رواية سجينة المنتقم الفصل السابع بقلم فيروز احمد
رواية سجينة المنتقم الفصل السابع
بعد ان تناولو عشاءهم بقت هي بمفردها في المطبخ مع الصحون المتسخه .. كانت لا تزال لا تصدق ان أيهم كاد يقتلها حقا .. ماذا فعلت لكل ذالك قالت لهم فقط انها ليست خادمه ؟؟ و لكنها بالفعل ليست خادمه
تساقطت دمعاتها بحزن و هي تغسل الصحون المتسخه فهي خائفه بشده منه لا تعلم ماذا فعلت له ليفعل معها هذا
انتهت من غسل الصحون فصعدت الي جناحه لتنام .. هي لا تفعل شيئا سوا الطبخ و النوم لقد ملت .. دخلت الي المطبخ فوجدت حقيبتها التي اتت بها من بيت عمها .. قررت اخراج ثياب لها و تغير ثيابها فهي منذ اتت الي هنا لم تغير ثيابها
بعد ذالك تسطحت علي الارض تستند برأسها علي الوساده .. امسكت صورة ابيها بين يديها تحدثه ببكاء :
_ يا بابا انا تعبت .. بقالي تلت ايام بس هنا و مش قادره و الله تعبت .. انا خايفه و جعانه و بعمل حجات كتير اوي .. انت وحشتني اوي يا بابا .. تعالي خدني انا خايفه و الله
قالتها و ضمت الصورة الي صدرها تحتضنها بقوة و هي تبكي قبل ان تسقط في نوم عميق دون ان تشعر
في الصباح استيقظت مبكرا قبل استيقاظه لقد اصبحت تخاف الاستيقاظ متاخره بسبب عنفه معها فاصبحت تقلق في نومها كثيرا و ما ان تري الشمس سطعت حتي تستيقظ لتحضر له الافطار
حضرت الافطار و انتظرت حتي استيقظ و دخل الي المطبخ ليتناول افطاره .. وضعت له الافطار علي طاولة الطعام قبل ان تهمس له :
_ صحاب هدي جايين بليل و انا عايزه انضف قبل ما يجو
اشار لها بيده يصرفها كخادمة ذليله دون ادني شعور بمشاعرها و حزنها :
_ روحي .. عايز البيت بيلمع
اماءت له و اتجهت تنزل الي الاسفل و هي تشعر بالالم و الحزن الشديد .. بحثت داخل المرحاض عن ادوات التنظيف و بالفعل وجدتها ،، ربطت شعرها كعكه صغيره في الخلف ثم امسكت بادوات التنظيف و بدأت عملها
كنست الارض اولا ثم بحثت عن شيئ تمسحها به .. لم تجد فاتجهت الي غرفة زينة التي كانت قد استيقظت و تناولت افطارها .. طرقت الباب تسالها الدخول و بعد ان دخلت هتفت تسألها :
_ انا عاوزه امسح الارض و مش لاقيه حاجه امسحها بيها
_ خدي اي حته من عندك امسحي بيها
_ حته ؟؟
تساءلت نجمة بتعجب بينما التفتت لها زينة تخبرها :
_ ايوه يا اختي حته .. المساحه الي عندنا اتكسرت اتصرفي و امسحي البيت
_ طب و الحته دي امسح بيها ازاي ؟
_ هتملي جردل مايه و تاخدي بالحته تمسحي الارض و بعدين تنشفيها .. بس كده
اماءت لها نجمة بينما تخبرها :
_ خلاص حاضر
ثم ذهبت الي المطبخ تبحث عن قطعه قماش بالية تصلح للتنظيف
ظلت طوال اليوم تنظف تبدأ بالكنس و الترتيب ثم تمسح الارض و الذي كان مسحها صعبا جدا بتلك القماشه .. ألمها ظهرها بسبب كثرة الانحناءه لتجميع المياة .. كما ان البيت كان كبيرا جدا و متسخا جداا جداا فاخذ وقتا و مجهودا كبيرين
كانت قد تبقي لها السلم حين ملأت الدلو مجددا و صعدت به اعلي السلم لتمسحه .. انهت اول درجتين ثم تفاجأت بهدي امامها تسألها بعجرفه :
_ خلصتي تنضيف ؟؟ .. هتعملي اكل ايه بقي لاصحابي النهارده ؟؟
تنهدت نجمة بارهاق فبعد هذا المجهود و التنظيف مازال لديها عشاء ستطهوه .. لذا نظرت لهدي بارهاق قبل ان تهتف :
_ الي انتي عايزاه
_ هحطلك ليستا بالاكل الي عاوزاه النهارده .. و ياريت تطبخيه حلو لان و الله لو بوظتيه و خليتي شكلي وحش اودام اصحابي يبقي جنيتي علي نفسك
نظرت لها نجمة بغضب و لكن لم تستطع التحدث فاخر مره حدثتها بها كان أيهم سيخنقها .. لذا تنهدت بضيق قبل ان تهتف لها :
_ حاضر .. الي انتي عايزاه
اماءت لها هدي و تركتها و صعدت الي غرفتها ،، اما هي فاكملت التنظيف .. اتت ايه من بعيد تنظر لما تفعله نجمة التي لم يتبقي لها سوي سلالم قليله ابتسمت بسعادة هاتفه لها :
_ نجوووووم ايه الشطاارة دي ده انا قولت هرجع الاقيكي لسه محتاسه
التفتت نجمة من علي الدرج لتري ايه و تجيبها و لكنها دون قصد اصطدمت بالدلو المليئ بالمياة المتسخه و الصابون فسقط من علي الدرج ينسكب كل الماء منه مغرقا السجاد الذي فرشته
رأت زينة من بعيد ما حدث فاتت تصرخ بغضب شديد :
_ السجااد اتبهدل .. لمي يا ايه السجاد لمي
اسرعت هي و ايه يزيحان السجاد حتي لا يتأثر بالماء المتسخ .. اما نجمة فكانت تقف تنظر الي الارض الذي اتسخت من جديد و الماء المتسخ الذي كان يجري علي البلاط مسرعا و هي تفتح عيناها بصدمه غير مدركه و مصدقه لما يحدث .. لقد كانت قاربت علي الانتهاء .. كانت ستنتهي لمَ سقط الدلو ؟؟
اغرورقت عيناها بالدموع و هي تنظر للدلو و السلالم .. اسرعت ايه تقترب منها تحاول مواساتها و هي تخبرها :
_ معلش يا نجمة هلم الماية معاكي و كل حاجه هتبقي كويسه
_ مفيش حاجه هتبقي كويسه .. اخوكي هيعاقبني هيزعقلي هيشد شعري و هيضربني .. كان فاضل سلمتين بس ! .. سلمتين بس و الله .. ليه كده ليه ؟؟
قالتها و الدموع تنهمر من عينيها باسي بينما تدفع يد ايه التي تربت عليها .. انحنت تحضر القماشه البالية التي تنظف بها ثم بدأت تلملم الماء المتسخ من جديد
وقفت ايه تنظر لها و هي تشعر بالحزن الشديد لا تعرف ماذا عليها ان تفعل او تقول .. لقد مزقت نجمة قلبها بما قالت .. يبدو ان أيهم يعنفها بشدة و يقسو عليها .. و لكن لما يفعل ذالك لقد كان دائما رمزا للحنان بالنسبه لها
قررت ايه ان تصعد لتبدل ملابس عملها الذي اتت منه و تنزل لتساعد نجمة حتي تنتهي .. و عندما نزلت من جديد وجدت عمتها توبخ نجمة بشدة علي السجاد الذي اتسخ هاتفه بغضب :
_ مييين هييغسلوو الوقتي و صحااب بنتي جااين ؟؟ .. انت عملتي كده بالعند فينا صح علشااان تكسفي بنتي اودام اصحاابها .. و الله لاوريكي
ثم جذبت نجمة بسرعه من راسها تمسك بشعرها بينما تكيل لها الضربات في وجهها و مختلف جسدها .. اسرعت ايه تركض نازله علي الدرج بسرعه لتنقذ نجمة و لكنها لم تنتبه للمياة التي كانت ماتزال علي السلم فانزلقت قدمها و سقطت علي السلم قبل ان تسقط علي الارض و قدمها تلتوي من تحتها
صرخت ايه بعنف ما ان سقطت فاسرعت زينة تترك نجمة و تهرع اليها و خلفها نجمة الذي اقتربت من اية تبكي بشده تخبرها :
_ انا اسفه ... و الله انا اسفه
كانت ايه ما تزال تصرخ بسبب قدمها الملتويه تحتها فاسرعت زينة تساعدها لتخرج قدمها من اسفلها .. بكت آية بشده و هي تشعر بكسر في ساقها .. نظرت الي عمتها تبكي بشدة و هي تخبرها :
_ رجلي يا عمتو مش قادره منها .. كلمي أيهم بسرررعه
ما ان استمعت نجمة الي اسمه حتي شحب وجهها بشده فاية بالتأكيد ستشتكيها لاخيها و هي بدأت خاف من أيهم بشده بل هي ترتعب من مجرد ذكر اسمه .. لذا اقتربت من ايه بشده تنظر لها برجاء قبل ان تهمس لها ببكاء :
_ انا اسفه يا اية و الله انا اسفة مكنش قصدي ازحلقك .. علشان خاطري متقوليش ليه علشان خاطري .
كان زينة قد نهضت لتحضر هاتفها فنظرت ايه المتألمه لنجمة تخبرها :
_ مش هقوله و الله انتي ملكيش ذنب انا الي اتزحلقت .. متخافيش ي نجمة ... اااااه
قالتها ثم تألمت بشدة من قدمها فاسرعت نجمة تساندها تجلسها علي السلم و قد بدأت تشعر ببعض الطمئنينه من وعد ايه لها
هاتفت زينة أيهم و عادت الي ايه بسرعه هاتفه لها بقلق :
_ عامله ايه لسه بتوجعك ؟؟ انا كلمت أيهم و جاي ف الطريق ع طول .. اطلبلك الاسعاف ؟؟
نفت ايه بشده و هي تخبرها :
_ لا مش محتاجه .. بس مش قادرة احرك رجلي خااااالص
اماءت لها زينة بينما تربت علي شعرها .. نظرت الي نجمة تسألها بغلظه :
_ انتي قاعده عندك بتعملي ايه ؟؟ .. قومي امسحي الماية دي بسرعه بدل ما حد تاني يتزحلق
اماءت نجمة بسرعه و اسرعت تحضر القماشه تمسح بها المياة المنسكبه .. اتي أيهم يركض مسرعا الي الداخل و هو ينادي باسم شقيقته .. نظر لها و هي جالسه علي السلم بهذه الهيئه فشعر بالرعب قبل ان يسألها بلهفه :
_ وقعتي ازاي ايه الي وقعك ؟؟ .. رجلك حصلها ايه ؟؟؟؟؟؟
_ مش عارفه يا أيهم مش عارفه احركها
اجابته هكذا لتحفظ وعدها لنجمة انها لن تخبره بانها هي من سكبت المياة و هي انزلقت .. و لكن عمتها لم تصمت بل بادرت بالشكوي و فضح نجمة :
_ الزفتة الي اسمها نجمه كانت بتمسح السلم و دلقت جردل الماية عليه و علي السجاد و بهدلت الدنيا .. و اية و هي نازله ع السلم اتزحلقت
نظر أيهم لعمته بصدمه قبل ان يلتفت ينظر لنجمة بشر قبل ان يسألها :
_ انتي السبب ؟؟
كاد يحرك قدميه و يذهب اتجاهها بينما هي تقف امامه مرتعبه بشده و ترتجف خوفا بينما تهمس :
_ و الله مكنش قصدي .... و الله انا اسفه
امسكت ايه بثيابه سريعا قبل ان يذهب الي نجمة التي كانت هيئتها تدل علي مدي رعبها منه لقد اوشكت ان تتبول علي نفسها من كثره الرعب .. امسكت اية بيده بينما تتألم هاتفه :
_ اااااه يا أيهم رجلي مش قاادره بتووجعني .. وديني المستشفي
انحني أيهم سريعا بقلق يفحص قدم شقيقته قبل ان ينهض و يحملها .. كاد يتجه ناحية الباب قبل ان يلتفت ينظر لنجمة باعين غاضبه و تلتمع فيها الشر :
_ قسما بالله لو رجلها حصلها حاجه انا مش هرحمك !!!!
ثم تركها لرعبها و خوفها و خيالاتها التي اخذت تاخذها يمينا و يسارا ماذا يمكن ان يفعل بها .. لقد اصبحت ترتعب منه حقا .. وقفت ترتجف بخوف اما هو فحمل شقيقته بين يديه و خرج تاركا اياها تكاد يغشي عليها من الخوف !!!!
@@@@@@@@@@@@@@@@
في المشفي اخبرهم الطبيب ان قدمها لم تكسر و لكنه شرخ بسيط سيحتاج لجبيرة لاسبوع او اثنين فقط ... ركب الطبيب الجبيرة لها و تركها علي الفراش حتي يأتي أيهم و يحملها ... دخل أيهم مكفهر الوجه غاضبا بشده انحني ليحملها فاوقفته بيدها هاتفه له :
_ أيهم ممكن تقعد جمبي نتكلم شوية قبل ما نمشي
نظر لها بغضب قبل ان يهتف :
_ يلا يا ايه و نتكلم في البيت انا مش طايق نفسي
_ علشان خاطري يا أيهم !
زفر أيهم بضيق قبل ان ينحني يجلس بجوارها فوق الفراش .. نظرت له لبعض الوقت قبل ان تهتف :
_ أيهم انت عارف انك بالنسبالي اكتر انسان حنين و طيب في الدنيا دي كلها .. علشان انت الي ربتنا و كبرتنا و صرفت علينا .. انت كنت بالنسبالنا اب و ام و اخ و صديق و كل حاجه
ابتسم أيهم بحنان قبل ان يقترب يقبل جبينها هاتفا :
_ ربنا يخليكو ليا يا حبيبتي و اعيش و اعملكو الي انتو عاوزينو
_ بس انت يا أيهم مبقتش لا طيب و لا حنين انا بقيت مش عارفاك
التقي حاجبي أيهم بتعجب و غضب و هو يسألها بعدم فهم :
_ ازاي يا ايه .. ايه الي بتقوليه ده
_ بقولك الحقيقه يا أيهم .. انت اتغيرت و بقيت شرير و مرعب جدا .. انت راعب نجمة راعبها بمعني الكلمة .. البنت يعيني بقت تسمع اسمك تتنفض من مكانها .. انت ليه بتعمل فيها كده يا أيهم حرام عليك بجد انا حساها مسكينه و غلبانه متعرفش حاجه ف الدنيا .
_ انتي بس الي طيبه يا حبيبتي و فاكره الناس كلهم طيبين زيك
_ لا يا أيهم نجمة طيبة و غلبانه اوي .. مش عارفه ايه اخرة الي انت بتعمله معاها ده بس هي متستاهلش كده ... النهاردة هي مسحت البيت كله .. مسحته كله يا ايهم بحتة قماشه كده زي ما ماما كانت بتعمل زمان اوي علشان خاطر عمتو مرضيتش تديها المساحة الي بنمسح بيها ... و كان فاضلها في البيت كله سلمتين .. سلمتين بس قام الجردل الي في ماية وسخه ادلق كله علي الارض و بهدلها
نظر لها أيهم ببرود و لم يعقب .. بينما هي نظرت له بحزن و عيناها تدمع بشده :
_ قولتلها هساعدك و نلم المايه عارف قالتلي ايه ؟؟ .. قالتلي أيهم هيزعقلي و هيشد شعري .. انت بتعمل فيها كده ليه ؟؟ .. انا متزحلقتش علشان هي دلقت الماية .. انا اتزحلقت علشان نزلت جري و انا عارفه ان في ماية مدلوقه .. بس كنت عايزه اسلكها لان عمتو جابتها من شعرها و نزلت فيها ضرب !!
لم يعقب أيهم ايضا و بقي ينظر لها دون حديث فابتلعت ريقها قبل ان تكمل :
_ انا شوفت بصتك ليها النهارده .. انت بتكرهها انا عارفه بس و الله صدقني هي مسكينه و مظلومه .. متعملش فيها الي يندمك بعد كده يا أيهم
_ انتي عايزاني اتعاطف معاها يعني يا ايه ؟؟
قالها ببرود بينما يربع ذراعيه امام صدره
_ عايزاك تخف عليها شوية زعيق و تهزيق و ضرب .. البنت لسه مكملتش الاسبوع في بيتنا و بقت بتتنفض لما بس بتسمع اسمك
تنهد أيهم بضيق بينما يفكر في حديثها هاتفا ببرود :
_ خلاص حاضر .. ممكن يلا نقوم نمشي بقي علشان طولنا في المستشفي
اماءت له فاستقام يرفعها بين يديه متجها بها نحو سيارته و عائدا بها الي منزلهم
عادا الي المنزل و ما ان دخلا اليه حتي تفاجئا بزينة تأتي مسرعة و هي تجر نجمة من شعرها تلقيها ارضا امام قدمي أيهم هاتفه بغضب جم :
_ شوفلي حل مع البت دي بقي علشان انا جبت اخري منها !!
نظر أيهم الي نجمة التي سقطت علي الارض تبكي و تنتحب بشدة ثم نظر الي عمته يسألها ببرود :
_ عملت ايه ؟؟
_ بتتلكك علشان متعملش عشا النهارده و هي عارفه ان اصحاب هدي جايين بليل ع العشا .. لا و بتقولي كمان مش هطبخ ان كان عجبك و ابقو هاتو من برا انا مش خدامه ... شوفلك حل معاها بقي علشان انا اتخنقت !!
نظر أيهم لنجمة بغضب شديد و عيناه تظلم بشر و عنف شعرت اية بالقلق علي نجمة و حاولت الهاء أيهم و لكنه اتجه يضعها علي احدي الارائك بقدمها المصابه ثم عاد الي نجمة و هو لا ينتوي الخير ابدا بل عيناه المظلمتان تنم علي شر دفيييييين
أيهم هيعمل ايه في نجمة و هيتعاطف معاها بعد كلام اخته و لا لا ؟؟
يتبع الفصل الثامن 8 اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية سجينة المنتقم" اضغط على اسم الرواية