ولكنه حافظ علي ملامحه وهو يقول : you are crezy
احمرت عين سهير وانفعلت لتزداد خدودها احمرارا وقالت بصوت إجرامي :جن لما يبقا يلخبطك ..ابعد ياض من قدامي بدل ما اخلي وشك شوارع
ثم لم تنتظر ان يبتعد عن طريقها لتمر من جانبه وهي تضربه بكوعها في جانبه ليتأوه عمار وهو يراقبها تنزل الدرج بعنف تبرطم بكلام غير مفهوم لينفجر في الضحك عليها ويردف : مجنونه ..بس عامله زي البطه المتزغطه
وألقی نظره اخيره عليها واكمل صعوده الي وجهته
💛💛💛💛💛💛💛💛
كان عائد من عيادته ليری نعمان يجلس أمام المقهی الخاص به ليذهب إليه وهو يرمی نفسه ع الكرسي بجانبه وهو يشعر بالإرهاق الشديد : اه حاسس ان رجلي مش شيلاني
نظر له نعمان بقلق : ليه مالك فيك اي
زفر صلاح بضيق : كنت طول الليل في المستشفی وطلعت منها ع العياده ولسه لحد دلوقتي منمتش
ربت نعمان علي كتفه بدعم : ربنا يقويك يا اخويا
ابتسم صلاح بأرهاق وردد : يارب
سكت نعمان قليلا ثم قال وكأنه تذكر شئ : اه صحيح لسه شايف واحد غريب عن المنطقه طالع العماره بتاعتك
ضيق صلاح عينه وقال : ودا مين دا ان شاء الله
هز نعمان رأسه بنفي : مش عارف بس هو يشبه كدا للست بنت عمك عَيل ملون كدا ثم سأل مستفسراً هي عندها اخوات
اومأ صلاح برأسه إيجابا وقال : ايوا عمار ...بس دا مسافر أمريكا من يجي 10 سنين فعمتقدتش ان هو
حرك نعمان كتفه ان لا أعرف ثم هتف : الله أعلم ..دلوقتي نعرف
ابتسم صلاح وأردف : ع رأيك
اقترب منهم سلامه الجزار وهو يهندم جلبابه الزيتي ويمشط شاربه الكث بيده ثم رفع يده بجانب رأسه وهو يلقي السلام : السلام عليكم
رد نعمان وصلاح السلام بدون ترحيب ولكن سلامه نادی علي صبي المقهی وقال : هاتلي كرسي هنا ياض يا عِنبه
رد الصبي سريعا : حاضر يا معلم ثواني
هز سلامه رأسه ثم وجه نظره لصلاح ونعمان وأردف ببشاشه زائده : ازيك يا داكتور وانت اخبارك اي يا معلم نعمان
ابتسم صلاح بهدوء : بخير الحمد لله ورد نعمان قائلا : في نعمه والحمد لله ...اتفضل يا سلامه اقعد
ابتسم سلامه وهو يربت علي صدره : تعيش يا معلم
ثم جلس وأردف : والله انا ربنا بيحبني عشان لقيتكوا انتو الاتنين مع بعض بما انكو يعني كبارات المنطقه وكدا يعني
زفر نعمان بضيق فهو لا يحبه ابدا ولكنه قال بهدوء : أنجز يا سلامه خير
تنحنح سلامه وهو يمثل الحرج ويبين انه يشعر بالخجل : بصراحه يعني انا عارف ان الموضوع شخصي شويه بس معرفتش اروح لمين فجيتلكم
جذب الحديث اهتمام صلاح فأعتدل في جلسته وهتف : خير يا سلامه من غير مقدمات خش في الموضوع ع طول
تنحنح سلامه مره اخري وقال سريعا : انا عاوز اطلب ايد الست هدير علي سنه الله ورسوله ...وزي ما انتو عارفين هي وحدانيه من يوم ما سيد جوزها مات وساب لها عيل صغير واكيد محتاجه راجل في حياتها
تفاجأ صلاح ونظر لنعمان الذي جحظت عينيه بشده وملامحه تُبين أنه ع وشك قتل أحدهما لينظر له صلاح نظره معناها ان تريث ولا تنفعل
ووجه حديثه لسلامه : بس انا ع حد علمي يا سلامه انك متجوز اتنين
ضحك سلامه وظهرت أسنانه البنيه وهو يقول بفخر : ومالو انا راجل مِقتدر واقدر أفتح بدل البيت اربعه وكمان صحتي بُمب والحمدلله
غلت الدماء في رأس نعمان من كلام سلامه ومعناه المبطن وكاد صلاح ان ينفجر في الضحك علي قله عقله وفكره المحدود ولكنه قال : يا سلامه كل دا انا عارفه بس
قطع نعمان حديث صلاح وهو يقرب وجه من سلامه ويقول بهدوء خطر : انت قولت عاوز تتجوز مين
ابتسم سلامه وعيناه تتلون بالإعجاب : نوراة الحته الست هدير
فما كان من نعمان إلا ان أطبق علي مقدمه جلبابه وهو يعتصرها بين يده ويخنقه بشده حتي كاد ان يلفظ أنفاسه الاخيره
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية حارة العشاق" اضغط على اسم الرواية