رواية تميمة ثائر الفصل الخامس بقلم حنان عبد العزيز
رواية تميمة ثائر الفصل الخامس
انتفض الجميع بزعر على صوت صراخ تميمه من الأسفل بينما نزل ثائر الى الاسفل بسرعه وقلق واتجه الى مصدر الصوت وكان المطبخ وتميمه تقف فوق المطبخ وهى تصرخ برعب وخوف، اقترب منها ثائر بقلق: إييه فى اييه بتصرخى على الصبح كده لييه
نظرت له بعيون باكيه من زمردتيها: ب.. بص ورااك
نظر خلفه بإستغراب ثوانى ومسح وجهه بغضب واعاد النظر أليها بضيق: انتِ مجنونه يا بنت انتِ كل الصريخ الى على الصبح دا علشان حته فار
نظرت له بغيظ ودموع: متقولش حته فار دا وحش أصلا
كاد ان يقترب منها بغضب حيث انتفض جسدها للوراء بالخوف من نظرته واقترابه، بينما هو وقف امامه بغضب وخرج من المطبخ وهو يزفر بضيق وغضب، كاد ان يصعد لكن قابله والده ووالدته بقلق: فى أييه يبنى تميمه بتصرخ كده لييه
زفر بضيق: أنتوا جايبين طفله والله دى خايفه من فار
أنفجر كلاً من حسام وحنان بضحك بينما خرجت تميمه من المطبخ بخوف وجرت على حنان بسرعه: فى فار يا طنط حنان جوا فى المطبخ شوفتوا والله دا لازم نخلص منه بسرعه
قاطعها ثائر بضيق: اااه الفار هيحتل الفيلاا ويموتنا مش كده
هزت رأسها ببراءه على كلامه: فعلاً والله
شد شعره بغضب ليتحكم فى أعصابه: ياارب انا طالح البس علشان اتزفت اروح الشغل بدل شغل العيال الصغيره دا
ثم تركهم وصعد الى الاعلى بينما نظرت تميمه على اثره بحزن: انا عملت اييه دلوقتى علشان يتعصب كده
كتمت حنان ضحكتها: هو ثائر كده مش بيحب الهزار ولا الحجات الصغيره وانتِ صوتك جاب الفيلا الى جمبنا بس
: أعمل اييه يا طنط بخاف اوى من الفئران دا حتى يوم ما...
ثم سكتت وتجمعت الدموع فى عيونها عندما أتت تلك الذكرى فى رأسها، فهمتها حنان وضمتها الى صدرها بحزن: إنسى يا حبيبتى إنسى كل حاجه هتبقا بخير
سقطت دموع تميمه وهى تشدد على احتضانها: يارب يا طنط يارب.
اما فى الاعلى كان يقف امام المرأه يصفف شعره وفجأه جاء فى عقله منظرها وهى تقف على المطبخ وتصرخ بخوف، فغزت إبتسامه على وجهه عندما تذكر هيئتها التى كانت مثل الأطفال، ولكن فاق وعنف نفسه بشده: إييه الى بتهببوا دا وبتفكر ليها فيها ليييه أصلا إنت ناسى نوران هتخونها كده يعنى لالا انا لازم أبعد عن الى اسمها تميمه دى يارب تولد بقا وأخلص
قاطع حديثه مع نفسه صوت دخولها الغرفه وهى تنظر له بتوتر وخوف هى لا تعلم ولكن عندما ترااه أمامها يهتز جسدها من الخوف وهذا من صغرها ليست الآن فقط
نظر على انعكاسها من خلال المرأه وملامح الخوف على وجهها وأخذ يسأل نفسه لماذا هى تخاف منه هكذا عندما ترااه ترى بسبب ظروف زواجهم ام ماذا، تنهد بضيق وكاد أن يخرج من الغرفه ولكن عاد ووقف امامها وهى تنظر له بإستغراب، حتى قال ببرود يشوبه بعض الحده: إنتِ قدامك قد إييه وتولدى
ردت برقه وأستغراب: انا فى الشهر الرابع قدامى خمس شهور
مسك قبضتيه بغضب وتركها وذهب ولكن وقف وهو معطى ضهره لها وقال بحده: انا بسأل علشان اشوف المسلسل دا هيخلص امتا مش اكتر
ثم تركها وغادر كالأعصار بينما هى جلست على السرير بدموع وهى تضع يدها على بطنها: شوف ماما بتعمل اييه علشانك ياحبيبى علشان لما تكبر تحمينى مش هيكون ليا غيرك خلاص.
: هو فين دلوقتى؟!
رد الطرف الاخر من الهاتف: لسه خارج يا باشا ورااح القسم وتميمه هانم مخرجتش ولا شوفناها من وقت ما اتجوزت
: خليك حوالين الفيلاا واول ما تلمح تميمه خارجه لوحدها تنفذ الى قولتلك عليه انت فاهم
: حاضر يا باشا
اغلق الهاتف وهو ينظر بضيق امامه: مش هقعد أبنيه فى سنين هتيجى هى وتبوظ كل حاجه بخططلها بالساهل كده لا يا تميمه هبعدك انتِ والى فى بطنك عن هنا خاالص
ثم إبتسم بشر وامسك هاتفه مره أخرى واتصل على احدى رجاله بصرامه: عرفت البت بتاعه إمبارح تبقا مين
: ايوه يا باشا بعتلك كل حاجه تخصها لحضرتك على الواتس أى خدمه
: لا لو عرفت مكان بيتهم خليك مراقبها ال 24 ساعه لحد ما أشوف هعمل فيها اييه
: تمام يا باشا
اغلق الهاتف ثم فتح المسج وأخذ يقرأ معلومات عنها وهو يبتسم بشر وخبث وهو يهمس: إنه جحيمك يا آيه
وقفت امام الفيلا وهى تطلع إليها بإستغراب وبعض الخوف: يعنى دلوقتى تميمه هنا يا ماما دا شكله يخوف ولا اييه دا
ثم حملت ارجلها ودلفت الى الداخل ولكن اوقفها بعض الحراس بجديه: خير يا أنسه فى حاجه
نظرت لهم بضيق: صاحبتى جوا وعايزه اشوفها
_صاحبتك مين يا انسه هو الدخول هنا سهل اصلا
نظرت له بغضب: بقولك تميمه صاحبنى جوا انت مش بتفهم لييه يا أذكى اخواتك انت
صمت الحارس ونظر لها باسف: أنا اسف حضرتك مكنتش اعرف انك تبع تميمه هانم اتفضلى جوا ادى خبر للشغاله توصلك ليها
نظرت له بصدمه: تميمه هانم!!! واييه التحول دا مجرد ما سمع إسمها سبحان الله
دلفت خلفه الى الداخل وهى تقع عينها بأنبهار على الحدائق المزينه حتى وصلت داخل القصر واشارت لها الخادمه بالجلوس حتى تعطى خبر لتميمه
نظرت هى حولها بإستغراب من تلك الفيلا الراقيه فهى قصر ليست فيلاا حتى سمعت صوت خطوات تقترب منها.
نزلت الى الاسفل بإستغراب عندما ابلغتها الخادمه بوجود ضيفه لها، اخذت تنظر الى تلك الجالسه وهى تنظر حولها بإنبهار سرعان ما صرخت بفرحه: آيه
اتجهت آيه إليها بسرعه واشتياق وقامت بمعانقتها بشده وحب وظلوا هكذا دقائق حتى انفجرت تميمه فى البكاء فجاه داخل احضانها وآيه تحاول تهدأتها..
بعد وقت...
كانت تجلس وآيه تمسك يديها بحنان: أحسن دلوقتى
إبتسمت لها تميمه: انا بقيت احسن لما شوفتك كنتى وحشانى اوى
: وإنتِ كمان يا تميمه إحكيلى أييه الى حصل يا تميمه واييه حكايه جوازك دى ولييه باباكى قالى كلام غريب كده
نظرت لها تميمه بلهفه: بابا قالك أييه؟!
: قالى قولى لتميمه إنى اسف وإنه غصب عنى
سقطت دموع تميمه مره أخرى على كلمات والده بينما نظرت لها آيه بإستغراب: مالك يا تميمه أحكيلى يا حبيبتى أنا كنت حاسه بقالك فتره متغيره من وقت الاجازة وأنتِ فيكى حاجه غريبه
جهشت تميمه فى البكاء بقوه حتى قالت وسط دموعها: أنا حامل يا آيه
نظرت لها آيه بصدمه: إيييييييي!!!!!
نظرت تميمه الى الأرض بدموع: عارفه إنك ممكن تفكرى إنى مش كويسه والولد دا جه من طريق حرام أكيد دماغك حطتك فى تصورات وانى مش متربيه وكم.....
قاطعتها آيه بعناق دافئ ودموع: انتِ غبيه يا تميمه إنتِ أغلى حد فى حياتى وأنضف واحده عرفتها انتِ عملتى حجات كتير صح قدامى فاكره لما رفضتى عُمر فى الجامعه وقتها البنات كلها احترمتك مع انه ميترفضش بس انتِ غيرهم كلهم إتكلمى يا حبيبتى أنا سمعاكى وهصدقك فى كل حاجه
هدأت تميمه وبدأت فى سرد كل ما حدث معها وسط دموعها وشهقاتها التى تتلف منها خارج إرادتها وصدمه آيه ودموعها على معاناه صديقتها كل تلك الفتره بمفردها.
ضمتها آيه إليها بدموع: يااااه يا تميمه إنتِ إستحملتى كتير أوى يا حبيبتى بس متقلقيش انا معاكى ومش هسيبك تانى أبداً مهما حصل
ضمتها تميمه بدموع: أنا تعبت اوى يا أيه بس مستحمله علشان إبنى يطلع يلاقى أسم لأب حتى لو كان مش أبوه الحقيقى بس مش عايزه حد بعدين يقوله أى كلمه تجرحه
أخرجتها آيه من حضنها ومسكت يديها بحنان: هيبقا اجمل ولد من اقوى ام فى الدنيا والله يا تميمه وكل حاجه وحشه هتعدى ومتخافيش من أى حاجه انا معاكى يا حبيبتى
هزت تميمه رأسها بدموع وهى تمسك بيد آيه وكأنها تستمد منها القوه
: طيب وجوزك يا تميمه معرفتهوش الحقيقه لييه؟!
تنهدت تميمه بحزن: الحقيقه صعبه عليه يا آيه دا هيتصدم فى ناس كتيره اوى فى حياته باباه طلب منى مقولش الحقيقه وانا مكنتش عايزاه يكمل معايا بإحساس الذنب خلينا كده الخمس شهور الجايين لحد ما أولد على خير وبعدين كل واحد يروح لحياته
: طيب ونوران الى بيبحبها دى برده مش هتقولوا
شعرت تميمه بنغزه فى قلبها ولكن تجاهلتها وأكملت بحزن: هيعرف لوحده حقيقتها يا آيه
: إنتِ لسه بتخافى منه؟!
نظرت لها تميمه بسخريه: لأ. بقيت اخاف اكتر من الأول منه
شددت آيه على يد تميمه لمحاوله مواستها بهدوؤ.
إن للأصدقاء طريقة سحرية في خياطة كل الثقوب التي يدخل منها القلق"♡
: طيب انا همشى بقا علشان اتاخرت يا تميمه
مسكت يديها بحزن: إقعدى شويه معايا إنتِ وحشانى
نظرت لها آيه بمرح: يستى بكره هتيجى الكليه وتقولى يارتنى، إنتِ جايه بكره صح اول يوم لازم تحضرى
تنهدت تميمه پحزن: مش عارفه خايفه اوى
مسكت آيه يديها بقوه: انا معاكى متخافيش هستناكى بكره
ابتسمت لها تميمه: حاضر يا ستى هاجى
ودعتها تميمه وخرجت آيه وصعدت تميمه الى الأعلى لتريح راسها وجسدها قليلا من مواصله الذكريات السيئه التى اعادت تذكرها اليوم.
بينما خرجت آيه والتفكير يكاد يعصف بها بتميمه وحياتها التى أصبحت شبهه مدمره حتى وصلت منزلها ودلفت الى الغرفه وهى تتعاصف افكارها وتحاول التفكير بأى طريقه تساعد بها تميمه لتحسين حياتها الى الأفضل.
فى المساء جلس الجميع على الطاوله العشاء جلس على الرأس حسام وبجانبه حنان زوجته وتجلس تميمه مقابل حنان بينما وصل ثائر والقى السلام بهدوؤ وجلس بجانب تميمه
بينما انتفضل جسد تميمه من جلوسه بجانبها ووقفت فجأه، نظر لها الجميع بإستغراب
نظر لها حسام بتساؤل: فى حاجه يا بنتى وقفتى لييه
نظرت له بتوتر: هاا لا ولا حاجه انا شبعانه شكراً
نظرت لها حنان بعتاب: لا طبعاً اقعدى كلى انتِ كنتى قاعده مع زميلتك طول اليوم ومكلتيش حاجه اقعدى كده غلط عليكى
: يا طنط انا والله شب....
قاطعها ثائر بجمود ونبره لا تحمل النقاش وهو ينظر الى طبقه: إقعدى كلى
جلست بسرعه وخوف عندما سمعت كلامه تحت ضحكات حنان وحسام المكتومه على منظرها وخوفها منه
بينما هو ابتسم بداخله على رد فعلها الطفولى وأكمل طعامه بهدوؤ...
كان يتمدد على السرير بهدوؤ وهو يعبث فى هاتفهه ولا يعير أنتباه لتلك الواقفه امامه بتوتر وهى تفرك يديها بخوف وقلق حتى فاقت على صوته البارد: عايزه أييه
حمحت بخوف ونظرت له بتعلثم: ه.. هو الحقيقه يعنى... بكره اول يوم كليه وكده وكنت عايزه أروح
ترك هاتفهه ونظر لها مطولاً ثم قال: ماشى تقدرى تروحى اطفى النور انا هنام
وقفت مكانها مصدومه من رد فعله وهو يتمدد على السرير ويستعد للنوم هل وافق بتلك السهوله وما هذا الهدوؤ الذى يحاوطه اليوم، فاقت من تفكيرها واغلقت النور وتمددت على السرير بحماس فهى اشتاقت لجامعتها بشده بينما هو عندما شعر بانتظام انفاسها قام من السرير وخرج للشرفه وهو يحمل هاتفهه ويتصل بأحد الارقام: ايوه يا صالح بكره الصبح بدرى عينك مش هتضيع من على مراتى فاهم اى حاجه بره الجامعه او جواها تبلغنى انت فاهم.. يلا سلام
اغلق الهااتف وهو ينظر امامه بشرود: لازم اعرف مين صاحب العمله دى اكيد هتشوفه بكره وقتها هخليكى تتمنى الموت يا تميمه..
جاء الصباح المحمل ببداية جديد واحيانا تكون البدايه هى نهايه النهايه.
وقفت امام المرأه وهى تثبت حجابها الزهرى وفستانها الابيض الواسع الذى يزينه بعض الورود الصغيره الزهريه بابتسامة قد طال غيابها حملت حقيبتها الزهريه وكادت ان تخرج ولكن وجدت ثائر يدخل الغرفه عندما وقعت عيناه على كتله الجمال والبرائه التى امامه فذالك اللون مع بشرتها البيضاء وعيونها جعلها فعلاً كالملاك
لاحظت نظراته لتحمر وجنتيها خجلاً وحمحت: أنا نازله الكليه دلوقتى
فاق على صوتها وقبض على يديه بعنف وهو يتخيل انها تجهز حالها من اجل ان ترى ذالك الوغد، نظر لها بوجهه متهجم بارد: السواق تحت هيوصلك
ثم تركها وغادر بينما هى استغربت تغير ملامح وجهه فجأه هكذا هزت راسها بتعب ونزلت الى الاسفل لتودع حنان وحسام وتنطلق الى كليتها....
كان لا يستطيع التركيز فى عمله، اخذ تفكيره يخيل له كل ما هو بشع، هل تقابله الآن أم تحدثه هل يمسك يديها هل هل هل..... اخذت الاسئله تعصف به كثيراً حتى فاق على صوت رنين هاتفف وكان صالح المسؤول عن مراقبه تميمه فتح ثاير الهاتف بسرعه ولهفه سرعان ما تحولت عيونه للسواد الحالك وصرخ بغضب: اقفل انا جاااى الكليه حالاا.....
يتبع الفصل السادس اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية تميمة ثائر" اضغط على اسم الرواية