رواية صراع الحياة الفصل السادس بقلم مريم محمد
رواية صراع الحياة الفصل السادس
بنهاية الإسبوع كانوا يسيرون بجانب بعضهم في طرقات المستشفى.
تطلع يونس إلى الغرف التي تحيطه من حوله ثم هتف بتفكير وهو يلتفت إليها :
-بس حقيقي فكرة إن المبنى دا يكون منفصل عن المبنى الرئيسي دا كويس جدا.
فأبتسمت تمارا ثم هتفت بعدما تاكدت منه لم ياتي هنا من قبل :
-واضح إنك مجتش هنا خالص؟
فوقف يونس عن السير :
-في الحقيقة مكنتش باجي هنا نهائي ولو جيت مكنتش بهتم إن أشوف المباني اللي حوالين المبنى الرئيسي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وصل فريد في الوقت المتفق عليه قام بشد المقعد ثم جلس وهو يهتف معتذرا :
-أسف لو إتأخرت عليكي.
فأجابت لمار بنفي :
-لا أبداً أنا اللي جيت بدري.
فهزا فريد رأسه بتفهم :
-أتمنَي ام يكون الورق عجبك؟
عقدت لمار كفيها ببعضهمْ ثم تحدثت بجديَه :
-في الحقيقه يا أستاذ فريد الورق حلو جدا، بس في كام نقطه حابَه أنها تتغير.
فهز فريد رأسه بعدم إعتراضْ :
-مفيِشْ مشكله ممكن تقوليِليِ هما إيه.
فأكملت لمار حديثها بجديَهَ :
-في مشاهد خارجَه أنا مقدرش أعملهاَ يعني، ولا مبادئى ولا شخصيتي ووضع عيلتي في البلد يسمح بمشاهد زي دي.
فركَ فريد ذقنهُ بتفكير :
-هو قرار زي داَ يبقَي في أيد فادي ممكن واحنا بنمضي الورق تعرفيه.
صمت لمار لثواني نفكر في هذا الفادي الذي لم تقابله سوي مره واحده لكن شيئا بداخلها يشعرها بالقلق لكن سريعا نا شعور الفرحه اصمت هذا القلق وهزت رأسها بالموافقه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بالحديقة الخاصة بالمشفيَ دخلت بسمة وهي تبحث بعينيها في المكان فرقعت انظارها علي تمارا تقف وهي تسير بجانب شاب مجهول الشخصيه لها ،اسرعت الخطوه إليها ثم هتف مناديه اليها ألقت التحيه عليَ تمارا فاخذتها تمارا وجلسوا بجانب قريب من يونس بعد ما أذنت منه تمارا بالتحدث معها.
صغت تمارا جيدا لما سردتهُ بسمة عليَ مسامعها من المعاناة التي حدثت لها مأخراً، وبما قام به طليقها من عدم السماح لها بأخذ طفلتها، ومن طمع أختها بالمال .
أمسكت تمارا بكف بسمه في حزن علي هذه السيدة التى عانت ومازلتْ تعاني فى هذه الحياة بمفردها لكن دائما هناك ما هو احن من الاشخاص وهو الله ،. هتفت بنبره تحمل اللوم:
-كل دا يحصل يا بسمة ومتكلمنيش.
مسحت بسمة دموعها :
-محبتش أتقلْ عليكي أكتر من كده كفايه وقفتك جمبيِ أيام علاجى.
فتحدثت تمارا بعتاب :
-ولو، مش أنتي دايماً تقولي إني زي أختك الصغيرة.
فقطعتها بسمة بسرعة ومحلامح الحزن مازالت ثابته علي وجهه :
-طبعا أختي وأكترْ كمان، دا اللي هى من لحمي ودمي عاوزه ترميني في الشارع .
فأبتسمت تماراَ بهدوء :
-يبقيَ دلوقتي لازم نرفع قضيهَ عليه.
فحفضت بسمه راسها بتفكير لثواني ثم رفعت راسها وهي تهتف بتساؤل :
-طب وهنلاقيِ محامي فين؟
قطعهم صوتاً ياتي من خلفهم كان يستمع إلى الحديث منذ بدايته :
-لا متقلقوش دي عندي .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان عمار ينزل علَي الدرج ويتجه نحو باب البيت لكن أوقفهُ صوت والده وهو يهتف بصرامهَ :
-كنت فين طول الإسبوع يا عمار؟
فتوقف عمار ثم رد ببعض التوتر :
-كان عندي شغل كتير في المكتب.
فاجاب فضل بتساؤل :
-لدرجة إنكْ تبات هناك؟
فهتف عمار مبررا :
-ما حضرتك عارف يونس مسافر وأنا اللي شايل حاجات كتير في الشغل.
فتحدث فضل بتفهم :
-تمام، أنا كلمت حماك وقالي إنك كنت هتأجل فرحك، مفيش فرح هيتأجلَ،. مش ناقص يحصل مشاكل معاك أنت كمان.
فهتف عمار بنبره يسودها بعض من الغضب:
-داَ فرحيِ أنا ومراتي وإحنا اللي نحدد نأجل ولا نتمم، وعمتاً إحنا َ رجعنا في قرارنا، بعد أذنك يا بابا عشان حمزه مستنيني عندنا شغل.
فنظر فضل إلى أبنه بتفكير ثم تحدث :
-ياريت تعرف البيه إن أهله لسه عايشين ليكون نسينا ولا حاجه.
فنتهدَ عمار بصوت عاليِ وهتف وهو يغادر البيت :
-حاضر يا بابا.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
نظرت له تمارا بدهشه من وجوده ثم انشقت شفتيها ببسمه ثقه فهي تعلم جيداً ان تدخله فى هذا الأمر سوف يساعدهم كثيراً ثم نظرت إلى بسمه محاوله ان تطمنها.
بالفعل بعد نصف ساعهَ كان المحامي الخاص بيونسْ
قد وصل وقام بالتحدث مع بسمة، وقصت عليه ماحدث بالتفصيل وقف المحامي منهيً حديثه بعدما اخذ منها كل المعلومات:
-تمام يبقيَ حضرتك تعدي عليا بكره يكون ورق التوكيل وباقي الاوراق جاهزه وبعدها نقدر نرفع قضية حضانة إنك تضمي بنتك ليكي ، وإن ْ شاء الله من أول جلسه تاخديها.
وقفت بسمة أمام يونس وهيَ تنظر له بشكر وإمتنانْ :
-حقيقي مش عارفةَ أشكرك أزايِ ،جميلك دا هيفضل عليَ طول فوق راسي.
فأبتسم لها يونس ثم تحدث وهو ينظر إلى تمارا:
-دا مش جميل ربنا ساعات بيحطلناَ ناس في طريقنا بيبعتلنا عن طريقهم مساعدته، زي ما ربنا بعتني هنا عشانك بالظبط، المهم دلوقتي متفكريش في حاجة غير إن بنتك هترجع تاني لحضنك، قوليلي أنتيِ خريجة اي؟
فاجابت بسمة بتوتر :
-أحم كان معايا دبلوم تجارة.
فمد إليها ورقه مدون عليها عنوان وهو يهتف بنبره يسودها الحماس :
-حلو تروحي بكره العنوان دا هتعرفي اللي هناك إنك تبعى وتقدري تستلمي شغلك.
فأشارتْ بسمة إلى نفسها بذهول :
-شغل ليا أنا؟
فهزَ يونس رأسه بتأكيد،. بينما تمارا التي كانت تتابع ما يحدث لم تستطع ان تزيل نظرها عنها اغمضت عينها لثواني محاوله السيطره على هذا الشعور الذي راودها ثم ألتفت إلى بسمه
ثم وضعت يديها حول كتف وهي تهتف قائلة:
-شوفتي ربنا فرجها إزاي؟
غادر المحامي ثم أخذت تمارا بيد بسمة واتجهُوا نحو التجمع الذي تعده تمارا بحديقة المستشفي وتبعهم يونس؛
أتخذ كل منهما مقعد لكي يجلسو عليه ثم قامت تمارا بالتحدث :
-مساء الخير حقيقي مبسوطة بالتزامكُوا بالجلسة ودي حاجة مفرحاني جدا قبل ما نبداء رحبوا بصديقنا الجديد.
فأشارت بيديهَا نحو يونس ليكيِ يعرف عن نفسه فتحدث يونس ببعض التوتر:
-مساء الخير أنا يونس
فقام الجميع إلقاء التحية :
-أهلا يا يونس.
مر الوقت كان الجميع تحدث بما مر به في الفترةَ الأخيرهَ
أخذت تماراَ يونس ثم تقدمت نحو سيدة كانت بعقدهَا الخامس فمن يقع نظره عليها يري هذا اللون الابيض الذي خطي شعيراتها السوداء القليله التي تتطاير من الامام وقد تمردت وخرجت عن طوع حجابها والتي من الواضح تمني جديدة ،
علمات الشيب التي خطت علي وجهها كان الحياة أثرت على ان تخطو علي وجهها.
وقفت تمارا أمامها ثم تحدثت بفرحة لم تستطع اخفائها :
-أحب أعرفك عليَ أكبر حد حضر ليا الجلسة بتاعتي ماما سميرة.
فمد يونس يديه :
-أهلا بحضرتك.
فقابلته سميرة ببتسامة تزين وجهها :
-أهلا يابنيِ، إن شاء تخرج منها علي خير، ومتحزنشْ كده ربك كبير.
فجلس يونس أمامها بإستغرابْ لهذه السيدة التى تشع منها الطيبة:
-ليه حضرتك بتقولي كده؟
فأبتسمت سميرة :
-مستغرب مش كده بس في الحقيقة وأحنا قاعدين قدرت أشوف حزنك وخوفك بوضوح.
فنظر لها يونس بدهشه ثم نقلق نظره بينها وبين تمارا الذي كانت تنظر إلى سميره الذي اينطاعت ان تري حزنه هي الأخرى قطعته شرودهم سميره وهي تهتف :
- هحيكيلكْ قصة مرة كان في واحدة هى وجوزها عايشين في حياة سعيدة جدا ربنا حرمهم من الخلفة وكان هو السبب وحاربو لسنين مع بعض انهم يحاولو لكن ربك مأردش ،وبعد أكتر من عشرين سنة جواز عرفت إنها عندها كانسر ولما عرف سابها ومشي
توقفت لثواني وهي تنظر أمامه وانشقت شفتيها عن ابتسامه حسره لم تستطع الايام ان تمحوها :
- ومش بس كده لا أتجوزْ عليها، وهيَ بعدها بتلت سنين قدرت تحارب عليَ المرض دا بمساعدة ناس ومن فترهْ عرفت أنُه جاله نفس المرض ومش بس كده مراته سابته؛ عاوز بعد دا كله ومقدرش أشُوف اللي في قلبك بوضوح.
نظر لها يونس بأعينْ مليئة بالدموع اغمض عينيه محاولا السيطرة عليه ثم هتف متسائلاً :
-دي قصتك أنتيِ مش كده؟
فهزت سميرة رأسها بتأكيد، مسحت تمارا دمعه قد هربت من مسكنها ثم حاولت أن تغير الموضوع :
-أحنا هنقلبها نكد ولا إيه، لا ماما سميرة دي أكتر حد ممكن تشوفه وتضحك من غير سبب.
فأشارت إليها سميرة لكي تقترب، فأقتربت منها ثم جلست بجانب يونس فتحدثت تمارا وهي تهتف بحماس :
-ماما سميرة نسيت تقلك انها بتعمل شوية فساتين تحفة.
فتحدث يونس بنبره يسودها الدهش :
-بجد!؟
فأجابت عليه سميرة :
-إيه مصدوم، زمانك بتقول الست الكركوبه دي عندها نظر وبتشوف تعمل فستانين عليَ أديها.
فنظر إليها يونس بأستغرابَ مصطنع :
-مين دي اللي كركوبه.
ثم أقترب منها وهو يتحدث بصوت منخفض لكنه وصل إلى أذن تمارا :
-طب عارفةَ أنتي أحلى من الدكتورة دي، لا أحلي إيه دا أنتي أصغر منها كمان.
فعقدت تمارا حاجبيها بزعل وهي تضم شفتيها مثل الاطفال :
-بقي كده يا بشمهندس.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بالمساء عادت تمارا إلى البيت، رأت بعض الحقائب موضعه بجانب الباب فسألت والدتها بإستغراب :
-الله الشنط دي بتاعه مين!؟
فأجابت فاطمة وهيَ ترتديِ حقيبة اليد الخاصهَ بهاَ:
-أنتي جيتي، خالك كلمني وقال أنه جاي بكره فقولت أخد خالتك عشان نروح نفتح البيت.
فجلست تمارا علي الأريكهَ:
-طب مبعتيش حد من الأمن ليه يفتح وكنتُوا رحتوا الصبح.
فأجابت فاطمة قائله:
-دلوقتى من الصبح مش فارقه المهم متنسيش تيجيِ بليل عشان تسلميِ عليهم.
فوقفت تمارا ثم أتجهتْ نحو غرفتها بتهرب :
-موعدكيش إن أجي بكره ولو على خالو في أي وقت ممكن أروحله الشركة.
أجابت هذه المرة ساجدة التي كانت تتابع الحديث وتعلم جيدا في مكنون نفسها ان ابنة شقيقتها سوف تهرب لسنوات :
-وهتفضلي تهربي لحد أمتي؟
فتوقفت تمارا عن السير ولكن لم تلتفت لهم :
-لحد ما ياسر يعرف إني مش له ويعرف كويس أنه خان صاحبه وإبنْ عمته.
شدت فاطمة يد ساجدة محاولة السيطرة على غضبها :
-يلا يا ساجدة عشان أنا خلاص تعبت منها، لمار عندك جوه نايمه لما تصحي أبقوُا أتعشوُا.
تطلع يونس إلى الغرف التي تحيطه من حوله ثم هتف بتفكير وهو يلتفت إليها :
-بس حقيقي فكرة إن المبنى دا يكون منفصل عن المبنى الرئيسي دا كويس جدا.
فأبتسمت تمارا ثم هتفت بعدما تاكدت منه لم ياتي هنا من قبل :
-واضح إنك مجتش هنا خالص؟
فوقف يونس عن السير :
-في الحقيقة مكنتش باجي هنا نهائي ولو جيت مكنتش بهتم إن أشوف المباني اللي حوالين المبنى الرئيسي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وصل فريد في الوقت المتفق عليه قام بشد المقعد ثم جلس وهو يهتف معتذرا :
-أسف لو إتأخرت عليكي.
فأجابت لمار بنفي :
-لا أبداً أنا اللي جيت بدري.
فهزا فريد رأسه بتفهم :
-أتمنَي ام يكون الورق عجبك؟
عقدت لمار كفيها ببعضهمْ ثم تحدثت بجديَه :
-في الحقيقه يا أستاذ فريد الورق حلو جدا، بس في كام نقطه حابَه أنها تتغير.
فهز فريد رأسه بعدم إعتراضْ :
-مفيِشْ مشكله ممكن تقوليِليِ هما إيه.
فأكملت لمار حديثها بجديَهَ :
-في مشاهد خارجَه أنا مقدرش أعملهاَ يعني، ولا مبادئى ولا شخصيتي ووضع عيلتي في البلد يسمح بمشاهد زي دي.
فركَ فريد ذقنهُ بتفكير :
-هو قرار زي داَ يبقَي في أيد فادي ممكن واحنا بنمضي الورق تعرفيه.
صمت لمار لثواني نفكر في هذا الفادي الذي لم تقابله سوي مره واحده لكن شيئا بداخلها يشعرها بالقلق لكن سريعا نا شعور الفرحه اصمت هذا القلق وهزت رأسها بالموافقه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بالحديقة الخاصة بالمشفيَ دخلت بسمة وهي تبحث بعينيها في المكان فرقعت انظارها علي تمارا تقف وهي تسير بجانب شاب مجهول الشخصيه لها ،اسرعت الخطوه إليها ثم هتف مناديه اليها ألقت التحيه عليَ تمارا فاخذتها تمارا وجلسوا بجانب قريب من يونس بعد ما أذنت منه تمارا بالتحدث معها.
صغت تمارا جيدا لما سردتهُ بسمة عليَ مسامعها من المعاناة التي حدثت لها مأخراً، وبما قام به طليقها من عدم السماح لها بأخذ طفلتها، ومن طمع أختها بالمال .
أمسكت تمارا بكف بسمه في حزن علي هذه السيدة التى عانت ومازلتْ تعاني فى هذه الحياة بمفردها لكن دائما هناك ما هو احن من الاشخاص وهو الله ،. هتفت بنبره تحمل اللوم:
-كل دا يحصل يا بسمة ومتكلمنيش.
مسحت بسمة دموعها :
-محبتش أتقلْ عليكي أكتر من كده كفايه وقفتك جمبيِ أيام علاجى.
فتحدثت تمارا بعتاب :
-ولو، مش أنتي دايماً تقولي إني زي أختك الصغيرة.
فقطعتها بسمة بسرعة ومحلامح الحزن مازالت ثابته علي وجهه :
-طبعا أختي وأكترْ كمان، دا اللي هى من لحمي ودمي عاوزه ترميني في الشارع .
فأبتسمت تماراَ بهدوء :
-يبقيَ دلوقتي لازم نرفع قضيهَ عليه.
فحفضت بسمه راسها بتفكير لثواني ثم رفعت راسها وهي تهتف بتساؤل :
-طب وهنلاقيِ محامي فين؟
قطعهم صوتاً ياتي من خلفهم كان يستمع إلى الحديث منذ بدايته :
-لا متقلقوش دي عندي .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان عمار ينزل علَي الدرج ويتجه نحو باب البيت لكن أوقفهُ صوت والده وهو يهتف بصرامهَ :
-كنت فين طول الإسبوع يا عمار؟
فتوقف عمار ثم رد ببعض التوتر :
-كان عندي شغل كتير في المكتب.
فاجاب فضل بتساؤل :
-لدرجة إنكْ تبات هناك؟
فهتف عمار مبررا :
-ما حضرتك عارف يونس مسافر وأنا اللي شايل حاجات كتير في الشغل.
فتحدث فضل بتفهم :
-تمام، أنا كلمت حماك وقالي إنك كنت هتأجل فرحك، مفيش فرح هيتأجلَ،. مش ناقص يحصل مشاكل معاك أنت كمان.
فهتف عمار بنبره يسودها بعض من الغضب:
-داَ فرحيِ أنا ومراتي وإحنا اللي نحدد نأجل ولا نتمم، وعمتاً إحنا َ رجعنا في قرارنا، بعد أذنك يا بابا عشان حمزه مستنيني عندنا شغل.
فنظر فضل إلى أبنه بتفكير ثم تحدث :
-ياريت تعرف البيه إن أهله لسه عايشين ليكون نسينا ولا حاجه.
فنتهدَ عمار بصوت عاليِ وهتف وهو يغادر البيت :
-حاضر يا بابا.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
نظرت له تمارا بدهشه من وجوده ثم انشقت شفتيها ببسمه ثقه فهي تعلم جيداً ان تدخله فى هذا الأمر سوف يساعدهم كثيراً ثم نظرت إلى بسمه محاوله ان تطمنها.
بالفعل بعد نصف ساعهَ كان المحامي الخاص بيونسْ
قد وصل وقام بالتحدث مع بسمة، وقصت عليه ماحدث بالتفصيل وقف المحامي منهيً حديثه بعدما اخذ منها كل المعلومات:
-تمام يبقيَ حضرتك تعدي عليا بكره يكون ورق التوكيل وباقي الاوراق جاهزه وبعدها نقدر نرفع قضية حضانة إنك تضمي بنتك ليكي ، وإن ْ شاء الله من أول جلسه تاخديها.
وقفت بسمة أمام يونس وهيَ تنظر له بشكر وإمتنانْ :
-حقيقي مش عارفةَ أشكرك أزايِ ،جميلك دا هيفضل عليَ طول فوق راسي.
فأبتسم لها يونس ثم تحدث وهو ينظر إلى تمارا:
-دا مش جميل ربنا ساعات بيحطلناَ ناس في طريقنا بيبعتلنا عن طريقهم مساعدته، زي ما ربنا بعتني هنا عشانك بالظبط، المهم دلوقتي متفكريش في حاجة غير إن بنتك هترجع تاني لحضنك، قوليلي أنتيِ خريجة اي؟
فاجابت بسمة بتوتر :
-أحم كان معايا دبلوم تجارة.
فمد إليها ورقه مدون عليها عنوان وهو يهتف بنبره يسودها الحماس :
-حلو تروحي بكره العنوان دا هتعرفي اللي هناك إنك تبعى وتقدري تستلمي شغلك.
فأشارتْ بسمة إلى نفسها بذهول :
-شغل ليا أنا؟
فهزَ يونس رأسه بتأكيد،. بينما تمارا التي كانت تتابع ما يحدث لم تستطع ان تزيل نظرها عنها اغمضت عينها لثواني محاوله السيطره على هذا الشعور الذي راودها ثم ألتفت إلى بسمه
ثم وضعت يديها حول كتف وهي تهتف قائلة:
-شوفتي ربنا فرجها إزاي؟
غادر المحامي ثم أخذت تمارا بيد بسمة واتجهُوا نحو التجمع الذي تعده تمارا بحديقة المستشفي وتبعهم يونس؛
أتخذ كل منهما مقعد لكي يجلسو عليه ثم قامت تمارا بالتحدث :
-مساء الخير حقيقي مبسوطة بالتزامكُوا بالجلسة ودي حاجة مفرحاني جدا قبل ما نبداء رحبوا بصديقنا الجديد.
فأشارت بيديهَا نحو يونس ليكيِ يعرف عن نفسه فتحدث يونس ببعض التوتر:
-مساء الخير أنا يونس
فقام الجميع إلقاء التحية :
-أهلا يا يونس.
مر الوقت كان الجميع تحدث بما مر به في الفترةَ الأخيرهَ
أخذت تماراَ يونس ثم تقدمت نحو سيدة كانت بعقدهَا الخامس فمن يقع نظره عليها يري هذا اللون الابيض الذي خطي شعيراتها السوداء القليله التي تتطاير من الامام وقد تمردت وخرجت عن طوع حجابها والتي من الواضح تمني جديدة ،
علمات الشيب التي خطت علي وجهها كان الحياة أثرت على ان تخطو علي وجهها.
وقفت تمارا أمامها ثم تحدثت بفرحة لم تستطع اخفائها :
-أحب أعرفك عليَ أكبر حد حضر ليا الجلسة بتاعتي ماما سميرة.
فمد يونس يديه :
-أهلا بحضرتك.
فقابلته سميرة ببتسامة تزين وجهها :
-أهلا يابنيِ، إن شاء تخرج منها علي خير، ومتحزنشْ كده ربك كبير.
فجلس يونس أمامها بإستغرابْ لهذه السيدة التى تشع منها الطيبة:
-ليه حضرتك بتقولي كده؟
فأبتسمت سميرة :
-مستغرب مش كده بس في الحقيقة وأحنا قاعدين قدرت أشوف حزنك وخوفك بوضوح.
فنظر لها يونس بدهشه ثم نقلق نظره بينها وبين تمارا الذي كانت تنظر إلى سميره الذي اينطاعت ان تري حزنه هي الأخرى قطعته شرودهم سميره وهي تهتف :
- هحيكيلكْ قصة مرة كان في واحدة هى وجوزها عايشين في حياة سعيدة جدا ربنا حرمهم من الخلفة وكان هو السبب وحاربو لسنين مع بعض انهم يحاولو لكن ربك مأردش ،وبعد أكتر من عشرين سنة جواز عرفت إنها عندها كانسر ولما عرف سابها ومشي
توقفت لثواني وهي تنظر أمامه وانشقت شفتيها عن ابتسامه حسره لم تستطع الايام ان تمحوها :
- ومش بس كده لا أتجوزْ عليها، وهيَ بعدها بتلت سنين قدرت تحارب عليَ المرض دا بمساعدة ناس ومن فترهْ عرفت أنُه جاله نفس المرض ومش بس كده مراته سابته؛ عاوز بعد دا كله ومقدرش أشُوف اللي في قلبك بوضوح.
نظر لها يونس بأعينْ مليئة بالدموع اغمض عينيه محاولا السيطرة عليه ثم هتف متسائلاً :
-دي قصتك أنتيِ مش كده؟
فهزت سميرة رأسها بتأكيد، مسحت تمارا دمعه قد هربت من مسكنها ثم حاولت أن تغير الموضوع :
-أحنا هنقلبها نكد ولا إيه، لا ماما سميرة دي أكتر حد ممكن تشوفه وتضحك من غير سبب.
فأشارت إليها سميرة لكي تقترب، فأقتربت منها ثم جلست بجانب يونس فتحدثت تمارا وهي تهتف بحماس :
-ماما سميرة نسيت تقلك انها بتعمل شوية فساتين تحفة.
فتحدث يونس بنبره يسودها الدهش :
-بجد!؟
فأجابت عليه سميرة :
-إيه مصدوم، زمانك بتقول الست الكركوبه دي عندها نظر وبتشوف تعمل فستانين عليَ أديها.
فنظر إليها يونس بأستغرابَ مصطنع :
-مين دي اللي كركوبه.
ثم أقترب منها وهو يتحدث بصوت منخفض لكنه وصل إلى أذن تمارا :
-طب عارفةَ أنتي أحلى من الدكتورة دي، لا أحلي إيه دا أنتي أصغر منها كمان.
فعقدت تمارا حاجبيها بزعل وهي تضم شفتيها مثل الاطفال :
-بقي كده يا بشمهندس.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بالمساء عادت تمارا إلى البيت، رأت بعض الحقائب موضعه بجانب الباب فسألت والدتها بإستغراب :
-الله الشنط دي بتاعه مين!؟
فأجابت فاطمة وهيَ ترتديِ حقيبة اليد الخاصهَ بهاَ:
-أنتي جيتي، خالك كلمني وقال أنه جاي بكره فقولت أخد خالتك عشان نروح نفتح البيت.
فجلست تمارا علي الأريكهَ:
-طب مبعتيش حد من الأمن ليه يفتح وكنتُوا رحتوا الصبح.
فأجابت فاطمة قائله:
-دلوقتى من الصبح مش فارقه المهم متنسيش تيجيِ بليل عشان تسلميِ عليهم.
فوقفت تمارا ثم أتجهتْ نحو غرفتها بتهرب :
-موعدكيش إن أجي بكره ولو على خالو في أي وقت ممكن أروحله الشركة.
أجابت هذه المرة ساجدة التي كانت تتابع الحديث وتعلم جيدا في مكنون نفسها ان ابنة شقيقتها سوف تهرب لسنوات :
-وهتفضلي تهربي لحد أمتي؟
فتوقفت تمارا عن السير ولكن لم تلتفت لهم :
-لحد ما ياسر يعرف إني مش له ويعرف كويس أنه خان صاحبه وإبنْ عمته.
شدت فاطمة يد ساجدة محاولة السيطرة على غضبها :
-يلا يا ساجدة عشان أنا خلاص تعبت منها، لمار عندك جوه نايمه لما تصحي أبقوُا أتعشوُا.
يتبع الفصل السابع اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية صراع الحياة " اضغط على أسم الرواية