رواية المعلم الفصل السادس بقلم تسنيم المرشدي
رواية المعلم الفصل السادس
جلس ريان أمام والده وطلب من شقيقه المكوث معهم ، تنهد ثم قال بنبرة تريد الخلاص :-
_ أنا جبتلك شقة بعيدة عن هنا نص ساعة ، مفتاحها اهو تقدرو تروحوا في أي وقت ..
_ اتسعت مقلتي هاني بدهشة وهتف بعدم تصديق ممزوج بالذهول :-
_ بجد ؟
_ أماء ريان رأسه مؤكداً حديثه ، نهض هاني بحماس جلي ، تقوس ثغر ريان بإبتسامة ظناً أنه سيبادله عناق ، نهض هو الآخر حتي يعانقه ، لكنه تفاجئ بولوجه داخل غرفته ، ارتخت ملامح ريان بيأس وفقدان أمل فهذا هو أخيه ولن يتغير قط ،
_ ولج هاني لغرفته مسرعاً ، اقترب من زوجته الحبيبة وحاوطها من ظهرها ثم رفع يده أمام عينيها :-
_ مفتاح شقتنا يا روحي
_ اتسعت خضروتاها بدهشة واستدارت إليه بجسدها ورددت بعدم تصديق :-
_ بجد ، ريان وافق يعطينا الشقة اللي فوق ؟
_ هز هاني راسه بإنكار وقال موضحاً :-
_ لا دي شقة تانية بيقول بعيدة عن هنا نص ساعة ، بس مش مهم المهم أن بقي لينا شقة لوحدنا
_ استشاطت غيظاً مما يفعله ذاك الريان حتي يُبعدها عنه ، لكن لا لن تخضع الي تصرفاته الحمقاء وتعلن إستسلامها بتلك السهولة التي يتوقعها فالطريق مازال طويلا حتي تصل إلي قلبه ولن تتركه قط ،
_ تنهدت بغضب ثم أخذت المفتاح من بين يدي زوجها بعصبية ودلفت الي الخارج مندفعة بريان قائلة بوقاحة :-
_ متشكرين يا معلم ريان إحنا مش بنشحت منك ، أنا مبسوطة هنا ومش همشي بالسهولة اللي انت مفكرها دي ، أخوك عندك اهو لو عايز يمشي هو يتفضل لكن أنا لأ ،
_ اقتربت منه وانحنت بجسدها لتكون في مستواه وامسكت بيده ثم وضعت بها المفتاح وهي ترمقه بنظرات مشتعلة ثم ولجت داخل غرفتها مرة أخري أسفل نظرات هاني المصدومة ،
_ بربك ماذا تفعلي أيتها المجنونة البلهاء ، أترفض الآن وهي من طالبت بتلك الشقة ، أليست هي من أذاقته مرارة الحياة فقط لكي تحصل علي تلك الشقة ، لقد افتعلت العديد من الأكاذيب الفارغة لكي تمنعه من التقرب منها حتي تملُك تلك الشقة ! إذا ماذا حدث الآن ؟
_ ولج خلفها وطرق الباب بعنف واندفع بها بنبرة حادة :-
_ ينفع أفهم ايه اللي انتي عملتيه ده ؟ مش دي الشقة اللي كنتي هتموتي عليا
_ رمقته شزراً وهي تسحق أسنانها بغضب وصاحت به :-
_ أنا عايزة الشقة اللي فوق مش التانية
_ رفع حاجباه بذهول مستنكراً تصرفاتها المبهمة بالنسبة له وتمتم بعدم تصديق :-
_ يسلام ! هي فرقت يعني ، فوق من تحت مش المهم اننا في الآخر هنتلم لوحدنا في شقة
_ تأففت رنا بضيق بائن ثم أولته ظهرها متوعدة لريان متمتمة بداخلها :-
_ماشي يا ريان عايز تبعدني عنك ، ده بعدك ، بكرة انت اللي هتجيلي تتمني رضايا استني عليا بس مش رنا الدمنهوري اللي يتضحك عليها ..
_ خارج الغرفة .. تنهد ريان مستاءً وهتف بتهكم :-
_ أنا كده عملت اللي عليا يا حج
_ عداك العيب يابني
_ قالها ماهر بآسي لما يحدث ، بينما استأذن ريان ثم صعد إلي الاعلي ، كاد أن يفتح الباب لكنه تراجع وفضل المكوث مع صديقه قليلاً قبل أن يقابل ذات الرداء الفضفاض ، ظهرت علي ثغره إبتسامة ساخرة عندما وصفها بذلك الوصف ،
_ هبط سريعاً إلي الأسفل قبل أن تشعر بوجوده ،وقام بالاتصال علي صديقه خالد قائلاً :-
_ ايه يابني انت فين ؟
_ أنا في البيت في حاجة ؟
_ قالها خالد وهو يُقبل وجنتي أية ( زوجته ) بحُب ، أجابه ريان بتوسل :-
_ طيب ما تنزل تقعد شوية علي القهوة أنا مش عايز اطلع البيت من بدري كده !
_ رمقته اية بنظرات رافضة تماماً لتلك الفكرة ، ابتسم خالد علي تصرفاتها ثم هتف قائلا :-
_ خمس دقايق وهتلاقيني عندك ، سلام
_ ابتعدت عنه وقد اعتلي الغضب تقاسيم وجهها وصاحت به :-
_ هتنزل وتسيبني يا خالد ، ماشي براحتك يلا قوم روح لصاحبك
_ تعالت ضحكاته ثم جذبها لاحضانه مرة أخري ، حاولت التملص من بين ذراعيه لكنه أبي أن يتركها قائلا بحدة مصطنعة :-
_ما تهدي بقا ، ريان مش بيطلب نقعد في القهوة غير قليل جداً وغالبا بيكون مخنوق من حاجة فطبيعي اقف معاه ولا ايه يا يويو ؟
_ تنهدت مصطنعة الحزن :-
_ خلاص خلاص انا لحظة كمان وهشفق عليه
_ لكزها خالد في ذراعها قائلا بمزاح :-
_ اتلمي يابت ويلا قومي حضريلي هدوم علي لما أخد دوش سريع
_ غمز إليها بعيناه بينما هي قهقهت بدلال ، بادلها خالد الضحك هو الآخر وهتف مازحاً :-
_ إلعب يا سمك
_ نهضت أية من جانبه وتعمدت أن تتغنج أمامه ربما يشعر بالندم حيالها ، استدارت إليه ورمقته بطرف عيناها :-
_ انت الخسران أصلا مش انا ..
_ زم شفاه بحزن زائف وردد مستاءً :-
_ عارف والله بس خليها عليكي المرة دي ، يلا بقا اعملي اللي قولتلك عليه بسرعة
_ أرسل إليها قُبلة في الهواء ثم ولج داخل حمامه لينعم بإستحمام سريع ..
_ أنهي حمامه ودلف للخارج ، ارتدي ثيابه التي أحضرتها أية ثم أقترب منها وقبل طرف شفتيها بنعومة شديدة :-
_ سلام يا حبيبي
_ اقتربت هي منه وقبلته في وجنته قائلة برقة :-
_ متتأخرش ..
_ أماء رأسه ثم غادر المنزل متوجهاً الي المقهي الذي يجلسان به دوماً ، وصل إلي ريان وجلس مقابله وقال متسائلا بإهتمام :-
_ مالك يا بني انت مش بتطلب نقعد هنا غير لما بيكون في حاجة ؟
_ زفر ريان أنفاسه بضجر بائن وهتف مغيراً مسار الحوار :-
_ لا عادي عايز أسهر معاك بس مش أكتر ..
_ رفع خالد حاجبيه بعدم تصديق :-
_ مممم هحاول أصدقك ، تلعب طاولة ؟
_ ظهرت إبتسامة عريضة علي ثغر ريان قائلا بغرور :-
_ وحشتك الخسارة ؟
_ انفجر خالد ضاحكاً واجابه من بين ضحكاته :-
_ ده انا هقطعك يا عراقي بس اصبر عليا بس ..
_ مر ياسر وألقي التحية عليهم وردد مرحباً :-
_ مساء الخير يا رجالة
_ إلتوي ثغر ريان بإبتسامة وسأله بفضول :-
_ راجع منين كده في الوقت ده ؟
_ اقترب ياسر منهم وسحب مقعد وجلس بينهم وأجاب ريان قائلا بتهكم :-
_ مفيش كنت عند بنت عمي في الفندق
_ ضيق ريان عينيه عليه عاقداً حاجبيه بغرابة وسأله متعجباً :-
_ هي بنت عمك قاعدة في فندق ليه ؟
_ حمحم ياسر بحرج وهتف موضحاً :-
_ أهلي مش قابلينها مع إن هي والله محترمة جدا وهادية وتتحب و...
_ صمت ياسر من تلقاء نفسه عندما أدرك وقوعه بالحديث ورأي كلاً من خالد وريان يرمقانه بنظراتهم المتعجبة ثم انفجرا كليهما ضاحكين ، أسرع خالد بالحديث ساخراً :-
_ ده العراقي الصغير وقع ولا حد سمي عليه
_ تابع ريان مضيفاً علي حديث صديقه :-
_ انت نويت يابني علي الجواز بالسرعة دي ؟
_ عقد ياسر حاجبيه بتعجب وتسائل بفتور :-
_ هو مش مسألة جواز أكيد في الوقت ده ، ده انا لسه عارفها من يومين بس انا مرتاح لها دي كل الحكاية
_ ردد خالد وهو يُكمل لعبه مع ريان دون أن ينظر إلي ياسر :-
_ مرتاح وبعدها مرحلة إعجاب وبعدها تدخل علي الانجذاب وهوبا تقع في الحب يا عزيزي
_ تقوس ثغر ياسر بإبتسامة خجولة وقد تلونت وجنتيه بالحُمرة خجلاً ، ثم تسائل ريان بغرابة :-
_ وليه يعني ميتجوزهاش علي طول بدل اللفة دي كلها ؟
_ رمقاه كليهما بنظرات مبهمة لم يستطيع تفسيرها حتي شعر ريان أنه قد فعل شئ فادح بسبب نظراتهم ، ابتلع ريقه وتسائل بحيرة :-
_ في ايه بتبصولي كده ليه ؟
_ أجابه ياسر موضحاً :-
_ جواز من غير حب ازاي ، دي تبقي حياة شكلها ايه دي ؟
_ أضاف خالد لحديث ياسر قائلا بنبرة متريثة :-
_ يابني في ناس بتدخل حياتك تتحكم في دقات قلبك ، تلاقي قلبك هادي وأول لما يشوفهم يعمل مهرجانات جوة كأنه مش بيشتغل غير في وجودهم ،
_ ردد ريان ساخراً :-
_يسلام هو البني ادمين كمان اللي بقت بتتحكم في دقات القلب يا سبحان الله !
_ عقد خالد ما بين حاجبيه بغرابة وهتف متسائلا بفضول شديد :-
_انت محستش الأحاسيس دي مع المدام قبل الجواز ولا ايه ؟
_ شعر ريان لوهلة بالخجل الشديد لأنه لا يعلم عن ماذا يتحدثون ، انجذاب وإعجاب ماذا ؟ أليس مفهوم الحب هو الزواج ؟ أهناك شيئا اخر يجهله ؟
_ كاد أن يسألهم لكنه تراجع فمن الممكن أن يقع في موضع سخرية بينهم ، لا ليس من الضروري أن يسألهم شئ ، تنهد بضجر وشد تعابير وجهه وتلك كانت طريقته دوماً للفرار من أي حوار ، بينما ضحك خالد علي حالته وأردف بثقة :-
_ عارف أنا الوش ده طلاما خَشِب كده يبقي إحنا دخلنا في منطقة محظورة ، كمل لعب يا ريان أحسن ..
_ واصل كليهما اللعب بينما استأذن ياسر وهم بالمغادرة وتركهم يُكملوا سهرتهم بمفردهم ..
_________________________________________________
_ استيقظت بنشاط في الساعة السادسة صباحاً ، ارتدت ثيابها التي أعددتها أمس استعداداً للتقديم بالجامعة ، أبتسمت متحمسة وهي لا تطيق الانتظار لأكثر من ذلك ،
_ أمسكت بهاتفها وضغطت علي زر الاتصال بياسر ، وقفت في الشرفة قيد انتظار إجابته بفروغ الصبر ، لم تمر إلا ثواني معدودة حتي استمعت لنبرته الرخيم :-
_عنود أنتي كويسة ؟
_ ابتسمت لإهتمامه بها وأجابته بنبرة رقيقة :-
_ الحمدلله ، بس انا كنت عايزة منك طلب !
_ اعتدل من نومه وأجبر جميع حواسه علي الاصغاء لها لتضيف هي قائلة :-
_ الدراسة قربت تبدأ وأنا محتاجة أقدم وإلا السنة هتروح عليا ينفع تساعدني لاني طبعا معرفش الاماكن هنا ..
_ أبتسم بسعادة لأنه أول من لجئت إليه وطالبت بمساعدته ، ربما لأنها لا تعرف شخص آخر ، تجهمت تعابير وجهه عندما صارح نفسه بتلك الحقيقة ، تنهد بحرارة ثم أجابها :-
_ تمام خمس دقايق وهكون عندك ..
_ نهض وهو يتثائب بكسل ثم ولج داخل الحمام ، سكب بعض المياه علي وجهه ومن ثم عاد لغرفته وارتدي سريعاً حتي يذهب إلي تلك الصغيرة التي سلبت عقله تماماً ،
_ إلتوي ثغره بإبتسامة عذبة عندما تذكر ملامح وجهها الخجولة وآخري لإبتسامتها الرقيقة التي لا تتعدي شفاها الورديتان ،
_ شعر بنبضات قلبه التي تزداد عُنفواناً عن ذي قبل وتمني لو يحطم تلك الجدران التي تفصل بينهم ويصل إليها في أقل من الثانية ،
_ تنهد بحرارة واغمض عيناه مُشكلاً إبتسامة علي ثغره وهو يراها أمامه في عالمه الخاص به ، فتح عيناه ليتفاجئ بوالدته ترمقه بغرابة من أمره وتسائلت وهي تضع يدها علي ذقنها :-
_ انت واقف عندك بتضحك علي إيه ؟
_ ابتلع ريقه ثم غادر من أمامها دون أن يتفوه بكلمة ، رمقته بتعجب وسارت خلفه هاتفه بغضب :-
_ انت هتفضل متكلمنيش لأمتي أن شاء الله ، كل ده عشان حتة البت اللي لا نعرف أصلها ولا فصلها ، حِكم ياما هنشوف
_ التفت اليها ورمقها بنظرات مشتعلة وقال بغضب يحاول كبحه :-
_ البت دي بنت عمي يعني عرضي وعرضكم قبل مني ، دي حتي لو جاية من الشارع وملهاش أهل وطلبت مساعدتنا لازم نعُولها ونحميها ، ما بالك بقا ببنت عمي يعني واحدة من العيلة تعملوا فيها كده ؟ لو انتو قاسيين أنا مش قاسي وهقف جمبها ..
_ وضعت يديها في منتصف خصرها رافعة إحدي حاجبيها مندفعة فيه :-
_مالك محموق لها اوي كده ليه أوعي تكون لعبت في دماغك يا حيلة !
_ أزفر أنفاسه بضجر بائن لذاك الحوار المثير للجدل ، حاول أن يتحلي بالصبر قدر المستطاع واجابها بهدوء :-
_ البنت دي أنا هتجوزها يا امي ،
_ شهقت سعاد بصدمة وهي تضرب بيدها علي صدرها :-
_ يلهوي تتجوزها ، تتجوز تربية أجانب والله أعلم لو كانت بكيستها ولا لأ !
_ ضيق عيناه بغرابة من أمرها وصاح بها مندفعاً ولم يستطيع السيطرة علي كبح غضبه أكثر من ذلك :-
_ كيس ايه ومشمع ايه ، تربية الاجانب دي أنا مشوفتش واحدة في ربع احترامها هنا في بلدي ، وآه هتجوزها ما انتوا رافضينها وأنا لازم أقف جنبها بس مش بصفتي ابن عمها ، لا بصفتي جوزها اللي هيحميها منكم ..
_ رمقها ياسر بنظرات تحدي تدل علي إصراره الكبير علي قراراه ثم تركها وغادر المنزل ، لطمت هي علي صدرها بقوة مرة أخري ورددت بحسرة :-
_ يتجوزها ! الحرباية لافت علي ابني لحد ما وقعت الشاب اللي زي الورد هتعمل زي أمها أخدت أبوه من وسط عيلته ومات ومحدش يعرف عنه حاجة العقربة ..
_ اعتدلت في وقفتها لتكون أكثر جرأة وشموخ وواصلت حديثها قائلة بتحدي :-
_ لكن ده بعُدها الحرباية دي ، ده الحيلة هو في غيره عشان تيجي تاخده كده علي الجاهز ..
_ أسرعت خطاها وولجت داخل غرفتها ، وقفت أمام زوجها وهتفت بصياح جلي :-
_ انت لازم تتصرف أنا ابني هيضيع مني ، الحرباية لدغته بسمها وانا لا يمكن اسيبه يضيع حياته بإيده
_ وضع منصور يده علي فمها ليجبرها علي الصمت وردد متسائلاً :-
_ ششش في ايه مسورة وانفجرت حرباية ايه اللي بتتكلمي عنها ؟
_ أزفرت أنفاسها وقالت بنبرة سريعة لم يفهم منها شئ :-
_ البت اللي بتقول أنها بنت أخوك دي
_ مالها ؟
_ تسائل منصور بعدم استيعاب الأمر بعد ، بينما أجابته سعاد وهيي تسحق أسنانها بغضب عارم :-
_ إبنك عايز يتجوزها
_ ايييييه ؟
_ صاح بها مندفعاً وهو يسحق أسنانه بغضب ، رمقها بنظراته التي لا توحي بالخير ثم صاح متوعدا لها :-
_ ده يكون آخر يوم في عمرها ، عايزة تعمل في ابني زي ما أمها علمت في اخويا ،
_ أنهي جُملته ثم غادر سريعاً وهو يتوعد لها بداخله ، تفاجئ ياسر بوقوفها علي باب الفندق مُشكلة ابتسامة عذبة مختلفة تماماً عن ذي قبل مليئة بالنشاط والحيوية ظاهرة برائتها وكأنها طفلة ،
_ بربك ماذا تقول انت ؟! هي بالفعل طفلة ،ابتسم لها وألقي التحية عليها بحفاوة :-
_ انتي واقفة هنا ليه ؟
_ زفيرا وشهيقاً فعلت هي بحماس جلي في خلاياها محافظة علي ابتسامتها الهادئة التي ازدادت إشراقة واجابته بنبرة متحمسة :-
_ مش قادرة استني لحظة كمان عايزة أروح أقدم حالا انت متعرفش أنا بحلم باللحظة دي من أمتي ..
_ شعرت بتلك الحرارة المنبعثة من وجهها عندما رأته يتعمد النظر إليها بعيناه اللامعة وكأنها تروي له قصة ، لما كل هذا الاهتمام الذي يبادر به نحوها دائماً ، لم تنكر أنها أحبت نظراته التي تحمل الفخر كما كان يفعلا والديها دائما بنظراتهم المرموقة قبل أن يأدوا رأيهم ..
_ تنهدت وأردفت بإرتباك خجل :-
_ هتفضل تبصلي كتير ؟
_ لآخر يوم في عمري ..!
_ قالها ياسر بلا وعي منه ، رمقته بإندهاش جلي لتصريحه لها ، اتسعت مقلتيها بذهول كما خفق قلبها بعُنف ،
_ لم يكترث ياسر لما تفوه به ولن يعتذر هذه المرة فتلك البندقتين تربكانه دائماً ولا يدري ما عليه قوله أمامها ، لكن تلك المرة لم يشعر بالضجر وكأنه يريد الخلاص من لهيبه المشتعل بداخله وليحدث ما يحدث ،
_ تعمد أن يطالعها بعذوبة عاشقة لذات البندقيتين التي آذابت قلبه وسار مُتيم بها ، نعم أيام قليلة لم تجمع بينهم أي مواقف تتعدي حاجز المعقول لكنه لأول مرة يسمح لفتاة بأن تسلب عقله وروحه بلا إرادة منه ،
_ أحبها كما هي ولا يتمني غيرها إمرأته ، هي صغيرة لكنها نجحت بعفويتها بسلب قلبه منه دون إرادة وكأن قلبه بات خاليا من دونها ..
_ رفعت يدها الصغيرة أمام وجهه تشير إليه محاولة تنبيهُ أو ربما إيفاقته من تلك الدوامة التي غرق بها ، ابتلع ريقه وأردف بنبرة شغوفة :-
_ يلا بينا ؟
_ أماءت راسها برفض وتابعت متسائلة بإستفسار :-
_ يعني ايه اللي انت قولته حالا ؟
_ تعجب ياسر من سذاجتها أو ربما تعمدها لجهل ما قاله حتي تجبره علي البوح بمشاعره ، لكن لا ليس وقت مصارحة الآن ، لننهي إجراءات إلتحاقك بالجامعة أولاً يا صغيرتي ومن ثم نبوح لاحقاً ..
_ يلا عشان منتأخرش
_ أردف بها وهو مشكل إبتسامة علي ثغره أسفل نظراتها المبهمة عليه ، حاول أن يتماسك أمامها قدر الإمكان حتي لا ينفجر ضاحكاً بينما لم تعلق عنود عليه ربما ليس بالوقت المناسب لتفسير ما قاله ،
_ سحبت نفساً عميق وسارت بجواره تاركة بعض المسافة بينهم وما إن خطت خطوة حتي شعرت بحرارة الصفعة التي دوت علي وجهها ،
_ رفعت بصرها لتعرف هويته وتفاجئت بعمها منصور هو من صفعها ، ترقرقت الدموع في عينيها وهي ترمقه بنظراتها البريئة بينما تفاجئ ياسر بفعلة والده ، اقترب منه وهو لازال مصدوماً وهتف بعدم تصديق :-
_ انت بتضربها ليه هي عملت لك ايه ؟
_ أمسك منصور بذراعه وأجبره علي الإبتعاد عنها قائلا وهو يرمقها بنظرات مشتعلة :-
_ ده جزاتها لما فكرت تخطفك من أهلك زي أمها خطافة الرجالة اللي أخدت أخويا معاها ومنعته عننا
_ دني منصور منها وأردف من بين أسنانه المتلاحمة :-
_ بس ده بُعدك يابت انتي ، ابني خط أحمر اخرك تحلمي بيه ، تتمنيه ، لكن تطوليه مش هنولهالك
_ اجهشت في البكاء وهي لا تعي عن ماذا يتحدث ذاك الرجل ، لكنها لن تضعف أمامه مطلقاً ، كفكفت عبراتها بأناملها ثم عدلت من وقفتها لتكون أكثر جُرأة وشجاعة ورفعت سبابتها في وجهه محذرة :-
_ أنا أمي مش خطافة رجالة أنا أمي حبت أبويا ، وده سبب أنه يسيبكم ويروح لها ، بس انتو هتعرفوا ايه عن الحب ياحرام صعبت عليا
_ صمتت من تلقاء نفسها عندما دوت صفعة أخري علي وجهها لكن تلك المرة كانت أشرس وأعنف ، اقترب منها منصور وجذبها من حجابها هاتفاً بحنق :-
_ أنا هوريكي أنا هعمل فيكي ايه ، عشان مش حتة بت زيك اللي تتكلم معايا أنا كده ، أنا مبصعبش علي حد يروح أمك
_ تفاجئ الجميع بمرور منصور في المنطقة وبيده فتاة صوت صراخها عالٍ يدوي في المكان ، حاول ياسر منعه مراراً لكن محاولاته بائت بالفشل الذريع ، فوالده أقسم أن يهينها أمام الجميع لكي تترك تلك البلدة وتفر هاربة خشية من أفعاله معها ،
_ ألقي بها منصور في منتصف المنطقة ، تجمع حشد كبير من أهالي المنطقة أثر صياحهم ليعلموا حقيقة تلك الضجة ..
_ هتف ياسر بتوسل :-
_ يا بابا كفاية اللي بتعمله ده انا عمري ما هسامحك ابدا
_ رمقه منصور شزراً وقد لوي ثغره متصنع الحزن وخيبةالامل وصاح بنبرة مرتفعة :-
_ سمعتوا يا ناس ، سمعتوا ابني الحيلة بيقولي ايه ، عشان حتة بت جاية تخطفه زي ما أمها خطفت أخويا قبل كده ، شاهدين علي اللي بيحصل عشان محدش يلومني علي اللي هيحصل مني ، ده مهما كان ابني برده ، ابني اللي بيقولي مش مسامحك عشانها ..
_ وقعت علي مسامع ريان تلك الضجة الخارجية ، نهض وتوجه الي الخارج حيث تفاجئ بالحشد الهائل من سُكان المنطقة واقفين التي أمامه ،
_ نادي علي أحد عماله بصوت جهوري متسائلا عما يحدث :-
_ هو في ايه يابني ، ايه اللمة دي ؟
_ رفع العامل كتفه وأردف :-
_ مش عارف بس بيقولوا الحج منصور بيتخانق ..
_ عقد ريان ما بين حاجبيه ثم سار مهرولاً نحوهم ، اجتاز ذاك الحشد الهائل بصعوبة بالغة ، واخيرا وصل لآخر نقطة ليتفاجئ بمنصور يصفع فتاة مُلقاه علي الأرض تصرخ بشدة ،
_ ركض نحوهم وأمسك بذراع منصور قبل أن يصفعها للمرة التي لا يعلم كم عددها ، رمقه ريان بنظرات مشتعلة وصاح به هدراً :-
_ ايه اللي انت بتعمله ده يا عم منصور ، انت بتضرب بنت في الشارع وفي منطقتي ؟
_ ابتلع منصور ريقه وحرر ذراعه من بين قبضتي ريان ، وعاد ببصره إلي عنود وبصق علي وجهها بتقزز ، صعق ريان من تصرفاته الوقحة وأسلوبه المهين حيال تلك الفتاة ،
_ وقف ريان مُشكلاً حاجز بين منصور وبين الفتاة وأجبره علي الإبتعاد قائلاً بإندفاع :-
_ احترم نفسك بقا ، لولا صلة القرابة اللي بينا كان ليا تصرف تاني معاك
_ احتدت نظرات منصور علي ريان وهتف بغضب :-
_ انت إزاي بتكلمني كده المفروض تحترمني ده أنا راجل كبير أد أبوك
_ سحق ريان أسنانه لهذا المختل وأجابه بنبرة حادة ممزوجة بالخجل لكونه قريبه :-
_ وهو في راجل كبير يمد أيده علي بنت في الشارع كده وسط الناس ؟
_ أجابه منصور بحنق يريد انهاء هذا التحقيق السخيف :-
_ بنت اخويا وبربيها محدش له دعوة
_ اتسعت حدقتي ريان بصدمة جلية واردف ولازال في حالة ذهول تام مسيطر علي تقاسيم وجهه :-
_ بنت أخوك ! يعني عرضك وتعمل فيها كده في الشارع ؟
_ حاول منصور العودة إلي عنود لكن منعه ريان و أبي أن يفتح له مجالاً للعودة إليها واضعاً إحدى يده علي صدر منصور محذراً :-
_ أقف مكانك يا راجل يا كبير يا عاقل
_ بحث ريان بسودتاه علي ياسر وما أن رآه حتي صاح به مندفعاً بصوت جهوري :-
_ تعالي هنا!
_ حرر ياسر نفسه من بين ذراعي هؤلاء الرجال الذي أمرهم منصور بالامساك به حتي لا يمنعه عما يفعله بتلك اللعينة ، أسرع ياسر نحو عنود مباشرة وجلس القرفصاء مقابلها ، انسدلت قطرة من عيناه علي حالتها المذرية ، لم يتمني أن تُهان بهذا الشكل مطلقاً ، أزفر أنفاسه بضجر بائن وردد بنبرة محتنقة :-
_ انتي كويسة ؟
_ لم ترفع بندقيتاها هذه المرة وظلت تبكي بحرقة ، لم تكن بتلك الشجاعة التي ظنت أنها تمتلكها ، كيف ستواجه كل هذا الحشد من الناس بعد أن هانها ذاك الرجل المدعو عمها بهذا الشكل المُشين ، أين كرامتها ؟ أين كبرياؤها التي تتحلي به ، لم تتوقف قطرات عينيها عن النزول مطلقاً ، ياليته طعنها بخنجر ولم يفعل ذلك بها ،
_ خد بنت عمك وامشوا يا ياسر وادخل عندي المكتب
_ قالها ريان بنبرة آمره ليومأ ياسر رأسه موافقاً ثم مد يده إليها :-
_ تعالي معايا
_ رفعت عنود رأسها ومررت انظارها علي الجميع بحياء شديد ، صعقت من هذا الكم الهائل الذي يشاهدها ، وضعت يدها أمام وجهها تخفيه من نظراتهم التي تتآكلها بشراهة ظاهرة ،
_ استشف ريان خجلها من خلف تصرفاتها ، رفع بصره علي الجميع وصاح هاتفاً بحدة :-
_ يلا كل واحد يروح مكان ما جه ، مش عايز حد هنا
_ بدأ الجميع في الانسحاب واحد تلو الآخر حتي بات المكان خالياً إلا من عنود وياسر وريان ومنصور ..
_ زفيراً وشهيق فعل ياسر وأردف بنبرة موجوعة :-
_ الناس مشوا تقدري تقومي
_ أزالت عنود إحدي يدها عن وجهها لتتأكد من صحة حديثه وعندما تأكدت أزالت كلتي يديها عن وجهها ، مد ياسر يده مرة أخري بنية المساعدة لكنها أبت كعادتها ونهضت بمفردها أسفل نظرات ريان المتعجبة من تلك الفتاة التي ترفض ملامسة الجنس الآخر ،
_ تنهد وتحدث موجه حديثه لياسر قائلا بنبرة آمرة :-
_ يلا يا ياسر ادخل المكتب وانا جاي وراك حالاً
_ أماء ياسر رأسه ثم نهض وأردف موجهاً حديثه إلي عنود بنبرة حنونة :-
_ تعالي معايا
_ نظر ريان الي حيث يقف منصور وقال بنبرة متريثة تحمل من العتاب و اللوم قدراً :-
_ ايه اللي عملته ده ياعم منصور تضرب بنت أخوك بالمنظر المهين ده في الشارع وسط منطقتك ، دي لو بنت من الشارع منعملش معاها كده لكن دي عرضك ومن دمك وفوق كل ده أمانة أخوك ازاي تعاملها كده ؟
_ تأفف منصور بضجر بائن و أجابه بفتور :-
_ ريان اطلع انت منها ، واحدة عايزة تخطف ابني مني زي ما أمها سبق وعملتها وانا مش هسمح اللي حصل زمان يحصل تاني مش هسكت ده ابني الحيلة
_ ضيق ريان عيناه علي منصور بعدم تصديق أيعقل أن الفتاة التي ترفض ملامسة الرجال وخصيصاً ياسر ، لقد رآها بنفسه أكثر من مرة ترفض ملامسته هي ذاتها من تريد سرقته من عائلته!
_ تنهد بعدم راحة ، فمهما يحدث لا يصح ما فعله ذاك المنصور بها ، لا يليق ولا يتماشي مع عُرفهم ، أبتعد ريان عنه قليلا وهتف بصرامة :-
_ ده مش مبرر أنك تضربها ، عموماً أنا سمعت منك هروح اسمع منهم ونحل المشكلة دي ، بس لازم تعتذرلها علي الأقل
_ انفجر منصور ضاحكاً وهتف ساخراً :-
_ لا انت ده اتجننت علي الآخر
_ رمقه ريان شزراً ثم أولاه ظهره وغادر وتركه بمفرده ، انعكست تعابير وجهه منصور الي الغضب العارم وتوعد بداخله لتلك الفتاة اللعينة ، فهي لم تري بعد ما سيفعله بها ،
_ عاد ريان بأدراجه الي مكتبه وجلس علي مقعده بعد أن طلب م
شروبات طازجة مرحباً بضيوفه ،
_ تنهد مستاءً وتسائل بإهتمام :-
_ ممكن أفهم أبوك ازاي يعمل كده ؟
_ نظر ياسر إلي عنود التي كانت تجلس علي طرف المقعد مقابله تفرك أصابعها بتوتر شديد خافضة رأسها بخجل ممزوج بالصدمة التي لم تتعداها بعد ، تنهد بألم لحالتها المثيرة للشفقة ثم أجاب ريان بنبرة محتقنة :-
_ مش عارف ، مش عارف
_ معلش في اللي هقوله بس هو قالي أنه خايف تاخدك منهم ، هو ايه اللي حصل عشان يقول ولا حتي يفكر في كده ؟
_ ازدرد ياسر ريقه بتوتر وهو يتذكر أنه صرح لوالدته عن فكرة زيجته من عنود ، لم يتوقع قط أن تكون ردة فعل والده قاسية لهذا الحد ،
_ لعن غبائه لأنه من تسبب في وضعها في ذلك الوضع المُشين ، كيف له أن يخبره بأنه العامل الرئيسي لوضعها في ذاك الوضع ؟ كيف سيواجه عيناها بعد ذلك ، هل ستسامحه ؟ أم ستعود من حيث جاءت وتتركه وحيداً بعد أن وقع في حب تلك البندقيتان ولا يتحمل بعدها بعد الآن ،
_ ما تلك الأنانية التي يفكر بها ، أيفكر بنفسه فقط ، لكن لا يجب أن يخبرها ويترك لها حرية التصرف وإن عادت لبلدتها سيتمني لها الخير دائما ويطلب من الله أن يرفق بقلبه وينزل سكينه عليه لكي لا يشعر بألم فراقها ،
_ أنا عارف هو عمل كده ليه ، انا السبب !
_ صاح بها ياسر وهو يحاول الهرب من عيناها التي رمقته غير مصدقة ما قاله ، بينما تسائل ريان بعدم استيعاب :-
_ بسببك ! انت عملت ايه بالظبط ؟
_ سحب ياسر نفساً عميق فالحديث بات ثقيلاً أمام بندقيتاها ، أزفر أنفاسه بخجل ثم وتابع مضيفاً :-
_ أنا قولت لأمي اني هتجوزها
_ اتسعت مقلتي عنود بصدمة لما وقع علي مسامعها ، نهضت ورمقته بعدم تصديق وصاحت به بنبرة جدية :-
_ ايه اللي انت بتقوله ده ، جواز ايه اللي بتتكلم عنه ؟
_ نهض ياسر هو الآخر بينما لم يبرح ريان مكانه يشاهد ما يحدث في صمت ، ابتلع ياسر ريقه بحرج كبير وأردف موضحاً بنبرة شغوفة :-
_ أنا حبيتك من اول يوم شوفتك فيه ، والله انا قولت كده عشان اخليكي جنبي وكمان عشان أحميكي منهم ، أنك تكوني مراتي وقتها هيعملوا ألف حساب قبل ما يتكلموا بس معاكي ، هقدر أأمن لك بيت تقعدي فيه وهساعدك وهقف جنبك وانتي حلالي ..
_ بس انا عمري ما فكرت في الجواز خالص ، أنا كل هدفي اني أخلص تعليمي وبعدين اشتغل ، وانا عن نفسي مش عايزاك تساعدني أنا أقدر أعمل كل حاجة لوحدي من غيرك ، كفاية إهانة من وقت ما جيت مشوفتش غيرها ..
_ هتفت بهم عنود بنبرة محتقنة ممزوجة بخيبة الأمل بينما شعر ياسر بغصة مريرة في حلقه ، ابتلع ريقه مراراً واردف بتوسل :-
_ وافقي وانا مش همنعك من اي حاجة ، هخليكي تكملي تعليمك وهساعدك في كل حاجة ، هعوضك عن غياب أهلك وهعملك كل اللي تتمنيه بس وافقي
_ رددت بنبرة جامد ممزوجة بالغضب :-
_ أنا محدش يقدر يعوضني عن اهلي مهما كان مين ، وانا مش محتاجة مساعدتك متشكرة ليك
_ نهض ريان ورمقها بحدة وهتف بجدية :-
_ انتي مش في أمريكا اللي جاية منها يا آنسة ، انتي في مصر يعني محدش هيسيبك في حالك ، قعادك لوحدك وخروجك ودخولك هيجيبلك صداع وكلام ملوش اخر ، وهيطلع عليكي كلام متتمنيش إنك تسمعيه ، الحل الوحيد أنك توافقي علي جوازك من ياسر وانا أضمنه برقبتي ، مش عشان قرايب ، بس هو فعلاً إنسان محترم وبيخاف ربنا وهيراعي ربنا فيكي ، وانا هساعدكم ومني ليكم شقة كاملة من مجاميعها هدية لاخويا الصغير
_ رمقه ياسر ممتناً وأردف بشعور من الامل قد تجدد بداخله :-
_ متشكر جدا يا ريان بجد مش عارف أقولك ايه
_ بادله ريان ابتسامة متهكمة يريد التخلص من ذاك الحوار سريعاً ، تفاجئ كليهما بعنود مندفعة بهم بتذمر :-
_انت بتشكره علي إيه ، وانت شقة ايه اللي بتقول عليها ، انتو بتبيعو وتشتروا فيا بصفتكم ايه أصلا ؟
_ ألقت عنود بكلماتها ثم غادرت المكان مهرولة الي الخارج تجر قدميها بثقل ، تخبطت بين أفكارها ومشاعرها التي تجتاحها ، تشعر أنها طفلة صغيرة تائهة تريد العودة إلي وطنها التي تنتمي إليها وإلي عائلتها تلقي بنفسها بين أحضناهم لكن أين هم الأن ؟
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية المعلم" اضغط على اسم الرواية