Ads by Google X

رواية المعلم الفصل السابع 7 بقلم تسنيم المرشدي

الصفحة الرئيسية

    رواية المعلم الفصل السابع بقلم تسنيم المرشدي

رواية المعلم الفصل السابع

 سارت ببطئ تجر قدميها بثقل ، انتبهت لتلك النظرات التي ترمقها بشراهة ، لما ينظرون إليها هكذا ، هل تلك النظرة شفقة أم تشفي ، أم شئ آخر لا تعلمه , عادت الي الفندق بخيبة أمل لم تكن بالحسبان مطلقاً في هذا اليوم ، حقا ما حدث اليوم قد فاق كل التوقعات ،

_ وجهت حديثها إلي موظف الاستقبال دون أن تنظر إليه بنبرة منكسرة :-
_ لو سمحت مفتاح اوضتي رقم ٣٧ ..

_ حمحم موظف الاستقبال بحرج بائن ورد عليها مستاءً :-
_ أنا آسف يا فندم بس حضرتك ممنوعة تقعدي هنا ، شنط حضرتك وراكي اهي تقدري تاخديها وتمشي

_ رفعت عيناها عليه بذهول وتسائلت بعدم فهم :-
_ يعني إيه ممنوعة ؟ أنا دافعة فلوس إقامتي هنا ايه اللي حصل ؟

_ تنهد الموظف بحرج وردد بإقتضاب :-
_ منصور العراقي جه وهددنا أننا لو ملغناش إقامتك هنا هيقفلنا المكان فلوسمحتي ياريت تمشي من غير شوشرة ..

_ اتسعت حدقتاها بصدمة أكبر ، ماذا يريد من خلف تصرفاته المُشينة تلك ؟ لما يغلق جميع الأبواب في وجهها ، ماذا فعلت له حتي يؤذيها بهذا الشكل ، أحقاً يخشي منها علي ولده ؟

_ تخبطت بين أفكارها التي لم تضيف سوي ألم شديد في رأسها ، أمسكت بحقائبها وجرتهم خلفها بخيبة أمل اكبر ، لا تدري إلي أين تذهب ، ليس لها مآوي ولا سُكنة تذهب إليها ، إلي من تؤمن علي نفسها لديه ، تنهدت وقررت آخر اختيار لديها ..

_ ظل ريان مثبت بصره علي ياسر وعقله مشغول بتلك الفتاة التي رفضت زيجتها من ياسر ، أيعقل أن ترفض شاب مثله بفرصة تحلم بها أي فتاة غيرها ، لقد هداه بمنزل مكتمل لكي يثيرها وتوافق علي زيجتها منه لكنها أبت ،

_ أهي لا تكترث حقا لتلك الاشياء الثمينة أم لا تعبأ لها من الأساس ، تعجب أيضا من حالة ياسر الذي بدي عليها منذ رفضها له ، وكأنها محور للكون ، لما هو تعيس بهذا الشكل ، كيف له أن يفيض بمشاعره ولا يخجل ، كان يحايلها ويتوسل إليها بألا تتركه ، ماذا فعلت له حتي يكون في حالته هذه الآن ؟

_ خرج من شروده عندما رآها تدلف الي المكتب حاملة حقائبها خلفها ، نهض هو وياسر الذي أسرع نحوها بتوجس وهتف متسائلاً :-
_ انتي هتمشي ؟

_ رمقته بألم وهتفت مرددة بحزن :-
_ أنا موافقة اتجوزك ..!

_ إلتوي ثغر ياسر مشكلاً إبتسامة عريضة ، اقترب منها لكنها تراجعت خطوة الي الخلف ، رفعت بندقيتاها اللامعة عليه ثم تسائلتت بتوجس :-
_ هو انت هتراعي ربنا فيا ؟

_ شعر بغصة مريرة في حلقه واجابها بنبرة عذبة :-
_ والله العظيم ما هزعلك لحظة

_ تنهدت وهي تؤمأ رأسها بقلة حيلة ، انسدلت بعض الدموع علي مقلتيها متحسرة علي حالتها ثم جلست علي المقعد بأمر من ياسر وأخذت تقص ما حدث لها في الفندق ،

_ شعر ياسر بخيبة أمل لكونها وافقت علي زيجتها منه فقط لأنها طُردت ولم يعد لها مآوي ، كان يريد موافقتها لشخصه هو ولا تكن مجبرة علي فعل ذلك ، لكن ليس مهماً ، سيتغاضي الآن عن هذا وبعد ذلك سيثبت لها حبه وبالتأكيد ستُبادله حبها مع الوقت ويحييٰ بحياة طيبة معاً ،

_ أنهت عنود حديثها واخفضت عينيها بحياء ، وجه ياسر بصره إلي ريان قائلا بحرج :-
_ ينفع عنود تبات عندك النهاردة بس لأن مستحيل أعرف اخدها معايا البيت وبكرة باذن الله هنكتب الكتاب علي طول واخدها ونمشي

_ ابتسم ثم أجابه ريان بترحيب قائلا :-
_ اه طبعاً تنور ، يلا بينا

_إلتوي ثغر ياسر بإبتسامة ممتنة لريان ، نهض ثلاثتهم متجهين الي منزل ريان ، وقف ياسر مع عنود بمفردهم وهتف بنبرة حنونة :-
_ مش عايزك تخافي مني ، أنا عارف انك معرفتنيش كويس وأنك أكيد خايفة مني بعد اللي شوفتيه من اهلي ، بس صدقيني أنا مش زيهم وعمري ما هأذيكي ، أنا هكون حمايتك ، وعلي فكرة حتي لو مكنتيش وافقتي علي الجواز كنت هقف في ضهرك برده ومكنتش هسيبك أبدا

_ إلتوي ثغرها بابتسامة لم تتعدي شفاها ، قلبها لا يريده ، عقلها يأبي ما يحدث لكنها مضطرة علي فعل ذلك ربما الخير فيه ولو بعد حين ،

_ غادر ياسر وتركها بمفردها مع ريان الذي فتح باب المصعد وولج داخله ورمقها بغرابة حينما لم تبرح مكانها :-
_ واقفة عندك ليه ؟

_ تنهدت بآسي و أجابته مختصرة الحديث معه :-
_ مينفعش ، انا أو انت نطلع في الأسانسير لكن إحنا الاتنين مينفعش مع بعض حج

_ ضيق عيناه عليها متعجباً من أمرها :-
_ مينفعش ليه ؟

_ فركت اصابع يدها بحرج وقالت بنبرة هادئة :-
_ لأن دي خلوة غير شرعية وانا مش عايزة أتحمل ذنوب ، أنا هطلع علي السلم وانت اطلع في الاسانسير بس قولي بيتك الدور الكام ؟

_ تعجب ريان كثيراً من تلك الفتاة المبهمة التي اكتشف جانب أخر منها فالاول لا تلامس الرجال والثاني لا تنفرد معهم في المصعد ، يالا غرابتها حقاً ، تنهد وردد بإقتضاب :-
_ طيب ما أنتي راحة وجاية مع ياسر عادي و....

_ قاطعته عنود وهي ترمقه بنظرات مشتعلة وصاحت به مندفعة :-
_ لو سمحت مسمحلكش ، أنا قبلت أن ياسر يساعدني لاني معرفش غيره يعني كنت مضطرة وبعدين كان في ناس حوالينا مكنتش لوحدي معاه في أسانسير !

_ خلاص خلاص بلاها أسانسير تعالي نطلع علي السلم ولا ده برده خلوة غير شرعية ؟
_ هتف بها ريان متعجباً من تصرفاتها المبهمة بالنسبة إليه بينما أجابته عنود بحدة :-
_ لا عادي

_ سحب نفساً عميق وردد مستاءً :-
_ تمام اتفضلي

_ دلف خارج المصعد ونادي بصوت جهوري علي حارس البناية :-
_ عم جلال

_ جاءه يركض بخطي مهرولة وهتف من بين انفاسه المضطربة :-
_ نعم يا معلم

_ رد عليه ريان وهو يطالع الحقائب التي بيدها وهتف بنبرة آمرة :-
_ خد منها الشنط دي وطلعها عندي فوق إحنا هنطلع علي السلم

_ حاضر يا معلم ريان
_ أردفها جلال وأخذ حقائبها منها ثم اختفي طيفه خلف باب المصعد بينما صعد ريان أولاً وتبعته هي بخطي ثابتة ،

_ شنط مين دي ياعم جلال ؟
_ تسائلت دينا بفضول أنثوي ، أجابها جلال قائلا بعملية :-
_ مش عارف يا ست دينا دي واحدة طالعة مع المعلم ريان

_ شعرت دينا بوخزة قوية في قلبها أثر جملته كما قطبت جبينها بغرابة ، ظهر طيف ريان أمامها ولم تري معه أي فتاة ، مالت برأسها للجانب تريد رؤيتها لكن جسد ريان كان بمثابة حاجزاً يمنعها من رؤيتها ، اقتربت منه ورددت متسائلة :-
_ شنط مين دي يا ريان ؟

_ وما إن أنهت جملتها حتي ظهرت أمام مرأي عينيها تلك الفتاة التي أخبرها عنها جلال ، لا تعلم سر تلك الانقباضة التي شعرت بها ، لما ازدادت نبضات قلبها ما أن رأتها ، لم تروق لها مطلقاً ، ازدردت ريقها بتوتر ورمقت ريان بنظرات متوجسة وسألته بنبرة متلعثمة خشية أن يجيبها بما لا تتمني سماعه :-
_ مين دي ؟

_ نتكلم جوة..
_ قالها ريان بفتور شديد فهو لا يريد رؤيتها بعد آخر مرة تعاملت معه بجفاء وهو من ذلك الحين يفر هارباً إلي عمله قبل استيقاظها ويعود بعد نومها ، لكن ماذا يفعل تأتي الرياح دائماً بما لا تشتهي السفن ، سيجبر نفسه علي البقاء تلك الساعات المعدودة إلي أن يسلم تلك الفتاة الي عصمة ياسر ..

_ أوصد ريان الباب ورمق دينا بفتور وهتف بإقتضاب :-
_ دي عنود بنت عم ياسر هتقعد هنا لبكرة

_ رفع ريان بصره علي عنود التي تقف علي استحياء شديد ، استشعر هو خجلها من تورد وجنتيها وأردف بتهكم :-
_ دي دينا مراتي

_ رفعت عنود بندقيتاها علي دينا بحرج ومدت يدها تصافحها بحفاوة :-
_ اتشرفت بحضرتك

_ مدت دينا يدها وصافحتها مرحبة بها بود زائف عكس ما تشعر به داخلها :-
_ اهلاً بيكي

_ باااااابا
_ صاحت بها جني بنبرة مرتفعة وهي تهرول مسرعة نحو أبيها ، جلس ريان القرفصاء وفتح ذراعيه لها ، عانقته الصغيرة مفتقدة إليه :-
_ وحستني يا بابا ، زحلانة منك عسان مش بتيجي قبل ما انام

_ شعر ريان بالفرح حيال صغيرته فهو لم يفكر أنها تكترث لأمره ، ظن أنها مثل والدتها لا تشعر بغيابه ، شعر بإمتنان كبير نحوها لكونها تعبئ لوجوده وعدمه ، ضمها الي صدره بقوة ، ابتعدت عنه قليلا ورمقته بنظرات طفولية وهتفت ببراءة :-
_ حايزة بونبون يا بابا

_ تقوس ثغره بإبتسامة متهكمة ، تخلل خصلات شعرها بأنامله واردف مستاءً :-
_ من عيوني هنزل اجبلك مخصوص يا اميرتي

_ رفعت جني بصرها علي عنود بغرابة ثم عاودت النظر إلي والدها وقالت متسائلة :-
_ بابا مين دي ؟

_ إلتوي ثغره بإبتسامة لفضولها الطفولي وهتف معرفاً إياها :-
_ دي طنط عنود قريبتنا سلمي عليها ..

_ رفضت جني أن تصافحها خشية منها ومن أي أشخاص جدد تقابلهم ، لاحظت عنود رفضها واستشفت خوفها منها ، جلست هي الأخري القرفصاء وسحبت من حقيبتها حلوي ومدت يدها نحوها قائلة :-
_ تاخدي بون بون ؟

_ نظرت جني الي والدها ليؤمأ راسه مشجعاً إياها لتأخذ منها الحلوي ، اقتربت جني من عنود وأخذت الحلوي ثم صافحتها ببراءة :-
_ معاكي كمان ؟

_ انفجرا ريان و عنود ضاحكين علي تصرف جني الطفولي بينما كانت تقف دينا كمن تقف علي جمرات متقدة ترمقهم بغيظ ، فتلك الفتاة جالسه بجانب زوجها تداعب صغيرتها بكل وقاحة ، لم تروق لها منذ اللحظة الأولي لكنها مجبرة علي استضافتها تلك الساعات القليلة ،

_ اقتربت منهم بغيظ وامسكت جني من ذراعها وأجبرتها علي الابتعاد عنهم وهتفت موجهة حديثها إلي عنود بحنق :-
_ تعالي ادخلي اوضة جني أكيد عايزة ترتاحي

_ نهضت عنود وابتسمت بخجل قائلا :-
_ أنا آسفة بس انا مليش مكان اقعد فيه و...

_ قاطعها ريان في محاولة منه أن يمحي التكلف بينهم :-
_ ده بيتك ياريت متتأسفيش انتي في مقام بنت عمي

_ رمقته عنود ببندقيتاها متسائلة بتعجب :-
_ بنت عمك ازاي ؟

_ أجابتها دينا حتي لا تنسح لريان فرصة التحدث معها :-
_ انتي متعرفيش أن والد ريان إبن عم والدك ؟

_ اماءت عنود راسها نافية بينما هتف ريان مؤكداً حديث زوجته :-
_ أديكي عرفتي يعني إحنا قرايب لو احتجتي حاجة اطلبيها من غير ما تترددي

_ شعرت عنود بالحرج الشديد لاسلوبها الفظ التي حادثته به من مسبقاً ، حمحمت بحرج وأردفت معتذرة :-
_ أنا آسفة لاني اتكلمت معاك بأسلوب مش لطيف في المكتب

_ إلتوي ثغر ريان بتكلف وردد :-
_ ولا يهمك

_ استشاطت دينا غيظاً من ذاك الحديث الغامض ، لما تعتذر تلك الفتاة ولما تتحدث معه من الأساس ، شعرت بالنيران تشتعل بداخلها وتود أنا تطردها من منزلها لكن ليست بتلك الشجاعة ، ستتحمل لا يوجد حل آخر أمامها ، تنهدت بضجر ثم أخذت عنود لغرفة جني وأجبرت شفاها علي الابتسام وهتفت بفتور :-
_ اتفضلي لو احتجتي حاجة نادي عليا

_ ابتسمت لها عنود ممتنة :-
_ متشكرة لحضرتك يا طنط

_ اتسعت حدقتي دينا بصدمة وتمتمت بنبرة مندفعة بعض الشئ :-
_ طنط مين انا كل الحكاية ٢٨ سنة ، انتي عندك كام سنة ؟

_ حمحمت عنود في خجل وأجابتها مستاءة من زلة لسانها :-
_ ١٨ سنة

_ رمقتها دينا بذهول وكادت أن تنفجر ضاحكة ، أهي تغار من تلك الصغيرة التي لم يتعدي عمرها العشرون بعد ، حاولت أن تخفي ضحكاتها ولعنت سذاجتها المفرطة ، وقالت مُشكلة إبتسامة علي محياها :-
_ ١٠ سنين مش كتير اوي برده أنك تقوليلي طنط

_ ضغطت عنود علي شفاها بإرتباك خجل وأردفت نادمة :-
_ آسفة فكرتك اكبر من كده

_ ابتسمت لها دينا وأردفت مختصرة حديثها :-
_ حصل خير ، البيت بيتك متتردديش تطلبي حاجة ،

_ دلفت دينا للخارج ساخرة من سذاجتها حيال تلك الصغيرة ، نظرت إلي ريان الذي يداعب صغيرته ولم يلاحظ وجودها أو يتعمد تجاهلها لا تدري ، حمحمت وهتفت بفتور :-
_ تحب تتغدي ؟

_ نهض ريان واجابها بإقتضاب وملامح جامدة :-
_ لا مش عايز ، أنا نازل

_ دلف للخارج سريعاً وطرق الباب بعنف ، وقف أمام المصعد وابتسم عندما تذكر ذاك الجدال الصغير الذي حدث منذ قليل ، ولج بداخله وضغط علي زر الهبوط ،

_ لم يتفاجئ عندما توقف المصعد عند الطابق القاطن به والده ، زفر أنفاسه بضيق وسحق أسنانه بغضب ، وها هي قد ظهرت أمام مرآي عيناه أغلقت الباب ونظرت إليه بخضرواتاها وهتفت معاتبة :-
_ بالبساطة دي عايز تخلص مني ؟

_ أوف أوف اوف
_ صاح بهم ريان فلقد بلغ ذروة تحمله ، بينما اقتربت هي منه بدلال ، دفعها بكل ما أوتي من قوة مستنكراً تقربها الوقح ، وقعت رنا أرضاً أثر دفعته وأطلقت آنة موجوعة :-
_ انت بتعمل فيا كده ليه ، ليه مش حاسس بيا ؟

_ انحني بجسده نحوها وجلس القرفصاء مقابلها رافع سبابته أمام وجهها محذراً إياها :-
_ أقسم بالله يا رنا لو فكرتي بس مجرد تفكير تقربي مني تاني ورحمة امي لهكون فاضحك في الحتة كلها وهرميكي رمية الكلاب ولا أبويا ولا الدلول اللي فرحانة بيه ده يقدروا يوقفوني عن اللي هعمله فيكي ، شكلك نسيتي أنك بتتعاملي مع ريان العراقي!

_ انهي حديثه المسترسل وفتح باب المصعد بإندفاع وغادر وهو يُتمتم بالسُباب ، هبط الأدراج سريعاً وهو في قمة انفعاله ، اصطدم في شخص ما من سرعة خطواته المهرولة ، توقف وكاد أن يندفع به لكنه صمت عندما رأه أخيه الصغير ،

_ رمقه يحيي بغرابة لتقاسيم وجهه المشدودة متسائلاً بقلق :-
_ مالك في ايه ؟

_ مفيش ، انت جاي منين كده ؟
_ تسائل ريان بنبرة صارمة حادة بينما تقبل يحيي تغيره للحوار واجابه قائلا :-
_ كنت في الكلية بقدم بس قالولي تعالي بكرة لأن عندهم ضغط كبير النهاردة

_ أماء ريان رأسه بتفهم ثم غادره دون أن ينبس بحرف زائد ، عاد لمكتبه وما إن أوصد بابه حتي انهال علي مكتبه الخشبي بعصبية إلي أن بات حُطاماً ،

_ وقف أمام نافذته يزفر انفاسه بغضب شديد ، أهو يستحق هذا القدر من الضغوطات ؟ لا أحد يرفق به وبمشاعره وكأنه حيوان خُلق لتلبية طلباتهم فقط ، لا أحد يشعر به حتي أقرب الأقربين ،

_ لا يعبأ له أحد ولا يكترثوا كثيراً لأمره ، هل هو حزين أم سعيد ، هل يأكل هل يشرب هل ينعم بنوم هنئ مثلهم ، لم يفكروا به يوماً ، لأول مرة يشعر بإحتياجة الشديد للمساندة ، أراد أن يُلقي بنفسه بين أحضان اول من يشعر به ويحاول التخفيف عنه ،

_ جلس علي الاريكة الجلدية ومدد قدميه أمامه ، أوصد عينيه بإرهاق جلي وهو يعيد ما مر به منذ وفاة والدته ، ترك دراسته ليعول والده الذي فقد نور عينيه وبات في ظلام حالك ناهيك عن أشقائه بما فيهم شقيقه الأكبر الذي من المفترض أن يعولهم هو وليس ريان ،

_ عمِل في أحد الورش الصغيرة وسهر لأسابيع لم يذق طعم النوم الا دقائق معدودة لكي يثبت جدارته ويحظي بأجر مرتفع ، أبتعد عن دراسته وعن اصدقائه حتي عائلته فقط ليأتي بمال لكي يلبي احتياجات عائلته التي بات هو عائلهم الوحيد دون مساعدة من أحد ،

_ شعر بحرارة قطرات عينيه التي انسدلت رغماً عنه ، مسحهم بأنامله ثم اعتدل في جلسته متمتماً بحدة :-
_ في إيه يا ريان انت هتنخ الوقتي ؟ معتش وقت وقوع خلاص انت كبرت علي الكلام ده فوق لنفسك بقا ، فوق عشان تقوي اكتر وتواجه اللي بتتعرض له ..

_ زفير وشهيق ثم دلف للخارج بخطي متريثة ، نادي علي أحد عامليه قائلا بنبرة آمره :-
_ هاتلي مكتب جديد بسرعة

_ اوامرك يا معلم
_ قالها عاطف أحد عمال المعرض ثم أسرع في امتثال أوامر رب عمله ، بينما ذهب ريان لشراء المنزل الذي وعد به ياسر ..

_________________________________________________

_ جذبها هاني من ذراعها ودلف بها داخل غرفتهم وأجبرها علي الوقوف أمامه ، تنهد بضجر بائن وصاح بها مندفعاً :-
_ إحنا ليه مش عندنا عيال ؟

_ أغمضت رنا عينيها بضجر لهذا الرجل الذي لا يكِل مطلقاً من تلك السخافات الذي يردد سؤالها دائماً ، والإجابة واحدة لا تتغير وهو يعلمها جيداً لكن لابد وأن يعكر صفو مزاجها ،

_ تنهدت ثم أجابته مُشكلة إبتسامة ساخرة علي محياها :-
_ لأننا مش بنخلف طول ما إحنا مع بعض ، تحب تسمعها تاني ولا اكتفيت ؟

_ تنهد مستاءً ثم جلس علي طرف الفراش وجذبها من يدها وأجبرها علي الجلوس علي قدميه وتابع حديثه قائلا بحزن :-
_ عمري ما هكتفي ، إحنا روحنا لدكتور واحد وقالنا كده والكلام ده من سنتين ، ليه منروحش لدكتور تاني وتالت ونجرب حلول كتيرة عشان نوصل للي عايزينه في الآخر ، نعمل حقن مجهري نعمل اي حاجة المهم أن يكون عندنا عيال ، رنا أنا خلاص داخل علي الاربعين سنة يعني مش صغير ونفسي في ولد يسندني لما أكبر أو بنت تكون حنينة عليا ، مش عارف ليه الموضوع مش فارق معاكي ، انتي مش عايزة تكوني أم وعندك نونو صغير تلاعبيه وتأكليه ونشتري له هدومه ، مش عايزة تسمعي كلمة ماما منه وهي طالعة مكسرة ومش مفهمومة ونقعد نضحك عليه ؟

_ لمعت خضرواتاها تأثراً بحديثه ، فمن لا يتمني أن يحظي بدور الأمومة ، هي تري جني ابنة دينا وتتمني أن تعانقها وتأتي بمثلها لكن ليس من ذاك الرجل ، لا تريد أن تربط حياتها معه لآخر عمرها ،

_ ستحاول وتحاول مع ريان حتي يكِل إحداهما إما هو سيرضخ لها أو تتوقف هي عن محاولاتها معه ، لكن لن تتركه بتلك السهولة التي يظنها

_ نهضت من علي قدميه وانعكست ملامح وجهها الي الحدة قائلا بفتور :-
_ انت مابتزهقش يا هاني من الموضوع ده قولنا مينفعش نخلف ليه عايز تصعب الدنيا علينا ونروح لدكتور يقولنا نفس الكلام ونرجع محلك سر ، خلينا كده أحسن لو ربنا أراد هتلاقيني حامل من غير علاج

_ نهض هاني هو الأخر ووقف مقابلها وهتف بتوسل :-
_ ربنا بيقول اسعي يا عبدي وانا اسعي معاك ، يعني ناخد الخطوة الأولي في العلاج وربنا ييسر الباقي

_ تأففت بضجر بائن وصاحت به بتهكم :-
_ يووه بقا أنا سايبة لك الاوضة وخارجة عشان تسكت هااا..

_ دلفت الي الخارج سريعاً هاربة منه وما إن أغلقت الباب حتي وقفت تتنفس الصعداء وحمدت الله أنها أنهت ذاك الحوار دون أن يكُشف أمرها

_________________________________________________

_ عاد ريان الي المنزل في وقت متأخر بعدما أنهي ما ذهب لإنهائه ، صف سيارته أسفل البناية وترجل منها ، قابل صديقه الحميم وهتف بمزاح :-
_ راجع منين يا خلود متأخر كده اوعي تكون بتلعب بديلك

_ قهقه خالد عالياً واقترب منه واردف :-
_ لا يا خفيف كنت بجيب ورد ..!

_ غمز بعينه الي ريان فأسرع ريان هاتفاً بسخرية :-
_ ورد ، انت هتخطب تاني ولا ايه ؟

_ ضيق خالد عيناه عليه واجابه متعجباً :-
_ لا يا عم النهاردة عيد جوازي وهي صحت الصبح قالتلي عايزة ورد يا إبراهيم ، فجبتلها ورد

_قهقه ريان عالياً ثم وردد ساخراً :-
_ انت مش مكسوف وانت ماشي شايل الورد كده ، الصراحة شكلك مسخرة ويضحك أوي كأنك مراهق عنده ١٦ سنة

_ ازدادت قهقهات ريان بينما لكزه خالد في كتفه بعنف وقال بفتور :-
_ واحد جايب لمراته ورد ايه اللي بيضحك في كده ، عايز تفهمني انك مش بتجيب ورد لمراتك ؟

_ عقد ريان ما بين حاجبيه بذهول وأشار بإصبعه علي نفسه :-
_ أنا ، اجيب ورد ليه ؟ أهزق نفسي ويبقي شكلي يضحك زيك كده لأ طبعاً

_ استشاط خالد غيظاً من أسلوب ريان معه ، لكزه مرة أخري في كتفه لكن كانت تلك المرة أشرس ثم غادره هاتفاً بحنق :-
_ مش فايق لك الوقتي بكرة اجي أرد عليك

_ آل ورد آل ، ليه الرجالة بتزهق نفسها بالشكل ده _ هتف بهم ريان وانفجر ضاحكاً علي منظر صديقه ثم صعد إلى الاعلي ..

_ كانت دينا جالسه في قيد انتظار عودته من الخارج بفروغ الصبر حتي تفاجئه بذاك الخبر السعيد ، لكنه تأخر كثيراً وقد غلبها النوم وهي علي الفراش

_ ولج ريان الي المنزل وكعادته لم يستقبله أحد ، دلف داخل المطبخ وسمع أنين أو ربما شهقات لم يتضح له حقيقة تلك الأصوات ،

_ ذعر بخوف شديد لأنها تأتي من غرفة صغيرته ، توجه نحوها بخطي مهرولة وفتح الباب ونسي تماماً تلك الضيفة التي تمكث لديهم ، لعن نفسه عندما رآها كيف له أن ينسي شئ كهذا ماذا ستقول عليه الآن ، لكن لحظة ماذا تفعل هذه ؟ أتصلي ؟ لم يأذن الفجر بعد إذاً ماذا تصلي وبذلك الخشوع ، لما تبكي بحرقة هكذا ولا تتوقف قطرات دموعها عن النزول ، أغلق الباب بهدوء وعاد لما كان يفعله ..

_ تأفف بضيق عندما رأي الطعام بارداً ، وضعه في آلة التسخين الكهربائية وضغط علي زر التشغيل لكنه لم ينير مصباحه الصغير الذي يدل علي بدأ توزيع الحرارة علي الطعام ، حاول مراراً وبائت محاولاته بالفشل ،

_ انت نسيت تحدد درجة الحرارة
_ هتفت بها عنود عندما رأته يقف محاولاً مع تلك الآلة جاهلاً كيفيه تشغيلها ، التفت اليها بحرج لفعلته التي بدت وقحة قليلاً ، اقتربت هي منه وحددت درجة الحرارة المناسبة للطعام حيث تفاجئ ريان بأن الآلة قد بدأت في عملها ، ابتسم لها وقال ممتناً :-
_ شكراً أصل انا مليش في الحاجات ومش بتعامل معاها كتير

_ أبتسمت عنود بتكلف ثم سألته بتردد ممزوج بالخجل :-
_ هو حضرتك كنت محتاج حاجة اصل دخلت الاوضة و..

_ صمتت من تلقاء نفسها ولم تكمل خجلاً من نظراته المُثبتة عليها ، بينما شعر ريان بالحرج الشديد اتجاها لفعلته البلهاء ،تنهد بإرتباك خجل وأردف موضحاً تصرفه :-
_ لما سمعت صوت عياط فكرت جني اللي بتعيط ونسيت خالص أنك موجودة

_ شعرت بتلك الحرارة المنبعثة من وجهها من فرط حيائها واخفضت بصرها وقالت بتعلثم :-
_ حصل خير ، بعد اذنك

_ أولته ظهرها وكادت أن تدلف للخارج بينما اوقفها ريان بسؤاله :-
_ انتي كنتي بتعيطي ليه ؟

_ تفاجئت هي بسؤاله ، استدارت إليه بجسدها ورمقته بغرابة ممزوجة ببعض السعاده لكونه مهتم بيها ، ربما لأنها مفتقدة لذلك الشعور كثيراً ، تابع ريان مضيفاً :-
_ أنا قصدي في حد زعلك هنا في البيت ، حد ضايقك ؟

_ أماءت راسها بنفي واجابته مختصرة الحديث معه :-
_ لا لا خلاص ، بس انا بكون كده وانا بتكلم مع ربنا

_ ضيق عيناه عليها متعجباً لما تقوله ، أتتحدث مع الله , كيف ؟ كاد أن يسألها لكن بوق الآلة الكهربية صدح وأعلن عن انتهاءه ، التف إليه ريان وسحب الاطباق منه بينما عادت عنود سريعاً الي غرفة الصغيرة التي تمكث بها ،

_ جلس ريان علي طاولة المطبخ يتناول طعامه في صمت طال فترة تناوله للطعام ، بينما جلست عنود علي الفراش الإضافي في الغرفة وبحثت في هاتفها عن افضل الجامعات بمصر ، شهقت بصدمة عندما قرأت أن غداً الميعاد الأخير للتقديم ،

_ ازفرت أنفاسها وعزمت أمرها أن تذهب وتقدم بأحد الجامعات غداً بمشيئة الله ، والآن ستحظي ببعض النوم لتبدأ يوماً جديداً لا تعلم ماذا يحمل لها نصيباً من الأقدار ..

_________________________________________________

_ اشرقت الشمس معلنة عن بدأ يوم جديد في حياة الجميع ، استيقظت عنود مبكراً وترددت كثيراً في الولوج خارج الغرفة لكنها مضطرة يجب أن تجهز سريعاً حتي تذهب وتبدأ بإجراءات إلتحاقها بالجامعة ..

_ ولجت داخل المرحاض الخارجي علي عجالة من أمرها قبل أن يستيقظ أحدهم ، دلفت للخارج بعدما أنهت ما تفعله به ، تفاجئت بدلوف ريان من غرفته ،

_ ابتلعت ريقها بخجل بينما ألقي هو التحية بنبرة متحشرجة :-
_ صباح الخير

_ أجابته وهي مطأطئة الرأس بحياء :-
_ صباح النور

_ تعجب ريان منها ومن تصرفاتها التي تزيده غرابة فلم يسبق له وأن رأي بمثلها ، لا تصافح الرجال ولا تختلي معهم في مكان مغلق ولا تنظر إليهم ودائمة الخجل عندما تتحدث معهم ،

_ تنهد وهتف متسائلاً بإهتمام :-
_ انتي محتاجة حاجة ، الوقت لسه بدري أوي

_ رفعت بندقيتاها عليه بحرج وأجابته قائلة :-
_ لازم أقدم في الجامعة لأن النهاردة آخر يوم في التقديم

_ عقد ما بين حاجبيه بغرابة وسألها بفضول :-
_ تقدمي في الجامعة! ، انتي عندك كام سنة ؟

_ ابتلعت ريقها واجابته بخجل مفرط :-
_ ١٨ سنة

_ انفجر ريان ضاحكاً بينما رمقته عنود بغرابة من أمره لا تعلم سبب ضحكاته القوية ، شعرت بالخجل فأخفضت رأسها بحياء ، توقف ريان عن الضحك وردد معتذراً :-
_ أنا آسف بجد بس انتي طلعتي عيلة اوي متوقعتش أنك تكوني صغيرة اوي كده

_ تلونت وجنتيها بالحُمرة الصريحة وكادت تغادره لكنه اوقفها بحديثه :-
_ استني مش قصدي اضايقك ، طيب انتي هتروحي مع مين ؟

_ أجابته بحدة متعمدة عدم النظر إليه :-
_ هكلم ياسر يجي معايا ..

_ اماء رأسه بتفهم وسألها بفضول ليرضي غريزة فضوله :-
_ هتقدمي في كلية ايه ؟

_ لا تعلم سر ذلك الشعور الذي تغلغل بداخلها لسؤاله الاخير ، نظرت إليه بإمتنان لأنها تريد مشاركة ما تفكر به وما تفعله مع أحدهم كما كانت تشارك والديها دوماً ، تنهدت بحرارة واجابته بنبرة متحمسة :-
_ كلية هندسة

_ إلتوي ثغر ريان مُشكل ابتسامة عريضة علي محياه ، شعرت عنود بنبضاتها التي خفقت بصورة عنيفة عندما ابتسم تلك الابتسامة ، رمقته كثيراً وهي لا تريده أن يتوقف عن الابتسام مرة أخري ، هزت راسها طاردة أفكارها المبهمة التي راودتها في تلك الأثناء ، بينما ردد ريان متمنياً لها التوفيق :-
_ ربنا يوفقك ، تحبي أكلم لك ياسر ؟

_ أماءت راسها رافضة وأسرعت بالحديث بحرج :-
_ هكلمه أنا

_ لأ أنا اللي هكلمه
_ أصر ريان بنبرة صارمة ، لا يعلم لما تحدث بتلك اللهجة ، ربما لا يريدها أن تتحدث معه بمفردهم كما رفضت هي الصعود معه في المصعد تحت مُسمي خلوة غير شرعيه ، إذاً لن يسمح بإعطاءها فرصة التحدث معه ..

_ سحب هاتفه من جيب بنطاله وقام بالاتصال على ياسر ، وقف يرمقها قيد انتظار إجابته ،
أجابه ياسر بنبرة قلقة :-
_ معلم ريان ، عنود كويسة ؟

_ ابتسم ريان لحالته واجابه بنبرة هادئة :-
_ كويسة بس هي عايزة تقدم في الكلية لأن النهاردة آخر يوم وكانت عايزاك معاها ..

_ ممكن تديهالي
_ قالها ياسر بحرج بائن ، بينا رد عليه ريان بفتور :-
_ اه اتفضل

_ مد يده بالقرب منها هاتفاً بإقتضاب :-
_ ياسر عايزِك ..

_ أخذت منه الهاتف فلامست بشرته الخشنة ، شعر كليهما برجفة شديدة سرت في أوصالهم الساكنة كأنهم صعقوا من الكهرباء وليس من مجرد تلامس أيديهم ،

_ ابتلع ريان ريقه بتوتر وهو يرمقها بنظراته الثاقبة التي أخجلتها ، اخفضت بصرها هاربة من نظراته المسلطة عليها وأردفت موجهه حديثها إلي ياسر قائلا بخجل :-
_ نعم

_ تنهد ياسر بآسي وهتف قائلا :-
_ عنود ضروري يعني النهاردة ، أنا لسه هخلص إجراءات كتب الكتاب وكمان محتاجك تتصوري وترتيبات كتير ينفع يوم تاني ؟

_ لمعت عينيها بحزن وأجابته بنبرة هادئة :-
_ النهاردة آخر يوم مش هينفع لازم أقدم النهاردة ، طيب أنا هروح أنا ، أنا عملت سيرش عن الجامعات اللي اقدر اقدم فيها وأقدر اطلب اي ابليكشن واروح معاه

_ أجابها ياسر برفض تام :-
_ لا مينفعش تروحي لوحدك أول مرة ومش هتعرفي تمشي لوحدك ،

_ انسدلت قطرة من عينيها حزناً علي ذلك المستقبل الغامض لطلاما تمنت نجاحه وبشدة ، ماذا يحدث له الآن ؟ سيفارقها مثلما فعل والداها ، لماذا جميع الأشياء التي تحبها لا تكتمل وتذهب دائما ، هزت رأسها مستنكرة تفكيرها وسوء ظنها بالله ، استغفرت ربها ثم أجابته بإصرار :-
_ معلش يا ياسر مش هقدر أضيع مستقبلي عشان حد حتي لو كان انت ، أنا مقدرة خوفك بس الكلية لو ضاعت عليا مفيش جواز هيتم ..

_ ظهرت شبح إبتسامة علي ثغر ريان وهو يري عزيمة تلك الصغيرة وإصرارها علي ما تريد ، ماذا لو كان يمتلك نصف جرأتها ؟ لكان الآن يسبق إسمه المهندس بدلاً من المعلم التي ترافقه دائماً و لا يحب سماعها لكنه فقط اعتاد عليها ..

_ أنا ممكن اوصلك
_ هتف بها ريان بنية المساعدة فهو لا يريد لأي شخص كان أن يعيش نفس تجربته التي لازال يتمناها قلبه ويؤلمه ذكراها ..

_ رمقته عنود ببندقيتاها وقد إلتمعت عينيها بوميض غريب لم يستطيع ريان تفسير معناه ، لكنها سرعان ما انعكست تعابير وجهها ، كيف يجرأ ويقول ذلك ، ألم يفهم شخصيتها منذ موقف المصعد الكهربائي ؟!



يتبع الفصل التالي اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية المعلم" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent